حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
عندما يصبح التصفيق لاَزِمَة سياسية . - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: عندما يصبح التصفيق لاَزِمَة سياسية . (/showthread.php?tid=17472) |
عندما يصبح التصفيق لاَزِمَة سياسية . - qaswara - 06-03-2006 .. ترى هل يأتي اليوم الذي يُرى فيه الحاكم العربي يخطب في الجماهير و لا احد يصفق له ؟.. و هل يرى المواطن العربي اليوم الذي تجتمع فيه الحكومة و لا يصورها التلفاز؟.. أ لنا أمل ـ نحن العرب ـ ان نعيش اليوم الذي نرى فيه الوزراء يتسوّقون مثل خلق الله و ينزلون الاسواق ؟.. و هل نحيا اليوم الذي نرى فيه السفراء العرب يحوّلون رواتبهم الى البنوك العربية ؟.. اذا وصلنا الى هذه المرحلة آن لنا ان نقول : ان العرب قد وصلوا الى الاستقرار الحقيقي . اعتقد ان الوصول الى مرحلة من التطور يخطب فيها الرئيس و لا يُصفق له ، لن تكن الا في " جمهورية افلاطون " .. فهل شهدتم حاكمًا عربيّا صفّق عليه الناس و لم يصفق عليهم ؟!.. و هل شهدتم حاكمًا عربيّا صفّر عليه المصفرون و لم يبصق عليهم إما هو أو من ينوبه ، ثم تلك الجماهير يحصدها الرصاص ؟.. نعم ! سيأتي ذلك الامل عندما يتوقف رجال الحكم عن الخطب .. و لكن الامل أيضًا يعود عندما تتوقف الشعوب عن التصفيق ! اذا كنّا نعيب على الحاكم في الوطن العربي كثرة الخطب فإننا ينبغي ايضا أن نعيب على الشعوب كثرة التصفيق . اذا كنا نستطيع ان نصدر (فرمانا) مرسوما ملكيا او رئاسيا او أميريا يمنع الحكام من القاء الخطب فإننا قد لا نستطيع ان نصدر (فرمانًا ) يمنع الشعوب من التصفيق ! و هاتوا تجمعًا واحد يحدث في الوطن العربي و لا يكون فيه التصفيق حاضرًا .. اللهم الاّ التجمع الذي يحدث في المقابر عند دفن الذوات.. في الوطن العربي عندما يبرع الحاكم في مدح نفسه و حكمه يُصفق له ! و عندما يبرع في مدح من يستمع له يصفق له ايضًا ، و عندما يبرع الحاكم في شتم من يستمع له يصفق له كذلك .. عجبًا . حتى ان مدارس التصفيق في الوطن العربي تطوّرت .. فهناك التصفيق العادي ، و هناك التصفيق الصياحي بالدعاء لـ "ولي الامر " بالبقاء على قيد الحياة ، و هناك التصفيق العسكري و يكون بالوقوف في حالة الاستعداد ، و هناك التصفيق بالقلم مثلما تفعل الصحافة العربية و بعد رواد الانترنيت ، و هناك التصفيق بالتأييد و المساندة ، و لا ننسى تصفيق النساء بالزغاريد .. حتى ان شراء بعض الطائرات الحربية لا لشيء سوى للتصفيق للحاكم بمناسبة الاعياد الوطنية . كما ان هناك تصفيق و هذا اخطرهم و هو كتابة التقارير الانمائية كأن يجعل المصفّق من المصفّق له محور كل شيء فهو المنجز للإنجازات ، و هو المنتج للخيرات ، و هو العامل و المسؤول في نفس الوقت .. و لم يبق لهؤلاء الاّ ان يقولوا : " بيده كل شيء و هو على كل شيء قدير ..ينبت الزرع ، و يرسل الرياح لواقح .. و ينزل الغيث من السماء !.. ينشئ العمارات ، و يباعد القارات ، و يخمد البراكين و يطعم الفقراء و المساكين ! هو الخير كل الخير و غيره الشر! "... هذه الانواع من التصفيق ، يسمعها العربي و يقرأها و لا تثير فيه اي احتجاج او معارضة ! حتى ان التصفيق في بلاد العرب ، أصبح ناموسًا من نواميس الحكم . و بسبب التصفيق في البلاد العربية ، " الغيت " عقوبة قطع ايدي السرّاق حتى لا يؤثر الامر على عدد المصفقين ! و يمسّ ذلك بهيبة و سمعة الحكام .. خاصة ان أن السرّاق تكاثروا و اصبحت عندهم شعبية اكثر من شعبية الحكام ! بل ان السرّاق اصبحوا هم الدولة .. و هم اقوى " الاحزاب " في الدول العربية . و حسب تطور امور التصفيق في الوطن العربي ، فإنه لا أمل لنا ـ كعرب ـ ان نرى دولة عربية بدون تصفيق ! و اصدقكم القول ، انني احس ان القارئ عندما ينتهي من قراءة هذه السطور سيصفق ايضًا ! ليس اعجابًا بما كتبته ! و لكن كي يمارس عملية بيولوجية !.. و لو قام العرب بوضع مادة في دساتيرهم تمنع التصفيق بدون سبب ، لتحولت البطانة و الاحزاب و الجمعيات الى مجرد هياكل بلا روح ! و عندها سيتحول عمل هذه البطانة و هذه الاحزاب و الجمعيات الى ما يشبه تجمّع الاموات في المقابر .. و لذلك فان وجود التصفيق ، أصبح لازمة سياسية للحاكم و المحكوم على السواء ! . و خلاصة القول : كما تكونوا يولّى عليكم ... تحياتي |