حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
عندما تصبح «اللبننة» اسلوباً إيجابياً للتغيير / راغدة درغام - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: عندما تصبح «اللبننة» اسلوباً إيجابياً للتغيير / راغدة درغام (/showthread.php?tid=19663) |
عندما تصبح «اللبننة» اسلوباً إيجابياً للتغيير / راغدة درغام - Truth - 03-18-2006 عندما تصبح «اللبننة» اسلوباً إيجابياً للتغيير نيويورك - راغدة درغام الحياة - 17/03/06// الفرز الجغرافي - السياسي الذي يحدث في منطقة الخليج والشرق الأوسط على مستوى الدول الكبرى لن ينتهي بأيام وأسابيع، بل الأرجح انه سيستغرق شهوراً وسنوات. كل الملفات ازدادت تعقيداً وكذلك ترابطاً في بعض الأحيان مع ان النفط يبقى أهم محرك للعلاقة الروسية - الصينية مع ايران، كما يبقى ركيزة اساسية في السياسة الاميركية نحو المنطقة. طهران تقدر أهميتها القصوى في علاقات الكبار لاعتبارات نفطية وهي عازمة على الاستفادة الى أبعد الحدود كي تحقق حلم الدولة الكبرى اقليمياً وتهيمن على المنطقة العربية. العرب في حيرة وخوف يترقبون التحركات الايرانية والمساعي الدولية لاحتواء الأزمة النووية. بعضهم يحاول التأثير في ايران عبر استرضائها وتقديم الخدمات لها، وبعضهم يحاول فتح حوار معها للأخذ والعطاء. وهناك البعض الذي يفهم تماماً ما هي الطموحات الايرانية الاقليمية ويفهم ايضاً كيف أتت الحرب الاميركية في العراق بفوائد على ايران وعلى الأنظمة العربية. بين الاضرار الضخمة التي سببتها الحرب الأميركية في العراق نشوء معادلة ذهنية تربط بين الإطاحة بالأنظمة المستبدة وبين اندلاع الفوضى والتشرذم والحرب الأهلية في البلاد. ففشل ما سُمي بالنموذج العراقي كوسيلة للانتقال من الاستبداد الى الحرية ومن الديكتاتورية الى الديموقراطية لم ينسف الطموحات الأميركية فحسب، لقد نسف حلم بعض أهل المنطقة العربية بالتغيير. فما فعلته الحرب الأميركية في العراق أصبح كابوساً يمنع استفاقة الناس ويزيد من إحباطهم واستسلامهم لإملاء الأنظمة، بل ان الأمر اسوأ من ذلك، فلقد أصبح الخوف من مصير كمصير العراق حافزاً للتمسك بالأنظمة بصفتها صمام الأمان بغض النظر عما إذا كانت فاسدة أو تقمع وتحكم بالإذلال. هذا باستثناء لبنان، حيث كانت التجربة عكس التجربة العراقية بكل المقاييس بدءاً بناحية الاحتلال. فلبنان تحرر من احتلال وهو لا يزال يقاوم تشعباته ومحاولات احيائه عبر الأطراف الموالية لدمشق وبالذات الفصائل الفلسطينية التي تصر على حمل السلاح خارج المخيمات الفلسطينية. «حزب الله» يتصرف كدولة داخل دولة متمسكاً بسلاحه، لكنه لا يقوم بالاحتلال لأنه جهة لبنانية وليس جهة خارجية. إذاً فالفارق بين التجربة اللبنانية وتلك العراقية هو ان أزمة العراق الراهنة جاءت نتيجة الاحتلال الاميركي للعراق وكذلك الاحتلال «العربي» المتمثل بالقوى الارهابية - الزرقاوية منها والبن لادنية - التي تلبس قناع مقاومة الاحتلال. هناك مقاومة عراقية للاحتلال الاميركي، انما هناك ايضاً ارهاب عربي وغير عربي يستخدم المقاومة العراقية لمآربه الخاصة، وبالتالي فإن ما أتى على العراق بالمآسي جاء من الخارج ولم ينبع اساساً من الداخل العراقي. هذا لا ينفي ان اطاحة نظام الرئيس المخلوع صدام حسين نفذت رغبة شعبية عراقية بالتخلص من النظام الاستبدادي الذي جاء بالبؤس على الشعب العراقي وانها لربما لم تكن في المستطاع من دون العمليات العسكرية الاميركية. فالمشكلة الأساسية في المجتمعات العربية تكمن في افتقادها الثقة بنفسها لإحداث تغيير في الأنظمة يأتي من الداخل. لذلك، فإنها تربض تحت إمرة الأنظمة التي تكرهها وتحلم بتدخل خارجي ينقذها منها. فشل التجربة العراقية دب الرعب في القلوب لأن البديل عن الوضع الراهن، اذا كان يشبه العراق، بديل مرفوض ومستبعد الآن. ما يفوت الشعوب العربية الراغبة بالتغيير وتخشاه الآن، هو ان «العرقنة» ليست ابداً الخيار الوحيد المتاح، بل ان «اللبننة الجديدة» تشكل نموذجاً ايجابياً يمكن الاقتداء به. في الماضي كانت «اللبننة» تعني الحروب الاهلية والقتل العشوائي على اساس المذهب والدين. كانت تعني تحول البلد الى محطة استقطاب للدول المجاورة التي يواجه بعضها بعضاً بعيداً عن أراضيها. فلبنان كان مختبراً لهوامش الديموقراطية المرجوة عربياً وساحة حرب بالنيابة بين سورية واسرائيل. اليوم باتت «اللبننة» تعني خروج المليون الى الشارع لإحداث التغيير من الداخل بمعونة من الخارج. فلولا الشعب اللبناني الذي هتف بإخراج القوات السورية لكانت هذه بقيت تتحكم بلبنان واللبنانيين. و «اللبننة» تعني اليوم ان التعاون بين الداخل والخارج المتمثل بمجلس الأمن الدولي وقراراته هو تعاون مجدٍ. فرئيس الجمهورية الذي مددت له سورية بالقوة، اميل لحود، بات رئيساً بلا صدقية، سمعته العالمية ملطخة لأنه باق في المنصب على رغم مطالبة الأكثرية الشعبية بأن يتنحى. ما سيدفعه خارج قصر بعبدا هو التزاوج بين المطالب الشعبية والقرارات الدولية. كذلك الأمر في ما يخص الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية. فعلى رغم كل جهود سورية كي تعزز الميليشيات الفلسطينية وكل جهود ايران لتمويل البنية العسكرية لـ «حزب الله» فإن التزام الدول الاعضاء في مجلس الأمن تنفيذ القرار 1559 سيجبر دمشق وطهران على اعادة النظر. قد لا يكون الأمر سهلاً، بل ان تقاطع الملفات وترابطها يجعلانه حقاً معقداً. هذا لا ينفي انه لمن الصعوبة البالغة على اي عضو في مجلس الأمن ان يتملص مما يطالب به القرار 1559 من تفكيك للميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية. وهذا سيدفع بالدول الصديقة لدمشق وطهران كي تدلي النصيحة الحسنة لهما، وإلا فإن هذه الدول وعلى رأسها روسيا ستواجه بتهم تعطيل قرارات تم تبنيها بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف طرح مع نظيره السوري وليد المعلم هذا الاسبوع مسألة التعاون السوري مع قرارات مجلس الأمن، وتحدث معه في شأن مزارع شبعا الواقعة بموجب «الخط الأزرق» الذي صادقت عليه روسيا في مجلس الأمن في الاراضي السورية. دمشق تقول ان هذه المزارع لبنانية، دعماً لما تسميه «منطق المقاومة» الذي يبرر من وجهة نظرها تمسك «حزب الله» بسلاحه في وجه الاحتلال الاسرائيلي لمزارع شبعا. الأمم المتحدة تقول ان هذه المزارع سورية طبقاً للخرائط التي لديها. مبعوث الأمين العام الخاص لمراقبة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن، كان عام 2000 مكلفاً من قبل الأمين العام بالتفاوض على تنفيذ القرار 425 الذي طالب اسرائيل بالانسحاب من الاراضي اللبنانية. اسرائيل وافقت على تنفيذ القرار بعدما عارضته لسنوات وذلك بعدما فرضت عليها المقاومة اللبنانية كلفة غالية للاستمرار في احتلالها لجنوب لبنان. تيري رود لارسن هو صاحب «الخط الأزرق» الذي عُرف أحياناً بـ «خط لارسن» والذي توصل اليه بعد مسح على الأرض قام به خبراء مستعينين بأكثر من 80 خريطة مفصلة أثبتت كلها أن مزارع شبعا سورية، باستثناء خريطة واحدة تم التأكد من أنها خريطة مزورة. تيري رود لارسن اجتمع مع وليد المعلم في موسكو في لقاء احيط بسرية، وقالت مصادر إنه كان «ايجابياً»، فيما قالت مصادر أخرى إنه لم يحرز أي تقدم في موضوعي مزارع شبعا والسلاح خارج المخيمات. رود لارسن سيتوجه الى المملكة العربية السعودية وقطر ومصر والأردن قبل أن يزور لبنان لبضعة ايام. تلك المحطات العربية مهمة للغاية، خصوصاً أن هناك كلاماً متزايداً عن «صفقات» وعن «مقايضات» باسم استقرار الأنظمة تجنباً لـ «عرقنة سورية»، وباسم التهدئة في لبنان. بعض الجهود العربية يُبذل لـ «التوسط» بين لبنان وسورية، وبعضها لحماية النظام السوري من المحاسبة على تورط ما في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ورفاقه الـ21 وكذلك 14 محاولة اغتيال أخرى أسفرت عن اغتيالات لقيادات نيابية وصحافية يوجد بينها كلها رابط من نوع ما. ما يلفت أقطاب الوساطات العربية عند شرحهم لماذا التمسك ببقاء النظام السوري في السلطة هو أن إسرائيل لا تريد تغيير النظام في دمشق، وأن أكثرية المنظمات اليهودية الأميركية الموالية لإسرائيل هي الآن في مقدم الذين يعارضون تغيير النظام في سورية كونه لا يهدد إسرائيل ولم يدخل في مواجهة معها، ولأن أي بديل منه قد يأتي بمفاجآت غير مستحبة. وهنا يبرز قاسم مشترك مثير بين الذين يخشون تغيير النظام من العرب، شعباً وحكومات، خوفاً من النموذج العراقي، وبين الذين لا يريدون التغيير لأن التغيير قد يهدد إسرائيل. الأمر يزداد تعقيداً بالعنصر الإيراني في المعادلة. فإذا كانت الولايات المتحدة على خلاف من نوع أو آخر مع إسرائيل في شأن النظام في دمشق، فإن التقاطع والاختلاف الأميركي والإسرائيلي نحو إيران لافتان للانتباه لأسباب عدة، بينها الرسائل المتناقضة الآتية من إيران. لذلك يزداد الكلام عن صفقات تنطلق من العلاقة التهادنية التقليدية بين إيران من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى. لكن هذا الكلام يواجهه بالقدر نفسه من الزخم، الحديث عن عزم أميركي وإسرائيلي على «تقليم أظافر» إيران عسكرياً، لأن امتلاك طهران السلاح النووي مرفوض قطعاً ونهائياً عندهما. والمعسكران، ذلك الذي يتنبأ بضربة عسكرية وذلك الذي يستبعدها كلياً، يزدادان حيرة نتيجة الرسائل المتناقضة الآتية من إيران. إنما هناك، في أي حال، قاسم مشترك يقوم على أخذ إيران ببالغ الجدية. في هذه الفترة، وفي مجلس الأمن الدولي، ينصب التركيز على منع انتشار الأسلحة النووية، وينصب الخلاف بين الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من جهة، وبين روسيا والصين من جهة، على مكان بحث ملف إيران حتى الآن فصاعداً. روسيا والصين تودان إعادته الى فيينا، والثلاثة الغربيون لن يتخلوا عن ورقة بقائه في نيويورك حيث مجلس الأمن وحيث سلاح العقوبات والعزل الديبلوماسي وحيث بالإمكان التعرض للصفقات الثنائية، جماعياً. كذلك، فإن في مجلس الأمن، حيث تحدث الديبلوماسية المتعددة الجنسية، يمكن أن تكون المقايضات من نوع غير تلك التي تتناولها دول المنطقة. فمجلس الأمن أصدر قرارات ملزمة تتعلق بلبنان لها بعد إيراني وسوري مباشر وآخر له علاقة بالطموحات الاقليمية بعيدة المدى. بعض هذه القرارات يعلو على أية استراتيجيات تُرسم على طاولات التخطيط الاستراتيجي، وأبرزها تلك التي تتعلق بالتحقيق في العمل الإرهابي الذي أودى بحياة رفيق الحريري ويترأسه الآن البلجيكي سيرج براميرتز الذي حل مكان القاضي الألماني ديتليف ميليس. فإذا توصل براميرتز عند الانتهاء من التحقيق، الى إعداد ملف ادعاء يثبت في المحاكم تورط سورية في اغتيال الحريري والاغتيالات الأخرى، فلن تتمكن روسيا ولا الصين ولا إيران ولا اي دولة اخرى من توفير غطاء الحماية لدمشق، ولا من ابرام الصفقات على حساب التحقيق والمحكمة. سيرج براميرتز رجل يبدو مملاً بسبب أسلوبه المحافظ ورفضه القاطع كشف الاسماء والتقديم بالتقارير ذات العناوين الشيقة، إنما القراءة الدقيقة والمعمقة للتقرير الأول والانتقالي الذي قدمه براميرتز هذا الأسبوع الى مجلس الأمن الآن تفيد بأن هذا الرجل يتصرف كمدع عام ويهيئ القضية لتكون جاهزة في المحكمة ذات الطابع الدولي وليس في مجلس الأمن. براميرتز يبني على ما وجده ميليس، وهو بدوره يعرف الحقيقة ويعدّ لفضحها ليس في مجلس الأمن حيث لا استطراد للإدانة، وإنما في المحاكم حيث للإدانة أسنان. إنه أكثر خطورة. قد يكون لبنان حلقة ضعيفة جداً في الفرز الجغرافي - السياسي في المنطقة، لكنه مرشح لأن يصبح الحلقة الأقوى في النموذج المرجو للمنطقة. إنها «اللبننة» الآتية في تجددية دولية فريدة من نوعها، ولذلك من الخطأ الخضوع للتشاؤم من «العرقنة» ذلك أن «اللبننة» آتية الى المنطقة بمفاجآت سارة. عندما تصبح «اللبننة» اسلوباً إيجابياً للتغيير / راغدة درغام - Awarfie - 03-19-2006 موضوع جميل جدا ! كعادة راغدة درغام فهي تكتب ببساطة لتعبر عن افكار و اعماق خفية على الكثير من متابعي الشان السياسي . شكرا لك يا Truth على نقل هذا الموضوع . و ليتك تركت لنا تعليقا حول الفكرة التي كنت تود التركيز عليها ! تحياتي (f) |