حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
ندوة حوارية مع المفكر و الفيلسوف العربي الطيب تزيني - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: ندوة حوارية مع المفكر و الفيلسوف العربي الطيب تزيني (/showthread.php?tid=1857)



ندوة حوارية مع المفكر و الفيلسوف العربي الطيب تزيني - شهاب المغربي - 12-25-2008

في غرفة العلمانيين العرب الصوتية:

د. طيب تيزيني في ندوة حوارية صوتية بالانترنيت: المشروع النهضوي العربي وقضية العلمانية
٢٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨بقلم شبكة العلمانيين العرب


يسر شبكة العلمانيين العرب دعوتكم للحضور والمشاركة في ندوة حوارية صوتية بالانترنيت مع المفكر والفيلسوف العربي د. طيب تيزيني، تحت عنوان " المشروع النهضوي العربي وقضية العلمانية " وذلك في يوم الاثنين الموافق 29_ 12_2008 في تمام الساعة السادسة مساءً بتوقيت غرينتش .

الدخول للغرفة:

وضعنا وصلتين للدخول في حال واجهتك اي مشكلة في إحداها فسيكون بإمكانك استخدام الوصلة الأخرى

1_ الوصلة الأولى
http://www.3almani.org/spip.php?page=audio

2_ الوصلة الثانية
room1.htm

الطيب تيزيني :

ولد في حمص عام 1934.

تلقى علومه في حمص وتخرج في ألمانيا حاملاً الدكتوراه في الفلسفة عام 1967 أولاً، والدكتوراه في العلوم الفلسفية ثانياً عام 1973. عمل في التدريس في جامعة دمشق.


مؤلفاته:

1- مشروع رؤية جديدة للفكر العربي في العصر الوسيط - دمشق 1971.

2- حول مشكلات الثورة والثقافة في العالم الثالث، الوطن العربي نموذجاً - دمشق 1971.

3- من التراث إلى الثورة - حول نظرية مقترحة في قضية التراث العربي- بيروت ودمشق 1976.

4- روجيه غارودي بعد الصمت - بيروت 1975.

5- الفكر العربي في بواكيره وآفاقه الأولى - دمشق 1982.

6- من يهوه إلى الله ( في مجلدين)- دمشق 1986.

7- مقدمات أولية في الإسلام المحمدي الباكر نشأةً وتأسيساً- دمشق 1996.

8- النص القرآني أمام إشكالية البنية والقراءة - دمشق 1997.

9- من الاستشراق الغربي إلى الاستغراب المغربي- دمشق 1997.

10- في السجال الفكري الراهن- بيروت، 1989.

11- فصول من الفكر السياسي العربي المعاصر- بيروت، 1989.

12- على طريق الوضوح المنهجي- بيروت، 1989.

13- الإسلام ومشكلات العصر الكبرى (مع بحث لباحث آخر)- دمشق 1998.

14- Die Matemie auffassung in der islamischen Philosophie des Mittelalters

( باللغة الألمانية) 1972 Berlin.

15_ من اللاهوت إلى الفلسفة العربية الوسيطة_ 2002

16_ آفاق فلسفة عربية معاصرة ( مع أبو يعرب المرزوقي) _ 2001

17_ بيان في النهضة والتنوير العربي _ لبنان، 2005



ندوة حوارية مع المفكر و الفيلسوف العربي الطيب تزيني - شهاب المغربي - 12-25-2008

حوار مع الطيب تزيني

المفكر السوري الطيب تزيني: الأصولية ليست حصيلة تدخل خارجي!


• غياب الديمقراطية وتغييبها، أديا إلى اختراق هذا المثقف وتحويله إلى جيب من جيوب السلطة، وسادن للسلطان
• العولمة نظام اقتصادي وسياسي وثقافي وعسكري يسعى إلى ابتلاع الطبيعة والبشر، وتمثلهم وهضمهم، ومن ثم تحويلهم سلعا!
• الأصولية مشروع أزموي نقل المعضلة العربية من الأرض إلى السماء0
• تجلى المشروع النهضوي العربي في أربع صيغ هي: القومي والاشتراكي والليبرالي والإسلامي المستنير!
• الوجه الآخر من القصور المعرفي والأيدلوجي للخطاب الإسلامي يقوم على النظر إلى النص بوصفه بنية مغلقة، ثابتة، ذات حدود ودلالات واحدة0
يمثل المفكر السوري المعروف الطيب تيزني، صوتا عقلانيا معتدلا يسعى للنظر إلى القضايا والمفاهيم برؤية عميقة وهادئة، بعيدا عن الأحكام القاطعة والرؤى المتشنجة، التي تلغي مسافة الحوار مع الآخر و ترفض فهم منطلقاته ومبرراته، كنقطة أولى للالتقاء أو الخلاف معه! والطيب تيزني الذي يبدو حاضرا بقوة على الساحة الفكرية والثقافية السورية والعربية، سواء من خلال حضوره الأكاديمي كأستاذ في قسم الدراسات الفلسفية والاجتماعية في جامعة دمشق، أو عبر محاضراته وندواته.. يبدو مثالا للمفكر المؤمن بقيمة العمل الجاد والدءوب الذي لا يفقد إيمانه بدوره في التنوير والتغيير! وفي هذا الحوار الموسع الذي خص به المستقلة يطرح الطيب تيزني آراءه بالهدوء المعروف، وهي آراء تثير نقاشا واختلافا دون شك.. وخصوصا حين يقول إن الأصولية هي الوجه الآخر للحطام العربي الراهن، وأن الخطاب الإسلامي العربي الراهن هو خطاب الأزمة.. وآراء أخرى كثيرة نتابعها في هذا الحوار
س : في إحدى مقالاتك الأخيرة، تدعو الفكر العربي إلى إعادة النظر في بنيته وطرائقه وأهدافه الاستراتيجية... ما الذي يعيب هذا الفكر برأيك؟!
(ما الذي يعيب الفكر العربي) هذا التعبير قد يمثل أحد أشكال العيب في الفكر العربي، وهو من ثم حكم قيمة مشحون بدلالات قدحية وهجائية مسبقة.
أما حقا ما قد يمثل أوجه نقد على صعيد هذا الفكر، فلعلها تتحدد في النقاط التالية:
إن الفكر العربي خصوصا في حقبته الحديثة والمعاصرة، واجه إشكالات متعددة عبر محاولة اختراقه من الخارج إضافة إلى بنيته ووظائفه التي امتلكها حتى مرحلتنا الراهنة. أما الاختراق المذكور فقد أفصح عن نفسه عبر عملية التواقت التاريخي المذهل بين تشكله وتقدمه نهضويا في أواخر القرن التاسع عشر، خصوصا من طرف بين التحولات العميقة التي اجتاحت الوضعية السوسيو ثقافية والاقتصادية والعسكرية لأوربا الغربية منذ الإرهاصات الأولى لتشكل الرأسمالية هناك.
وجه ذلك كمن في هذا التواقت الذي قام على علاقة لا تكافؤ عظمى.. ذاك أن الفكر العربي حتى حينه، كان يتجه صوب تحقيق مهماته أو معظم مهماته النهضوية بحيث وجد نفسه أمام نتائج ذلك التحول المذكور في نهايات القرن التاسع عشر.. إلى بروز الإمبريالية بوصفها الوريث الشرعي لليبرالية الغربية، وبمثابتها منظومة سياسية واقتصادية وثقافية وعسكرية، تحددت بالقانونية الحاسمة وهي محاولة إعادة تقسيم العالم في ضوء مصالحها.
في تلك اللحظة التاريخية التي كاد الفكر العربي أن يحقق بعدا شبه حاسم على صعيد النهضة، كان عليه أن يتصدع تحت وطأة التدفق الإمبريالي الجديد. لقد كانت النتائج مدوية.. فلقد بدأ بالعملية اختراق الفكر العربي وتفكيكه وتحويل شظاياه إلى ملاحق وظيفية أريد لها أن تخدم الغزاة الجدد. هاهنا كمنت الإشكالية الكبرى للفكر العربي الذي ما تزال تهيمن في الواقع العربي الراهن، مع إضافة بأن شرط ذلك التدفق الإمبريالي يكتسب راهنا، بعدا جديدا هو بعد النظام العولمي الإمبريالي والصهيوني الجديد0
في ضوء ذلك قد نضع يدنا على البنية التي استقر عليها الفكر عموما وإجمالا.. وهي بنية مفككة باتجاه مسائل ربما اكتسبت صيغا زائفة، أعني بذلك صيغا من ذلك النمط الذي يتحدد بمثل التساؤلات التالية:
هل المعركة الراهنة قائمة بين العرب ومشروعهم القومي من طرف وبين المشروع الصهيوني الأمريكي من طرف آخر هي ذات بعد وأفق دينيين؟!
ثم هل ما زالت إشكالية الفكر السياسي العربي هي نفسها كما طرحها بعض النهضويين من أمثال محمد عبده، والقائمة على تسويغ مقولة المستبد العادل ؟!
وأخيرا أما زالت إشكالية الأصالة والمعاصرة التي شغلت معظم النهضويين العرب المدخل الأول إلى عملية استنهاض عربية جديدة ؟!
إن الفكر العربي والحال كذلك وجد نفسه أمام مطرقة مثل تلك التساؤلات التي تفضي بمعظمها إلى رؤية سلفية ماضوية، وسندان الغرب الإمبريالي الذي عمل على نحو منسق واستراتيجي باتجاه تأبيد التخلف العربي بصيغة تحويله إلى تخلف مستديم0
على هذا يمكن القول إن بنية الفكر العربي وطرائقه واستراتيجياته تحتاج لحد أدنى إلى إخضاعها لمسائلة نقدية تاريخية، خصوصا وان إشكاليات جديدة أخذت تبرز أمامه، لم تكن ذات حضور من قبل.. وفي طليعتها لإشكالية الهوية الوطنية والقومية ومطالب النظام العولمي لتفكيكها للتمكين لهويات أخرى استنفدت تاريخيا من نمط الهويات الطائفية والإثنية والمذهبية.
س: ثمة حالة هوس إعلامي ينتج ركاما من المقالات والطروحات والاجتهادات حول مسالة العولمة حاليا.. كيف تنظر إلى هذه العولمة، وكيف يمكن للمفكر أن يتعامل مع هذه العولمة ويسهم في تفكيكها خارج هذا الهوس الإعلامي؟!
لعل ما يطرح في الإعلام في إطار هذا الذي سميته هوسا، يمتلك الكثير من الشرعية الأيدلوجية والمصداقية المعرفية0 فلقد أخذ النظام المذكور يفصح عن نفسه كما هو معروف في إطار إعادة بناء الخارطة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والعسكرية.. بحيث غدا العالم على الأقل منذ العقد الأخير من القرن الأخير تحت قبضة قطب واحد هو الأمريكي. وهذا من شأنه أن يعني على الصعيد العربي أن النظام المذكور باغت العرب حيث فرض نفسه على العامل إجمالا، دون أن تكون قد تشكلت قبله حالة من التراكم السياسي والمعرفي الذي يسمح بتفحص ما يحث وفهمه وتحويل ذلك إلى فاعلية سياسية وغيرها
لقد دخل العالم العربي (والحديث يدور هنا على هذا العالم) في الحقبة الجديدة ليجد نفسه أمام ظاهرة جديدة تثير الخلاف والاختلاف العميقين في إطار المفكرين والسياسيين على نحو عمومي. نستطيع أن نضع يدنا على وجهتي نظر اثنتين، أو ربما تيارين تبلورا في إطار الإجابة عن التساؤل التالي: ما هذا الذي حدث.. وما هويته وما احتمالاته وآفاقه؟!
لقد أجاب أصحاب وجهة النظر الأولى عن ذلك بالتأكيد، على أن النظام العولمي الجديد ليس أكثر من امتداد للنظام الرأسمالي الإمبريالي مع إضافات لا تصنع حالة جديدة 00 أما أصحاب وجهة النظر الثانية فانطلقوا من اتجاه معاكس تماما، حيث أعلنوا أن النظام المذكور يمثل حالة جديدة تحققت عبر قطيعة تامة معه0
ولكن في سياق هذا وذاك راح تيار ثالث، يفصح عن نفسه في خضم الحوار الواسع0 أما أهم ما يقدمه هؤلاء على الصعيد المعني (ويسعدني أن أكون واحدا ممن أسهم في بلورة هذا التيار الثالث فكريا) فيقوم على التعريف التالي:
إن نظام العولمة هو نظام اقتصادي وسياسي وثقافي وعسكري يسعى - تساوقا مع الإمبريالية وتعميقا لها – إلى ابتلاع الطبيعة والبشر، وتمثلهم وهضمهم، ومن ثم تحويلهم سلعا0هذا التعريف الذي ما أزال أشتغل عليه يقدم ضبطا منهجيا تاريخيا لأهم أسس النظام العولمي الجديد، ويتضح ذلك أكثر، إذا ما ميزنا في النظام المذكور بين التطور التقني والمعلوماتي وما بعد المعلوماتي الهائل وذي الطابع الموضوعي من طرف، وبين اتجاه الهيمنة الذي يتحدد بمحاولة النظام هذا، أن يحكم قبضته على العامل من طرفها إذن هاهنا نضع يدنا على أسئلة مطروحة الآن تحدث كثيرا من الاضطراب المنهجي والمعرفي، وخصوصا منها الأسئلة التالية: لماذا لا نأخذ من العولمة وهي ما هي عليه من تقدم عالمي، يؤسس (قرية كونية واحدة) ولماذا يطلب منا البعض أن نقف ضد العولمة؟! وأخيرا ما الذي نأخذه ونرفضه؟!
إن هذه الأسئلة تنحل إلى مفاهيم أقرب إلى الدقة، حين نضعها في إطار ذلك التمييز بين البنية والوظيفة (إذا جاز استخدام هذا التعبير) بينة النظام العولمي الإمبريالي الجديد، ووظائفه المتمثلة خصوصا في واقع الهيمنة0
س: هناك من يرى أن أكثر ما يعيق حركة تطور الفكر العربي، هي حالة التبعية السياسية التي يرزح تحتها00 هل ترى أفقا للتحرر منها ضمن المعطيات الراهنة؟!
إمكانية التحرر يمكن طرحها عبر صيغ أخرى.. أهمها: هل هناك احتمالات عربية راهنة لاختراق ما يتدفق باتجاه الوطن العربي من موقع النظام العولمي الإمبريالي الجديد بقيادة الولايات المتحدة؟
إن صيغة هذا السؤال تسمح بالوصول إلى أطروحة فكرية مثمرة وذلك في ضوء الإشارة إلى احتمالين اثنين:
الأول: إمكانية اختراق أية بنية على صعيد المجتمع العربي، بحيث يمتنع القول بانغلاق عملية المواجهة للنظام العولمي المذكور، إذ ليس هناك بنيات مغلقة بإطلاق هذه الأطروحة يمكن استنباطها من نتائج العلوم كلها.. الطبيعية والاجتماعية والإنسانية.
الثاني: يتمثل بالإجابة عن تساؤل مفاده.. هل هنالك في الواقع العربي الراهن من القوى السياسية والاجتماعية والثقافية التي قد تشكل حاملا اجتماعيا لمشروع نهوض عربي جديد؟
إن إجابة عن هذا التساؤل تظهر بمثابتها مستحيلة، إذا ما اقتصرت على النظر إلى الواقع العربي في بنيته البشرية المعلنة. لكن حينما يؤخذ بعين الاعتبار أن هنالك بنية بشرية مسكوتا عنها ومقصية ومهمشة؛ فإن الأمر قد يكتسب بعدا آخر0 من موقع هذا البعد يمكن القول بأن الدارة لم تغلق نهائيا.. ويبقى السؤال الكبير وهو: هل هنالك من القيادات السياسية والمجموعات الثقافية، ما يسمح بالمغامرة في طرح مسألة الاختراق الجديد ؟ بل ربما بصيغة أخرى هل هناك من هو قادر على ممارسة اللعبة التاريخية التي تتحدد بسؤال آخر وهو: من أين تؤكل الكتف؟
إنه تساؤل مفتوح بامتياز وجدارة، وهذا من الأمور التي يواجهها الفكر العربي السياسي بتجلياته التنظيمية خصوصا مع الإشارة إلى أن هذه التنظيمات أو معظمها أصبح مستنفدا لاعتبارات تاريخية
س: ما أثر فشل المشروع القومي في ظهور الحركات الإسلامية المتطرفة.. ومن المسئول عن هذا الفشل برأيك؟!
إن إخفاق المشروع النهضوي العربي في بدايات القرن العشرين، قادت في إطار الشروط اللاحقة خصوصا، بدءا من السبعينيات (بدايات اكتشاف النفط السياسي) إلى مزيد من الإخفاق ولعل ذلك عاد إلى تهدم الحامل الاجتماعي للمشروع المذكور الذي تمثل في الفئات الوسطى. فلقد تجلى المشروع النهضوي العربي في أربع صيغ هي: (القومي والاشتراكي واللبرالي والإسلامي المستنير – غير المؤسسي)
وفي نطاق هذا الفعل التاريخي الجديد، وعبر عميلتي التدخل الإمبريالي في الوضعية العربية، ومحاولة إعادة بنائها بالمعنى الوظيفي فقد أحكمت القبضة على احتمالات النهوض، وقد تجلى هذا بمزيد من الشمول والاتساع مع تفكك الفئات المذكورة، وتحللها باتجاه الأدنى. وسوف تأخذ المسألة طابعا أكثر درامية حين تتشكل معالم لمجتمع استهلاكي تابع تبرز فيه تلك الجيوب، مثل هبوط العملات المحلية على نحو مذل، وثبات الدخول الاقتصادية، وبروز معضلة اقتصادية أرغمت معظم القاع العربي إضافة إلى شطائر واسعة من الفئات الوسطى على الدخول في نفق مظلم على صعيد حياتنا الاقتصادية، وكرامتنا الوطنية، واستنارتنا العقلية.. هاهنا بالضبط يتبلور اتجاهان اثنان:
اتجاه الإخفاق الذي اخترق المشاريع الأربعة المذكورة. واتجاه بروز مشروع جديد، إذ بدأ يطرح نفسه بوصفه الحل للمشكلات المعلقة جميعها، ونعني به المشروع الأصولي.
هاهنا يمكن القول إن الأصولية ليست حصيلة تدخل خارجي كما يرى بعض السياسيين بغية التعمية على المصادر الاجتماعية الاقتصادية للأصولية، وهي كذلك ليست حصيلة فعل أيديولوجي أنجزته نخب إسلامية ذات استراتيجية أصولية سلفية. بعكس هذا وذاك برزت الأصولية بوصفها نتاجا وموضوعيا يحمل كل الشرعية الاجتماعية الراهنة، ومن ثم فهي مشروع أزموي أتى في سياق تهدم المشاريع السابقة ونشء حالة من الحطام. إنها أتت لتملأ (هذا الفراغ) عبر مشروع نقل المعضلة العربية من الأرض إلى السماء.
وعلى هذا فالأصولية هي الوجه الآخر للحطام العربي الراهن، في حين يمثل السقوط الذي طرأ على المشاريع الأربعة المذكورة وجهه الثاني.
س: في أزمة الديمقراطية العربية.. ما هي مشكلة الخطاب الإسلامي برأيك؟!
إن الخطاب الإسلامي المعاصر هو خطاب الأزمة التي تبدو لقادة هذا الخطاب .. أزمة مغلقة على صعيد الواقع الراهن المشخص0 ولكن هذه الأزمة يفتحها الخطاب المذكور، ليس باتجاه بدائل تجيب عن التهدم الاقتصادي والتهميش السياسي، والإقصاء الثقافي.. أي ليس باتجاه الكشف عن ضرورة الديمقراطية، ضرورة تحويلها إلى فاعلية مثمرة ومنتجة على صعيد ما هو قائم، وغنما هي تعلن أن الإجابة الناجزة على ذلك كله تكمن في العودة إلى نص يعتبر حكما قاطعا على كل ما هو قائم0 ويمكن القول إن الوجه الآخر من القصور المعرفي والأيدلوجي للخطاب الإسلامي يقوم على النظر إلى النص المذكور بوصفه بنية مغلقة، ثابتة، ذات حدود ودلالات واحدة، بحيث فرط هذا الخطاب باحتمالات كثيرة لضبط هذا النص وفق المصالح حسب التعبير الفقهي0 إن الخطاب الإسلامي إذن يتمثل في وجهين:
وجه أول يتجسد في إعطاء الواقع العربي المشخص الظهر باتجاه واقع منسوج من قبل ذلك الخطاب وهميا..
ووجه ثان يتمثل في إقصاء احتمالات القراءات المتعددة للنص المذكور، ومن ثم تجاهل ما أصبح شائعا في الوسط الإسلامي وغيره، تحت الكلمة الدالة التي قدمها في حينه علي بن أبي طالب.. والتي يمكن أن تكتسب دلالات أعمق راهنا في ضوء نظرية النص والدلالات، أعني بذلك القول بأن القرآن الكريم كتاب مفتوح، يقرأه الرجال وفق مواقعهم ومصالحهم وأفهامهم.
س: أخيرا.. أود أن أسأل: لماذا يبدو المفكر العربي، والمثقف العربي عموما مهمشا، ومحدود الفاعلية اليوم؟!
غياب الديمقراطية وتغييبها، لم يفضيا إلى تهميش المفكر والمثقف العربي فحسب.. وإنما – هذا احتمال يتسع الآن – يؤدي كذلك إلى اختراق هذا المثقف وتحويله إلى جيب من جيوب السلطة، أي إلى سادن للسلطان. وتتعاظم صعوبة الاختراق أمامه في إطار الحصار الاقتصادي، والتهميش السياسي، والاستلاب الثقافي. ولكن وكما مر معنا، ليس هناك من بنيات مغلقة بإطلاق، بحيث أن والمثقف العربي ممثلا الآن بطلائع واسعة ولكن خفية ومضمرة، يمكن أن ينجز عملية الاختراق المعينة في إطار ما نراه الأكثر حسما وأهمية في المرحلة الراهنة، وهو إنجاز مشروع استنهاض عربي جديد.