حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
الدولة الدرزية واحلام جنبلاط المستحيلة - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: الدولة الدرزية واحلام جنبلاط المستحيلة (/showthread.php?tid=19945)



الدولة الدرزية واحلام جنبلاط المستحيلة - رحمة العاملي - 03-08-2006

قبل ثمانية أيام استقبل وليد جنبلاط وفوداً مسيحية، وقال لها ان الصراع الشيعي السني ‏حاصل، والصراع الشيعي الدرزي حاصل، والصراع المسيحي المسيحي حاصل، ولا تفكروا ببلدة ‏بريح، ومن يبعد عن بريح «بيستريح»، وأما المقامات والشحار الغربي فالعودة اليها ‏للمهجرين المسيحيين صعبة، وأقول لكم ان سوريا تريد الاستفادة من الوفاق اللبناني ‏الداخلي، وأنا سأمنعه ولن يحصل ذلك، مضيفا لماذا يشتري الشيعة الاراضي من جبل الريحان الى ‏البقاع مروراً بجزين، وأنا لن اسمح بالتواصل الشيعي الشيعي من الجنوب الى البقاع الغربي، ‏فهنالك خط أحمر لن أسمح لأحد بتجاوزه وهو ان تتصل بلدة النبطية بمشغرة، وعبرها بشتورا ‏وبعلبك والهرمل.‏
تفاجأ السامعون خاصة وان احداً لم يسأل وليد جنبلاط سؤالاً، بل استهل الكلام وقال كل ‏الكلام.
ثم قال للوفد في المختارة لا يمكن ان تحصل مصالحة بيني وبين ‏الرئيس بشار الاسد، وهنالك قصة دم بيننا، وثأر سامحت عليه لكن لن أنساه، مضيفاً للوفد ‏أيضاً اذهبوا وابنوا المنطقة المسيحية، فلا بد من اقامة جبل لبنان، وأما الاقضية فلتبقَ ‏أقضية، فالجنوب والبقاع للشيعة والسنّة في المدن والشمال، والأمان الحقيقي في جبل لبنان بين ‏منطقة درزية ومسيحية.‏
سمح لنفسه أحد أعضاء الوفد المسيحي قائلاً هل تسمح سوريا بالتقسيم؟
فأجاب سنة 1976 منع ‏الرئيس حافظ الاسد التقسيم بالقوة،
أما اليوم فالرئيس بشار الأسد غير قادر على التدخل ‏بالقوة ولا وجوب لإعلان التقسيم فهو حاصل، وسوريا لا تستطيع التدخل.
مقتطف من افتتاحية الديار 8/2/06

كنت اسأل نفسي هذا السؤال كثيرا
لماذا لم يقاوم الجولان ؟
هل حقا سوريا لن تسمح او تساعد مقاومة شعبية تنطلق من عمق الجولان المحتل برغم كل القررات الدولية
ولكن بعد ان عرفنا شيئا من الحكمة الدرزية التي لم تعد حكرا على الدروز أظن انه لم يعد هناك مبررا لهذا السؤال (الخبيث)

نعم سوريا قتلت كمال بيك جنبلاط
ولا يشك اي لبناني بهذا
ولكن على اي خلفية قتل ابو الوليد

((سنة 1953 كان صلاح البيطار وميشيل عفلق مبعدان من سوريا ويعيشان في لبنان عندما حاولت الحكومة الاسرائيلية الاتصال بهم عبر امرأة من آل خوري اوصلها كمال جنبلاط بنفسه الى محل اقامة الرجلين اضافة الى شخص اصبح فيما بعد نائب رئيس الجمهورية السورية
يقول الرجل اصابتني الدهشة والارتباك والغضب، ولكنني تمالكت نفسي، ودارت بيننا المحاورة التالية : ‏
‏- من أنت؟
‏- انني درزية من لبنان وارملة كامل الحسين.‏
‏- كيف يمكن لفتاة عربية بعد ما حدث في فلسطين ان تتعاون مع الاسرائيليين؟
‏- قالت متظاهرة بالحزن:‏
لقد اغتيل زوجي (قتله ضابط سوري في لبنان خلال حكم حسني الزعيم وسبب ذلك ازمة بين ‏البلدين وقد اشرت له في حينه) متهما بالعمالة لاسرائيل مع انه لم يكن يملك ثمن علبة ‏سكاير بعد حرب فلسطين.‏
‏- ما دام الامر كذلك فكيف تجيزين لنفسك اذا ان تكوني عميلة للمخابرات الاسرائيلية؟
‏- انا لست عميلة، وانما افعل ذلك لمصلحتكما ولمصلحة سورية، فأنتما قادة حزب ولستما ‏اولاد صغار حتى يمكن للاسرائيليين ان يستغلوكما كما بما هو ضار لمصلحة بلدكما، وبالامكان ان ‏ترفضا او توافقا على ما فيه فائدة، دون الالتزام بأي شيء يعتبر ضارا بالبلد.‏
سألناها :‏
‏- كيف تمكنت من الاستدلال على منزلنا ؟
‏- ان الاستاذ كمال جنبلاط قد اوصلني بسيارته الى هنا.‏
‏- كيف تجرين اتصالاتك مع الاسرائيليين؟
‏- اذهب الى فلسطين ثم اعود الى لبنان.‏
‏- الا تخافين قوى الامن العام؟
‏- انها هي التي تسهل امر رواحي ومجيئي الى فلسطين، ثم اردفت :‏
ان الحدود مفتوحة بين فلسطين ولبنان ويمكن لاي انسان ان يعبرها، وان الضباط الاسرائيليين ‏يسهرون احيانا في بيروت ثم يعودون الى فلسطين. (وهذا ما كانت الصحف اللبنانية تشير اليه ‏وتنبه الى شبكات المخابرات الاسرائيلية في لبنان).‏
قررنا بعد ذلك ان نسأل الاستاذ كمال جنبلاط عن صحة ادعاء المرأة بأنه اوصلها بنفسه الى ‏منزلنا، فاخبرنا بأن ما قالته الفتاة صحيح، وانها تعمل بعلم المكتب الثاني اللبناني، ‏وانه قدر انه يمكن الاستفادة من بعض معلوماتها.‏
انني لا اشك ابدا بنوايا الاستاذ كمال جنبلاط لأنني اعرف الذي يعيشه رجال السياسة في لبنان ‏الذين كانوا يتصلون بجميع السفراء الاجانب والعرب وبمختلف اجهزة المخابرات بدون حرج ‏وعلانية.‏
لقد فكر الاستاذ جنبلاط انه لا يضيرنا ان نستفيد من بعض المعلومات التي يمكن ان تنقلها ‏الينا هذه الجاسوسة، وغاب عن ذهنه ان الامور في سورية مختلفة عما هي في لبنان، وان ‏الاتصال بالعملاء المزدوجين ليست مهمة القيادات الوطنية والسياسية بل هي من مهام اجهزة ‏الامن والمخابرات.‏
بعد هذه الواقعة كنت اقول في نفسي:‏
عندما يكون للمخابرات الاسرائيلية الجرأة على الاتصال بنا فهذا يعني انها لم تترك سياسيا ‏عربيا قائدا او حاكما الا وحاولت ان تتصل به، وقد زادتني هذه الواقعة اقتناعا بخطر ‏المخابرات الاسرائيلية وتغلغلها.‏
مرت بعد ذلك الشهور الاعوام واذا باخبار هذه المرأة تبرز فجأة في الصحف اللبنانية واظن ‏ان ذلك كان عام 1958 بمناسبة قتل شاب فلسطيني من جماعة سمت نفسها «كل مواطن خفير». وقد ‏اتهمت المرأة بتدبير مقتله.‏
كنت آنذاك نائبا لرئيس الجمهورية في الجمهورية العربية المتحدة، واذكر انني نبهت محمود ‏رياض الى خطورة هذه المرأة وذكرت له انها اتصلت بنا عام 1953.‏ ))
((مقتطف من الديار 5/2/06))

يقول المحامي كمال ابو لطيف درزي من راشيا
سنة 1976 شهر 10 حاول الاسرائيليون الاتصال به عبر كمال كنج درزي من الجولان في روما
«قال الكنج لابي لطيف بأن اليهود منذ احتلوا محافظة القنيطرة وهم يحاولون بشتى الوسائل ‏التقرّب من الدروز في الجولان، وخاصة مع بيت الكنج في مجدل شمس، باعتباره البيت المتنفذ ‏الأول في المنطقة.. وقد قام عدد من الضباط اليهود بزيارة كمال الكنج في منزله، وكذلك ‏زاروا الشيخ سليمان الكنج ابن عمه..‏
‏«وتردد الضباط اليهود، من نساء ورجال، لمجدل شمس. وكانوا يحلّون في دار الشيخ سليمان ‏الكنج باعتباره ابن دار زعامة المنطقة وصاحب العباءة التقليدية.. وبقيت مجدل شمس مدة ‏شهرين لا تخلو يومياً من عشرات الزائرين من دروز فلسطين.. وقام عدد من الوزراء بزيارة ‏مجدل شمس أيضاً، منهم «موشه دايان» و«ألون».. ثم بدأ يُقبل عليهم ضباط من المخابرات ‏الاسرائيلية..‏
‏..وابتدأ الدروز يشعرون أن امراً خطيرا سيحدث.. وعمد الزائرون على الافصاح عن مهمتهم ‏وغرامهم بزعماء مجدل شمس الروحيين والزمنيين. وعرف هؤلاء «أن الغاية من ذلك فصل الدروز ‏عن الاسلام لانهم لا يمكن ان يتعياشوا واياهم»..‏
‏«وعندما ابلغت المخابرات الاسرائيلية بقبول بعض الوجهاء الدروز بالتعاون معهم سرّ ‏اليهود لذلك كثيراً، وأخذوا يكثرون من التردد على مجدل شمس، ويسدون الخدمات للناس، ‏وينفذون المطالب بسرعة مذهلة. وبدأ تنفيذ المخطط اذ انتدب كمال الكنج للاتصال بدروز ‏سوريا ولبنان، بعد ان وُضعت قوائم بأسماء الوجهاء الدروز الذين يمكن التعاون معهم ‏وطريقة اصطيادهم. ولذلك ذهب الى روما «بمهمة كعضو في لجنة اسرائيلية تدرس مع السلطات ‏الايطالية موضوع تصريف الفاكهة من اسرائيل، متخذين من كون مجدل شمس بلدة غنية بالفاكهة ‏ذريعة لوجود كمال في اللجنة. كما أشاع كمال، قبل مغادرته مجدل شمس بأنه سيداوي عينيه ‏لدى اطباء في تل ابيب، وقد يُضطر لعرضها على اختصايين خارج اسرائيل.‏
وبذلك حضر كمال كنج الى روما برفقة ضابط مخابرات اسرائيلي (من الشين بت) تحت اسم ‏‏«يعقوب». ويصف كمال ابو لطيف يعقوب هذا فيقول انه رجل متوسط القامة، احدب، يتقن ‏اللغة العربية. وكان كمال الكنج قد اقترح الاتصال بكمال ابو لطيف وهو ضابط سابق في ‏الجيش السوري، وقريب له. ووافقت المخابرات الاسرائيلية على ذلك بعد ان قامت بجمع ‏المعلومات عنه.‏
ولذلك استدعي ابو لطيف الى روما، واجتمع مع كمال الكنج الذي اخبره بالمخطط، واتفقا على ‏ابلاغ الجهات العربية المعنية بالطريقة التالية:‏
‏1- يقوم كمال ابو لطيف باعلام كمال جنبلاط بالامر، ليقوم بدوره بإعلام السلطات ‏اللبنانية وغيرها من السلطات العربية التي يجد من المناسب اعلامها.‏
‏2- يقوم كمال ابو لطيف، بعد اخذ موافقة جنبلاط، باعلام السلطات السورية.‏
وبعد ان عاد كمال ابو لطيف ونفذ ما اتفق عليه، طلب منه متابعة الاتصال مع المخابرات ‏الاسرائيلية. فسافر مرة ثانية الى روما، واجتمع بـ«يعقوب» وكمال الكنج ...»‏
‏«واتضح، لابي لطيف، المخطط على الشكل التالي :‏
‏1ـ حدود الدولة الدرزية: تمتد هذه الدولة من جبل الدروز الى الشاطئ اللبناني محيطة ‏باسرائيل. وتشمل: القنيطرة، وقضاء قطنا، وضواحي دمشق (بعض قرى الغوطة الدرزية)، ‏فقضاءي بلدة الشويفات.‏
‏2ـ عاصمة الدولة الدرزية: ومن المقرر ان تكون السويداء او بعقلين عاصمة هذه الدولة. ‏وذلك حسب ايّ من دروز لبنان او سوريا يكونون اكثر تعاونا مع اسرائيل.‏
‏3ـ عَلَم الدولة: هو العلم ذات الالوان الخمسة الذي وضعتْه فرنسا للدولة الدرزية بعد ‏تقسيمها لسوريا.‏
‏4ـ السكان: يكون المسلمون السنيّون والشيعة في لبنان الجنوبي وكذلك في حوران والبقاع ‏الغربي مخيّرين بين البقاء كأقلية لا شأن لها ضمن الدولة الدرزّية او الرحيل. اما ‏المسيحيون فلا ضير من بقائهم. ويمكن اشراكهم في الحكم كأقلية.‏
‏5ـ المقومات الاقتصادية: هي مضمونة من قبل اسرائيل، بتعهدات اميركية. يصبح ميناء صور ـ ‏بعد تطويره ـ الميناء التجاري للدولة، ويبقى ميناء صيدا لتصدير النفط.‏
ورصدت اميركا 30 مليون دولار للبدء بتهيئة الاجواء للتنفيذ.‏
طريقة التنفيذ:‏
‏1- تحت ستار مقاتلة الفدائيين الفلسطينيين تقوم القوات الاسرائيلية باقتحام واحتلال ‏المناطق التي يتواجد فيها الفدائيون. ثم تقوم قوات اخرى باحتلال جنوبي لبنان حتى صيدا. ‏وتتوجه في الوقت ذاته قوات مدرعة اسرائيلية خارقة الجبهة السورية على محور درعا - أزرع ‏‏- السويداء، وعلى محور القرى المتاخمة للحدود السورية الاردنية.‏
‏2- تقوم حركات «سلبية» ضد الجيش الاسرائيلي المحتل، فيشجعها اليهود سرّاً ولا يقمعونها ‏بعنف، الى ان تبلغ من القوة ما يكفي ظاهريا لنشوب معارك بين الفريقين، يكون النصر فيها ‏للدروز المحتلة مناطقهم.‏
‏3- في تلك الاثناء يكون الاتفاق قد تمّ مع عدد من زعماء الدروز على الصمود في مناطقهم ‏والمحافظة عليها، كي لا تعاد الى سوريا ولبنان، تمهيدا لانشاء كيان سياسي مؤلّف من هذه ‏المناطق «المحرّرة» يتمتّع باستقلال تام.‏
‏4- تتكفّل أميركا بحماية هذا الكيان عن طريق اسرائيل، كما تتكفّل اميركا بالاعتراف فورا ‏بهذا الكيان السياسي، وبأن تدفع الامم المتحدة والدول الغربية السائرة في فلكها للاعتراف ‏به. وتكون اسرائيل بذلك قد كسبت «حزاما واقيا لها» (حسب تعبير يعقوب)، يقيها شرّ ‏الاعتداءات العربية، ان من الجيوش النظامية او الفدائيين.‏
‏5- بعد انشاء الدولة الدرزية تقوم أميركا بالعمل لجعل لبنان وطنا قوميا مسيحيا، وتقيم ‏دولة علوية في اللاذقية، ودولة كردية في شمال سوريا تتعاطف فيما بعد مع حركة البرزاني، ‏فتقلص الجمهورية العربية السورية الى سوريا الداخلية وتشل قدراتها.‏
ونفذ كمال ابو لطيف المهمة، فتم ابلاغ كمال جنبلاط وشوكت شقير والسلطات اللبنانية ‏والسورية. ونقلت المعلومات الى الجمهورية العربية المتحدة (الى عبد الناصر مباشرة)، وكلف ‏عبد الناصر الضابطين : اكرم صفدي وهيثم الايوبي بنقل هذه المعلومات الى السلطات ‏العراقية بغية حثها على تكوين الجبهة الشرقية، ثم استدعي ابو لطيف الى بغداد للاستفسار ‏منه عن بعض التفصيلات.(2)‏
‏*‏ ‏*‏ ‏*‏ ‏* ‏
ولكن، اثر اكتشاف هذا المشروع، قطع ابو لطيف اتصالاته بالمخابرات الاسرائيلية خوفا على ‏سلامته، والقي القبض على كمال الكنج، وحكم عليه بالسجن ... واستمر عضو الكنيست ‏الدرزي جبر معدى يعمل باتجاهه، فعقد يوما اجتماعا صحفيا بمفرده، دعا فيه الى ضمّ هضبة ‏الجولان لاسرائيل. واعترف ان امنيته هي ان تقوم دولة درزية تضم كل الدروز، وتكون ‏عاصمتها السويداء» وعندما استهزأ الصحافيون باقواله، اعلن : ان اليهود ايضا ارادوا ‏قبل مئة سنة ان تكون لهم دولة، واذ ذاك ضحك منهم ايضا. (3).‏
وبعد مدة، طالب «جبر معدى»، وكان نائبا لوزير الاتصال، بقيام «وكالة درزية» على غرار ‏الوكالة اليهودية، تهتم بالهجرة والتوطين، وتجمع النقود من ثمانين ألف درزي يعيشون في ‏المهجر للبدء بإنشاء دولة درزية مستقلة (4).‏
الاّ ان «جبر معدى» لم يكمّل شوطه، فقتله أحد عربان فلسطين في أوائل شهر شباط سنة 1981... ‏وكمال جنبلاط ايضا لم ير لجهوده ثمرة، فقتل هو الآخر في 16/3/1977 ... وكمال الكنج قطعت ‏عنه، بعد خروجه من السجن، كل زيارة من أي درزي... وكمال ابو لطيف فرّ بنفسه من ملاحقة ‏الاستخبارات العاملة لاسرائيل... وشوكت شقير عزل من منصبه... وسليمان الكنج يدلي ‏بشهاداته على المضايقات الاسرائيلية (5).‏
من كان وراء كل هذه الملاحقات؟ لم يعد في الامر سرّ. ولماذا استمرار حرب لبنان؟ الاختلاف بين ‏طوائفه؟ أم لأجل انشاء دولة فلسطينية على ارض لبنان؟ أم لاجل امتيازات مسيحية ‏مارونية؟ أم لأجل غبن يلحق بسنّة الاسلام؟ أم لاجل حرمان عند الشيعة؟ في ظنّنا ان كل هذه ‏فقاقيع تطفو على سطح المياه، ومواضيع تمويه طمسا للحقيقة... اما الحقيقة فهي في مخطط لم ‏يحك عنه بعد كفاية.‏
لقد عرف دروز اسرائيل هذه الحقيقة واعترفوا بها واعلنوها على صفحات الجرائد. فقال «شريف ‏مهنا» ــ من البقيعة ــ :نعيش نحن ابناء الطائفة الدرزية اقلية صغيرة ذات عقيدة، ‏دينية وطقوس وعادات تختلف عمّا لدى الشعوب والطوائف الاخرى (9). وينقل سلمان فراج عن ‏لسان فلاح عجوز هذه الحقيقة: اسمعوا يا شباب: صحيح انني فلاح بسيط، لكن بودي ان ابدى ‏رأيي: «لقد كان دروز سوريا هم الذين اشعلوا الثورة على الفرنساويين وخسروا، وضحوا في ‏سبيل استقلال بلادهم اكثر من غيرهم بكثير. ولكن، عندما جاء الاستقلال، خسروا ثمرة تضحياتهم ‏وخسروا مركزهم واحترامهم، لانهم لم يدركوا انهم اقلّية، وانهم رضوا ام ابوا فهم دروز، يعني ‏دروز، لا يحق لهم اكثر مما يسمح به وزنهم العددي». (10)‏
ويعلق احد الباحثين الاجتماعيين الاسرائيليين على هذه الظاهرة الاقلية: ان الدروز هم ‏اقلية صغيرة، حتى انهم طيلة تاريخهم كان همّهم الاساسي تقرير مَنْ هي القوة الاكبر ليتحالفوا ‏معها. وينقل رأي احد مشايخ العائلات الدرزية الذي يبلغ الرابعة والتسعين من سنّيه، قال ‏له: في رأيي، كل مَنْ يتركك تعيش، وموجود في السلطة، يجب ان ينال دعمكَ. (11).‏
هذا الوعي الدرزي عرفته اسرائيل وادركته، وهي تسعى لتساعده كالام الرؤوم، اقلية ‏مقهورة ظلمها العالم باسره واضطهدها كل صاحب سلطان أسرائيل تعرف، والدروز سوف يعرفون ‏بأن سرّ حكمتهم لن يدوم الى الأبد سراً. فأصحاب المطابع يقتنصون المخطوطات من تحت الأرض، ‏وأصحاب دور النشر يسيّرونها الى أقطار الدنيا. والعلم لم يعد احتكارا على اصحابه ‏ومستحقيه. فلا ذريعة، بعد اليوم، أن ليس بمقدور أحد، غير بني معروف، معرفة مضامين الحكمة ‏وأسرارها وألغازها وألوانها ونقطها وتآويلها ورموزها..‏
قبْلهم، عرفت أسرائيل ذلك، وراحت تعمل لأجلهم، بالرغم عنهم، أحياناً، وبرضاهم، أحياناً ‏أخرى. تعمل لمصلحتهم، كما تعمل مصلَحتها. ومصلحتها الكبرى أن تتعاون مع هؤلاء. وهي ‏تعمل. هي تعرف أن أفضل جار لها هم الدروز. هؤلاء، ان اكتشفت حقيقتهم، لن يكون لهم عون ‏الا من اسرائيل. فهم، كجيران لها، أقل خطراً من المسلمين والفلسطينيين والمسيحيين والعرب ‏والعجم.. لأنهم محدودو العدد، لا يتكاثرون ولا يتزاوجون مثنى أو ثلاث أو رباع، ولا مصلحة لهم ‏فيما وراء البحار أو مع سكان البوادي. يكتفون بما لهم. ويصبرون. ويتحمّلون. وينامون. ‏ويبقون كهم حيث هم ومن حيث هم.‏
‏*‏ ‏*‏ ‏*‏ ‏* ‏
وفي الختام، نريد أن تسمع صوت الشهيد كمال جنبلاط الذي قال بنظرية «تتمتع بها كل أقلية ‏مذهبية أو اتنية في أن تراجع الامم المتحدة بشأن كيانها ومصيرها، استنادا الى الحق الطبيعي ‏والحق الدولي وشرعة حقوق الانسان».
والتي كانت سبب مقتله
لان المخطط الاسرائيلي كان يقضي بأن تبسط منظمة التحرير سلطتها في لبنان ثم تتدخل القوات الاسرائيلية وتحتل لبنان ويتم التقسيم ويربط دروز سوريا بدروز اسرائيل ودروز لبنان

وليد جنبلاط في كلامه الاخير قبل سفره الى واشنطن اسقط روقة التوت الاخيرة عن الحكمة الدرزية التي كانت سببا لعدم قيام مقاومة شعبية في الجولان والتي كانت سببا لمنع سوريا تقسيم لبنان ايام حافظ الاسد
والتي ستكون ايضا سببا في انتحار وليد جنبلاط
لان حلم الدولة الدرزية لم ولن يتحقق