حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
روبرت فيسك: كل شيء يتغير في معبد الحقيقة بدمشق..., - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: روبرت فيسك: كل شيء يتغير في معبد الحقيقة بدمشق..., (/showthread.php?tid=18445) |
روبرت فيسك: كل شيء يتغير في معبد الحقيقة بدمشق..., - أمجد - 04-27-2006 كنا في السابق نطلق على المبنى "معبد الحقيقة". عمارة شاهقة بعشرة طوابق على شكل مكعب بين اللون مع لمسات بالكريمة بشارع المزًة في دمشق، نوافذها الضخمة المغطاة بالرمال لم تنظف أبدا، مجموعة من المصاعد بالردهة تستغرق ربع ساعة لكي توصلك إلى الدور العاشر المخيف، يستقبل تمثال الرئيس حافظ الأسد يبدو وكأنه منحوت من الزبد النباتي الأصفر الغامق. هنا، تقابل قساوسة المعبد، مدخنين بلا توقف.. قدرهم يتطلب منهم العمل والتأكد من أن الصحافيين الأجانب ـ ومع الأسف لهم، خادمكم روبرت فيسك أحدهم ـ يفهمون ويستوعبون القيم الإنسانية العربية القومية البعثية الأبوية الحنونة.:lol: في أيام سوريا القديمة، كانت هذه المهمة بالغة المشقة لأي كبير أساقفة بالمعبد. السيد إسكندر أحمد إسكندر كان وزيرا للإعلام عندما وصلت لأول مرة إلى دمشق، رجل نحيل بشنب غزير يعمل على تدوير الدفًة. اسم منصبه يوحي بقربه من "الرجل العظيم"، كان يبسط سلطته من مكتب بابه موصد بأقفال ثقيلة لزوم الأمن، في مبنى يحتوي أيضا على وكالة الأنباء السورية، برقيات الوكالة ـ الغير قابلة للهضم ـ كانت تنشر تكرارا في كل يوم بصحيفة "سيريا تايمز" وهي جريدة صغيرة الحجم لا تنفك عن التبليغ بانتهاء تنفيذ الخطة الخمسية الصناعية ونشر برقيات العمال الزراعيين الغارقين في البهجة والفرح والسرور وهم يهنؤون الرئيس بمناسبة ذكرى ثورته "التصحيحية" إسكندر، والذي كانت مهمته بسنة 1982 كانت بالتحديد تعنيفي وتوبيخي على تجرئي بالدخول لمدينة (حماه) حيث كانت جحافل رفعت الأسد، شقيق الرجل العظيم والمستمتع الآن بتقاعده الإجباري في الاتحاد الأوروبي (وكر مجرمي الحرب المفضل):D ـ تذبح بلا هوادة الآلاف من الإسلاميين العصاة... كانت المذابح تجري بدون حتى كلمة احتجاج من نفس الأمريكيين الذين الآن بدورهم يحاولون تصفية عدد مساوي من العصاة ،ولكن هذه المرة في العراق. إذاعة دمشق، إحدى بهائم إسكندر الأليفة، كانت قد وصمتني بكوني "كاذب" لأنني نجحت في اختراق مدينة حماه المحترقة ودخلتها مقابل سماحي لأثنين من ضباط رفعت الأسد بالركوب معي في السيارة لإيصالهم هناك، لقد وقفت في حماه وأنا أشاهد بأم عيني إحدى دباباته وهي تقصف أقدم مساجد المدينة. ومع ذلك، عندما استقبلني في ربيع 1982 كان يتأمل في الحفاظ على علاقات طيبة مع الصحيفة التي كنت أعمل بها (التايمز في حينها). في البداية كان يصر على أنني لم أذهب إلى حماه ـ وذلك كان مجرد كلام فارغ أقنعته بعكسه سريعا ـ ثم قال أنه لايعلم شيئا عن تعليق إذاعة دمشق بخصوصي (أي أنني كذاب)، أنا متأكد تماما بأن إسكندر صادق على إذاعة النبأ التعليق. ولكنه على كل حال تبسم منشرحا وقدم لي سيجارا وهو يقول ".. الأصدقاء الحقيقيون فقط، يستطيعون النقاش في مثل هذه أمور" سنوات مرت بعد الحادثة، إسكندر اضطر لإجراء عملية قطع فيها جزء من دماغه في لندن، وعندما زرته سألته كيف يشعر بعد الصحو من البنج؟ أجابني "... البعثيون أناس قساة " كان هنالك أيضا أياما عصيبة للسيد "زهير"... ـ مدير ـ إدارة الصحافة الأجنبية، أتذكر مساعدته الكريمة والصادقة في تدبير منح تأشيرات الدخول للصحافيين الغير ودودين والغير معترفين بالجميل ـ والذي كان أعوانه يتعقبونهم على كل حال ـ كوفئ الرجل لاحقا بتعيينه ملحقا صحفيا بالسفارة السورية في لندن، ولكنه اضطر لترك منصبه عندما اكتشف البريطانيون أنه كان متورطا في عملية إخفاء العقل المدبر للعملية لمحاولة تفجير طائرة العال الإسرائيلية، الذي قاموا بذلك كانوا من الدبلوماسيين السوريين ولم يكن زهير من ضمنهم. عندما عاد زهير إلى دمشق صادق على منح صحفي أمريكي تأشيرة دخول لسوريا، الصحفي لم يخبره بأنه أيضا يحمل الجنسية الإسرائيلية، وقام بعد ذلك بنشر تحقيقاته في صحيفة بتل أبيب. نقل زهير فورا إلى الطوابق السفلى بمعبد الحقيقة، ولم تتوفر له الحماية إلا من وزير الإعلام الجديد ، محمد سلمان، وهو البعثي الذكي، والذي سقط من قائمة المرضي عنهم عندما قام برفع الستار عن تمثال آخر "للقائد العظيم" خارج معبد الحقيقة. الصباح التالي شاهد العمال وهم يزيلون التمثال إياه. المرة التالية التي رأيت فيها محمد سلمان، والذي كان قيد الإقامة الإجبارية بمنزله، عندما شحن إلى مقر حزب البعث لكي يصوت لصالح قيادة الرئيس بشار الأسد في سنة 2000. كان يشرب القهوة وأعصابه مشدودة، زملائه كانوا خائفون من التلوث ذلك قاموا بالابتعاد عنه لمسافة عشرين قدم ـ كمنطقة حاجزة من الإشعاع الملوث ـ قمت أنا وبصحبة أحد هؤلاء بكسر الطوق واقتربت منه سائلا عن صحته، بدا عليه الارتياح قليلا... وتشجع بعض البعثيين الآخرين واقتربوا منه. كنت أحب أحمد، المترجم والمعاون لخليفة زهير، كان الرجل يدخن بشراهة وهو ما كان ينزعه أحيانا من وضعية الساخر الخشن ذو الميول الأدبية في نظرته للعالم وكان كثير الترديد لبعض أبيات الشاعر الإنجليزي "بليك"، أحمد هذا كان يعاني من قلب ضعيف، ولم يؤل جهدا في شرح "تعاليم البعث" مع إدارة عيناه في جميع الاتجاهات، كان كثيرا ما يقول لي " يجب أن تعدني يا روبرت بأن لن تخبر أحدا عما أقوله لك" عندما ينهي تعليقاته الشارحة أولا، ثم يتبع ذلك بوصف نزيه وحقيقي للحياة تحت حكم حافظ الأسد، في ذات مرة أخذ يحكي كيف سيكون رد فعل زملائه عندما يختفي "القائد العظيم"... قال لي ".. في بلدي تدمر، الناس سوف يخرجون حاملين الأزهار لكي يضعوها على المقابر الجماعية في الرمال، وفي مكاتبنا بمعبد الحقيقة سوف نجلس نحن بالسجائر في أفواهنا وكل واحد منا يراقب الرفاق الآخرين من طرف عينيه ليسجل ردود فعلهم عن وفاة القائد العظيم" وفي ذلك اليوم المرتقب، تصرف قاطنوا معبد الحقيقة تماما على هذه الصورة، ولكن للأسف لم يكن هنالك أية أزهار على المقابر الجماعية في تدمر، ولكن عندما استقرالوضع لبشًار في مكتبه، أخذت نسمة رقيقة تتحرك خلال دهاليز المعبد ولكنه نسمة بعثية معتنى بها جيدا. عندما كنت أمزح معهم بخصوص "القواعد الحديدية السابقة"، كان التربيت على الظهر وكيل المديح لبشًار. ألا ترون؟ في هذا الأسبوع، وزير الإعلام الجديد ـ الطبيب الجراح المثقف باسم محسن بلال ـ أخذ يروي كيف كان يناقش دائما تقاريري عن اللواء غازي كنعان، وزير الداخلية السابق الذي تفجر دماغه في وضع بائس عند ارتفاع حرارة التحقيق في مقتل رفيق الحريري لقد صدمت عندما علمت أن كلا من عادل وأحمد ماتوا من أزمات قلبية بالسنوات الماضية، إسكندر كان قد مات منذ زمان، محمد سلمان لا يزال "يعيش بالمنزل" أما زهير الذي احتفظ برأسه بفضل تدخل سلمان، فهو ينشر الآن مجلة خاصة بالخيلً الخيل؟ سألت القوم بالمعبد، نعم أجابوني واسم المجلة "الأصيل" وتوزيعها كبير... " سكان دمشق يا مستر روبرت لا يتكلمون كثيرا عن الأحصنة" بالطبع، استمرت صحيفة سيريا تايمز في الصدور وكبر حجمها ومازالت مملة كالعادة... فيه تكرر... الوزارة تؤكد على الوحدة الوطنية كما يقول العنوان الرئيسي لها في أحد الأيام. وكانت بعض الصحف الأخرى تنقل الاتهامات اللبنانية ضد سوريا بكونها كانت وراء مقتل الحريري، المجلات في فندقي تتحدث عن قمع الأكراد السوريين... نوافذ المعبد لا زالت تحمل الأوساخ المتراكمة ولا زالت المصاعد تستغرق 15 دقيقة لكي تصل إلى الطابق العاشر. هذه هي سوريا الجديدة ولقد تغيرت بعض الأمور في معبد الحقيقة. وهم يصفون هذا المكان ، أذكًر نفسي... "بمحور الشر" روبرت فيسك عن صحيفة الإنديبتدت اللندنية |