نادي الفكر العربي
علامات فارقة في زمن السنيورة - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: علامات فارقة في زمن السنيورة (/showthread.php?tid=18401)

الصفحات: 1 2 3


علامات فارقة في زمن السنيورة - هملكار - 04-28-2006

علامات فارقة في زمن السنيورة









‏* ماذا تعني الفضائح «الصغيرة» التالية؟:‏
‏1- النفي الصادر عن المدعو زهير الصديق لكل ما يتعلّق بما دُبّج من افادات على لسانه بشأن ‏اتهام الضباط الأمنيين الأربعة السجناء، واعلانه عن ان السفارة اللبنانية في باريس ترفض ‏منحه تأشيرة دخول الى لبنان.‏
‏2- قيام نواب ووزراء من جماعة 14 شباط باستئجار عقارات عائدة ملكيتها للدولة بأسعار ‏متدنية جداً ولآجال طويلة، ومن ثم يقومون باستثمارها على حسابهم او تأجيرا بأسعار ‏خيالية.‏
‏3- يوجد في لبنان مليون و300 الف آلية سير، لا يخضع منها للمعاينة الميكانيكية سوى 800 ‏الف آلية.‏
‏4- مئات الآلاف من المعاملات مجمّدة في الضمان الاجتماعي، بينما أحد صندوقي الضمان كان ‏فائضه المالي يقدر بنحو 600 مليار ليرة، وبعد ثلاث او اربع سنوات وقع الصندوق نفسه تحت ‏عجز قدره ستمائة مليار ليرة.‏
‏5- لم يعد يوجد في مزارع الدواجن في لبنان سوى 700 ألف فروج من اصل 140 مليون فروج. ‏ستة آلاف عائلة من أصل عشرة آلاف عائلة تعمل في هذا الحقل انضمّت الى قوافل العاطلين عن ‏العمل. وأما الخسائر التي مني بها هذا القطاع الحيوي منذ تشرين اول الماضي والى اليوم ‏فبلغت 36 مليون دولار.‏
هذا قليل من كثير، بينما الرئيس السنيورة يحصر اهتمامه بـ«اسقاط» الرئيس لحود وتوصيف ‏الرئيس البديل.‏
‏*‏ ‏ *‏ ‏ *‏
‏* وماذا يعني المشهد التالي؟:‏
الولايات المتحدة تضع لبنان في واجهة الاهتمامات الدولية. وهي خصّصت مئة مليون دولار ‏لبناء سفارة لها في بعبدا. ولا يمر شهر من دون ارسال وفود اميركية او دولية الى بيروت، ‏واستقبال مسؤولين لبنانيين في واشنطن بينما اسم لبنان يكاد لا يبارح لسان السيدة ‏كوندوليزا رايس. ما هذا الحب الأميركي للبنان أم ان لبنان أصبح، بعد ثلاثين عاماً تحت ‏الوصاية الخارجية، حاجة أميركية استراتيجية في المنطقة؟ وضد مَن ومع مَن؟
‏*‏ ‏ *‏ ‏ *‏
‏* ولماذا «حزب الله» بدون سلاح هو «لبناني» وبسلاح هو «ايراني على سوري»؟
السؤال موجّه الى جماعة 14 شباط الذين يواصلون تخوين اللبنانيين بالجملة والمفرّق.‏
وليتذكّر أمراء الميليشيات كيف سلّموا أسلحتهم وفي أي ظروف محلية واقليمية، مع التشديد ‏على ان سلاح «حزب الله» لم يوجّه قط ضد الداخل لأنه ليس سلاحاً ميليشيوياً بل هو سلاح ‏مقاوماتي.‏
‏*‏ ‏ *‏ ‏ *‏
‏* الجنرال ميشال عون عاد الى «المعارضة الحقيقية». ومع هذه العودة استعاد اللبنانيون ‏ثقتهم بالمعارضة.‏
لا ديموقراطية حقيقية بدون معارضة حقيقية. ولا حكومة تلتزم بيانها الوزاري وتحافظ على ‏خزينة الدولة وتحارب آفات الفساد بدون معارضة قادرة على المساءلة والمحاسبة والفضح. ‏ولذلك تبقى المعارضة جزءاً من النظام القائم، وهي بالنهاية تتحمّل جزءاً كبيراً من ‏المسؤولية إزاء أي انحراف حكومي اذا لم تقم بتظهيره للرأي العام.‏
‏*‏ ‏ *‏ ‏ *‏
‏* يتحدّث محازبون عن «مداولات سرّية» تهدف الى إحياء «الجبهة اللبنانية».‏
يأمل اللبنانيون أن تكون هذه المعلومة مجرّد ضرب من الخيال لأن الساحة اللبنانية ما عادت ‏تحتمل المزيد من إرجاع عقارب الساعة الى الوراء.‏






ميشال حديّد ـ سدني



علامات فارقة في زمن السنيورة - Mr.Glory - 04-30-2006

والله إذا هذه هي العلامات الفارقة في تاريخ السنيورة ... يا سيدي بسيطة!

ولكن قبل أن تتكلم عن غيرك تكلم عن نفسك يا هلكمار... فماشاء الله ... العلامات الفارقة في بلادنا لو استخدمت البحر مدادا لكتابتها لجف البحر وما انتهت...

يا هلمكار ... من بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجر، وبيتكم عيني عليه مو بس زجاج ، لأ وصناعة سورية شغل الشرق، يعني هوه ومحطوط على المغسلة بيهر!!!


علامات فارقة في زمن السنيورة - نرفوزة - 04-30-2006

يعني بجد بجد الاهتمام بالشأن اللبناني من قبل الاشقاء السوريين والمجهود الفكري مشكورين عليه
منيح بيخبرونا تا نعرف ونتوعى شو في ببلدنا
بس يا ترى فيك يا هملكار تحكيلنا نبذة مما يحصل في سوريا وما حصل
فقط نبذة عنوانين عريضة يعني
ومرة تانية مشكور انك خبرتنا


علامات فارقة في زمن السنيورة - Truth - 05-01-2006

اقتباس:  هملكار   كتب/كتبت  
 
‏3- يوجد في لبنان مليون و300 الف آلية سير، لا يخضع منها للمعاينة الميكانيكية سوى 800 ‏الف آلية.‏  

وكم الية في سوريا تخضع للمعاينة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

يعني لو كان ناقل الموضوع لا يدافع عن النظام السوري بكل كبيرة وصغيرة لقلنا له الحق بهذا الكلام .

لكن ان تدافع في مواضيع اخرى عن النظام في سوريا والحكم فيها والحياة فيها كأنه سويسرا وليست سوريا ثم توجه كل انتقاداتك وكلامك للبنان .
فيها الكثير من الكلام والمنطق المنافي للحقيقة .


علامات فارقة في زمن السنيورة - Georgioss - 05-01-2006

حكومة السنيورة بكل المعايير هي من اسؤ الحكومات التي مرت على لبنان والسنيورة بحد ذاته من اخبث واسؤ رؤساء الوزراء الذين مروا على لبنان فهو عدا عن انه اعوج الفم فهو اعوج السياسة .. اما عن الأكثرية الوهمية فهم عصابة من المجرمين والسارقين والعملاء سياستهم وتاريخهم ملطخان بالدماء والعار ...
اكبر مهزلة سياسية عرفها لبنان منذ قيامه هي سيناريو اغتيال الحريري وما تلاها من المسرحيات السياسية والجرائم المبرمجة ...

حاليا ً وبكل بساطة لا توجد اي دولة في لبنان وكل ما هو موجود روتين متجدد لنهج قديم ...

تحياتي



علامات فارقة في زمن السنيورة - هملكار - 05-01-2006

واووووووو...

ظريييييف يعني ما بعرف ليش تم تطنيش الموضوع حين نشره وبعدين طلع فجأة ... من سباته :P

طيب بعد البسملة واللذي منه نبدأ مع Glory الذي عين نفسه مشكوراً مدعياً عاماً عن قضية الحريري :

يا أفندي كلامك صحيح وجميل ورائع فيما لو كان الإخوة في لبنان لم يتكفلوا بترك عبادة الله والاهتمام بشأن المجند السوري إذا كان يسمح له بتفلية قملات راس زميله أم لا ، فإن كان الجواب نعم فلإن النظام السوري الذي فرط بحقوق الوطن والمواطن قد سمح للجندي أن يتسيب ويفلي راس زميله تاركاً أمن الوطن "المتجسد بهذا المجند البائس" تحت رحمة العدو ، أما إذا كان الجواب نعم فيكون النظام السوري قد بلغ من القمع والديكتاتورية والافتئاءات على حقوق الإنسان والمواطنين أن يمنع المجند سوري من تفلية القمل من رأس زميله...

ويبدأ ضفدع الجبل القبيح بالنعيق والتلون وتلاوة البيانات وعقد المؤتمرات الصحفية والادعاء أم سورية اغتالت جنبلاط الأب لأنها زبطته يهرب كمية القمل السوري للمعاردة وهذا خط أحمر وأنه قد سهر بعد مقتل والده بأيام مع الضابط السوري الذي اغتال والده وكان يحمل بجيبه علبه تحوي أخر سرب من القمل الذي اصطاده من راس كمال جنبلاط بعد مصرعه وأنه سكت هذه الأيام فقط لأنه العروبة كانت مهددة فيما لو تكلم ، وميلي على مياليك المثقوب جنبلاط خيالك "بس راكب الخيل بالمقلوب".

بقي أن أذكر للزميل الفاضل حقيقتين تاريخيتن مرتين ستثلجا صدر زملائنا اللبنانيين وهما أن سورية التي يعيب زميلنا على زجاجها "القطاع الخاص السوري قد أنشأ في الخمسينيات أول معمل لصنع الزجاج بالمنطقة وثالث معمل في العالم بالنوعية -طبعاً هذا الكلام قبل ثورة البعص- وقبل أن يفوز هذا المعمل نفسه بمسابقة أسوأ إنتاج حين تم الاستيلاء عليه وتحول لقطاع عام".
أما الحقيقة الثانية والأكثر إيلاماُ وهي أن الحفريات اثبتت أن موطن الزجاج الأول كان بسورية.

باختصار يا حبيبي بيتي من زجاج وزجاج بالغ الهشاشة وأمنيتي هي أن أصلحه "بنفسي" ولكني لن اسمح بهدمه على رأسي إكراماً لوعد عرقوبي ("نسبة لعرقوب" يذكرني بوعود محافظة مدينة دمشق حين تستملك منزلاً وتعد " بإنشاء ناطحة سحاب من الفولاذ والإسمنت.

بقي أن نلاحظ أن الكاتب مقيم في سيدني والناشر وهنا المفاجأة لبناني...:D

أما الزميلة نرفوزة التي استكثرت علينا مجرد مقال نقدي ضاق صدرها به فأدعوها أن تتكرم بفتح أي قناة تلفزيونية لبنانية ومراقبة ما تشاهد وبعدها أعدها أن أستغفر الله العظيم بكرة واصيلا...

هنا أتمنى أن تكون الزميلة الكريمة تملك ستلايت كي تكفيني ارتكاب موبقة إهداءها جهازاً كان السوريون قد اعتادوا على تهريبه من لبنان بمعدل وسطي 1000جهاز يومياً على مدار عشرة سنوات فقط "لأنه كان ممنوعاً أيامها" فإذا افترضنا أن التاجر قد ربح بكل جهاز فقط 30دولار وأن الحكومة اللبنانية قد استفادت فقط بـ10 دولارات يكون وسطي ما ربحه التاجر "بسم الله وماشاء الله مش حسيدة ولا أر" 108000000دولار فقط أما الحكومة اللبنانية فتكون قد استفادت بـ36000000دولار ناهيك عن العمالة التي اشتغلت والبنوك التي مولت وحولت وووو والمسؤولين اللذين هربوا وحلقة كبييييرة ... وكل هذا من جيب المواطن السوري المسكين........

كل هذا من صنف واحد.... فقط.....

بعدها يأتي من يتحدث عن كم عامل عايفيين حالهم عم يشتغلوا في لبنان..........

يا سيدتي صدقيني أنني أصبحت أعرف معظم الأخبار السيئة التي تقع في بلدي من وسائل الإعلام اللبنانية.

أما زميلنا Truth عليه أن يثبت تجنيه علي بالإدعاء بأنني من المدافعين عن النظام السوري إلخ... بقوله:

اقتباس:يعني لو كان ناقل الموضوع لا يدافع عن النظام السوري بكل كبيرة وصغيرة لقلنا له الحق بهذا الكلام .

لكن ان تدافع في مواضيع اخرى عن النظام في سوريا والحكم فيها والحياة فيها كأنه سويسرا وليست سوريا

لذا فإن على زميلنا أن يثبت كلامه بإيراده وصلات تثبت هذا الكلام كي لا أضطر أسفاً للبحث عن اسم له يكون بديلاً أكثلا ملائمة.

أما الزميل Georgioss فأزيده من الشعر بيتاً فأسأله سؤلاً هو بحقيقة الأمر موجهاً للزملاء اللذين تكرموا علي بمشاركاتهم بهذا الموضوع هذا السؤال هو "وبعيداً عن مافيات الفساد في سورية والتي سيتبرع هؤلالاء الزملاء لذكر غيض من فيض مما نعلم عنها" ، إذا السؤال هو:
هل خطر ببال أحد هؤلاء أن يقارن بين معدل نمو ثروة صاحب أكبر شركة برمجيات بيل جيتس وثروة الحريري منذ توليه رئاسة وزراء لبنان وحتى اليوم؟!!!

طبعاً وبانتظار وصلة الردح اللبنانية التي سيفردها لنا أبو صالح لأذهب لأرتشف فنجاناً من القهوةِ ولكن قبل أن أذهب سأذكر حقيقة صغيرة هي أن وسائل الإعلام اللبنانية هي التي ذكرت هذه المعلومات التي سينفيها أبو صالح مؤكداً أنه يعرف لون كيلوت ضابط المخابرات السوري الذي فبرك هذه المعلومات.








علامات فارقة في زمن السنيورة - هملكار - 05-05-2006

لتذكير الزميل الذي "طنش" عن الرد...



علامات فارقة في زمن السنيورة - Truth - 05-05-2006

اقتباس:  هملكار   كتب/كتبت  
لتذكير الزميل الذي "طنش" عن الرد...

هذا غيث من فيض

وبامكان اي عضو التأكد بالبحث بكل مشاركاتك .
تحيتي لك .


علامات فارقة في زمن السنيورة - Truth - 05-06-2006

وهذا هو الفيض ليطلع الاعضاء ويحكموا


علامات فارقة في زمن السنيورة - هملكار - 05-06-2006

حالتك تثير الشفقة يا مسكين:

فأنت تعتبر أن إعادة نشر مقالة كمقالة د.فيصل قاسم دفاع عن النظام السوري !!! وتعتبر أن مديح شخصية سورية رفيعة كالمرحوم خالد العظم هي دفاع عن النظام!!!!!!!

عظيم .....
أحسنت ثابر إلى الأمام

ربما سنلتقي بعد سنوات
تحية

بالمناسبة هذه عينة مما تستشهد به:
اقتباس:طبيب يداوي الناس وهو عليل!.. بقلم: د. فيصل القاسم مقالات واراء  

لعل أكثر ما يثير الضحك والسخرية في الساحتين السياسية والإعلامية العربيتين أنه ما أن تتركز الضغوط الأمريكية على بلد عربي بعينه حتى ينبري بعض الإعلاميين والسياسيين العرب في البلدان الأخرى غير المستهدفة أمريكياً بالانضمام إلى جوقة الضاغطين والمرشدين والواعظين،  

فيبدأوا بتقديم النصائح والمواعظ السياسية بالجملة والمفرّق للدولة التي تحت الضغط بطريقة تبعث على القرف والاشمئزاز وأحياناً الفكاهة لشدة سخافتها ونفاقها وانفضاح أمرها.  
وكم أشعر بأنني أريد أن انفجر ضاحكاً عندما أقرأ لصحفي أو كاتب عربي من بلد يفوق البلد المستهدف فساداً وديكتاتورية وتخلفاً وقمعاً وهو يسدي إرشاداته «الديموقراطية» للقيادة السياسية التي تستهدفها الحملة الأمريكية كما لو أنه من سلالة الديموقراطيين الاسكندنافيين الأقحاح
.  

أليس حرياً بالذين نصحوا العراق في الماضي وينصحون سوريا حالياً أن يتكرموا بمواعظهم «الثمينة والمخلصة» على أنظمة بلدانهم، حيث إن الأقربين أولى بالمعروف في ثقافتنا الإسلامية وحيث إن المواطن العربي من المحيط إلى الخليج أذكى وأفطن بكثير من ثلة الإعلاميين المنافقين الذين يشحذون سكاكينهم الصحفية تحت الطلب في كل مرة يقع فيها بلد عربي تحت ساطور الجزار الأمريكي. وبدلاً من تأثيم بعض الأنظمة دون غيرها نزولاً عند رغبة العم سام وأزلامه كان أولى بهم على الأقل إما أن يخرسوا أو يوجهوا لكماتهم في كل الاتجاهات العربية وفي كل الأوقات، بدلاً من حصرها في أزمنة وزاوية واحدة لأن المشاهد أو المستمع أو القارئ لا يرحم الإعلاميين المنافقين والأفاقين ويعرف أن الأمر مجرد لعبة شيطنة إعلامية دنيئة ممنهجة ومبرمجة ضد الأنظمة المغضوب عليها أو في أحسن الأحوال حق يراد به باطل لغايات مفضوحة. وقد شاهدنا كيف كان بعض الإعلاميين العرب يرجمون ليبيا ليل نهار ثم صمتوا فجأة بعدما سوّت طرابلس الغرب أوضاعها مع أمريكا. ويتذكر الكثير منا كيف كان الإعلام الخليجي يؤله صدام حسين وأولاده وكيف كانت صورة عُدي تتصدر أغلفة بعض المجلات العربية الصادرة في لندن في الثمانينيات من القرن الماضي.  

تشترك معظم الأنظمة العربية الحاكمة في خصائص مفضوحة كعين الشمس ألا وهي الاستبداد والاستئثار بالسلطة والفساد وتكميم الأفواه والانصياع الأعمى لإملاءات الخارج والتفنن بتعذيب المعارضين حتى لو اختلفت الأساليب.  
وقد رأينا على مر السنين كيف أن الاتفاق الوحيد الذي يحصل بين الأنظمة العربية يكون خلال اجتماعات وزراء الداخلية العرب المخضرمين في تونس الخضراء مما يؤكد حقيقة التعاون على «الإثم والعدوان» والتحالف المفضوح ضد الشعوب وإبقائها تحت البساطير والنعال.

ولعل أكثر ما يثير الضحك أن هناك صحفاً ووسائل إعلام عربية تمتلكها أنظمة ما زالت تحكم بلدانها على طريقة القرون الوسطى سياسياً واقتصادياً، لكنها تريد أن تقنعنا بأنها قلعة للديموقراطية والليبرالية. ويظهر زعمها جلياً فيما تنشره وسائل إعلامها المقروءة والمرئية.  
فإذا تصفحت صحيفة تابعة لذلك النظام القروسطي تجد أنها تغص بالكتابات الليبرالية التي تتفوق على كتابات عتاة الليبراليين الغربيين في تحررها وانفتاحها وتطرفها هذا إن لم تكن على يمين المحافظين الجدد. ومن هذا المنطلق نجد الكتاب في تلك الصحف يوزعون نصائحهم الليبرالية والديموقراطية العتيدة للأنظمة المستهدفة أمريكياً دون غيرها كالنظام السوري مثلاً. وتراهم يغضون الطرف تماماً عن النظام الذي يرعى صحفهم ومواقعهم الالكترونية «الديموقراطجية» العتيدة بالرغم من أنه يكاد يكون الأسوأ ديموقراطياً واجتماعياً في العالم العربي.  

وليس صحيحاً أبداً أن النظام العربي القروسطي الذي يدير امبراطورية إعلامية مترامية الأطراف يترك الحرية والخيار للقائمين على تلك الوسائل يديرونها بالطريقة «الديموقراطية» التي يرونها مناسبة. بعبارة أخرى فإن تلك الوسائل تكون ديموقراطية وقت يشاء ذلك النظام المالك ومناصرة لأبشع أنواع الظلم والاستبداد عندما يرى ضرورة لذلك.  
وقد رأينا في الآونة الأخيرة كيف تكالبت وسائل الإعلام التابعة لأحد الأنظمة العربية على سوريا كما لو كانت جوقة «منسقة» كما وصفها مرة نزار قباني، لكنها سرعان ما خرست دفعة واحدة عندما جاءتها الأوامر العليا، «فكان الانصياع والانهيار الكامل للمصداقية، وانكشاف دور هذه الاجهزة الاعلامية كأبواق دعاية وأدوات مطيعة في يد السلطان، يطلقها فتنهش من يشاء، ويعقلها فتجلس سامعة مطيعة». حتى إن إحدى الصحف «المحترمة» لحست الإعلان عن مقابلة من صفحتين مع عبد الحليم خدام بعدما روجت لها لأيام ولم تتكرم على قرائها الأعزاء حتى باعتذار بسيط عن سحب المقابلة من النشر .  

وكانت صحيفة (القدس العربي) قد نشرت على صدر صفحتها الأولى عنواناً عريضاً يقول: «السعودية تأمر إعلامها بوقف الترويج لانشقاق خدام». ويضيف الخبر بأن «وزارة الاعلام السعودية أصدرت تعليمات لوسائل الاعلام التي تمولها، بوقف التركيز على تصريحات نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام، الذي دعا لإسقاط النظام في دمشق.  
وقالت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها إن النظام السوري أعرب للسلطات السعودية عن سخطه واستيائه لبدء الاعلام السعودي وتبنيه الحملة التي يقودها خدام لتشويه صورة النظام ورئيسه بشار الاسد».  
باختصار فإن أولئك الصحفيين والكتاب «الليبرالجيين» المزعومين الذين استهدفوا سوريا ليسوا أكثر من «أقلام بالأرطال» حسب وصف قباني أو أدوات يتحركون فقط ضد نظام دون الآخر تماشياً مع الموقف الأمريكي من هذا النظام أو ذاك. ومعروف أن بعض الأنظمة العربية الحليفة لواشنطن تصبح ملكية أكثر من الملك عندما يُطلب منها التحرك سياسياً وإعلاميا ضد النظام المغضوب عليه أمريكياً.  

فإذا كانت أمريكا راضية عن نظام عربي ما حتى لو شوى المساجين في السجون، فإن الإعلاميين أصحاب النصائح «الديموقراطية» لا ينبسون ببنت شفة، هذا إذا لم يبرروا انتهاكات حقوق الإنسان الرهيبة في تلك البلدان أو يضعوا اللوم على «الشعوب المتخلفة» التي تريد لها أنظمتها الديموقراطية والحرية لكنها تمانع بفعل تخلفها وعدم تقديرها «لفضائل الديموقراطية».
وكم ضحكت عندما استمعت «لليبرالجي» عربي صدّع رؤوسنا بالحديث عن ضرورة الليبرالية للعرب والمسلمين وهو ينحو باللائمة على بعض الشعوب العربية لكونها «ترفض» النعم الديموقراطية التي يجود بها عليها حكامها.  
من يصدق هؤلاء «الليبرالجيين» عندما يصل بهم الحد إلى تبرئة أنظمة غارقة في الشمولية والاستبداد والتخلف لمجرد أنها تفتح لهم بعض مواقع الانترنت أحياناً لشتم العرب والمسلمين والتملق للغزاة والمستعمرين الجدد بحجة نشر الديموقراطية؟ من يصدقهم وهم يميزون بين نظام عربي وآخر في الشأن الديموقراطي كأن يقولوا مثلاً إن النظام السوري رمز للديكتاتورية والشمولية بينما النظام السعودي يسعى لتحقيق الديموقراطية لكن شعبه يرفض بحكم خلفيته الأصولية؟ على من يضحك هؤلاء؟ لماذا هذا الاستغباء الفظيع لعقول الناس؟  

لقد وجه الكثير من «المتلبرلين» العرب رسائل إلى القيادة السورية يحثونها فيها على تطبيق الديموقراطية فوراً كي تتفادى الضغوط الأمريكية وتجنيب البلاد المصير العراقي.  

ولا أدري لماذا لم يتكرم أصحاب تلك الرسائل بتوجيهاتهم ومواعظهم الديموقراطية لأنظمة بلدانهم التي تحكم بالحديد والنار ولا يستطيع فيها المعارضون فتح أفواههم إلا عند طبيب الأسنان؟ لماذا السخاء الديموقراطي الشديد مع سوريا التي ما زالت في حالة حرب مع إسرائيل ومحاطة بالأعداء والمتآمرين من كل حدب وصوب وليس مع تونس الوادعة والقريبة من أوروبا أو ليبيا أو الجزائر أو مصر أو السعودية أو الأردن؟ هل هناك شمولية فظيعة في دمشق وجمهوريات افلاطونية في بقية البلدان العربية؟ أم إن هناك هياكل عظمية متفسخة في كل الخزائن العربية كما يقول المثل الانجليزي؟  

بدلاً من الكذب على الشارع العربي لا بد لهؤلاء الذين لا يستلون سيوفهم الإعلامية الصدئة إلا لمقارعة الأنظمة التي تستهدفها واشنطن أن يبينوا للشعوب أن ليس هناك «حامض وحلو» في عالمنا العربي. كلنا في الهوى سوى. وفي اللحظة التي يقرر فيها البيت الأبيض سحب الغطاء عن أي نظام عربي لسبب أو لآخر حتى تبدأ الروائح الكريهة تخرج من العاصمة المستهدفة، فيكثر المنشقون ويخرج لنا معارضون كنا نعتقد أنهم من «عظام الرقبة» وتـُفضح جرائم حقوق الإنسان التي كان يمارسها النظام تحت مرأى وسمع العم سام؟ ويبدأ فتح الملفات النائمة وكشف المستور وتبدأ الشيطنة الإعلامية بحيث يصبح أحباب الأمس القريب فجأة وحوشاً مرعبة جديرة بالمطاردة والسلخ بسبب خطرها الداهم على "البشرية" والأمن الدولي. لقد كا نورييغا رئيس بنما مثالاً للفضيلة حتى اختلف مع أسياده في البيت الأبيض فأصبح فجأة تاجر مخدرات خطيراً جديراً بالملاحقة والمحاكمة والزرب وراء القضبان. ولا شك أن لكل نظام عربي مئات الملفات المنوّمة حتى تحين الساعة ليفتح «صندوق باندورا»Pandora's Box ، صندوق الشرور والعجائب.