حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
كيف أصفها حبيبتي؟ - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: قضايا اجتماعيــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=60) +--- الموضوع: كيف أصفها حبيبتي؟ (/showthread.php?tid=19888) |
كيف أصفها حبيبتي؟ - كمبيوترجي - 03-09-2006 سأروي قصة بسيطة: أثناء الفترة التي انتظرت خلالها استرجاع هويتي كعضو في نادي الفكر العربي تذكرت اليوم الذي وقفتُ فيه أنتظر في ذلك الصف لمن أضاعوا هوياتهم الشخصية، تذكرتُ كيف أعلمني موظف الهويات أنني سأحصل على هوية بعد ثلاثة أسابيع من تقديمي للطلب، وتذكرتُ كم كان صعبا الانتظار للحصول على هوية اللا هوية، هوية مؤقتة ورثتها عن أبي الذي ورثها عن جدي و أظنني سأكون مورثها لأبنائي و بناتي من بعدي. ما زالت خيالات ذلك البيت على شاطئ حيفا عالقة في داخلي تؤمّلني برجوع قريب، أم هو بعيد؟ لستُ أدري ... وما زلتُ أرى ذلك الدرج الخشبي البسيط يرتفعُ عن الأرض بصعود ملتوٍ إلى بابٍ من خشب الصفصاف، أم هو سنديان؟ لستُ أدري أيضا!!! وتلك الستائر البيضاء تلوح لي من على سطح تلك الشرفة الصغيرة المطلة على البحر، أم هي كبيرة؟ لستُ أدري أيضا!!! لكنني كلما تذكرتُ ذلك المنزل كدتُ أشتمُّ عبق نسيم البحر الرطب، فنتدى شفاهي عرقا مالحا أجاجا، لا أكادُ أمسحها فتمطرني عيوني بدمعة دافئة دفء ذلك الموقد المزروع في ذاكرة اللا وعي. أقفل عائدا بذاكرتي إلى بيت العائلة ذي الطابقين في قرية بورين في قضاء نابلس، أم لعلي أقول أنها "بُرّيكِيّة" و هو اسم ذلك الموضع البسيط جدا حيث كان يعيش عشرةُ أفراد هم أبي و أعمامي و عماتي و معهم جدتي و جدي رحمهم الله؛ أقهقه ضاحكا حين أذكر أبي حين قال لي أن الطابق السفلي من المنزل كان مؤجرا للأفاعي و العقارب!!! ... ثم أخرجُ من ذلك المنزل برفقة ذلك الصغير "يوسف" ذاهبا إلى المدرسة في المدينة، فأرافقهُ أثناء مسيره قاطعا تلك المقبرة على رأس الجبل مخالفا أترابه الذين آثروا من الخوف سلوك الطريق الملتف حول الجبل، و أراهُ يجلسُ فوق قبر من تلك القبور يتلذّذُ بالتهام خبزة التنور الساخنة مدهونة بزيت و قليل من السكر فتسيلُ غرائزي لعابا حاميا من شدة الاشتياق لماضٍ لم أعشهُ يوما.... تحملني الذكريات بعيدا عن سنوات النكبة والنكسة إلى بداية التسعينيات حيث كانت جدتي رحمها الله تجالسنا كل صباح تروي لنا قصصها المعتادة "أم الحطّاب و الغولة"، أو تخوفنا من "أم رعيدة" التي ستأتي لتأكل إفطارنا إن نحن لم نلتهمه بسرعة البرق، كانت قصصها ملونة بألوان إفطار كل يوم ... كما لا زلتُ أذكر يوم وفاتها كأنه البارحة، حين جالستنا على "الطبليّة" الصغيرة محدثةً إيانا عن فلسطين على عكس عادتها اليومية، حملتنا يومها في رحلة خيالية إلى حياة الريف الفلسطيني حيث اشتممنا رائحة الزيت و الزيتون و تذوقنا معها طعم التراب تبعتها رشفةٌ من هواء الصباح العليل، لم تمض ساعتان و إذا بها تشهق مناظرة خارطة فلسطين و تصيح صيحة الأم الثكلى التي ضاعت عن وليدها. تتسارع بي الذكريات إلى تلك الأيام حيثُ كان جدي رحمه الله يُصارع سكرات الموت، أتذكر الأريكة التي كان يُجالِسُها منذ ساعات الفجر الأولى بعد وفاة حبيبته قبل سنة، فأذكر ذلك الهياج و تلك العصبية التي انتابتهُ يوما، سألتُهُ يومها و أنا طفلٌ صغير: "ما بكَ جدي؟" فإذا به يصرخ بأعلى صوته: "جندي يهودي!!! طلعوه برّه!!!" حتى أذا هدأ غافيا مستندا إلى مذياعهِ الأحمر المهترئ. بعد وهلة يَصحو متلمّساً أسفل الأريكة باحثا عن حذائه البالي من كثرة المسير من و إلى سوق الخضار، ثم يلتفتُ بتثاقل نحو باب منزلنا مناديا محبوبته "أم قاسم" التي توفيت قبل سنة قائلا: "إنتظروني، أنا جاي معاكم على حيفا!!!"، و فعلا لم يستطع الانتظار ليلتها، رحلت روحه بهدوء قبيل منتصف الليل مستقلّة كفوف القدر إلى حيفا (أم لعلني أسميها الجنة)، و لا زلتُ مؤمنا بأن روحهُ تنتظرني على تلك الشرفة البحرية منادية لي أن تعال و اشتمّ عبق البحر و ملوحتهُ معي. لم أستطع منع نفسي من البكاء وأنا أخطُّ هذه القصة البسيطة... :rose: كيف أصفها حبيبتي؟ - تيامت - 03-09-2006 صديقي كمبيوترجي بالرغم من مشاحناتنا الدائمه الا انك عزيز جدا على قلبي واسمح لي ان انحني احتراما لمشاعرك الجميله وذكرياتك ودعني اقول لك ان الوطن ينتظرك :wr: كيف أصفها حبيبتي؟ - روزا لوكسمبرج - 03-09-2006 بكيت وأدمعت عيوننا معك.. مرحباً بعودتك.. (f) كيف أصفها حبيبتي؟ - مجنون - 03-09-2006 حيفا وبورين... وأرض ممتدة من النهر إلى البحر سيرة لا تنتهي لا أخفيك يا صديقي أنا أيضاً اشتقت لقريتي التي لا أعرف عنها سوى حكايات الأجداد وهي التي تبعد عني عدة كيلومترات ومع ذلك لا أستطيع الوصول لها ! في أي قرن نحن ؟ آآآه القرن الواحد والعشرين قرن التطور والحضارة لدرجة أن هناك جداراً ما يفصل بين أخ وأخيه :25: كمبيوترجي (f) كيف أصفها حبيبتي؟ - الباحثة عن الحرية - 03-10-2006 واوووووووووووووووووو كمبيوترجى صديقى العزيز ..............(f) اهلا بعودتك ....(f) والاجمل هو حضورك الساحر .............(f) لقد اتحفتنا بقصتك الجميله جدا........ واحساسك المرهف(f) تحياتى لك ولدموعك الغاليه(f) كيف أصفها حبيبتي؟ - بسمة - 03-10-2006 رائع كمبيوترجي، رائع رائع، اكتب اكتب اكتب اكتب اطلق لقلمك العنان، ولدموعك السبيل، لا بأس، صدقني لا أحلى من الدموع أثناء الكتابة، لا أحلى منها، تجعلنا أنقياء أكثر سعيدة بك (f) كيف أصفها حبيبتي؟ - العلماني - 03-10-2006 اقتباس:ثم يلتفتُ بتثاقل نحو باب منزلنا مناديا محبوبته "أم قاسم" التي توفيت قبل سنة قائلا: "إنتظروني، أنا جاي معاكم على حيفا!!!"، و فعلا لم يستطع الانتظار ليلتها، رحلت روحه بهدوء قبيل منتصف الليل مستقلّة كفوف القدر إلى حيفا (أم لعلني أسميها الجنة)، و لا زلتُ مؤمنا بأن روحهُ تنتظرني على تلك الشرفة البحرية منادية لي أن تعال و اشتمّ عبق البحر و ملوحتهُ معي. (f) هناك سحر خاص لهذه المدينة لا يعرفه إلا الراسخون في عشق الجمال. نكهة خاصة تجلبب كيانك وتسربلك بألق غريب. أزعم بأنك مهما ابتعدت عن "حيفا" فإن إحساسك ووجدانك لن يفارقاها لو جلست مرة على الشاطيء تحت "أجفان" الكرمل وتركت الموج المحمل بالزبد يتقدم ليغسل ساقيك، ورائحة البحر تحمل إليك قصص آلاف القوارب التي حلم ركابها ببلوغ الشواطيء البعيدة. رحم الله جدك يا "كمبيوترجي":rose: ... واسلم لي العلماني كيف أصفها حبيبتي؟ - ياريموثا - 03-10-2006 كمبيوترجي (f) ... اشتقلتلك .... بعيوني انت (f)... و كل الفلسطينين (f) (f) كيف أصفها حبيبتي؟ - Guru - 03-10-2006 كمبيوترجي : رائعة هي تعبيراتك تُشعر من يقّرأها أنها تخرج من قلبك وثق تماماً فى أن لكل شيء بَــقــيــة (f) كُنت هنا... Guru . كيف أصفها حبيبتي؟ - Arabia Felix - 03-10-2006 بالأول.. كيف يسخوا* عليك ادارة النادي ويفصلوك ياقلب.. كيف طاوعهم قلبهم.. :kiss2: نابلس وبيتك.. هويتك.. والهوى.. أمور لا أجد لها موقف قطعي في رأسي أو قلبي.. أو عقلي.. لست من هواة "الوطن".. ولا الأحجار.. إلا انني اهتم واهيم بالهوية.. واعشق الهوى.. ولكن عاشق الهوى تعبُ.. قلب أنت :kiss2: ------------------------------------------------- * كلمة يمنية.. وتعني.. امممممممم.. أكثر من يقدروا، وفيها كمية شديدة من العواطف :) |