حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
ملاحظة على : كيف يبني الإنسان المعارف , وكيف يفهم - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: عـــــــــلــــــــــوم (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=6) +--- المنتدى: فلسفة وعلم نفس (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=84) +--- الموضوع: ملاحظة على : كيف يبني الإنسان المعارف , وكيف يفهم (/showthread.php?tid=19298) |
ملاحظة على : كيف يبني الإنسان المعارف , وكيف يفهم - نبيل حاجي نائف - 03-29-2006 ملاحظة على : كيف يبني الإنسان المعارف , وكيف يفهم إن الإنسان في بدايات حياته تفرض عليه أغلب المعارف من قبل مجتمعه . وهو إما يتقبل هذه المعارف بسهولة ويسعى إلى اتقانها , وبذلك يحقق غالباً نجاحاً فعالاً و سريعاً , لأن تلك المعارف المفروضة عليه هي غالباً متلائمة ومتوافقة بشكل كبير مع الأوضاع المادية والاجتماعية الموجودة . وإما أن لا يقبل هذه المعارف بسهولة , فهو يريد أن يفهم لماذا وكيف , هي كذلك , فهو يجدها غير مفهومة بشكل دقيق . فهو لا يدرك ولا يعرف أبعادها وخصائصها , لذلك هو يضع الفرضيات ويحاول أن يفسر ويفهم على طريقته الخاصة, ويضيع غالباً في متاهات العلاقات والتفسيرات , و يبزل جهده ليفهم ويعرف ويربط كل ما يعيشه من وقائع ومعارف في بناء فكري متماسك , وكلما كانت دائرة علاقاته ومعارفه أوسع كان الوصول إلى بناء فكري متماسك يضمها أصعب , لأن ذلك يستلزم منه المتابعة في توسيع معارفه وعلاقته لكي يفهم أكثر. وهو غالباً ما يضطر إلى أن يسلك مسار محدد وفي مجالات محدودة لأنه ملزم بتأمين متطلبات معيشته , وهذا يجعله يفقد القدرة على متابعة الكثير من مجالات المعرفة. وبما أنه ملزم بالوصول إلى أرض فكرية صلبة على شكل بناء فكري متماسك, فهو يكمل بناءه الفكري بالطرق المتاحة, وهو غالباً ما يعود ويتبنى ما تبنته الأغلبية. وهناك عقبة رئيسية تواجهه إذا أراد تطوير وتعديل البناء الفكري الذي قام ببنائه , هذه العقبة هي خصائص الجهاز العصبي فالتعديل والتطوير صعب , بالاضافة للمقاومة التي يلقاها من المحافظين في مجتمعه . ولكن يبقى بعض الأفراد الذين يسعون دائماً إلى فهم أوسع وأدق ولا يقبلون بالتفسيرات البسيطة بسهولة ويريدون الأعمق والأوسع و الأشمل . ويستمرون في الاستزادة من العلم والمعرفة والفهم والتفاعل مع ما يقابلونه في حياتهم ودون أن يكملوا بناؤهم الفكري ويغلقوه . فهم يتركونه دوماً قابل للاستزادة أو التعديل لأنهم لم يصلوا إلى الحقائق والمعارف الصحيحة بصورة مطلقة والثابتة, فهم دوماً يجدون أن هناك الأوضح والأصح والأدق . هؤلاء يستمرون في بناء أفكارهم ومفاهيمهم إلى مراحل متقدمة من العمر فهم كالأطفال دوماً يسعون إلى التعلم والمعرفة والفهم , وبعضهم يموت دون أن يكمل بناؤه الفكري لفهم هذا الوجود , فهو يدرك أنه يتعامل مع - الامتناهي – واللامعين - والمتحرك . فهذه أهم خصائص الوجود. ولفهم أي شيء أو وضع أو فكرة بشكل أوسع وأدق يجب معرفة تاريخها - عناصرها ومكوناتها - وأسبابها - وعلاقاتها بباقي الأشياء . فكل فهم يبنى ويكوًن نتيجة المعلومات عن العناصر والحوادث السابقة , وهذا يجعل الفهم التام مستحيل لأنه يتطلب معرفة كافة العناصر والحوادث وأصول هذه العناصر وهذا مستحيل. وقد تم حل هذه المشكلة بالاعتماد على بدايات وأسس يتم الانطلاق منها كمسلمات عالية الدقة أو صحيحة, وبناء المعارف عليها . ثم بعد ذلك يتم اختبار ما تم بناؤه والنظر إلى النتائج هل هي انطبقت على الواقع أم كذبت ولم تنطبق على الواقع , فعندها يعاد البناء أو تصحيحها . ويمكن أن تعدل المسلمات والأصول إذا استدعى الأمر ذلك . أي يحدث ما يشبه التغذية العكسية التصحيية من النهايات إلى البدايات . أي توضع مسلمات أو فرضيات وتختبر, فإذا جاء المستقبل وأكدها تم اعتمادها , وإذا لم يؤكدها عدلت أو بدلت , ثم يعاد اختبارها . وهذه الحركة المكوكية بين النهايات والبدايات المتكررة , هي التي تزيد من دقة المعرفة بزيادة درجة صحتها بزيادة درجة انطباقها على الواقع , وهذا ما يزيد من فهمنا للوجود بزيادة معرفتنا للمستقبل قبل حدوثه. |