نادي الفكر العربي
بولس يعترف بالتحريف تحت القسم - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58)
+--- الموضوع: بولس يعترف بالتحريف تحت القسم (/showthread.php?tid=18500)

الصفحات: 1 2 3 4 5 6 7


بولس يعترف بالتحريف تحت القسم - Dexter_Paraclete - 04-26-2006

إن المسلمون لا يقولون بأن حواريي عيسى الحقيقيين قد عبثوا بالكتاب المقدس، بل آخرون فعلوا ذلك لاحقاً زاعمين أنهم يتصرفون بإسمهم. ما يصادق على ذلك هو حقيقة أن الكنيسة الثالوثية عندما قدمت "الثالوث" رسمياً إلى العالم شعرت بضرورة طمس كل مخطوطات الأناجيل اليدوية تماماً و التي كتبت قبل 325م. لهذا السبب فإننا نجد تلك التناقضات الخطيرة حتى في تعاليمها الأساسية. فعلى سبيل المثال يُذكر لنا أن شاؤول الطرطوسي (القديس بولس) هو مؤلف غالبية كتب العهد الجديد. يُزعم أنه مؤلف كل من الرسائل التالية: إلى أهل رومية، كورنثوس الأولى و الثانية، غلاطية، إفسس، فيلبي، كولوسي، تسالونيكي الأولى و الثانية، تيموثاوس الأولى و الثانية، تيطس، فيلمون، العبرانيين. إننا نتوقع من مثل هذه الشخصية المحورية في الكتاب المقدس و مؤلف غالبية كتب العهد الجديد أن تكون قادرةً على رواية قصصه بأمانة على الأقل فيما يخص أموراً جوهريةً كالرواية التي تتكلم عن تحوله للمسيحية و كيف تم "خلاصه". و من ناحية أخرى فإننا نجد في الكتاب المقدس شهادة خطية لبولس يقسم فيها أنه قد قام بالتحريف. هل يبدوا ذلك مستحيلاً؟ لنلقي نظرة إذاً:

إذا قمنا بقراءة النص في [أعمال الرسل 9: 19-29] و [أعمال الرسل 26: 19-21] فإننا نجد أن بولس كان منهمكاً في اضطهاد أتباع عيسى في أورشليم و جرّهم من بيوتهم لتعذيبهم أو قتلهم أو تركهم لديانتهم، و في يومٍ ما قرر فجأة التوسع في اضطهادهم إلى دمشق. و من أجل ذلك ذهب إلى رئيس الكهنة طالباً منه رسائل تمنحه صلاحية أفعاله في دمشق. و بقي السبب وراء طلبه هذا غامضاً بالنسبة للكثيرين علماً أن رئيس الكهنة في أورشليم ليس له أي سلطة على دمشق – إلا أننا سنكمل على كل حال.

ثم باشر عمله الشرير في دمشق، و بعد فترة قصيرة زعم بولس أنه "رأى السيد-الرب في طريقه" و قبل المسيحية بعد أن كان عدواً لدوداً للمسيحيين و اشتهر باضهاده العظيم لهم. ثم قيل أن برنابا (أحد حواريي عيسى) قد كفله و أقنع الحواريين بقبوله. بعد ذلك ذهب بولس مع جميع الحواريين في حملة تبشيرية في داخل أورشليم و خارجها في بلاد اليهودية مبشراً شعبها بشجاعة. ثم عيّن بولس نفسه حوارياً لعيسى فأصبح الحواري رقم /12/ (بديلاً عن يهوذا الذي كان به مس من الشيطان) كما نقرأ في كتبه [رومية 1:1]،[كورنثوس 1:1]... إلخ

الأعداد التي ذكرناها هي:

ثُمَّ أكَلَ، فعادَت إلَيهِ قِواهُ. وأقامَ شاوُلُ بِضعَةَ أيّامِ معَ التَّلاميذِ في دِمَشقَ، ثُمَّ سارَعَ إلى التَّبشيرِ في المَجامِعِ بأنَّ يَسوعَ هوَ اَبنُ اللهِ. فكانَ السّامِعونَ يَتعجَّبونَ ويَقولونَ: ((أمَا كانَ هذا الرَّجُلُ في أُورُشليمَ يَضطَهِدُ كُلَ مَنْ يَدعو بِهذا الاسمِ؟ وهَلْ جاءَ إلى هُنا إلاَّ ليَعتَقِلَهُم ويَعودَ بِهِم إلى رُؤساءِ الكَهنَةِ؟)) لكِنَّ شاوُلَ كانَ يَزدادُ قُوَّةً في تَبشيرِهِ، فأثارَ الحيرةَ في عُقولِ اليَهودِ المُقيمينَ في دِمَشقَ بِحُجَجِهِ الدّامِغةِ على أنَّ يَسوعَ هوَ المَسيحُ. وبَعدَ مُدَّةٍ مِنَ الزَّمنِ وضَعَ اليَهودُ خُطَّةً ليَقتُلوهُ، فوصَلَ خَبرُها إلَيهِ. وكانوا يُراقِبونَ أبوابَ المدينةِ ليلَ نهارَ لِيَغتالوهُ، فأخذَهُ التَّلاميذُ ليلاً ودَلُّوهُ مِنَ السُّورِ في قُفَّةٍ. ولمَّا وصَلَ شاوُلُ إلى أُورُشليمَ حاوَلَ أنْ يَنضَمَ إلى التَّلاميذِ. فكانوا كُلُّهُم يَخافونَ مِنهُ ولا يُصَدِّقونَ أنَّهُ تِلميذٌ. فجاءَ بِه بَرنابا إلى الرُّسُلِ ورَوَى لهُم كيفَ رأى شاوُلُ الرَّبَّ في الطَّريقِ وكَلَّمَهُ الرَّبُّ، وكيفَ بَشَّرَ بِشجاعَةٍ باَسمِ يَسوعَ في دِمَشقَ. فأخَذَ يَروحُ ويَجيءُ معَ التَّلاميذِ في أُورُشليمَ، يُبَشِّرُ بِشجاعةٍ باَسمِ الرَّبِّ. وكانَ يُخاطِبُ اليَهودَ المُتكلِّمينَ بالُّلغةِ اليونانِـيَّةِ ويُجادِلُهُم، فحاوَلوا أنْ يَقتُلوهُ.
الكتاب المقدس – أعمال الرسل 9: 19-29

ومِنْ تِلكَ السّاعةِ، أيُّها المَلِكُ أغريبَّاسُ، ما عَصَيتُ الرُّؤيا السَّماوِيَّةَ، فبشَّرْتُ أهلَ دِمشقَ أوّلاً، ثُمَّ أهلَ أُورُشليمَ وبِلادَ اليَهوديَّةِ كُلَّها، ثُمَّ سائِرَ الأُممِ، داعيًا إلى التَّوبَةِ والرُّجوعِ إلى اللهِ، والقِيامِ بأعمالٍ تَدُلُّ على التَّوبَةِ. ولِهذا قبَضَ عليَّ اليَهودُ وأنا في الهَيكَلِ، وحاوَلوا قَتلي.
الكتاب المقدس – أعمال الرسل 26: 19-21

وهذا يتناقض مع:
ولكِنَّ اللهَ بِنِعمَتِهِ اختارَني وأنا في بَطنِ أُمِّي فدَعاني إلى خِدمَتِهِ. وعِندَما شاءَ أنْ يُعلِنَ ابنَهُ فيَّ لأُبشِّرَ بِه بَينَ الأُمَمِ، ما استَشَرتُ بَشَرًا ولا صَعِدتُ إلى أُورُشليمَ لأرى الّذين َ كانوا رُسُلاً قَبلي، بل ذَهَبتُ على الفَورِ إلى بلادِ العَرَبِ ومِنها عُدتُ إلى دِمَشقَ. وبَعدَ ثلاثِ سَنواتٍ صَعِدتُ إلى أُورُشليمَ لأرى بُطرُسَ، فأقَمتُ عِندَهُ خَمسةَ عشَرَ يومًا، وما رَأَيتُ غَيرَهُ مِنَ الرُّسُلِ سِوى يَعقوبَ أخي الرَّبِّ. ويَشهَدُ اللهُ أنِّي لا أكذِبُ في هذا الّذي أكتبُ بِه إلَيكُم.ثُمَّ سافَرتُ إلى بلادِ سورِيَّةَ وكيليكيَّةَ، وما كُنتُ مَعروفَ الوَجهِ عِندَ كنائِسِ المَسيحِ في اليَهودِيَّةِ، وإنَّما أنَّ ((الّذي كان يَضطَهدُنا هوَ الآنَ يُبَشِّرُ بالإيمانِ الّذي كانَ يُريدُ أنْ يُدَمِّرَهُ)).
الكتاب المقدس – غلاطية 1: 15-23

بالإشارة إلى النصين الأولين، يقول ريفرند ديفيس Reverend Dr. Davies في كتابه ‘المسيحي الأول The First Christian‘: ((إن هذه التأكيدات لا تتوافق مع بعضها البعض بل تهدم بعضها بعضاً لسببٍ آخر: إنها تتناقض مع ما كتبه بولس نفسه في رسالته إلى أهل غلاطية في الإصحاح الأول و الثاني)). و يلفت ريفرند ديفيس انتباهنا إلى قسم بولس "ويَشهَدُ اللهُ أنِّي لا أكذِبُ في هذا الّذي أكتبُ بِه إلَيكُم" مما يجعل من كتابته هذه شهادة تحت القسم. ثم يتابع فيقول:
"بالنسبة للرواية في أعمال الرسل فإن ذلك التناقض بمثابة كارثة. لم يكن هنالك أبداً أي حملة تبشيرية في أورشليم و بلاد اليهودية [أعمال الرسل 26: 20]. إن كان بولس معروفاً بالنسبة للجماعات اليهودية كما يقول فإنه لم يأخذ على عاتقه أي مهمة عندهم. في الحقيقة فإنه لم يشترك أبداً بالحركة اليهودية و لم يحاول حتى أن يشارك بها. و قد قابل الملقب بالصخرة (بطرس أو شمعون) و يعقوب أخو عيسى. حتى باقي التلاميذ فلم يذكر منهم إلا مؤمنون عاديون و يعترف فيقول: ((وما رَأَيتُ غَيرَهُ مِنَ الرُّسُلِ)). و بدلاً من أن ((يَروحُ ويَجيءُ معَ التَّلاميذِ في أُورُشليمَ، يُبَشِّرُ بِشجاعةٍ باَسمِ الرَّبِّ)) فإن الناس في أورشليم لم تكن تعلم حتى أنه كان هناك. يقول لنا أنهم ((سَمِعوا أنَّ الّذي كان يَضطَهدُنا هوَ الآنَ يُبَشِّرُ بالإيمانِ الّذي كانَ يُريدُ أنْ يُدَمِّرَهُ))، و لكنهم لم يسمعوا أنه كان يبشّر في بلاد اليهودية إطلاقاً."

يستنتج ريفرند ديفيس Rev. Davies أنه:
"إن كان هناك أي جزء في العهد الجديد محل ثقة، فإنه سيكون رسالة بولس إلى أهل غلاطية. و إن لم يكن بمقدورنا أن نثق في هذه الرسالة، فإننا لا يمكننا أن نثق بشيء و لنا أن نغلق تحقيقنا هذا، و لكننا في الحقيقة يمكننا الاعتماد عليها. إن هذه الرسالة هي من بولس نفسه و قد أظهرت أصوليتها بعد كل اختبار."
المسيحي الأول – بوول ديفيس، فاررار ستراوس و كوديه، ص 30-31
“The First Christian,” A Powell Davies, Farrar Straus & Cudahy, pp. 30-31

وفقاً لرواية كتاب أعمال الرسل فإن بولس قد رأى رؤياه المزعومة، و بعدها "مباشرةً" بدأ بالتبشير في كنيس اليهود في دمشق. لقد بنى سمعته من خلال تبشيره الشجاع الذي أذهل الكثيرين، و أربك اليهود في دمشق. و بعد عدة أيام، حاول اليهود قتله فهرب إلى أورشليم. و هناك قابل برنابا الذي قدّمه للتلاميذ و عرفهم به لأول مرة. لقد كانوا جميعاً مذعورين منه، إلا أن برنابا أقنهعم بقبوله. و عندها ذهب بولس و جميع التلاميذ في حملة تبشيرية داخل أورشليم و خارجها و تكلم بشجاعة باسم عيسى.


إلا أنه وفقاً للرواية في الرسالة إلى أهل غلاطية، فإن بولس قد رأى رؤياه المزعومة و لم يستشر بشراً "حينها" و لم يذهب إلى أورشليم ليرى التلاميذ، بل سافر إلى بلاد العرب و من ثم إلى دمشق. لم يذكر نشاطاً تبشيرياً في أي من هذه الأماكن. و بعد ثلاث سنوات على الأقل ذهب إلى أورشليم للمرة الأولى و قابل من التلاميذ بطرس و يعقوب فقط. و مكث معهم خمسة عشر يوماً، و مرةً أخرى لا يذكر أي حملة تبشيرية سواء مع كافة التلاميذ أو بعضهم أو بمفرده. و لم يكن قد ذهب إلى هناك من قبل و لم يقم بأي حملة تبشيرية فيها في الماضي باعتبار أنه وجه جديد بالنسبة لهم و أنهم "سمعوا فقط" عن اعتناقه المزعوم للمسيحية.

نورد بعض التناقضات:
1- يدعي كاتب غلاطية أنه بعد الرؤيا المزعومة، بولس لم يتحدث إلى بشر "مباشرةً"، بل سافر إلى بلاد العرب و منها إلى دمشق. لذا لم يقم "من فوره" بالتبشير بشجاعة في دمشق كما يدعي كاتب أعمال الرسل – هذا إن قام بالتبشير أصلاً (كم من الوقت يلزم للسفر من دمشق إلا بلاد العرب مع العودة؟ هل يستطيع أن يباشر تبشيره "فوراً" على الرغم من سفره إلى هناك و عودته؟).

2- وفقاً لرواية غلاطية، فإن بولس لم يذهب إلى أورشليم حيث يوجد التلاميذ. بل ذهب إلى بلاد العرب و من ثم إلى دمشق. و بعد ثلاث سنوات على الأقل (ليسوا أياماً كثيرة!!) ذهب إلى أورشليم. تذكر الرواية بوضوح ((ولا صَعِدتُ إلى أُورُشليمَ لأرى الّذين َ كانوا رُسُلاً قَبلي)). إذاً فإن تلك هي زيارته الأولى إلى أورشليم بعد رؤياه المزعومة كما يقول. هذه الزيارة الأولى يزعم أنها حدثت بعد ثلاث سنوات على الأقل بعد رؤيا بولس المزعومة. إلا أن كتاب أعمال الرسل يقول أنه بعد عدة أيام من رؤياه سافر إلى أورشليم و قام بحملة تبشيرية ملؤها الشجاعة مع جميع التلاميذ. كما أن أعمال الرسل لا يذكر أي توسط لرحلة إلى بلاد العرب.

3- وفقاً لغلاطية، و فور وصول بولس لأورشليم قابل من التلاميذ بطرس و يعقوب فقط. لا يمكن أن يكون قد قابل أي من التلاميذ في أورشليم قبل ذلك بسبب قوله أنه بعد رؤياه مباشرةً ((لا صَعِدتُ إلى أُورُشليمَ لأرى الّذينَ كانوا رُسُلاً قَبلي)). بل يقول أنه ذهب إلى أورشليم للمرة الأولى بعد " ثلاثِ سَنواتٍ "على الأقل من رؤياه المزعومة. و من ناحية أخرى فإن كتاب أعمال الرسل يقول أنه قابل التلاميذ لأول مرة بعد عدة أيام من رؤياه المزعومة حيث قابل هناك جميع التلاميذ. إن هذا هو لقاءه الأول معهم باعتبار أنهم جميعهم فزعوا منه. لاحظ الكلمات ((فكانوا كُلُّهُم يَخافونَ مِنهُ)). لن تكون حالهم كذلك لو أن بطرس و يعقوب قابلوه من قبل، و على فرض أنهم لم يذكروه أمام التلاميذ الآخرين فعلى الأقل لن يخافه بطرس و يعقوب أنفسهم. لاحظ أيضاً أن برنابا هو الوحيد الذي وقف في صفه و لم يقل (برنابا و بطرس و يعقوب).

4- يقول كتاب أعمال الرسل أنه بعد زيارة بولس الأولى لأورشليم، خاف منه جميع التلاميذ ثم أقنعهم برنابا لقبوله و ذهبوا جميعاً يداً بيد وبدأ ((يَروحُ ويَجيءُ معَ التَّلاميذِ في أُورُشليمَ)) و يبشّر ((بِشجاعةٍ)) بين اليهود. إلا أن رسالة غلاطية تقول أن زيارته الأولى لأورشليم كانت بعد ثلاث سنوات و في هذه الزيارة الأولى قابل يعقوب و بطرس فقط. لم يزعم كاتب الرسالة بأنه ذهب مع بطرس و يعقوب في حملة تبشيرية داخل و خارج أورشليم، و لا يمكن أن يكون قد فعل ذلك سابقاً مع جميع التلاميذ على اعتبار أنه لم يكن ((مَعروفَ الوَجهِ عِندَ كنائِسِ المَسيحِ في اليَهودِيَّةِ)) و أنهم ((سَمِعوا)) فقط باعتناقه المسيحية، و لكنهم كانوا شهود عيان على حملته الشجاعة مع جميع التلاميذ بأمّ أعينهم.

إذا كان كؤلف غالبية كتب العهد الجديد لا يستطيع حتى أن يحافظ على نفس الرواية فيما يتعلق بـ"خلاصه"، فكيف لنا أن نؤمن له في الأمور الحساسة كالمعنى "الحقيقي" لكلمات عيسى و ما إلى ذلك؟

--- يتبع



بولس يعترف بالتحريف تحت القسم - مستر كامل - 04-26-2006

اقتباس:  Dexter_Paraclete   كتب/كتبت  

وبَعدَ مُدَّةٍ مِنَ الزَّمنِ وضَعَ اليَهودُ خُطَّةً ليَقتُلوهُ، فوصَلَ خَبرُها إلَيهِ. وكانوا يُراقِبونَ أبوابَ المدينةِ ليلَ نهارَ لِيَغتالوهُ، فأخذَهُ التَّلاميذُ ليلاً ودَلُّوهُ مِنَ السُّورِ في قُفَّةٍ. ولمَّا وصَلَ شاوُلُ إلى أُورُشليمَ حاوَلَ أنْ يَنضَمَ إلى التَّلاميذِ. فكانوا كُلُّهُم يَخافونَ مِنهُ ولا يُصَدِّقونَ أنَّهُ تِلميذٌ. فجاءَ بِه بَرنابا إلى الرُّسُلِ ورَوَى لهُم كيفَ رأى شاوُلُ الرَّبَّ في الطَّريقِ وكَلَّمَهُ الرَّبُّ، وكيفَ بَشَّرَ بِشجاعَةٍ باَسمِ يَسوعَ في دِمَشقَ. فأخَذَ يَروحُ ويَجيءُ معَ التَّلاميذِ في أُورُشليمَ، يُبَشِّرُ بِشجاعةٍ باَسمِ الرَّبِّ. وكانَ يُخاطِبُ اليَهودَ المُتكلِّمينَ بالُّلغةِ اليونانِـيَّةِ ويُجادِلُهُم، فحاوَلوا أنْ يَقتُلوهُ.  
الكتاب المقدس – أعمال الرسل 9: 19-29


أعتقد اننى لو كنت مكان رئيس الكهنة و أردت أن أدس شخصا وسط النصارى الأوائل لتدمير الدين الوليد فى مهده لأرسلت شخص ذو ولاء شديد لليهودية كى أضمن ولاؤه ... ثم أخترع له قصةه ... وبهذا يحظى بثقة النصارى الأوائل والحواريين.

كل الشروط بجميع ألوان الطيف عاليه من ولاء وخطة وتنفيذ تنطبق على بولس و هو ما حدث فعلا.

هكذا بولس هو رأفت هجان اليهود الذى انس وسط النصارى الأوائل وقام بتدمير الدين الوليد بنجاح باهر.

:nocomment:


بولس يعترف بالتحريف تحت القسم - Dexter_Paraclete - 04-26-2006

إن حقيقة عدم رؤية بولس لعيسى في حياته، عدم سفره معه، عدم تناوله الطعام معه، و عدم تعلمه منه مباشرةً – يجعل من حواريي عيسى المصدر الأول للهداية بالنسبة لأتباع عيسى الذين يرغبون في معرفة تعاليمه. إن السبب الوحيد الذي قد يدفع المرء لتجاهل الحواريين و التحدث مع بولس هو أن بولس قد بدأ تقلي سلسلة رؤى من عيسى. لم يدعي الحواريون أنهم يتلقون رؤىً من عيسى، لذا فمن الواضح أن ادعاء بولس في تلقيه رؤىً من عيسى سيصب حتماً في خدمة إبعاد أتباع عيسى عن حوارييه و خدمة تفسيره لرسالة عيسى. يصرّح بولس نفسه بفخر أنه ليس بحاجة إلى أن يتعلم من أي من البشر، و لا حتى الحواريين، و أنه مستقلٌ تماماً عن علمهم و أن كل ما يحتاجه هو الرؤى:
فاعلَموا، أيُّها الإخوَةُ، أنَّ البِشارَةَ الّتي بَشَّرتُكُم بِها غَيرُ صادِرَةٍ عَنِ البَشَرِ. فأنا ما تَلقَّيتُها ولا أخَذتُها عَنْ إنسانٍ، بَلْ عَنْ وَحيٍ مِنْ يَسوعَ المَسيحِ.
الكتاب المقدس – غلاطية 1: 11-12

إن عدم رغبته في تلقى أي شيء من الحواريين أو أن يتعلم منهم كان نتيجة حتمية لعدم قدرته على إثبات مزاعمه من خلال ما قاله عيسى. و يكاد يكون مستحيلاً أن تجد بولس يستشهد بأقوال عيسى عند محاولة نشر عقيدته، بل تراه يشير دوماً إلى فلسفته الخاصة المبنية على أساس "الرؤى" التي يزعم أنه يتلقاها و على وحي من الروح القدس. و عند اختلافه مع أحد التلاميذ حول مسألة ما، فلم يكن بمقدوره أن يدعي أنه أكثر علماً منهم بتعاليم عيسى لأنه لم يقابله مطلقاً. و لهذا السبب رأى ضرورة الالتجاء دوماً إلى فلسفة الأمور على نطاق واسع و الادعاء بأن عيسى و الروح القدس قد "أوحوا" له بهذه الفلسفة. و كما سنرى في الأسطر القادمة فقد ادعى أنه تم اصطفاؤه من بين جميع البشر لتلقي رؤىً دون جميع الحواريين، و أنه قد أُذن له من خلال هذا الوحي أن يكسب الأتباع ((بِكُلِّ وسيلَةٍ)). و يدعي أيضاً أن ((كُلُّ شَيءٍ يَحِلُّ لي)).

إن القارئ الفطن سيتمكن من ملاحظة الثغرات في قصة "تحول" بولس المزعومة. فعلى سبيل المثال، في العدد [أعمال الرسل 22: 9] يقول بولس أنه عندما تحدث إلى عيسى (عليه السلام) كان الذين يسافرون معه ((يَرونَ النـّورَ)) و لكنهم ((لا يَسمَعونَ صَوتَ مَنْ يُخاطِبُني)). بينما نجد العدد [أعمال الرسل 9: 7] يزعم أن الذين كانوا برفقة بولس ((وَقَفوا حائِرينَ يَسمَعونَ الصَّوتَ ولا يُشاهِدونَ أحدًا)). إن لسان حاله يقول: لا تأخذ بكلامي فقط و لكن ((امتَحِنوا كُلَّ شيءٍ)) بشتى السبل. إن تعاليم المسيحية في أيامنا هذه مبنية على تعاليم بولس مؤلف غالبية كتب العهد الجديد. إنه محل ثقة من قبلهم دونما تحقيق لادعائه أنه رأى عيسى (عليه السلام) في رؤيا مقدسة، و لأن الحواري برنابا قد كفله، و لأن الحواريون قابلوه و قبلوه، و لأنه بشر مع جميع الحواريين بشجاعة باسم عيسى في أرض اليهودية، و لأنه تعرض لصعوبات و اضطهاد كبيرين نتيجة لذلك. إلا أنه كل من يقرأ ببساطة كتابهم المقدس سيجد أن بولس نفسه يقسم بالله العلي بأن ذلك كله كان مجرد اختراع نظراً لأن الناس في بلاد اليهودية لم يروا وجهه قط و أنهم "سمعوا فقط" باعتناقه المزعوم للمسيحية. كما أنه لم يلتقي أبداً بأي من التلاميذ ماعدا بطرس و يعقوب. و مع هذا كله فإن الكنيسة تصرّ على تفسير كلام عيسى في نطاق تعاليم بولس.

لم يكن ريفرند ديفيس Reverend Dr. Davies الشخص الوحيد الذي لاحظ هذه المشكلة الفاضحة. فقد كتب أيضاً رئيس الكهنة السابق دان باركر Dan Barker دراسة تفصيلية عن المشاكل في روايات بولس. هذا المقال موجود في مجلة ((النظرة المشككة The Skeptical Review)) عام 1994، المقال الأول - وهو بعنوان ((هل سمع رجال بولس صوتاً؟ Did Paul’s men hear a voice)). لقد قام السيد باركر بدراسة النصوص من منظور اللغة الإنكليزية بالإضافة إلى اليونانية حتى يعرض درجة التناقض الصارخة بين الأعداد.

يوجد الكثير من الأمثلة المشابهة تبين كيف قام بولس بإحداث تغييرات جذرية لدين عيسى بشكل مفضوح و على الملأ فأصبح يناقض بشكل صارخ تعاليم كل من عيسى و حوارييه. مثال آخر يمكن رؤيته من خلال التحليل التالي:
يأمرنا الله العلي في العهد القديم:
((وهذا هوَ عهدي الذي تحفظونَه بَيني وبَينكُم وبَينَ نسلِكَ مِنْ بَعدِكَ: أنْ يُختَنَ كُلُّ ذَكَرٍ مِنكُم. فتَختِنونَ الغُلْفةَ مِنْ أبدانِكُم، ويكونُ ذلِكَ علامةَ عَهدٍ بَيني وبَينَكُم. كُلُّ ذَكَرٍ مِنكُم اَبنُ ثمانيةِ أيّامِ تَختِنونَه مدَى أجيالِكُم، ومِنهُمُ المَولودونَ في بُيوتِكُم أوِ المُقتَنونَ بِمالٍ وهُم غُرَباءُ عَنْ نسلِكُم. فيُختَنُ المَولُودون في بُيوتِكُم والمُقتنَونَ بمالِكُم ليكونَ عَهدي في أبدانِكم عَهدًا مؤبَّدًا. وأيُّ ذَكَرٍ لا يُختَنُ يُقطَعُ مِنْ شعبِهِ لأنَّهُ نقَضَ عَهدي)).
الكتاب المقدس – التكوين 17: 10-14

وفقاً للعهد القديم فإن الله يخبرنا بنفسه أن عهده بيننا و بينه هو الختان. لقد لاحظ علماء الكتاب المقدس أهمية الختان ليس لكونه عملاً مادياً مجرداً:
"لقد كان هذا هو العلامة و الختم بأن إسرائيل هم شعبه المختار. من خلاها كانت حياة الرجل متربطة بمنحة عظيمة و كانت كرامته تتجلى في وعيه التام بأن ذلك يلبّي الغاية الربانية"
تفسير الكتاب المقدس، ص 613
Interpreter's Bible, p. 613

اعتُبر الختان ذا أهمية كبرى في الإيمان اليهودي حتى أنهم كانوا ينتهكون حرمة السَبَت ليختنوا أولادهم إذا صادف اليوم الثامن في السَبَت:

أمَركُم موسى بالخِتانِ، وما كانَ الخِتانُ مِنْ موسى بل مِنَ الآباءِ، فأخَذتُم تَختُنونَ الإنسانَ يومَ السَّبتِ. فإذا كُنتُم تَختُنونَ الإنسانَ يومَ السَّبتِ لِئَلاَّ تُخالفوا شريعةَ موسى، فكيفَ تَغضبونَ علَيَّ لأنِّي شَفيتُ إنسانًا بأكمَلِهِ يومَ السَّبتِ؟
الكتاب المقدس – يوحنا 7:22-23

حتى عيسى نفسه تم ختانه في اليوم الثامن مثله كمثل بافي اليهود المخلصين:

ولمَّا بلَغَ الطِّفلُ يومَهُ الثّـامنَ، وهوَ يومُ خِتانِهِ، سُمِّي يَسوعَ..
الكتاب المقدس – لوقا 2: 21

كما أن يوحنا المعمدان (يحيى عليه السلام) قد خُتن وفقاً للعدد [لوقا 1: 59]. بعد رحيل عيسى أصبح الختان مسألة نزاع شخصي بين الحواري بطرس الذي أصرّ عليها (من خلال تبشير اليهود فقط) و بين بولس الذي أراد طرح الختان جانباً (و تبشير غير اليهود أيضاً).

إِذْ رَأَوْا أَنِّي اؤْتُمِنْتُ عَلَى إِنْجِيلِ الْغُرْلَةِ كَمَا بُطْرُسُ عَلَى إِنْجِيلِ الْخِتَانِ. (ترجمة فاندايك)
الكتاب المقدس – غلاطية 2: 7

ثم يفصّل لنا بولس بشكل دقيق كيف أن الحواريين كانوا على خطأ و أنه على صواب، و كيف أنه حتى الحواري برنابا قد حذا حذوهم في "نفاقهم"، و أنه كان من الضروري بالنسبة له أن يبين الحقيقة للحواريين. (في نسخة الملك جيمس نجد أن الكلمة التي استخدمها بولس في العدد [غلاطية 2: 13] قد تم ترجمتها بشكل دبلوماسي إلى "رياء dissimulation" كحال الترجمات العربية المختلفة، إلا أننا نجد أن النسخة القياسية المنقحة للكتاب المقدس - و التي جُمعت من مخطوطات يدوية أكثر قدماً من التي جمعت منها نسخة الملك جيمس – قد ترجمت الكلمة التي استخدمها بولس بشكل أمين أكثر إلى "نفاق hypocrisy")

ثم يذكر لنا بولس كلاً من الحواري يعقوب (يعقوب الملقب بابن الرعد، يعقوب العادل)، و الحواري بطرس (الملقب بالصخرة)، و الحواري برنابا (معلم بولس و المدافع عنه) بالأسلوب التالي:

رَأيتُ أنَّهُم لا يَسيرونَ سِيرَةً مُستقيمَةً معَ حَقيقةِ البِشارَةِ..
الكتاب المقدس – غلاطية 2: 14

لقد أصبح واضحاً من كلام بولس – بالإضافة إلى ما ذكرنا أعلاه - أن الحواريين قد ضلوا عن الصواب. من المثير للاهتمام أن نسمع لبرهة أن نقل برنابا لهذه الأحداث قد تم اختياره على أنه "مؤلف غالبية" الكتاب المقدس بدلاً عن بولس. وفقاً لمقاطع أخرى مماثلة، نرى أن الحواريين كانوا بحاجة مستمرة لإرشادات بولس حتى يتمكنوا من إدراك الحقيقة.

من المثير للدهشة أن نعلم أن بولس نفسه لم يكن واثقاً من "رؤياه" الخاصة به. نقرأ في الكتاب المقدس:
وإنْ كانَ لا بُدَّ لي مِنَ الافتِخارِ معَ أنَّهُ لا نَفْعَ مِنهُ فأنتَقِلُ إلى الكلامِ على رُؤى الرَّبِّ وما كَشَفَهُ لي. أعرِفُ رَجُلاً مُؤمِنًا بالمَسيحِ خُطِفَ قَبلَ أربَعَ عَشْرَةَ سنَةً إلى السَّماءِ الثَّالِثَةِ. أبِجَسَدِهِ؟ لا أعلَمُ. أمْ بِغَيرِ جَسَدِهِ؟ لا أعلَمُ. الله يَعلَمُ. وإنَّما أعلَمُ أنَّ هذا الرَّجُلَ خُطِفَ إلى الفِردَوسِ: أَبِجَسَدِهِ أمْ بِغَيرِ جَسَدِهِ؟ لا أعلَمُ. اللهُ يَعلَمُ. أعلَمُ أنَّهُ خُطِفَ إلى الفِردَوسِ وهُناكَ سَمِعَ كلامًا لا يَقدِرُ بَشَرٌ أنْ يَنطِقَ بِه ولا يَجوزُ لَه أنْ يَذكُرَهُ. أمَّا هذا الرَّجُلُ فأفتَخِرُ بِه، وأمَّا أنا فَلا أفتَخِرُ إلاَّ بِضُعفي..
الكتاب المقدس – الثانية إلى كورنثوس 12: 1-5

إذاً فإن بولس لم يكن يعلم إن كان الرجل في "رؤياه" ((بِجَسَدِهِ)) أم ((بِغَيرِ جَسَدِهِ)). كما اشتملت رؤيا بولس على ((كلام لا يَقدِرُ بَشَرٌ أنْ يَنطِقَ بِه)) و الذي ((لا يَجوزُ لَه أنْ يَذكُرَهُ)).

لو قلت لك أني رأيت شخصاً ما في "رؤيا"، و أني سمعت في هذه الرؤيا ((كلامًا لا يَقدِرُ بَشَرٌ أنْ يَنطِقَ بِه ولا يَجوزُ لَه أنْ يَذكُرَهُ))، و أن هذا الشخص قد أمرني بإلغاء الوصايا التي تمسك بها عيسى (عليه السلام) في كل حياته و أمر البشرية أن يتمسكوا بها إلى آخر الزمان، فماذا ستخبرني عن هوية ذلك الرجل الذي أصفه؟ من هذا الذي رأيته؟

ما الخطأ في هذه الصورة؟ حتى لو تجاهلنا قَسَم بولس و اعترافه بالتحريف ثم قبلنا معتقداته المبنية على الوحي و العصمة من الخطأ (هذا لو)، فإننا لازلنا في الصورة التالية:

بولس هو رجلٌ - وفقاً لاعترافاته - اضطهد الكثير من المسيحيين اضطهاداً "يفوق الوصف" و ذبّحهم و "أضاع" الكنيسة [غلاطية 1: 13-15]،[أعمال الرسل 8: 1-3، 9: 1-2، 9: 41، 6: 5 إلخ]، رجلٌ لم يقابل عيسى وجهاً لوجه إطلاقاً، تحول حاله بشكل معجز من مضطهد و قاتل للمسيحيين إلى معلم مثالي للمسيحية أكثر من الحواريين أنفسهم. تم اختياره من قبل شبح عيسى ليتلقى "الرؤى" التي تجاهلت الحواريين المصاحبين لعيسى (عليه السلام) خلال حياته [غلاطية 1: 10-12]. لقد كان بولس ذو سمعة رهيبة كمضطهد للمسيحيين حتى أن أحداً لن يصدق مزاعمه في التحول إلى المسيحية. إلا أن تدخل الحواري برنابا – الذي كانت كلمته على ما يبدو لها من الثقل الشيء الكثير في نفوس باقي الحواريين – كان سبباً في قبول الحواريين له كرهاً. ثم سافر برنابا مع بولس بشكل واسع مكوناً سمعة جيدة بين اليهود كمعتنق حقيقي للمسيحية. لما أصبح لبولس سمعته الخاصة بين اليهود حدث نزاع بينه و بين برنابا [أعمال الرسل 15: 39]،[غلاطية 2: 13] فافترقا. ثم ادعى بولس أن عيسى (عليه السلام) أراده أن "يبسّط" الشريعة لتكون مستساغة أكثر بالنسبة للمعتنقين الجدد. و من هنا بدأ بولس بإحداث تغييرات صارخة في شريعة عيسى (عليه السلام).

اعتبر بولس أن رؤاه كانت لها سلطة كافية لمخالفة تعاليم الحواريين و اعتبارهم منافقين. حتى برنابا – ذلك الحواري التي سافر مع بولس معلماً إياه و مبشّراً اليهود، و الذي كان مستعداً لقبول مضطهد المسيحيين هذا و بظاهر مزاعمه حول اعتناقه للمسيحية، و الذي أقنع جميع الحواريين بمفرده لقبول مضطهد المسيحيين نفسه – اعتبره بولس من المنافقين و أقل قدرة منه على فهم دين عيسى (عليه السلام). بالإضافة إلى اعتقاد بولس بـ:

إنِّي جاهَدتُ أكثَرَ مِنْ سائِرِ الرُّسُلِ كُلِّهِم..
الكتاب المقدس – الأولى إلى كورنثوس 15: 10

و هكذا فإن الحواريين كانوا هؤلاء الكسالى المبعثرين حتى أن بولس كان يبذل جهداً أكثر من كل الحواريين الأحد عشر مجتمعين. و مع هذا كله فإن الحواريين قد أمضوا السنوات العديدة مع عيسى (عليه السلام) متعلمين منه مباشرةً على عكس بولس الذي لم يقابل عيسى شخصياً، و الذي تحوّل عملياً في أحد اليالي من مضطهد و قاتل للمسيحيين و الحواريين إلى معلمٍ أكثر مثاليةً من الحواريين أنفسهم. من حسن حظنا أن تلقى بولس هذه "الرؤى"، و إلا لكنا قد انحرفنا عن الطريق من قبل الحواريين الكسالى المضللين و المنافقين.

لنستريح قليلاً و نقرأ التحليل السريع للأعداد التي ذكرناها:
1- أمر عيسى (عليه السلام) البشرية خلال حياته التي قضاها على الأرض أن يلتزموا بدين موسى بشكل تام إلى نهاية الزمن بلا تساهل. [متى 5: 18]. أخبرهم أن الالتزام بدين موسى و بيع ممتلكاتهم سيجعل منهم أناساً "مثاليين" [لوقا 18: 18-22].
2- بعد رحيل عيسى، قام بولس باضهاد العديد من المسيحيين بشكل "يفوق القياس" و ذلك باعتراف شخصي منه، و بذل قصارى جهده لـ"تذبيحهم"، كما أنه "أضاع" الكنيسة [غلاطية 1: 13-15]،[أعمال الرسل 8: 1-3، 9: 1-2، 9: 41، 6: 5، 22: 4] ..إلخ. و كان راضياً عن رجم الحواري استيفانوس حتى الموت [أعمال الرسل 22: 20].
3- تلقى بولس "رؤى" و تم خلاصه [أعمال الرسل 22: 9، 9: 7] .. إلخ.
4- لم يكن بولس متأكداً مما رأى في رؤياه. كما أن هذه الرؤى قد تضمنت ((كلامًا لا يَقدِرُ بَشَرٌ أنْ يَنطِقَ بِه ولا يَجوزُ لَه أنْ يَذكُرَهُ)) [الثانية إلى كورنثوس 12: 1-5].
5- يقول لنا بولس أن الرجل الذي أتاه في الرؤى هو عيسى (عليه السلام). و يصرح لنا أنه استقى تعاليمه لـ"المسيحية" من هذه الرؤى و ليس من أحد آخر، و لا حتى الحواريين [غلاطية 1: 12]. بمعنى أنه لم يكن بحاجة لأن يتعلم من الحواريين. كما أن لرؤياه سلطة تعلو على كل ما يمكن أن يقولوه. ثم يتابع ليبين للجميع كيف كان حواريو عيسى بحاجة دائمة لهديه حتى يميزوا الحقيقة [مثال: غلاطية 2: 11-13].
6- يدعي بولس أن كل الأمور أحلت له و أنه لن يتّبع أحداً [الأولى إلى كورنثوس 6: 12]. و يدعي أيضاً أن سيلجأ إلى كل الوسائل حتى يتّبعه الناس، بغض النظر عما يستلزم ذلك منه.
7- اختلف الحواريون مع بولس فيما يخص "حقيقة" الختان الذي أمر به الله بالإضافة إلى أمور أخرى [الأولى إلى كورنثوس 7: 19]،[غلاطية 2: 7] ..إلخ.
8- وفقاً لبولس فإن الحواريين لم يسيروا ((سِيرَةً مُستقيمَةً)) وفقاً لـ ((حَقيقةِ البِشارَةِ)) و كانوا كسالى مضللين و منافقين [الأولى إلى كورنثوس 15: 10]،[غلاطية 2: 14]،[غلاطية 2: 13].
9- غالبية كتب العهد الجديد قد كتبت من قبل بولس. و نجد فيهم أن بولس نفسه يصرح دونما حياء أنه كان بلا منازع الحواري الأرفع درجة بين الحواريين الذين صاحبوا عيسى (عليه السلام) خلال فترة كهنوتيته، و أنهم جميعاً كانوا بحاجة إلى هديه ليروا "حقيقة" رسالة عيسى و كيف أن عيسى (عليه السلام) و حوارييه قد عينوه بحماس الحواري الثاني عشر.

[SIZE=4]الخـلاصـة:
إذا كان الحواريون الذين عاشوا مع عيسى و بشّروا معه و أكلوا و شربوا معه لسنوات عديدة هم جميعهم – وفقاً لبولس – كسالى مضللين و منافقين ، و غير قادرين على إبصار "حقيقة" رسالة عيسى بوضوح كما يبصرها هو، و إذا كان بولس - الذي لم يقابل شخص عيسى مطلقاً و مع ذلك فإنه مؤلف غالبية كتب العهد الجديد بين أيدينا – على هدىً حقيقي أكثر من الحواريين مجتمعين بسبب "رؤياه" المزعومة مع أنه لا يستشهد بأقوال عيسى إطلاقاً و ليس بحاجة إلى أن يتعلم من الحواريين، و مع ذلك فهو على هدىً حقيقي أكثر من الحواريين أنفسهم مجتمعين و فقاً للبشارة الخاصة به.. إذا كان هذا كله فلماذا شعر عيسى بضرورة تبشير البشرية جمعاء بشريعة موسى؟ لماذا التزم بها بنفسه بهذا الشكل الصارم؟ وفقاً لبولس فإن فائدة عيسى الوحيدة تكمن في كونه جسداً يتم تعليقه على الصليب. لقد شعر عيسى بضرورة أن يأمر أتباعه بالالتزام بشريعة موسى بشكل تام دونما تساهل. كما شعر أنه من الضروري أن يحيا حياته محافظاً على هذه الشريعة بشكل تام ليكون مثلنا الأعلى. لم يذكر بشكل صريح في حياته قط أي خطيئة أصلية، أو فداء و صلب، أو خلاصاً من الخطيئة و إلغاءً لشريعة موسى. إلا أنه لم يمضي وقتٌ طويل على رحيل عيسى عن هذه الأرض حتى يستخدم بولس رؤياه المزعومة ليلغي و بشكل تام كل ما علّمه و مارسه عيسى. إنه ليس بحاجة لأن يتعلم من الحواريين، و كل ما يحتاجه هو الرؤى. لهذا السبب فإنه يكاد لا يستشهد بأقوال عيسى مطلقاً. بل يلجأ إلى فلسفته للأمور بدلاً من الاستشهاد بأقواله. فلماذا لم يأتي عيسى إلى الأرض ببساطة بعدما اقترف آدم خطيئته، ثم لا يتفوه بأي كلمة، فيثير غضب بعض أعداء الله و يترك لهم المجال فيصلبوه و ينتهي الأمر سريعاً على ذلك؟ حتى لو أن عيسى قرر الانتظار مئات الألوف من السنين ثم أتي قبل ألفي سنة مضت، فلماذا يبشّر بشريعةٍ سيتم رميها من النافذة بعد سنين قليلة فقط؟ لماذا يحافظ بنفسه على هذه الشريعة بتفانٍ؟ لماذا يأمر الجميع لكي يتمسكوا بهذه الشريعة ((إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ))؟ لماذا يهددهم بأن كل من يخالف وصية واحدة فإنه يعدّ ((صغيرًا في مَلكوتِ السَّماواتِ))؟ ألن يموت من أجل خطايا العالم و من ثم يعود في رؤىً حصرية لبولس فيأمره بإلغاء شريعة موسى؟ ألن يعود في رؤى بولس و يأمره أن يخبر الجميع أن "الإنسان يُبرر بالإيمان لا بأحكام الشريعة"؟ لماذا لم يقم بنفسه بالتبشير بتلك العقيدة عندما كان بين حوارييه بدلاً من الانتظار حتى يذكرها لأول مرة بعد موته من خلال رؤيا بولس؟

هؤلاء الحواريين الذين ينظر إليهم بولس بازدراء على أنهم منافقين مضللين و كسالى هم نفسهم الحواريون الذين رافقوا عيسى (عليه السلام) أثناء حياته، الذين علّموا البشرية جمعاء (بمن فيهم بولس نفسه) تعاليم عيسى (عليه السلام)، و الذين تعرضوا لاضطهاد من قبل الكثيرين (بمن فيهم بولس) و ذلك ليبلّغوا هذه الرسالة دونما مجاملات كما علّمها عيسى لهم مباشرة. فكان أن تبنّت الكنيسة البولوسية (الكنيسة الرومانية الكاثوليكية و التي نشأ عنها كنائس أخرى ككنيسة البروتوستانت) عقيدة التثليث بشكل رسمي بعد قرنين من الزمن بعد رحيل عيسى، و قامت بالإدانة و الاضطهاد الشديدين و تقتيل كل مسيحي لم يعتنق مذهبهم الشخصي المنشق عن المسيحية، و أشرفت على موت الملايين من المسيحيين الذين لم يعتنقوا هذا المعتقد. كما أشرفت على تدمير المئات الكثيرة من الأناجيل "غير المقبولة"، و أصدرت تحريماً عاماً بعدم جواز قراءتها علناً أو سراً، و أقامت العقوبات الشديدة جداً على كل من أخفى هذه الكتب. من أمثال رجال الكنيسة هؤلاء أثانسيوس Athanasius (مات سنة 373م) و روفينوس Rufinus (مات سنة 410م) و قد استخدموا كلمة (أبوكريفا apocrypha) لوصف الكتب التي لم يقبلوها.

نعود إلى قصتنا.. حصل خلاف بين بولس و الحواريين فقرر الأول أنه ((لا الخِتانُ لَه مَعنى ولا عَدَمُ الخِتانِ، بَلْ ِ الخَيرُ كُلُّ الخَيرِ في العمَلِ بوَصايا اللهِ – الأولى إلى كورنثوس 7: 19)). و مع أن الختان كان يُعتبر ذا شأن أكبر من المحافظة على السَبَت نفسه وفقاً لشريعة موسى و "وصايا الرب"، إلا أن تعاليم بولس تقول أنه من الممكن حفظ الوصايا على الرغم من خرق وصية الختان الأساسية، و بما يناقض تعاليم عيسى و الحواريين.
في النهاية، قرر بولس أن جميع وصايا الله التي أوصاها لموسى (عليه السلام)، و التي حافظ عليها عيسى (عليه السلام) بنفسه و بإخلاص حتى حادثة الصلب، و التي حافظ عليها الحواريون أيضاً – قرر أنها جميعها لا قيمة لها و أنها وصايا مُفسدة و على وشك الزوال، و أن الإيمان هو المطلب الوحيد لاغياً بذلك تماماً كلما علّمه "ربه - سيده" عيسى و مارسه خلال حياته.

فنَحنُ نَعتَقِدُ أنَّ الإنسانَ يتبَرَّرُ بِالإيمانِ، لا بِالعَمَلِ بأحكامِ الشَّريعةِ.
الكتاب المقدس – رومية 3: 28

فقرر أن شرائع موسى (عليه السلام) [لا تسرق، لا تقتل ..] التي علّمها عيسى (عليه السلام) للمؤمنين خلال فترة حياته إنما هي "لعنة" عليهم ولم تعد ضرورية بعد الآن:

والمَسيحُ حَرَّرَنا مِنْ لَعنَةِ الشَّريعَةِ..
الكتاب المقدس – غلاطية 3: 13

و من ثم ذهب إلى شرح المعاني "الحقيقية" لتعاليم عيسى وما بشّر به بولس بما يعرف اليوم بـ"المسيحية".

إن بولس نفسه يعترف عن طيب خاطر أنه كان قادراً و راغباً في كسب المعتنقين الجدد لديانته بشتى الوسائل المتاحة له:

فَصِرتُ لليَهودِ يَهودِيّاً لأربَحَ اليَهودَ، وصِرتُ لأهلِ الشَّريعةِ مِنْ أهلِ الشَّريعةِ وإنْ كُنتُ لا أخضَعُ للشَّريعةِ لأربَحَ أهلَ الشَّريعةِ.
الكتاب المقدس – الأولى إلى كورنثوس 9: 20

..وصِرتُ لِلنّاسِ كُلِّهم كُلَّ شيءٍ لأُخلِّصَ بَعضَهُم بِكُلِّ وسيلَةٍ.
الكتاب المقدس – الأولى إلى كورنثوس 9: 22
كُلُّ شَيءٍ يَحِلُّ لي، ولكِنِّي لن أَدَعَ شَيئًا يَتَسَلَّطُ عليَّ.
الكتاب المقدس – الأولى إلى كورنثوس 6: 12

لقد رأينا لتونا كيف أن بولس يعترف علناً أن تعاليمه لم تقتبس من حواريي عيسى، بل من رؤيا يسوعية تجاهلت جميع الحواريين: [لأَنِّي ما تَلقَّيتُها ولا أَخَذتُها عن إِنسان، بل بِوَحْيٍ مِن يسوعَ المسيح - غلاطية 1: 12] إذا فالحواريون ليسوا فقط منافقين مضللين و كسالى بل كل ما تعلموه عن عيسى كان في نظر بولس لا ضرورة له. إن ما تعلموه من عيسى نتيجة الاتصال المباشر معه يكون مفيداً في حالة توافقه مع "رؤياه" فقط. بمعنى أنهم بحاجة إلى أن يتعلموا منه و ليس العكس.

يقول برنابا الحواري العظيم لعيسى (عليه السلام) [المدافع عن بولس و المحسن إليه] في بياته الافتتاحي لإنجيله متحدثاً عن بولس و غيره:

((نبي جديد مرسل من الله إلى العالم بحسب رواية برنابا. برنابا رسول يسوع الناصري المسمى المسيح يتمنى لجميع سكان الأرض سلاماً وعزاء. أيها الأعزاء إن الله العظيم العجيب قد افتقدنا في هذه الأيام الأخيرة بنبيه يسوع المسيح برحمة عظيمة للتعليم والآيات التي اتخذها الشيطان ذريعة لتضليل كثيرين بدعوى التقوى، مبشرين بتعليم شديد الكفر، داعين المسيح ابن الله، ورافضين الختان الذي أمر به الله دائما، مجوزين كل لحم نجس، الذين ضل في عدادهم أيضا بولس الذي لا أتكلم عنه إلا مع الأسى، وهو السبب الذي لأجله أسطر ذلك الحق الذي رأيته وسمعته أثناء معاشرتي ليسوع لكي تخلصوا ولا يضلكم الشيطان فتهلكوا في دينونة الله، وعليه فاحذروا كل أحد يبشركم بتعليم جديد مضاد لما أكتبه لتخلصوا خلاصا أبديا. وليكن الله العظيم معكم وليحرسكـم من الشيطان ومن كل شـر. آمين..))

إن بولس نفسه يعترف أنه كان هنالك أناسٌ يبشرون ببشارة مختلفة عن بشارته و أنهم كانوا يكسبون الأتباع. لم يقم بذكر أسماء خصومه، إلا أننا نجد ذكر أنبل خصومه في مكانين اثنين حيث يستخدم بولس في وصفهم ألفاظاً يصفها البروفسور براندون Brandon على أنها "ألفاظاً جديرة بالملاحظة":

عَجيبٌ أمرُكُم! أَبِمِثلِ هذِهِ السُّرعَةِ تَترُكونَ الّذي دَعاكُم بِنِعمَةِ المَسيحِ وتَتبَعونَ بِشارةً أُخرى؟ وما هُناكَ ((بِشارةٌ أُخرى))، بَلْ جَماعةٌ تُثيرُ البَلْبلَةَ بَينَكُم وتُحاوِلُ تَغييرَ بِشارَةِ المَسيحِ. فلَو بَشَّرناكُم نَحنُ أو بَشَّرَكُم مَلاكٌ مِنَ السَّماءِ بِبِشارَةٍ غَيرِ الّتي بَشَّرناكُم بِها، فلْيكُنْ مَلعونًا. قُلْنا لكُم قَبلاً وأقولُ الآنَ: إذا بَشَّرَكُم أحَدٌ بِبِشارَةٍ غَيرِ الّتي قَبلتُموها مِنَّا، فاللَّعنَةُ علَيهِ.
الكتاب المقدس – غلاطية 1: 6-9

لكنِّي أخافُ أنْ تَزوغَ بَصائِرُكُم عَنِ الصِّدقِ والوَلاءِ الخالِصِ للمَسيحِ، مِثلَ حَوَّاءَ الّتي أغوَتْها الحَـيَّةُ بِحيلَتِها. فلَو جاءَكُم أحَدٌ يُبَشِّركُم بِـيَسوعَ آخرَ غَيرِ الّذي بَشَّرناكُم بِه، أو يَعرُضُ علَيكُم رُوحًا غَيرَ الّذي نِلتُموهُ، وبِشارَةً غَيرَ الّتي تَلقَّيتُموها. لكُنتُم احتَملتُموهُ أحسنَ احتِمالٍ. ولا أظُنُّ أنِّي أقَلُّ شأْنًا مِنْ أُولئِكَ الرُّسُلِ العِظامِ! فإنْ أعوَزَتني الفَصاحَةُ، فلا تُعوِزُني المَعرِفَةُ. وهذا ما أظهَرناهُ لكُم جميعًا في كُلِّ شيءٍ.
الكتاب المقدس – الثانية إلى كورنثوس 11: 3-6

خصوم بولس هؤلاء كانوا يبشرون بـ"بشارة أخرى" و يدعون للإيمان بـ"يسوع آخر". و من الواضح أنهم كانوا يستهدفون جماعة بولس بعينها و يجعلون من أتباع بولس أتباعاً لهم. حدث هذا مع أن تعاليمهم لم تُظهر تلك "البساطة" التي بشّر بها بولس بل تطلبت من أتباعها العمل من أجل خلاصهم. إلا أن بولس يبدي تقيُّداً مذهلاً عند الإشارة إليهم بعدم توبيخهم بخطاب شديد اللهجة – و هو أمر قادر عليه تمام القدرة – أو التشكيك بسلطتهم، بل يقدم إشارة إلى هويتهم بكلمات ((ولا أظُنُّ أنِّي أقَلُّ شأْنًا مِنْ أُولئِكَ الرُّسُلِ العِظامِ)) و بقوله ((فلَو بَشَّرناكُم نَحنُ أو بَشَّرَكُم مَلاكٌ مِنَ السَّماءِ)) و قوله ((بِشارةً أُخرى، وما هُناكَ بِشارةٌ أُخرى)).

يُجمع علماء المسيحية اليوم على أن المسيحيين الأوائل – بمن فيهم حواريي عيسى (عليه السلام) – كانوا جميعاً موحدين و يتّبعون دين موسى، و أن الثالوث لم يتم انتاجه حتى بداية القرن الثاني تقريباً. هؤلاء الموحدين تمتعوا بعدد كبير من الأتباع و انتشروا بشدة في غالبية شمال افريقيا و مناطق أخرى. خلال هذه الفترة فإن أياً من الأممين الرومان أو الإغريق يريد الدخول في المسيحية كان مخولاً له اختيار "المسيحية" التي يريد. إما أن تكون تلك التي بشّر بها برنابا و الحواريون المتضمنة شريعة موسى (عليه السلام) المنضبطة و الصارمة، أو ذلك "العهد الجديد" الأكثر تبسيطاً الخاص ببولس الذي تطلّب فقط "الإيمان بعيسى"، و الذي جعلت منه الكنيسة البولوسية أكثر إغراءً عن طريق دمجه بـ"الثالوث المقدس" و غيره من التغييرات ليكون أكثر شبهاً بالمعتقدات اليونانية و الإغريقية السائدة و المتعلقة بتعدد الآلهة، الآلهة الآب، الآلهة الابن، أشباه الآلهة، و الآلهة الأنثى... إلخ. يقول تولاند Toland في كتابه "الناصريين The Nazarenes": ((لقد كان الحقد ضد اليهود متأصلاً بين الأمميين لأن كل ما يحافظون عليه في دينهم كان معقولاً و ضرورياً، وكان هذا دافعاً كافياً لرفضه من قبل العتنق الجديد من الأمميين)) [من كتاب عيسى نبي الإسلام – Jesus, Prophet of Islam]. إن أراد بولس تنصير هؤلاء الناس فعليه أن يقدّم التنازلات و أن يجعل من المسيحية أكثر إغراءً بالنسبة لهم، و هذا ما فعله هو و كنيسته.

أحد هؤلاء المسيحيين الموحدين الأوائل رجلٌ اسمه إيرينايوس Irenaeus (130-20م). يخبرنا السيد محمد عطاء الرحيم في كتابه (عيسى نبي الإسلام – Jesus, Prophet of Islam) بأنه كان أحد المسيحيين الأوائل الذين قتلوا بسبب موالاتهم لوحدانية الله. و قد استشهد بقوله فيم يتعلق بالمحاولات غير المنتهية للعبث بالكتاب المقدس: ((من أجل أن يُدهشوا البسطاء الجاهلين بأمور الكتب المقدسة الحقة، قاموا بإقحام أعداد مهولة من الكتب المزيفة و الكاذبة من اختراعهم الخاص)) [وهي الأناجيل التي بحوزتنا اليوم].

عندما حصلت الكنيسة البولسية على السلطة و التأثير في روما قامت بإدانة هؤلاء المسيحيين الموحدين بشكل رسمي، اضطهدتهم، و قتلتهم. كان هنالك محاولة لطمسهم و كتبهم كلياً عن طريق إجبارهم لقبول معتقد "الثالوث المقدس" و إلا قتلهم بتهمة الهرطقة و إحراق أناجيلهم. أكثر من ميلون من هؤلاء المسيحيين الموحدين أُعدموا بسبب رفضهم للتسوية بإيمانهم. و على الرغم من هذا فقد نجى إيمانهم حتى يومنا هذا. عندما جاء الإسلام بدعوته لله الواحد و بالإيمان بعيسى (عليه السلام) و بمعجزاته، كان هؤلاء المسيحيون الموحدون بين أوائل الناس ممن تعرّفوا على كلمة الله و قبلوا الإسلام.



بولس يعترف بالتحريف تحت القسم - عدلي - 04-26-2006

يا استاذ Dexter_Paraclete

لا يكون الحوار بهذا الشكل .. قص ولصق بحجم كبير ومليون الف مداخلة في بعض ... يا عزيزي المساله مش عافيه

اني ارى عدم اقبال احد على مواضيعك لنقاشها !! فالنقاش لا يكون بهذا الشكل الواحد ياخذ نقطة نقطة للحوار والحوار في ايه يكون مع دليلها بتفسير الكتاب المقدس كما نفعل نحن وناخذ الايه القرانية ونضع تفسيرها من مواقعكم الاسلامية المعترف بها مثل المملكة العربية السعودية ونحن لا نناقش تفسير ايه من وحي خيالك وبحسب ما تريد انت ان تفسرها ..

تحياتي



بولس يعترف بالتحريف تحت القسم - هادم الاباطيل - 04-26-2006

بارك الله فيك اخي أبو احمد ...

أشتاق إليك كثيرا و أشتاق الى حوارات المسنجر ... لا اعرف لماذا لا أراك هذه الأيام ... كنت انتظر لما محاكمة يهوذا تنتهى و نلتقي و إذا بك ماسك لي في رقبة بولس و تبدأ محاكته هو ... على العموم سعيد جدا بكتاباتك ... و الملفات كلها مخزنة في الجهاز و نستفيد منه كثيرا ...


بولس يعترف بالتحريف تحت القسم - عدلي - 04-27-2006

اقتباس:  Dexter_Paraclete   كتب/كتبت  
إن المسلمون لا يقولون بأن حواريي عيسى الحقيقيين قد عبثوا بالكتاب المقدس، بل آخرون فعلوا ذلك لاحقاً زاعمين أنهم يتصرفون بإسمهم. ما يصادق على ذلك هو حقيقة أن الكنيسة الثالوثية عندما قدمت "الثالوث" ................

بس بس يا عم Dexter نقطة نقطة نقطة المسأله مش عافيه حبه حبه ...

من هم الذين قاموا بالتحريف يا Dexter ما هي اسماؤهم ؟
في اي سنة قاموا بالتحريف ؟
ما هي الايات التي قاموا بتحريفها وما كانت قبل التحريف ؟

جاوب على هذه الاسئلة واحد واحد كي نكمل الحوار ..

اكرر

المساله مش عافيه يا Dexter الواحد بياخذ الامر نقطة نقطة ....

ابقى جاوب على هذه الاسئلة لكي نكمل الحوار ولنرى هل تملك القدرة على اثبات تغير نقطة واحده في الكتاب المقدس وليس ايه ام لا :nocomment:


بولس يعترف بالتحريف تحت القسم - مسلم سلفي - 04-27-2006

اقتباس:من هم الذين قاموا بالتحريف يا Dexter ما هي اسماؤهم ؟
في اي سنة قاموا بالتحريف ؟
ما هي الايات التي قاموا بتحريفها وما كانت قبل التحريف ؟

سبحان الله الاخ ديكستر ساق كمية تناقضات رهيبة في اقوال بولس مما لا يدع مجالا للشك في تحريف الكتاب المقدس

ومازال عدلي و امثاله يسئلون نفس الاسئلة العقيمة و الساذجة

من الذي حرف الكتاب المقدس؟
و متى؟
ولماذا ؟
وكيف؟



والاجابة بمنتهى البساطة انه لا يهم معرفة كيف و لا متي حرف الكتاب المقدس المهم انه حدث والتحريف واضح وضوح الشمس


فمثلا ياعم عدلي لو انت شوفت واحد مقتول في الشارع وقلت انا لك انظر الي هذا القتيل هل ستقول لن اصدق حتى تخبرني من قتله ولماذا وكيف؟!!!!!!!!!!!!!!!!



منطق عجيب!!!!!!!!!


بولس يعترف بالتحريف تحت القسم - عدلي - 04-27-2006

مسلم سلفي المساله مش عافيه

انتم تقولون الكتاب المقدس محرف !!!

حسنا انا بدي امشي معكم واقول :

لا يمكن اثبات وجود تحريف الا بالمقارنة بين النسخة والاصل ابقى هات النسخة وضع امامها الاصل واثبت التحريف والا فكيف نعرف الايات التي اصابها التحريف من غيرها ؟؟؟

من هم الذين قاموا بالتحريف ؟ من حقنا ان نعرف ؟

متى قاموا بالتحريف ايضا ؟

لنا الحق في ان نعرف ؟

ما الذي تم تحريفة ولماذا وكيف ومتى واين ؟؟؟

كل هذا اسلئة يجب على المدعى ان يجاوب عليها او ان يهبنا سكوته ..

هل من جواب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



بولس يعترف بالتحريف تحت القسم - مسلم سلفي - 04-27-2006

[MODERATOREDIT]عدلي ارجوك كفاية غباء

اقرأ ماكتبته جيدا


اقتباس:سبحان الله الاخ ديكستر ساق كمية تناقضات رهيبة في اقوال بولس مما لا يدع مجالا للشك في تحريف الكتاب المقدس

ومازال عدلي و امثاله يسئلون نفس الاسئلة العقيمة و الساذجة  

من الذي حرف الكتاب المقدس؟
و متى؟
ولماذا ؟  
وكيف؟



والاجابة بمنتهى البساطة انه لا يهم معرفة كيف و لا متي حرف الكتاب المقدس المهم انه حدث والتحريف واضح وضوح الشمس


فمثلا ياعم عدلي لو انت شوفت واحد مقتول في الشارع وقلت انا لك انظر الي هذا القتيل هل ستقول لن اصدق حتى تخبرني من قتله ولماذا وكيف؟!!!!!!!!!!!!!!!!



منطق عجيب!!!!!!!!!
[/MODERATOREDIT]


بولس يعترف بالتحريف تحت القسم - عدلي - 04-27-2006

فقط لاريك يا مسلم سلفي اني لو اردت التدرج معكم في مساله التحريف لن تقدروا على اثبات تغير نقطة واحده في الكتاب المقدس وليس ايه ...

اقوال بولس ؟؟؟

ابقى ضع كل مقوله وضع بجانبها تفسير الكتاب لمقدس لكي ارد عليك .. وهذه ايضا ليس موضوعنا لندعه للنهاية ..

من الذي قام بالتحريف ؟
متى قام به في اي سنه ؟
اين قام به ؟
ما هي الايات التي كانت قبل التحريف وما كانت قبل التحريف ؟

جاوب على هذه الاسلئة يا مسلم سلفي انت وصاحب الموضوع ..

اكرر

لا يمكن اثبات وجود تحريف الا بالمقارنة بين النسخة والاصل لبيان ما كانت الايات قبل تحريفها وما اصبحت بعد تحريفها للاثبات ..

سلامات