![]() |
الرد على سورة العاصفة المزعومة - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58) +--- الموضوع: الرد على سورة العاصفة المزعومة (/showthread.php?tid=19399) |
الرد على سورة العاصفة المزعومة - Dexter_Paraclete - 03-26-2006 الموضوع الأساسي على الرابط: http://www.nadyelfikr.net/viewthread.php?f...fid=5&tid=38901 الرد: الحمد لله الذي أنزل الفرقان على عبده بلسان عربي مبين أعجز به أصحاب الألباب و أهل اللسان .. إخواني .. بعيداً عن القيل و القال و تبادل الاتهامات ، لا بد لنا أن نبين مدى ضعف هذا الكلام الذي تقدم به السيد ختيار و خاصة أنه يعترف أنه غير ضليع باللغة العربية. و لا أقول هنا أني كذلك، بل أنا مجرد مطلع على الاسلوب القرآني و دراساته النحوية و الأدبية و العلمية. لذلك ، و بعلمي المحدود جداً مقارنة بأهل اللغة سأقوم بتفنيد هذا النص لأبين للسيد ختيار نقاط الضعف فيها .. في مطلع نصه يبدأ السيد ختيار بواو .. و لا يُبدأ في اللغة العربية بواو إلا في حال القسم . فالطبيعي أن تكون هذه الواو هي واو القسم. أي أن تقدير الكلام: أقسم بالذي خلق فقدر.. و لنا أن نسأل .. من هو الذي خلق فقدر؟ الجواب الطبيعي: هو الله ! إذا فتقدير الكلام : أقسم بالله .. فلو كان الله هو المتحدث هنا (على اعتبار أن السيد ختيار يعارض النص الإلهي) فنفهم هنا أن الله يقسم بنفسه. و لنا أن نسأل سؤال: هل سمعتم بأي نص لغوي يرتقي ليكون أدبياً يبدأ بالقسم بذات القائل؟ أي الطبيعي أن يبدأ القسم بما هو أعظم من القائل كقولنا: و الذي نفسي بيده لأفعلن كذا و كذا.. و لا أقول: أقسم بنفسي! و من أعظم من الله ؟ لا أحد ولا شيء ! لذا نجد أن رب العزة تبارك و تعالى يقسم بعظيم صنيعه في القرآن الكريم فيفتتح بعض السور بقوله تعالى: والعصر .. إن الإنسان لفي خسر. و التين و الزيتون، و طور سينين، و هذا البلد الأمين.. لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم. و السماء و الطارق، و ما أدراك ما الطارق، النجم الثاقب.. إن كل نفس لما عليها حافظ. و غيرها الكثير من السور في القرآن لمن أراد الاطلاع. ثم تقول في العدد الثاني: وَ رَفَعَ الْشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ . هذا قسم آخر بالذي رفع الشمس و القمر .. و هنا نسأل : من هو المتحدث؟ هل أنت هو المتكلم هنا؟ كلا! لأنك تحدثت بعد ذلك عن العذاب المنزل على قوم نون فقلت: و أطلقنا عليهم ريحاً قاتلة . فهل أنت الذي أطلقت الريح ؟ كلا! فالمفترض من النص أن التقدير هنا لله. و أنوه هنا إلى الخطأ الذي وقعت فيه فقلت : رفع الشمس و القمر. و أنت تعلم أن الشمس و القمر لم يُرفعا . بل الأرض انفصلت عن الشمس و بدأت في الدوران حولها و كذلك القمر بالنسبة للأرض. فالتعبير القرآني كان أكثر دقة علمية من قولك حيث قال تعالى: و كل في فلك يسبحون. وَ فَتَقَ الْسَّمَاوَاتِ أسألك بالله، إن أردت أن تأتي بسورة تنافس فيها النص القرآني، فابتعد عن ألفاظ القرآن. فهذه تعتبر سرقة أدبية. إبحث عن لفظ هو أدق و أصح من لفظ القرآن في مسألة الخلق. عندما نقرأ في سور القرآن أمثال القسم الذي ذكرناه، فإننا نرى إشارات للمقسوم به تلفت إنتباهنا إلى أمر محدد . أما هنا فنرى أن النص يبدأ بالخلق و التقدير، ثم يتبعه برفع الشمس و القمر، ثم يتبعه بفتق السماوات ثم بإنزال المطر. و معلوم للجميع أن مرحلة خلق الشمس و القمر كانت بعد فتق السماوات. فهنا و قعت بخطأ علمي كبير. وَ خَلَقَ الْجِنَّةَ وَ الْبَشَرَ وَ شَقَّ الْبَصَرَ .. نلاحظ هنا أن شق البصر كان بعد خلق البشر، و هذا خطأ علمي كبير كما يعلم الجميع، فلا يكتمل الخلق دونما شق للبصر .. و هنا أتسائل حول المعنى بالمقصود بشق البصر: فهل البصر كان مقفول عليه ثم شقه؟ وَ فَلَقَ الْحَجَرَ وَ فَجَّرَ الأَنْهَارَ تَجْرِي بِقَدَرٍ .. أَشَرِيِكٌ مَعَ اللهِ الْعَظِيِمِ هنا ينتهي القسم بعد تفجير الأنهار و جريانها بقدر. نلاحظ هنا أن تفجير الأنهار كان لاحقاً لخلق البشر. فيفقد النص هنا أيضاً من بلاغته في الترتيب الشيء الكثير. بالإضافة إلى ابتدائه بقسم غير ملائم كما بينا. بعد هذا القسم الطويل، لازلنا في انتظار جواب القسم . سأضرب أمثلة من القرآن حتى يتبين للقارئ العادي ما نرمي إليه. يقول الله تعالى: وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) فيقسم الله تعالى بعجيب صنيعه و هو العصر . ثم يلحق هذا القسم بجوابه (إن الإنسان لفي خسر) و يقول أيضا: وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) هنا القسم بثلاث أماكن مقدسة نزلت فيها الكتب السماوية الثلاثة: الزبور(التين و الزيتون) و التوراة (طور سينين) و القرآن (هذا البلد الأمين) ثم يلحقها بجواب القسم : لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم.. جواب القسم لابد أن يكون مثبتاً، و لا يجوز أبداً أن يكون غير ذلك. يمكنك مراجعة بعض السور للتعرف على اسلوب القسم و جوابه مثل: العاديات، الضحى، البروج، و غيرها كثير .. أما جواب القسم الذي أدرجته هنا هو : أَشَرِيِكٌ مَعَ اللهِ الْعَظِيِمِ و هو سؤال استنكاري يفيد النفي .. و تقدير الكلام هنا: إقسم بنفسي ألا شريك مع الله. لا يكون جواب القسم إلا مثبتاً و لا يأتي بالصيغة التي أدرجتها (استنكار يفيد النفي) .. فالصيغة التي استخدمتها يا عزيزي لابد أن يسبقها حجة.. و لم يسبقها إلا القسم الذي لم يجد جواباً مثبتاً إلى اليوم! ماذا أعني بقولي: حجة تسبقها؟ عندما تقرأ قوله تعالى في سورة النمل تفهم ما أقصد: أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) الحجة هنا: خلق السماوات و الأرض و إنزال الماء و إنبات الحدائق و عجزهم عن إنباتها ، ثم يأتي السؤال الاستنكاري المفيد للنفي: أإله مع الله؟ أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61) الحجة هنا: من جعل الأرض قراراً و الأنهار من خلالها و الرواسي لها و الحاجز بين البحرين؟ أليس هو الله وحده؟ فكان السؤال الاستنكاري: أإله مع الله ؟ تابع الآيات لمزيد من الأمثلة .. كَلاَّ وَ الْمَطَرِ(9) وَ الْتُّرَابِ إِذَا زَفَرَ هنا قسم جديد أتمنى أن أجد جواباً له في نفس النص و أريد أن تبين لنا معنى : و التراب إذا زفر ، و ما المقصود منها و ما تحمله من معاني ، فلم أرى فيها إشارة إلى ظواهر علمية أو حياتية.. بل لم أجد له معنى .. لَتُبْعُثُنَّ مِنَ الْحُفَرِ زُمَراً زُمَراً فَيَعْلَمُ مَنْ كَفَرَ الحمد لله.. لم ننتظر كثيراً حتى وجدنا جواب القسم و بغض النظر عن اسلوب البعث زمراً، إلا أن استخدام كلمة الحفر للإشارة إلى القبور هو تشبيه ضعيف.. فالقبر قد يكون ظاهراً فوق الأرض و لا يشترط فيه أن يكون في حفر فقط. أمر آخر هنا: يبدو أن السيد الختيار لا يعلم الفرق بين الواو و الفاء للعطف و الاستئناف. من المعلوم عند أهل اللغة أنّ حرف الفاء يدل على الترتيب والتعقيب؛ فعندما نقول:"جاء أحمد فمحمود" فإننا نقصد أن نقول:" جاء أحمد وجاء بعده محمود، بغير فارقٍ زمنيّ طويل"، فحرف الفاء يشير إلى العلاقة الترتيبيّة والزمنيّة بين الفعلين: (جاء و جاء)، وعليه لا بدّ أن يأتي في اللفظ بين الفعلين. أمّا حرف الواو فلا بدّ أن يأتي أيضاً بين الفعلين، ولكن لا يدلّ بالضرورة على ترتيب ولا تعقيب. و هنا نسأل: كيف تقول على الله أنه يعلم من كفر بعد الخروج من القبور؟ ألا يعلم من كفر قبل البعث؟ بل و قبل الخلق نفسه؟ هذه الفاء هنا أنزلت بالأسلوب البلاغي و الأدبي إلى المستوى الابتدائي الذي لا يصلح معه الاستمرار في الرد. و لكننا سنتابع إلى النهاية. أَنَّ الْعَاقِبَةَ لِمَنْ شَكَرَ .. وَ صَلّى وَ نَحَرَ .. وَ صَدَّقَ بِالْقَدَرِ .. أولئك في الْنَعِيمَ الأَكْبَرَ .. وَ أَمَّاَ مَنْ تَأَخَّرَ .. وَ نَسِيَ رَبَّهُ وَ أَدْبَرَ .. فَلَهُ مَقَاَمٌ مِنْ حَرَرٍ .. بعد الصورة التي صورها لنا السيد الختيار : صورة البعث من القبور .. بدأ الحساب .. فمن شكر و صلى و نحر و صدق بالقدر فله العاقبة و هو النعيم الأكبر. و أما من تأخر (ولنا تعليق على هذه الكلمة) و نسي ربه و أدبر فله مقام من حرر.. أرجو أن تبقى هذه الصورة في بالكم جميعاً.. أما قوله: أما من تأخر، فإني أسأل: تأخر عن ماذا؟ هذه الكلمة هنا قد أودت بالصورة التي حاول نسجها إلى سلة المهملات.. فلا نجد ما يقابلها في صورة الشاكر و المصلي و الناحر.. أضرب مثالاً عما أعنيه في هذه المقابلة: قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا (87) َأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) - الكهف هنا نرى المقابلة بين الصورتين لا يشوبها أي شائب: الظالم و المؤمن الذي عمل صالحاً.. فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ (19) إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ (20) ... وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ (26) - الحاقة هنا صورة أخرى لمن أوتي الكتاب باليمين و لمن أوتي الكتاب بالشمال. فَأَمَّا مَن طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) - النازعات و هذه صورة أخرى لا تشوبها الشوائب بين من طغى و بين من خاف مقام ربه. و الأمثلة على ذلك كثير.. و الآن ، بعد وصلنا بالصورة إلى الحساب بعد البعث من القبور، يقول النص بعد ذلك: يَوْمَ تَئِزُّ الأَرْضُ أَزًّا .. وَ تَرِزُّ الْرُّعُوُدُ رَزّاً .. وَ تَنِزُّ الْقُبُوُرُ نَزّاً .. إِنَّهُ يَوْمُ الْنَّفِيرِ .. هذه الصورة هنا اعترضت الصورة السابقة و عادت بنا إلى ما كنا قد انتهينا منه.. يفترض أن تكون هذه الصورة قبل البعث و الحساب لا بعدها! انتهت هذه الصورة بالإقرار أنه يوم النفير .. و قد يقصد منها أنه يوم القيامة و الحساب. لا بأس في ذلك مادامت الصورة قد انتهت عند الجملة المثبتة: إنه يوم النفير! .. ضعوا هذا في بالكم و الآن أطلب من السيد الختيار أن يأتيني بمعاني الكلمات التالية من المعجم حتى نتمكن من التعليق عليها: -تـئـز الأرض (بالهمزة على نبرة لعدم وضوح الخط) - ترز الرعود - تـنز القبور بعد هذا الوصف و هذه الصور المشوهة المتتابعة و التي أخذتنا إلى الأمام و إلى الخلف دونما تركيز يعود النص ليتابع: يَوْمَ تَعْصِفُ الْعَاصِفَةُ .. تَتْبَعُهَا الْقَاَصِفَةُ .. ضَاَرِبَةٌ رَاَجِفَةٌ .. يَهْرَعُوُنَ مِنَ الْقُبُوُرِ الْهَاَلِكَةِ .. يَقُولُونَ يَاَ لَيْتَهَا كَانَتْ الْزَّائِفَةَ .. ذَلِكَ يَوْمُ الْمَشِيِبِ صورة أخرى أعادتنا إلى البداية لتصف مرة أخرى ذلك اليوم (يوم المشيب) نلاحظ هنا كيف أن الكاتب لم يرتب أفكاره في هذا النص المكون من عدة سطور .. فكيف به يتحدى القرآن ؟ هذه الصورة تأكد ما ذهبنا إليه في أن الخروج من القبور يأتي بعد ذلك اليوم المسمى تارة يوم النفير و تارة يوم المشيب و ليس قبله. أما الصور التي كوناها من النصوص السابقة: البعث من القبور زمراً، ثم الحساب، ثم وصف ليوم النفير المفترض فيه قبل البعث من القبور، و ثم يأتي يوم المشيب و البعث من القبور مرة أخرى! إني أتسائل، كم مرة سنبعث من القبور؟ هل تلاحظون الصور المشوهة المنقولة؟ أما قوله: يا ليتها كانت الزائفة.. و الزائفة من الزيف و الخداع ، و يفهم من النص أن الزائفة هنا هي الحياة التي غرت هؤلاء المبعوثين و خدعتهم بزيفها .. و هي الحياة الدنيا. و السؤال هنا: هل يعقل أن يقول من خرج من القبر: يا ليتها كانت حياتي الأولى؟ و هل خرج في حياته الأولى من القبر أساساً؟ بينما القرآن يقول ناقلاُ كلام المبعوثين من القبور: يا ليتها كانت القاضية ، ما أغنى عني ماليه ، هلك عني سلطانيه .. أي يا ليت موتتنا هذه كانت قاضية علينا و لم نبعث من القبور، فلم يغني مالي الذي جمعته طيلة حياتي من الله شيئاً. أمر آخر في هذه الصورة .. و هو : يوم المَشيب بفتح الميم .. و هو على وزن فَـعِـيْـل أي: الرجل أو المرأة الذي شاب شعره .. فما هي الصورة التي نحاول رسمها في قولنا: يوم المشيب؟ أليس هو اليوم نفسه للصغار أيضاً؟ و يتابع النص فيقول: لَيْسَ لَهُمْ فِيِهِ إِلاَّ الْنَّحِيِبِ (29) وَلاَ مُجِيِبٌ و تنتهي الصورة هنا حيث ليس لهم إلا النحيب دونما إجابة .. يفترض هنا أن تأتي الصورة حول تفاصيل الحساب بعد البعث من القبور و ليس في بداية هذه الصور المشوهة! سألخص الصور المتتابعة حسب الترتيب في النص لنرى سوية مدى التشويه فيها: البعث من القبور زمراً فيعلم الله من كفر فتكون العاقبة لمن شكر و الحرر لمن كفر ثم عودة لوصف يوم النفير المفترض أنه سابق للبعث من القبور، و مرة أخرة وصف ليوم المشيب و ثم الخروج من القبور مرة أخرى! و هنا تنتهي الصورة بالنحيب دونما إجابة. هل لاحظنا سوية هذه الصورة المشوهة؟ قارنوا هذه الصورة بقوله تعالى: إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) قارنوا الصورة السابقة بقوله تعالى: الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ (5) فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11) بعد هذه الصور المتتابعة يقول النص: وَ قَوْمُ نُوُنٍ كَذَّبُوُا بِالآَجِلَةِ.. هنا بدأ الحديث عن قصص الأولين . هل لاحظتم عدم ترتيب الأفكار؟ بل و الأدهى من ذلك: ابتدأ القصة بحرف عطف! عطف على أي رواية؟ قصة البعث و يوم المشيب و المفير؟ و ما دخل هذا بذلك لتعطف عليها؟ الأجدر بك أن تبدأ بالإثبات و ليس العطف ! لنقرأ النص كاملاً: وَ قَوْمُ نُوُنٍ كَذَّبُوُا بِالآَجِلَةِ (31) وَ قَاَلُوُا مَاَ لَنَا مِنْ آَفِلَةٍ (32) إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاَةٌ زَاَئِلَةٌ(33) فَأَخَذْنَاَهُمْ بِالْعَاَجِلَةِ (34) وَ أَطْلَقْنَاً عََلَيْهِمْ رِيِحَاً قَاَتِلَةً (35) أَخَذَتَْهُمْ فِي الْقَاَئِلَةِ (36) فَكَاَنَتْ الْقَاَضِيَةُ (37) لاَ يَمْلِكُوُنَ مِنْهَاَ حَاَئِلَةً (38) فَكَاَنُوُا فِيِ الْسَّاَفِلَةِ (39) جَزَاءَ الأَيَّاَمِ الْسَّاَلِفَةِ (40) هل تقصد قوم نون أم قوم ذا النون؟ ما لنا من آفلة !!!! هل تعلم ما معنى آفلة ؟ أي : ما لنا من مهرب !! غريب أن يقول الكفار هذا! إن هي إلا حياة زائلة: الكل يعلم أنها حياة زائلة .. مسلمين و مسيحيين ملحدين و لا دينيين ولا أحد ينكر هذا. فالله لا يعاقب الناس على اعتقادهم أنها حياة زائلة .. بل يعاقبهم على كفرهم بالبعث من القبور .. لاحظ قوله تعالى: إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ .. وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ... فكانت القاضية: هل القاضية هنا تعني دونما بعث و نشور بعد ذلك؟ لقد هدمت هذه الكلمة كل ما حاولت أن تبنيه في الأعداد السابقة التي تكلمت فيها عن البعث من القبور و يوم المشيب و النفير! و الآن لنقم بدراسة المقدمة و الخاتمة .. بدأ النص بقسم – غير مكتمل – عن وحدانية الله و فيه إشارات الخلق و البعث و النشور و كانت الخاتمة تتحدث عن قصة قوم نون و جزاءهم في الحياة الدنيا و الآخرة، فهل في ذلك أي ربط أو ملائمة؟ ماذا أعني بهذا؟ لنأخذ بعض الأمثلة من القرآن الذي حاولت معارضته بنصك هذا: نقرأ في بداية سورة يوسف: الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) ثم تختم السورة بالآية التالية: لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) تبدأ سورة البقرة بنصرة كتاب الله و بيان للذين بالغيب و يقيمون الصلاة و ينفقون بأنهم على هدىً من ربهم، ثم تختم السورة بالشاهدة للرسول بالإيمان و من معه من المؤمنين و الإقرار بأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها و الدعاء بالنصرة. فكانت الخاتمة ملائمة لفاتحة السورة. بدأت سورة الإسراء بالتسبيح لله و ختمت بالحمد لله و التكبير له، فكانت الخاتمة مائمة لفاتحة السورة.. و غيرها الكثير الكثير .. أما في نصك الذي قدمته، فقد كانت فاتحتك فيها: القسم على وحدانية الله و ختمتها بجزاء قوم نون بأنهم كفروا بالآجلة (أي يوم القيامة و الحساب) فهل لاءمت المقدمة الخاتمة؟ بالطبع كلا! بعد هذه الدراسة البسيطة للنص من قبل عبد لله غير متخصص في اللغة العربية، هل تجرؤ على القول أنك أتيت بسورة من مثله؟ أوجه شكري العميق لك يا سيد الختيار لأنك ما زدتنا إلى إيماناً و تمسكاً بالقرآن الكريم .. و آخر قولي أن أهديك هذه الآيات علها تترك أثراً في نفسك: وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين الرد على سورة العاصفة المزعومة - Maertin - 03-26-2006 Dexter_Paracleteالزميل الفاضل حقيقة لك شكرى على لردك الوافى و تحليلك البديع كلما قرأت لأحدهم يحاول ان يأتى بسورة من مثلة يثبت لى ان كلام الله المعجز لا مجال لمحاكاته فليستمروا فى محاولاتهم الساذجة فهذا لا يزيدنا الا ايمانا الرد على سورة العاصفة المزعومة - Le3uonk - 03-26-2006 [CENTER]صح السانك اخوي وسلمت لي تعقيب : رأيت موضوع في المنتدى وهو لماذا لايرسل الله رسول بعد الرسول محمد ... وهم يتعللون بأنهم ليس لهم حجة بأن الله يحاسبهم لأن لم يأتي رسول في زمانهم ... فأنأ أقول لهم .. ان الله أرسل الرسول محمد وأرسل معه القرآن العظيم وحفظة الله وتكفل بحفظة إلى يوم الدين لكي يكون حجة لك في زمانك وإلى المستقبل القريب والبعيد وهو معجزة وهو كلام الله و تحدى كل من في الكون فيه تحياتي -[/CENTER] الرد على سورة العاصفة المزعومة - مستر كامل - 03-26-2006 رد شافى ووافى .. مع العلم انه لم تتح الفرصة للزملاء للرد بحرية على التوبيك المزعوم واشترط صاحب التوبيك شروطا استعلائية على السادة الأعضاء فى الردود مما جعلنى انسحب من هذا التوبيك وقام بقية الاخوة بالواجب. تحياتى الحارة اليك مرة أخرى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته الرد على سورة العاصفة المزعومة - مجرد تفكير - 03-26-2006 جزاك الله خيرا وبارك فيك الرد على سورة العاصفة المزعومة - Dexter_Paraclete - 03-26-2006 بارك الله فيكم جميعاً و أسأل الله لنا و لكم الهداية و التوفيق الرد على سورة العاصفة المزعومة - الختيار - 03-26-2006 يقول صاحب الشريط : اقتباس:في مطلع نصه يبدأ السيد ختيار بواو .. و لا يُبدأ في اللغة العربية بواو إلا في حال القسم . فالطبيعي أن تكون هذه الواو هي واو القسم. أي أن تقدير الكلام: لا أدري ما السبب وراء بداية نقدك بهذا الأمر الضعيف !! و أنا أريد أن أسأل زميلنا : هل هذا رأيك الشخصي أم أنك اعتمدت علوم اللغة في حكمك هذا ؟؟ يعني هل أنت استنتجتَ بأنه يمتنع على الله أن يقسم بنفسه أم قرأتها لأحد علماء اللغة ؟ سأترك لك الإجابة في ردك القادم ، و لكن دعني أذكرك بالآية التي تقول : فَلاَ [COLOR=Blue]وَرَبِّكَ(65) النساء . و يقول ابن كثير في تفسيره : وَقَوْله " فَلَا وَرَبّك لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوك فِيمَا شَجَرَ بَيْنهمْ " يُقْسِم تَعَالَى بِنَفْسِهِ الْكَرِيمَة الْمُقَدَّسَة أَنَّهُ لَا يُؤْمِن أَحَد حَتَّى يُحَكِّم الرَّسُول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَمِيع الْأُمُور ...... الخ . هل ترى يا زميلي ؟ ها هو الله حسب القرآن يُقسم بنفسه . هل ستسخر منه أيضاً و تقول : اقتباس:هل سمعتم بأي نص لغوي يرتقي ليكون أدبياً يبدأ بالقسم بذات القائل؟ أنتظر تعلقيك حتى أكمل باقي النقاط التي ذكرتها ، و التي لا تختلف كثيراً عن حال ما استهللت به مقالتك . و آسف إن عكّرت صفو الجو هنا . و لكم مني أجمل وردة :wr: تحياتي الرد على سورة العاصفة المزعومة - Dexter_Paraclete - 03-26-2006 قلت: لا أدري ما السبب وراء بداية نقدك بهذا الأمر الضعيف !! هو ضعيف في نظرك ، و كان أول نقطة يمكن ملاحظتها في النص. قلت: هل هذا رأيك الشخصي أم أنك اعتمدت علوم اللغة في حكمك هذا ؟؟ يمكن لكل من له القدرة على التذوق الأدبي للنصوص معرفة هذا الكلام,[MODERATOREDIT] و لا أحسبك منهم.. [/MODERATOREDIT]لاحاجة هنا لسؤال أهل العلم و الاختصاص. فكما قلت لك النص لا يرقى لمستوى عرضه على أهل العلم و الاختصاص .. يمكن للقارئ العادي أن يرى الفرق. أما بالنسبة للقسم بذات الله فأرجو أن تقرأ جيداً ما قلت: هل سمعتم بأي نص لغوي يرتقي ليكون أدبياً يبدأ بالقسم بذات القائل؟ لم أنكر إمكانية القسم بذات الله من قبل الله نفسه. بل إنكاري هنا بالابتداء بالقسم بذات المتحدث .. فهذا ليس من البلاغة الأدبية في شيء .. يمكنك الابتداء بالقسم بذات الله على أن القائل هو الله نفسه ، إلا أن ذلك ليس من البلاغة في شيء .. [MODERATOREDIT]و كما قلت لك، لا أحسبك ممن يتذوقون الأدب و البلاغة اللغوية .[/MODERATOREDIT] الدليل الذي قدمته لي من القرآن هو من سورة النساء الآية رقم 65 و ليست افتتاحية! و تعقيبي كان على الابتداء بالقسم بذات القائل. إن أردت هدم هذه النقطة التي اعتبرتها ضعيفة فأت بآية افتتاحية في القرآن الكريم بيدأ فيها الله القسم بنفسه! لن تجدها لكونها تخرج عن البلاغة الأدبية.. الرد على سورة العاصفة المزعومة - الختيار - 03-26-2006 اقتباس:أما بالنسبة للقسم بذات الله فأرجو أن تقرأ جيداً ما قلت: :o هكذا و على رؤوس الأشهاد !!! هذا تحريف صريح لمقولتك يا زميل !!! تقول : "لم أنكر إمكانية القسم بذات الله من قبل الله نفسه." :o ألست القائل : اقتباس:فلو كان الله هو المتحدث هنا (على اعتبار أن السيد ختيار يعارض النص الإلهي) فنفهم هنا أن الله يقسم بنفسه. يا عزيزي أنت نفيت أن يُقسم أي شيء بنفسه ، فقلت "لا أقول: أقسم بنفسي" ، و بعد أن وضحت لك هذا الخطأ تقول أن مشكلتك كانت مع الابتداء !!! محاولة جيدة للتملّص من الخطأ الذي وقعتَ فيه ، و لكن تعليقك على اآية الثانية يوضّح قصدك لقسم الله بنفسه بما لا يدع مجالاً للشك حيث قلت : ثم تقول في العدد الثاني: وَ رَفَعَ الْشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ . اقتباس:هذا قسم آخر بالذي رفع الشمس و القمر .. و هنا نسأل : من هو المتحدث؟ هل أنت هو المتكلم هنا؟ كلا! لأنك تحدثت بعد ذلك عن العذاب المنزل على قوم نون فقلت: و أطلقنا عليهم ريحاً قاتلة . فهل أنت الذي أطلقت الريح ؟ كلا! فالمفترض من النص أن التقدير هنا لله. هل هذا ابتداء ؟؟ لماذا إذاً تحتج على هذا القسم ؟ بل تثبت لنا باستدراج منطقي و عقلي أن صاحب هذه الجملة هو الله حسب السياق ، فما مشكلتك مع هذا القسم ؟؟؟ هل تجد أنه كالقسم السابق لا يصح لغةً لأن الله أقسم بنفسه ؟؟؟ يؤكد هذا قولك "هذا قسم آخر " أي أنه حالة أخرى مشابهة للحالة السابقة ، فما هي الحالة السابقة ؟ الابتداء !!! أم قسم الله بنفسه ؟؟ أرجو أن نسمع رأي الزملاء المسلمين في هذه النقطة . تعليق في الهامش : اقتباس:إن أردت هدم هذه النقطة التي اعتبرتها ضعيفة فأت بآية افتتاحية في القرآن الكريم بيدأ فيها الله القسم بنفسه! لن تجدها لكونها تخرج عن البلاغة الأدبية.. هل هذه بدعة لغوية جديدة ؟؟؟ يعني لا يصح لغةً إلا ما استعمله القرآن ؟ بل و بالطريقة التي استعملها فقط ؟؟؟ من أين لك هذا يا زميلي الكريم ؟ تحياتي الرد على سورة العاصفة المزعومة - Dexter_Paraclete - 03-26-2006 لقد أشعرتني بعقم الحوار معك من أول مداخلتين بيني و بينك ! يا عزيزي .. أكرر مرة أخرى.. استنكاري الابتداء بالقسم بذات المتحدث .. الابتداء ! الابتداء الابتداء ! لا أقول عدم صحة ذلك لغويا و نحوياً و قواعدياً .. الاستنكار هنا للبلاغة التي نسبتها لنفسك و لنصك هذا لتنافس فيه النص القرآني.. لم أشترط عليك الالتزام بما جاء به القرآن .. بل كان ذلك إشارة للضعف البلاغي للابتداء بالقسم بذات المتحدث.. أرجو أن تكون الفكرة قد وصلت! هل تعلقت بقشة خشية الغرق و تركت البحر كله تلطم أمواجه بنصك يمنة و يسرة؟ |