حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
هام للاطلاع .... الآنسات القبيسيات و النشاط الديني النسائي في سوريا - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: هام للاطلاع .... الآنسات القبيسيات و النشاط الديني النسائي في سوريا (/showthread.php?tid=18256) |
هام للاطلاع .... الآنسات القبيسيات و النشاط الديني النسائي في سوريا - bassel - 05-03-2006 يرتدين الحجاب الكحلي ويملكن شبكة تدريس ونفوذ واسعة ... «الآنسات القبيسيات» يباشرن في سورية انخراط النساء في «الدعوة الإسلامية» ... بموافقة السلطات < >دمشق- ابراهيم حميدي الحياة - 03/05/06// --> لم يعد انتشار اتباع «الآنسة» منيرة القبيسي مقتصراً على سورية والدول العربية فحسب، بل ان حلقات «الأخوات» باتت تدق ابواب بيوت في باريس وفيينا لتصل إلى الولايات المتحدة الأميركية. والقبيسيات داعيات إسلاميات أثرن نقاشاً وانقساماً في الأوساط الاسلامية في سورية. وكلما اتسعت الرقعة التي ينمو فيها فطر «القبيسيات» في الشوارع والمدارس والبيوت السورية والعربية والأجنبية، زادت إثارة وتشويقاً الحكايا والأساطير حول هذه الحركة، اذ بلغ الجدل في شأن «الاخوات» أخيراً شبكة الإنترنت بين من يتهمهن بتشكيل «تنظيم سري خطير» وبين من ينوه بدور الداعيات في «فعل ما عجز عنه الرجال». وعلى رغم الحذر الشديد الذي يبديه رجال الدين والخبراء في الحديث عن «الأخوات القبيسيات»، هنا محاولة في الاقتراب من الافكار التي يحملونها والمؤسسات التابعة لهن والشكل التنظيمي، ان وجد، الذي يربط الداعيات في جميع المراحل العمرية. شكلت حركة «القبيسيات» اشكالية كبيرة في الأوساط الدينية السورية. فمنهم من يكفرها، ومنهم من يهتم في البحث بتفاصيل كثيرة في حياة ناشطاتها. وفيما يقول كمال شاهين على موقع «زركار» ان القبيسيات يعتبرن ان «المرأة الصالحة خلقت للمنزل فقط»، تضمنت الإنترنت العديد من المقالات النقدية للحركة تستند اساساً إلى دراسة أجراها أسامة السيد القريب من «الأحباش» تحت عنوان» التنظيم النسائي السري الخطير» وتناول بعض أفكار منيرة القبيسي وأميرة جبريل وسحر حلبي في لبنان وفاديا الطباع في الاردن. وفي موقع «منتدى السقيفة» حرصت «إحدى الأخوات» على نشر مقال مطول مستند إلى هذه الدراسة، مركزة على اعتبار هذه الجماعة «صوفية تنسب إلى امرأة شامية». وتشير الدراسة إلى ان القبيسيات يعتمدن على السرية في دعوتهن وعدم الإفصاح عن حقيقة عقائدهن وأفكارهن الا بعد ان تمضي العضو الجديدة فترة طويلة في رحاب «الدعوة». وتكشف أنهن يحرصن على استمالة ذوات المناصب أو الثريات أو بنات العائلات الكبيرة لضمهن إلى جماعتهن. وعندما تصل العضو إلى مرحلة الثقة «يكشفن أمامها المزيد من الأسرار». ومن أفكارهن بحسب الدراسة تعظيم ابن عربي والحلاج، وعدم مناقشة الشيخة واعتبار ان «حبها من حب رسول الله وان المريدة عبارة عن هيكل خلقه الله للتفاني في حب وخدمة الآنسة». ومن شعاراتهن ان «لا علم ولا وصول إلى الله من دون مربية»، واعتبار زيارة الشام واجباً أو لنقل حلماً لكل من يتم لها الإذن بذلك. وزادت أن الجماعة تقوم على «علم باطني وعلم ظاهري، ويسمى العلم الباطني باللدني». وفي الكويت، حيث صدرت فتاوى ضدهن، تعتقد «القبيسيات» انهن ساهمن في تحرير الكويت من خلال الدعاء. ويذهب معارضو «القبيسيات» ايضاً إلى ان الحركة تقوم على «وحدة الوجود وتقديس الشيخة والتسابق على تقبيل يدها وقدمها أحياناً» واعتقادهن ان «كل ما تهواه موجود في ذات الله»، الأمر الذي تؤكد عليه الشيخة نوال في كتابها «المتاح من الموالد والأناشيد الملاح» لدى قولها «الوجود، طاب فيك الشهود»، في حين يؤكد الكتاب الأول القول ان «شيختنا معنا أينما كنا» وان أمرها «مطاع»، وانه «مقدم على طاعة الأب أو الزوج وولي الأمر» على أساس القول المتبع لديهن ان «لا علم ولا وصول إلى الله من دون مربية» و»من قال لشيخه لمَ، لم يفلح ابداً». غير أن النائب الإسلامي حبش، يقدم وصفاً مختلفاً إذ يقول ان «المنطلق يتمحور حول الشيخة. والفائدة تكون بالاقتراب منها وليس التعلم منها وحسب». بالتالي، فان الشكل الهرمي يقوم على تراتبية الحلقات. وكلما زادت أهمية «الداعية» ارتفعت حلقتها واقتربت من «الآنسة». لكنه يضيف ان الظاهرة «طيبة وتجنب النساء الانحلال الأخلاقي والتطرف»، وان «الآنسة» منيرة «بثت الروح فتكاثرت الحركة بطريقة فطرية. ليس بطريقة احتفالية، بل بطريقة هرمية. وهي نموذج للحالة المحافظة التي تسعى إلى خدمة القيم الإسلامية بالوسائل التقليدية» التي تشمل المدارس والمعاهد و»الحلقات» المنزلية. من جهته، رفض وزير الأوقاف السوري الدكتور زياد الدين الأيوبي في حديث صحافي اجري أخيراً إطلاق تسمية «القبيسيات» على اتباع منيرة، نافياً ان تكون «تدرس نساء المسؤولين والأغنياء» في سورية بهدف تحقيق النفوذ والامتداد المضمون و»مظلة حماية» توفر لها الحصول على رخص التدريس في المدارس والمساجد وحل الإشكالات لدى ظهورها. لكن البوطي يختلف في نظرته إلى «القبيسيات» عن الأيوبي، اذ يقول ان «المرأة السورية تقوم بدور مميز في الدعوة الإسلامية، أتمنى على الرجال ان يبلغوا هذا الشأن»، لافتاً إلى ان نجاح نشاط «القبيسيات» تحقق لأسباب متعددة منها «الابتعاد عن التيارات السياسية، والابتعاد عن المناطق والمحاور الخلافية، والتركيز على الوحدة الإسلامية، وعلى الجانب الروحي في الإسلام مع عدم إهمال الجانب العلمي». كان ضرباً من المستحيل إجراء مقابلة مع «الآنسة»، بل ان العديد من «الداعيات» الكبيرات لم يرين منيرة القبيسي في حياتهن. وأقصى ما استطاعت «الحياة» الحصول عليه، هو وصف هيئة «الآنسة» من شيوخ شاهدوها قبل سنوات و «داعيات» شاهدنها قريباً. شبّه إثنان من رجال الدين التقتهما «الحياة» إبتسامة منيرة القبيسي بوجه موناليزا. وقال كفتارو إنها سمراء وطويلة القامة. ونادراً ما يرى أحد وجهها من دون منديل أسود يغطيه. وهي تسكن في منطقة تقع بين شارعي «الشعلان» و «الروضة»، مع عدد من «الآنسات» والداعيات المقربات منها. وقيل انها تعاني من أمراض. وتختلف تسميتها بين «الشيخة الكبرى» أو «الآنسة الكبرى» أو «الآنسة الأم»، غير ان اكثر التسميات شيوعاً هو «الآنسة». وفي الصف الأول في «القبيسيات» هناك بضع «آنسات» غير متزوجات كما هي حال منيرة. واذا كانت بين داعيات الصف الأول، أميرة جبريل شقيقة الأمين العام لـ «الجبهة الشعبية - القيادة العامة» أحمد جبريل الذي عرف بأفكاره اليسارية قبل عقود، فان باقي الداعيات هن من أبناء الشريحة الغنية في دمشق وبينهن: الآنسات خير جحا ومنى قويدر ودلال الشيشكلي (توفيت قبل فترة) ونهيدة طرقجي وفائزة طباع وفاطمة غباز ونبيلة الكزبري ورجاء تسابحجي والدكتورة سميرة الزايد التي اشتهرت كثيرا بعلمها خصوصاً انها الفت «الجامع في السيرة النبوية» في عشرة اجزاء و «مختصر الجامع» في جزئين في منتصف التسعينات. وهناك أيضاً سعاد ميبر التي تدرس في «معهد الفتح» وصاحبة كتاب «عقيدة التوحيد من الكتاب والسنة». ما يلفت في «الجامع» لسميرة الزايد ان الدكتور البوطي قدم الطبعة الأولى في العام 1994 بالقول: «اهنئ الآنسة التي عكفت على إخراج هذا الكتاب طبق النهج العلمي الأمثل في خدمة السيرة النبوية والسنة المطهرة والفقة وأحكامه والثقافة الإسلامية. وهو جهد سبقت فيه بحمد الله الرجال في هذا العصر». ورغم تأكد وجود الكثير من العازبات بين «الداعيات»، فإن احداً لم يقدم تفسيراً لهذا. وفيما يعزو بعض منتقدي «الجماعة» السبب إلى «انهن لا يردن الانشغال بالزوج عن الآنسة» والى انهن يفضلن الحياة الأخرى على الحياة الدنيا، استغرب كفتارو ذلك لأن «لا رهبنة في الإسلام»، غير ان آخرين قللوا من أهمية ذلك، اذ اشاروا إلى العكس، لان «القبيسيات» ناشطات في ترتيب الزيجات، وربما كان هذا من أسباب سرعة انتشار الحركة وزيادة نفوذها، اي عبر زواج الداعيات من رجال الأعمال والمتنفذين والمغتربين. وساهمت الزيجات من مغتربين شباب ورجال أعمال مغتربين في إقامة حلقات قبيسية في فرنسا والنمسا وأميركا. --> في «صف القبيسيات الثاني» الداعيات تخرجن من حلقات القبيسيات، ثم أسسن مدارس ابتدائية. وبشيء من الذكاء جمعت منيرة بين الرغبة في الاستثمار ونشر الدعوة الإسلامية، اذ أنها شجعت النساء وأخواتهن على الاستثمار في المدارس الابتدائية. وبحسب المعلومات، هناك عدد كبير من المدارس الابتدائية التابعة لـ «القبيسيات» وغالباً ما تسمى المدرسة بـ «الدار» وبينها «دار الفرح» التي تديرها منى قويدر في المهاجرين و «دار النعيم» و «مدرسة عمر بن الخطاب» في المزة و «عمر عبد العزيز» في الهامة و «دوحة المجد» في المالكي و»البشائر» في المزة و «البوادر» في كفرسوسة. وتقول مديرة «البوادر» ان مدرستها مثل باقي المدارس الخاصة تتبع منهج وزارة التربية السورية في تعليم المواد المدرجة، لكن الإضافي يكمن في «تخصيص دروس إضافية لتعليم الدين وإقامة نشاطات اجتماعية خارج الدوام الرسمي، إضافة إلى تنظيم مسابقات دينية». لكن أهم عنصر يكمن في كون معظم المدرسات من المحجبات. وتقول المديرة التي رفضت ذكر اسمها: «نعلم الطفل الأخلاق الحسنة والصدق، والأمانة، والأدب، واحترام الوالدين». وتبدو قصة هذه المدرسة نموذجية لجهة فهم كيفية انتشار مدارس «القبيسيات». اذ ان «البوادر» تأسست العام 1977، وكانت مدرسة عادية. لكن آل الملاح، كانت لديهم مدرسة صغيرة في حي المزة وتحقق نجاحاً بعد آخر بسبب اهتمامها بأصول الدين وجهدها لحماية التقاليد. وتقول المديرة: «في العام 1999، اشترى اخوتي هذه المدرسة ووسعنا الصفوف لأن الإقبال بات عليها كثيراً». وبين إقبال الشرائح الوسطى لأسباب مالية على مدراس ناجحة لأن إقساط المدارس الخاصة الأخرى تصل إلى بضعة آلاف من الدولارات مقابل بضعة عشرات من الدولارات في «البوادر» وزميلاتها، يلعب العامل الاقتصادي بعداً إضافياً يعمل مع البعد الأخلاقي في إنجاح هذه المدارس واتساعها في دمشق وباقي المدن. ويروي أحد الآباء العلمانيين: «كنت أرسل أبنائي إلى مدرسة خاصة مسيحية. لكن فجأة سألني ابني ما اذا كان مسيحياً أم مسلماً، فقررت ان انقله إلى مدرسة عمر بن الخطاب في المزة». تشرف «القبيسيات» على تدريس مئات الآلاف من التلاميذ منذ نعومة أظافرهم وبطريقة محافظة تلازمهم في المراحل اللاحقة عبر الدروس أو المساجد، وصولاً إلى رعايتهم عبر المساعدات الخيرية والأهلية وتقديم بعض الخدمات الطبية في مستشفى «سلامة» الواقع خلف السفارة الأميركية والتابع لهن، وعبر توفير بعض الكتب الحاملة لأفكارهن من خلال مكتبات امتلكنها مثل مكتبة «السلام» في منطقة البرامكة وسط دمشق. وتروي إحدى فتيات منطقة «القنوات» في دمشق القديمة ان معظم آنساتها كن جميلات وكن من «القبيسيات»، وان مدرسة منهاج الرياضيات حاولت إقناعها بضرورة وضع الحجاب. وتقول: «كانت الآنسة ترتدي البانطو الكحلي الغامق والحجاب الأزرق الغامق. وكانت ترتدي تحت البانطو تنورة زرقاء مع قميص ابيض وجوربين سميكين وحذاء اسود من دون أي كعب». وتضيف: «سألتني ذات مرة. هل تستطيعين تحمل حرارة الصيف؟ فقلت: لا. عندها قالت: ماذا عن نار جهنم. وعندما فشلت في إقناعي بوضع الحجاب، حاول عدد من الفتيات المحجبات دعوتي إلى عيد ميلاد إحداهن. لكن فوجئت ان معظم الحديث كان عن ضرورة وضع الحجاب». حلقات «سرية»... ودروس علنية يتأرجح نشاط «القبيسيات» المنزلي بحسب الظروف المحيطة أمنياً وسياسياً ودينياً في البلاد والمنطقة. وسجلت العقود الثلاثة الأخيرة انتقالهن بين النشاط العلني والدروس في المساجد والمدارس وبين اقتصار نشاطهن على البيوت. ويرى حبش ان ابرز ما يميزهن هو «تجنب الدخول في السياسة سواء تأييد النظام أو رفضه. والجماعة لم تتورط في أي عمل ضد البلد». هذا في المرحلة التي شهدت صراعاً مسلحاً وعنيفاً بين تنظيم «الإخوان المسلمين» والسلطات في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات. وفيما يعتقد خبراء مستقلون ان «القبيسيات» يشكلن الظل النسائي للإسلام السياسي، يقول حبش ان «لا مشروع سياسياً لديهن. لجأوا إلى العمل السري بسبب ظروف سورية في الثمانينات». أي أنهن لسن تنظيماً بل خلايا تنمو في شكل حلزوني وتصاعدي. والمقصود بـ «السرية»، ان «القبيسيات» كن يلجأن في السنوات السابقة إلى الحذر لدى تنقلهن أو تجمعهن في البيوت الخاصة لإعطاء دروس دينية دورية. ومن أنواع الحذر ان لا يخرجن سوية في شكل جماعي لدى انتهاء الدرس وان لا يضم الدرس اكثر من ست طالبات، باستثناء المناسبات العامة مثل احياء ميلاد الرسول (صلى الله عليه وسلم) أو ليلة القدر. وهناك اعتقاد ان المناسبات الاجتماعية والدينية تشكل مناسبة لكسب عضوات جديدات. وقيل ان مرتبة «القبيسية» تعرف من لون منديلها، فكلما اقترب اللون إلى الاسود اقتربت الداعية من الآنسة منيرة. لكن الأمر الأكيد، ان اللباس الموحد المعتمد، هو المعطف الكحلي مع غطاء رأس بلون كحلي ترتدي تحته القبيسية «قمطة» لشد الشعر تحت الغطاء. وبعض القبيسيات يرتدين منديلاً اسود لغطاء الوجه، مع جوربين نسائيين سميكين وحذاء اسود من دون كعب. وتؤكد الداعيات على عدم تشذيب الحاجب و «عدم التبرج» عبر وضع المساحيق على الوجه. ويوضح البوطي: «انهن يرتدين الحجاب الكحلي لتمييزهن عن غيرهن. وغطاء الوجه ليس اجبارياً. ليس هناك إجبار على ذلك إلى ان يصير ثبات ديني عند الفتاة، بعدها ممكن ان تلبس المنديل اذا شاءت». --> ولم يكن صدفة اختيار «الآنسة» منيرة اللون الكحلي، ذلك ان هناك اعتقادا شائعاً ان سبب اختيار اللون هو للدلالة على «الوسطية بين الأبيض والأسود، بين التطرف والإعتدال». وقال البوطي: «لديهن مقاربات علمية وفكرية ومعظمهن من خريجات الجامعات وعلوم الطب والهندسة، وهن منفتحات وابعد ما يكن عن التطرف». الواضح ان الفترة الأخيرة شهدت تشجيعاً من قبل السلطات لـ «القبيسيات» على عدم إعطاء دروس في المنازل مقابل إعطاء تراخيص لدروس علنية بدلاً من «الحلقات السرية». ويقول صلاح الدين كفتارو: «حركة الدروس في البيوت مخيفة، والنظام الوطني يجب ان يصل إلى الدروس وان تصل الأجهزة والمناظير اليها. بالتالي من حق الدولة ان تمنع الدروس في البيوت، لكن ليس في المساجد». وكانت السلطات سمحت في الفترة الأخيرة لـ «القبيسيات» باعطاء دروس في مساجد «المحمدي» و «بدر» و «سعد» في المالكي، اذ أوضح البوطي ان عدداً من الشيوخ ابلغ السلطات انه «من مصلحتكم ان تعطوا الموافقات للعمل بالعلن. أعطوهن المواثيق للعمل العلني لأن عملهن مستقيم ووطني ليس فيه أي شائبة ولا علاقة له بالسياسة». واتفق نجلا كفتارو والبوطي على ان «الأخوات القبيسيات يقمن بالدعاء المستمر للرئيس بشار الأسد من دون التطرق إلى السياسة». وزاد البوطي: «ولاؤهن للوطن كبير». «الآنسة الأم» < ولدت منيرة عام 1933 في دمشق في أسرة تضم عشرة أطفال: ستة شباب (بهجت، وليد، موفق، ماهر، ممتاز، رضوان) يعملون في التجارة أو المهن ذات الكفاءات العلمية العالية، وأربع فتيات يعملن ربات بيوت. ودرست منيرة في مدارس العاصمة السورية إلى ان نالت إجازة في العلوم الطبيعية، استندت اليها في التدريس في مدراس حي «المهاجرين» وبقية إحياء دمشق. وفي بداية الستينات، زاوجت بين النشاطين الدعوي والتعليمي، وذلك في ضوء اقترابها من «جامع ابي النور» التابع لمفتي سورية الراحل احمد كفتارو. وقال نجله حسن كفتارو: «نتيجة النشاط الدعوي منعت من التدريس في المدارس». وساهم هذا المنع من جانب الحكومة اليسارية حينها، في أمرين: الأول، إقامة منيرة في جامع أبي النور والإقبال على التعلم على يد كفتارو، والثاني اتجاهها إلى دراسة علوم الدين في كلية الشريعة في جامعة دمشق. ويختلف المتابعون في شأن المرحلة اللاحقة. وفيما قال أحد الباحثين ان بروز دور وفاء، كريمة المفتي الراحل، في جامع «أبي النور» كداعية إسلامية، وظهور «منافسة حادة» بينهما دفعا منيرة الى الابتعاد وتأسيس «منهجها واتباعها في شكل مستقل مادياً وفكرياً»، قال النجل الثاني للمفتي الراحل الدكتور محمود: «بالعكس فوفاء تلميذة من تلميذات الآنسة منيرة. وهناك فارق كبير في العمر يزيد على العشرين سنة بينهما يحول دون أي منافسة». وخلال العقدين الماضيين ترواح نشاط منيرة القبيسي بين العلني والسري، لكنها استطاعت من خلال المزج بين الأمرين من توسيع نشاطاتها في المحافظات السورية قبل ان تعبر حدود البلاد في مرحلة أولى والعالم العربي في مرحلة ثانية، الى ان بلغ عدد «اتباعها» اكثر من 75 ألف فتاة، كحد أدنى، وفق ما أجمعت عليه تقديرات متابعين وشيوخ. ويقول النائب محمد حبش ان «أحد أسباب نجاح الآنسة منيرة هو رفض الاشتباك مع أي جهة». فهي كانت على علاقة جيدة مع كفتارو ومجمعه الفكري وطريقته الصوفية، بل أن نجله صلاح الدين مدير «مجمع أبي النور»، يتذكر كيف أنها طلبت منه أن تختلي بجثمان كفتارو في مستشفى «دار الشفاء» لدى رحيله في نهاية العام 2004. وقال: «بقيت تبكي هناك اكثر من ساعة ونصف الساعة». ويضيف ان «علاقتها مع أسرتنا قديمة، ذلك أن عمها الشيخ أبا الخير القبيسي كان من جماعة جدي الشيخ أمين». لكن أيضاً هي على علاقة فكرية ودينية وشخصية مع العلامة محمد سعيد رمضان البوطي، بل انه من اكثر المتحمسين الى «الاخوات اللواتي ضربن المثل بالحضارة والدين والوطنية والمثل العليا». وهي أيضاً على علاقة جيدة مع «جماعة» الشيخ عبد الكريم الرفاعي التي يدير شؤون مؤسسته نجلاه سارية وأسامة في منطقة كفرسوسة. ولم تبتعد منيرة القبيسي كثيراً عن «معهد الفتح الاسلامي» التابع لجامع الازهر ومديره مفتي دمشق الشيخ عبدالفتاح البزم وأحد اقطابه الشيخ حسن فرفور، إضافة الى علاقتها مع جماعة الشيخ بدر الدين الحسني والمسؤول عنه الشيخ أبو الخير شكري. ويقول حبش: «كل طرف من الجماعات الدينية في البلاد يقول انها تابعة له أو قريبة منه». وربما أحد أسباب نجاح أسلوبها، هو كون معظم، ان لم يكن جميع، زوجات الشيوخ الكبار أو بناتهم هن من الداعيات «القبيسيات». RE: هام للاطلاع .... الآنسات القبيسيات و النشاط الديني النسائي في سوريا - بسام الخوري - 09-13-2010 حركة "القبيسيات" النسوية السورية: شكوك عقائدية ومخاوف سياسية كثُر اللغط حول حركة "القبيسيات" النسوية السورية إلى حد اتهامها تارة بالسعي إلى إقامة دولة إسلامية، وتارة أخرى بمخالفة عقيدة أهل السنة في شعائرها الدينية الصارمة، خاصة لأنها تسجل حضورا واسعا في الشارع السوري. "لقبيسيسات"جمعية نسوية تقوم بأعمال خيرية من ضمنها إطعام الفقراء وعلاج المرضى وتعليم الطلاب مادة التربية الإسلامية"، هكذا تصف فاطمة، إحدى ناشطات الجمعية النسائية الواسعة الانتشار في سوريا عمل جمعيتها، التي بدأت نشاطها منذ ما يزيد على ثلاثة عقود في العاصمة دمشق. غير أن مثل هذا التعريف، الذي يتكرر على لسان منتمين أو متعاطفين معها، لم يخفف من حدة الجدل المستمر حول هويتها وأهدافها، التي ما تزال مشوشة بسبب قلة المعلومات الدقيقة عنها وصعوبة الحصول عليها. وفي خضم هذا الجدل يذهب بعض المفكرين الإصلاحيين على غرار محمد شحرور إلى حد القول بأن القبيسيات تمثل "شبكة تخترق صانعي القرار في سوريا وتسعى إلى إقامة دولة إسلامية على غرار "دولة طالبان". غير أن محمد حبش، عضو مجلس الشعب السوري ومدير مركز الدراسات الإسلامية في دمشق، ينفي الطابع السياسي للجمعية بقوله: "ليس للقبيسيات مشروع سياسي والدليل على ذلك تجنبهن الدخول في الصراعات السياسية والمسلحة التي شهدتها سوريا في أواخر سبيعنات وأوائل ثمانينات القرن الماضي بين الدولة وتنظيم الأخوان المسلمين". ويضيف حبش في تصريح خص به دويتشه فيله: "سادت ظروف معينة فرضت على القبيسيات الانزواء والسرية في العمل مما ساهم في تشويش الصورة حول أهدافهن وتغذية الشائعات بهذا الخصوص، أما اليوم فالمطلوب منهن تغيير ذلك، لاسيما بعد السماح لهن بالنشاط العلني في مساجد ومدارس كثيرة". كما يرى حبش بأن "القبيسيات يملن إلى المحافظة ولسن تكفيريات وليس لهن أي تعاملات مع جهات سياسية معينة". أنشطة أبعد من العمل الخيري زكريا سلوايه، عضو مجلس الشعب وإمام جامع العجان في اللاذقية، يرى بأن ما يُقال عن القبيسيات "افتراء لأن المدرسة الصوفية هي "لتذكية النفس وتطهيرها وهن يسلكن هذه الطريق"وبعيدا عن الجدل الدائر حول دور جمعية أو حركة القبيسيات يفيد الواقع بأن أنشطة الحركة تتجاوز العمل الخيري بالمعنى المألوف، فالجمعية على سبيل المثال تشرف على 40 من أصل 80 مدرسة لتحفيظ القرآن في سوريا بناء على تراخيص رسمية حسب بيانات صحيفة "الحياة" الييروتية. كما أن عضواتها تقلدن مناصب رفيعة في وزارة الأوقاف السورية، وهو أمر سمح لهن بالمشاركة في صنع القرار على صعيد تحديد المناهج الدينية في المساجد والنشاط فيها على حد قول أسماء كفتارو، حفيدة مفتي الجمهورية السابق أحمد كفتارو، في تصريح لدويتشه فيله. وردا على سؤال حول تأثير ذلك على المجتمع السوري تقول كفتارو: "سيكون لهن بلا شك تأثير كبير على الجيل القادم خصوصا في دمشق حيث عدد كبير من المدارس والمساجد التابعة لهن". كما ترى كفتارو بأن ذلك "أمر حسن شريطة أن يبقى في إطار السيطرة". وعلى ما يبدو نجحت القبيسيات من خلال علاقاتهن مع صناع القرار في الحصول على تراخيص رسمية لإنشاء مدارس ابتدائية تابعة لهن مثل "دار النعيم"، و "دار المجد"، يتم فيها تخصيص دروس إضافية لتعليم الدين. اتهامات بتبني عقيدة "منحرفة" غير أن الجدل يكون أكثر حدة عندما يتعلق الأمر بفكر القبيسيات الديني وطريقتهن في العبادة. وتحمل هذه الطريقة أفكار الطريقة النقشبتدية الصوفية، التي ترأسها مفتي سوريا السباق أحمد كفتارو، وذلك وفق كتاب أسامة السيد، الذي يحمل "التنظيم السري الخطير منيرة القبيسى". وتقوم هذه الطريقة على "الإيمان بالحلول ووحدة الوجود ما يعني أن روح الله تحل في البشر والكائنات الأخرى". وهو ما يؤكده كتاب "مزامير داود"، أحد أقدم مؤلفات الجمعية. كما يؤكد الأخير على أنه كلما تفانت التلميذة في طاعة آنستها أو شيختها القبيسية يزداد اقترابها من الله ورسوله. وبموجب ذلك تقوم التلميذات القبيسيات بتقديس الشيخة وإطاعتها وعدم مناقشتها والتسابق إلى تقبيل يدها كما يفعل الصوفيون تجاه شيوخهم. كما أنهن يمجدن أئمة الصوفيين القائلين بفكرة الحلول أمثال محي الدين ابن عربي والحلاج، وهذا ما جعلهن موضع اتهام بالانحراف عن عقيدة أهل السنة ومخالفة القرآن لأنه الله منزّل عن أي وصف وتشبيه حسب هذه العقيدة. غير أن زكريا سلوايه، عضو مجلس الشعب وإمام جامع العجان في اللاذقية، يرى بأن ما يُقال عن القبيسيات "افتراء لأن المدرسة الصوفية هي "لتذكية النفس وتطهيرها وهن يسلكن هذه الطريق". ويرى محمد حبش أيضا بأن صلاة القبيسيات "لا تختلف على الإطلاق عن صلاة أهل الجماعة والسنة، ولا تعتبر التقاليد الصوفية معارضة لتقاليد أهل السنة والجماعة". طاعة صارمة للشيخة وعلى صعيد الممارسة تتبع القبيسيات طريقة تمجّد الشيخة أو الآنسة القبيسي والآنسات اللواتي يتسلمن مناصب قيادية. ويصل هذا التمجيد من قبل المنتميات للجمعية إلى حد الانصياع لأوامر الشيخة ولو على حساب العلاقات الزوجية كما تقول سمر، إحدى القبيسيات اللواتي انشققن عن الجمعية. "يجب أن تقّبل التلميذة يد شيختها وتجلس على الأرض منحنية أمامها، وتشرب فضلات الماء من كأسها، وأن تكون كالميتة بين يديها وإذا ما خيرت بين خدمة الجمعية وترك الزوج فعليها اختيار هذه الخدمة"، كما تؤكد سمر لدويتشه فيله. وتوافقها في الرأي "رباب"، التي تركت الجمعية لأنها تفرض تقاليد طاعة مبالغ فيها وتتعارض مع قيم الحرية الفردية. إلا أن عضو مجلس الشعب السوري والمفكر الإسلامي محمد حبش ينفي ما يقال من أن تلميذات منيرة القبيسي ينصعن لأوامرها حتى ولو على حساب بيوتهن" المجتمع السوري يرحب بالآنسات اللواتي تربين على يد منيرة وعلى احترامها وطاعتها من مبدأ احترام المعلم الكبير، والكثير من الشباب السوري يفضل الزواج هؤلاء الآنسات كونهن تربين على حب الزوج". التركيز على الميسورات وصاحبات النفوذ محمد حبش، عضو مجلس الشعب السوري ومدير مركز الدراسات الإسلامية في دمشق، ينفي الطابع السياسي للجمعية بقوله.تعود تسمية جمعية أو حركة "القبيسيات إلى مؤسستها منيرة القبيسي (75 سنة) وهى تلميذة شيخ الطريقة النقشبندية ومفتي الجمهورية السابق أحمد كفتارو، الذي أشار عليها بالدخول إلى هذه الطريقة الصوفية، وقد بدأت القبيسي نشاطها في السبعينات من القرن الماضي. ويُقدر عدد المنتميات إلى الجمعية حاليا بأكثر من 75 ألف تلميذة في سوريا وخارجها. ويطلق عليهن في الأردن الطّباعيات نسبة إلى شيختهن فادية الطباع، وفي لبنان السّحريات نسبة إلى شيختهن سحر حلبي. وفي الكويت يسمين "بنات البيادر". ولهن بعض الانتشار في بلاد الاغتراب الأوروبية والأمريكية وفي وأستراليا بحكم زواجهن من مغتربين هناك. ومن سمات القبيسيات تركيز دعوتهن على الفتيات الميسورات اللواتي يتمتعن بنفوذ وبمكانة اجتماعية في المجتمع، وهو أمر فرضته إلى حد ما ظروف نشأة الجمعية في الأحياء الدمشقية الراقية، حسب الدكتور حبش. أما مدّرس التربية الدينية عامر سيوف فيرى أن هذا التركيز هادف كونه يساعدهن على تحقيق أهدافهن في الإشراف على أكبر عدد ممكن من المساجد والمؤسسات التعليمية. عفراء محمد – دمشق مراجعة. لؤي المدهون http://www.dw-world.de/dw/article/9799/0,,5996427,00.html الرد على: هام للاطلاع .... الآنسات القبيسيات و النشاط الديني النسائي في سوريا - استشهادي المستقبل - 09-14-2010 انا ضد الذوبان في الشيوخ و المعلمات والانبهار بهم لدرجة الانقياد و والعبودية ......... ولو كان تحت مسمى الدين ..... الدين يحررنا ولا يجعلنا عبيدا يحررنا من الخوف والعبودية لغيره سبحانه .............. عندما تزهد في مالدى الناس تصبح اقوى الناس ...... اكثر شي يذلنا رغباتنا .... والدين يحررنا اختلف مع الذين يقدسون الشيوخ ويقبلون ايديهم عالطالع والنازل ............. لا قدسية وعصمة لاحد .......... متى نفهم الدين بشكل صحيح ....... متى RE: هام للاطلاع .... الآنسات القبيسيات و النشاط الديني النسائي في سوريا - بسام الخوري - 09-14-2010 البوطي يدافع عن القبيسيات و"أهل الشام" طباعة أرسل لصديق الوطن أونلاين 14/ 09/ 2010 نشر موقع نسيم الشام الإسلامي ردا من الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي على مسلسل "ما ملكت أيمانكم" بعد انتهاء عرضه، دافع فيه عن القبيسيات كما انتقد طريقة تعامل نجدت أنزور مع عدد من القضايا. كما دافع البوطي في خطبة الجمعة الماضية عن "أهل الشام". ووفقا للموقع يرسل القارئ للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي: الآن، وقد انتهى عرض مسلسل "ما ملكت أيمانكم" بجميع حلقاته, ما هو قراركم الذي اتخذتموه بشأنه؟ فيجيب الأخير " أعتقد أنني أحلت القرار بشأنه إلى متابعيه من أفراد الشعب السوري ممثلاً في الصفوة ذات الوعي السليم والحياد الفكري والإخلاص للقيم والوطن, وأعتقد أن من اليسير الآن معرفة موقف هذه الصفوة من خلال الاستبيانات الكثيرة التي أجاب عنها الكثيرون ومن خلال المواقع والتعليقات الوفيرة. ولا ريب أنني مؤيد وتابع دائماً لهذه الصفوة. ولكنّي أحب أن أنبه إلى حقيقة يجب أن لا نتيه عنها, وذلك بقطع النظر عن هذه المناسبة وغيرها, وهي أن النشاط النسائي الإسلامي في سورية وخاصة المعروفات باسم (القبيسيات) يمثّل في الحقيقة الإسلام الحضاري والوطني والواعي البعيد عن الغلوّ المترفع عن النفاق .. وقد عرفت سورية مدى أنشطتهنّ الثقافية المتنوعة, المتسامية على التدافعات السياسية والحزبية وتياراتها .. وقد نشأ بفضل جهودهن التربوية لا جيل واحد بل أجيال من الفتيات اللائي يتمتعن بالعمق الثقافي والسمو الأخلاقي والاعتزاز بالقيم والانتماء الوطني والوسطية الدينية السليمة. تفيض هذه الحركة بالمثقفات وصاحبات الاختصاص المتنوع: طبيبات, مهندسات, جامعيات, متخصصات بالعربية والعلوم الشرعية. وإن مما يبعث على الاعتزاز حقاً أن فيهنَّ كثيرات يحفظن اليوم عن ظهر قلب صحيح الإمام البخاري كله سنداً ومتناً وصحيح الإمام مسلم أيضاً سنداً ومتناً, وهي مزية فريدة لم تتحقق من الأزمنة كلّها إلا في هذه العصر, ولم يحتضنها من الأمكنة إلا سوريّة!.. وإنها لظاهرة مشرّفة لا تكاد تصدَّق لولا الواقع المشاهد الخاضع للتحقيق والاختبار. ومنذ أكثر من خمسة عشر عاماً أخرجت ثلّة منهنَّ أدقّ موسوعة ظهرت في السيرة النبوية إلى اليوم, ذات ستة مجلدات من القطع الكبير باسم "الجامع في السيرة", ويرقى هذا الكتاب الجامع في توثيقه إلى درجة عالية متميزة لم يسبق إليها. وقد رغبت إليَّ الآنسة منيرة القبيسي آنذاك تقديم هذا الكتاب الفريد إلى السيد الرئيس حافظ الأسد رحمه الله. ولما تشرفت بلقائه وقدَّمت إليه الكتاب أخذ يقلّبه وقد شدَّه إليه الإعجاب بالطريقة الفريدة والميسّرة في التوثيق والتنظيم والإحاطة بكل أحداث السيرة النبوية ومتعلقاتها. ثم قال لي: بلّغ شكري للآنسة منيرة وجميع مؤلفات الكتاب, واطلب منهنَّ الدعاء لي شخصيّاً ولسوريَّة عموماً. والمهم بعد هذا ما ينبغي أن يكون معلوماً من أنَّ النشاط النسائي الإسلامي، ومن ضمنه هذه الفئة، غدا اليوم جزءاً من النشاط الثقافي والتربوي الكلّي الذي ترعاه الدولة, وذلك بانضباطه تحت جناح وزارة الأوقاف, وبالتنسيق مع رسالتها الدينية والثقافية والوطنية, لذا فإنّي أعتقد جازماً أن افتراض الأخطاء والانحرافات الشنيعة في صفوف هؤلاء الفتيات (وكل بني آدم خطّاء) ثم تكبيرها وتسليط الأضواء عليها وإشاعتها في الأوساط ابتغاء انتزاع الثقة بهنَّ من أفئدة الناس لن يكون لمصلحة هذه الأمة ولن يعود إليها ولا إلى الوحدة الوطنية ولا إلى القيم الإسلامية والدينية عموماً بأي خير. ولو سلكنا هذا المسلك مع فئات الناس وطبقاتهم على اختلافها لعاد المجتمع أنكاثاً تسوده الاتهامات والخصومات, ولتبادل الناس المهاترات بدلاً من التحيَّات. وفي "دفاعه" عن "أهل الشام" قال الشيخ البوطي :في خطبة الجمعة الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك. سبحانك اللهم لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله. خير نبي أرسله. أرسله الله إلى العالم كلِّهِ بشيراً ونذيراً. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين. وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى. أما بعد فيا عباد الله: سيكون محور حديثي اليوم إليكم كلمة قالها رئيس جمهوريتنا الغالية في موقف من المواقف فذهبت كلمته مثلاً. قال: الشام الله حاميها. هذه الكلمة ترجمة دقيقة لآياتٍ في كتاب الله عز وجل وأحاديث صحيحة ثبتت عن رسول الله r. أما الآيات فمنها قول الله سبحانه وتعالى عن سيدنا إبراهيم بعد أن ابتلاه الله عز وجل بنيران نمرود، قال: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء : 71] إنها الشام باتفاق المفسرين. وأما الأحاديث فكثيرة منها ما رواه أبو داود وابن حبان والحاكم على شرط الشيخين أن رسول الله r سُئِل عن خير منزل يلجأ إليه الإنسان عندما تدلهم الفتن فقال r عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها – أي يصطفي إليها – خيرته من عباده وإن الله تكفَّل لي بالشام وأهله. وقد صح أيضاً أن حذيفة بن اليمان ومعاذ بن جبل سألا رسول الله r عن الملاذ الذي يمكن يلجأا إليه إذا اشتدت الفتن واتسع أوارها فأومأ إلى الشام، عادا يسألانه فأومأ إلى الشام وقال: عليكما بالشام فإنها خير أرض الله عز وجل وإن الله يسكنها خير عباده. وقد صح أيضاً عن رسول الله r فيما رواه الحاكم بسندٍ صحيح أنه r قال: (بينا أنا نائم إذ استُلِبَ عمود الكتاب من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع عُهِدَ به إلى الشام، ألا إن الأمن والأمان عندما تكون الفتن في الشام). ولقد علمنا أن قلب الشام إنما هو دمشق وما حولها فقد قال المصطفى r فيما صح عنه: (فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى على أرضٍ يُقَالُ لها الغوطة إلى جانبها مدينة اسمها دمشق هي خير منازل المسلمين). عباد الله: ينبغي أن تلاحظوا أن الأفضلية التي يعلنها رسول الله r ليست لأرض الشام من حيث أنها تربة، من حيث أنها حجارة وصخور فتراب الأرض شيء واحد، لا تختلف حجارة الأرض وأتربتها ما بين مكان ومكان قط وإنما الخيرية لمن يجتبيهم الله سبحانه وتعالى إليها، يجتبي إليها خيرته من عباده، هذا ما يعنيه كلام رسول الله r، فإذا كانت هنالك أفضلية للشام أو لدمشق فلأن الله عز وجل يُسْكِنُ فيها خير عباده. ومن ثم فإن الناس إذا تحدثوا عن الإرهاب الذي ترفضه شريعة الله عز وجل والذي لا يتفق مع موازين القيم الإنسانية فإن الشام أبعد ما تكون عن الإرهاب، وإذا تحدَّث الناس عن الإفراط والتفريط والغلو فلنعلم أن هذه الشام التي تحدث عنها رسول r ما سمعتم أبعد البلاد كلها عن الغلو وعن الإفراط والتفريط في فهم الإسلام أو في السلوك الإسلامي. وعندما نتحدث عن التربية النسائية والتزام المرأة بشريعة الله عز وجل باعتدال دون إفراط ولا تفريط، بعيداً عن الغلو وبعيداً عن الانحراف فلنعلم أن المرأة التي جباها الله عز وجل في أرض الشام لاسيما في قلب الشام دمشق هي مضرب المثل لهذه الاستقامة ولهذه التربية ولهذا السير على صراط الله عز وجل. وإذا أردنا أن نبحث عن النفاق الذي يتجلى ظاهره بشكل ويستبطن شكلاً آخر ومعنى آخر فلنعلم – كما أوضح المصطفى r– أن شامنا هذه أبعد ما تكون عن أولئك الناس الذين يضمرون بين جوانحهم معنى ويُظْهِرُون للناس معنى خلافه. أليس هذا من مقتضى كلام رسول الله r، إذا كان الذين يعيشون في هذه الأرض المباركة قد اجتباهم الله عز وجل إليها ومن ثم فهم خيرة الله من عباده إذاً فهم مضرب المثل في البعد عن الإرهاب الذي يُحَذِّرُ الإسلام وتُحَذِّرُ منه شريعة الله عز وجل، وهم مضرب المثل في الالتزام الواعي البعيد عن الغلو والبعيد عن الإفراط والتفريط، وهنَّ مضرب المثل في الأخلاق الإسلامية الرضية وفي السلوك الإسلامي السليم وفي المظهر الإسلامي السليم، هذا معنى كلام رسول الله r وذلك هو مضمون شهادة المصطفى r لأهل الشام ولأهل دمشق بالذات. عباد الله: إن الزمن الذي انطوى ومرَّ من التاريخ القصي إلى يومنا الحاضر خير شاهد على كلام رسول الله r. فمن طاف في بلاد الله سبحانه وتعالى مشرقاً ومغرباً ثم عاد إلى هنا وجد أن الوعي الإسلامي يُسْتَنْبَتُ هنا وأن الالتزام الإسلامي السليم إنما يستقر هنا وأن التربية المثلى التي تُنَشَّأُ في ظلالها الأجيال ذكوراً وإناثاً إنما هي هنا نعم. هذه الحقيقة ينبغي أن نتبينها، وينبغي أن أقول لكم شيئاً نرفع الرأس به عالياً، الزمان يرفع الرأس به عالياً، والمكان – الذي هو سورية – يرفع الرأس به عالياً: لا يعهد التاريخ العربي الإسلامي منذ بعثة رسول الله r أن نسوة أو امرأة حفظت صحيح البخاري كله بأسانيده وصحيح مسلم كله بأسانيده وبعضاً من السنن الأخرى، لا يعي التاريخ أن هذا تم لا في عصر الصحابة ولا التابعين ولا من بعدهم ولكن التاريخ أن هذا تم من حيث الزمان في هذا العصر ومن حيث المكان في سورية، فلنعلم أن هنالك فتياتٍ شاء الله عز وجل أن يكرمهن بهذا التوفيق العجيب، صحيح البخاري كله من ظهر قلب سنداً ومتناً، صحيح مسلم كله من ظهر قلب سنداً ومتناً، وأنا واحدٌ ممن كان لا يُصَدِّق ولكني أخضعت هؤلاء اللائي وفقهن الله سبحانه وتعالى للهم العجيب، أخضعتهن للامتحان وإذا بالأعجوبة التي أكرم الله بها شامنا قد تحققت. هذه الحقيقة التي أقولها لكم هي ترجمة مفصلة نوعاً ما لكلمة قالها الرئيس في موقف من المواقف فذهبت فعلاً مثلاً وحكمة. والعبرة التي ينبغي أن نقطفها من هذا الكلام أيها الإخوة هي أنه ينبغي أن نعتز بهذه النخبة التي أقامها الله سبحانه وتعالى في شامنا، بهذه النخبة التي اجتباها الله عز وجل في شامنا، ينبغي أن نرفع الرأس بها عالياً. قارنوا وتجدون صدق ما قاله رسول الله r. ما ينبغي أن نحاول أن نجتث الثقة بالناس الذين اجتباهم الله عز وجل في بلدنا هذا بأي وسيلة من الوسائل. مرَّةً أخرى أقول أيها الإخوة ليهنأ كل من أقامه الله عز وجل من أرضه الواسعة في شامنا هذه، ليهنأ لأنه من المجتبين الذين تحدث عنهم رسول الله r. أما من هم أقل من القليل بل هم أقل من القليل القليل فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدينا وأن يهديهم إلى سواء صراطه المستقيم. هذه نعمة من النعم التي أكرمنا الله بها، ومن ثم فأنا أقول إن المكائد التي تُحاكُ ضدنا آتيةً من الغرب أو من الشرق أو من أي جهةٍ أخرى لن يكون لها أي أثر ولن تكون نتيجتها إلا أن تتحول إلى سهام ترتد إلى صدور من يحيكون هذه المؤامرة ضد أمن هذه البلدة، ضد اجتماع هذه الأمة على كلمة سواء، ضد اللحمة الوطنية التي تتمتع هذه الأمة في هذه البلدة. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الرد على: هام للاطلاع .... الآنسات القبيسيات و النشاط الديني النسائي في سوريا - بسام الخوري - 10-09-2010 قصة انبعاث أول حركة نسوية للإحياء الديني : الاخوات القبيسيات طباعة أرسل لصديق عبد الرحمن الحاج: الغد 08/ 10/ 2010 "الأخوات القبيسيات" حركة دينيّة إسلامية نسوية دولية تمتد من سورية إلى الأردن وفلسطين ولبنان والكويت ومصر وصولاً إلى فرنسا وانكلترا والدول الاسكندينافية وإلى ما وراء البحار حتى كندا والولايات المتحدة، أثارت بعملها في الظل قصصاً وحكايات تصل إلى حد الأسطورة، وجذبت شبكتها العنكبوتية الممتدة في طبقات الأثرياء والأمراء والمسؤولين اهتمام الأجهزة الأمنية والسياسية،وسببت أفكارها وانتماؤها الصوفي حفيظة السلفية والتوجهات الدينية الراديكالية وحركات الإسلام السياسي الجهادية. اهتمام إعلامي وأعمال درامية بقي تنظيم القبيسيات خارج الضوء طوال عقود، وباستثناء الهجوم الذي شنته جماعات السلفية(في الكويت والأردن) وجماعة الأحباش(في لبنان)؛ فإنه لم يظهر اهتمام فعلي بتنظيم الأخوات القبيسيات - الذي تأسس في سورية- إلا بعد تولي بشار الأسد منصب الرئاسة خلفاً لوالده عام 2000، وذلك مع ازدياد انتشارهن وتأثيرهن في المجتمع السوري، وظهر الاهتمام به إلى حيز الإعلام عام 2002 على شكل مسلسلات كوميدية ودرامية ناقدة على شاشات التلفزة المحلية السورية والقنوات الفضائية العربية؛عندما خصص المسلسل السوري "بقعة ضوء" (كوميدي) إحدى حلقات للأخوات القبيسيات مركزاً على اختراق القبيسيات لطبقة الأثرياء الارستقراطية واستغلال العمل الدعوي - بحسب المسلسل- لتحقيق مصالح اقتصادية شخصية. وفي عام 2004 عرض مسلسل "عصي الدمع" نقداً لأفكار القبيسيات وتصوراتهم الدينية (التي عرضها المسلسل باعتبارها تصورات منغلقة)، ثم مؤخراً (رمضان 2006) عُرض مسلسل "الباقون" الذي أخرجه "نجدت أنزور" ثلاث حلقات بعنوان "البرزخ" سلط فيها الضوء على الأسلوب التبشيري الذي تتبعه القبيسيات لتعزيز انتشارهن، والتصورات الفكرية التي تنتشر في أوساطهن. وإثر الاهتمام الذي أولته بعض الأجهزة الأمنية بشكل واضح لتنظيم الأخوات القبيسيات بدأت الصحافة في آذار2006 بكتابة تحقيقات صحافية تحاول التعرف على هذا التنظيم، فكتب إبراهيم حميدي في صحيفة الحياة تقريراً مطولاً بعنوان "يرتدين الحجاب الكحلي ويملكن شبكة تدريس ونفوذ واسعة: (الآنسات القبيسيات) يباشرن في سورية انخراط النساء في الدعوة الإسلامية بموافقة السلطات"، وكتب "شعبان عبود" (صحيفة النهار اللبنانية) تقريراً صحافياً بعنوان "رجال العمائم أكثر حضوراً من المثقفين" ركز فيه على الاهتمام الأمني لظاهرة القبيسيات، ومنذ ذلك التاريخ صار بإمكاننا ملاحظة اهتمام الصحافة العالمية مثل نيوزويك ونيويورك تايمز وغيرها بهذه الظاهرة - على شكل تقارير مطولة أو بشكل إشارات- كلما تم الحديث عن الخطر الإسلامي والإسلام السياسي في سورية. البدايات.. منيرة القبيسي بدأت "منيرة القبيسي" (مواليد 1933) "الشيخة الكبيرة" بتأسيس تنظيمها في الستينيات عندما كانت الحركة الإسلامية في سورية في أوج نشاطها، وذلك خلال تدريسها مادة العلوم الطبيعية (البيولوجيا) في مدارس دمشق، ومع تعاظم نشاطها دخلت كلية الشريعة بدمشق لدراسة العلوم الدينية دراسة أكاديمية في الوقت الذي كانت فيه قريبة جداً من أفكار مفتي الجمهورية الراحل الشيخ "أحمد كفتارو"، ومنحتها شخصيتها الكاريزمية القدرة على ضم نخبة من النساء الدمشقيات إلى حركتها والانخراط في العمل الدعوي الإسلامي على طريقتها. ولا يبدو مفهوماً لماذا كانت الشخصيات التي انخرطت معها من الطبقة الغنية ومن العائلات الدمشقية والحلبية العريقة(من أمثال عائلات: جحا، وقويدر، والشيشكلي، والطباع، والغباز، والكزبري، وتسابحجي، والزايد)، غير أنه حتى يكون لأي حركة دينية تأثير قوي وفعال في المجتمع فإن عليها أن تنتشر أولاً في وسط الجسم الاجتماعي المديني، وهذا بالضبط ما قامت به الشيخة القبيسي. ومهما قيل في تفسير ذلك فإن انتشار الدعوة القبيسية في الأوساط الغنية وذات النفوذ ساعد هذا التنظيم على الانتشار في الوسط النسائي المديني من جهة، ومن جهة ثانية سمح ذلك بالاقتراب من نساء المسؤولين وذوي النفوذ القريبة من الطبقات الغنية، الأمر الذي جعل أجهزة الأمن(على حد تعبير الصحفي "شعبان عبود" نقلاً عن ضابط أمني سوري) ترى في القبيسيات "يمثلن عقبة أمام الأجهزة الأمنية؛ نظراً لامتدادهن وعلاقتهن العنكبوتية الواسعة... وقد حصل أكثر من مرة أن وجدت الأجهزة الأمنية صعوبة بالغة في استدعاء إحداهن إلى أحد فروع الأمن؛ نظراً لكونهن من النساء، وما يترك ذلك من آثار وسمعة سيئة ضد هذا الأجهزة وسط المجتمع والأهالي"، فغالباً ما يتم التدخل من قبل جهات عليا استفساراً عن سبب استدعاء إحداهن على حد تعبير الضابط. رؤية من "الداخل" بلغ اتباع القبيسيات عشرات الآلاف، وما يزال إلى اليوم وبعد أربعة عقود من انتشار الدعوة القبيسية خلاف حول: هل تمثل الأخوات القبيسيات تنظيماً أم جماعة دينية نسوية إحيائية فحسب؟ فثمة تراتبية هرمية بين الأخوات القبيسيات تتجسد بألوان الحجاب، وثمة قواعد وجداول عمل يكون على أساسها الانتقال بين المراتب، وهناك برامج تثقيفية وتعليمية محددة ومتدرجة حسب الدرجة الهرمية تشكل إطاراً فكرياً خاصاً للأخوات القبيسيات، كل ذلك يمنح الأخوات القبيسيات شكلاً تنظيمياً حقيقياً، وأياً ما يكن الأمر فإن هذا الشكل التنظيمي ساعد الأخوات كثيراً على الاستمرار والانتشار. تحمل الأخوات القبيسيات بالأساس تصورات دينية تقليدية لكنها على درجة من المرونة منحها إياها انتشارها في الوسط الاجتماعي المديني في قلب المدن الكبرى، فالأخوات يمتلكن صالات مسرحية وفنية واستوديوهات للإخراج الفني، ولا يجدن حرجاً في الفنون الغنائية والتمثيلية التي عادة ما يستثمرنها من أجل زرع القيم الأخلاقية الإسلامية المحافظة، ومنتجاتها الفنية على ضآلتها تحقق انتشاراً واسعاً للغاية، ويقمن حفلات مدفوعة الثمن في مناسبات اجتماعية ودينية عادة ما يذهب ريعها إلى مؤسسات خيرية تنموية وخدمية يشرفن على نشاطها. سمعتهن الطيبة وعملهن الجاد والدؤوب مكنهن من الإشراف على عدد كبير من المدارس وفي سورية بشكل خاص،(40% من مدارس دمشق الخاصة مثلاً)، وأثبتت الأخوات أنهن يستطعن استخدام الأدوات التقنية الحديثة ووسائل التربية والتعليم الجديدة في نشر دعوتهن، ويجدن الاستثمار في مجال التربية. صحيح أن القبيسيات يستندن إلى التصورات التقليدية للدين إلا أنهن لا ينحزن إلى مجموعات دينية ضد أخرى، ولا إلى مجموعات سياسية ضد أخرى، ولهذا السبب فإنه -كما يقول بعض الباحثين- "كل طرف من الجماعات الدينية في البلاد يقول إنها تابعة له أو قريبة منه" (مثل: الدكتور البوطي، الشيخ عبدالفتاح البزم، الشيخ أحمد كفتارو، الشيخ عبدالكريم الرفاعي)، والواقع أنها قريبة من الجميع، وبعيدة من الجميع في آن واحد. الخطاب بين الديني، السياسي والاجتماعي في شهر آذار 2007 حاولت إحدى القبيسيات ترشيح نفسها لانتخابات مجلس الشعب نظراً لنشاطها الاجتماعي الواسع، لكن(الآنسة الكبيرة) رفضت ذلك رفضاً قاطعاً؛ فمن جهة الابتعاد عن المجال السياسي كان مبدءاً قبيسياً حمى الأخوات في أحلك الظروف التي مرت بها سورية والمنطقة، ومن جهة ثانية فإن معنى خوض انتخابات مجلس الشعب من قبل إحدى الأخوات أن التنظيم يمارس عملاً سياسياً مبطناً في وقت كانت الاتهامات من قبل الأجهزة الأمنية وبعض الأصوات العلمانية المتطرفة تخوف من القبيسيات باعتبارها تنظيما سياسيا سريا، ولو سمح لهذه القبيسية خوض الانتخابات لكان ذلك بداية لتدهور الحركة، في ظل ظروف محلية وإقليمية ودولية لديها حساسية غير عادية تجاه التنظيمات الدينية وحركات الإحياء الإسلامي السياسي. مجموعة من الأفكار الإحيائية الأخلاقية العامة والبسيطة تمثل الإطار الفكري والعملي لحركة الآنسات الأخوات، وبساطتها منحتها هذا الزخم والقدرة على الانتشار، لا تملك الأخوات تصورات دينية معقدة ولا أفكارا دينية تجديدية، ما يمتلكنه هو قيم أخلاقية إسلامية تدعو إلى الالتزام، وتستند إلى النصوص الكريمة وسير الصحابة والصالحين في صدر الإسلام، لهذا السبب فإن الكتب التي يتداولنها(عقيدة التوحيد من الكتاب والسنة، رجال حول الرسول، نجوم في فلك الصحابة، مختصر فقه العبادات، تفسير ابن كثير، الجامع في السيرة النبوية، المتاح من الموارد والأناشيد الملاح، مجلس النور في الصلاة على الرسول، وغيرها)، لا تتضمن تصورات ومعارف دينية معقدة كما لا تتضمن اجتهادات نسوية في فهم الإسلام على غرار ما قامت به جمعية "الأخوات المسلمات" في ماليزيا مثلاً، والمسألة برمتها هي مسألة إحياء ديني محافظ ومعتدل يفسر لنا سر الاهتمام الفائق بالداعية المعروف "عمرو خالد" الذي تصفه القبيسيات بـ"مجدد الدين". حول السمات الاجتماعية ليس غريباً أن تتضمن بعض السلوكات وأشكال الأذكار طرقاً معهودة في الأوساط الدينية الصوفية المحافظة مثل بعض الأذكار والأدعية المأخوذة من الطريقة النقشبندية على وجه الخصوص(ربما لأن الشيخة الكبيرة "منيرة" تأثرت بالشيخ أحمد كفتارو شيخ الطريقة النقشبدنية). وبالرغم من أن العزوف عن الزواج يمثل ظاهرة في قيادات الأخوات القبيسيات، إلا أنه قد يكون من قبيل المصادفة حصول ذلك، فالعديد من الأخوات القبيسيات يبررن ذلك بالتفرغ للعمل الدعوي شأن ما هو معروف في التاريخ الإسلامي ظاهرة العلماء العزاب التي ألف فيها "الشيخ عبدالفتاح أبو غدة" كتاباً بعنوان "العلماء العزاب"، وقد تكون ظاهرة العزوبية هذه مسوغاً للبعض كي يقارب حركة الأخوات القبيسيات بالرهبنة المسيحية، لكن ذلك لا يبدو وارداً؛ فالأخوات القبيسيات يمتلكن مؤسسات للتزويج! معظم الأخوات القبيسيات يحزن شهادات جامعية في مختلف الفروع العلمية، وتحرص الآنسات الكبيرات على توجيه "تلميذاتهن" على حيازة شهادات في فروع علمية بحيث يتكامل مجموع المعارف التي تمتلكها الأخوات لتغطي مختلف الفروع العلمية، وكثير من القبيسيات حزن شهادات عليا من مستوى درجة الدكتوراة، والملاحظ أن المستوى العلمي ودرجة الانفتاح الديني تبلغ ذروتها في دمشق ثم بيروت والكويت، وعموماً كلما ابتعدت الأخوات عن المركز دمشق("الكعبة المعنوية" للأخوات) انخفض المستوى التعليمي ودرجة الانفتاح، ومستوى النشاطات كذلك. معظم تلميذات(الآنسة الكبيرة) في الطبقة الأولى يتمتعن بحيوية ونشاط كبيرين، وهذا يفسر انتشار الدعوة القبيسية خارج الحدود، غير أن حياة (أميرة جبريل) أقرب تلميذات الشيخة الكبيرة، وخريجة الجامعة العربية(في بيروت) والمنحدرة من أسرة سياسية فلسطينية معروفة بالتوجه اليساري تتمتع بكاريزما أكبر من زميلاتها الآنسات في الطبقة الأولى؛ فقد كان لها الفضل في نشر الدعوة القبيسية في لبنان والكويت ودول الخليج، ولديها ما يؤهلها لتكون العقل المفكر للأخوات القبيسيات، ومن الطبيعي والحال هذه أن تكون الأوفر حظاً بخلافة الشيخة الكبيرة التي قاربت الخامسة والسبعين من العمر، في وقت سيكون موضوع خلافة الآنسة الكبيرة سؤالاً يضع تنظيم الأخوات القبيسيات على مفترق الطرق. العلاقة مع السلطة خلال ما يزيد عن أربعة عقود عملت الأخوات القبيسيات للدعوة للإحياء الديني والأخلاقي بالسر والعلن، تبعاً للظروف الأمنية والسياسية المحيطة بالبلاد، تنقلت الأخوات بين الدروس في المنازل والبيوت والمساجد والمدارس، وخلال القرون الأربعة لم يسجّل على الأخوات القبيسيات أية مشاركة علنية في الحديث السياسي؛ سواء في تأييد النظام أو رفضه، وبذلك استطعن تجاوز محنة الثمانينيات التي شهدت صراعاً بين الإخوان المسلمين والنظام، ومع ذلك يرى بعض الكتاب أن تنظيم القبيسيات هو "تنظيم يهدف إلى إقامة إمارة إسلامية على غرار دولة طالبان"! وأنهن "يخترقن الطبقات العليا في المجتمع لينشئن شبكة تخترق صفوف صانعي القرار". إلا أن هذه المبالغات - التي تأتي غالباً من أصحاب توجهات أصولية(يسارية في الغالب) متطرفة- لا تدعمها المعطيات في الواقع؛ ولأن هذا الكلام لم يقنع الأجهزة الأمنية والمسؤولين - فهو لا يعدو أن يكون استغلال المخاوف الأمنية والسياسية من التنظيمات الإسلامية الجهادية عموماً- فقد سمح للقبيسيات رسمياً بالعمل الدعوي في المساجد وفق شروط معينة؛ ذلك أن هذا التنظيم لم يثبت أنه يشكل أي خطر سياسي، بل على العكس فقد لعبت الأخوات القبيسيات دوراً مهماً في الخدمات الاجتماعية والالتزام الأخلاقي بما يسهم في استقرار المجتمع ويقلل من حركة الاحتجاج، إلى الدرجة التي أقنعت الحكومة بمساندة بعض نشاطاتهن الاجتماعية، في وقت تدخل الحياة في سورية - والمنطقة العربية على وجه الخصوص- تغيرات عنيفة تمس بنية المجتمعات على نحو عميق. آفاق المستقبل القريب ستدخل القبيسيات في وقت قريب أزمة خلافة للشيخة الكبيرة، وهي الآن تجتذب الفضول الإعلامي لتوضع تحت الضوء، وبالتالي سيكون أمامها الكثير من التحديات، وحتى تبقى مستمرة في عملها فإن عليها أن تتجنب الخروج للإعلام، وأن تحمي نفسها بالبقاء دائماً تحت ظل القانون، وأن تستمر على حيادها الصارم تجاه أي عمل سياسي، وأن تحافظ بشدة على الإطار النسوي للتنظيم، وفي المقابل فإن عليها أن تتخلص من بعض الممارسات والتصرفات التي تمثل مآخذ سلبية على الأخوات وتعطي انطباعاً بالكهنوتية والمقاربة بالنظام الكنسي المسيحي، وأن يحظى التوجه الانفتاحي على العصر بدعم أكبر من الآنسات، وأن يفكرن جيداً بخلافة الشيخة الكبيرة،فهذا السؤال سيواجههن حتماً في يوم من الأيام؛ ولأن التنظيمات التي تقوم على شخصية كاريزمية واحدة غالباً ما ينهار التنظيم برحيلها. الأخوات القبيسيات حركة إحيائية دينية نسوية ربما هي الأولى من نوعها في العالم الإسلامي، فهي لا تضم في صفوفها سوى الإناث، وذلك على خلاف معظم حركات الإسلام السياسي التي تضم كلا الجنسين، وهي ليست مجرد جمعية ولا مؤسسة نسوية تدافع عن حقوق المرأة، هي حركة إحياء ديني لم يشهد في عالمنا الإسلامي والعربي من قبل، وإذا ذهب البعض إلى أن سبب انتشارها وحركات الإحياء الديني في المنطقة يعود إلى سقوط المشروع القومي وإخفاق مشاريع التحديث في المنطقة، فإن ذلك - إذا صح- يجعل لهذه الحركة النسوية دوراً إيجابياً في تماسك المجتمع النسائي أمام عواصف التغيير وأمام الهزائم والإخفاقات تلك، خصوصاً وأن هذه الحركة لها موقف إيجابي جداً من العصر. هل يعني صعود حركة الإحياء الديني ضعف الهوية الوطنية؟ بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط هو يعني ذلك بالضبط، وما يحصل في العراق ولبنان يجعل الانتماء الديني قبل الانتماء الوطني وهو أمر مخيف، وسيكون الأمر مخيفاً فعلاً إذا كانت حركات الإحياء الديني حركات سياسية تقتات على ضعف الهوية الوطنية، لكن حركة الأخوات القبيسيات هي حركة دينية إحيائية اجتماعية تنموية محافظة عابرة للحدود لكنها لا تستثمر الدين لعمل سياسي، وبذلك هي لا تقتات على الهوية الوطنية، وسيكتب لها أن تلعب دوراً إيجابياً في تنمية المرأة في العالم العربي إذا بقيت على الحياد السياسي، واستمرت في تطوير نفسها وعلاقتها مع معطيات العصر وتقنياته بشكل خلَّاق RE: هام للاطلاع .... الآنسات القبيسيات و النشاط الديني النسائي في سوريا - هاله - 10-10-2010 اقتباس:حركة الأخوات القبيسيات هي حركة دينية إحيائية اجتماعية تنموية محافظة عابرة للحدود لكنها لا تستثمر الدين لعمل سياسي، وبذلك هي لا تقتات على الهوية الوطنية، وسيكتب لها أن تلعب دوراً إيجابياً في تنمية المرأة في العالم العربي إذا بقيت على الحياد السياسي، واستمرت في تطوير نفسها وعلاقتها مع معطيات العصر وتقنياته بشكل خلَّاق كلام لا يدخل المخ فحتى كسرة الخبز التي نأكلها و كباية الشاي التي نشربها و الشتيمة التي نطلقها كلها مجبولة بالسياسة فكيف لتنظيم يحشد كل هذا العدد و له فروع في عدة دول و يركز على تنظيم أو اكتساب المقتدرات ماديا من الطبقة المهملية و له تقاليده التنظيمية لا يكون له علاقة بالسياسة؟ |