نادي الفكر العربي
نعم كلنا مثله . إنه السكران الذي راح يبحث تحت عمود النور - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: نعم كلنا مثله . إنه السكران الذي راح يبحث تحت عمود النور (/showthread.php?tid=18611)

الصفحات: 1 2


نعم كلنا مثله . إنه السكران الذي راح يبحث تحت عمود النور - نبيل حاجي نائف - 04-21-2006

نعم كلنا مثله .
إنه السكران الذي راح يبحث عن مفاتيحه الضائعة تحت عامود النور , فشاهده الشرطي يبحث فجاء وسأله عن ماذا يبحث , فقال له إنه يبحث عن مفاتيحه التي أضاعها , فسأله أين أضاعها , فقال له هناك في الظلام . فتعجب الشرطي وسأله لماذا تبحث هنا ؟
فرد عليه السكران منتهراٌ أتريدني أن أبحث عنها في الظلام .
إن هذه النكتة وردت معي في عدة كتب علمية واجتماعية , وكانت تستخدم لمضمونها العميق .
إننا كلنا بالفعل مثل هذا السكران , لا نستطيع أن نبحث عن أي نوع من المعارف إلا في المجالات التي يستطيع عقلنا أن ينيرها بما لديه من معلومات سابقة عنها .
فإذا اعتبرنا هذه المعارف هي المفاتيح الضائعة والتي نبحث عنها .
فإننا دوماٌ نبحث عنها بما لدينا من معلومات اكتسبناها خلال حياتنا من الواقع ومن الثقافة التي اكتسبناها من مجتمعنا .
وهذا يماثل تماماٌ ما يحصل في أي معالجة معلومات على الكومبيوتر , فنظام التشغيل و الذاكرات المخزنة فيه , هم ما يقرّوا نتيجة المعالجة , ولا يستطيع الكومبيوتر أن يستخدم أي معلومات ليست مخزنة في ذاكرته .

فقد فسّر المطر والرعد وحوادث الوجود الأخرى بما كان يملكه العقل من معلومات ومعارف .
وتم اعتماد ما تم تفسيره مع أنه كثيراً ما كان بعيداً عن الدقة .
وتم تفسير أغلب الحوادث الطبيعة باعتبارها أعمال أناس خارقين أو آلهة لهم دوافع وغايات , وأن لكل حادثة قصد وغاية .
فقد كان يتم البحث في المجالات التي يستطيع العقل إنارتها , وليس في المجالات المناسبة التي يمكن أن تسمح بالتفسير الدقيق .
فقد ارتكبت غلطتان الأولى البحث في المجال غير المناسب .
والثانية اعتماد التفسيرات والتبريرات التي تم الوصول إليها مع أنها غير دقيقة .
وهذا كان لأن التفسير والتبرير كانا مطلوبين بإلحاح لكي يتم اعتمادهم والتصرف بناء على ذلك.
والآن وبعد نشوء المعارف العلمية العالية الدقة و التنولوجيا المتطورة مثل أجهزة الفحص والقياس والمراقبة والاختبار . . . اللتان سمحتا لنا أن نضيء الكثير من المجالات , وبالتالي حققنا إمكانية كبيرة في البحث في المكان المناسب .
صار بامكاننا الوصول إلى تفسيرات و تنبؤات عالية الدقة , أو مفاتيح تستطيع فتح الكثير من أبواب المعرفة و التفسير الدقيق لأغلب حوادث الوجود التي تعترضنا .
فالمعارف الدقيقة والوسائل الفعالة التي نشأت حديثاٌ , هي التي سمحت لنا بالبحث عن المفاتيح الأفضل والفعالة أكثر, في الأماكن المظلمة , لأنها استطاعت إنارة تلك الأماكن .

وأغلب الناس يتميزوا عن هذا السكران , فهو حتماٌ لن يجد مفاتيحه , أما هم فإنهم يجدونها أو يجدون ما يعتبرونه مفاتيحهم الضائعة ويؤكدون أنها هي المفاتيح الصحيحة .

يقول هانز ريشنباخ
" إن الأمر الواقع المؤسف هو أن الناس يميلون إلى تقديم إجابات حتى عندما تعوزهم وسائل الاهتداء إلى إجابات صحيحة.
فالتفسير العلمي يقتضي ملاحظة واسعة النطاق وتفكيراً نقدياً فاحصاً
وكلما كان التعميم الذي نسعى إليه أعظم , كانت كمية المادة الملاحظة التي يحتاج إليها أكبر, وكان التفكير النقدي الذي يقتضيه أدق.
أما في الحالات التي كان التفسير العلمي يخفق فيها نظراً لقصور المعرفة المتوفرة في ذلك الوقت عن تقديم التعميم الصحيح فقد كان الخيال يحل محله .
ويقدم نوعاً من التفسير يشبع النزوع إلى العمومية عن طريق إرضائه بمشابهات ساذجة وعندئذ كان يشيع الخلط بين التشبيهات السطحية , ولاسيما التشبيهات بالتجارب البشرية , وبين التعميمات , وكانت الأولى تؤخذ على أنها تعميمات .
وهكذا تتم تهدئة الرغبة في الوصول إلى العمومية , عن طريق تفسيرات وهمية.
وعلى هذا الأساس نبتت الفلسفة . "




نعم كلنا مثله . إنه السكران الذي راح يبحث تحت عمود النور - Arabia Felix - 04-21-2006

أفهم من كلامك، زميلي نبيل.. أن المتدينين سُكارى :D
(f) شكرا لتحليلك الممتع..


نعم كلنا مثله . إنه السكران الذي راح يبحث تحت عمود النور - محارب النور - 04-21-2006

[صورة: village.jpg]

ألقرية

محارب النور

أبديّ



نعم كلنا مثله . إنه السكران الذي راح يبحث تحت عمود النور - نبيل حاجي نائف - 04-23-2006


الزميلة أربيا فليكس

من ناحية الواقعية ربما السكران واقعي أكثر منا جميعاٌ , لأنه لن يجد مفاتيحه .

ونحن فئتان :
الفئة الأولى وهم المتدينون , فهم وجدوا أو بالأحرى اخترعوا , المفاتيح ( أو الأفكار ) الأنسب والأفضل لهم.
باعتماد الأفكار التي ترضي رغباتهم وأمانيهم وبغض النظر عن صحتها وواقعيتها.
وكيفوا أو عدلوا فهمهم للواقع كي يتفق معها , وحققوا رضا النفس .
وهذا يشبه حالة إنسان عرف أهله أنه مريض وسوف يموت بعد فترة قصيرة , لذلك هم لن يخبروه بالحقيقة , لأن المهم بالنسبة لنا هو المشاعر والأحاسيس وليس الحقيقة إذا كانت مؤلمة .

أما الفئة الثانية وهم أمثالنا الذين تهمهم معرفة الحقيقة مهما كان الثمن .
لم يرضوا بحل ذرائعي خيالي يحقق لهم الرضا النفسي .
فراحوا يبحثوا ويبحثوا عن مفاتيحهم أو المعارف الحقيقية .
ووصلوا إلى أرض ثابتة هي الفيزياء , أو العلوم الدقيقة , التي يمكن الانطلاق منها للوصول إلى المعرفة الدقيقة تمكنهم من الوصول الفعلي إلى الرضا النفسي الواقعي .
وهم سوف يبحثون طويلاٌ , وفي رأي على الأغلب سوف يجدونها .


الزميل محارب النور
إنني لا أتقن لغة أجنبية , وقد سألت إبني عن الموضوع فقال لي إنه فلم وهو موجود لديه , فقلت له اشرح لي ملخصه فشرحه لي .
فوجدت أنه يسير في نفس منحى الفكرة ويتوسع فيها .
شكراٌ لك .

مع تحياتي






نعم كلنا مثله . إنه السكران الذي راح يبحث تحت عمود النور - نبيل حاجي نائف - 04-23-2006


الزميلة أربيا فليكس

من ناحية الواقعية ربما السكران واقعي أكثر منا جميعاٌ , لأنه لن يجد مفاتيحه .

ونحن فئتان :
الفئة الأولى وهم المتدينون , فهم وجدوا أو بالأحرى اخترعوا , المفاتيح ( أو الأفكار ) الأنسب والأفضل لهم.
باعتماد الأفكار التي ترضي رغباتهم وأمانيهم وبغض النظر عن صحتها وواقعيتها.
وكيفوا أو عدلوا فهمهم للواقع كي يتفق معها , وحققوا رضا النفس .
وهذا يشبه حالة إنسان عرف أهله أنه مريض وسوف يموت بعد فترة قصيرة , لذلك هم لن يخبروه بالحقيقة , لأن المهم بالنسبة لنا هو المشاعر والأحاسيس وليس الحقيقة إذا كانت مؤلمة .

أما الفئة الثانية وهم أمثالنا الذين تهمهم معرفة الحقيقة مهما كان الثمن .
لم يرضوا بحل ذرائعي خيالي يحقق لهم الرضا النفسي .
فراحوا يبحثوا ويبحثوا عن مفاتيحهم أو المعارف الحقيقية .
ووصلوا إلى أرض ثابتة هي الفيزياء , أو العلوم الدقيقة , التي يمكن الانطلاق منها للوصول إلى المعرفة الدقيقة تمكنهم من الوصول الفعلي إلى الرضا النفسي الواقعي .
وهم سوف يبحثون طويلاٌ , وفي رأي على الأغلب سوف يجدونها .


الزميل محارب النور
إنني لا أتقن لغة أجنبية , وقد سألت إبني عن الموضوع فقال لي إنه فلم وهو موجود لديه , فقلت له اشرح لي ملخصه فشرحه لي .
فوجدت أنه يسير في نفس منحى الفكرة ويتوسع فيها .
شكراٌ لك .

مع تحياتي






نعم كلنا مثله . إنه السكران الذي راح يبحث تحت عمود النور - محارب النور - 04-23-2006

المكرم نبيل تحية طيبة وبعد ..

انت جديد في النادي ولا تعرفني جيداُ ..اسلوبي هو يا زميل كالتالي : احبذ ان اختصر الفكر في صورة تعبر عن كل هذا الذي في صدري ..فكرتك عن السكران والظلام ..تشبة قصة فيلم القرية ..صنف الفيلم على اساس انه فيلم رعب ..ولكن حقيقة وراء الفيلم ..قصة مذهلة. عن قرية تعيش على هاجس مرعب ..الاباء المؤسسون وضعو فكرة في راس الجيل الجديد وهي . لا احد يعبر حدود الغابة ..يوجد وحش يأكل لحوم البشر ويجب ان نبقى بعيدا عن الغابة ..القرية جميلة ومريحة ..اذن لماذ اكتشاف المجهول ..الاباء المؤسيسن للقرية هم ابناء حضارة متطورة وراقية ولكن كرهو الحضارة والمتدن ..خلقو هذة القرية ..اسلوب حياتهم هو اسلوب حياة القرون والوسطى ..مع هاجس مرعب وهو الوحش لا احد يخرج عن اطار القرية ..

الى ان تظهر بنت عمياء وهنا ثيمة الفيلم ..تريد ان يشفى حبيبها المطعون من مجنون القرية ..تبحث عن دواء له ..عمياء ..صحيح نحن كلنا عميان ولكن ارادة المعرفة والبحث هي من تقودنا الى البحث عن العلاج لكل امراضنا الحالية

اذن فيلم يلخص كل افكار التي قلتها .

محارب النور

أبدي ّ



نعم كلنا مثله . إنه السكران الذي راح يبحث تحت عمود النور - نبيل حاجي نائف - 04-24-2006


شكراٌ أخي محارب النور

مع تحياتي ومودتي



نعم كلنا مثله . إنه السكران الذي راح يبحث تحت عمود النور - بهجت - 04-26-2006

الزميل العزيز نبيل .
تحياتي و تقديري لك و ضيوفك الكرام :97:.
إن نادرة الرجل الذي يبحث عن مفقوداته حيث يوجد النور لا حيث فقد ما يبحث عنه هي قصة موحية للغاية و دائما تلوح لي كلما وجدت نفسي ضائعا بين أفكار يطرحها البعض كما لو كانت البشرية ما زالت تحبو لم تجرب معرفة ولم تكتسب خبرة ، حسنا الشيوعيون يبحثون عن كل شيء تحت مصباح الماركسية بينما الإسلاميون يجدون دائما كل شيء تحت جبة شيخ ما ، أما من يبدي تشككه فالقتل في انتظار الكافر أو البرجوازي العميل طبقا لتحيزات القاضي .
رغم أني دائما ضد الإطارات المغلقة و المصابيح الثابتة ، فإني أقر بأننا جميعا و بشكل ما نبحث عما نريد في مكان من اختبارنا ، بل دعني أذهب أبعد قليلا لأقول لك أن البشرية لم تعرف أبدا أين يوجد ما تبحث عنه بل حتى ما ذا تبحث عنه ، نفترض أننا نبحث عن شيء ما وما نجده يصبح ما نبحث عنه و لكنه ليس هو تماما ، فنذهب إلى مكان آخر قريب و هكذا تشكل العالم الذي نعيشه !، إن العالم الذي نعيشه اليوم لم يكن عالمنا الحتمي الوحيد بل هو أحد البدائل التي كان يمكن أن نصنعها أو تصنعنا .
إننا لن ندرك الواقع أبدا كما هو فذلك مستحيل ،إن كل ما نملكه هو صورة أو نموذج لهذا الواقع في عقولنا ، إننا نحصل على المشكلة و نبحث عن حلها خلال الحدس و الافتراض و الأساطير ، وخلال آلية التعميم يصبح لدينا نظريات ثم نخضع تلك النظريات للنقد و الاختبار وصولا إلى مشاكل جديدة و فرضيات جديدة ، هكذا ظهرت النظريات العلمية .
كي تشكل النظرية الجديدة خطوة للأمام يجب أن تدخل في صراع مع النظريات التي تسبقها ، إن التقدم في المعرفة هو دائما ثوري و أيضا تراكمي ، فكل نظرية جديدة عليها أن تفسر كل ما نجحت النظرية السابقة في تفسيرة مع إضافات جديدة ، إن العلماء العظام كثيرا ما يستلهمون حدوسا غير عقلانية ،و لكن النتائج لابد أن تصمد للمناقشة العقلانية ، لكل نظرية دورها و مكانتها في تاريخ العلم ، و الحكم عليها يكون دائما بالنسبة لتحدياتها و قدرتها على الاستجابة لتلك التحديات .
هذا يقودنا مرة أخرى إلى نظرية الإطار ، حتى في مجال العلم كان لدينا الإطار الميكانيكي الذي يدور حول قوانين نيوتن و يرى العالم خلال الديناميكا ، ثم افطار الفيزيائي الذي يدور حول الفيزياء باعتبارها العلم الطبيعي الأم و الأكثر تقدم التي تشكل المثل الأعلى للمعرفة العلمية و التي تقود سائر العلوم الأخرى ، إن قوانين الفيزياء ظلت لعقود تعبر عن رؤية عقلية مجردة للكون أقرب ما يمكن لحقيقته ،و لكن هذا يبدوا اليوم شيئا من الماضي ، لم نعد ننظر للكون تحت مصباح الفيزياء و لكننا ننتقل لإطار آخر و مصباح جديد هو البيولوجيا كنتيجة للتطورات المذهلة التي حدثت في هذا المجال الحيوي ، حتى أننا صرنا نعبر عن الفيزياء ذاتها بمفردات المعرفية للبيولوجيا ، فالبيولوجيا أعقد من الفيزياء و أشمل منها بل و أقرب لإحكام العلم كما نفهمه .
اسلموا جميعا لمودة



نعم كلنا مثله . إنه السكران الذي راح يبحث تحت عمود النور - the_sniper - 04-26-2006

اقتباس:رغم أني دائما ضد الإطارات المغلقة و المصابيح الثابتة ، فإني أقر بأننا جميعا و بشكل ما نبحث عما نريد في مكان من اختبارنا ، بل دعني أذهب أبعد قليلا لأقول لك أن البشرية لم تعرف أبدا أين يوجد ما تبحث عنه بل حتى ما ذا تبحث عنه ، نفترض أننا نبحث عن شيء ما وما نجده يصبح ما نبحث عنه و لكنه ليس هو تماما ، فنذهب إلى مكان آخر قريب و هكذا تشكل العالم الذي نعيشه !، إن العالم الذي نعيشه اليوم لم يكن عالمنا الحتمي الوحيد بل هو أحد البدائل التي كان يمكن أن نصنعها أو تصنعنا .  
إننا لن ندرك الواقع أبدا كما هو فذلك مستحيل ،إن كل ما نملكه هو صورة أو نموذج لهذا الواقع في عقولنا ، إننا نحصل على المشكلة و نبحث عن حلها خلال الحدس و الافتراض و الأساطير ، وخلال آلية التعميم يصبح لدينا نظريات ثم نخضع تلك النظريات للنقد و الاختبار وصولا إلى مشاكل جديدة و فرضيات جديدة ، هكذا ظهرت النظريات العلمية .
كي تشكل النظرية الجديدة خطوة للأمام يجب أن تدخل في صراع مع النظريات التي تسبقها ، إن التقدم في المعرفة هو دائما ثوري و أيضا تراكمي ، فكل نظرية جديدة عليها أن تفسر كل ما نجحت النظرية السابقة في تفسيرة مع إضافات جديدة ، إن العلماء العظام كثيرا ما يستلهمون حدوسا غير عقلانية ،و لكن النتائج لابد أن تصمد للمناقشة العقلانية ، لكل نظرية دورها و مكانتها في تاريخ العلم ، و الحكم عليها يكون دائما بالنسبة لتحدياتها و قدرتها على الاستجابة لتلك التحديات .
وهذا يؤكد ان علم الانسان ناقص ،ويشعرني بوجوب وجود العليم الحكيم واسع العلم والحكمة
المشكلة ليست اننا نبحث في المكان الخطأ
المشكلة كما قال الزميل بهجت هي اننا لا نعرف ما الذي نبحث عنه


نعم كلنا مثله . إنه السكران الذي راح يبحث تحت عمود النور - نبيل حاجي نائف - 04-26-2006

تحية وألف مرحباٌ بالدكتور بهجت.

[quote] بهجت كتب/كتبت
[COLOR=Brown]الزميل العزيز نبيل .

فإني أقر بأننا جميعا و بشكل ما نبحث عما نريد في مكان من اختبارنا ، بل دعني أذهب أبعد قليلا لأقول لك أن البشرية لم تعرف أبدا أين يوجد ما تبحث عنه بل حتى ما ذا تبحث عنه ، نفترض أننا نبحث عن شيء ما وما نجده يصبح ما نبحث عنه و لكنه ليس هو تماما ، فنذهب إلى مكان آخر قريب و هكذا تشكل العالم الذي نعيشه !، إن العالم الذي نعيشه اليوم لم يكن عالمنا الحتمي الوحيد بل هو أحد البدائل التي كان يمكن أن نصنعها أو تصنعنا .
إننا لن ندرك الواقع أبدا كما هو فذلك مستحيل ،إن كل ما نملكه هو صورة أو نموذج لهذا الواقع في عقولنا ، إننا نحصل على المشكلة و نبحث عن حلها خلال الحدس و الافتراض و الأساطير ، وخلال آلية التعميم يصبح لدينا نظريات ثم نخضع تلك النظريات للنقد و الاختبار وصولا إلى مشاكل جديدة و فرضيات جديدة ، هكذا ظهرت النظريات العلمية .

في كل ما ورد أنا معك مئة بالمئة .



هذا يقودنا مرة أخرى إلى نظرية الإطار ، حتى في مجال العلم كان لدينا الإطار الميكانيكي الذي يدور حول قوانين نيوتن و يرى العالم خلال الديناميكا ، ثم الإطار الفيزيائي الذي يدور حول الفيزياء باعتبارها العلم الطبيعي الأم و الأكثر تقدم التي تشكل المثل الأعلى للمعرفة العلمية و التي تقود سائر العلوم الأخرى ، إن قوانين الفيزياء ظلت لعقود تعبر عن رؤية عقلية مجردة للكون أقرب ما يمكن لحقيقته ،

وأيضاٌ في هذا . وفي ما يقوله كوهن عن الثورات العلمية .


أما في هذا

و لكن هذا يبدوا اليوم شيئا من الماضي ، لم نعد ننظر للكون تحت مصباح الفيزياء و لكننا ننتقل لإطار آخر و مصباح جديد هو البيولوجيا كنتيجة للتطورات المذهلة التي حدثت في هذا المجال الحيوي ، حتى أننا صرنا نعبر عن الفيزياء ذاتها بمفردات المعرفية للبيولوجيا ، فالبيولوجيا أعقد من الفيزياء و أشمل منها بل و أقرب لإحكام العلم كما نفهمه .

فأنت ترى أن البيولوجيا هي مرحلة متطورة ومعقد من الفاعلات الفيزيائية والكيميائية .
فكيف نستطيع أن نعبر أو نفسر البسيط بالمعقد , فهذا صعب .
ففي رأي أن الفيزياء هي العلم الذي يمكننا أن نرجع إلية كافة العلوم , وهي قادرة على ذلك , بما فيها العلوم النفسية والاجتماعية , وليس فقط العلوم البيولوجية .

فالفيزياء والرياضيات ( وليس المنطق لأنه لم يعد يكفي منذ زمن ) , هما العلمان الأساسيان الذان بإمكانهما أنارة الواقع لنا بشكل يساعدنا في البحث عن ما نعتبره مفاتيح المعرفة , طبعاٌ وبمساعدة التكنلوجيا والذكاء الصناعي .


مع التحية والمودة