حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
خصائص المعرفة - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: عـــــــــلــــــــــوم (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=6) +--- المنتدى: فلسفة وعلم نفس (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=84) +--- الموضوع: خصائص المعرفة (/showthread.php?tid=19218) |
خصائص المعرفة - نبيل حاجي نائف - 03-31-2006 " خصائص المعرفة " سأحاول إظهار خصائص المعرفة بالسؤال التالي : هل مدينة باريس موجودة؟ إن الجواب على هذا السؤال راجع لمعرفة ومعلومات من يُسأَل فإذا كان المسؤول من سكان باريس فجوابه سوف يكون مؤكد باريس موجودة . فهو يشعر ويحس بها بحواسه , وهو مؤمن بصحة معرفته بصورة مطلقة ولا يمكن إقناعه بغير ذلك. ولكن إذا كان الشخص المسؤول من سكان الأمازون أو من سكان القطب الشمالي أو من سكان الصحارى المنعزلين فجوابه , سوف يكون لا إنها غير موجودة , أو لا أعرف. وسيرد الكثيرون طبعاً مدينة باريس موجودة , وهذا مؤكد ومثبت بشكل تام , فهناك آلاف وملايين الدلائل والإثباتات . وسوف يقول بعضهم أنهم زاروها , وهي موجودة حتماً , وليس هناك مجال للنقاش في ذلك. نعم إنها موجودة بالنسبة لهم . فهم يؤمنون بذلك ومتأكدون منه . والقارئ سيعتبر أن الجواب الصحيح والموضوعي والذي لا لبس فيه : هو أن باريس موجودة دون أي شك, وأن الذي يقول أنها غير موجودة لم يتأثر بوجودها أو لم يعلم بوجودها ولكنها فعلاً موجودة. الآن . سوف يحصل النقاش التالي: إن الذين يقولون أن باريس موجودة وليس هناك أي شك , وهؤلاء الذين سألتموهم وقالوا لا لا يعرفون ذلك . وهي موجودة فعلاً . يمكن الرد عليهم : إنها موجودة بالنسبة لكم ولكنها ليست موجودة بالنسبة لهؤلاء الذين لم يسمعوا أو يروا أي شيء عن باريس . لذلك جوابكم صحيح بالنسبة لكم و لما تملكون من معارف ومعلومات . وكذلك جوابهم صحيح بالنسبة لهم. ولكي نصل إلى تحديد وتعيين أكثر يمكننا أن نقول : أن باريس توجد بالنسبة لإنسان أو جماعة معينة - أي لمرجع معين- . ولا يمكن أن توجد بالنسبة لكل الناس , أو بالنسبة لكل المراجع. الآن- إذا حاولنا إقناع إنسان لا توجد باريس بالنسبة له , بوجودها بواسطة الكلام فقط , ربما نصل إلى إقناع ضعيف له , أما إذا أخذنا زعيم هذا الإنسان أو أحد الذين يثق بهم إلى باريس , وشاهدها ولمس وأدرك وجودها وآمن بوجودها . ثم عدنا به , وجعلناه يروي ما وجد لذلك الإنسان . فإننا على الأغلب سوف نجد جوابه أن باريس موجودة , مع أنه لم يذهب إليها . لأن زعيمه أو مرجعه الموثوق أكد له وجودها, وسوف يكون أكثر إيماناً بوجودها من ذي قبل. أي يمكن أن تصبح مدينة باريس موجودة بالنسبة للذين لا يعرفون أو لا يعلمون بوجودها إذا نحن استطعنا أقناع هؤلاء بوجودها كأن نريهم إياها أو نريها لأحدهم ويكون موثوقاً بالنسبة لهم أو نقنعه بوجودها وهو سيقول لهم أنها موجودة ويصفها لهم ويقنعهم بوجودها. الآن- إذا استخدمنا إمكانيات واقع افتراضي متطور جداً يعتمد على الصوت والصورة والرائحة و أغلب الحواس و جعلنا الذي ولا يعلم بوجود باريس يتأثر بحواسه بواسطة الواقع الافتراضي وكأنه يزورها . أي تأثير الحواس فقط, دون وجود واقع مقابل لها . إننا سوف نحقق لديه معرفة وإيماناً قوياً بوجود باريس أو بأي أشياء غير الموجودة في الواقع . ولكن إذا جعلنا مولوداً يتأثر بالواقع الافتراضي المتطور الذي خضع له ذلك الرجل . فهل سيعرف أن باريس موجودة ؟ أن هذا المولود لن يعرف شيئاً سوى أصوات وألوان وروائح..... ليس لها أي معنى بالنسبة له لأنه لم يكتسب بعد المعاني والمفاهيم وأسس التواصل البشرية التي سوف تنقل إليه لاحقاً . وهذا معناه أن الحواس لوحدها , غير كافية لنشوء المعرفة البشرية. إذاً المعرفة يمكن خلقها أو إيجادها في العقول وبطرق متنوعة كثيرة , وبعض هذه الطرق يعتمد على التواصل اللغوي الفكري فقط, , ودون الاستعانة بالأحاسيس والتأثيرات الواقعية - دون تجربة واقعية- . لنتابع .... لنسأل مئة أو ألفاً من سكان باريس الحاليين عن ماهية باريس أننا سوف نجد أجوبة مختلفة بعدد الذين سئلوا . فكل منهم تكون تأثيرات باريس عليه مختلفة عن الآخر صحيح سوف تتشابه الأجوبة في بعض الأمور ولكن تبقى مختلفة بشكل كبير وهذا يعني أن غالبية المعارف ليست متطابقة بين الناس . فكم هي المعلومات التي يمكن أن تذكر عن باريس . إنها هائلة جداً ولا يمكن تحديدها . وكذلك هي متغيرة دوماً خلال زمن قصير أو طويل . ومدينة باريس لم تكن موجودة دوما فهي نشأت في زمن معين . وهي في كل لحظة تتغير , فباريس اليوم غير باريس قبل مئة عام أو قبل يوم . ربما يقول البعض الذين يؤمنون بالوجود الموضوعي : إن باريس مهما فعلنا هي موجودة ويمكن إثبات وجودها لأي كان . هناك رد على ذلك . هل باريس وحتى الكرة الأرضية هي موجودة الآن بالنسبة لكائن في كوكب آخر يبعد عنا عشرة آلاف سنة ضوئية إنها لا يمكن أن توجد بالنسبة له إلا بعد عشرة آلاف سنة. وإذا كان يبعد عدت ملايين أو عدت مليارات من السنين الضوئية فيلزم هذه المدة لكي تصل التأثيرات إليه وسوف تكون هذه التأثيرات شبه معدومة وإذا أرد المجيء لكي يتأثر بها عن قرب فسوف يأتي ولن يجدها لمرور ملايين السنين فهناك بعد زمني يجعل تعميم وجود باريس على كل الوجود مستحيل. وكذلك الكائنات التي وجدت قبل تشكل باريس وانتهت , لا يمكن أن توجد باريس بالنسبة لها. وربما يقول البعض أيضاً أننا أخذنا مثال مدينة باريس وهي بنية معقدة. لذلك سوف نأخذ مثال آخر, أي بنية لكائن حي ونحاول تحديد معرفتنا عنها إننا سوف نجد أنها أيضاً معقدة , و لا متناهية , ومتحركة . ولكي نوضح أكثر لنأخذ أحد العناصر الكيميائية الأساسية ولتكن ذرة النحاس . إن ذرات النحاس كلها متشابهة في الخصائص , ولكنها ليست متماثلة تماماً إن كل ذرة نحاس مختلفة عن الأخرى من عدة نواحي ولكي نصف ذرة النحاس بشكل دقيق نحتاج إلى مئات الصفحات لذكر طبيعة وحركة ومدارت وطبقات إلكتروناتها , وطرق تغير مسارات ومدارات الإلكترونات فيها ولكي نصف خصائص البروتونات والنيترونات الموجودة في النواة والعلاقات الموجودة بينها ضمن النواة . فهي في أوضاع وطبقات متعددة فالوضع حتى في الذرة الواحدة معقد ومتحرك ويستحيل علينا تحديده بدقة مطلقة. والذي يعقد الوضع أكثر هو التأثيرات المتبادلة بين طبقات مدارات الإلكترونات والنواة . والتأثيرات المتبادلة مع الوسط الموجودة فيه الذرة . فهناك تأثيرات مجالات القوى المختلفة إن كان من خارج الذرة أو من داخلها. فحتى الذرة هي أعقد بكثير مما نتصور وهي في صيرورة مستمرة والمشكلة الكبرى هي أننا عندما ندرس الذرة يجب أن نتأثر بها ونؤثر بها أيضاً وهذا يمكن أن يغير من خصائصها وبالتالي يجعل إمكانية معرفتها بشكل مطلق مستحيل. ومثال على لا تناهي الأحداث واستحالة تعيينها بشكل مطلق ما قاله إيان ستوارت في كتابه من" يلعب النرد": إن ميلي غرام واحد من الغاز يحتوي مئة تريليون جسم تقريياً ونحتاج إلى قطعة من الورق يساوي المساحة التي يحويها مدار القمر حول الأرض لكتابة معادلات الحركة ذرات هذا الغاز. وقال أيضاً: إن حساب حركة كرتين متصادمتين ممكن بالدقة التي نريد, أما حساب حركة تصادم ثلاث كرات فهي مستعصية على الحل الكامل. وأخيراً لنأخذ أحد الجسيمات الذرية الإلكترون أو البروتون أو الفوتون إن الإلكترون هو غمامة متغيرة تدوم - له أسبين- وله كتلة وسرعة يمكن أن تتغير . وشحنته هي فقط الثابتة بشكل كبير وإن كافة الجسيمات الذرية بمكن أن تتحول إلى طاقة - كم بلانك- وهذه الكمات تسير بسرعة ثابة هي سرعة الضوء والثابتان الأساسيان في الكون هما ثابت بلانك وسرعة الضوء في الخلاء وفي النهاية لنسأل " أي إنسان " يؤكد أن وجود الموجودات هو وجود موضوعي بغض النظر عن وجود من يتأثر بها لنسأله عن بعض الموجودات أو بعض خصائصها التي لم يتأثر بها وبالتالي لم يعلم بوجودها إنه سوف يقول لا أعلم ربما كانت موجودة أي يكون رده مثل رد الرجل الذي سألناه عن باريس التي لا يعلم بوجودها ولكنه سيبرر, أن عدم معرفته بها لا يمنع من وجودها وجوداً فعلياً. هذا جيد ؛ ولكن كم هي الموجودات التي لم يتأثر بها؟ إنها غير محدودة ولا يمكن تعيينها, وعلى الأغلب لا متناهية , و لا معينة ولا متناهي ولامعين هو ال معرٌف , ولا يمكن التعامل معه فكرياً , وكل أحكامنا عليه سوف تكون غير معينة وليس لها أي معنى . أي أن الوجود الموضوعي غير معين بشكل كامل أو لا يمكننا تعيينه بشكل مطلق. وإن هذا يظهر لنا أن وجود شيء ما هو دوماً بالنسبة لشيء أخر, ولا يمكن وجوده لوحده- أي بالنسبة لنفسه فقط -. وأن معرفة هذا الوجود هي : دوماً تنبؤ أو حكم بوجود شيء , أو وضع, أو فعل , حدث في الماضي ,أو سوف يحدث في المستقبل , وهي تعتمد علىالسببية . وهذا يستدعي أيضاً وجود حوادث متشابهة يتكرر حدوثها ويجري بناء التعميم بناءٌ على هذا التشابه الذي هو أساس المعرفة فإذا لم توجد حوادث متشابهة فلن نستطيع بناء معرفة . والمعرفة مرتبطة بالتأثر ولا يمكن حدوث معرفة دون تأثر. وفي النهاية يمكن أن نقول أن خصائص المعرفة هي أولاً : المعرفة هي تنبؤ- والاستقراء, والاستنتاج, والاستنباط, والاستدلال, والتركيب, والتحليل, والتفسير, والسببية - يتضمنون التنبؤ . والحكم هو تنبؤ معتمد . و لها درجة صحة أو درجة دقة ولا توجد معارف مطلقة الصحة. ثانياً : المعرفة نسبية وهي تابعة للعارف ( إن كان فرد أو جماعة) ومرتبطة به , لذلك لا توجد معارف مطلقة العمومية ثالثاً : المعرفة تابعة لخصائص وقدرات الحواس البشرية - أشكال وطبيعة التأثر بالوجود - , و خصائصها, وقدرات وخصائص العقل البشري . لذلك المعرفة البشرية مختصرة ولا تشمل إلا جزءاً ضئيلاً من وقائع الواقع اللا متناهية. رابعاٌ : ترتبط المعرفة بزمان ومكان وقدرات وخصائص الإنسان العارف , الذي هو مرجع هذه المعارف . لذلك تختلف المعارف باختلاف الأشخاص واختلاف الأزمان . خامساٌ: المعارف يجب أن تكون عامة , و توحيدها لا بد منه عند تعامل الناس بها. سادساٌ : هي نتيجة التواصل الفكري بين البشر . فالمعرفة هي بمثابة مفاتيح تسمح لنا بفتح الزمن باستنتاج ما حدث في للماضي , والتنبؤ لما سوف يحدث في المستقبل . ومعرفة مراكز التوازن أو الاستقرار لدارات تفاعل البنيات , ونتائج صيرورتها . وبالتالي تسمح لنا بتحقيق الأهداف بأسرع وأسهل طريقة , دون استعمال التصحيح بالتغذية العكسية أو التجربة والخطأ, لأنها تسمح لنا بتحديد المطلوب الصحيح فوراً. فهي بمثابة المفاتيح التي تفتح الأقفال أو الأبواب المطلوبة من المرة الأولى , فالمعلومة التي تقول" كل المعادن تتمدد بالحرارة " هي مفتاح يمكن استعماله لتحقيق أهداف نسعى إليها بسهولة وسرعة. خصائص المعرفة - icarus - 04-01-2006 الزميل نبيل : شكراً على هذا الموضوع الجميل ... في الحقيقة أعتقد أن لبّ الحديث يتلخص في سؤال واحد : هل باريس موجودة إذا لم يقع بصري عليها ؟ - أو - هل تختفي باريس حين أشيح بنظري عنها ؟ -أو- هل تزول باريس بزوالي ؟ وهذه لعمري أسئلة شديدة الإبهام ... ديكارت عرف هذا ,وعرف أن الشكّ أساس الوجود ,فتكلم عن الشئ الوحيد الذي هو متأكد منه (وجوده) ... ما أشبه ديكارت الأمس بآيزنبرغ اليوم ... تحياتي خصائص المعرفة - نبيل حاجي نائف - 04-01-2006 عزيزي icarus إن ما تقوله جميل فالوجود دوماٌ هو وجود شيء بالنسبة لشيء آخر . ويمكن أن يكون الشيء الوحيد الذي يمكن أن يوجد بالنسبة لنفسه هو " الأنا " . وعندما قال ديكارت " أنا موجود " كان معنى ذلك أن " أناه " هي موجودة أيضاٌ بالنسبة ل " أناة " . وهذا هو وجود شيء بالنسبة لذاته . وهنا نجد حالة غريبة . إنا في هذه الحالة يمكننا أن نبني حكماٌ مطلق الصحة . وفي رأي هوالحكم الوحيد المطلق الصحة الذي نصادفه . ففي الطبيعة لا يمكن أن توجد بنية بالنسبة لنفسها . فالإلكترون لا يمكن تعريفه إلا بتعيين بالنسبة للبروتون أو بالنسبة لجسيم آخر أ بالنسبة لمجال مغناطيسي أو مجال كهربائي . وإن كل معرفة يقوم عقلنا ببنائها , تعتمد على طبيعة تأثرنا بالوجود . لذلك كافة معارفنا لطبيعة تأثرنا بالوجود . وكذلك كافة معارفنا العامة والتي نتبادلها مع غيرنا , مرتبطة بعناصر وخصائص الاتصالات التي بيننا . |