حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
إرهاب الورقة البيضاء (عن الكُتّاب واعتزال الكتابة ) ... - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78) +--- الموضوع: إرهاب الورقة البيضاء (عن الكُتّاب واعتزال الكتابة ) ... (/showthread.php?tid=19267) |
إرهاب الورقة البيضاء (عن الكُتّاب واعتزال الكتابة ) ... - العلماني - 03-31-2006 النهار البيروتية - الملحق الثقافي اليوم -شوقي نجم بعضهم يعتزل الكتابة وبعضهم ما كان يجب أن يكتب ... قبل مدة، اعلن الكاتب الكولومبي غبريال غارثيا ماركيز اعتزال الكتابة، على الاقل في الوقت الحاضر. قال: "لم أكتب حرفاً واحداً عام "، لكنه همس في أذن محدّثه أنه "يمرّ بحالة إبداعية خاصة". فجّر اعلانه نقاشا بين الكتّاب والنقاد ووالصحافيين، بعضهم كتب عن "إرهاب الورقة البيضاء"، وبعضهم الآخر وجد في الاعلان أمثولة للكتّاب الاخرين، وسأل: أما من كاتب عربي يقول أنا تعبت؟ يسحرنا ماركيز بوقع كلامه، كما يسحرنا بواقعيته السحرية، وبرواياته، وصمته، ومواقفه السياسية. انه صاحب صوت خاطف للألباب. في موقفه الاخير، كان صادما بامتياز، وهو أخذنا الى السؤال الذي طالما راود الخلاّقين: هل يعتزل الكاتب على نحو ما يفعل الممثل او لاعب كرة القدم او الموظف، او ان الكتابة تبقى لوثة الكاتب حتى رمقه الاخير؟ ماركيز في تصريحه لم يعتزل الكتابة، على ما اشيع، لكنه كان يعيش لحظات تأمل منتظراً اللحظة التي تنضج فيها الثمرة. ربما لان كتاباته تشبه حياته، وتصريحاته تشبه اللحظة التي يعيش فيها. فهو لا يبني آمالا على اوهام مستقبلية، ولا يطمح الى الخلود على نحو ما يفعل بعض شعراء العالم العربي. بعدما اكتشف إصابته بمرض السرطان عام 1999، قرر "اعتزال الحياة العامة"، وبعد روايته "ذكرى غانياتي الحزينات" قرر "اعتزال" الكتابة. بعد عام 1999 قرر ان يظل بعيدا عن الأضواء، إلا أنه من دون شك لم يقرر اعتزال الحياة، بل على العكس، قال إن هذه فرصة لكتابة مذكراته التي صدر منها "عشت لأروي". رغم مرضه بقي غابو محافظاً على نشاطه اليومي على نحو منتظم: يصحو في الخامسة صباحا، ويبدأ بقراءة كتاب حتى الساعة السابعة، ثم الصحيفة، ويردّ على رسائله الإلكترونية، وفي العاشرة تماما يجلس وراء مكتبه ليكتب حتى الثانية والنصف بعد الظهر حين يتناول الغداء مع أسرته. أما المساء فيخصصه للمقابلات، والجلوس مع الأسرة والأصدقاء. خرج ماركيز من عزلته الإعلامية عام 2000 لينفي صلته بما قيل إنها وصية كتبها، ووزعت على صفحات الإنترنت، واعتبر ان ما تضمنه "الوصية" من إحساس بالرثاء للذات بعيد كل البعد عن إحساسه الحقيقي. ورغم تكذيبه أن يكون كتب هذه الوصية فإن كلماتها تبدو قريبة من روحه: "لو نسي الرب لثانية واحدة أني مجرد دمية من أسمال، وأهداني من الحياة قطعة، فسوف أنام أقل، وأحلم أكثر، واعياً أننا في كل دقيقة نغمض أعيننا، نفقد ستين ثانية من النور. وسوف أسير عندما يتوقف الآخرون، وأستيقظ حين يرقدون، وأسمعهم عندما يتكلمون، وأستمتع جدا بلذة آيس كريم الشكولاتة! إن وهبني الرب من الحياة قطعة فسأرتدي ملابس بسيطة، وأستلقي تحت الشمس. ربي، إذا حزت من الحياة قطعة، فلن أدع يوما ينقضي بدون أن أخبر من أهواهم بأني أهواهم، وسأثبت للرجال مدى خطئهم حين يفكرون أنهم سيكفّون عن الحب عندما يشيخون، من دون أن ينتبهوا إلى أنهم يشيخون حين يتوقفون عن الحب". يوم نشرت الوصية المزوّرة سارع كثيرون الى الكتابة عنها، والامر نفسه عندما شاع خبر اعتزاله. قال: "ان تجربتي تؤهلني لكتابة رواية جديدة بدون مشكلة، لكن قرائي سيجدون أنها ليست نابعة من الأعماق". يسأل بعضهم هل كان ماركيز يشير بذلك الى روايته الأخيرة، "ذكرى غانياتي الحزينات" (2004) التي تعرض بسببها للنقد القاسي في فرنسا وبريطانيا وكولومبيا؟ الحب في زمن الشيخوخة في هذه الرواية يبدو ماركيز اكثر توغلا في اشكاليته الانسانية، وهي الحب في زمن الشيخوخة. ويطرح سؤالا في روايته: كيف نحارب الشيخوخة بالرغبات؟ يروي الكتاب قصة رجل أصبح عاجزا جنسيا فيزور بيتا للدعارة حيث تنام الفتيات الصغيرات عاريات ويُسمح للرجال بمشاهدتهن دون ممارسة الجنس معهن. رجل كبير في السن وفتيات صغيرات، وتدور الحوادث في مكان ما على البحر الكاريبي، وقائعها مستوحاة من تجارب الكاتب الشخصية. يعلن ماركيز على لسان العجوز، بطل روايته الجديدة، ان العمر ليس بالسنوات التي عاشها المرء، وانما في ما يشعر به، هو نفسه، وحتى ولو كان الآخرون، ظاهريا، يؤكدون عكس ذلك. فجأةً يقع بطل الرواية التسعيني، في حب فتاة في الرابعة عشرة. يبدو الرجل عاشقا وليس فاسقا، ويتحدى احتمالات الموت. هو لم يضاجع يوما امرأة من دون ان يدفع لها، ولم تتح له العاهرات الوقت للزواج، لديه اقتناع راسخ بأن "الجنس هو العزاء عندما يقصر الحب". يتذكر في شيخوخته اكثر من خمسمئة امرأة مررن في حياته، يؤاتيه الحب في عمر التسعين. شيء ما علينا ان نقوله، ان الجسد يشيخ، يذوي، يترهل، تتعطل مضخاته الواحدة تلو الأخرى، لكن النفس لا تشيخ. "نفسه خضراء"، يقول المثل الدارج في باب ذم العجائز الذين يرغبون بالفعل الجنسي. هل كان ماركيز يكتب عن نظرته الى الجنس التي قد تنطبق على الكتابة؟ ربما انطلق الروائي في عمله من فكرة تشبه هذا المثل الساذج. فعجوز ماركيز يشعر فجأة بأن عليه أن يعبّ من نهر الحب، وأن يمنح نفسه ربما للمرة الأخيرة ليلة عشق مجنونة مع مراهقة صغيرة. تساعده في تحقيق غرضه، صاحبة بيت لهذه الأعمال يعرفها منذ زمن بعيد، وتعدّ له ما أراده: صبية في الرابعة عشرة من العاملات الفقيرات في مصنع لحياكة أزرار القمصان. يقع العجوز في غرام الصبية، ويقول لنفسه: "كنت أعرف دائما أن الموت حبا أمر مسموح به فقط في الشعر، الى أن اكتشفت أني أنا نفسي العجوز، الوحيد، كنت أموت حبا". هذه الصبية الصغيرة تحوّل حياته، تغيّر "التوجهات الروحية لمقالاته الأسبوعية"، ويصبح كل ما يكتبه، يكتبه لها هي، اياً يكن الموضوع، ومن أجلها صار يبذل في كل كلمة حياته كاملة، ويقرأ على مسامعها مخطوطاته، ويحكي لها حياته. الحب الذي ينشده ماركيز "ليس الجنس، لأن الجنس مجرد إرضاء للنفس عندما لا يحصل الواحد منا على الحب". الحب عنده اكتمال الكائن بنصفه الآخر بالمشاركة والفهم. يقول: "لا تمت من دون ان تجرّب جمال حمل عبء الحب"، وأيضاً: "ليس أتعس من الموت وحيدا". لذا تقول إحدى النساء في الرواية: "اني أنظر الآن إلى الأيام الخوالي، وأرى طابورا من ألوف الرجال الذين مرّوا بسريري، وأجد أني على استعداد لأن أدفع روحي ثمنا للبقاء مع اسوأ من فيهم". يحاول ماركيز أن يجعلنا نكتشف معه الحقيقة التي يعرفها منذ زمن، وهي أن الموت، والوحدة، هما قدر الإنسان، وليس للإنسان سوى الحب يواجه به ذلك القدر، وبفضله يصبح لكل شيء معنى، حتى وإن كان ذلك الحب عبئاً. الحب، أو قصة اكتمال الكائن، احد الأسرار التي يتحدى بها كل عمل عظيم حركة الزمن. ويدعو ماركيز الناس لكي يدركوا ان عليهم ان يبحثوا عن ذلك الشعور الملهم قبل أن يفوتهم قطار الزمن، وإلا أصبحت الحياة مجرد زمن "للتقلب على النار ومواصلة شواء النفس". اللافت في رواية ماركيز الاخيرة انها متأثرة بأجواء رواية "الجميلات النائمات" للكاتب الياباني ياسوناري كاواباتا. وأقر ماركيز أنه عندما قرأ الرواية المذكورة، شعر بأن "هذه هي الرواية الوحيدة التي كان ينبغي لي أن أكتبها بنفسي". وتحكي "الجميلات النائمات" عن العجوز ايغوشي الغني والمرهف الحس والذي يعيش توحد الشيخوخة. بين "الجميلات النائمات" و"ذكرى عاهراتي الحزينات" يبقى الجمال في الكتابة، وقدرة الكاتب على خلق ما هو ممتع وجميل في الرواية، حيث الراوي يجعل العشق ممكنا وإن على حافة القبر. وكذلك يضع ماركيز الحال الابداعية في لحظات ارهاب الورقة البيضاء. للوصول الى مفهوم الكتابة أو الحياة عند ماركيز، يبدو هذا النص الماركيزي أقرب الى حقيقته اذ يقول: "حقيقة روحي هي أن دراما كولومبيا وصلتني كصدى بعيد وحرّكتني فقط عندما تمخضت عن حمامات الدم. أستطيع أن أشعل سيجارة قبل أن أنهي السيجارة السابقة وأستطيع التنفس في الدخان دون اشتياق لحياة استنشق فيها الهواء بصعوبة وسط أزمات صدرية رهيبة واستهلك فيها ثلاث علب كبيرة من السجائر كل يوم والبادية نتائجها على أظافري وفي سعال يشبه سعال كلب عجوز أزعج شبابي. باختصار لقد كنت خجولا وحزينا وشديد الغيرة على حياتي العاطفية الى درجة أني أجيب عن أي سؤال عنها باستطراد بلاغي. لقد كنت على اقتناع بأن سوء حظي معدٍ ولا علاج له، وبالذات حظّي مع النساء والمال، لكني لم أهتم لأني أعتقد أني لم أكن أحتاج إلى الحظ الحسن للكتابة بشكل جيد. ولم أهتم بالمجد أو المال لأني كنت متأكداً من أني سأموت صغيرا جدا في الشارع". يحتل ماركيز مكاناً مميزاً في بانوراما الآداب العالمية، منذ أن صدرت رواية "مئة عام من العزلة". ظل المجد حليف كل خطوة يخطوها وخصوصا في رواياتَي "خريف البطريرك" و"قصة موت معلن". وفي عام 1992 توقف في محطة أولى، كئيبة ومقلقة جداً، بما أحدث انقلاباً مهماً في واقعه ومستقبله: أجرى في أحد مستشفيات لوس انجلس عملية أولى لاستئصال ورم خبيث في الرئة اليمنى، وتاليا لم يعد وضعه الصحي يساعده في العيش كما يريد، بل يفرض عليه الوقاية من التعب أو الارهاق. ورغم مرضه، كتب ماركيز اربع روايات حتى عام 1997، "عن الحب وشياطين أخرى"، "مغامرة ميغال ليثين متخفٍّ في تشيلي"، "خبر اختطاف" و"أهرب لأحلم"، وكتب سيناريو لفيلم "أوديب رئيس البلدية". توقف ماركيز بعد ذلك عن الكتابة، وأصدر في عام 1999 كتاباً يضم كل أعماله الصحافية، وما لبث ان تأكد خبر اصابته مجدداً بالسرطان، اذ انه عاد من جديد الى مستشفى لوس انجلس ليجري الفحوص اللازمة، وأمضى في الفراش ثلاثة أشهر خاضعا للعلاج الذي اضطره الى ان يغير مجدداً برنامج حياته كله ويتخلى طوعاً أو اضطراراً عن القيام بما يحب. يرى بعض النقاد أن الروايات الخمس الأخيرة التي كتبها ماركيز لم تكن في مستوى رواياته السابقة، فيما يرى أنصاره أن الخلق الماركيزي لا يتوقف فقط عند فعل الكتابة، فالكل ينتظر اكماله سيرته الذاتية أو لقاءات صحافية معه أو إعلانه مواقف عامة في السياسة أو الثقافة تشكل المعادل الموضوعي للكتابة نفسها. معتزلون والأسباب شتّى ليس ماركيز وحده من اعتزل الكتابة في التاريخ، فقد تحدث الادباء كثيرا عن اسطورة "صمت رامبو"، وفي الخمسينات من القرن الماضي أنجز الروائي المصري الكبير نجيب محفوظ ثلاثيته فقرر اعتزال الكتابة معتقدا انه كتب كل ما عنده. واستمر هذا الاعتزال سبع سنوات أمضاها محفوظ في القراءة والتأمل، ثم جاءت انطلاقته الروائية الجديدة، وكتب "ثرثرة فوق النيل" و"الحرافيش" و"ميرامار" و"اولاد حارتنا". وفي العام 2003 فاجأ الصحافي محمد حسنين هيكل القراء في العالم حينما كتب "استئذان في الانصراف. رجاء ودعاء. وتقرير ختامي". يقول هيكل في كتابه إنه فكر قبل ذلك أكثر من مرة في اعتزال الكتابة. كانت المرة الأولى يوم وفاة عبد الناصر، أي في 28 ايلول 1970 ، اذ أدرك أن العهد الجديد لن يعامله مثلما عامله وأحبه عبد الناصر. والمرة الثانية عام 1999 بعدما تعرض لإصابة كليته بالسرطان وعولج منه في الولايات المتحدة. وعاد هيكل في العام 2005 ليحكي تجربة حياته في فضائية "الجزيرة" في مسلسل طويل، قال بعضهم انه انتقل "من الكتابة الى الثرثرة". على ان الظاهرة الغريبة كانت اعتزال الكاتب المصري سيد القمني بالاكراه، اذا جاز التعبير، بعدما تلقى تهديدا عبر البريد الإلكتروني من رجل يطلق على نفسه اسم "أبو جهاد القعقاع". الرسالة الإلكترونية حذّرت القمني من القتل إذا لم يعلن أنه متبرىء من كل ما كتب! وأكد صاحب الرسالة تحذيره: "لن نكرر تهديدنا مرة أخرى ولن تنفعك حراسة خاصة أو إجراءات أمان"، ومضى ممعناً في تهديداته، مؤكداً أن ثمة طرقاً لا حصر لها لاختراق أي نظام حراسة سيتبعه القمني، تعتمد على تفخيخ السيارات، أو طلقات نيران القناصة من أماكن غير متوقعة. كان الترهيب الالكتروني سببا في اعتزال سيد القمني. قصة اشبه بفيلم رعب لم يُعرض بعد، وعنوانه "اذ تكتب تموت". قال الكاتب انه لن يكتب بعد التهديد. اما ستيفن كينغ فله قصة اخرى مع الكتابة، اذ قرر اعتزالها بعد أن تصدر كتبه الخمسة المقبلة، محددا موعدا للتوقف عن الكتابة، كما يحدد لاعب الكرة سنة اعتزال اللعبة. لا يربط الأمر بعجزه بل بإنتاجه. انه الكاتب الذي يتعامل مع الكتابة الروائية في وصفها مهنة وليست إلهاما، فهل يستطيع الكاتب ان يكون على هذا النحو؟ ستيفن كينغ من أشهر كتّاب روايات الرعب في أميركا حاليا وأكثرهم مبيعا، ويبدو كأنه يفتح الباب أمام التراجع عن القرار وخصوصاً أن إتمام الكتب الخمسة يتطلب عامين على الأقل بحسب تقدير كينغ نفسه. وقد نشر خبر اعتزال كينغ في حوار أجرته معه جريدة "لوس أنجلس تايمز" وقال فيه: "لا أحب أن أسمع النقاد يشتمون أعمالي في آخر أيامي. هذا هو أسوأ كابوس. عندما يجد الكاتب أنه قدّم كل شيء يكون أمام خيارين: أولهما أن يكرر نفسه ويعيد كتابة أعماله، وثانيهما أن يعتزل ويقول: تركت اللعب عندما كانت الكرة في يدي ولم أكن أنا أسيرا للكرة. يُرجع الناقد عبد السلام باشا قرار ستيفن كينغ الى الفشل الذي دق بابه لأول مرة منذ عام تقريبا عندما تحدى قوانين السوق وناشره وطبع الجزء الأول من رواية كان يكتبها في ذلك الوقت على الانترنت فحسب. كانت الرواية متاحة أمام كل القراء، لكن كينغ طلب أن يدفع كل واحد منهم طواعية مقابل قراءة الجزء الأول من الرواية لكي يستطيع الانتهاء منها. وكان هذا المقابل يعادل دولارين تقريبا. لكن صدمة كينغ في قرائه كانت كبيرة، إذ لم يدفع سوى نصف الذين قرأوا النص تقريبا. ولم يستكمل الرواية وقام بسحبها من على شبكة الانترنت. هذا في وقت كانت دار النشر التي تطبع أعماله تؤكد أنها رهن إشارته لو احتاج لمساعدتها في نشر الرواية على الانترنت وبدون مقابل. وتوقع الكثيرون أن تفشل التجربة، وتحداهم كينغ، لكنه كان الخاسر الوحيد في هذه المباراة. وكان يقول إنه قام بهذه التجربة لكي يقلل من تكلفة شراء الكتاب بالنسبة الى القارئ، اذ يبلغ متوسط ثمن الكتاب في الولايات المتحدة عشرين دولارا، في حين ان هذه التجربة في حال نجاحها وإتمام الكتاب، كانت ستكلف القارئ ستة دولارات فقط. بعد ثلاثة أسابيع من تصريحات كينغ الصحافية وصلت ألوف الرسائل إلى موقعه على الانترنت تتساءل عن حقيقة الخبر وهل يعتزل الكتابة بالفعل. فكانت إجابته لا تختلف كثيراً في مضمونها عما قاله من قبل، وإن كانت الكلمات مختلفة في ترتيبها. اذ نشر في موقعه الخاص على الانترنت: لا يزال لديّ ما يكفي من المشاريع لكي أظل مشغولا خلال العامين المقبلين. وبعد ذلك قد أتخذ القرار النهائي. منتهى القول ان بعضهم يعتزل الكتابة، والبعض الآخر ما كان يجب ان يكتب. إرهاب الورقة البيضاء (عن الكُتّاب واعتزال الكتابة ) ... - بسمة - 03-31-2006 بنقلك المقالة، تدعونا للتأمل، وتحرّضنا بعد التأمل على العودة القريبة. لك كل الشكر أيها العميق حقاً (f) إرهاب الورقة البيضاء (عن الكُتّاب واعتزال الكتابة ) ... - تموز المديني - 03-31-2006 العلماني المعلم: بداية شكرا لك على نقل هذا المقال ثانية وأخيرا لقد قرأت المقال "على فكرة هو نفس المصدر ونفس العدد الذي اخذت منه موضوعي عن "بلقيس حين كشفت ساقيها" حيث ان ملحق النهار يتمز بمعية رئيس تحريره: الياس خوري بالمواضيع الثقافية الثقيلة العيار ولكن به شائكة وحيدة هو سيطرة بعض الاسماء عليه منذ امد... هذه الاسماء استقرت بالكتابة المتواترة فيه حتى صارت ايقونات معلقة لا يمكن المرور على الملحق دون ان تطالعك هذه الاسماء الوظيفية... الموضوع ليس هنا حتى الآن.. الموضوع هو : اللغط و الخلط الكبير بين اسماء كتاب من اتجاهات مختلفة ومستويات متفاوتة بالكتابة في حالة نفسية ابداعية هامة هي اعتزال الكتابة.. بدايةً المقال استفزني للرد عليه و لكن معلمي الناقد الكبير : ستاربونسكي علمني ان النقد لا يكون الا بالحب والاعجاب و من وقتها لم اخط نقدا ما إلا بناء على اعجاب يلي الحب يليه التمحيص ثم التحليل فنقد فني.. في كتابه النقد الادبي صرح ستاربونسكي ان شروط النقد الحديث بما هو عليه من قراءة على القراءة و أثر على أثر.. هي الاعجاب و الحب وبالتالي كل ما لا يثير فينا هذا الاعجاب يجب تجنبه فتجنبت بدوري الرد او النقل لهذا المقال ... و لكن حين ينقل العلماني شيئا لنا في صفحات اللغة والأدب لا بد ان يكون لي الشرف بالمداخلة وعليه اخط ردي هذا... ان مساواة ماركيز ورامبو بستيفن كينغ والانكى بحسنين هيكل والقميني يجعلني استغرب هذا التقافز "النطوطة" من كاتب المقال احدى ايقونات ملحق النهار المهترئة من اجل حشد اكبر كمية من الاسماء من هنا وهناك فقط لأملاء صفحة مقاله هذا... رغم ان سبب توقف رامبو الشاعر العظيم عن الكتابة لهو مختلف باشد الاختلاف عن توقف العظيم الآخر ماركيز مع اختلاف العصر والجنس الادبي و شروط النشر و الانتشار بينهما.. الخ فكيف بالحري مع استحضار اسماء اخرى اقل اهمية بكثير منهما وحصرهما في نفس الهامش الذي هو امر شخصي ذاتي مختلف اصلا بين كاتب و اخر ..بحد ذاته كان اكبر من الموضوع .. فارهاب الورقة البيضاء بالنسبة للكاتب كما هو ارهاب المساحة البيضاء للفنان التشكيلي او الموسيقي او الباحث اهم واكبر من ان يفسر بانه مجرد توقف عن الكتابة .. هذا الارهاب الذي يمنحه الفراغ او المساحة هو الدافع الاصلي للابداع و الانتاج و ليس هو ابدا الدافع للتوقف... التوقف في رأي لا ينبع ابدا سوى من فقدان هذا الارهاب حيث تتحول المساحة البيضاء او الفراغ التشكيلي الى امر عادي لا يثير غريزة الابداع و لا يحفز انزيمات الابداع ... اذن هناك اولا المساواة بين اسماء لا تساو بينها من جهة و بين ازمان و ظروف و اجناس ادبية لا يمكن التقارب بينها من جهة اخرى وخصوصا حالة القميني القميئة.. و ثانيا هو العمود الفقري للمقالة و هو ارهاب المساحة او الورقة البيضاء الذي هو على عكس موقف كاتب المقال محفز للابداع وثالثا و اتمنى ان يشعر يوما بالارهاب امام صفحات هذا الملحق البيضاء قبل ان يمسك قلمه و يشهره في كل الاتجهات يمنة و شمالا يسرة و جنوبا و كانه دونكيشوتا صحفيا معاصرا يركب فوق كرسي وظيفته المستقرة في مؤسسة النهار المتميزة... طبعا هناك الكثير يقال حول ارهاب المساحة و حول اعتزال الكتابة وهو موضوع شائك معقد يجب دراسته فراديا و حتى بنيويا حسب كل حالة على حدة او ان يدرس بشكل عام كمفهوم العقم الادبي والشلل الابداعي بغض النظر عن الاسماء و احكام القيمة ... في النهاية شكرا للعلماني واتمنى متابعة النقاش و التحليل في الفكرة الاساسية للموضوع دمتم سالمين :wr: |