حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
الوجه الآخر... للصرماية - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: الوجه الآخر... للصرماية (/showthread.php?tid=1913) |
الوجه الآخر... للصرماية - noooneh - 12-20-2008 طوال الأيام الثلاثة الماضية، سادت الأجواء بشكلٍ عامٍّ ضجّة شعبيّة وإعلامية عربيّةٌ لم يسبق لها مثيل بشأن "صرماية" الصحفي (مرتضى الزيدي) أم الأربعة وأربعين التي ألقاها في وجه الرئيس الأمريكي السابق "جورج بوش الابن"... ضجّة لم أشهد لها مثيلاً طوال حياتي القصيرة للغاية بما في ذلك ضجّة عدوان الحادي عشر من سبتمبر 2001... يبدو أنّ العزيز (مرتضى) يوشك الآن على أن يفتتح "نادي المعجبين الأكبر" في الشرق الأوسط، ولربّما يرشّح نفسه رئيساً قادماً للعراق بعدئذٍ... وأنا واثقٌ أنّه سيكون قادراً على تمويل أكبر حملةٍ انتخابيّةٍ في التاريخ إذا كانت صرمايته – حجر الأساس كبداية – وصلت إلى عشرة ملايين دولار على ذمّة الرواي. في جلسةٍ احتفاليّة صغيرةٍ بدأت بالرقص وبنخب عيد ميلادها، كانت صديقتي التشيكوسلوفاكية "إيرينا" جالسةً معنا تقلّب باحثةً في قنواتِ الأغاني. و"إيرينا" بالمناسبة لا تتعاطى السّياسة عادةً ولا تكادُ تعرف تقريباً من هو (جورج بوش) أساساً لولا رحمة ربّي ووجود الإنترنت، لكنّها – بمحض الصدفة – كانت تشاهد معي محطّة "البي بي سي" حين لمحت أنّ الشاب (مرتضى) رمى الصرماية "بالفردتين" على (جورج) وقادني هذا في محادثةٍ تثير الأعصاب بيني وبينها. وفي حين كانت "إيرينا" تصرّ على أنّ هذا تصرّف همجيّ بدائيّ من حيث التقييم الأخلاقي، وأنّ المخزون الثقافي والأخلاقي للمجتمع يوضع على المحكّ في أغلب الأحيان بتقييم التصرّفات والأخلاقيات الفرديّة لكنّه دائماً وأبداً يوضع على المحكّ بتقييم المجتمع من حيث التصرفات وردود الأفعال، وأنّ "رمي الصرماية" ليس أمراً يحسن تشجيعه جماهيرياً، إلا أنّني حاولتُ وبشدّة أن أقنعها بأنّ الأمور يجب أن تبحث بالمفهوم الخاصّ لا العام. وأنّ هناك تفاصيل قد تغيّر من الحدث... وكان أن انضمّ لنا "كيفن". "كيفن" هو صديق "إيرينا" الحميم، جاءَ معها في مهمّة تصويريّة وثائقيّة لإنتاج فيلم عن تاريخ اليهود في مدينة حلب، وهو إنكليزيّ الأصل... عبّر عن تأييده لكلامي وأكّد لي أنّه في أنكلترا مثلاً كان رمي القفّاز على وجه الفارس يعني الدعوةَ للنـزال، ولكنّني أخبرتُهُ أنّه لا يوجد معنى أخلاقي لرمي "الصرماية" سوى "الصرماية نفسها"، فنحنُ كنّا وسنبقى أصحاب منظومة فكريّة تتبنّى الصرماية بشدّة، حيث يرسب الطلاب "بالصرماية" وتفشل المشاريع "بالصرماية" وتسيّر المعاملات "بالصرماية" ويطبّق القانون "بالصرماية"... وهكذا عدنا إلى نقطة البداية، وعدتُ أشرح ما أودّ شرحه، حين بدأ "جايسن" بالكلام. "جايسن" المصوّر الأمريكي القاطن في فندق "شيراتون حلب" - والذي انضمّ إلينا من باب الاحتفال - طلب منّا أن نسمّي الأشياء بمسمّياتها، فهذا الذي تعرّض للإهانة هو مواطنٌ أمريكي، وقد أهينَ بصفته الاعتبارية أو حتّى الشخصيّة... وبالتالي فهو اعتداءٌ بمنتهى البساطة ولا يبرّره سوء فهم (مرتضى الزيدي) للطريقة التي تجري بها الأمور... وأضاف: "العرب يعيشونَ في عالمٍ ثالثٍ يحكمه الرئيس من بابه إلى محرابه، لذا فهم يظنّون أنّ الأمور في الولايات تجري بنفس الطريقة. الرئيس ليس هو صاحب القرار في إعلان الحرب ولو كان سواه على كرسي الحكم لصدر القرار ذاته، وإذا كان العرب يعتبرون الرئيس الأمريكي كأيّ رئيسٍ عربيّ هو صاحب القول الفصل في كلّ قرار فهذه مشكلتهم، ولسنا مسؤولين عن تصحيح أو تبرير سوء فهمهم" "أوس" طالب فلسطيني في كلّية الآداب بدمشق، وهو بالتأكيد من المدافعين عن حق الشعوب في النضال لذا فقد شرح لـ"إيرينا" أنّ رمي الصرماية بهذه الطريقة ما هو إلا ردّ فعل من (مرتضى) تجاه العدوان الأمريكيّ الغاشم... طبعاً لم تنتهِ الأمور عند هذا الحدّ، لأنّ "إيرينا" – لسوء حظّنا – متخصصةٌ في الفلسفة، لذا فقد أكّدت وجهة نظرها في أنّ تبرير تصرّف المقهور والمظلوم تحت وطأة ظروفٍ معيّنة قد يمنحُه التبرير لكنّه لا يمنحه صفة العقلانيّة، فنحن نعلم تماماً أنّ تصرّفات المظلوم والقهور والمشحون عاطفياً هي (بالتعريف غير عقلانيّة) وغير قابلة للحساب منطقياً... وأنّ تصرّف (مرتضى) في ظلّ ظروفٍ كهذه قد يمكن اعتباره "معذوراً" بل وحتّى "غير مستوجبٍ للعقاب" لكنّه بالتأكيد لا يرقى لمستوى أن يكتسب صفة "الصحيح" بل "القدوة" ومن ثمّ أن يستحقّ هذا "التهليل الجماهيري"... وإلا فلنسحب الصرامي على بعضٍ وننهِ المسألة. كنت أنتظر أن يدلي "فادي" برأيه وهو العراقيّ الوحيد في هذه الجلسة، وإن كنتُ أتوقّع أن تطغى "عراقيّته" على "ليبراليّته" المعهودة... و ما لبثَ أن أقرّ أنّ قيمة هذا التصرّف لا تنبع من ذكائه أو فعاليته أو تأثيره، بل تنبع من فراغنا السياسي والاجتماعي الذي – مقارنةً معه – كان هذا الحدث جديراً بأن يملأ صفحات الصحف وشاشات الفضائيّات طوال أيامٍ متتالية... في حين يراهُ هو حدثاً عادياً جداً جداً ولربّما حدث في عدّة مساحاتٍ زمانيّةٍ ومكانيّةٍ من هذا العالم... وأضاف أنّ هذا التصرّف قد يكون قد حقّق مصلحةً شخصيّة للزيدي (وستبدي لنا الأيّام ما كان خافياً) وقد يكون فرّغ شحنةً نفسيّةً كانت تستعر في داخله، ولربّما حقّق بعض المصالح للقنوات الفضائيّة التي أتتها "مادة دسمة من السماء" بل وحتّى خلق بعض التبريرات والتعزيز المعنوي للحكومة الأمريكية ونقطةَ انطلاقٍ لاستثارة الرأي العام مجدداً... لكن ماذا منحت هذه الحادثة العراق سوى المصائب القادمة والضغط المتزايد؟ بعض الروح المعنويّة؟ بعض الدعم النفسي للعرب؟ أولاً من قال إن العراق في حالةِ حربٍ عسكريّةٍ أساساً وأنّه يحتاج الدعم المعنوي ضدّ جبهةٍ معادية؟ وحتّى في هذه الحالة – على سيرة الحرب العسكريّة - آخر من دعم العرب معنويّاً بمثل هذه الكثافة وهذه الروح القويّة كان يدعى (محمّد سعيد الصحّاف) أيّام الوعد يا كمّون. في الحقيقة لم أدلِ برأيي بعد، إنّما رحتُ أستطلع الغرفة حيثُ تجلس أمامي تشيكيّة، وإنكليزي وأمريكي وفلسطيني وعراقي وأنا سادسهم "العربيّ السوريّ"، ومن الغريب أنّ آراءنا الستّة كانت إلى حدٍّ ما منطقيّة، وأنّها جميعها لم تظهر أبداً، واختفت أصواتنا مقابل صوتٍ واحد شعبيٍّ بامتياز، وظهر وجهٌ واحدٌ فقط لهذه الصرماية وهو الدعم اللامحدود واللامتناهي الذي نالته (والذي أشعر أنّنا غداً سنبزقه دماً)... أحيي (الزيدي) صاحب هذه الحملة الإعلاميّة الضخمة التي اشتغلت عليهِ وعلينا... وأعتذر عن إبداءِ رأيي الشخصي إذ – بيني وبينكم - لم أعد أرى الموضوعَ بهذه الأهميّة. الوجه الآخر... للصرماية - تمارة - 12-20-2008 نعم صدقت Nooneh الموضوع أخذ الكثير من الأهمية العرب يبحثون دائما عن الفارس الذي يدافع عنهم...و هم يتفرجون و ها هو فارس هذه الأيام المغوار رامي الجزم هنيئا لنا الوجه الآخر... للصرماية - بهجت - 12-20-2008 الزميل نونا . تحية طيبة . موضوع الحذاء تافه بالفعل و الإهتمام المبالغ به يعبر عن خواء فكري بلا قرار ، و لكن ما استرعى انتباهي في مداخلتك ملاحظة .. (ومن الغريب أنّ آراءنا الستّة كانت إلى حدٍّ ما منطقيّة، وأنّها جميعها لم تظهر أبداً، واختفت أصواتنا مقابل صوتٍ واحد شعبيٍّ بامتياز) ، هذه الملاحظة تعبر بدقة عن ظاهرة منتشرة في العالم العربي ،و هي ظاهرة conformity ، أو محاولة التوافق مع الأغلبية الغوغائية ، خوفا من قائمة الإتهامات الجاهزة دوما للمخالف ، من عينة خائن و كافر و عميل و زحفطون و مارينز ..... الخ ، فنجد ان آراء الأفراد في الأماكن المغلقة تختلف عن آرائهم في العلن بين الجماهير ، لن أعيد طرح رأيي في الموضوع ، لنفس السبب الذي طرحه زميلنا نونا ، هذا موضوع تافه و لم أهتم به وقت وقوعه ، و لكن ما استرعى إهتمامي هو إهتمام الناس و الإعلام به ، فقط أحب أن أقول أن العرب يقللون جدا من مكانتهم ، و يرون أنفسهم دون وضعهم الحقيقي بكثير ، أن يكرس العرب إهتمامهم في فردة حذاء ،أو خطف جندي إسرائيلي هنا و هناك ، أو كاريكاتير تافه يرسمه دانيماركي ، أو خطاب حماسي أجوف لحسن نصر الله ، أو تتركز مقاومتهم في تفجيرات ضد الشيعة في العراق ، أو حديث أهبل يلقيه معتوه مثل أسامه بن لادن ، أو فتوى لمخرف سعودي ، يعني أن هناك خلل ما في الثقافة السائدة ،و أن الغوغائية تكتسح أي موقف عقلاني ، حتى الصحفي يعتذر عن تصرفه الأهوج و لكن العرب يظلون يرونه المهدي المنتظر ، حاملآ حذاء مقاس 43 بديلا عن السيف عديم الجدوى . الوجه الآخر... للصرماية - قطقط - 12-20-2008 Array الزميل نونا . تحية طيبة . موضوع الحذاء تافه بالفعل و الإهتمام المبالغ به يعبر عن خواء فكري بلا قرار ، و لكن ما استرعى انتباهي في مداخلتك ملاحظة .. (ومن الغريب أنّ آراءنا الستّة كانت إلى حدٍّ ما منطقيّة، وأنّها جميعها لم تظهر أبداً، واختفت أصواتنا مقابل صوتٍ واحد شعبيٍّ بامتياز) ، هذه الملاحظة تعبر بدقة عن ظاهرة منتشرة في العالم العربي ،و هي ظاهرة conformity ، أو محاولة التوافق مع الأغلبية الغوغائية ، خوفا من قائمة الإتهامات الجاهزة دوما للمخالف ، من عينة خائن و كافر و عميل و زحفطون و مارينز ..... الخ ، فنجد ان آراء الأفراد في الأماكن المغلقة تختلف عن آرائهم في العلن بين الجماهير ، لن أعيد طرح رأيي في الموضوع ، لنفس السبب الذي طرحه زميلنا نونا ، هذا موضوع تافه و لم أهتم به وقت وقوعه ، و لكن ما استرعى إهتمامي هو إهتمام الناس و الإعلام به ، فقط أحب أن أقول أن العرب يقللون جدا من مكانتهم ، و يرون أنفسهم دون وضعهم الحقيقي بكثير ، أن يكرس العرب إهتمامهم في فردة حذاء ،أو خطف جندي إسرائيلي هنا و هناك ، أو كاريكاتير تافه يرسمه دانيماركي ، أو خطاب حماسي أجوف لحسن نصر الله ، أو تتركز مقاومتهم في تفجيرات ضد الشيعة في العراق ، أو حديث أهبل يلقيه معتوه مثل أسامه بن لادن ، أو فتوى لمخرف سعودي ، يعني أن هناك خلل ما في الثقافة السائدة ،و أن الغوغائية تكتسح أي موقف عقلاني ، حتى الصحفي يعتذر عن تصرفه الأهوج و لكن العرب يظلون يرونه المهدي المنتظر ، حاملآ حذاء مقاس 43 بديلا عن السيف عديم الجدوى . [/quote] كلام جميل .. كلام معقول .. ماأقدرش أقول حاجة عنه (f) بس مش شايف إنهم بيفرضوا قوانينهم على الغرب ، واحد فى هولندا محامى مش بيقف للقاضى عشان ديانته تمنعه من كده ، والست فى أمريكا تهين حرس المحكمة ولا تنفذ الحكم ، وبيمنعوا الناس من نقد الإسلام فى الغرب ، وملايين من المسلمين وصلوا الغرب وهيوصل أكتر لغزو الغرب والسيطرة عليه الوجه الآخر... للصرماية - noooneh - 12-22-2008 أعتقد أن الموضوع يحمل منفعة شخصية لاحقة لهذا الرجل.... حتى لو حكم عليه بالسجن فترة فقد تحوّل من "نكرة" إى شخصية شعبية جماهيرية وقد يناطح لاحقاً على منصب رئيس العراق استر ياللي بتستر الوجه الآخر... للصرماية - NADYA - 12-23-2008 Array [ طبعاً لم تنتهِ الأمور عند هذا الحدّ، لأنّ "إيرينا" – لسوء حظّنا – متخصصةٌ في الفلسفة، لذا فقد أكّدت وجهة نظرها في أنّ تبرير تصرّف المقهور والمظلوم تحت وطأة ظروفٍ معيّنة قد يمنحُه التبرير لكنّه لا يمنحه صفة العقلانيّة، فنحن نعلم تماماً أنّ تصرّفات المظلوم والقهور والمشحون عاطفياً هي (بالتعريف غير عقلانيّة) وغير قابلة للحساب منطقياً... وأنّ تصرّف (مرتضى) في ظلّ ظروفٍ كهذه قد يمكن اعتباره "معذوراً" بل وحتّى "غير مستوجبٍ للعقاب" لكنّه بالتأكيد لا يرقى لمستوى أن يكتسب صفة "الصحيح" بل "القدوة" ومن ثمّ أن يستحقّ هذا "التهليل الجماهيري"... وإلا فلنسحب الصرامي على بعضٍ وننهِ المسألة. size][/font][/b] [/quote] يعني هو مضلوم والله "إيرينا" دي تنفع الدافع:icon_lol: عن منتظر ولا مرتظى ومن مرتظى هذا تحية لشعب تشيكوسلفاكيا(f) لا أدري لماذا تذكرت هذه الأبيات من قصيدة هذي بلاد............ لم تعد كبلادي لفاروق جويدة (f) قد عشت أسأل أين وجه بلادي؟؟ أين النخيل ؟ وأين دفء الوادي؟ لاشيء يبدو في السماء أمامنا غير الظلام وصورة الجلاد هو لا يغيب عن العيون كأنه قدر كيوم البعث والميلاد قد كان آخر ما لمحت على المدى و النبض يخبو صورة الجلاد قد كان يضحك والعصابة حوله وعلى امتداد النهر يبكي الوادي وصرخت..... والكلمات تهرب من فمي هذي بلادُ............ لم تعد كبلادي !!! يا لهوان ما وصلنا إليه أهذا يشفينا !! أم ماذا? الفرح كان أمر عادي تخيل فرحة لا يتجاوز مدتها دقيقة وحزن عشعش في صدورنا مدته سنين وسنين إنها فقط حركة ضد المعتاد ومرت وذهب بوش لبيته الأبيض و منتظر في السجن و الصحافة والتلفزيون سكتت و الشعوب العربية سكتت والمياه عادت لمجاريها وكل حي راح لحال سبيله وخلاص والسلام الوجه الآخر... للصرماية - تموز المديني - 12-23-2008 Arrayطوال الأيام الثلاثة الماضية، سادت الأجواء بشكلٍ عامٍّ ضجّة شعبيّة وإعلامية عربيّةٌ لم يسبق لها مثيل بشأن "صرماية" الصحفي (مرتضى الزيدي) أم الأربعة وأربعين التي ألقاها في وجه الرئيس الأمريكي السابق "جورج بوش الابن"... ضجّة لم أشهد لها مثيلاً طوال حياتي القصيرة للغاية بما في ذلك ضجّة عدوان الحادي عشر من سبتمبر 2001... يبدو أنّ العزيز (مرتضى) يوشك الآن على أن يفتتح "نادي المعجبين الأكبر" في الشرق الأوسط، ولربّما يرشّح نفسه رئيساً قادماً للعراق بعدئذٍ... وأنا واثقٌ أنّه سيكون قادراً على تمويل أكبر حملةٍ انتخابيّةٍ في التاريخ إذا كانت صرمايته – حجر الأساس كبداية – وصلت إلى عشرة ملايين دولار على ذمّة الرواي. في جلسةٍ احتفاليّة صغيرةٍ بدأت بالرقص وبنخب عيد ميلادها، كانت صديقتي التشيكوسلوفاكية "إيرينا" جالسةً معنا تقلّب باحثةً في قنواتِ الأغاني. و"إيرينا" بالمناسبة لا تتعاطى السّياسة عادةً ولا تكادُ تعرف تقريباً من هو (جورج بوش) أساساً لولا رحمة ربّي ووجود الإنترنت، لكنّها – بمحض الصدفة – كانت تشاهد معي محطّة "البي بي سي" حين لمحت أنّ الشاب (مرتضى) رمى الصرماية "بالفردتين" على (جورج) وقادني هذا في محادثةٍ تثير الأعصاب بيني وبينها. وفي حين كانت "إيرينا" تصرّ على أنّ هذا تصرّف همجيّ بدائيّ من حيث التقييم الأخلاقي، وأنّ المخزون الثقافي والأخلاقي للمجتمع يوضع على المحكّ في أغلب الأحيان بتقييم التصرّفات والأخلاقيات الفرديّة لكنّه دائماً وأبداً يوضع على المحكّ بتقييم المجتمع من حيث التصرفات وردود الأفعال، وأنّ "رمي الصرماية" ليس أمراً يحسن تشجيعه جماهيرياً، إلا أنّني حاولتُ وبشدّة أن أقنعها بأنّ الأمور يجب أن تبحث بالمفهوم الخاصّ لا العام. وأنّ هناك تفاصيل قد تغيّر من الحدث... وكان أن انضمّ لنا "كيفن". "كيفن" هو صديق "إيرينا" الحميم، جاءَ معها في مهمّة تصويريّة وثائقيّة لإنتاج فيلم عن تاريخ اليهود في مدينة حلب،* وهو إنكليزيّ الأصل... عبّر عن تأييده لكلامي وأكّد لي أنّه في أنكلترا مثلاً كان رمي القفّاز على وجه الفارس يعني الدعوةَ للنـزال، ولكنّني أخبرتُهُ أنّه لا يوجد معنى أخلاقي لرمي "الصرماية" سوى "الصرماية نفسها"، فنحنُ كنّا وسنبقى أصحاب منظومة فكريّة تتبنّى الصرماية بشدّة، حيث يرسب الطلاب "بالصرماية" وتفشل المشاريع "بالصرماية" وتسيّر المعاملات "بالصرماية" ويطبّق القانون "بالصرماية"... وهكذا عدنا إلى نقطة البداية، وعدتُ أشرح ما أودّ شرحه، حين بدأ "جايسن" بالكلام. "جايسن" المصوّر الأمريكي القاطن في فندق "شيراتون حلب" - والذي انضمّ إلينا من باب الاحتفال - طلب منّا أن نسمّي الأشياء بمسمّياتها، فهذا الذي تعرّض للإهانة هو مواطنٌ أمريكي، وقد أهينَ بصفته الاعتبارية أو حتّى الشخصيّة... وبالتالي فهو اعتداءٌ بمنتهى البساطة ولا يبرّره سوء فهم (مرتضى الزيدي) للطريقة التي تجري بها الأمور... وأضاف: "العرب يعيشونَ في عالمٍ ثالثٍ يحكمه الرئيس من بابه إلى محرابه، لذا فهم يظنّون أنّ الأمور في الولايات تجري بنفس الطريقة. الرئيس ليس هو صاحب القرار في إعلان الحرب ولو كان سواه على كرسي الحكم لصدر القرار ذاته، وإذا كان العرب يعتبرون الرئيس الأمريكي كأيّ رئيسٍ عربيّ هو صاحب القول الفصل في كلّ قرار فهذه مشكلتهم، ولسنا مسؤولين عن تصحيح أو تبرير سوء فهمهم" "أوس" طالب فلسطيني في كلّية الآداب بدمشق، وهو بالتأكيد من المدافعين عن حق الشعوب في النضال لذا فقد شرح لـ"إيرينا" أنّ رمي الصرماية بهذه الطريقة ما هو إلا ردّ فعل من (مرتضى) تجاه العدوان الأمريكيّ الغاشم... طبعاً لم تنتهِ الأمور عند هذا الحدّ، لأنّ "إيرينا" – لسوء حظّنا – متخصصةٌ في الفلسفة، لذا فقد أكّدت وجهة نظرها في أنّ تبرير تصرّف المقهور والمظلوم تحت وطأة ظروفٍ معيّنة قد يمنحُه التبرير لكنّه لا يمنحه صفة العقلانيّة، فنحن نعلم تماماً أنّ تصرّفات المظلوم والقهور والمشحون عاطفياً هي (بالتعريف غير عقلانيّة) وغير قابلة للحساب منطقياً... وأنّ تصرّف (مرتضى) في ظلّ ظروفٍ كهذه قد يمكن اعتباره "معذوراً" بل وحتّى "غير مستوجبٍ للعقاب" لكنّه بالتأكيد لا يرقى لمستوى أن يكتسب صفة "الصحيح" بل "القدوة" ومن ثمّ أن يستحقّ هذا "التهليل الجماهيري"... وإلا فلنسحب الصرامي على بعضٍ وننهِ المسألة. كنت أنتظر أن يدلي "فادي" برأيه وهو العراقيّ الوحيد في هذه الجلسة، وإن كنتُ أتوقّع أن تطغى "عراقيّته" على "ليبراليّته" المعهودة... و ما لبثَ أن أقرّ أنّ قيمة هذا التصرّف لا تنبع من ذكائه أو فعاليته أو تأثيره، بل تنبع من فراغنا السياسي والاجتماعي الذي – مقارنةً معه – كان هذا الحدث جديراً بأن يملأ صفحات الصحف وشاشات الفضائيّات طوال أيامٍ متتالية... في حين يراهُ هو حدثاً عادياً جداً جداً ولربّما حدث في عدّة مساحاتٍ زمانيّةٍ ومكانيّةٍ من هذا العالم... وأضاف أنّ هذا التصرّف قد يكون قد حقّق مصلحةً شخصيّة للزيدي (وستبدي لنا الأيّام ما كان خافياً) وقد يكون فرّغ شحنةً نفسيّةً كانت تستعر في داخله، ولربّما حقّق بعض المصالح للقنوات الفضائيّة التي أتتها "مادة دسمة من السماء" بل وحتّى خلق بعض التبريرات والتعزيز المعنوي للحكومة الأمريكية ونقطةَ انطلاقٍ لاستثارة الرأي العام مجدداً... لكن ماذا منحت هذه الحادثة العراق سوى المصائب القادمة والضغط المتزايد؟ بعض الروح المعنويّة؟ بعض الدعم النفسي للعرب؟ أولاً من قال إن العراق في حالةِ حربٍ عسكريّةٍ أساساً وأنّه يحتاج الدعم المعنوي ضدّ جبهةٍ معادية؟ وحتّى في هذه الحالة – على سيرة الحرب العسكريّة - آخر من دعم العرب معنويّاً بمثل هذه الكثافة وهذه الروح القويّة كان يدعى (محمّد سعيد الصحّاف) أيّام الوعد يا كمّون. في الحقيقة لم أدلِ برأيي بعد، إنّما رحتُ أستطلع الغرفة حيثُ تجلس أمامي تشيكيّة، وإنكليزي وأمريكي وفلسطيني وعراقي وأنا سادسهم "العربيّ السوريّ"، ومن الغريب أنّ آراءنا الستّة كانت إلى حدٍّ ما منطقيّة، وأنّها جميعها لم تظهر أبداً، واختفت أصواتنا مقابل صوتٍ واحد شعبيٍّ بامتياز، وظهر وجهٌ واحدٌ فقط لهذه الصرماية وهو الدعم اللامحدود واللامتناهي الذي نالته (والذي أشعر أنّنا غداً سنبزقه دماً)... أحيي (الزيدي) صاحب هذه الحملة الإعلاميّة الضخمة التي اشتغلت عليهِ وعلينا... وأعتذر عن إبداءِ رأيي الشخصي إذ – بيني وبينكم - لم أعد أرى الموضوعَ بهذه الأهميّة.[/quote] اظن ان اسمه : منتظر اما الوجه الآخر للحذاء فلم أره؟؟؟ بل الوجه الأول... واسأل كل صحفيي الدرجة الثانية من ابراهيم عيسوي الى بشارة مشربل الخ..... وبس * اتمنى ان لا يسبب هذا الفيلم بمطالبة اسرائيل ضم مدينة حلب الى الأراضي المحتلة ... أتمنى يعني الوجه الآخر... للصرماية - noooneh - 12-23-2008 أشكر جميع الصقور الذين استغرقوا الوقت والجهد في تلوين الاسم.... وأعتذر عن سماعي الاسم خطأً لسببٍ ما لا أدريه، فأنا لم أجلس بالساعات أتابع تطوّرات سعر الحذاء على كافة القنوات الإعلامية... ولم أسمع بالاسم الأول للأخ سوى مرّةً واحدةً في إحدى المحطات الإخبارية العربية، حيث أن البي بي سي دائماً تلمّح إليه باسم zaidi... لكن أفهم وجهة نظركم: بالطبع يفترض بي أن أحفظ هذا الاسم بشدّة إذ أنّه (صنع التاريخ) كما يقول الراوي Nadya... فهمتُ من رأيك النقاط التالية: 1- الاسم هو منتظر، وأنا اعتذرت 2- حركة الصحفي هذه كانت حركة غبية، وأنا أوافقك الرأي 3- شعبنا يريد جنازة يشبع فيها لطماً كي يبحث عن جنازةٍ جديدةٍ في الغد، ولا يمكن انتظار حل من هؤلاء... ببصملك بالعشرة الوجه الآخر... للصرماية - noooneh - 12-23-2008 Array الزميل نونا . تحية طيبة . موضوع الحذاء تافه بالفعل و الإهتمام المبالغ به يعبر عن خواء فكري بلا قرار ، و لكن ما استرعى انتباهي في مداخلتك ملاحظة .. (ومن الغريب أنّ آراءنا الستّة كانت إلى حدٍّ ما منطقيّة، وأنّها جميعها لم تظهر أبداً، واختفت أصواتنا مقابل صوتٍ واحد شعبيٍّ بامتياز) ، هذه الملاحظة تعبر بدقة عن ظاهرة منتشرة في العالم العربي ،و هي ظاهرة conformity ، أو محاولة التوافق مع الأغلبية الغوغائية ، خوفا من قائمة الإتهامات الجاهزة دوما للمخالف ، من عينة خائن و كافر و عميل و زحفطون و مارينز ..... الخ ، فنجد ان آراء الأفراد في الأماكن المغلقة تختلف عن آرائهم في العلن بين الجماهير ، لن أعيد طرح رأيي في الموضوع ، لنفس السبب الذي طرحه زميلنا نونا ، هذا موضوع تافه و لم أهتم به وقت وقوعه ، و لكن ما استرعى إهتمامي هو إهتمام الناس و الإعلام به ، فقط أحب أن أقول أن العرب يقللون جدا من مكانتهم ، و يرون أنفسهم دون وضعهم الحقيقي بكثير ، أن يكرس العرب إهتمامهم في فردة حذاء ،أو خطف جندي إسرائيلي هنا و هناك ، أو كاريكاتير تافه يرسمه دانيماركي ، أو خطاب حماسي أجوف لحسن نصر الله ، أو تتركز مقاومتهم في تفجيرات ضد الشيعة في العراق ، أو حديث أهبل يلقيه معتوه مثل أسامه بن لادن ، أو فتوى لمخرف سعودي ، يعني أن هناك خلل ما في الثقافة السائدة ،و أن الغوغائية تكتسح أي موقف عقلاني ، حتى الصحفي يعتذر عن تصرفه الأهوج و لكن العرب يظلون يرونه المهدي المنتظر ، حاملآ حذاء مقاس 43 بديلا عن السيف عديم الجدوى . [/quote] عزيزي بهجت: يسعدني أنني حظيتُ بقارئٍ من مثلك... فأنا أثق تماماً أن القضيّة بالدرجة الأولى هي قضيّة توجّه، وأنّ أغلب الذين يقودون مواكب النضال المزعومة يقودونها من أجلهم هم بالدرجة الأولى... بينما الواقع المرير الذي ما زلنا نعاني من تراكميّته هو محاولة تسطيح الفكر والثقافة والدين وحتّى تسطيح القضيّة التي تسعى القوى السياسية العربيّة لجعلها "الملهي" الأكبر عن جميع القضايا الاقتصادية والاجتماعية الأخرى. أستغرب أنّنا لا نعرف حقاً تاريخ الولايات المتّحدة أو تاريخ إسرائيل... بل نحنُ لا نعرف حتّى تاريخ بلادنا... ولا نهتمّ كثيراً بالمعرفة القاسم المشترك بين الدين والسياسة هو أنّ كلّ البعيدين وغير المهتمّين بهما يقفزان إلى الصفوف الدفاعيّة الأولى إثر حوادث كهذه (حذاء الزيدي أو آيات رشدي أو روايات السعداوي... إلخ) ثمّ يعودون إلى التنفيخ بقرف فيما بعد ويقولون لك (يا شيخ مالنا ومال السياسة؟) أرفع قبعتي لك... عزيزي... فقد أثلجت صدري |