حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
الهولى كراسة ( كتاب سلنتوحة المقدس ) - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78) +--- الموضوع: الهولى كراسة ( كتاب سلنتوحة المقدس ) (/showthread.php?tid=1808) |
الهولى كراسة ( كتاب سلنتوحة المقدس ) - بهاء - 12-28-2008 محدش يسألنى ما هو السبب العظيم وراء البدء فى كتابة مذاكرتى او رحلاتى , أنا عمرى ما كتبت حاجة عن حياتى السابقة فى موضوع . وفى الحقيقة كان نفسى اكتب عن حياتى بالأنجليزى - لأن العربى سبب لى احباط بعد احباط , الى ان يأست من العربى والعرب . لكن سببين دعونى ان اكتب هذا الموضوع : 1 - أنى حاسس ان اوان الرحيل قد اتى , وان احتمال انى هأغادر نادى الفكر الى عالم جديد وتجارب جديدة وناس جديدة . قد لا تأتى الان , لكن اذا أتت لا تتعجبوا اذا اختفيت او لدقة تلاشيت مع الظلام . تاركاً ذكرى او طوبة فى سوار ( نادى الفكر العربى ) العظيم . ولأنى أدين الى نادى الفكر بهذه القصة , دون احد غيره اذا غادرت . 2 - انى من اليوم اللى وجدت فيه نادى الفكر الى تلك اللحظة , اعطنى هذا المكان بزواره ووجوده دين وفضلا لا أعرف كيف أرده ؟ كيف أرد قيمة المناقشات مع الزملاء ... كيف أرد دين عظيم فى رقبتى , وضعه نادى الفكر ولم يطلب منى للحظة ثمناً له السيدات والسادة لو ان كتاباً مقدساً لم يكتب قصة حياتى فيه - ما استحق ان يكون مقدساً عندى , ما أستحق ان يحكى ويروى او حتى يقرأ . فأنى وقد اقتربت على نهاية البداية أقول وبطمانينة ( أن المقدس هو الأنسان , هو أنا وانت , أبواك وأمك , عمك وخالتك .. هو الانسان , لا طوبة ولا اله يستحق ان يعلو على الاله الحقيقى المتربع على عرش هذا الكون وهو ( الأنسان ) لهذا فى أحترام - لا ذل , فى أعجاب وتقدير لا خوف ... أنحنى أحتراماً لذلك الانسان اله ذلك الكون وتلك كانت البداية الهولى كراسة ( كتاب سلنتوحة المقدس ) - بهاء - 12-28-2008 يعنى لو فى شئ أصف فيه مرحلة طفولتى , أكاد اصفها بأنها كانت امتع فترات حياتى ... مش لأن اهلى كانت جدعان وكويسين ! لا , بس لانى كنت شقى وأحب اخرج وألعب وأروح النادى وكنت بحب المدرسة قوى ... المشكلة بقى ان أمى مكنتش تخلينى اخرج , وكنت تخاف على زيادة عن اللزوم . لا , والأسوء انى حسيت بمعنى كلمة ( الرقابة ) فى سن صغيرة جدا , عندما تجد ان اخواتك الكبار بيمارسوا اشياء وبيعملوا اشياء - مش مسموحلك حتى انك تفكر فيها . وكأن بقى ليهم مميزات وحقوق مش من حقك انك تأخدها على اساس انك ابن الخدامة .. بس الموضوع مكنش ابن الخدامة , الموضوع كان ( أنى كنت صغير ) أهلى خنقونى وانا صغير , عمرهم ما فهمونى ولا انا فهمتهم ... كان بيت كله مشاكل , وأمى كانت ماسكة أيديها كتير على الرغم اننا كنا من المستوى المتوسط Middle class family ! وأنا صغير كان نفسى اعمل حاجات كتير , أتعلم بيانو , أروح اتعلم انجليزى فرنسى , كنت كل ما شوف حاجة فى التليفزون اقول انا نفسى أجربها . وعلى عكس كثير من الاطفال انا كنت بجرب الاشياء وألتصق فيها لمدة , يعنى صديقة امى - واللى كانت مدرسة علوم - قالتها ( انها عايزة تخدنى نادى العلوم عشان اقدم مشروع المدرسة ! وفعلا رحت هناك , وبعد كده ألتحقت بنادى علوم فيكتوريا كولج الصيف كله .. الى ان زهقت من فيكتوريا كلوج من نقص المعدات بتاعتهم والقرف بتاع أمى , سبتها ومشيت ) أكاد أعتبر نفسى فى أسرة مفككة - انا صحيح ابواى طلق امى وسيح للدنيا كلها - بس تفكك الاسرة عندى ( هو لما تحس انك عايش فى عالم غريب , لا حد فهمك ولا حد عايز يفهمك .. كأنك مفتاح انجليزى محطوط فى الماتور , غلط يكون هنا ) لومت اهلى كتير - لانى كان لى حب للاطلاع والمعرفة - ومحدش قالى ( خد فلوس اشترى كتب , او يعملى اشتراك فى المكتبة وينمى الحب ده .. كانت الحسبة عندها دائما حسبة فلوس " ولو اقدرت توفر ربع جنيه , يبقى انجاز .. واللى هعمله كلام فاضى " قالتى : لو عايز تقرأ , ما تقرا الجرانين القديمة او اللى بنجيب فيها الفول . ولما قالتها ( عايز اتعلم انجليزى زى الاجانب , قالتى : روح اقرا روشتات الدواء هما بيتعلموا كده ) مش بقلك - اسرة مفككة , عندها مشاكل نفسية لو كان فرويد نفسه عايش كان مات قبل ما يعالجها . لكن بكل ميكافيللة تعاملت مع الامر بواقعية وصدرت قفاى وقولت مش مشكلة .. كل مشكلة ليها حل , مش عايزة تخلينى أقعد فى البيت يوم أزوغ من المدرسة . حاسس بالملل هشرب سجائر . وهنا بدأت رحلتى فى التمرد على كل من حولى , اذ أكتشفت فى لحظة من الزمن تقريبا وأنا عمرى 10 سنين ان الناس دى مش فاهمنى ولا هيدونى اللى انا عايزة . فملأ الشك قلبى فى كل ما هو حولى , وهنا حصلت على اول وظيفة وانا عندى 10 Years old (f) الهولى كراسة ( كتاب سلنتوحة المقدس ) - بهاء - 12-29-2008 انا عايز أقولك انك انسان مميز جدا - ولازم تحس بكده لانك الانسان الاول فى تاريخ الانسانية اللى يقرا قصة حياتى , انا لا بحب اتكلم عن حياتى السابقة او جروحى وما المنى سابقاً , ممكن اتكلم عن انجازاتى - بس لاسف مفيش عندى انجازات ممكن احكى فيها كتير فقررت انى لا اتكلم عن حياتى السابقة تماما . لكن فى احداث حصلت فى تاريخ طفولتى غيرت شكل حياتى , وكلمة طفولة اعنى بيها فترة التعليم الابتدائى او الالزامى واللى كان من فترة 6 سنين الى 10 سنوات - بعد ذلك انت لم تعد طفل , وهقولك انا اقصد ايه بالكلام ده لما رحت مدرسة اعدادى حكومة .. هتعرف انى بقيت رجل قوى . المهم ان بالضبط فى سنة ثانية ابتدائى وفى يوم ابن كلب لن انساه , سألتنى الابله : يا بهاء انت معملتش الواجب ليه ؟ قولتها ببط صبى فى السادسة : انا كنت تعبان قالتلى : طيب انت اكلت ولا كنت تعبان ؟ قولتها : لا اكلت طبعا قالتلى : طيب معملتش ليه الواجب بعد ما أكلت قولتها : بصراحة يا ابله , بابا طلق ماما امبارح وانا كنت تعبان من العيط هذا المشهد يعكس حقيقة النصائب اللى عملتها بعد كده , هو انى كنت صريح زيادة عن اللزوم وكنت ارمى الكلمة ولا القى لها بالا .. واتذكر يومها انى وضعت الفصل كله فى حالة صدمة شعورية بما فيهم الابله نفسها , وما كان منها الا ان قالتلى : يا بهاء اللى بيكذب بيروح النار , عيب تقول كده عن ماما وبابا .. ادخل ومتعملهاش تانى ! وما كان من بنت الوسخة الغبية الا ان سألت امى عندما رأتها , وتسببت انى اتفقعت علقة من امى يوميها - وكأنى انا اللى طلقتها ... عشت فى البيت ده مأسى ومأسى من مثل هذه النوعية , ان تعاقب لشئ انت لم تفعله او كان ليك علاقة بيه او حتى ببراءة اطفال غلطت وعملته .. زى فى مرة خدت بكرة خيط وحدفتها من الشباك , مسكتنى ضربتنى ضرب يوميها ! والنصيبة الاكبر ان امى كانت مؤمنة اننا فراخ وانها الفرخة الكبيرة , ولذلك فكرة اننا نخرج بره البيت دى مرفوضة تماما .. وكانت تحبسنا فى البيت ومنتظرة مننا ان مفيش حاجة تتكسر او مثلا النجفة هتفضل فى مكانها - لان فى اغلب الاحوال كنا بنكسر اللمض بتاعتها ونخبييها ونقول انها كانت كده .... بس كنت بضرب برضه ! كنت نسرق منها العصايين ونحدفها فى الشارع , تروح تشترى عصيان غيرها وكأنها سبحان الله يا اخى بيوزعوها فى الشارع .. لكن اقولك على شئ مش هتصدقه , على الرغم ان امى كانت بتضربنى كتير - بس كان ولا يهمنى بعدها اضحك وافرح انى جرب حاجة جديدة ... ممكن اقولك انى عندى شغف لتجربة ولطعم كل شئ ! حسيت بالموضوع ده لما بدأت اسرق واشترى نفس الاكل - حسيت ان طعمه جميل وجديد .. موضوع السرقة ده هقولك عليه بعدين , اصل ان قصتى بنت وسخة طويلة - عشان تعرف الفاتورة اللى قدامك دى , لازم تربع كده وتنسى مواعيد الشغل بتاعتك وطفى دماغى وتستنى معاى شوية .. اصل الحكاية طويلة , هقولك ايه ولا ايه بس بس عارف بعد كل علقة وكل الضرب اللى كنت بأكله فى البيت ده , كنت احس ان قلبى مكسور - وان فكرة ان الناس دى مش اهلى كانت مسيطرة على دماغى طول الوقت . تمنيت كثيرا لو انى اصحى الصبح ولا اجد احدا منهم هنا - الاقى كلهم ماتوا .. بس كانت عينى تتدمع لما افكر فى الموضوع , وكنت احس انهم طيبين وانى بحبهم كلهم . يمكن فى تلك السن الصغيرة وصلت الى مرحلة ان اكره شخص ولا ارغب فى وجوده , لكن فى نفس الوقت احبه واتمنى له كل الخير حتى يبعد عن سكتى . تجرعت كأس المرارة يوماً فى بيت جاهل احس انى جيته غلط , وكأس الفرحة فان هؤلاء الناس هم اهلى وانى اشاركهم كل شئ ... لكن كيف اسامح مع فعلوه فى كل سنوات صغرى ؟ سنوات اتعمد الا أتذكرها , عندما كنت ضعيفاً ساذجاً - اسال امى , فلا تستحى ان تكذب على او تفبرك الحقيقة حتى تتناسب مع مفاهميها الفراخية لتربية الفراخ . نسيت أقولك يا سيدى القارئ ان ابوى تعامل معانا على اساس أنه صحى الصبح لقى انه عنده 5 فراخ نائمين عنده , وانه مسئول عنده ! وكذلك امى فانها بفوضوية لم ارى مثلها , وبعقلية ممزوجة بكونها مدرسة رياضيات وتجالس الفلاحين والفلاحات والجهلة وازبل طبقات المجتمع فانها كانت ترانا فراخاً ايضا بس ما علينا , كنت فى مدرسة ابتدائية خاصة - وكان الناس من حوالى من طبقة المجتمع المتوسطة . ولان الفاتورة امى كانت تحب التوفير زى عينها , يمكنك ان تتخيل منظر ملابسى وهدومى او حتى الشنطة اللى انت كنت بروح بيها المدرسة , وممكن اسمحلك تتخيل نوعية الاكل اللى كنت بروح بيها المدرسة , وتخيل ايضا منظرى وانا بأكل الاكل ده ... هتعرف اد ايه انا كنت بعانى ! وزى اى طفل كنت بعترض , بس امى بقى تشبه الحكومة As far as you concern - and by the way that' s how i learned how the government run their business ! وكانت امى عندها سياسة المخدر , يعنى لما تلاقى الضرب عليها زائد وانا عمال اتكلم - تروح تشترى اللى انا عايزه , يا ماما صحابى بيجيبوا عصير جهينة ؟ انا عايز واحد ... أول يوم ولا هتعبرنى , هتقولى ده مضر لصحتك كله الوان صناعية ثانى يوم ولا كأنى بتكلم , اقعد ساكت جهينة ايه وقرف ايه , جتك القرف لما تعمل الواجب وتخلصه وتسمع الكلام ابقى اجيبلك جهينة ثالث يوم هتروح تشترى عشان تخلص من الصداع وخلاص انا مش هطلب تانى , وتبقى كده امى وفرت فلوس وكفرت دين امى عشان احرم أطلب حاجة تانى .. لانى لو طلبت هتفكرنى بالحاجات اللى انا كان مفروض اعملها ونسيت او كبرت , فلقيتها صفقة مش محمودة العواقب . فسمعت فى المدرسة ان العيال بيأخذوا مصروف , وبيشتروا بيه حاجات حلوة ... فحاولت فى مرة اشترى حاجة حلوة بالمصروف بتاعى , فأشتريت باكو شبيسى بالربع جنيه اول ما نزلت من البيت ونسيت ان دى فلوس الترامى ... وهنا خدت الصدمة الاولى ان امى بتتدينى فلوس بالضبط على قد المواصلات والكارثة انها كانت رايح فقط - يعنى نص المواصلات ! وكانت هذه الغلطة هى اللى خالتنى اقابل شخص اسمه " ذل " , قابلت المعلم لما ركبت الترام وجه الكمثرى وقالى : تذكرتك ؟ قولته : معاى اشتراك , وشورت على المحافظة قالى : افتح المحافظة , عايز اشوف الاشتراك ففتحت المحافظة وطبعا مكنش فى اشتراك , وتسبب الموضوع فى ان الراكبين ضحكوا - وضحك الكمثرى وفات الموضوع .. لكن مفاتش معاى , تقتدر تقول ان الموقف الصغير ده واللى فاكر تفاصيله بالضبط حتى اليوم خلانى اتذكر دائما : انى لو عايز أنصب , يأعملها صح يا بلاش طبعا شح أيد امى , خلانى افكر فى الحل اللى بيفكر فيها كل الأطفال وهو : خد بيدك ما يرفض اهلك ان يعطوه لك وامتدت يدى على كل ما له قيمة , ويمكن ان ابيعه او استفيد بيه ... واطلق خيالك لما حدث , فقد اصبحت حرامى متخصص فى سرقة اهلى واصدقائى وانا فى الرابعة الابتدائية وهكذا أصبحت حرامى (f) الهولى كراسة ( كتاب سلنتوحة المقدس ) - بهاء - 12-30-2008 كلمة ( براءة الاطفال ) دى طول عمرى اسمع عنها فى الافلام والمسلسلات - تقدر تقول انى ماعيشتها كتير .. لا اتذكر منها الا فترة الحضانة والتى لم تكن بتلك الفترة القوية الا انها من اجمل فترات حياتى - حيث كنت اذهب الى حضانة قريبة واقعد العب واتنتط بدون مسئولية . لكن عشان تعرف ايه السبب فى انتزاع كلمة ( براءة ) من طفولتى , هقولك يا سيدى .. القصة انى كنت رقم اربعة فى صف العيال , وكانت هناك تجارب فاشلة فى تربية رقم واحد ( نتيجة للنزاع المسلح بين المحروسة أمى والعرص ابوى ) فأدى النزاع المسلح الى ان المعلم طلقها وسيح فى البيت وعند اخواته وعند اخواتها ... فاذا بأمى تقرر انها تنتقم من المعلم , وتتهمه بالجنون وانه معتوه وعاجز وعيل اخواته بيضحكوا عليه . فيما وقف المعلم يشتمها ويتهمها بنقص العقل والتخلف , وانها معتوها - وانه كان فى عينه تراب اليوم اللى اتجوزها ... تقولش بكس أمه لم خلف منها كل العيال دى كان لابس نظارة سوداء , ولا بعتلها السبرم فى بريد ( حاجة وسخة يا اخى - اسف يا سيدى المحترم على الالفاظ الوسخة بس اهلى دول تربية خداميين ) فتخيل طفل عنده 6 سنين امه ماشية تجرى فى الشارع وتشده من ذراعه , وعامله تقوله : أمشى , جايبلى الهم والقرف مش كفاية ابواكم لا وانتوا كمان . بهاء : ماما انا عطشان , ممكن اشرب عصير قصب أم بهاء : امشى بدل ما اقلع الشبب واقطعه عليك - امشى امى مكنتش وحش يعنى - بس تقدر تقول انها كالساحر اللى سحره قضى عليه , كانت غير منظمة ودفعت أبوى الى الجنان والاسوء من كده انها كانت بتصوت يوميا فى البيت وكل يوم زعيق وقرف ... وأمى لما بتسرسع كان صوتها بيجيب لأخر الشارع , تقولش كانت مفكرة نفسها امك كلثوم بكسم أمها .. وفى مرة دعتنى البراءة انى اسال أمى ( هو احنا ليه مش عايشين فى جليم , او فى عمارة من الغالية اللى بتشوفنا ؟ ) فقالتى : عشان مناظركم الوسخة دى متنفعاش غير فى " .... ... " , لما تبطلوا زعيق وقرف وقلة أدب نبقى نروح نسكن فى جليم ولا سموحة الغرابة ان امى كانت ماسكة الميك ومتكلفة بالزعيق وايقاظ الجيران على حنجرتها التى لا تعرف التعب ولا الثكل - لا عجب اننا لما كبرنا أنخسرت وبقت مش بتفتح بقها مع اى أحد , والغرابة الاكثر انها كانت هى اللى بتزعق مش أحنا ا ا ا ا لكن كنت هعمل ايه , كان من جوى بقول : نفسى حد يتبنانى وأمشى بقى من البيت ده ... وبدأ يأتينى احلام من مثل ان ابوا واحد صاحبى يتبانى وانى أعيش معاه او ان راجل غنى يشفونى فى المدرسة او فى الشارع ويأخذنى اعيش معاه فى القصر بتاعه او فى مكان احس انه بيتى ... فى تلك السن الصغيرة فقدت الاحساس بالامان والحنان معا , واصبحت اقوم فى نصف الليل خائف ان حرامى يدخل البيت ويقتلنا كلنا وابقى انا وحيدا .. وبدأت ترودنى احلام كيف اعيش لوحدى بدون عائلة ؟ هأكل ازاى ؟ وهعيش منين ؟ كنت أخاف من الناس واحس انه لا احد يحمينى - أبوى سابنا وأمى مش فاضلينا ولو عندها وقت لو قالتلها على حاجة , هتطلع دين امك عشان جيت قولتها وطلعه عليك .... كانت انسانة فى قمة التخلف والعتاة ! ومع فقدان الاحساس بالامان والمشاكل اللى فى بيت - الى الدرجة اللى تحس ان ابواك مش طايقك ولا امك طايقك , كل ما تتطلب من حد فلوس او انه يشتريلك حاجة يفتحلك عريضة ويفكرك بالقديم والجديد , بدأت افكر فى السرقة ... وأول شئ سرقته كان عندى 7 سنين وكنت فى ثالثة ابتدائى , عارف عملت ايه ؟ شفت ولد كان لابس نظارة كعب كوبية - شديت النظارة من على وشه وطلعت اجرى , الولد بمجرد ازالة النظارة من على وجه لم يرى اى شئ .. وخدت النظارة فعلا وحطيتها فى شنطيتى , الا ان المدرسة اعلنت حالة استنفار عام وتفتيش كل الشنط ! لأمانة انا مش فاكر بالضبط ايه اللى حصل ؟ بس اللى فاكره انى سلمت النظارة , لكن هل اعترفت على نفسى وقولت انى كنت مهتم بالنظارة ام أنى قولت انى لقيتها فى الارض وحطيتها فى شطنتى لأنى معرفش مين صاحبها ... مش فاكر ايه اللى حصل بالضبط للامانة ! لكن تم التسجيل فى تاريخى الأسود ان هذه اول عملية سرقة اقوم بيها فى مدرسة خاصة , وبدأت احس انى ذكى فى المواضيع دى .. فبدأت اسرق الفشار والحلويات , والأسوء انى بدأت اسطو على زملائى الطلبة اذ انى اتذكر أنى عندما كنت فى الثانية ابتدائية شفت ( بتاعة أدوات Pens tools ) عجبتنى قوى , وقررت انى اسرقها ... وهقولك عملتها أزاى : أستنيت لما تيجى حصة الالعاب , وخرجنا كلنا من الفصل .. ورحت لعبت مع العيال , وفى النص رحت الفصل عشان اعمل حاجة ! سحبت المقلامة وخبيتها بره الفصل فى التراب ! مش فاكر ايه اللى حصل , لكن انا فاكر كويس قوى انى روحت بيها والعملية نجحت - لكن مش عارف ايه اللى حصل للمقلامة , بس انا فاكر ان أبوى او امى ارغمنى انى ارجعها . انا عايزك تتخيل طفل فى ثانية ابتدائى بيقوم بعمليات سطو مسلح على زملائه - وبصراحة انا مكنتش حرامى اصيل , لأنى لجئت للاسلوب ده لم وجدت نفسى محاوط بناس معاها اشياء جميلة ولم اطلب من اهلى انهم يشتروها يرفضوا - مع انى عارف انهم معاهم فلوس ... طيب هما مش عارفين يحلو المشكلة , يبقى يسبونى انا احلها بقى ويحلو عن سمائى . ضيعوا براءة الاطفال فى طفولتى , فقد ولدت فى ذلك البيت وفى ايدى مشرط او اخطط لسرقة حاجة من البيت وبيعها عشان اجيب فلوس اشرب بيها فيروز او كوكولا او اشترى اى حاجة ... هذا وكان عمرى لا يتعدى 5 سنوات عندما نفذت أول عملية سرقة ضد أهلى , ولن تتخيل كيف وصل الحال بعد ذلك ! تخصصت فى سرقة التلاميذ , وكنت اسرق المحافظ واسلتها من جيوبهم وانا كنت فى الثالثة ابتدائى ... وهقولك على السر ازاى كنت بعملها : كنت اشوف الواد اللى قدامى المحفظة طالعه من جيبه , اشدها - لو حس وهرش الحوار : اضحك وكأنى بهزر معاه ... لو محسش , اخد المحافظة وأرميها تحت رجلى عشان لو جاهم يدوروا عليها يلقوها مرمية تحت الديسك ... وفى الغالب محدش كان بيحس , وكنت بسرق المحافظة واخذ الجنيه اللى فيها واحتفظ بيها لكن انا مكنتش بسرق كتير قوى يعنى , كنت بحب انوع .. يعنى اسرق اكل , فلوس , Color pens , اصل انا كنت حرامى نفسى حلوة ... تخيل انى سطيت على تقريبا نصف زملائى - اللى خدت منه محافظة , او مقلامة حلوة , او قلم , او على الاقل فتحت شنطته وملقتش حاجة فيها ... بس كنت حرامى نزيه , عمرى ما سرقت العيال اللى قاعدة جنبى - كنت دائما اسرق الناس اللى بعيدة عنى , واللى مليش علاقة بيهم - بس الواد من دول يورينى حاجة وتلاقى دماغى اشتغلت ازاى اسرقها ومحدش يهرش الموضوع ؟ ووصل بى الامر انى كنت بفكر أزاى اسرق شنط الابلات , او خزنة المدرسة , او اى حاجة من عند المدير ... كان نفسى اسرق حاجة كبيرة , بس يا خسارة كنت مركز فى المذاكرة - شوف الدراسة نفعتنا بايه , ولا حاجة . والحاجة اللى فكرت فيها فعلا انى اسرق خزنة المدرسة وانا فى خمسة ابتدائى , وكنت مخطط ازاى هدخل المدرسة وامتى وهعمل ايه بس المشكلة الوحيدة انى مكنتش عارف : هى الخزنة فيها أيه ؟ وهدخل المكتب أزاى ؟ كانت الخطة انى هدخل يوم الخميس بليل - لان ده اليوم الوحيد اللى سمحتلى أمى انى اخرج من البيت فيه , وهنط من على السور واطئ بعيد عن الحارس .. عشان لو حصلت حاجة , اطلع اجرى ! كانت المشكلة اللى معرفتش أحلها ازى هفتح الباب ؟ وأزاى هفتح الخزنة ؟ أقسم بسلنتوحة المقدس ان الكلام ده وانا عندى اقل من 10 سنوات تقدر تقول ان مدرسة الحاجة والمتعة فى السرقة , هى اللى قادتنى الى ان اكون الحرامى رقم واحد فى العائلة - جه فى وقت انى بسرق الفلوس ومحدش يحس بيها , احترفت الموضوع الى درجة تخيفنى الان لما افكر فيها ! كنت كل ما ادخل مول او اى مكان افكر ازاى ممكن اسرق منه او لو سرقت حاجة كيف لا أكشف - وكنت فى ذلك الوقت لا اتعدى 8 سنين . أعتقد انى كنت أبحث عن عراب God father لى , ولن تتخيل اذ انى اصبحت عراب أخواتى اللى هما اكبر منى ... اذا انى اصبح معاى مفاتيح غرف الشقة واسرق الفلوس من غير ما حد يحس - كنت دائما اخد 25 % او اقل 10 % من المبلغ الموجود , ولا حد كان يحس . * يتابع الهولى كراسة ( كتاب سلنتوحة المقدس ) - بهاء - 12-31-2008 أسف أذا كنت أتأخرت عليك يا فندم , اصل انا أعيش حاليا فى مفترق طرق لا أعرف الى أين ذاهبة حياتى ؟ ولا اعلم كيف وصلت الى هذا الحد ... فحياتى تكاد تكون شريط سينمائى عندما يعرض أمامى انهار من الضحك على ما فيه , ولكن سرعان ما تتدمع عينى على مأسى عشتها فى ذلك البيت المتكون من ثلاثة غرف ومطبخ وحمام . لكن وعينى تتدمع أتذكر كيف أنى - ولوحدى حولت قدرى من انسان تافه يعيش موظف ويموت موظف الى انسان يكاد يدعى انه على مقدرة من الفهم والاحاطة ببواطن الامور ويعتقد ان قدرأ عظيماً ينتظره . فيا سيدى القارئ انا انسان كنت عادى فى صغرى - يعنى بسأل نفس الاسئلة وتكفينى نفس الأجوبة وماشى الحال طالما ان ماما بتحبك وان بابا بيحبك ... لكن صدمتى الأولى الحقيقة عندما طلق أبواى امى ! يكفى ان تتخيل منظر ابوى وهو يجمع أوراقه , وساعته الكاسيو , ومخدته - ويخرج من باب الشقة وبيسلم علينا وبيقول : ( خلى بالكم من أمكم , وخليكم كويسين وتسمعوا الكلام ) لو وصفت لك المشهد واقول ان انهارا من الدموع سرت فى ذاك اليوم لظننتنى كاذباً - لكن لان قلبى خد على القاسية وهو لسة اخضر مشفش حاجة كانت تلك الصدمة اللى خدتها من اسرتى عندما أرى رب الاسرة ورمز الحنان فى أسرتى يهجرها بذلك الشكل المهين والمذل . لن تتخيل ما حدث بعدها , بطريقة لطيفة من امى انها تبسطنا طلعت التلفزيون - اصل امى كانت بتشيله ايام المذاكرة وكانت تتطلعه فى الويك اند فقط - ودخلت نمت وصحيت الصبح رحت المدرسة وكان شئ لم يحدث . كثيرين يتعجبوا - وان شاء الله حضرتك تكون منهم لما تقابلنى - مفيش حاجة بتشغل قلبى ثوانى معدودة . يعنى لو حضرتك نرفزتنى واتعصبت ووقفت شتمتك فى الشارع , ادينى بس دقيقتين وهتلقينى رجعت لطبيعتى فورا ولا بشيل حاجة فى قلبى ... اصل بيقولوا كتر الضرب على القفا يخليه ينحس , يعنى مهما عملت ولا هحس بحاجة - انا بس هضايق شوية ولعن فى سلسفيل جدود حضرتك وبعد ما أهدى هقولك ( أنت جعان , انا هشترى العشاء على حسابى ؟ أيه رايك ؟ ) وده بقى يا سيدى راجع الى طفولتى البائسة ومن سرقوا منى براءة طفولتى هم المسئوليين عن تلك الكارثة التى حلت على - يمكن ان تتخيل حياة طفل عاش وقاسى مرارة الطلاق ثلاثة مرات بين أبوه وأمه وامة لا اله الا الله عرفت بالموضوع , ويأتى حد يمارس عليك دور الاب وكأنك لا اب لك ولا عائل . فى حين تقف امك كأنسانة ضعيفة سامحة لانسان غريب ان يأتى فى بيتك ويملى عليك أمور بحكم انه اكبر فى السن ... ذهبت براءة طفولتى بعيدا وسارقها لص , ولم استعدها حتى الان - وأمتلى مكان تلك البراءة شيئان ( قسوة وخوف ) فى ذلك اليوم الاسود - الذى خرج فيه ابى من البيت وكأنه ميت يعود اهله , قد مات فى قلبى امور كثيرة أولها ( هو ) . فقد تعلمت القسوة من بعد ذلك , واحسست بطفولتى وضعفى فى تلك اللحظة . وهنا أتخذت حياتى مساراً أخر , مسارا كان نتائجه كارثية على شخصى .. أذ انى وق فقدت الاحساس بالأمان , وشعورى بأنى قد اصبح مشرداً فى اى لحظة من الوقت والاسوء انى بدأت اشعر بأن العيال اللى انا بشوفها فى الشارع يتسولوا او شغالين صبيان ميكانيكية أحس انى فاضلى خطوة وابقى زيهم . وجاء الاحساس بفقدان الاب فى حياتى - تلك الحياة التى لم تبدأ بعد , بدأت افكر أجد حلول لمشاكل بمفردى . وهى مشاكل أستعوبت لاحقا ان رجلا فى 35 سنة مش هيقدر عليها . ولهذا بدأت اسرق , واسرق كل ما تتطاوله يدى ولا اى حد يعاقبنى عليه ... وأجمل ذكرى لى فى هذا الموضوع - وأغناه تفاصيل طبعا يا فندم , هو المحل بتاع الحلويات اللى كان قدام المدرسة ! اذ انى ذهبت انا وصديق لى وكنا وافقين عاملين نفسينا بنشترى بينما نأخذ اللى عايزينه ونضعه فى جيوبنا . ونجحت الخدعة وعدت يومها بكمية ليست قليلة من الحلويات , الا أن فى اليوم التالى شفت صاحبة المحل واقفة قدام المدرسة - وأول ما قربت من الباب لقيتها مسكتنى وقالتى تعالى معاى المحل .. وهناك حبستنى جوه المحل , ولأنى كنت عارف انها عرفت انى سرقتها وهتعملى فضيحة - بتصرف طفل طلعت اجرى من فتحة صغيرة فى المكتب ودخلت المدرسة وكلى رعب ما انى اتفضح وأمى تعرف ... لكن عمر الشقى بقى , وخلعت منها تكاد تكون كل عملية اقوم بيها بتخلينى اطور من اسلوبى ومن نوعية الاشياء اللى بسرقها , اذ ان فى فترة عمليات السطو المسلح اللى قمت بيها فى فترة الابتدائية تكاد تكون منحصرة فى جنيه او حاجة حلوة او انى اخد حاجة عشان اغيظ امى وأخبيها عشان اجنها ... لكن بعد ذلك بدأت تأخذ الامور منحى اخر , واسلوباً اخر (f) الهولى كراسة ( كتاب سلنتوحة المقدس ) - بهاء - 01-07-2009 والله يا فندم انا عمال اتصل بحضرتك عشان أقولك ( اسف انى سافرت لعدة أيام , ومكنتش قادر ادخل على الانترنت او استخدم خدماته ) .. وأكيد حضرتك هتفتكر انى كنت فى افريقيا او فى احد جبالها , بس حضرتك هتكون غلطان - اصلى كنت مشرف كام يوم مع الحكومة . بس أوعى يا فندم تفهم غلط , انا اقصد الحكومة الطرية بتاعة قلبى " الموزة " يعنى يا فندم . وحضرتك أكيد عارف ان لما الحكومة بتكون موجودة وتكون مشرف عندهم عشان تسترخى وتريح أعصابك - بيكون ممنوع الاتصال بأى احد او اجراء اى مكالمة تليفونية منعاً لتسرب معلومات سرية لى .... (( أجراءات أمنية بقى )) المهم يا فندم , نرجع للقصة الحزينة ونقول : لما خلصت الابتدائية ونجحت بتفوق طبعا - كنت حاسس من جوه نفسى ان لو حصلى حاجة مش مشكلة , هقدر أعيش وأسرق الفلوس من الناس . وبدأ فى داخلى هاجس يتحرك بأن أمامى مستقبل لص , او انى معاى مهنة أقدر اعيش بيها ! وكان أحد عوامل نجاحى كلص متفوق انى لم احصل فقط على معلم واحد , بل حصلت على معلمين ومرشدين .... مش عارف ليه الناس لم بتقرب منى وتعرفنى تحس ان فى عيونهم كلمة ( يخرب بيتك عيل محظوظ ) , حتى حضرتك ممكن تقول انى محظوظ لمجرد ان كان لى اكثر من معلم فى فترة صغيرة ... يعنى تخيل لما يكون عندك مرشدين وانت عندك 6 سنين . لكن لان حقد الحاقدين والقلوب السوداء زى السماء -بليل - سوداء لا يغيرها الا شروق الشمس , فسوف اترك كل حاقد وسوسة وحاسد لسلنتوحة الهى ومخلصى .. أما انت فسوف احكى لك القصة : كانت أمى - المعلم الاول - هى الموحى الاول لى بتطوير السرقات المسلحة وتحويلها من سرقة ساندويتش ونظارة وادوات أقلام , الى الفلوس وكل ما خف وزنه وثقل ثمنه .. وعايز أقولك يا فندم ان مكنش فى فترة انقطعت فيها عن سرقة الساندوتشيات والحاجات التافهة دى - اصل انا كنت بجرب كل حاجة مع بعضها , وبالفعل ساعدتنى المعلمة الاولى فى حياتى على تنفيذ اول سرقة مسلحة لمبلغ مالى هو 10 جنيهات من جيب أبوى وكان عمرى وقتها 8 سنوات ( ولم يكتشف احد هذه السرقة حتى اليوم ) ووقتها ذلك المبلغ كان كبير , مش حاجة بسيطة ! ولو حضرتك عايز تعرف أزى أمى ساعدتنى فى الموضوع ده ... هقول لحضرت : امى كانت تمثل الحكومة اللى بتشجع اللص على السرقة , يعنى تخليه ييأس انه هيأخذ حاجة منها بالذوق وبالأدب - فيضطره المجتمع الى قلة الادب وقلة الذوق . وان ما لا تعطيه الحكومة فى يد المواطن , على المواطن ان يهزها عشان تجيب رزقها ( ولا تنسى ان ان اهم دور للحكومة , غير تحفيزك على سرقة - هو العقاب ) . ولكن لان أمى لم تكن حكومة حقيقة , فمعنى ذلك انها لم تمتلك سجن حقيقى ... لكن اقولك يا فندم انها كان عندها عصيان حقيقية ! والصراحة انا أحب ان انسب الفضل لمعلمى الاول , ولتعليمى الاساس السليمة - اللى وصلتنى انى سطوت على أول شقة وانا عندى 12 سنة , ونفذت اول عملية سطو مسلح على شقة وانا عندى 15 سنة ( ودى بقى هتكون لها تفاصيل مش وقتها دلوقتى ) وكان اسلوب امى سهل للغاية ( لما اكون عايز فلوس اشترى حاجة , كانت امى تكفرنى وتجيب لقلبى الهم والقرف ... وبذلك تخلق فى نفسى الحاجة , التى تؤدى الى الاختراع ) وكان اختراعى هو السرقة , عشان محدش يقول يا فندم ان العرب امة غير منتجة - شوف الاطفال بيعملوا ايه ؟ سيبك انت من اطفال اليابان والامريكين, احنا فراعنة يا با . أما المعلم الثانى لى , وهو ( أبوى ) - وهو المعلم الذى لا انسى فضل جيبه وشنطته السامسونج فى انها كانت دائما كتاب الهوم وركHome work اللى بحاول احله عشان اجيب درجات اعلى ... وعلى ذلك , فكانت امى - الحكومة - تقرفنى وتحولنى الى محدود دخل و تتدفعنى الى السرقة , فانا اذهب الى المعلم الثانى - اللى هو تقريبا رجل الاعمال - وانشل حاجة منه ... ولو غلطت فى تفاصيل وامى عرفت او ابوى عرف , فكانت أمى تقبض على وتحطنى تحت رجلها وتهرينى ضرب لحد ما رقع بالصوت ( زى ما الحكومة بتقوم بسجن الحرامى , عشان يتعلم وميجيش هنا تانى ) كل انسان فى تلك الحياة يجد المدرس له , سواء كان كتاب او فيلم او شخص او معلم او أمنية وأحيانا كثيرة الحب والرغبة فى القوة - اما انا فقد وجدت نفسى فى واقع متناقض على بعضه .. كان معلمى هو القسوة والفوضى والتناقض ( ففى بيت قسى افراده على بعضها , وتحول كل شئ فيه الى فوضى مدمرة , وأب يملك نقود وام ترفض ان تعطيك اياها ) وضع رجلى على خطوات مستقبلى الحقيقى , وبدات احترف مهنة لا تعرف الا شعار واحدا ووحيدا ( أذا حرمتك الحكومة من شئ - اللى هى امى - مد أيديك واسرقها من رجل الاعمال - اللى هو كان لاسف ابوى ) وهكذا وضع أهلى رجلى على خطوات السرقة المسلحة والسطو المسلح - لكن لانى كنت صغير فكان من اللازم انى ادرب واتلقى تعليما يؤهلنى لاناطح كبار اللصوص ومعلمين المهنة بما انى اخترت طريقاً ( أبنى نفسك بنفسك , والأيد البطالة نجسة , ويد فى جيب الاخرين خير من يد فى بنطالونك ) وحيث أنى لا اتذكر الكثير من تفاصيل تلك المرحلة , الا انى احب اقولك ان هناك شيئان يميزان فترة من 7 الى 10 سنين ( لما كنت عيل يعنى يا فندم ) فقد انتقلت بعمليات السرقة من المدرسة الى خارج المدرسة , وفتحت عينى على كل ما خف وزنه وثقل ثمنه ... وبدأت أروح احاول اسرق من المحل ده ومن ده , واقوم بتنفيذ عمليات سطو مسلح على جيب أبوى فى حاجات خفيفة الى ان وصلت الى سن 8 سنوات او 9 مش فاكر - لما قمت بأول عملية سرقة ضخمة على جيب ابوى . ولما اقول ضخمة فان اقصد مبلغ 10 جنيهات يا فندم - والمبلغ ده للناس اللى كانت فى سنى كان زى عشرين جنيه او ثلاثين جنيه , الحاجة فى وقتها كانت لسة رخيصة والمصيبة انى مكنتش عارف اعمل بالمبلغ ايه ! لذلك فى كرامة ونبل لص فقد قررت أنى اشارك الغنيمة - و ادعو أخ لى عشان نخرج مع بعض ونصرف المبلغ . وكانت صدمة اخى كبيرة عندما اكتشف انى معاى المبلغ ده وسألنى جبته منين ؟ قولته : سرقته من بابا , وممكن اسرق كمان ؟ تحب نصرفهم سوا ؟ قالى : هنشترى بيه ايه ؟ قولته : حاجات حلوة انا فاكر تفاصيل اليوم ده كويس جدا , رحنا فى منطقة فخمة جدا فيها حديقة واشيرنا علبة LM احمر بمبلغ 2.80 جنيه - واقعدنا نشترى اكل وحاجات عبيطة واتبقى منها فلوس - أموت واعرف دلوقتى العيل بقى بيأخذ كام من أبوه ويرجع بباقى ؟ . نفسى اشوف حد دلوقتى بيرجع بباقى ... لكن أكيد يا فندم حضرتك عندك اولاد , واكيد عارف هو بيرجعوا بكام ؟ أعذرنى لانى نسيت اقول لحضرتك انى فى وقتها كنت شربت اول سيجارة فى حياتى وانا كان عندى 8 سنين - وكانت سيجارة فرط اشتريته 10 ساغ من بقال بجوارنا وكان لى طعم غريب - اصل انا كنت شقى واحب اجرب كل حاجة , حتى انى كنت ساعات احط ايدى فى منخير أبواى متعجب ان فى شعر بينمو داخلها . وهكذا دفعتنى الشقاوة انى اجرب السجائر وان التاريخ الاسود يكتب ان اول سرقة مسلحة اشتريت بيها اول علبة سجائر لى . دفعتنى امواج السرقة يمينا ويساراً - ونفذت فيها عملية تلو الاخرى على جيب ابواى احيانا , على جيب جار لينا .. بمعنى ادق يا فندم ان ايدى بدأت تشتغل وأى حاجة اشوفها وتعجبنى , يبقى هسرق امها يعنى هسرق امها . بدأت اتفنن فى السرقة من المحلات , واتجنب ان الناس تمسكنى او انى اقع تحت طائلة القانون ( للتوضيح يا فندم , القانون هو قفا حلو على قفاى وشلوط من ماركة أبو تريكة من صاحب المحل اللى حاولت اسرق منه ) لكن دائما احسست بالذنب - لما كنت صغير , وبالعجز احيانا عشان انا بسرق من اهلى وكنت انام احلم انى اسرق من حد غريب مبلغ مالى او انفذ عملية تكتب فى تاريخى الاسود كلص محترف وجاتلى الفرصة على طبق من دهب . اذ أنه فى الترم الاول وانا فى خمسة أبتدائى وانا عندى 9 سنوات . كنت رايح المدرسة والدنيا كانت بتشتى وبترخ مطر وكأن السماء تبكى على أولادها وناس قليلة قوى راحوا المدرسة كنت انا منهم لاسف - اصل امى كعقل تؤمن بالتعليم للص , وكأنسانة لا تستطيع ان تتركنا فى البيت عشان كنا بنكسر الحاجة وهى عندها شغل ... فمسألة التعليم عندها مسألة استراتيجية للحفاظ على اثاث الشقة , لا جدال ولا تفاوض فيه - يعنى لازم نروح المدرسة . وعلى هذا فأننا كنا بنقعد فى الفصل زى الكتاكيت الصغيرين بندفئ بعض وكل حاجة مقفولة . وغالبا اغلبية المدرسات كانوا فى الفصول لان التعليم فى الايام اللى زى دى كان تقريبا بيقف او على الاقل بيخف . وطلبت من الابله انى اروح الحمام ؟ قالتى : روح يا بهاء وتعالى بسرعة , عشان ما تبردش قالت : حاضر يا أبله الابله : انت لسة ما جتش وبسرعة الصاروخ طرت خارج الفصل , لكن بنفس السرعة وانا خارج من الفصل لمحت غرفة المدرسات فاضية ... وتخيل شوفت ايه كمان ؟ ( شنطة مدرسة موضوع على التربيزة , ولوحدها ) . حسيت فى وقتها ان ربنا بيحبنى وان امنيتى هتتحقق فى انى انفذ اول عملية ضد مدنى واسرق حاجة عليها القيمة . ودخلت الغرفة ببطء وقلبى يدق - كطبول جنكيز خان - واقترب ببطء من فريستى والدم بيتنطنط فى وكلى شوق لمعرفة ما يحويه ذاك الخروف من لحم . ولسة همد ايدى على الشنطة , وعينى مليئة بالدموع من ان حلمى يتحقق بأسرع من تخيلى - وانا امد يدى واسمع صوت تصفيق جمهور اللصوص وصفيرهم وكانى ذاهب اخد جائزة نوبل للنشل , وانا ارئ امامى صورة ابواى وامى - المعلمين الاوائل فى حياتى - وبيقولوا ( برافو يا بهاء , برافو يا ابنى ...) وانا سامع أبوى بيقول ( انا فخور بيك يا بنى , انا فخور انك ابنى ) وفى صورة بطيئة تحكى مشاعرى وكل العمليات التافهة اللى قمت بيها , وانا امد يدى الى الشنطة كأنها جائزة نوبل او بحماسة وفرحة اول عملية سطو مسلح اقوم بيها , وانا افكر انى هقول لماما انى كسبت الفلوس من طارق علام فى برنامج اكسب دهب - اذ بى اجد بصوت مدرسة من ورائى بتقول ( بهاء انت بتعمل ايه هنا ؟ ) ووقفت مسعوق مش مصدق ان فى حد شافنى كانت الصدمة كبيرة على , وبدأت الدموع تنهمر من عينى ... مش عشان المدرسة مسكتنى بسرق , بس لأنى توهمت انى هقوم بعمليتى الكبيرة وانا فى سن صغير وبذلك احقق رقم قياسى وسط الحرامية وأكون محل فخر لوالدى ووالدتى , وابعد عن جيوبهم - ولم يتحقق حلمى . فأندفعت الدموع من عينى , دموع الخيبة وكسرة القلب وما كان من المدرسة The teacher الا انها جت تربت على كتفى وتقولى ( بتعيط ليه يا بهاء ؟ ) قولتها ( اصل الميس قالتى روح هات الطباشير ووقع منى فى المياه , ومش لاقى غيره ) وفى حنان بالغ ( قالتى , طيب ما تزعلش امسح عينك وخدت الصوبع ده ليها ) * عارف يا فندم فضلت احلم باليوم ده طوال حياتى التى أمتلئت بالسرقة والسطو المسلح على الشقق والعربيات والحسابات البنكية , حتى انى احيانا أقوم مفزوع من النوم بكابوس ان المدرسة مسكتنى يوميها وعقوبت أمام المدرسة كلها وقاعدوا يقولوا ( الحرامى اهو , الحرامى اهو ) وظل ذاك الخوف من ان الحكومة تمسكتنى او ان العملية تفشل بسبب عنصر غير محسوب , كابوس يجيلى كل ما اكون على شفا عملية مهمة او تخطيط قارب على التنفيذ ... وكان ذلك هو المنبه اللى جعلنى حادا كالموس فى التخطيط , حتى عندما كنت 12 سنة (f) الهولى كراسة ( كتاب سلنتوحة المقدس ) - بهاء - 01-07-2009 اذا فقدت الامان فى حياتك الى درجة اللى تقوم فى نص الليل - خائفا من ان حرامى قد يقتحم الشقة ويقتلك , أو جرح قلبك جرحاً عميقاً الى الدرجة اللى يقولك فيها دكتور القلوب لا علاج لك عندى , او انك ترى الشفقة فى عيون الناس ناحيتك , او لما تمشى فى الشارع على الرصيف يكاد كتفك يخبط فى الحيطة وكأنى فاضلى شوية وانط جوه الحيطة امشى فيها - لانى عارف ان محدش هيحمينى ... هتعرف ليه انا تحولت الى حرامى ! اصل مهنتى دى محتقرة على مر التاريخ , مع انها مهنة كبار الرجال والمناصب على مدار التاريخ - فكم من رجال تخصصوا فى سرقة اوطانهم , ونهبوها ويخلدهم التاريخ على انهم ابطال وعظماء . كما انها مهنة متنوعة تؤمن بالعصامية وبناء الذات من اللحظة الاولى , فضلا عن انها لازال فيها ما يسمى ( الحلم الامريكى ) . اذ انها تمتلك الادوات على ان ترتقى بنفسك من الصفر الى المليون , ومن المليون الى الالف مليون . ولو سالت اى طفل : خدت ايه بعد ما خصلت الأبتدائية ؟ هيقولك ( شهادة الابتدائية ) أنا بقى خدت أربعة شهادت اذ ان فى يوم من ايام الصيف الجميلة - ذهبت الى المدرسة عشان أخد الشهادة واشوف النتيجة وارجع لأبوى بيها عشان يدينى جنيه او يوعدنى بأجازة حلو او هدوم حلوة . وفعلا رحت هناك ولقيت نفسى جايب مجموع 89 % - وفرحت وقاعدت العب كورة مع اصحابى فى المدرسة , ولما تعبت ركبت الترام وروحت ... لكنى لما رجعت الى البيت فى ذاك اليوم او فى اى يوم اخر , اذ انى يا سيدى بفرحة الشهادة وما تعنيه من فلوس وفسح وهدوم - الفلوس الحلال كما كانت امى تحاول تعلمينى عشان ابعد عن السرقة - كنت ماشى بسرعة وبجرى فى الشارع . الا انى توقفت فى اول الشارع , محاولا انا ارى العمارة اللى احنا ساكنين فيها والعمارة الجديدة اللى اتبنت جنبها ... لكن مكنتش شايفها !!! فركت عينى وحاولت ابص تانى وادقق - لان شارعنا كان كله عمارات طويلة ولزقة جنب بعضها , مش شايفها ولا لقيها . لكن كنت شايف ناس كتيرة واقفة فى اخر الشارع - اصله كان شارع طويل - وبدأت اسرع فى المشى واسرع , وكلما اقترب اسرع اكتر واكتر , حتى انى بدات اجرى واجرى واجرى عندما رأيت كومة تراب كبيرة تصل الى الطابقين او الثلاثة , وبدأت اجرى اسرع واسرع زى المجنون كل ما اسمع صريخ النسوان واجرى وانا صارخ (( مامــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا )) وهكذا يا سيدى فقد فقدت اهلى فى يوم اخدت شهادة الابتدائية , وتحقق أقصى كابوس حلمت به كطفل من انى اشرد فى الشارع وأعيش كمتسول او صبى ميكانيكى يضربه سيده - وضاع فى ذاك اليوم الاسود 40 شخص انهرسوا تحت العمارتين , وضاعت عائلتى كلها المتكونة من ابوى وامى , واربعة اخواتى ... ولسخرية القدر , اأبواى لما طلق امى قرر انه يشترى شقة جديدة فى العمارة اللى جنبنا عشان يكون جنبنا - واشترى الشقة ولا يعرف ما يخبأه القدر له او لى . واستمرت السخرية اكثر لما كاتب شهادات الوفاة كتب كل اخواتى الاربعة على شهادة وفاة واحدة - لان الجثث تحولت الى اشلاء وضاعت معالمها والاسوء ان محدش من أعمامى او أخوالى فتح بقه وقاله , انت بتعمل ايه ؟ أزاى تحط اربع افراد على شهادة وفاة واحدة .. ؟ يا اخى حرام عليكوا دول بنى ادميين برضوا ..! لكن لان الحق يحتاج الى صوت عشان تأخذه , ضاع الحق وراح كل شئ فى لمحة بصر وبغباء مقاول بنى عمارة بدون استشارة هندسية معتدما على معرفته بالفهلولة وماشيها وربك يسهلها - ضاع اهلى وما لا يقل عن 30 اسرة فى تلك العمارتين , اللى انهاروا زى بيت التراب على الشاطئ لما يخبطه الموج . جاه يوميها عمى وأخدنى من الشارع - وقالى تعال معاى يا بهاء ... فضلت عنده لمدة اسبوع , وجاه قالى : اننا مسافرين عشان " سمر " بنته تعبانة , ولازم يسافروا عشان يعالجوها . وانهم هيودونى لناس اصحابه هقعد عندهم لحد ما يرجعوا .. وقولت بهبل طفولى : طيب ما تأخذونى معاكوا , انا مؤدب والله ومش هعمل حاجة تزعلك لكنه قالى : دول كلهم يومين وهنرجع تانى - انا عايزك تكون مؤدب عند صحابى قولت : حاضر وطبعا حضرتك فهمت ايه اللى حصل , اذ تبين ان صاحب عمى هو اخصائى اجتماعى من الملجأ - وانى انا اللى مسافر , مش " سمر " بنته .. وفى ذلك اليوم فتح القدر كتابه لى - كشيخ يلبس ابيض فى ابيض ويحضنى كأنى ابنه ويقولى : ده قدرك أقرا . فقولت : اقرا أيه ؟ الكتاب ابيض والصفحات فاضية ..! قالى : بكرة هيتملى ودخلت الحياة يوم ان ضاع اهلى وبدأت رحلتى تأخذ شكل واتجاه اخر واه من اللى حصل(f) الهولى كراسة ( كتاب سلنتوحة المقدس ) - بهاء - 01-07-2009 قد يقف كثير من الناس امام أحداث مؤلمة حدثت لهم فى تاريخهم او على مدار حياتهم - احيانا بيلومواا , واحيانا بيلعنوا القدر ويمكن يلعنوا الله و المسيح و موسى . لكن على طول حياتى ورؤيتى لناس اذكياء وأخريين اغبياء - عرفت ان الانسانية بمجموعها تقف على الطريق السريع , واول ما ربنا صفر Whistle كانت تلك أشارة البدء بالحركة ... لكن الطريق مش متسفلت زى طرق الحكومة , هو تقريبا طريق هوا Empty تلاقى فيه حاجات غريبة وعجيبة ومؤلفة وكل اللى انت عايزه . وانت ماشي ممكن تلاقى طوبة تكعبل فيها , او واحد يقف بعربية يعرض عليك توصيلة اسرع ( تاكسى يا باشا ) , او تعدى على قصر كبير وصاحبه يقولك ( اتفضل يا باشا , خش ارتح شوية ) , او ان الشمس تتضرب قفاك فتقلع التى شيرت وتحطه على وشك ... كل دى تجارب لازم نعيشها , لكن اللى انا عيشته لا يمكن ان يكون هذا - اقرب مثال ممكن تقول عنه , انى وجدت نفسى على الطريق فى بدايته لوحدى حيث يجرى الناس من حولى ويصرخوا وناس تشدك وناس تمسك أيديك وناس تنادى على بضاعتها وناس تبصلك برعب لو أبديت اعجاب باللى فى أيديهم كأنك حرامى , تقدر تقول ان رؤيتى للحياة كانت اقرب للسوق مش ذلك الطريق - حتى بعد ما زهقت من الحياة وأتقرفت منها كنت أرى فيها سوق يجرى فيه الناس الى حتفهم Their Death . الحياة للناس الطبيعية طريق , اما انا فهى سوق .. وفضلت فى مخيلتى سوق , اضحك عندما اتذكره وارى الناس تجرى بدخله فى كل اتجاه , محاولة ان تمسك كل شئ وتاكل وتلبس وتاخذ جواهر , وتضيع شبابها عشان تشترى عربية تلعب بيها جوه السوق ! ناسية ان قانون السوق الوحيد ( خد اللى انت عايزه جوه واتمتع بيه جوه , بس مش هتعرف تتطلع بيه بره ..على الباب هتسيب كل حاجة حتى هدومك ) . أكيد دلوقتى هتعرف ان بضحك ليه , ايه الفائدة من انك تتضيع وقتك وشبابك فى اشياء هتسيبها على الباب ...لازم تتدور على الحاجات اللى بتعيش أكثر , او على الاقل تعيش جوه السوق معلماً او ملك . لكن لو قولت لحضرتك ان دى كان وجهة نظرى فى الحياة لما كنت طفل صغير - هكون كذاب , الفضل فى تبصيرى بهذه الرؤية كان اول ولد اصاحبه فى الملجأ وكان شاب ممتاز بمعنى الكلمة . كان عمره 15 سنة , بس عمارتهم موقعتش - أبوه هو اللى وقع . وعشان نتجنب سوء الفهم يا فندم , ابوه عفوا اكتشف فجأءه انه قرطاس - يعنى عفوا يا فندم مراته كانت بتقرطسه مع جار ليها , والنصيبة انها كانت منقبة . فما كان من عمو ( كلاشينكوف ) وده بالمناسبة اسمه الحقيقى , ان قتل ( أم أحمد , وعشيق أم احمد ) وراح للقاضى وقاله : الكلبة خانتنى ,وانا كنت بجاهد فى سبيل الله . لو تسمحلى يا فندم اوضح لحضرتك نقطة , عمو " كلاشينكوف " كان عضو فى خلية ارهابية - وهو اصلا كان سواق ميكروباص فى وسط البلد عندما سمع شريط دينى سخنه وقال ( الاسلام هو الحل ) بدأ يتردد على جوامع مشبوه وقرر ان يغير اسمه من " سمير عبد العال السيد " الى " كلاشينكوف جهاد سبيل الاسلام " . لأن شيخ المسجد والجماعة - لاحقا - بص فيه وقاله ان الدعوة الاسلامية تقف على كتفه , واما ان ينصرها او يخذلها ! لكن الغلبان لم يتحمل الصدمة - لم وصله من أحد زملاء الجهاد ان مراته بتخونه مع جار لها , ومسك الرجل ضربه باليدات فى وشه وكان هيقتله وهو بيقول " بتقول ايه يا كلب يا نجس ... أنا مراتى اشرف من امك " . ولكن زميل الجهاد لم ينفعل ولم يرد اللكمات بل حمى وشه من الضرب وقاله ( انا كنت بالصدفة بطمئن على مراتك وبحطلها الفلوس فى السبت Basket زى ما حضرتك بتأمرنى انى اعمل كل مرة ) واحد من الجيران شافنى وقالى ( ان اللى بيحصل لا يرضى ربنا ولا يرضى حد , وانهم لولا وجود ابنه احمد والفضيحة لكانوا بلغوا البوليس وان الست أم احمد عايشة مع جارها كأنه جوزها الثانى ) فغلى دم " عمو كلاشينكوف "ومسك كلاشينكوف الاتومتيك فى ايده وعلبتين رصاص احتياطى وجرى على البيت , وهبد على الباب كسره - فاذا بيه يجد مراته ورجل غريب لم يراه من قبل خارجين يصرخوا " فى ايه ... مين اللى بيهبد على الباب " . وكانت مفأجاة صاعقة للزوجة , فأمتلت عيون الزوجة دموع عندما رأت انه زوجها , وأمتلت عيون كلاشينكوف بالدموع. وبينما تجرى الزوجة ناحية كلاشينكوف فتح الرصاص عليها هى وعشيقها . وأخمدت الطلقات الطائشة والمجنونة فى جسد زوجته الخائنة وهو يصرخ كالمجنون ( أ أأأأأ هه ه ه ه ه ه ه ه ه يا كلاب أ اأأأأأ ه ه ه ه ه ه ه يا كلاب أأ ا ا ا ا ا ه ه ه ه ه ه .... أ أ أ أ أ أ ه ه ه ه ه ) ( حكمت المحكمة حضوريا على المتهم " كلاشينكوف جهاد سبيل الاسلام " المعروف سابقاً " سمير عبد العال السيد " بأحاله اوراقه الى فضيلة المفتى , رفعت الجلسة ) وما حدث بعد ذلك لا يصدقه عقل , ولم يصدقه عقل " كلاشينكوف " ابو أحمد - اذ انه بعد ما القاضى نطق بالحكم جاه ساعى البريد اللى بلغه بموضوع مراته , لكن كان لابس بدلة وحليق الذقن .. سند كتفه على حديد القفص وقاله : ( مش ربنا برضه بيقول ازى جائكم فاسق بنبا فتبينوا ... كده برضه يا كلاشينكوف تتهور وتضيع نفسك و مراتك وأخواها وابنك ؟ ) وصرخ كلاشينكوف ( أنت مين ؟ أنت مين ؟ ... انت لا يمكن تكون هو ... لا لا ... لا يمكن .. لا يمكن تكون هو .. ) وبنفس متلاحق , ومش قادر يأخذ نفسه ( لا لا انت مش هو .. أنت مش هو ... ) وصرخ وعيط زى العيال ( لا .. لا .. لا ) وتعالت اصوات الصراخ فى القاعة ( لا ... لا لا ... لا لا ... لا لا ... لا .. ) ولم يفعل الرجل شئ الا انه وقف يبتسم ويضحك , وضحكاته يتردد صداها فى القاعة - بينما يسحب الحرس " كلاشينكوف " كالخروف خارج القفص عشان يتم ترحيله . وربما كان فى يد " كلاشينكوف " ان ينقذ حياته او على الاقل يأخذ حكم مخفف لو قال على شوية معلومات من التنظيمات الاخرى - لكن ما هى الحياة بدون " فاطمة " تلك السيدة الشريفة التى صانت شرفه وشرفها , وكانت زوجة أمينة . وأهدها طلقات رصاص كهدية لصيانة شرفه 3 سنين لم تراه ولم تلمس فيها رجل . الحياة فى نظره لم تسوى كثير , فمن أجل " فاطمة " جاهد وكافح من اجل مستقبل جديد لها ولأحمد ابنه ... حياته لا تساوى شئ , لا يريديها - كل ما يفكر فيه ان يلحق بزوجته لينهار على رجليها ويبوس كف رجليها ويقولها ( سامحنى يا فاطمة ... سامحنى يا فاطمة ) ولكن قبل كل شئ , الانتقام لفاطمة لمن قتلوها وقتلوا سمعتها ... وكان " احمد كلاشينكوف " هو الامل الوحيد ! وقبل الاعدام كتب " كلاشينكوف " فى الورقة ان أمنيته الاخيرة انه ( يشوف ابنه احمد قبل ما يعدم ) وجاء احمد , واخبره كلاشينكوف بكل القصة وما حدث .. وخلاه يحلف - على المصحف - بحياته انه فى يوم من الايام هينتقم من اللى قتلوا ابواه وامه , وحلف " أحمد كلاشينكوف " بالأنتقام - وانه يوماً ما هيصطاد اللى قتلوا أمه وبهدلوا شرف أمه و ابوه وخاله ويدوس على رقبتهم زى الصراصير ... أقسم بالانتقام , وهو لا يعرف حتى معنى الكلمة .... يلا براءة الأطفال اللى بتبدبح زى الفراخ فى مصر , اه يا بلد . وهكذا فقد ( أحمد كلاشينكوف ) أبوه وامه وخاله الوحيد ومستقبله - ولم يكسب الا فضيحة فى الجرايد ان قائد جماعة اسلامية يكتشف ان مراته تخونه مع اخواها - واترك لخيال سمو سعادتكم , الناس كانت بتقول ايه عنه وعن أمه .... شفت الحياة بتعمل ايه فى ناسها , شوفت كأسات المر اللى الناس بتشربها فى الدنيا ... أنا بقى يا سيدى شفت الحياة , تربيزة بلياردو والكور بتخبط فى بعضها , ومفيش غير طريقتين ( يتلعبها وتكسب , يتسيب كورتك لكور تخبط فيها وتوقع فى الحفرة ) أب يأخذ شريط دينى يسمعه ولا يعرف ان ذلك الشريط هيغير حياته وحياة زوجة لا ناقة لها ولا جمل - ويدفع بابنه فى مستقبل باهر ملئ بالنقود . أو اب يشعر برغبة جنسية يريد اشباعها , فيتجوز من امراة وينجب خمسة اطفال - ولم الحمل ثقل عليه قرر يتخلص منه , لكن عدالة السماء تقرر انها تتخلص من الجميع فترسل مقاول غبى يبنى عمارة تأخذ حياة العائلة كلها - الا طفل وحيد - وتتدفعنى الى تجربة اخرى وفصل أكتبه فى قدرى ... ذلك الكتاب الابيض , الذى ربما بقى ابيض لو لم تنهار العمارة ! أترى كيف الكور تتدافع وتخبط فى بعضها , أذا رأيتها يوما ما أبتسم , فتلك هى الحياة .. أو على الأقل هى الحياة كما رأيتها , وشربت من كأسها وعلمنى " أحمد كلاشينكوف " البلياردو - بينما علمنى مهدى الامور شئ أخر وتتدفعات الكور , وجريت الكور على تربيزة البلياردو - وجريت مع الكور الاخرى ... فلم أعد وحيدا الان , فقد اصبحت برفقة " أحمد كلاشينكوف " - ذلك الشاب الذى ادين له بفضل انه علمنى أغلى شئ فى حياتى وهو : ( فن البلياردو ... عفوا أقصد فن الحياة ) (f) الهولى كراسة ( كتاب سلنتوحة المقدس ) - بهاء - 01-08-2009 لربما تسأل من بداية قصتى , هو انا عندى كام سنة ؟ ؟ او على الاقل هى الحكاية دى حصلت سنة كام ... ؟.. أسئلة كتيرة أكيد هتيجى فى ذهنك وهتفضل تفكر فيها , وعشان انت انسان كويس انا هردلك على السؤال الاول يا سيدى .. أما باقى الاسئلة هتلاقيها من غير ما تسأل جوه الاحداث .. تحت امر سعادتك ...عايز أجابة السؤال الأول ( انا عندى كام سنة ؟ ) بصراحة انا عايش بقالى كتير ... أيوه كتير .. صحيح ان الانسان من فجر التاريخ كان قادر يحدد الايام والاسابيع والسنين .. لكن مش فاكر لو كان قدر يحدد عمره باللحظات اللى عاشها ولا لا ؟ يا ترى لو طلعت تتمشى على البحر , ولقيت واحد زانق واحدة فى لحظة رومانسية– يا ترى هتكون ايه اجابته لو سألته : اللحظة دى تساوى كام من عمرك ؟ ... دقيقة ولا يوم ولا اسبوع ولا سنة ؟ عشان كده بقولك ... انا عشت كتير , لحظات كتير – لو اكتشفوا طريقة يحسبوا بيها عمرى بالطريقة دى , ابقى قولى عشان انا نسيت انا اصلا كان عندى كام سنة ! خلينا فى الحكاية وأصبر وانت هتعرف كل اللى انت عايزة , بقى يا سيدى اول ما دخلت الملجأ لقيت اطفال كتير اغلبهم كانوا فى سنى , وكان الملجأ مقسوم الى أربعة اقسام: ( الاول : للاطفال الصغيرين من سن 1 الى 4 سنين , والثانى من 4 الى 10 والثالث من 10 الى 13 والرابع من 13 الى 18 ) ولما جاهم يسجلوا ورقى فى الملجأ مكنوش عارفين يحطونى فين لانى كنت أزيد من الـ12 بشهر , فيبدو انهم قرروا يكبروا دماغهم ويحطونى فى قسم أربعة ... لكن لما الاخصائى الاجتماعى اخد الورق وخدنى وراح يختمه من المدير , قالى : - اقعد هنا يا يلا , وأوعى تتحرك ودخل الاخصائى غرفة المدير وساب الباب مفتوح – متوارب , و سمعت المدير بيقوله : - هو فى حالات جديدة جت عندنا ولا ايه ؟ - أيوه يا فندم , طفلين. ويبدو انه شاف ورقى , فقال للاخصائى : بس ده عنده 12 سنة ... الله يخرب بيتك أزاى تحط عيل عنده 12 سنة فى قسم اربعة ( انت عايزينى اروح فى داهية ) .. وهنا لمح المدير ان الباب مفتوح – وبص منه فوجد عينى مبحلقة فيه وكأنها هتأكله .. أصله كان شكله راجل عجوز قوى , وتحس ان ده اللى ابوك يبعتلك ليه ( لما تعمل حاجة وحشة ! ) , وبسرعة الصاروخ بصيت قدامى وبعدت عينى عن الباب ( حسيت انه ممكن يأكلنى او يعضنى !). لكن الاخصائى قفل الباب , ولم اعرف ما دار بينهم حتى اليوم – لكن يبدو ان الاخصائى كان رجل ذكى , لانهم خرجوا سوا بيضحكوا وارتسمت ابتسامة على وجهى بينما ارى ان كل شئ على ما يرام , وان أصحاب عمى مبسوطين .. وانا ماشى بعينى وراء المدير والاخصائى اللى خرجوا من المكتب وماشين فى الطرقة , لمحت بطرف عينى الطفل اللى قاعد جنبى ... كانت بنت جميلة وقمورة قوى , بشعرها الاشقر الطويل وعيونها الخضراء , وسألتها : - أنتى اسمك ايه ؟ بكلمات رقيقة وحنان , قولت أسالها عن اسمها – لكن لم ترد على .. كل اللى عملته انها وبصت فى عينى , وبأبتسامة صغيرة على بقها ظهرت منها سنانها البيضاء - طلعت كوتشينة من جيبها وقعدت تقلب ورقها – وفضلت تقلب الورق وتقلب .. وانا نسيت كل حاجة وبصيت على عينها الخضراء بابتسامة معتوه على وشى ... وفى لحظة وقفت تقليب الورق وفرشتها كلها على أيديها -– قالتى : - أسحب ورقة ! بفرحة طفل لما يشوف حاجة جديدة لاول مرة – ارتسمت على وجهى أبتسامة معتوه , وقولت : ها ها - أسحب ورقة قالتها هذه المرة بضحكة جميلة , والظاهر ان سبب ضحكتها هو ابتسامة المعتوه اللى كانت على وشى ... و أخترت الورقة فرفعت عينها عن الكوتشينة – وقالتى ( أحفظ رقمها ورجعها فى ايدى ... ) بصيت فى الورقة ورجعتها فى ايديها الصغيرة , وقعدت تقلب الكوتشينة تانى – ووقفت عند ورقة معينة ... ومدت ايدهاعشان تكشف الورقة لى – وانا قلبى هيقف من المفأجاة ولسة هتقلب الورقة ... سمعت حد بينادى على : أنت يا يلا تعالى هنا كان الاخصائى الاجتماعى بينادى على من بعيد , فشلت الشنطة على كتفى وطلعت اجرى ناحيته : يلا يا بابا روح مع ميس نعمة , وعايزك تبقى مؤدب وشاطر وتسمع الكلام .. فلقيت سيدة واقفة جنب الاخصائى بتقولى : أيديك الحلوة فين ؟ قولتها : أهى يا ميس قالتى : أمسك فى أيدى كويس و تعالى معاى ومشيت معاها وعينى بتبص وراء على تلك الساحرة الصغيرة – لكن مبصتش , عينها كانت مرميه على الكوتشينة وقاعدة بتقلب فيها وببتسم .. بينما ذهب الاخصائى الاجتماعى ونزل على ركبته وقعد يتكلم معاها... وفضلت ماشى وماشى مع " ميس نعمة " واقلع هدومى والبس فى هدوم , ويدوينى حاجات يقوللى شيلها واوعى تتضيعها ( كراسات , قلمة , كتب , و و و و اشياء لا اتذكرها .. شايل كل ده على كتفى الصغير وميس " نعمة " ماسكة ايدى - كأنى حرامى ، وكانت بتجرنى ورائها وانا عمال اعدى على أوض أشكال وألوان , فيها عيال واقفين قدام مكن او ماسكين فرش وعمالين يلعبوا بالالوان , أو اوض مقفولة سامع صوت عيال بتجعر بـ ( قل هو الله احد , الله الصمد , لم ... ) وعيال تحس انهم بينافسوا الاولانيين فى التجعير ( أيى , بى , سى , دى ... ) , وعيال قاعدة فى غرفة وعمالين يطلبوا ويزمروا وينافسوا العيال الثانية فى التجعير لكن بـ ( دو , رى , مى , فا .... ) واصوات واصوات ولا مولود السيدة ! فضلت ماشى مع ميس " نعمة " وانا عمال ابص يمين وشمال ووقدامى وورايا , ولا كأنى فى حديقة حيوان – بس مش زائر بيتفرج على الحيوانات , ده أنا كأنى راكب عربية جيب – وحضرة الجنرال " نعمة " سايقة العربية وعاملة تجرى وتجرى وانا بتفرج واسمع ستين صوت فى مليون صورة داخلين فى بعضهم ... بس عارف يا فندم – على الرغم ان انطباعى الاول عن الملجأ – انه مكان قاسى , بس ممكن تتعجب براحتك لو عرفت انى فى اليوم الاول وانا ماشى مع ميس " نعمة " كنت مبتسم وفاتح بقى على الأخر من المناظر اللى كنت شايفها , وبعضها كان كوميدى الى حد فظيع .. يعنى وانا واقف مع ميس نعمة وهى بتقولى ( انا عايزاك تكون مؤدب , اهم حاجة عندنا النظام ... ) ولسة الغلبانة بتكمل في كلامها , لقيت عيل صغير بيجرى ورائى بلبوص -زي ما امة ما ولدته- وعمال يجرى حواليا ويعمل سرينة الهنود الحمر – الاهبل محدش قاله ان الاوروبيين ابادوا الهنود الاحمر, وان شاء الله الميس هتبيد أمه بالعصاية ! بس الظاهر انه كان فرحان قوى وهو بيجرى عريان وماسك مصدر رجولته وذكورته – مش شنبه يا فندم عشان متفهمش غلط – وقاعد يحاور الميس ويزقنى عليها شوية ويهرب منها لما تحاول تمسكه! وانا منهار على نفسى من الضحك , بس فى الاخر يا حرام نطوا عليه مساكوه , كأنه فرخة تحاول التملص من مصيرها النهائى ... - انت بتتضحك ليه ؟ ( ميس نعمة طلعت فيا كأنها هتأكلنى ). وتابعت : اتنيل أقفل بقك! وتابعت كلامها – بعد المقاطعة من الكتكوت الصغير ( أنا عايزك تكون مؤدب , أهم حاجة عندنا النظام وأ .. . .. ) وهنا قاطعها صوت جه من الفصل اللى جنبها عيال بتغنى (أدلع يا عريس يا أبو ساعة نيلو ... وأدلع يا عريس يا ابو نيلو ) وعيال تصقف وعيال تصفر , وعيال تزغرط , واصوات الطبل والزمر – تقولش " كيتى ولا سهير رمزى " كانت هى اللى بتدرس للعيل . وعادت الابتسامة المعتوه على وشى تانى... - أنت بتتضحك ليه يا غبى ؟ مش قولتك اقفل بقك يا متخلف ( مش محتاج تخمين مين اللى قالها ). وجريت الحجة نعمة ناحية الباب وهبدته حتى أهتزت الحائط , وقالتى بسرعة ( انا عايزاك تكون مؤدب , أهم حاجة عندنا النظام وأنك تكون ... ) المرة دى بقى اللى قاطعها عيل عمالة تتطبل وتزغرد فشر النسوان ويغنوا ( انت يا واد يا ور ور ) والفصل الثانى يرد عليهم ( وادحرج واجرى يا رمان , وتعالى على حجرى ... ) لكن دعنى اقولك على اول شئ عرفته عن " ميس نعمة " انها عندها حنجرة ولا أم كلثوم – لو قالت بس " يا ليل " هتلاقى مصر كلها نامت فى السكون قبل ما توصل لـ " عين " . بس بيقولوا السبب انها لم يتم اكتشافها انها كرست مجهودها لعمل الخيرى فى الملجأ ولتسكيت العيل .. أذ ان بعد ما ميس " نعمة " فاض بيها ومل من مولود السيدة اللى بره , فتحت الباب وصرخت بأعلى صوتها ( سكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوت! ). وسرى صدى الصوت يتخبط فى حوائط الغرف وكأنه نهر النيل العظيم – اللى بيكتسح كل ما امامه ويدوس عليه بجزمته . وأول ما انتهى صدى الصوت , لم اسمع صوت حى يتنفس – وكأنها اطلقت بكتيريا سامة من فمها على الملجأ قتلت كل اللى فيها .. هذا كل ما اتذكره فى ليلتى الاولى فى ذلك المكان – اللى مكنش ليا فى حد ولا اعرف فيه حد , وحطيت رأسى على المخدة وسرحت بأيدى تحت المخدة عشان أنام .. فأزاى بيدى تخبط شئ , كأنها ورقة ! فرفعت المخدة لقيتها ورقة كوتشينة مقلوبة على ظهرها . فمسكت الورق بخوف وبقلق – كيف وصلت الى سريرى ؟ وتملكنى الخوف أكثر لما قلبت الورقة , ولقيتها " الأس " - فقد كانت هى الورقة اللى انا اخترتها .. البنات بتنام فى مكان تانى ومش مسموحلهم يدخلوا عنبر الصبيان .... كيف وصلت الى سريرى ؟ كيف وصلت .. ؟ لابد أنها الساحرة , أكيد هى ! الهولى كراسة ( كتاب سلنتوحة المقدس ) - بنى آدم - 01-08-2009 لم اعتقد اننى يمكننى التعليق على المدونة إلا عند رؤيتى لوردة نضال بهاء أقرأ يومياتك او مذكراتك باهتمام وشغف .. وطبعا لا تعليق كلامك واقعى جدا .. وأسلوبك شيق ولا اريد ان اشتت موضوعك .. فقط أكمل من فضلك لحظة : لمحت الآن بالأسفل الباب الموجود به الموضوع وهو " لغة وأدب " !!!! بصراحة أنا مشتت الآن فمعنى أن الموضوع بلغة وأدب انه موضوع إنشائى .. وليس واقعى .. وهو طبعا واقعى بل ومن صميم الحياة بمصرنا المنكوبة ولكن هكذا افضل حيث يمكننا التعليق وكتابة انطباعاتنا |