![]() |
|
قصة بئر زمزم - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +---- المنتدى: تـاريخ و ميثولوجيـا (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=7) +---- الموضوع: قصة بئر زمزم (/showthread.php?tid=18297) |
قصة بئر زمزم - eyad 65 - 05-01-2006 رويت القصص الكثيرة عن بئر زمزم و أصله وحكايته وهذه إحدى الحكايا من كتاب " السيرة النبوية " ل " ابن هشام " حيث يقول : قال ابن اسحق : ثم ولي عبد المطلب بن هاشم السقاية و الرفادة بعد عمه , فأقامها للناس , وأقام لقومه ماكان آباؤه يقيمون قبله بقومهم من أمرهم , و شرف في قومه شرفاً لم يبلغه احد من آبائه , وأحبه قومه وعظم خطره فبهم " . ثم يسرد ابن اسحق أسطورة حفر بئر زمزم فيقول : قال الحارث بن عبد المطلب : ما بك يا أبه فلست كما اعتدت أن تكون كل صباح .. فقال عبد المطلب : يا بني , بي أمر غريب أجد له في نفسي وقعاً محيراً . فأنا ابنك فأخبرني لعل لي من الرأي ما يعينك . أعرف يا حارث صدق مشورتك , ولكن عدني أن تكتم الأمر . أفعل يا أبه فهات ما عندك . لقد أمرت بحفر زمزم زمزم ... وما زمزم يا أبي ؟ بئر أمرني من أتاني في المنام بحفرها ... بل أمس أخبرني باسمها , أما هذا الذي أتاني فقد جاءني في الفجر و قال لي أحفر طيبة . قلت له .. وما طيبة ؟ قال .. احفر برة . قلت : وما برة ؟ قال ابن اسحق : وسال الحارث أباه قائلاً : ولم يجبك على سؤاليك ؟ أبدا ً , فقد ذهب عني . ثم جاءني في اليوم التالي و أنا نائم في مضجعي و قال احفر المضنونة . فقلت : وما المضنونة ؟ ثم ذهب عني وأنا أظن أن مابي مس من الشيطان سيذهب وحده كما جاء وحده حتى كان الأمس , ما أن نمت حتى جاءني قائلاً : احفر زمزم قلت : وما زمزم ؟ قال : لا تفرغ أبداً ولا يقل ماؤها , احفر زمزم , إنك إن حفرتها لم تندم , وهي تراث من أبيك الأعظم , تسقي الحجيج الأعظم , وهي بين الفرث و الدم , عند نقرة الغراب الأعصم , يملأ سواد جناحية بياض , عند قرية النمل , احفر زمزم تكون ميراثاً وعقداً محكم , ليست كبعض ما قد تعلم . وما هي هذه العلامات يا أبه ؟ أنا الفرث و الدم فلأن ماءها سيكون شفاء من الأسقام وطعاما للجوعان . وما الغراب الأعصم ؟ ورب الكعبة ما أدري يا حارث لعلها إشارة إلى مكان الحفر . وقرية النمل ؟ ستكون زمزم عين مكة يا بني يردها الحجيج من كل جانب فيحملون إليها البر و الشعير . وغير ذلك , ومكة لا تحرث ولا تزرع .. وكذبك قرية النمل لا تحرث و لا تبذر و تجلب الحبوب إلى قريتها من كا جانب . ما أظن إلا أن هذا التي أتاك قد أصدقك القول يا أبه .ز والرأي أن نبدأ الحفر من الغد . إذن احمل معولك و اتبعني عند أول خيوط فجر الغد يا حارث و نرقب مكاناً فيه غراب ينقر . وفي الغد انطلق عبد المطلب و ابنه الحارث يبحثان عن البئر , حتى إذا أتيا إلى مكان قال عبد المطلب : انظر يا حارث هذه هي الحجارة اللينة التي تغطي عين الماء قد وصلنا إليها . إنها هي يا أبه , لقد وحق وصلنا إلى زمزم .. وهنا يصيح عبد المطلب مكبراً فيظهر له نفر من قريش و يناديه أحدهم قائلاً : قد أدركت وحق اللات سؤالك يا عبد المطلب و بلغت البئر . وماذا لكم في الأمر ؟ يا عبد المطلب , هذه بئر أبينا إسماعيل . وإن لنا فيها حقاً , فأشركنا معك فيها . ما أنا بفاعل . إن هذا الأمر قد خصصت به دونكم , وأعطيته من بينكم . فأنصفنا , فإنا غير تاركيك حتى نخاصمك فيها أحقاً ؟ نعم , وإنا لفاعلون , فيقول الحارث : أتجرؤ يا هذا ؟ ( و يتدارك عبد المطلب الأمر فيخاطب الحارث ) . رويدك يا حارث , مالي من ولد غيرك , وما أنت قادر على أن تمنعني وتكف أذاهم عني ... فلا بد من قبول الخصومة ... ولكنني أشهدك و أشهد البيت العتيق لئن ولد لي عشرة نفر ثم بلغوا معي حتى يمنعوني لأنحرن أحدهم عند الكعبة . هذا نذر عظيم يا أبت . و الموقف الذي اقفه الآن مضطراً مرغماً أمامهم أعظم و أجل ...ثم يدور حوار بينه و بين ذلك النفر من قريش فيطلب منهم أن يجعلوا بينه و بينهم حكماً يختارونه هم ... ويقول أحدهم : إذن فهي كاهنة بني سعد هذيم ... يا عبد المطلب . ويرد عبد المطلب قائلاً ... نعم و اركل إليها في نفر من أهلي و تركبون معي إليها ... و تطول الرحلة و يشتد حر الطريق فيقول الحارث . يا أبه لقد فرغ ماءنا و ظمئنا و ظمئ القوم معنا . لكأني بنا من الهالكين . وما الرأي يا أبه نستسقي قريشاً علها تسقينا , أسرع براحلتك خلفي لنحدثهم في الأمر ... و يصلان إلى القوم وقد وقفوا يستهدون لماء ... ركب عبد المطلب يصب إليهم . ياقوم لقد نفد ماؤنا و أوشك قومي على الهلاك فلو سقيتمونا معكم .. ويقول أحدهم : لا وحق هبل يا عبد المطلب ما نعطيك من ماؤنا ... ويقول آخر : نحن بمفازة ونحن نخشى على أنفسنا مثل ما أصابكم ... ويقول عبد المطلب : أهذه كلمتكم ... ولا كلمة غيرها عندنا فعد إلى أهلك. و يعود عبد المطلب إلى أهله يروي لهم قصته وما وقع له مع قريش حين نفد ماؤه و يستشيرهم في الأمر . ماذا ترون الآن يا بني عبد مناف و قد رفضت قريش استسقاءنا ...ويرد الحارث : ما رأينا إلا تبع رأيك يا أبي , فمرنا بما شئت .. وهنا بدلي عبد المطلب برأيه فيقول : " فإني أرى أن يحفر كل منكم حفرته لنفسه بما بكم الآن من القوة , فكلما مات رجل دفعه أصحابه في حفرته , ثم واروه ... حتى يكون آخركم رجلاً واحداً .. فضيعة رجل واحد يموت بلا قبر بؤوي جسده ـلسر من ضيعة ركبنا جميعا ... ويقول الحارث : نعم ما أمرت به يا أبه ... و ليحفر كل منا قبره بيده .. هيا ينا . و ينتهي الجميع من الحفر ويقعد كل واحد فيهم أمام حفرته و تطول جلستهم فيقول الحارث لأبيه عبد المطلب : هانحن قد حفر كل منا حفرته بنفسه و قعد ينتظر الموت عطشاً أمامها وقريش كلها تنظر إلينا ولا تحرك ساكناً .. ويرد عبد المطلب : و الله يا حارث إن إلقائنا بأيدينا هكذا للموت , لا نضرب في الأرض , ولا نبتغي لأنفسنا خلاصاً ... لعجز ... فعسى الله أن يرزقنا بماء ببعض الطريق ... يسأله الحارث : والرأي يا أبي ؟ فيجيب عبد المطلب : ارتحلوا . ويأتمر بنو عبد مناف بأمر عبد المطلب و ويهم كل منهم بركوب راحلته بغية مواصلة الرحلة لحثاً عن الماء ... وما أن يهم عبد المطلب بركوب ناقته حتى يصيح الحارث : ماهذا ... انتظر يا أبه ... انتظر ... ويعجب عبد المطلب و يتساءل في دهشة : انبعثت الماء من تحت الراحلة حين انبعثت واقفة , أنخها يا حارث و أنزلني ... وفي فرحة يصيح الحارث إنه ماء عذب يا أبي , ماء عذب ... ويتهلل عبد المطلب ويرتفع صوته بالتكبير و الجميع من حوله يرددون : أكبر ... اكبر ... أكبر ... ثم يدعوهم عبد المطلب إلى الماء لشربوا و يستسقوا , ولكم صوتا قرشيا يرتفع يساءل عبد المطب : يا عبد المطلب ما هذا الماء كله و قد كدتم تهلكون عطشاً ... و يجيب عبد المطلب : سقانا الله يا أخا قريش و انبعث الماء تحت الناقة ... وحين يرتفع صوت قرشي آخر : أفنشرب و نستقي... يرحب عبد المطلب و يدعوهم إلى السقاية قائلاً : و الله قد قضي لك علينا يا عبد المطلب ... و يتساءل عبد المطلب : ماذا تعني ؟ فيجيب الرجل : لا نخاصمك في زمزم أبداً . فإن الذي سقاك هذا الماء بهذا الفلاة لهو الذي سقاك زمزم ... ارجع يا عبد المطلب إلى سقايتك راشداً ... و يتعجب عبد المطلب فسأل الرجل : و الكاهنة ؟ ويجيب القرشي : لا داعي للرحلة إليها , فزمزم لك ... لقد خلينا بينك و بينها . و يمضي ابن اسحق في روايته فيقول : " فعفت زمزم على البئر التي كانت قبلها و انصرف الناس إليها لمكانها من المسجد الحرام , ولفضلها على ما سواها من المياه , ولأنها بئر إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ... و افتخرت بها عبد مناف على قريش ملها وسائر العرب. عن كتاب : أدب الأسطورة عند العرب |