حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
منصّة إطلاق - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78) +--- الموضوع: منصّة إطلاق (/showthread.php?tid=1836) |
منصّة إطلاق - عادل نايف البعيني - 12-26-2008 منصّة إطلاق
استلقى ذات حزن مفكّرًا فيما مضى من حياته، مستعرضًا ما مرّ عليه في سنواته العجاف التي عاشها حتى اليوم، كانت سكاكين تتلوها أخر، لم يعرف يوما جميلا يستحق الذكرى، حروب تتلوها حروب، ظلم واستبداد وطغيان، كان يسمع منذ طفولته التي أمضاها حافي القدمين، عاري الجسد إلا ما يستر غيرَ المباح، عن الذين عاثوا فسادًا في وطنه، منذ حكم الفرس مرورا بالتتار، حتى العثمانيين، والانكليز، كان أبوه يحسنُ سردها بمرارة، حتى غدت كمضغ الصبّر، يلوكها معه، ويبصق إذا بصق، ويركل إذا ركل، ولا يستحي من ترديد كلمات مقذعة، يطيب لوالده أن يقذف بها من آذوه وأذلوه. ماذا بوسعه أن يفعل اليوم، والمآسي لا تزال تنصبّ كوفود الماء على وطنه، على شعبه، على أطفاله، جوع وحرمان، وفساد، أجّجها من جعل من نفسه وليّا على هذا الشعب. ماذا بوسع يد واحدة أن تفعل، أ تصفّق ؟ وكل الأيادي ممدودةٌ للسماء تضرّعا، تدعو علانية بالخير، وفي السر على يد البطش بالكسر. فقد نامت رعاة الغنم، وتركت قطعانها للذئاب، وصار العيش الكريم على الحلم المحال. قال في نفسه ذات عهد عندما زارهم هولاكو تلك الزورة السوداء: "كيف نعيد صفاء دجلة من حبر المواجع، وننزع من أعلامنا صورة الدم الذي لم يجفّ بعد" هل كان يحلم حلما مختلفا، حلما لم يسبقه إليه أحد، حلما ليس بمعنى ليت بل قابلٌ للتحقيق ، هل استطاع أن يخرج من كهف ذاته المظلم، ويبحث عن النور في منصّة إطلاق؟ هل عاد من التاريخ المزوّر، ليمحوَ أكاذيبه ويزيل شوائبه، ويعيد كتابته بأحرف من مسامير وجلدٍ؟ أينهض الآن بعد كل هذا الخسف، ويُنهضَ معه من غفا على وجع وقهر وجوع؟ جاء بمنصّته، كانت قلما ونعلاً، ووعدا بتغيير المعادلة، وأودع آماله وأحلامه وأمانيه، عند سَموءَل آخر، لم يسأل نفسه عمّن سيرثه، فقد كان شديد اليقين بأن الوارثين كثرٌ، سيتهافتون على ودائعه، لكنْ قليل منهم فقط سيأخذونها ليتابِعوا المشوار.. أمّا الباقون فسيعودون لاجترار الماضي الذي ما زالوا يرونه مشعّا. كان وصوله كوصول أي طفل جاء إلى محل ألعابٍ ليتعلم التصويب، علّه يصيبُ فيربح، شبّت نارٌ خفيفة في شرايينه، عندما شاهد الدبّ يلعقَ العسل الذي سرقَه من خلية نحلِهِ، كادت أنفاسُه تتوقف فلا يجري بعدها دمٌ، لكنّه تماسك، أمسك بيسراه على صَمّام قلبه مانعا إياه من النبض السريع، خشي أن يتوقف قبل أن يجهّز منصّة الإطلاق، غامت عيناه قليلا، استند على مقعدٍ انداح معه، ركّز نظارته، راح يقيس المسافات، يحدد عدسة التسديد، فجأة رأى الدبَّ كلبا، كلبا يعوي، لا من جوع بل من شبع، مما أكل ونهب من أقوات الناس، ومما شرب واستوقد من مياه وآبار لا يَملكها، يجوح على غير عادته طالبا المزيد من الكلاب، فالخيرات لا زالت كثيرة، راح يعوي عن التعمير والخير والحرية، لأوطان المتعبين. عاد ليركّز نظارتيه دون اهتمامٍ. أ دبّا كان أم حصاناً هجينا.. أم كلبًا مسعورًا.. فجميعهم يصلحون ألعابا لأطفاله. أشار بيده نحو الجائح أمامه وصاح بأعلى صوته: ( أنت كلبٌ) فانتفض لدى سماع اسمه، نظر نحو مصدر الصوت، رأى هناك رجلاً ونظارةً، وابتسامةَ غضبٍ، ومنصّة إطلاق من لحم ودم، وتنطلق القذيفة نحو الأنياب التي تقطر دما، يطأطئُ الظلم قامتَه، ينحني حتى يكادَ أن يلامس نجاستَهُ، ثم ينتصبُ وقد علاه اصفرارٌ، ، كانت القذيفة الثانية أكثر دقةً، وأسرع انطلاقًا، وتوجّهت بكل ما تحمل من حقد وقهر نحو الهدف، لكنّ يد الحارس الرشيقة حرفتها لتستقر على هدف أكبر من الرأس الفارغ، والوجه الأصفر، حرفتْها لتصيب إصابة مباشرة ذلك الخافقَ على بروج الطغيان، فراح يهتز مرتعشا ومضطربا بنجومه الاثنتين والخمسين، إلى أن همدَتْ منطفئةً، وانبثق دمُ بارد تحوّل إلى أصفرَ فاقعٍ صبغ كل المكان. محبتي ومودتي منصّة إطلاق - بنى آدم - 12-27-2008 رائع أستاذ محمد تحياتى لك على السردية المعبرة وأعتقد ان الرمز فيها متعدد الوظائف والصور متلاحقة تحتاج لمن يلهث وراءها منصّة إطلاق - عادل نايف البعيني - 12-29-2008 Array رائع أستاذ محمد تحياتى لك على السردية المعبرة وأعتقد ان الرمز فيها متعدد الوظائف والصور متلاحقة تحتاج لمن يلهث وراءها [/quote] الزميل بني آدم:97: أشكر مرورك وتذوذقك للنص وإبداء رأيك الذي يهمني كثيرا هذا برأيي ما نحتاج إليه توظيف نصوص ذات أبعاد متعددة والهدف إيصال صورة ما من خلال منظومة كلمات محبتي ومودتي:redrose: منصّة إطلاق - تمارة - 01-01-2009 رموزك و كلماتك رائعة أستاذنا لكن ...أيمكننا حقا القضاء على الظلم أراه جزءا من الحياة ... شجرة بجذور متفرعة تقوى جذورها كلما اقتطع منها جذر شكرا لك سيدي :redrose: منصّة إطلاق - عادل نايف البعيني - 01-05-2009 Array رموزك و كلماتك رائعة أستاذنا لكن ...أيمكننا حقا القضاء على الظلم أراه جزءا من الحياة ... شجرة بجذور متفرعة تقوى جذورها كلما اقتطع منها جذر شكرا لك سيدي :redrose: [/quote] شكر خاص لك يا تمارا :redrose: على قراءتك النص وإبداء الرأي الجميل ويسعدني دائما أن أحظى بمرورك سعدت بك كثيرا محبتي ومودتي(f) منصّة إطلاق - مظفر - 01-20-2009 تحياتي... مررتُ بسرعة و قرأت بمتعة ما كتبتَ..أشدّ على أسئلتك البعيدة..و إلى لقاء...ربّما.. منصّة إطلاق - عادل نايف البعيني - 01-20-2009 Array تحياتي... مررتُ بسرعة و قرأت بمتعة ما كتبتَ..أشدّ على أسئلتك البعيدة..و إلى لقاء...ربّما.. [/quote] أخي مظفر:97: أشكرك بسرعة، سعدت لمتعتك، وأشدّ بك كي تعود فلعلنا نلتقي ...ربّما محبتي ومودتي |