حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
أكلتم تمري وعصيتم أمري - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: أكلتم تمري وعصيتم أمري (/showthread.php?tid=19398) |
أكلتم تمري وعصيتم أمري - human - 03-26-2006 أنا تئق وأنت مئق فكيف نتفق، هكذا هو الحال بين منظمة التحرير وحركة حماس، فلم تعد المنظمة قادرة على الصبر ولا حركة حماس قادرة على امتصاص الغضب العارم في المنطقة والعالم ككل. وبات واضحا وجليا أن محمود عباس قد فاض كيله على حكومة حماس لدرجة أنه أجرى اتصالات مع مسئولين إسرائيليين لإجراء محادثات سلام ربما كادت أن تكون سرية إلا أن صحيفة هآرتز صرحت بذلك علنا، في ظل الخلاف والجدل القائمين بين منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس. ولكن من هو المخطأ منظمة التحرير أم حماس؟ ساذجٌ من يعتقد أن منظمة التحرير مخطأة وأن حركة حماس على صواب، أو أن حركة حماس مخطأة ومنظمة التحرير على صواب، فكلا الطرفين مخطأ ولكن ليس كلا الطرفين على صواب، والحقيقة أن كل عمل صواب يقابله عمل خطأ، وأنا في هذا المقال لست بصدد إظهار سلبيات وإيجابيات كل من الطرفين ولكنني وجدت أنه من واجبي كصحفي أن أتحدث عن جوهر الخلاف الحالي والقائم بين منظمة التحرير وحركة حماس. الأصل أن حركة حماس لم تعترف باتفاقية أوسلو وهذا من حقها في ظل تعدد الأحزاب وتعدد الآراء فلا ضرر من وجود معارضة ولكن ليس من حق حماس التي قاطعت الانتخابات في المرة الأولى متحججة بأوسلو أن تدخل الانتخابات في المرة الثانية، فلولا وجود أوسلو لما كان هناك سلطة، وحكومة، ومجلس تشريعي، ولا انتخابات أصلا، التي سمحت لحماس بتقلد مناصب السلطة الآن. فلماذا تقف حماس عند أوسلو هذه الوقفة العنترية؟! ولماذا تجاوزت هذا الحد إلى درجة عدم الاعتراف بخطط المنظمة وعدم الاعتراف باتفاقية السلام المعترف بها دوليا والأنكح من ذلك عدم الاعتراف بيوم استقلال فلسطين ؟!. وأنا أستغرب هذا التصرف من حركة حماس، وأجد أنها كانت أنانية واستغلالية في دخولها للانتخابات كونها لا تعترف باتفاقية أوسلو التي هي من صنع منظمة التحرير ونسيت حماس اليوم أن أوسلو هي من أوصلتها إلى ما هي عليه الآن وأنها تأكل من خير ما جاءت به المنظمة ولكن "مع نكران للجميل"، فهل حركة حماس تستغفل نفسها أم أنها تستغفل الشعب الفلسطيني؟!. إن شرط حماس والقائم بعدم اعتراف حماس بإسرائيل إلا إذا اعترفت إسرائيل بحقوق الفلسطينيين هذا كلام معقول ومقبول من حماس، ولكن إلى متى ستبقى حماس رافضة الاعتراف بالاتفاقيات المبرمة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، خاصة أن الوضع الفلسطيني في حالة يرثى لها اقتصاديا وسياسيا، ولماذا لا تريد الاعتراف بيوم استقلال فلسطين، فإذا كانت حركة حماس تخشى على الشعب الفلسطيني فعليها أن تعي أن وقوفها في وجه الدول العظمى لن يجلب إلا التعاسة للفلسطينيين، وعلى حماس أن لا تقف إلى جانب الطرف "الخسران" فوقوفها مع إيران وسورية وعلى الرغم من أنه بَقْبَقةٌ في زقزقة إلا أن لهذا الكلام تبعات سياسية كبيرة لا الشعب الفلسطيني ولا العربي في مقدرة على مواجهتها. ويبدو أن محاولة أبو مازن لإجراء محادثات سلام سرية كانت أم علنية والتي للأسف باءت إلى الفشل كانت محاولة جيدة كون منظمة التحرير وعلى الرغم من أخطائها إلا أنها هي من جعل للفلسطينيين قضية دولية في مجلس الأمم المتحدة وليست حماس التي لم تكن آنذاك موجودة أصلا ولا أي حركة أخرى هي من صنعت للشعب الفلسطيني ولقضيته نقشا على ملفات الأمم المتحدة (فلســـطين) كما فعلت منظمة التحرير لتصبح قضية الفلسطينيين ملفا ساخنا على طاولة الأمم المتحدة، والبئر أبقى من الرِشاء. وأنا أعتقد أن الوضع الفلسطيني لا يتحمل أكثر مما هو عليه خاصة أن المخطط الجديد الذي أعلنه ايهود أولمرت مؤخراً والذي يقضي بخطة انسحاب من طرف واحد سيجلب التعاسة ومن ثم التعاسة للشعب الفلسطيني، وأتمنى أن تعلن حماس اعترافها بإسرائيل "هذا التمني ليس من أجل إسرائيل" ولكن لتضع حماس هذه المرة إسرائيل في "خانة اليك" ولتكشف للعالم أنها حركة سلام لا حركة إرهاب. إسرائيل كانت ومازالت دائمة التحجج بعدم وجود شريك حقيقي للسلام على الرغم من أن منظمة التحرير كانت تمد يد السلام إلا أن إسرائيل كانت تتحجج بأن العدو يقف وراء منظمة التحرير أقصد حماس، وها نحن اليوم في ظل حكومة منتخبة أساسها حماس فلا ضرر إذا اعترفت حماس بإسرائيل وباتفاقيات السلام المبرمة بين الطرفين، فنابليون بونابرت أعلن إسلامه في مصر ولورنس العرب تجرد من انجليزيته شكلا لا مضمونا واستطاع كل منهما أن يهزم عدوه، "يعني يا حماس كله حبر على ورق" إذا نجح الاعتراف وجاء بالسلام فليكن مقدسا وإذا فشل فليكن مصير الاعتراف جهنم، وهكذا تكون حماس قد كسبت تعاطفا عالميا معها خاصة إذا أثبتت تواضعها وقبولها للسلام وأظهرت للعالم أن إسرائيل هي التي لا تريد السلام بعد أن كانت إسرائيل دائما متحججة بغياب شريك حقيقي للسلام. |