حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
بين العلمانية والمكفرة - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: بين العلمانية والمكفرة (/showthread.php?tid=18689)



بين العلمانية والمكفرة - عمر أبو رصاع - 04-18-2006

مررت بمقال كتبه أحد اعضاء الجماعات التكفيرية دفاعا عن المنهج الذي يؤمن بصحته ويذود عنه، منهج العقائدية السياسية الاسلامية ، ولم استغرق طويلا في قراءة المقال عندما استوقفني مقطع يقول فيه الكاتب :
اقتباس:صرخ الرجل صرخة مدوية فى المستشفى " كفرتوها .. كفرتوا أمى .. أمى ماتت كافره ..!!!!
لقد كانت تلك العجوز نصرانية وأراد الله أن يكون آخر ما تنطق به هو الشهادة .. إنها إرادة الله .. فهل ماتت هذه العجوز وهى كافرة !! .. هذا ما ظنه إبنها .. فهو نصرانى يرى أن المسلم كافر كما يعلم المسلم أن النصرانى واليهودى كافر كما ذكر فى القرآن الكريم .. فما العجيب فى الأمر إذن .. إن العجيب حقاً هو محاولة البعض تحريف هذا المعنى الثابت الذى لا يحتمل التحريف أو التجميل ..

السيد الكاتب يفاجئنا على لسان أحد شخوص قصته التي سرد أن النصراني يرى المسلم كافرا ليس هذا فحسب بل يضيف سيادته أن المسلم يعلم أن النصراني واليهودي كافر كما ذكر القرآن الكريم ، ولن ادخل هنا في جدل فقهي مع الكاتب حول معنى كلمة كافر كما ذهب فقهاء المذاهب ولن أقول له لتجدن أقرب الناس إلى الذين آمنوا الذين قالوا إنا نصرى ولا لكم دينكم ولي ديني التي قيلت للمشركين ولا إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، ولن أقول له إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ولن أقول له أمرهم إلى الله ولا الله يحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون ولن أقول له ما قاله الرسول لمشركي مكة يوم الفتح بعد كل ما كان منهم إذهبوا فانتم الطلقاء ، لن أقول له كل هذا .

اكتفي بأن أقول له إذا كان غير المسلم كافر بمعنى أن رفضه لعقيدتك كفر فهو لو لم يكن كذلك لتبعها والعكس بالعكس وهذا يقودنا إلى فتح الساحة على منوالك للتكفير والتكفير المضاد فماذا سيكون لدينا ؟

سيكون لدينا يا سادة عصر الدول الدينية حيث كل عقائدي يكفر الآخر المسلم يكفر غير المسلم والعكس بالعكس ، ثم ندخل داخل الجسم التاريخي للمسلمين كل فرقة تكفر الأخرى وترى أنها هي الناجية فالسنة تكفر الشيعة والعكس بالعكس ثم داخل الرحم السني الاشعري يكفر المعتزلي والمعتزلي يكفر الاشعري والاشعري يكفر الفيلسوف والفيلسوف يكفر الاشعري، والوهابي يكفر الصوفي والصوفي يكفر الوهابي دائرة جهنمية لا تنتهي وأرجو أن لا يتنطح لي أحدهم ويقول لي كنا قمة التسامح فالتاريخ الذي ينزف على جوانبه الدم يقول غير ذلك ليس في متأخره فحسب بل في صدره منذ خلاف السقيفة وحتى اليوم.


لهذا يا سادة لخطاب التكفيرية السياسية ومن نهج نهجها تحديدا نقول لتتوقف دائرة الدم هذه ليظل الاعتقاد الديني ديني والتفاعل السياسي الاجتماعي على قواعد المدنية والعلم، لا يمكن أبدا أن نظل نرشق بعضنا بعضا بالكفر ويقتل بعضنا بعضا كما كان الحال ولا زال .
لذا نعم من دخل الاطار الفكري مشهرا سلاح التكفير في خطابه رجل يسفك الدم لأنه يطلق حكما بالقتل ، نعم هو ارهابي لأنه كذلك ، فابن لادن قتل الابرياء في برجي التجارة وفي غزواته المزعومة لأنه نصب نفسه إلها وأدار رحى التكفير المقيتة ، أنا سعيد أن تكشف المكفرة عن هذا الوجه عندما تنقض مدافعة عن منهج التكفير الذي هو الارهاب عينه سواء اقتنعت أنه ليس من العقيدة أم لم تقتنع فالمبدأ الفصل أن الارهاب هو قتل المدنيين والحكم بكفر مدني هو اصادر حكم عليه باباحة دمه وهذا هو الارهاب الذي تمارسه المكفرة.
المتتبع أبعد من ذلك يجدها تفضح بنية خطابها عندما تدافع عن منهجها فتحدد أن العلمانيين الذين هم عندها من تطلق عليهم اللادينيين وبالتالي الكفار أيضا كفار لأنهم:
أولا: يرفضون حق أحد في الحديث نيابة عن الله واصدار احكام قطعية باسم الله ودفعته بأن هذا الحديث هو أمر بمعروف ونهي عن منكر. لا علم لنا كيف أتاها اليقين بأن ما تقوله تحديدا أمر بمعروف ونهي عن منكر ثم لو كان كذلك فهل معناه أن تحمل السيف على البشر؟!
ثانيا: يتهمون جماعة المكفرين بالظلامية وعدم اعمال العقل وتقول أن هذه التهم إنما جاءت لأنها تلتزم بالنص من قرآن وسنة ، والواقع أنها تلتزم بتفسيرات وتأويلات القرون الوسطى وفهمها القشيري لتلك النصوص لا بالنصوص واسعة الدلالة بحكم طبيعتها.
ثالثا: يتهمون جماعة المكفرين بالاحتكام إلى شرائع واحكام مر عليها أكثر من 1400 سنة وتدفع هي بأنها من وضع الله فلا يجري عليها زمن ، وهو ما نسميه عمى الزمن الحقيقي لأن الزمن يمر على أي شريعة وكم نبّهنا إلى تطبيقات اجتهادية للكثير من السلف لكن تيار المكفرة يقبلها من السلف وترفضها من من يعيش بعد السلف ب 1400 سنة!
رابعا: يتهمون جماعة المكفرين بالشتم وتدفع بجواز الشتم فهؤلاء (العلمانيين الجواسيس الطابور الخامس الصهيونيين اليهود .... الخ) يتجرؤون على الدين وبعضهم يسب الذات الإلاهية، ونحن نقول لا نجيز الشتم لا في اتجاه التراث ولا غيره وعليها أن تبدأ بدفع الشتم أولا بالرد على مصدر مصادر البخاري الذي صحح حديث الماعز الذي أكل آية من القرآن فنسخها![/color]

هي أربع خصال متمثلة فعلا في جماعة المكفرة واحسن الكاتب عندما لخصها لنا يعتقدون بحق الحديث باسم الله ويقدسون ظاهر النص لا رب النص فهم ظلاميون فعلا ومصابون بعمى الزمن إذ لا يرون أن الزمن يمر وأنهم يقدسون تطبيق عمره أربعة عشر قرنا ويشتمون ويكفرون خصومهم ، ويا سادة إنهم مهما دفعوا عن تهم اعترفوا بها فلن ينفوها لأنها وقعت وتقع وما تبريرهم إياها إلا إصرار على الخطأ وكان الأجدى أن تقوم المنهج الخطابي السقيم الذي يقوم على هذه الخصال بدلا من أن تبرر لعمرو أنه ضرب زيد لأن زيد سبه ، واذكرها بقول العلي القدير في وصف نبيه" .
تمعن المكفرة في تكريس منهجها التكفيري عندما تقرر أن : "...(مجدي محرم)

بذلك يتمم محرم الصورة فليس فقط المسيحي واليهودي وغير المسلم عموما كافر بل كذلك المسلمين الذين لا يقدمون الاعمال التي تؤكد للناس أنهم مسلمين وهذا التأكيد طبعا يجب أن يأتي موافقا لرأي ما ، أي رأي هذا يا هل ترى؟
إنه رأي السيد محرم تحديدا ورأي المكفرة السياسية التي ينتسب إليها و الذي لا يأتيه الباطل طبعا ، وهكذا فإنك إن خالفتها أصبحت كافرا ولا شك العلماني بالضرورة كافر وهذا ما تقول به جماعة المكفرة.

المسألة بإختصار يا سادة إما أن تؤمن بالدولة الدينية وتعلن الجهاد على العالم وتقتل بأن تكفر كل من لا يؤمن بما أنت مؤمن به وإما أنك لست مسلما!

وفي ظل الاصرار على إظهار العلمانية على أنها فكرة كافرة فتخلص إلا أن العلمانية هي اللادينية وبالتالي هي ضد الدين وتدعوا إلى معادات الدين وتستند لتعريف مقتبس تملأ به كل المواقع الالكترونية مفاده أن العلمانية هي :

a doctrine that rejects religion and religious considerations[/quote]

أي المبدأ السياسي أو الاعتقادي الذي يرفض الدين والاهتمامات الدينية .
وكنا قد تحدينا أن يؤتى من المصادر المعتمدة بما يدلل على أن العلمانية كذلك فجاءنا سيادته بهذا النص ونسبه إلى الموقع :


http://www.wordreference.com/definition/secularism

المفارقة في الموضوع أن المكفرة لم تنتبه أن استدلالها هذا باطل، لأنه تماما مثل استدلال مكفر للعلمانية بتعريف مكفر لها ، فهذا التعريف يا سادة خاطئ وتدليسي جاء في موقع تبشيري لا يقل تكفيرية عن المكفرة العرب يضيف هذا الموقع تحت عنوان :

"THE FOUR SPIRITUAL LAWS
القوانين الروحية الأربعة ، يضيف في قانونه الثاني ما نصه[/color] :
اقتباس:Man is SINFUL and SEPARATED from God. Therefore, he cannot know and experience God's love and plan for his life.

وهذا يا سادة معناه بنصه : "الانسان شرير وبعيد عن الله، لذلك فإنه لا يستطيع أن يعرف ويجرب حب الله والطريق التي رسمها الله لحياته "
كأنني تماما أمام مكفر جديد على نفس المنهج وتريدنا المكفرة أن أقر لها بأن هذا التعريف للعلمانية هو تعريف من مصدر معتمد ومحترم ولا تدليسي ، لا بأس أما نحن فنأتي بتعريفات المصادر المعتمدة والتي تلتزم الامانة العلمية و نتفق معها وتعبر فعلا عن الحركة العلمانية وبلسان
رموزها التاريخيين لا بلسان الانجيلية الجديدة :


اقتباس:seularism the belife that religious influence should be
restricted, and in practicular that education, morality, the stat etc. Should be independent of religion .
Webster dictionary

هذا يعني من قاموس وبستر : العلمانية هي الاعتقاد بأن النفوذ الديني يجب أن يقيد، وفي التطبيق التربية والتعليم والدولة ....الخ يجب أن تكون مستقلة عن الدين.

أما أول استخدام اصطلاحي لكلمة
:

اقتباس:a form of opinion which concerns itself only with questions, the issues of which can be tested by the experience of this life

وهذا يعني : نموذج من الرأي يشغل نفسه بالاسئلة فقط ، المسائل التي يمكن قياسها بالخبرة من هذه الحياة. ثم يضيف

اقتباس:: Secularism is that which seeks the development of the physical, moral, and intellectual nature of man to the highest possible point, as the immediate duty of life

العلمانية هي تلك التي تنشد تطوير الطبيعة الفيزيائية والاخلاقية والفكرية للانسان لأعلى مستوى ممكن ، كمهمة مباشرة للحياة.
وبعد فالعلمانية هي ضد الكهنوتية وتتعرف بأنها كذلك فكلمة
أي الدنيا أو العالم وتحاول أن تبني الدولة على أساس المعرفة الدنيوية بعيدا عن المعتقدات الدينية التي إطارها الاعتقاد و العبادة ، والنسبة العربية على عكس ما يشاع صحيحة تماما لأنها نسبة إلى العالم بفتح العين فتكون النسبة العالمانية أو العلمانية بحذف الألف بعد العين وفتحها .
كيف يصف قاموس وبيستر الفلسفة الانسانية النزعة التي ظهرت في مطلع عصر النهضة وانتجت العلمانية حتى نفهم تماما من أين جاء المصطلح وما يعنيه :[/color]
اقتباس:Secular humanism: belief in rational man as a source of his own salvation and a rejection of the supernatural
.

الفلسفة الدنيوية انسانية النزعة : الايمان بالانسان العاقل كمصدر لخلاصه ورفض الظواهر الخارقة للطبيعة.

إنها النزعة التي أسست لفهم التاريخ والانسان والمجتمع على أسس الواقع ، وتحديدا للعقلانية الانسانية في الخلاص بكل ما يعنيه الخلاص حتى في الجانب الديني ويأتي هذا متوافقا مع حركة الاصلاح الديني التي انتشرت في أوربا إبان العصور الوسطى ، لقد ارتبطت النهضة الأوربية ارتباطا وثيقا بهذه النزعة التي حررت العقل الانساني من سلطة الكهنوت الديني.
هذا لا يعني بحال أبدا رفض الدين بل رفض الكهانة في الدين ، إنه يعني إطلاق طاقات وحرية العقل الشرط الضروري ليس فقط لوقف الدم النازف باسم العقيدة بل كذلك وذلك مهم ايضا إعادة وعي النصوص وانتاجها دلاليا بما ينسجم والطبيعة التاريخية والروحية للانسان.
لقد انجز فلاسفة أوربا الأنوار المهمة التي بدأتها النزعة الانسانية وارساء قواعد الدولة المدنية العلمانية وانهاء سلطة الكهنوت على المجتمع ، انجزوا تلك المهمة عندما أعادوا وعي الدين بتنقيته مما علق فيه وفهمه موضوعيا في اضواء العقل الانساني المستنير ، كان ديكارت يقول واصفا جوهر عمله الفلسفي: إنما أحاول انقاذ اسس الايمان المسيحي .
ذات المهمة كان جان جاك روسو مشغولا بتحقيقها روسو الذي كان مهموما بتعريف روح الأمة في قوانينه لم يتجاهل الدين بل كان يعتبر أن مهمة الحرية مهمة جدا لتحرير الدين من القيود الكهنوتية والعودة إلى النظام الطبيعي بغض النظر عن الرأي بهذه النظرة المثالية فإنها أيضا تأتي منسجمة مع روح النهضة والنزوع الانساني والعلمانية .
لم يكن الحال شرقا بأفضل مما كان غربا ولنضرب صفحا إلى حين عن هذا التزيف الخطير لوعي أمتنا بتاريخها بحيث تصور العصور الوسطى عندنا وكأنها كانت جنات نعيم العقل والحرية ولنركز على خاصة تراثية يعلمها القاصي والداني أن كل فرقة من فرق الأمة كفرت الفرق الأخرى وعملت على افنائها حتى اكثرها إحتكاما للعقل وكل واحدة دفعت بأنها هي وهي دون العالمين جميعا التي تملك العقيدة الصحيحة وطريق النجاة.
على أن حرية الاعتقاد مما خلص إليه التاريخ الانساني وكفلته وثية حقوق الانسان والدساتير العلمانية كفلته كمعتقد ديني لا كمعتقد سياسي بطبيعة الحال، وهنا يكمن الخلط المتعمد الذي تحاول العقائدية السياسية المرور عبره إلى السياسة .
لنسأل أولا ما معنى أن أكون عقائدي سياسيا ؟
العقائدية السياسية تنبني أساسا على موقف اعتقادي مسبق لا يحتمل الرفض موقف اعتقادي لا يقبل منطق التعايش والاختلاف موقف اعتقادي يعتقد باحتكار الحقيقة وحق فرضها، وهذا لا يقتصر على العقائدية السياسية الدينية كتيار المكفرة بل ينسحب كذلك على العقائدية السياسية الوضعية كالفاشية والشيوعية، وإذا كانت العلمانية مطلوبة في البنية الدستورية لمنع العقائدية السياسية الدينية فإن المبادئ الانسانية لحقوق الانسان بعامة مطلوبة لمنع العقائدية السياسية الوضعية كذلك ، لقد خلصت التجربة التاريخية الانسانية سياسيا إلى ضرورة التمسك ب والدفاع عن تلك المبادئ التي تتلخص بخطوطها العامة بحرية الانسان وضمان حقوقه الاساسية التي تجمع كل العقائد السياسية وضعية وغير وضعية على انتهاكها .
التاريخ الانساني مليء بالتجارب ولدى كل شعوب الارض بدون استثناء حيث عملت العقيدة السياسية دائما على إقامة نظم (توتاليتارية) شمولية قمعية ، تميزت أول ما تميزت بالاجهاض الذاتي للاختلاف وازدراء الفردية ، إن النظام الشمولي الذي تنتجه العقائدية السياسية ربما يكون قادرا في بدايته على اعطاء دفعة بالقوة للمجتمع لكنه سرعان ما يتحول قيدا عليه ويتلخص بعد ذلك في شكل وظيفي لعبادة النظام ذاته وممارساته البوليسية القمعية لاعدام أي شكل من اشكال التغير فيصاب بالجمود والشلل حتى يؤدي أخيرا لانهيار كارثي مفاجئ كما حصل مثلا للدول التاريخية الاسلامية وآخرها الدولة العثمانية وكذلك الدول العقائدية الوضعية كالاتحاد السوفيتي .
بينما يمد البديل اللاعقائدي سياسيا النظام بالمرونة والقدرة على التغير والاستجابة الطبيعية الدائمة للجدل الاجتماعي السياسي بل وادامة هذا الجدل الدافع إلى التطور ، إن هذا البديل العلماني الذي يحترم دستوريا في نفس الوقت الحرية الانسانية والتعددية السياسية يبطل جدلية الدم والتغير بمنطق الغلبة والقوة لحساب التغير السياسي السلس بالوسائل الديموقراطية ، وبينما تتحول الرؤية السياسية العقائدية إلى قوالب فكرية جامدة تقدس في شكلها أكثر من مضمونها فإن البديل العلماني الديموقراطي تتفكك فيه الرؤى السياسية وتتركب جدليا دون أن تشكل قيدا موضوعيا على التطور وهكذا رأينا بعد أزمة الكساد العظيم (1926-1933) كيف تمكن هذا النظام من تجاوز إشكاليته عندما تخلى عن رؤيته الكلاسيكية للرأسمالية واستعادة الدولة فيه دورها المركزي في توجيه الاقتصاد ومن مبدأ اللا تدخل في حرية الاقتصاد وآلية السوق إلى أن أصبحت الدولة تسيطر على نصف الدخل القومي وتعيد توزيعه، وفيما فشلت الاشتراكية العقائدية نجحت الاشتراكية الديموقراطية في أوربا عندما صاغت ما هو اليوم ارقى اشكال النظم السيواجتماعية.
إن أي محاولة للوصول إلى حل وسط مع العقائدية السياسية هو بحق مشاركة لها في فعل إجرامي ضد المجتمع ولا بديل إطلاقا عن تأسيس البنية الدستورية على أساس من رفضها أي العقائدية السياسية بكل اشكالها ، وغير هذا معناه أن نظل ندور في فلك الدم وتظل عقائد القوة والفرض تكبل طاقاتنا وعقولنا .
آخر قولي
الدين لله والوطن للجميع وخلق الانسان حرا.



بين العلمانية والمكفرة - الطوفان الأخضر - 04-18-2006

اقتباس:  عمر أبو رصاع   كتب/كتبت  
مررت بمقال كتبه أحد اعضاء الجماعات التكفيرية دفاعا عن المنهج الذي يؤمن بصحته ويذود عنه، منهج العقائدية السياسية الاسلامية]

هدف المقال هو الدفاع عن العلمانية، وهذا حق لمن يؤمن بها، ولكن ليس من حقه كي يبرر العلمانية أن تتهم الإسلام بما ليس فيه.
تقزيم العقائدية السياسية الإسلامية في الجماعات التكفيرية خطأ، وهي سميَّت تكفيرية لتمييزها عن غيرها، إذن هناك غيرها:) ، وتقزيم الإسلام بالفكر الوهابي خطأ أيضا،لأنه يقود إلى توقع اقتتال واقع لا محالة بين المسلمين، وهذا ما لايمكن الجزم به

اقرأ:

اقتباس:  
توصيات البيان الصادر عن المؤتمر الإسلامي الدولي الذي عقد في عمان بالأردن في يوليو 2005 م بشان احترام المذاهب الإسلامية المعروفة وعدم تكفير اتباعها

أ - إن كل من يتبع أحد المذاهب الأربعة من اهل السنة والجماعة (الحنفي ، والمالكي ، والشافعي ، والحنبلي) والمذهبين الشيعيين (الجعفري والزيدي)، والمذهب الأباضي ، والمذهب الظاهري ، فهو مسلم ، ولا يجوز تكفيره ، ويحرم دمه وعرضه وماله ، وأيضا لايجوز تكفير أصحاب العقيدة الأشعرية ، ومن يمارس التصوف الحقيقي، وكذلك لا يجوز تكفير أصحاب الفكر السلفي الصحيح . كما لا يجوز تكفيلا أي فئة أخرى من المسلمين تؤمن بالله سبحانه وتعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم وأركان الإيمان وتحترم أركان الإسلام ولا تنكر معلوما من الدين بالضرورة

ب - إن ما يجمع بين المذاهب أكثر بكثير مما بينها من الاختلاف ، فاصحاب المذاهب الثمانية متفقون على المبادئ الأساسية في الإسلام فكلهم يؤمنون بالله سبحانه وتعالى واحدا أحدا وبأن القرآن الكريم كلام الله المنزل وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام نبيا ورسولا للبشرية كافة ، وكلهم متفقون على أركان الإسلام الخمسة والشهادتين والصلاة والزكاة وصوم رمضان وحج البيت وعلى أركان الإيمان الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره وغختلاف العلماء من أصحاب المذاهب هو اختلاف في الفروع وليس الأصول وهو رحمة وقديما قيل أن اختلاف العلماء في الرأي امر جيد

والتسامح مع المسيحي واليهودي خير دليل عليه ما ترك مسلمو ويهود الأندلس خلفهم، وما لازال يملكه مسيحيو ويهود الشرق الآن(f)، دافع عن منهجك، ولكن لا تفعل ذلك بمحاولة الانتقاص من الآخرين، هذه منهجية تكفيرية علمانية :)


بين العلمانية والمكفرة - عمر أبو رصاع - 04-18-2006

[QUOTE]هدف المقال هو الدفاع عن العلمانية، وهذا حق لمن يؤمن بها، ولكن ليس من حقه كي يبرر العلمانية أن تتهم الإسلام بما ليس فيه.

أنا لم أتهم الإسلام ولم أتكلم إطلاقا عن الإسلام هذا غير صحيح أنا اتهمت الجماعات التكفيرية التي تسمي نفسها إسلامية والإسلام منها براء لا علاقة له بما تفعله هذه الجماعات التكفيرية فلا تخلط الأمور ، أعطني جملة واحدة في المقال تتهم الإسلام بأي شيء وعندها لكل حادث حديث.

[QUOTE]تقزيم العقائدية السياسية الإسلامية في الجماعات التكفيرية خطأ

الإسلام دين وليس عقيدة سياسية وكل دين هو دين وليس بعقيدة سياسية هناك جماعات لها مصالح عضوية في الجسم الاجتماعي تسعى حثيثا لتوظيف الدين في خدمة أغراضها وهي إذ تفعل تصف رؤيتها بأنها الرؤية الإسلامية وهذا له معنى واضح واحد صريح أن أي رؤية مخالفة معناها الكفر ، ولذلك وبوضوح منهجي كل جماعة سياسية تزعم أنها تتبع منهج الدين الصحيح هي جماعة تكفيرية لكونها كذلك.

إن عالم السياسة يا عزيزي عالم نسبي ؛ عالم لا مجال فيه لأن يتكلم أحد بإسم العقيدة أي عقيدة ؛ لأن احتكار الحديث باسم عقيدة ما هو إلا إخراج للخصم من دائرتها ، وهذا هو مؤدى وصفي لتلك الجماعات بالجماعات التكفيرية وبالمناسبة على رأسها الجماعة التي تسمي نفسها الإخوان المسلمين .

أما ما أوردته من وثائق فهو مع تقديري لا يعنيني ، بصفتي لست إلها لأحدد من هو الكافر ومن هو المؤمن ، أنا أعرف قاعدة واحدة أتمسك بها كل إنسان حر بشأن اعتقاده وتنظيمه لعلاقته مع ربه آمن أو لم يؤمن وإن آمن وفق أي منهج آمن؟ كلها أمور اعتقادية يحدد هو من خلالها علاقته مع خالقه ويتحمل أمامه مسؤوليتها ، نحن كبشر ليس لنا أي حق في التدخل في هذه العلاقة وفرض الوصاية على عقول الناس ومعتقداتهم .



حقا إنها مهزلة أن يجلس نفر من الناس ولو كانوا كل البشر إلا واحدا يتدارسوا ما هي المعتقدات التي يجوز أو لا يجوز وصفها بالكفر .


بين العلمانية والمكفرة - الطوفان الأخضر - 04-18-2006

اقتباس:  عمر أبو رصاع   كتب/كتبت  
الإسلام دين وليس عقيدة سياسية وكل دين هو دين وليس بعقيدة سياسية هناك جماعات لها مصالح عضوية في الجسم الاجتماعي تسعى حثيثا لتوظيف الدين في خدمة أغراضها وهي إذ تفعل تصف رؤيتها بأنها الرؤية الإسلامية وهذا له معنى واضح واحد صريح أن أي رؤية مخالفة معناها الكفر ، ولذلك وبوضوح منهجي كل جماعة سياسية تزعم أنها تتبع منهج الدين الصحيح هي جماعة تكفيرية لكونها كذلك.

هذا الحكم القطعي ليس صحيحا، هذه تكفيرية علمانية:) ، ما هو مصدر المعلومة التي تقول أن من يطرح رؤية إسلامية يرمي غيره بالكفر؟ أريد مصدر هذه المعلومة، ولكن رجاء ابتعد عن الفكر الوهابي وتوابعه:)
ماذا يحدث إن كانت هناك جماعتان إسلاميتان تطرحان رؤيتان سياسيتان مختلفتان؟ أتكون كل منهما ترمي غيرها بالكفر؟ لا وهناك أمثلة كثيرة
هناك رسالة يجب أن تصل للكرة الأرضية بمجملها كما يبدو، ليس من أحد يحدد ما هو الإسلام إلا المسلمين، والمسلمون لا يرون الإسلام دينا فقط، بل هو مشروع متكامل، ديني سياسي اقتصادي اجتماعي،ونحن دون غيرنا المعنيون بتصنيف الإسلام، وبتوظيفه.
حجتك ساقطة لأننا لا نعترف بها، ونرفض التعامل معها، أتريد أن تفنِّدَ بالمنطق، ما نعتبره نحن أوامر ربَّانية مقدَّسة؟ بعقلانية شديدة أكتب وأطلب منك أن تُعمِلَ عقلك لتعرف استحالة ذلك، فأنت كمن يريد اقتناص الشمس برمية سهم، لن يصبح الإسلام مسيحية أخرى ما بقي على الأرض مسلمين.
كيف يأتي من ينادي بالعلمانية ليحدد لي وأنا مسلم الأطر التي يجب أن أتعامل خلالها مع ديني؟ محاولة العلماني أقناع المسلم بان دينه هو للتعبد هو كمحاولة أقناع البشر بوجود العنقاء.


بين العلمانية والمكفرة - عمر أبو رصاع - 04-18-2006

اقتباس:ما هو مصدر المعلومة التي تقول أن من يطرح رؤية إسلامية يرمي غيره بالكفر؟ أريد مصدر هذه المعلومة، ولكن رجاء ابتعد عن الفكر الوهابي وتوابعه

الظاهرأن منهجك يقوم على دعامتين تفقدانه القابلية للنقاش :
الأولى أنك تعمد لإنطاق ما نقول غير ما ينطق في المرة الأولى تقولنا على الإسلام وننكر عليك ذلك فلا تعود عليه لا بشرح ولا ببيان وفي الثانية ها أنت تقولنا أننا نقول من يطرح رؤية إسلامية يرمي غيره بالكفر وهو أمر أيضا لم نقله ، يا عزيزي حاول أن تكون واضح مع نفسك وفي طرحك ونقدك على السواء وقل ما تريد أن تصل إليه مباشرة دون أن تحاول لي عنق خطابنا لتجعله مدخلا لإدانة ما نقول.
أما الثانية : فهي أنك تناقش بطريقة سفسطائية أنت لم ترد على أي مما طرحناه في نقاشنا لتعليقك الأول وإنما انتقلت مباشرة لهجوم جديد على الخطاب نفسه !!!!
هل دخلت لتناقشني فيما أقول أم لتحقق نصرا علي ؟
إن جئت لتحقق نصرا فوفر وقتك ووقتي ووقت القراء وإعتبر نفسك إنتصرت أنا لم أحضر هنا لحوار عراك وإنما لجدل يستفيد منه الجميع ويربح فيه الجميع.


اقتباس:ماذا يحدث إن كانت هناك جماعتان إسلاميتان تطرحان رؤيتان سياسيتان مختلفتان؟ أتكون كل منهما ترمي غيرها بالكفر؟



نعم بالفعل هو كذلك تماما وتاريخ تناحر الفرق التكفيري أكبر دليل على ذلك ، إقرأ كتب الفرق لتعرف الجواب على سؤالك كل فرقة منها كفرت البقية وتوهمت في نفسها النجاة.



اقتباس:نحن دون غيرنا المعنيون بتصنيف الإسلام، وبتوظيفه.حجتك ساقطة لأننا لا نعترف بها ...... كيف يأتي من ينادي بالعلمانية ليحدد لي وأنا مسلم الأطر التي يجب أن أتعامل خلالها مع ديني؟

وهل جئنا نحن من الفضاء ، لاحظ يا سيدي كيف ألقيت بي خارج الإسلام ، عن أي حوار نتحدث إذن تكفرني وتريد حواراً؟
أترى أنكم خطر على الوجود البشري أم لا؟
لا حول ولا قوة إلا بالله