حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
انقلابات الضوء - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: المدونــــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=83) +--- الموضوع: انقلابات الضوء (/showthread.php?tid=19994) الصفحات:
1
2
|
انقلابات الضوء - داليا - 03-06-2006 منذ أزل و قلمي يئن من العتمة . لا تطارح أفكاري المدى , أحاول أن ألجم أنين دمي و أنين الناي لا نبض حولي ..كسرت ذاك الجمود في ظلي , مزّقت أنياب الصدى انزياحات المعنى تجتاح الأزل ,لا ورود تومىء بالنسيان الأعمى .ظلال مرمية على أهداب الذاكرة . أهديها نرجسة حزينة حزينة رغم كل انقلابات الضوء بين يديّ . لا أتشبث بأنياب من عبروا جسدي . أتشبث فقط بعهر الصدق في زمن نسي أمتعته و مضى أفرغت حقائب الهلع و مللت لغة التداعي فيما بيننا جسدي يتقلب على جمر اللهاث , أزمنة غريبة .. أجنحة رمادية تكسو الوجوه الكالحة وجهي عفرّته الريح الحزينة , ريح وحيدة تومىء بنبضي تأملت تلك الكلمة بت أمقتها , رذاذ الأرق يكسو وجهي . لا لون لي اليوم وجهي يعلوه نفاذ الكون في سكون أنحنى على أناتي المهمشة أبعثر فيها المدى أخاف نفسي . أخاف خيال الآخر .أعتّق المكان و أخلو من نفسي , حنين غريب يهطل عليّ أود السكينة إلى روحي .. أن أبعدها عن مدّ الصدى رغم قيدي الاختياري إلا أنني تعبت منه و أود أن أفرّ قليلا إلى بقعة لا تعرفني لم يعد يهزني الرحيل عن عاشق , لم تعد تتشقق صخور أنفاسي .. لم يعد شيء يزأر ليكسر زجاج الروح الرقيق . كل ما حولي يومىء بالعتمة . نقرات خفيفة من ظلال الماضي و أنكسر و أتشظى و أهفو لأجثو فوق الشجن ..فلا ساحات لخلود روحي انقلابات الضوء - داليا - 06-03-2006 ألجأ إلى أوراقي اليوم لتبقيني تحت رعايتها. أملّ من كوني ممزّقة الأقدار كوجهي . تحثني السماء أن أكتب أنّ لا يراع لوجهي سوى القلم . كل مدن الكذب الجميل المنمق ....كل بيادر الألم موشاة بك . إلا قلبي موشى بالعصيان المنمق . أتوج قلمي بك ... أنا في فيض ألمي أهذي و ألمي يمتد ما بين المسافة الممتدة بين الشجن و بيني تركني أعد بكائي على مهل لا ريب أني مصطفة بأكوام الذاكرة ...دفتري صغير تبتلعه أخيلة السماء. أباعد بين دفتيّ ذاتي فأوراقها تتلاطم صفحة إثر صفحة وجهي تباشره أجنة السماء . أوراق الذاكرة مصطفة بانتظار أن يمهرها الأزل و يمضي . ختم غريب وضعته بين عينيّ انقلابات الضوء - داليا - 06-03-2006 أخاديد وجهي أخذت تتأوه على حدود الحلم فارقت زمني ...لحظة لأفنى على مهل و أبشّر بنبوءة جرحي .. غادرني وطني مرة ففقدت نسيج الحلم , حللت به دائما و كبرت أغراس هزائمه في روحي حين ابتلعت أوهامه من صدري بللت جروحي بدموعه ...خرج مني لأرسو صوب الذاكرة , جلس بجواري يئن قرب المنفى المحتضر خرج المنفى و لم يعد .. بقيت معه و بيدر القمح الجميل يزهر ...وطني جرح في خاصرتي زمن الهذيان الجميل وطني ...كل جراحي اليوم موصدة و كل مرافىء الشجن تقوى ..أبغي الجلوس صوب الضوء ..و حافة الانهيار تقرأ السكون في لعنة المنافي يكبر الوهم الجميل و الأحلام المدقعة ..كل سفن احتضاري أورقت حتى المدى الكبير .. أضيء زيت انهياري لأبكي و يبقى المدى مشتعل من قمة الحزن أهوي ..و من شوقي أنطلق أشرعة غريبة تحتل وجهي .. انقلابات الضوء - داليا - 06-25-2006 أنازع في الريح موتي , يا وطني التصقت بأوراقي صدفة حين الموت يعبرني على مهل , أضم وجهك اليوم على الورق و أعبق برائحة جسدك , قرأت نفسي فيك ..هويتي جواز سفر عابر نحو الأزل اليوم أتحدى نفسي و جسدي معلق في الغمام , من شقوق الماضي أسترق النظر إلى من كنتها نفسي , أتدحرج فوق الغمام أخاديد وجعي تتأوه لو أستطيع أن أجمع بين يدي قلبي و المطر ... أزداد التصاقا بنفسي . خرجت منك لأعود تائهة أكثر فأكثر انقلابات الضوء - داليا - 06-25-2006 عبرت شوقي إلى المجهول الذي لطالما أرقني .لم استطع أن أتجاوز خوفي , لم أستطع أن أكون ذاتي القديمة عواء الزمن على عتبة الأمكنة المهجورة يعلو .. ..كيف أعيد اللون لدمائي , فقدت كل شيء حتى قداسة الأمكنة ..وثن الحرمان من ذهب و قلبي جائع يمضغ فتات حب مضى لم أستطع أن أعيد إليه هويته أما جسدي صار كخراب يباب .زيلامس هواء الخوف ..وثن الخوف فضي الحواف و أنا أبزغ نجمة فوقه انقلابات الضوء - داليا - 01-27-2007 لأول مرة أجرب الإنقلاب في المكان و أجرب طعم نسغ الحياة المسافة تختصر الوقت ..تقاطعات الضوء تكسو بيتا حجريا يغفو في الأزل لا مكان حيث الورد يكلل جثمان الزمن .. لأول مرة أمارس الإنقلاب على ذاتي و أخرج فضة الوقت من خبايا النفس لا تتلو الريح عقارب النفس و لا تردد تنهداتنا عيون غريبة ترقب بشغف وجهي و أنا أزيح عن كاحلي عبق المنفى أبتعد بغيبي عما قد يؤرقني .. شتات الدهر وجهه مكفهر لا أدري لما قد يستشري فيّ نمش الدقائق التي تفصل بين موت و آخر من عادراتي السيئة أني أكره التفاصيل الصغيرة و الفواصل بين ثانية و صمتها من عاداتي أن أترك لروحي مساحة للبوح على الورق الواهي ..أنتهك حرماتها بيد رجل يخط على مساماتي آخر احتراقات الأنوثة من كنتها نفسي لفظت في وجهي آخر دخان احتراقها و مضت تاركة بي هشيم الجسد الذي تدافعت عليه شطآن غريبة حصى بارد يغطي قعر الروح و وجوه و ملامح مختلفة شوهها الماضي .. أقلب صفحة الماضي فلقد اقتربت من نفسي كثيرا كيف غدوت امرأة الوقت خططت على زجاج ذاكرتي ...(( وطني يحتضر)) تلبد الزجاج بغيوم الكآبة و العبثية كل شيء في نبضي واجف أشعر أني أبحث لنفسي عن تعويذة أخرى للعشق أشرقت الشمس الحانية احتضنتني لكني لم أكن نفسي أسميه زمن الاغتيالات النفسيه فكان لا بد لقلمي أن يعود بالنبض لكي يحمل هم الكلمة .. حددت وجهة سفري ؟ نظرت للسماء برهة حتى المطر قد هرب لا بد أن نصلي للإله ليمطرنا بغمام الرفض .. أفكار متأوهة خطها القدر على جسدي و مضى في دار اعتقال اللحظات الأخيرة من عمر إرتكب إثم التحليق وضعت فيه كوديعة أو كسند إقامة يحل للريح أن تصفؤ في وجهه نقاهتي النفسية من مقالع الصخر أجتث الأمل , و في صيرورة ذهولي لم أجد مقالعي الرملية لم أجد سوى اوراقي البيضاء و بقايا مواء الزمن على عتبة الحزن انقلابات الضوء - داليا - 05-21-2007 أوردة الغرفة التي أسكنها يقطنها البياض . أطلت الشمس من جديد محاولة كسر حواجز الخوف لتعطيني حق كتابة كلمة جيل دفنوه قبل ان يلثغ الحلم انحرف الحبر قليلا فنفذت أشعة الشمس في رماد الورقة المتبقي و تركت لي بقعة حنين لغد لم يأتي بعد ضرب من الجنون حين تداعبك خيول الوهم على حافة الذهول ...حين يقتلك الغياب من جديد (( أشتاق...))......... خططت حروف تلك الكلمة المعزولة عن الشعور على هامش الصفحة الأزليّ ((أخاف....)).........لم اشعر بمعنى تلك الكلمة ((وطني يحتضر.....)) ........فاز\ان نبض الحياة ببضع قطرات في عروقي أرهبتني الفكرة ....هل مازال الإحساس يعرف طريقه لقلبي بدأت روح ما تحوم حولي أخذت ذرات الحرية تمتطي صهوة الضوء....... علا ضجيج تلك الروح ..... نظرت إليها بإرتياب. سألتني : (( من تكونين ...)) أجبتها : (( لا أعرف ..)) (( ما وجهتك ..)) (( وجهتي القمر ...)) (( من سيرحل معك ...)) ((لا أعرف ربما الوطن ..)) ((..أي وطن ..؟؟...)) (( لا أعرف .. لكني أدرك أني كنت أسكن فيه و أنه كان يسكنني لكنهم سرقوه مني )) (( من هم ...؟؟؟)) ((أبناء الغياب..)) تلفحت الروح بوشاح حلم غريب و وضعت إصبعها ما بين عينيّ قائلة: (( أغمضي جفنيك و احكي عن عناقيد الغضب الكامنة في روحك المرتعدة ..)) (( أنا لست خائفة ..)) (( أنت واجفة حدّ الذهول ..)) (( لا لست كذلك ..)) حاورني لهاث التعب من أكون ..؟؟ ........ فعلا لا أدري فاجئت الروح بقولي (( سلكت درب المطر مرة ففقدت ذاكرتي )) كنت أرجف من الخوف و الظلم ..... طلبت الروح من القدر أن يأتيني بنسغ الحياة ... وضعه القدر في حقنة زجاجية و دسه في وريدي الغائب عن الكون بدأت أعي الغياب رويدا رويدا ...... استحضر الزمان ذاكرتي الباهتة. أخذت أشباح غريبة تحوم حول جسدي و الضوء يزداد قوة وضعت رأسي على وسادة الأرق بدأت عروقي تنتفض من القهر فأجأتني الروح بقولها (( بأي قهر تفكرين ...)) (( لا أدري ..)) بدأت أغيب رويدا رويدا عن العالم الخلفي. بدأت ذاتي تتكلم و قطرات العرق تتأرجح على سلسلة ظهري و في رحمي المخمور يتحرك جنين ما رفعت اناملي المصفرّة ... مسّدّت الروح أطرافي و سألتني أن أبكي .. لكني هززت رأسي بالنفي (( لما أنت خائفة ...)) (( أخاف أن يغتالوني ..)) ((من هم ...؟؟؟)) (( ابناء الغياب ..... لقد اصطادوا الحلم حتى القمر .. حين حاكوا خيوط الرواية ..)) (( أية رواية ,,)) (( تلك التي قتلت أبطالها ... ما بين الغياب و بيني تجديني كبياض اللون حين تقشعر فيّ رغبة الحياة )) (( يا ابنتي ما اسمك ..)) (( لقد اخترعوا لي هوية و دنسوها بوحل المعنى )) أعاطني القدر جرعة اخرى للحلم ... صرخت باكية ..(( لا أريد ان يطعنني المنفى مرتين ......فأنا أعاني من اغتراب داخل حدود أمتي . أنا أعاني من اضطراب في هرموناتي الإنسانية )) (( اهدئي قليلا حتى يسري مفعول الحاية فيك من جديد..)) كان جسدي يرتعش من برد مخمور مثلي .. بدأ المخدر يعطي مفعوله ...... (( ماذا ترين الآن ؟؟)) (( لا أقدر ..)) (( تابعي رجاء )) (( أرى موشور الحلم يفيض داخلي ..)) سرحت في غابة الأحزان التي التي استحضرني الليل منها التي غرسني فيها المدى بقعة للحرية بدأت أعود بذاكرتي إلى حدود لا تعرفني و لا تعترف بي بدأت أهذي ..(( حكايتي مجروحة كصنوبر الحزن العتيق ...من منزل صيفي يغفو على كتف البحر أتيت حيث يسكنه شاطىء الانتماء و صيف الرغبة يتدفق في حناياه.. ......من هناك أتيت حيث انثناءات النور تغزل الحلم على ارصفة مهجورة .... على ذاك الشاطىء خططت أولى حروفي و تجمعت لتشكل "وطن" أخذ نبضي يتسارع فجأة و أخذت أنفاسي تزفر بشدة ..... حتى بدأ صوت قلبي يصدح في المكان .... خيم صمت مظلم على المكان . رفعت أناملي للضوء لكني لم استطع أن أتماسك ابتسمت بحزن و هطلت دمعة وحيدة على خدي كانت خيالات الماضي تتدفق و نجم الحزن يسكنني من جديد ....... داعبني ضوءه الغافي.. بدأ نبضي يستكين حتى توقف نهائيا ... صرخت الروح في وجه القدر اعطها جرعات مضاعفة من نسغ الحياة لكني كنت قد بدأت بالرحيل دونهم باحثة عن قمر جديد لم يدنسه البشر درت في السماء مع نجم الحزن و انهصرنا لدرجة الاحتراق و رسى رمادنا في التراب ..... حاور رمادي الروح .......: (( الآن تستطيعين أيتها الروح أن تخلدي للعتمة . الآن تستطعين أن تحلقي في السما دون أن تكوني وحيدة. أيتها الروح قيدتني سلاسل العبودية مرة لكني استفقت و هطلت عليّ ثلوج اللحظة. جسدي قد مات و أنت أنبأتني من قبل أن رقم يسير في حانة الغيب لذللك أخاف أن تحقنيني من جديد بنسغ الحياة...... دعيني أمضي وحيدة فأنا متعبة )) أجابتني الروح (( إمضي أيها الجسد المتعب إمضي .. و قبّل تراب الوطن القادم ... غمضي فأنا في طريقي إلى الحرية .. فالوطن حرية لكني لا زلت لا أعلم كيف يقتل الوطن أبناءه )) (( أيتها الروح الوطن هو الأرض و الشعب و السلطة و من يمثل السلطة هم أبناء تلك الأرض .. الوطن حصيلة تاريخ طويل يحل بنا حين تنجرع أولى انفاس الحياة .... يحل بنا و نحن في رحم أمهاتنا.)) (( عذبك الوطن ايها الجسد .. لكن كيف يعذب الجسد الواحد جزءا من أجزاءه ... إني أشعر بالرفض لما حلّ بك أيها الجسد . أشعر بالثورة و اللانتماء و أني وحيدة فيه رغم أنه يسري في عروقي كما يسري في عروقك . اعذرني أيها الجسد لكني أؤمن أن الوطن انتماء و وطننا قتل فينا ذاك الشعور. رغم ذلك لا نستطيع الكفر به فهو ما تبق لنا من كبرياء ... فهو آخر ما تبقى لنا من عيش كريم ..و حياة آمنة . الوطن هو أنا و انت حين نعيش منسجمين سويا ......)) اتحد صوتي مع صوت الروح ..... و حلقنا سويا و صدى صراخنا يدوي في السماء بأن الوطن انتماء لنمطر ذواتنا بغمام الرفض انقلابات الضوء - داليا - 06-13-2007 اللوحة الثانية جلست أطالع ضوء الشمس والشتاء يبث وجهه في رحم الحياة. وجهت أناملي لهيكل النور و أقسمت للشمس أني سأصل إليها و أني سأدخل هيكلها على حصان مذهب. أتممت عامي السابع عشر و بدأ جسدي يصير أكثر أنوثة.....كنت ألاحظ نظرات الشبان تخترق جسدي كلما مررت بهم فأشيح بوجهي عنهم و يعلو الإحمرار وجنتي و أركض بسرعة حتى تعبر تلك الغمامة الجميلة بعد أيام لن أعود إلى سجني المدرسي مرة ثانية . بعد أيام قليلة سأحضّر لفحصي الانتقالي و أدرس القسم الذي أحب ألصقت على جدران غرفتي البيضاء صورا متاقطعة بوجوه لا ملامح لها .... و في الركن الآخر من غرفتي صورة لوجه لطالما وقفت أتأمله بشغف لساعات طويلة . كانت تلك الصورة تحتوي أيضا على دوائر تكبر و تصغر كأنها تعوي خلف نافذة الخوف ...كأنها واقعي الذي سيبتلعني يوما ما مررت بيدي على أولى الخطوط علّني أفهمها أو أنفذ لبصيرتها لكني لم أستطع النفاذ إليها وجع غريب يلبث في مخاض حروفي . رجع الصدى يلبث في وحهي . وجهت دفة الكلمات لريح غريبة بعثرت شعري و جعلتني أجلس في منتصف المستقبل حائرة. أيام قليلة تفصلني عن مصيري القادم .................. أريد أن أفك القيد الذي ثبتته عائلتي حول معصمي لألثم المدى إصفرّ كاحلي فاليوم ستعلن نتيجة إمتحاناتي المدرسية . انتعلت قلبي و توقف دمي عن الجريان و توجهت لحائط النتيجة الأبكم . لامست حدود الورق على برودة الإسمنت. شظايا ورقية متأرجحة تتدلى خجلا ستحدد مصير دفعة طلاب كاملة و أنا لازلت أبحث عن اسمي .أشعر أن دورا سيجعلني أقع أمام المنفى المعلق قرأت نتيجتي أخيرا .....لقد نجحت ...بدرجة جيد جدا ....ترنحت قليلا و تمسكت بالحديد اللاذع البرودة. اليوم أحمل شهادة ميلاد جديدة سأزف النبأ لعائلتي رغم أني أعرف أن تأثيره سيكون مزدوجا حين أطلعهم برغبتي بالدراسة خارج مدينتي واجهتني أمي ببرود مصطنع ... و لم تأبه لرغبتي تلك ... دخلت إلى غرفتي و حزمت حقائبي استعدادا للرحيل الذي سيتم بعد أسابيع قليلة جمعت حقائب السفر و وضعتها في الحافلة ....جلست في الصف الخلفي الفارغ ...توسدت كتبي و سرحت في السماء الخريفية .... تذكرت صوت فيروز و ذهب أيلول الأصفر المتململ على الطرقات الغريبة بدأت أدندن أغنيتها الجميلة "ذهب أيلول" . عبث الهواء بشعري فأحسست بنشوة غريبة جعلت عيوني تدمع توقفت الحافلة و صعد شاب غريب .... تركت ذاك الشاب كافة الأماكن الفارغة و جلس بجواري فلم يترك بذلك أي مسافة للتنفس بيني و بينه .....تململت في مكاني و التصقت بمعدن الحافلة البارد أتنهد فتضم أنفاسه أنفاسي ... نثر الهواء من جديد شعري فحطت خصلات شعري على شفاهه المثيرة. سرت قشعريرة ما في جسدي و أبعدت تلك الخصلة العابثة بسرعة كبيرة إلا أنه إستوقف أناملي في المسافة الفاصلة بين رجولته و أناملي إضطرب جسدي ......فأبعدت يدي بسرعة رغم أني تمنيت لو تبقى يدي في يده تمنيت لو أن يده تضرم النار في طوق خصري النحيل ....تنبهت لتلك الأفكار الآثمة و رجمت نفسي بحصى التوبة و عدت وصليت للإله أن يغفر لي معصيتي.... أن يغفر لي تثاؤب خيالي وصلنا أخيرا للمدينة الجديدة ......عرض الشاب أن يوصلني إلى السكن الجديد فرفضت عرضه و تابعت سيري وحيدة لاحظت أنه يلحقني بخطواته إلا أني لم اكترث لخطواته ...وصلت للعنوان المطلوب ... قرعت الباب الخشبي العالي طرقات عنيفة ...كنت ألهث من الخوف ...أشعر أني آثمة و أنه يجب أن أعترف أمام الإله لأكفر عن خطيئتي.... قطع حبل أفكاري الباب الذي فتح خلال ثوان معدودة ...كانت سيدة عجوز تعقص شعرها الأبيض في حزمة دائرية ....عرفتها بنفسي فأومأت لي بأن أتبعها ... لم تنبس بكلمة ...فقط إكتفت بالإشارة إلى غرفتي .... ذهبت إلى النافذة و فتحتها بسرعة عليّ اتنشق هواء المدينة الجديد فوجئت به لا يزال ينتظر تحت المبني .....كيف عرف أني غريبة هنا .....كيف لوح لي بيده ... لوحت له بيدي فجأة أحسست مدى بلاهتي فأغلقت النافذة بطريقة نزقة ... كان ليلا يهذي في المدينة الجديدة و لا زلت أجلس على طاولتي أطالع صفحات كتب شريكتي في السكن.... كيف ستكون ...معي دخلت فتاة قصيرة ذات وجه بشوش اكتفت بالابتسام إليّ .تناولت الكتاب الذي كنت أقرأه و اختفت دون عودة ... شريكتي في السكن اسمها حنين ..و هي تدرس في نفس فرعي الجامعي مما خفف علي وطأة غربتي الجديدة ...حنين فتاة غريبة لا تتكلم كثيرا فقط تكتفي بالضحك بطريقة هستيرية جامعتي تعود إلى عهد الإستعمار الفرنسي ... القرميد الإحمر يزين الأسطح المائلة ...تصميم المبنى يدل على أنه كان ثكنة عسكرية قديمة الأشجار تحيط الجامعة من كل الأطراف و كأنها زرعت لتغتال صمت المزروع في كل زاوية منزوية ...الكل صاخب .. و الوجوه مبتهجة بشكل غريب كان مظهري محتشما بحيث أرى بوضوح نظرات الإستغراب التي تتهمني بالتخلف من قبل الفتيات ...أما نظرات الشبان فكنت ألحظ أنها تتسمر على جسدي كلما ممرت بهم لكني لم أكن أعلم السبب تابعت سيري مع حنين في الجامعة الجديدة .... تذكرت تلك العينين التي توقفتا ليستقبلانني دون سائر الفتيات .... لم أستطع أن امنع نفسي من الابتسام ...أجبته بإيماءة ..خفيفة فقال " سنلتقي قريبا " ..... هززت برأسي و مضيت ....لا أدري إلى أين ...... ********* تبعثر أناملك جسدي بشوق غريب. شظايا الوقت تصمت لتعتلي السكون. أضرمت في ذاتي نار العودة و مضيت. مواسم الخيال الجميل نزرعها إثر شهوة تحل بنا بعد رحيل الآخر. حلّ بجسدي صيف إشتهاء و زرع لون الورد بطيف التحدي . في قلبي أصداء مدينة تبكي ....حبيبي بيدر الكذب الجميل ..أبكيت الوقت على ساعديه و في منتصف الرحلة إلتقينا على حافة ضجر ما قطفت الحلم من أغراس الذاكرة و أنت زرعت في جسدي بذور الخيبة و الخريف الواهي حملت بي ريح المدينة مرة فعصفت في قلبي ثلوج الواقع . محملة كنت برماد الكون حين لجأت إليك فإحتضن الوقت وقته و بكى السنديان أوراقه الهرمة حملت بك حينها ففاض بي المدى مرّرت أناملي على وقع الحصى و عدت بذاكرتي إلى غرفة النور ....حيث لهونا في مركب الزمان هناك كنت تلج جسدي بارتعاشة غريبة و تدنومني لتقلّبني على جمرك.... فأحترق كيف لي أن اتعرى منك بعدها؟ عدوى الليل الجريح انتقلت إليّ ..أحذت كلماتي الممزقة تتلوى في مهب القلب ...لأكتبك قطرة قطرة رافضة بذلك كل مبادىء هذا العصر العابر في منطقة ما كنت تحبو على جسدي لتجني أغراس لذاتك ..و ها أنا كنت أرمي نفسي في عقر غدرك لم أكن أعلم أنك ستقتلني برصاص حبك بعد فوات الموت أشعر الآن أن قلبي ليس للحب ... أستغرب ما تخطه يدي بذهول. أمارس الإنقلاب على ذاتي و عليك. أستهدف الذاكرة بذاتي .......من أنت ..هل أنت قلبي أم وشاح غريب يكلله أم نمط من أنماط القصيد المباح...هو ذاكرة صدئة معطلة و ربما مؤجلة حتى إشعار آخر لا لست قلبي لما نجرب الحب إن كنا قد بكينا الأمل على حدود المدى بحيث لم يبق لدينا متسع للجسد حتى دخت في دوامة أفكاري ... أرفض أن أبكي ....فعشقي قد هاجر أسكن الوطن و تفاصيل الوطن باتت تضيق بي فأين أجد نفسي.... أنغمس في ذاتي كثيرا ....أحاورها ..أجادلها .....أرميها بحصى الخوف....من تكون تلك الدنيا المتعبة و المترفة حزنا .. لم أكن أعلم انها بقايا مني ..أنها بقايا جسد لوحته الشمس بالمدى . المدى كلمة مؤرخة بعمق إحساسنا بها. شبق صيفي نريد إمتلاكه تدمع عينيّ تذرف الغمام الظاهر في المنفى. أوراق روحي تسقط واحدة تلو الأخرى و أنت من تكو ن ..في عامي الأخير المتساقط حزنا ...لا أجد ما أدور حوله فقط أدور حول ذاتي أجدك متربعا في زوايا كهفي المسحور ..وجهي هدّه الترحال لما لا أحاول الإسترخاء عند أول مقهى يرتاده الأمس هل تتلذذ بفعلتك تلك ؟؟؟ فكيق لنا أن نعود سويا كما من قبل أكتفي بالصمت و أهب دمائي الصدى .. ألتقط روحي من وجه المنفى . أترك أناملي على الورق لتفعل عتبة العبثية ما تريده فيّ كيف نعامل ذاك القدر المراوغ و نزيل عن وجهه ذاك الوقار الباهت هل اشتهاء الرغبات المباحة إنسكاب جديد في أوراق الروح. تعبت روحي و ملت التكرار و التجوال حول قوقعتها سجن نفسي مظلم مهجور ... قضبانه نور مرواغ أتخلله ببقايا الأمس. فقد تركت شفاهك على يدي و رحلت كنت تحوم حولي في دائرة شبه مفتوحة على الأمل و أنا كنت أتوسط الدهشة دنوت مني إقترفت إثم اكتشاف أنوثتي ....لم أستطع أن أقاومك أكثر فاكتفيت بصمتي اللذيذ .....تلك معاهدة السلام التي أهديتها إليك. نظر إلى هوتي السحيقة و وضع إصبعه فيها .......حرّك بيده ضوضاء فنجاني ..أضاف إليه بعضا من رجولته ...قلب الفجان فتدلى السواد من روحي و تخلل بياض الفنجان بطغيانه اقترف إثم إكتشاف أنوثتي و دعاني إلى قطعة سكر كحلوى اللقاء الأول ...لكني لم أستطع أن أقاوم أكثر أخذت أرسم نقطا متقطاعة على حافة الورق الأبيض فالتقط القلم مني و ملأ الفراغ بشفاهه التي حطت علي يدي... سحبت يدي بسرعة لكنه أطال اعتقالها.......لم أكن أدري في حينها أن جسدي سيكون فضة الوقت المباح ******* أخط بقلمي حدود شفتيك ...أفتعل القصيد ... أين أنت ؟ اشتقت إليك .... في دمي نبض ليل يفتعل القصيد ليفنى ..أين أنت مرّ موعدنا و لم تأت ...مرّ صفاء مرواغ لكن بقيت أجنحتك حولي أسئلة بعبارات مراقبة تهد تعب السنين ...حزن...ألم ظاهر ... لا قلب حولي لأشبه الأشياء فقط ولع ظاهر بالرحيلانت أيها القاطن في جسدي على عتبة الليل أشدو حلمي ... وجهي يضيق بي فيلفظني المدى لا أستطيع ترتيب أفكاري ....اليوم مبعثر كوجهك ..كيف استرسلت في دمي كيف استنزف الربيع فرضيته في الوثوب على حافة التاريخ. جسدي وهم السراب و جسدك قارتي البعيدة حاولت أن أفترس وهم انتظارك في داخلي. كذبت حينها....وجودك كان أجمل كذبة يدك تنحدر صوبي تطرز مخالبي بربيع ذاكرة سيأتي .... كم تأوهت حينها و كم حطت سفن انتظارك على صدري ذاك الجدول الصغير نحرت فيه شفتيّ لأنهل من شتاءها القارس .. رغم اشتدار ظروف تكرار الحياة أبقى حية و أعود لأمسد طهر الحكاية ...وطني قصيد عينيك عدت بكراسي الجامعي أرقب بصمت قدومك لكنك لم تأت أيضا استدرت نحو زاويتك النسائية فعرفت من خواءها أنك في أحضان جديدة عدت أمشي بأنين ثمل يتأرجح بين يديّ كمارد.... أشتاق أن أكتب الحب على جسد الموج الأزرق لكني أخاف تكرار روخي في حانة الألم أنصب حروف الهجاء و كافة مفردات اللغة ....أحاول الكفر بوجودك و بوبائك الذي أخذ يستشر فيّ أخذت أهذي في حينها و بدأ الصقيع يزداد في روحي كنت أتدلى منه كألواح الثلح لأعبر من المحال أشتاقك قلتها ألف مرة فرحت لأنك لم تسمعها لكن نظرتك تلك سمرتني في مكاني ها أنت تراقبني من زاوية أخرى لم أكن تقطنها منذ برهة أخذت دوائر الهذيان تكبر و تصغر و تضيق لتبتلعني و أنا أقف في مكاني ليقذفني موج البحر إليك من جديد نلتقي في منتصف المسافة المؤدية إلى دهليز الشمس . نحتضن أيدينا و نسير بصمت على حصى الشوق ..كنت أنصت إلى وقع أقدامك لكنه كان يبدو أكثر قوة من شوقي إليك كانت خطواتي واهنة لا تستطيع الثبات أكثر .. تتسلل أناملك إلى خصري الواقع بين الحلم و الدهشة .....تختصر آهات السنين التي أقطن في حرمانها تختصر عمري في كلمتين عشق ورغبة لم أكن أعلم أن الحب سيذهب بي أبعد من المنفى ذاته تمنيت أن تزداد هوته لأعيشك مرتين و ازيد من عمري اتساعا لأبتلع يأسي المدقع صعدنا إلى هيكل ناء يغفو في قمة جبل ناء....حجره الأسود احتضن ذكريات طفولتي من جديد أخذت أتأمل الشمع الذي يذوي بأناقة حزن مترف ......لملمت بقايا النفس البشرية و أعدتها إلى فتيل الألم.....خرج حبيبي من الهكيل قليلا تاركا إياي أعد قطرات الشمع النازف جاء كاهن غريب فانتهك حرمات سكوني ......وضع إصبعه في منتصف اللهب قائلا ....(( احذري نار الخطيئة يا ابنتي...)) سألته دون أن أرفع نظري عن الشمع النازف ...(( أبتاه هل جربت لهب الشهوة)) (( يا ابنتي كنت في سنك يوما ما .....لكن الزمن أخذ مني سرّ النار و الشهوة في آن معا)) (( لكن هل يحيى الإنسان دون ألم)) (( كلما طال فتيله الالم في روحي ...أخدره و أكرس نفسي لخدمة الإله ...)) ((لكننا بشريا أبتاه و نعيش في عالم الأشباح الرمادية)) (( احذري الظلال يا ابنتي فجلد الذات أدماني ......صفعت وجهي ..أنا الذي الحب أخرسني و أعماني )) ((لا أفهم ...)) (( احذري خطيئة الحب)) (( هل تلوم الغد إن أشرق)) (( لا لكن أغفليه من قائمة حياتك...)) ((لا أفهم ...لما تقول كل هذا)) بعد ثوان من الصمت الثقيل عاد حبيبي .....فاقترب مني و احتضنني أمام الكاهن بقوة شعرت حينها بدفء غريب و تذكرت كيف ولجت بجسدك رغباتي المؤجلة ؟ لما يريد الكاهن أن يحذرني منك ...و أن يحرمني منك حينها ضاعفت جرعة الأمل في نفسي مرتين فاتربت من حبيبي أكثر كأنني منت أتحدى قداسة الكاهن بأن العشق لا زال يبحو خارج جدران معبده لم أكن أريد لتلك الرحلة أن تنتهي و كم تمنيت أن يذوب الشمع أكثر لأبقى أكثر التصاقا بك تمنيت ان أجمع ذاتي المبعثرة في أيقونة عشق لأقدم نفسي قربان عشق لآلهة الغياب لأبرهن لهم أننا أبناء الأرض لن نكف عن الدوران...و أنهم هم من دنسوا حياتنا و لسنا نحن من فعل ذلك أخذت أضحك بصوت عال في الشارع ....إلا أن دموعي أخذت تهطل بشدة على وجهي..لقد سخر حبيبي مني في حينها أخذت أعدو بسرعة إلى سكني كاني خائفة أن يسرقوا عشقك مني خبأته في قلبي أكثر فأكثر كي أحميه من غدر الزمان لم أكن اعي أن الحلم قد يكون مرا لكني هويت فيك أكثر و تعبت منك أكثر و بكيت بسببك أكثر أنتقيك كباقة ورد تعرش على يدي دوال من الغبة أنتقيك من مشتل الورد ...هنا يباح فقط الزمن لك أنت تقبع في حنايا جسدي...ارتح فيه كما تشاء عانقه و إمضي ...احتضنني بلوعة مسافرة ... لا وقت لدي لأهجر روحي النازحة .... تمتط جنوني ...للصمت نكهة تعربد في دمي و دمي يشتعل بك أنتفض فيك حنينا ..فيك يبقى المنفى اقحوانا يرتشف البهجة من جسدي أنعتق من ظلك ..أغفو على صدرك ..لن تدري بي أكثر فقلبي مرتبك كظلك ..ماذا يبق لي حين تبدد أنوثتي بشفتيك ...إمسح عن جسدي تعبه قلم ظلاله بيديك تعال ...فأنت رجلي المشتهي أراقب الزمان حسب تقلبات الجمر ..أحاورك أمدّد القدر على زغب صدرك ...فهناك يمتزج اللون بالعتمة تلك دعوة ساكنة لأتوحد بك فهل يهرب القدر لدقيقة من جدول المصادفات العنيدة....فيفسح لنا لقاء على شفة الريح اليوم ذاكرتي ممزوجة بعبقك الرجولي الذي يهطل على وجهي قطرة إثر قطرة أهتم بك لدرجة أني أستغرب أني أعيشك بكل تفاصيلك ....أعد الغمام العابر في سماء وحدتك ...و أتساءل على غيمة غفوت أقلدك قلبي لترجمه بحصى عشقك و تعلن توبته القدسية عن الحب لأنه ملكوته سيكون لك وحدك ******* أطوق روحي النازحة .....أحاورك لأنتقل من مساء لآخر هناك حيث يغفو البرزخ....على معلقات الحنين التائه أحاور روحي لتستكين نفسي بين ذراعيك سأحاول أن أنعتق منك ..فقلبي في مهب الذاكرة مقفل على حدود الأمل يباس القلب معشوشب ..يخضل جانحه ....في مهب المنفى ....إبقى معي قليلا كي يستكين الرقص في جرحي على وجهك و أسيل من جديد كشبق الصيف على زبد الآخرة لن ابقى أنصاف اشتهاء لا حلول لها ...لكني أهوي الجلوس فس قعر الصدى ...أرمي بئر خوفي بحصى الرغبة و العشق سأسافر منك لأرتقي قعرا آخر لا أهوي فيه مرة أخرى وجوه الليل مبعثرة ..متقلبة كجرحي الذي أنّ بجواري طوال عامي الأخير المنسكب حزنا.... أعوام لا أرقام لها تحدو صوب الحلم ..تجثو برفق على ساعديك ..لكني أهوى التنصل من قيدك الذي بات يدميني ...اليوم بك أزهو و المساء يحبو كطفل حولي فأنا امرأة الوقت و الصيف و الشهوة لن انكسر مرة أخرى في مهب الذاكرة ...قلبي ليس ملكي . قلبي ملك للورق فقط به يفنى... أخاف أن أزيد مساحة الاتساع بك فتغرق في مياهي الضحلة اليوم وجهي مبلل بك تلثمه نيران حائرة ...أخذتني من شبقي كلمة لطالما أرقني حواري معها ....أجادلها برهة ..أخرج منها ..أصرخ في وجهها ....لأجد بعدها أن مساحة عشقي لك يغرق فيها المدى لن ألازم تلك الكلمة الفراش ..سأهجرها بالنفي و الطرد حينا لكن قعري يعود فيحن إليك ..تلك هي أنا ذات مكسورة على عتبة الضوء ..تتلمس وجهك لتفنى إبقى معي .........لا سأبقى معك ........لا تلك قصة روّجها ورق التوت البري الذي يستر عورة أرواحنا ...قداستي تبارك وجهك فما هي حدود الخطيئة لديك لم اعرف جوابا لسؤالي حينها أمدد الفجر على ركبتيك ..أجثو بجواره ..أداهمه عشقا....أعبره حينا ...وجهك شبقي و رغوة زبدي المتنافرة هل أهجرك ليفنى الغمام الطالع من وجه الشمس من اقبية مهجورة يتعالى ضجيج جسدك حولي تلامس اشتعالي بك ..تحط ترحالي المتعب في أصداف جسدك تبعثرني فيمزق صوتي اغتراب النوارس على شواطىء مسافرة خلجاني بانتظارك فاقتحمها ..حطم قيود صمتي ... اليوم أنت رجلي المشتهى ..إخترق جبين الخوف الزائف أنا و أنت و الموعد المنتظر تلك كانت تعويذتي السرية لك .. ارددها في سري كلما التقينا لكني لم أجرؤ على البوح بها يوما كنت أخاف أنصاف الحلول و جسدي بات يضيق بها يرفضها فهو يريد التحلل من موشور الظلال .... أخذت أدور حول نفسي هل سيباركني حظ موتي قريبا ؟ أخاف فكرة هجرك لي فما زلت أتوق نبضا لأكتبك على مسامات جلدي و أنقش صوتك بالحناء على جلدي أنت عشقي الغريب الذي تسلل إليّ بعد صقيع العمر الأول أخذت أهشم أوراق الوردة الحمراء في يدي ..أمزقها ..رميتها على الطاولة الباردة فأمسكت صديقتي الوردة من عنقها المتورم حزنا ... سألتني (( لما فعلت ذلك بالوردة...)) (( لأني خائفة ..)) كنت أتساءل في حينها هل ستهشمني كبقعة صيف ينتظر حداد شتاء على أهبة الموت عشقا لأجله لم تكن تعلم حينها أني على أهبة الموت نبضا لأجلك قلت لصديقتي بعصبية .... (( دعينا نخرج من المكان بسرعة فقد ضقت ذرعا به و بنساءه)) هربت إلى بقعة أحرى أحاور النور فيها و ظلال الشمس تذوب في عينيّ أكثر ..أنت ورقتي الخاسرة ..و أنا حمقاء أخرى راهنت على قلبها من قبل ********* كل شي من حولي يتساقط الفرح و ذكريات الطفولة و شجر الاحلام ..... كل شيء يضيق بي حتى مساحة البحر و الحرية ..أخشى جدا أن ينتهي الشعر و تتحقق الرغبات سأطلق النار على صوتك و على المقعد الذي جلسنا عليه ..لكني أخاف أن اسقط أنا كنت أرتشف الوقت حينها على مهل .. عير الأفق الذي بدأ يضج حنينا إليك الامس حجر الشرفة البارد ...رأيته يلوح لي ...نعم هذا هو ......إذا لم يتركني حبيبي ابتسمت له بشوق متناسية كل أفكاري الآثمة بهجره ,,وصلت إليه عانقته بشدة فابعدني عنه ببرود مترف مراقبا وحهي بحذر قائلا: (( دعينا نسير قليلا)) بروده الثلجي لفح وجهي فاقشعرت روحي و حبا رفات الحزن على وجهي من جديد (( ماذا تريد أن تقول ...)) صمت مطولا و لم يجبني لكن زلزال خوفي أنبأني بما يريد قوله فسألته مترددة ((هل تريد أن نفترق...)) (( لن نستطيع أن نكمل الدرب سويا..)) (( مالذي حل بمشاعرك....)) ((كنت أزيد مساحة الإتساع بك لكن جسيد بحاجة للحرية ...مشاعر حبي لك تجتاحني لدرجة أنها تخنقني ..)) هطلت دمعة يتيمة على خدي ...المتوج بالحزن..فقلت له: ((أنت لا تستحق قلبي.....)) تركته وحيدا و أخذت أعدو إلى أمواج البحر الهائجة في ذاكرتي ......أخذت أجتازها موجة إثر موجة نيران الذاكرة تمضغني .. تجتر حزني... تبتلعني ....لامست مياه البحر الراكدة حركتها بجسدي فغرقت في سكونه أكثر سالت دموعي السوداء على وجهي ...اضطربت الريح فتغلغلت لقدري... زأرت المياه الركدة ..ابتلعتني فهجّرّت حلمي ..أطلقت صاصك على وجهي فسقطت أوراق روحي كلها ..أخذت أسبح عارية في عشقك ..أخذت أبكي بشدة كيف لي أن أبتلع حزني لا يوجد توقيت شتوي لمشاعري ....و لا توقيت صيفي لأشواقي...فساعات العالم كلها كانت تدق في واقت واحد عندما يحين موعدي معك و تسكت في وقت واحد حين تنصرف.......اليوم قتلتني برصاص حبك لكنك لم تستخدم كاتما للألم ********* اليوم لا أشعر بحزن أو بفرح .......اليوم لا أشعر بشيء ...لا أشعر حتى بهطل دمائي... اليوم ترقب غريب حولي و كأن عطلة الموت طالعت وجهي بعد عناء طويل .....كأن الفجر لامس بأنامله زجنتيّ و غطلع على داخلي غريبة هي ادروب التي تفضي إليّ....أحتاج للصمت قليلا على كتف الالم ....أن أشعر بتباشير وجهه ..أن أصرخ فيه...تلك ذات لطالما أرقتها بعمق المعاناة ..منذ نعومة أظافري و أنا ألحظ خطوط وحدتي جفاف أوردتي لم يستقطب ذهولي عن الكون ...كنت أحبو على وجنتيك لكنك في منتصف المسافة المؤدية إلى شفتيك وأدت أحلامي و واريتها الثرى كم مظلم قبرك ذاك لأحلامي و كم ضاق رفاتي بها في منتصف الشوق جثوت أمامك و تنيت الا يفتك بي الورد وجهي شردته الريح كثيرا .. عصفت به رياح غريبة كانت تئن ليلا على جسدك قردي هوة عميقة تتلاطم أمواجها في كفي و عرافة القدر تلهو بي من كنتها نفسي لم تبك على يديك ..ركعت في الظل ليفنى الورق و تفنى أنت.....لكن نور الشمعة الشحيح اعادني للواقع ..بقي الورق و رحلت أنت دون غمام نازح مرّرت إصبعي في منتصف اللهب و قاطعته مع العتمة فاحترقت يدي قليلا لكني تلذذت بطعم الالم و عاودت الأمر إلا أن يدا قوية استوقفتني (( الشرود قد يقودك إلى خطئية اليأس يا ابنتي)) ((اجبته بصوت بارد لا حياة فيه كجدران المعبد التي تحيط بي (( لقد فقدت حياتي لذتها في التدفق)) سألته أبتاه ..((أبتاه ألم تشعر بلذة الغحتراق يوما ....أبتاه جسدي رماد الآخرة ..سألقيه في نهر الشجن..)) (( إحذري هوة البقاء في حزنك...)) ((من التراب أتينا و إليه نعود .....لكن يتخلل ذلك ريح عاتية ترمينا على وجوه عابرة نتمنى البقاء فيها للابد لكن القدر يعود فيذكرنا بمهمة الرحيل إلى نهر الذبول من جديد ...)) ((أشعلي في غرتك شمعتين و دعهيهما يحترقان ببطء... بجوار بعضهما.. انظري لتلك الظلال ..بتأن)) ((هل تظن أنه احترق بعشقه لي ..)) (( سيفنى قريبا كتلك كظلال الشمعتين ....فهو استمد ضوءه منك ...)) ((أشلائي مدمرة و شرفتي التي ابتنيتها على القمر هجرها النور )) ((إبقي في السمافة الحرجة ما بين التمني و الألم ..بذلك تحمين نفسك...إبقي دائما الشمع الذي يذوب بعد إحتراق جميل ..لا تكوني الفتيل .....)) بكيت بحرقة و تذكرت صوتك المتهدج في المكان ...... ((أشكرك ..سأبقى دائما في المسافة الحرجة و الفاصلة بين التمني و الألم ...)) خرجت من المعبد ...كانت الأزهار تطوق حديقته و وجهك لا زال يرافقني ....و يطوف حولي ********** ركضت على السلم الحجري للسكن بسرعة هائجة محاولة طرد وجهك من حولي....إني أفقد توازني و لا أستطيع مواصلة العيش من دونك لا أستطيع المرواغة أكثر.....أشجار تتقمص حزني ....و تمرّغ وجعي في زيتون الإله .....في رقعة الخصب يتناثر وجهك هشيما مباحا لا وقت للوقت ...فقط على جرحي يحط يمام المعبد ...أمضي إليك و لا وجهة لدموعي...حاورتك في أفكاري ... فالمسير طويل إليك .. ضمني إليك أكثر عانقني بشوق و لهفة .. دونك يفنى جسدك خارج خارطة الزمن أفقت من غربتي الجديدة حين أطلت برودة الشتاء على وجهي... ذاتي شبق خريفي يفنى في رمال الواقع حبيبي قد هاجر مع أول شتاء مباح ....... هل كفرت حين أحببتك ... هل خالج جسدي المدى .... مجون أفكارك يعربد في دمي ....أظلل الموت بتقاسيم تناسب جثتي إثمي أني عشقت فهويت ... سرق القدر مني براءتي مرتين ....مرة حين أحببتك و مرة حين سلبك مني دون تبرير قدري وردة صفراء في مهب الذاكرة لما جعلتني أشاطرك الحلم على حافة المنفى يزداد الصقيع في سجن روحي الإنفرادي.....لقد ملتني طرقات الشجن الوحيدة سأخرج لأثمل مرتين من دمي المباح ..مرة بضوء الشمس الحانية و مرة بتوحدي بتلك المسافة الآمنة منك غادرت فراشي المبلل بالوقت ..وخرجت إلى البحر... إنحنيت و داعبت رمال الشاطىء و اخبرتها أني سأحاول الخروج منك فسمعت الصدى فيها سأهشم ووجهك على الورق ....سأصطاد حلمي من براثن الخوف أخذت تلك اللبوة تزأر في دمي ...أخذت تزأر في فجوة الحزن التي لم أعد أستطيع مقاومتها..كانت تحاول التنديد لا أستطيع الهرب إلى واحة صدرك لتحميني منك ..فكنت أنا الطريدة....و أنت ظلال القمر المسفوكة على صدري أدرت ظهري لتلك الزوبعة في صدري..عانقت الضباب الكثيف و المتجمع فوق صورتك ..مسحت الضباب عن مرآة روحي هكذا .زبدأت أخطو قليلا صوب الشمس ...خرجت لمرتع النور لاهثة وراء الفصول تقوقعي داخلك جعلني أنسى ذاتي لكني لم اكن املك ذاتي ...غربة تدلت من سواد روحي فتساقطت مرة إثر مرة كيف كنت تسيّر مركبك الفضي في جسدي كسم ثعبان ملّ كل الأوجه و إختارني معلقة نصر جديدة له ثورتي البيضاء تلك ليست على الزمن بقدر ما هي ثورتي على نفسي هشمت وجهك على الورق و استنفذت فرص البقاؤ في روحي أكثر...لم أفقه في حينها سوى الأوراق الصفراء المتجمعة على وجهك أخرجت وجهي من مرآة الواقع لأرى جثتي المتعفنة ...رميتها في نهر الخرافة ....و وضعت كفني حول جسدك لأراك تذوي أمام ناظريّ خرجت إلى الشارع لأعدّ الغمام الحائر و العابر على وجوه المارة ..خرجت للمدى أشاهد الشهب التناثر على الشواطىء الغريبة هاهو طفل يلهث وراء دميته ....حبوت فوق الشمس فلفحتني أشعتها الحارقة ....تفيأت بظلها حدقت بذهول بأبخرة الحياة المتصاعدةحولي ...كنت كمن يخرج لأول مرّة من شرنقة القدر .....عاشقان كانا يترنحان في ثمل ...لفتا إليهما أنظار المارّة ...إلا أنا لم اشعر بتلك الغيرة فقط شعرت بالخواء ..كنت ارى نفسي في قصتهما ...و أتخيل المصير المحتوم على مهل عادت اللبوة لتزأر من جديد خلف قضبان الخوف .....لكني لم اسمح لها بالخروج لتنقض على ذاك العاشق المزيف ....لتهش لحمه ...حاولت ترويض تلك اللبوة لكني دهشت حين رأيتهما يحدقان بي بطريقة غريبة ..فأشحت بنظري عنهم و تابعت سيري بترو حتى لامست ضفاف الزمن الهائج في صدري خرجت منك لأتدلى كارجوحة العشق في وجه أقل نسمة عاتية تهب عليها ...روضت خيول العشق لكن صهيلها أخذ يدوي في المكان ....فلقت نظر الناس إليّ ... صهل حزني بقوة في وجوههم ...و تمرّد على وجودهم و كبر أمامهم بوحشية ..لأنعم قد إغتالوا سكون جرحي من جديد ..صرخت هوتي العميقة بألم جارف .((.لن تطالني مرة أخرى .. لن تبتلعني مرّة اخرى )) هربت منهم فتعثرت بنظرات رجل عرفته من بين الحشود المحيطة بي... كنت أنت فعدوت بجنون طير جريح ..بكيت بحرقة و دموعي السوداء تغطي وجهي ...لم ارى الطريق العابر فسقطت أمام عربة تعبر الطريق بسرعة ها قد حملك القدر إليّ مرة أخرى.....وقعت أرضا وغبت عن الوعي ....كان الناس يرقبونني بخوف .. دما من جسدي رجل مجهول ورمى على زنبقة حمراء و مضى .... تم نقلي غلى مستشفى الأحلام المؤجلة ...رائحة الممرات نزقة كجلدي المكتظ بهمساتك المباحة حينا دوى إنقجار الذكريات في رأسي من جديد ...غادرت روحي جسدي ..في حينها و أودعته ليد القدر البيضاء ..علّها تعتني به كما تشاء...هجرتني روحي في حينها و جلست على شاطىء رواده الأمس و الحاضر و الغد ..رمله سعادة زائفة ..و بركانه دمي المتفجر في قلبك على ذاك الشاطىء الأزلي جلست روحي بوهن ......مدّدّت قدميها ليلامس زبد الموج تعبها ...لفحتها الشمس فغدا لصوتها بحة سمراء أخذت تقهقه في المكان....خلا الشاطىء من رواده ..فجف الغد منها ....وفرّ من بين أيديه مع الرمل الناعم الذي كان تحت آثار أقدامك تركت روحي ذاك الشاطىء و تلمست جبيني البارد و حلقت صوب الشمس من جديد ....اعتلت الخوف حينا و في منتصف الطريق قطع خيط الأمل الواهي هكذا قتلتني مرتين ....بنفس مخرز الألم .... لو أنك غيّرت طريقتك لكان وجعي أقل ......و لاستطاع نسغ الحياة ان يسري فيّ من جديد...لكنك اعتصرت آخر شجوني و وضعتها قلادة حول عنقك ....كنت لديك صنما تبقيه متى شئت ...تقصيه متى شئت ....و تحرقه متى شئت... لا يا سيدي لم أعد ذاك الصنم .....روحي أقوى منك .....رغم ضعفي ..تحررت روحي منك .... غمامة العطر ستمضي ما دام وخز الورد مباح] انقلابات الضوء - داليا - 01-17-2008 أوصال الموت اليوم لا أستطيع الموت.... قد أؤجل صمتي لبعض الوقت.....كان لنا وطن لنا فيه بعض النبض.....إنعتني بما شئت بأني دون عابري السرير ...بأني من قد جرّحت الشمس لا فرق لديّ..الأمر سيان ...ما دمت قد فقدت شيئا أومأ إليّ بالنبض اليوم أخط أولى مذكراتي على هامش الصفحة الأبديّ.....هامش حزين ..لا يهم فقد فاجئني النبض حين هجرني بغتة لا يهم من أكون ..... الأسماء تتشابه .....الملامح واحدة ...لكن رصاص الألم واحد أنظر إليك عبر شفافية الورقة البلهاء..... شعرت بأنك سترحل ..شعرت بذلك مسبقا ..هدير صفارات الإنذار علا في داخلي قبل تلك اللحظة المهمشة ... كيف أكتبك لحظة بلحظة و يقينا واحدا هناك حيث توقف موج الزمن ..هناك ..حيث أرصفة البقاء ممهدة لعبور آخر . من هناك..مررت أيقنت أني تركت روحي عندك ..لم يخطر ببالي أنك تقوى على هجري.... شظايا ورقية متناثرة في الخلاء هذا ما أنا عليه اليوم .... أكتب من أكتب ....أتحدث عن إمرأة ذات ألف عام من الجرح النفسي المتكرر ...اليوم سأكتب و سأعربد ..و ليمهلني القدر لحظة لأني سأكتب و لأني مللت تلك الأشباح التي تسكنني إنظروا إليّ كسفيهة فقدت كل أوصال المنطق ...نعم أنا هي ..سأطرق كل أبواب الصمت ..تريد أن تعرف من أنا ...سأكتب و سأعربد و ليكن ما بيننا ليس بمنطق.. هو مخطوط أبكم لا يهمني منطقه أو تصنيفه الأدبي فليس هو بشعاع محنط ..هو وجه من وجوه هذه الحياة التي شردتني آلاف المرات.. قالوا ....لا تكوني صريحة ....لا تغلطي...لا تشتمتي ..فكل تصرف محسوب عليك ...عن أية آهات هم سألوني ..فقط وأدوني قبل الخليقة ..هم كلهم وجوه تحتاج لإعتذار صوتي..سأخرج صوتي و سأعلن للملأ أني نادمة لأني جئت لهذه الحياة ..أنا مجروحة و منكسرة ملأ تلك الحياة الباغية لست من حزب الدين و لا السياسة و لا الأدب و لا النقد و لا المنطق و لا الأرقام ..أنا غصن متفرد بلحنه ..بأوهامه الجميلة التي تأبى منطق البشر....من أنا ...؟؟ سأقول لكم من أنا بملأ اليأس و الأسى ..أنا مشروع إمرأة لرجل...وجدته ...فتركني لتلك الأمواج التي تتلاطم على خديّ...نعم أنا عروس الوهم و الحياة المأفونة....أنا أرملة الوهم يعود إليّ النبض بعد عامين من النبض فقدت فيهم صوتي ...كنت خرساء نعم ..و صماء..أما الآن فأنا عاجزة روحيا و عقيمة نفسيا إجلدوني كما شئتم فلا فرق لديّ...هناك الآلاف ممن جرحوا طفولتي و قلبي الطاهر....لا أهتم فمخرز الأبد واحد عدت إليكم لأكون راهبة المدى و الأفكار المتأوهة .... لا أدري كيف أبدأ......لا تسألوني عن تناقض أنفاسي ...لأني أود العويل كإعصار و الهرب كموكب كرنفالي... مسارح الفرح لن اقطنها بعد اليوم .......هناك مسارح أفضل ..مسرح الخداع و الكذب من أنا لا تسالوني من أنا ..فأنا وتر ملّ الشعور... و هتك أسرار النفس أحقد ..للأسف روحي لا تعرف الحقد و لا الكره ..فقد أعرف أن أمارسه على نفسي و أعرف أن أشوه روحي لأجلك...و أعرف كيف أجلد نفسي بسياط اليوح كل ثانية وهم... دعوته رجلا أرملا..لعلي أبقي عليه بقايا وقار ما ....كان يخفي تحته أنيابه المفترسة... أنا عروس الوهم ....أطفالي الموت و الظلم و الرياء... أبقي على صوتك نابضا في المدى ..لأن بقايا دموعي ستورق و لأني لا أقوى على الإفصاح أكثر..... كنت ربيبة لذاك الدير النفسي الذي يعمدنا به آباؤنا عند الولادة .....طمسوا به ملامحنا ..لذا لم أعد أؤمن بالمتعارف عليه بين الناس فقط أؤمن بالعدمية .....لأني بت لا أثق بظلي... يسألوني عن مشاعري....يطالبوني بها ...حاضر سأضغط على الزر فتخرج مشاعري متشحة بكرنفالات الحياة... حاضر سأصبح كما تريدون ..سأصبح مدينة وهم... يسألونني عن مآثر تلك الحياة ..مآثرها جمة ....فقط أنا هنا ألعن المدى آلاف المرات ..و ألعن نفسي....أكثر من ذلك بكثير كنت سليلة البوح ..لكني اليوم سليلة الوهم ..أتوج نفسي اليوم بأني مليكة الأحلام المدقعة.. رجاء لا تهمسوا حولي بأنفاسكم ..فهي تجرح المارة .. رجاء إصمتي فأنت مهووسة نفسيا أو بعض شبق مضى بجسدك .. حتى جسدك لا تملكينه ..بل هو ملك لذاك الشرقي الأخرق سأقول لكم من أنا ...أنا عبدة لتلك القيود الحديدية الصدئة التي تكبل أقدامي....تزداد كل يوم عفونة و رطوبة ..و يستمر نزيزها على جسدي.....في يوم من الأيام كنت واحة خضراء..لكني الآن ..رهينة لدى تلك الأصفاد الخشبية كبلوا أحلامي نعم ..أنتم كبلتم كل ذرة شعور لديّ...يا رجال الأرض إتحدوا فإن عويلي سيبتلعكم.....لن يطفأ ظمأي لدمائكم ..ظل شعور... سأنقض عليكم واحدا تلو الآخر و سأهمشكم و سأهينكم كما شوهتم داخلي .....سأصرخ و ليلامس عويلي قفر الإله لا أهتم لشيء..مات الشعور لديّ... حتى أنت أيها القنديل الزيتي الجميل أطفأت وميضي..أهديتك آخر أنفاسي فدستها بنعلك الحديدي... لا يكفيني جسد واحد ..سأحرق كل الأجساد و الذكريات و الصور و سأدخل لمقهى السفهاء المجانين.((...ممنوع مرور الأحزان من هنا...إخلع وقارك عند الباب...إخلع أحزانك....كن سفيها..كن ماجنا..و تدبر نفسك كسائر السفهاء المجانين ..عدت منك دون إكليل غار............حنا مينا.....)) إستوقفتني تلك المقولة كثيرا ..لذلك فإني أهديها لصوتك الراحل... ما من رجل يستطيع أن يسّكن شدة الألم في وريدي.... ما من ظل رجل يستطيع العبور بين أنفاسي قبل أن أرجمه بنصف صقيعي........مارست الوهم آلاف المرات و عاشرت كافة أنواع ظنونه..حتى بات الظن إثم.......معنى إسمي شجرة الخمر... ليتهم أسموني قفر...حينها كنت أدركت بعض ما أصابني....لأني للتو خرجت من مرحلة الدهشة داليا الصالح 17\1\2008 انقلابات الضوء - داليا - 01-21-2008 غواية شرقية حكايتنا سريعة العطب كلحن شرقي سريع......الأمل غواية نمارسها لنحيا...دون إشفاق على أنفسنا.....لا أدري لما نمارسها ربما نمارسها لنحيا و لنمضي دون وجل نحيا.....كلمة غريبة مؤلفة من أوتار مشدودة الشعور....مشدودة إلى كل أحاسيسنا...الجميع يقول أننا مشدودون إلى الماضي ...كيف لا ننشد و ننشده به فهو من جرّح مآقينا...هو من رمّدّ الحاضر و المستقبل رغم شدة جراح الحياة....رغم الصدمات لا نزال ننقب عن آثار للأمل ...ذاك الأمل أدعوه بالغاوية ...لأنه يرتقب اللحظة التي تهمد فيها أرواحنا ....يرانا نصل لقمة اليأس فيعود ضجيجه حولنا كمن يريد لروحنا الصخب ...يريدنا أن نقع في شركه إلى الأبد لطالما تساءلت ماذا يريد الغد مني ......هل يريد أن يهبني أطفالا.....ها أنا أخاطبه بملء قسوة الواقع قد تنازلت عن هذا الشرف....لا أريد زوجا أو أطفالا ....لا أريد كلمة تدخلني في شرك الجنون و الأحلام مرة أخرى أقول لذاك الشرق قد تنازلت عن أحلامي ...قد ترّجلت عن صهوة جوادي ....ماذا تريد مني لست بفارسة في ألف ليلة و ليلة ....ليس لديّ ضفائر ذهبية ....كي أعقدها أهزوجة للشمس كل مساء....حتى ضفائري الحالكة السواد قصصتها لأتخلص من وهم رجل قد عشقها يوما نحن الشرقيون مصابون بفوبيا الحنين و العودة للوراء...أدرك ذلك و دائما أخاطب نفسي بأني عالم وهمي قائم بذاته ترجلت عن صهوة أحلامي كلها ....فماذا بعد ....ماذا تريدين مني أيتها الحياة ....أن أحضنك ثانية ...لا أستطيع مزاولة الألم و الجراح ثانية للتو خرجت منك أيها الصقيع الإنفرادي....لا أستطيع العودة إلى قضبانه مجددا فأنت لم تشاركني شيئا من رفوف أحلامي المؤودة...فقد مارست عليّ كل أنواع الضغوط النفسية ...و أهنتني ....نعم أهنتني و انتقصت من إنسانيتي حين ظننت أنني ساذجة و أنني لن أكتشف أنك خدعتني أنت واهم أيها الألم إذا ظننت أنك تستطيع أن تقتص مني ثانية ... سيقولون ....مطلقة ...لا يهمني ....ذلك ....يهمني أنني أستطيع الصراخ من قعر الجرح أنني سأتحرر منك أيها الوهم الشرقي ...بعد عام أو عامين لا يهم سأتحرر....بدأت بصعود سلم الحرية مجددا.....لا أدري لما يخاف الناس من كلمة مطلّقة و كأنها مرض إجتماعي جديد أو وباء جرثومي سيعضف بالبشر .....لنعد إلى أصل الكلمة ....معناها إطلاق السراح و أنا سعيدة جدا بهذا اللقب ....نعم سيطلق سراحي أيها الماضي الآثم لا أستطيع رغم كل الجراح النفسية أن أنعتك بالقبح فأنت جزء مني ....أستطيع القول أنك كنت طفلا آثما ...و أنك تستحق الجلد و هتك العرض و السبي أيها الماضي سأسبي أحزاني منك ...كلها خصلة ....خصلة ...حتى أذوبها في فنجان ...قهوة مع بضع حبات سكر أيها الشرقي الجميل الذي كنت مجنون ليلى ....أين أنت ...فأنا أدعوك لقطعة سكر ....لا أكثر ...لا تطمع بأكثر من ذلك ...فأجنحتي لا زالت يانعة ..و لم تكتمل خضرتها بعد لا زالت براعمي بيضاء ....إنتظر نضوجها يوما ما .....فقد تسقط على الأرض تلقائيا من شدة الإستواء..... .قد تنتظر دهرا أو دهرين ..أو ربما أكثر بكثير ..لا أدري...قد تنتظر أكثر قطعة سكر ذابت في فمي ....منذ سنتين ....مرة عبرت ..تقاطعا خطرا ...وقفت فجأة على واجهة زجاجية ..رأيت نفس قطعة السكر ...أفقت من وهمي هل كان ...ذاك حلما عبرت به يوما أم أنني عدت فذبت فيك ..من جديد بعد عامين ...لم أدرك وطأة اللحظة تلك ...هل كنت وهما آخر أم أنني فعلا مررت بك لاهثة كمن يعبر نفقا مظلما في زاوية ما يتربع كاهن وهن....أمامه جثوت ... صليت و تقاطعت أمام ذاك الصليب الخشبي أحزاني ...دعني الآن أيها الكائن أستريح من تلك الغواية الشرقية ....دعني أضع ذاك الكفن القديم في تابوت زجاجي ليعبره المارة بأنظارهم ...أريد للمارة أن يروا أني تعافيت ..و أني شفيت من أوهامي...سأحنط بقايا دموعي أو قد أحفظها بإناء زجاجي ليتوضأ به المارة أيضا....أيها الكاهن كنت عرّاب نفسي و تقاطعت معي كثيرا ....كما السماء تغتال الأمل...تشاركنا الأحزان سويا....هل ستبقى في تلك الزاوية كثيرا تراقب المنفى عن كثب ...أم أنك ستخرج بعد فوات الأوان لتلاحظ مروري بك ....ثانية...هل سيخالجك الندم ...هل ستنفعل أم أنك جمدت شعورك في صقيع إنفرادي...أنا مذهولة لأني سمحت لك أن تلامس كل أسراري ...و كيف أنك في لحظة ضعف انسحبت مني كما يباغت الموج الرمل بسرعة خاطفة ....لم تترك لي فرصة لكي أتنفس أو أن أعي ما يجول حولي....رغم ما أنا به ....سأعلق ذكراك كأول لوحة جميلة أعتز بها ...أول لوحة تخللتني دون أن تعرضني للغدر ...أحيانا نحتاج لعزاء ما لنشعر أننا لا زلنا ننبض بذكرى لطيفة شاردة في أنحاء دواخلنا....أريد أيها الكاهن الجميل أن أصافح ذكراك ...كما سأصافح أحزاني كلها ...كنوع من السلام النفسي....ستهجع أحلامي دهرا أو دهرين أو أكثر بقليل ....لا أدري شيئا ...لا أدري...أدري أني ودعتك كما طيور السنونو تودع الشطآن اللاهثة ....ودعت جثمانك ...و رحلت وحيدة دونك... دمعة وحيدة فقط هطلت على خدي المتوج بأنفاسك ....دمعة وحيدة عرفت أن تخرج من ذاك المأزق مفتخرة أنك مررت بها يوما ما ....عانقني الآن أيها المدى ....لألامس شطآن الأزل وحيدة .... داليا الصالح 21\1\2008 |