حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
كلهم وضعوا رأسهم في فم الأسد... فلا عتبى إن قضمها... - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: كلهم وضعوا رأسهم في فم الأسد... فلا عتبى إن قضمها... (/showthread.php?tid=20179) |
كلهم وضعوا رأسهم في فم الأسد... فلا عتبى إن قضمها... - أبو ليلى الدمشقي - 02-26-2006 عندما كان الأسد والحريري أصدقاء، لم أكن مستفيداً بنقير من فتح الحدود والخط العسكري الذي كان مفتوحاً للتهريب وأولاد المسؤولين من الطرفين. لم يتسن لي أن أتاجر بين البلدين وأن أهرب... وعندما قررت زيارة بيروت قضيت على الحدود أكثر مما كان سيقضي أرييل شارون لو أتى فجأة إلى لبنان أو سوريا... من يسمي نفسه معارضة الآن، أو خط 400 فولط، أو تيار الحريري، أو تيار الصوفي، كانوا كلهم أحبة، ولم يكن المواطن اللبناني العادي أو السوري العادي يأخذ من هذا الحب أي فائدة، ولم تصبه حتى قبلة طائشة... وكانت الصفقات تدبر بعيداً عن مصلحة المواطن اللبناني أو المواطن السوري. عندما كانت المصالح تتلاقى بينهم، لم يكن أحد يفكر بمصلحتي أو بمصلحة صديقي ألان اللبناني... كنا دوماً منسيين ونشعر بالتهميش... عندما كان اللهط على قفا مين يشيل، كنت أنا وألان الملهوطين. والأن وقد تغيرت الرياح، وساءت الأمور بينهم، ما زلت أنا وألان ملهوطين، وما زال اللاهط يلهط، ويقص كالمنشار في الغدو والآصال... بكرة وعشياً... فسبحان من يغير الأحوال ولا يتغير له حال... والأن بيت القصيد، فأنا وألان ما زلنا متفقين رغم اختلاف حكومتينا. والتقينا أيضاً بشأن ما حدث، وحتى تنبؤاتنا بشأن الغد الأسود المعتم المحدق بلبنان وسوريا ما زالت تلتقي... مع عدم ثقتي لا بمخططات أمريكا ولا حكومتنا الوطنية ولا غيرها، ما دمت أنا وألان خارج الخطة... وبعد، فهل تذكرون تلك القصة التي يضع فيها الحمار رأسه في فم الأسد واثقاُ به ؟! أنا أذكرها تماماً مذ كنت صغيراً. ولا بد أن نعتبر منها جميعاً. سواء أكان تيار ال 400 فولط أو تيار ال 220 فولط، كلهم كانوا واضعين رؤوسهم في فم الأسد، فلا عتبى إن قضمها جميعاً... :baby: كلهم وضعوا رأسهم في فم الأسد... فلا عتبى إن قضمها... - أبو ليلى الدمشقي - 02-27-2006 الكاتب: جون بول ماري المصدر: لو نوفيل اوبسرفاتور جون بول ماري : سقوط إمبراطورية الأسد ... خيّب بشار الاسد الأمل الذي كان يجسده في سوريا جديدة ، وها أن عملية بيروت تضعه في موقف المتهم، وها أن النظام السوري عاجز أن ينبس بكلمة " لا " بعد أن أجبر على سحب قواته من لبنان وبعد أن أمسى على الساحة الدولية . كان أبوه قطاً، كان من فصيلة السّوريّات إلا أنّه كان بحجم وحش كاسر . كان يحكم في جمود وكان منطويا على نفسه بجبينه الناتئ وعينيه المغمضتين. كان يترصد كل شئ في صمت من رصاص ، كان معضلة حية ، كان قادراً على الاجابة ب " لا " قبل أن يطرح عليه السؤال أصلاً، لم يكن سيّد زمانه يبدي حراكاً عند وقوع حدث هام على الساحة العالمية . وقد عرف السجن والمنفى والانقلابات الفاشلة والناجحة وعرف الحروب . لقد كبر حافظ الأسد مع التاريخ . في تلك الأثناء كان العالم جميعا من تل أبيب إلى القاهرة ومن واشنطن إلى موسكو يرصد ردة الفعل منه أو صوتاً أو مواء، وحين كان يبدر عنه بعد انتظار ردّ حاد ومعدل كانت القنصليات تحل رموز كل كلمة وكل فراغ وكل صمت منه، وكان القسم الأخير من رده يصل لاحقاً حين يكون العالم قد حول نظره عنه، كان رده يأتي في شكل ضربة مخالب تترك خدوشا مدمية في وجه خصمه . ففي مارس 1977 قتل كمال جنبلاط الزعيم المحترم لدروز لبنان برشق من رشاشه ،وفي 1981 اغتيل لويس دلمارسفير فرنسي بلبنان على مقربة من سد سوري ... وكان يكفي في كل مرة أن يبحث عما أزعج سياسة حافظ الأسد للخلوص إلى " آه إن سوريا لا تريد " ولافائدة في مابعد من طرق ابواب دمشق لطرح أسئلة أخرى إذا ليس وراءها إلا مدينة منكمشة وقطا كهنوتيا لا يبدو عليه أي أنفعال وعيناه مطبقتان أكثر من أي وقت مضى . لقد رحل الدكتاتور ، انقضّ عليه سرطان الدم في يونيو 2000 ولكنه مازال دائم الحضور متجمداً في ملتقى الطرق أو مصهوراً في لوحة برنزية، أو في صورة، أو في لوحة زيتية، وهو يبدو مواجهاً وثاقب العينين ناتئ الجبين وبجانبه بشار ابنه وغالباً ما يكون كالغائب وقد رسم جانبياً إن الرئيس الجديد مرغم على التعايش مع أبيه الفقيد، أما في البهو الرمادي للوزارات ذات الطابع السوفياتي أو فوق المصاعد الكهربائية الضخمة التي تحملك نحو دولة معطية ونحو كتاب يأكلهم القلق ، ونحو رجال شرطة متحجّرين في هيئة مسؤولي الأستقبال ، فإن حافظ الهرم هو الذي ينظر إليك ، ويبدو حافظ أحياناً أخرى في واجهة الثكنات مرفوقاً بأبنه البكر باسل ، الأبن الضال الذي يؤثره العسكريون وهو الماجن المجيب إلى قلوب الناس وهو الفارس الكبير وزعيم العصابة المبتدئ ، مات مبكراً في سيارته السريعة ، وفي المساء يتكرّر اللقاء بصورة حافظ الأسد في حفلات الأستقبال التي تنظم بالنزل الفخمة حيث يمرّ عرب الخليج معتدّين بأنفسهم حاملين باطراف أصابعهم مسابح مذهّبة باحثين عن اشباح المومسات المخضبّات كما لو كانوا في كرنفال جنائزي . لم يعد حافظ حّياً كما أنّ باسل كأنّه لم يكن يوماً ، فكان على بشار وهو الأصغر من مواليد (1965) أن يتولّى قيادة سوريا عندما بدأ لبنان يستفيق ، لم يكن الأمر يتعلّق بأنتفاضة مزارعين بل بتمرّد في القمّة يقود الوزير الأوّل ببيروت رفيق الحريري وهو ملياردير لبناني – سعودي يشهد له بأنه " صانع إعادة لبنان " وتحت فعل الضجر من هيمنة الجار السوري على لبنان وقف الحريري إلى جانب فرنسا والولايات المتحدة الأميركية في العمل على أن تعتمد منظمة الأمم المتحدة القرار1559 في سبتمبر المنصرم وهو قرار يقضي بالأنسحاب الفوري للجيش السوري من لبنان . ورغم رفض دمشق فقد اقدم رفيق الحريري على الأستقالة ملتحقاً بصفوف المعارضة ، قال أحد المثقفين السوريين " الحريري مع القرار 1559 ... يا له من كوكتيل رهيب لسوريا " وفي 14 فبراير الماضي عندما انفجر طنّ من المتفجرات ساعة مرور ركب الحريري ، أدان العالم في الحين سياسة المخالب الخادشة القديمة . فقال أحد الدبلوماسيين جازماً " أيّا كان مدبّر العمليّة فإنها إدانة لسياسة سوريا في لبنان خلال ثلاثين عاماً " . كانت العملية تهدف إلى ضرب عنق المعارضة في القمّة ، فكانت كم يريد نسف بئر من النفط مشتعلاً ، إلا أن النتيجة كانت عكس ما أريد لها أن تكون ، كان الهدف تسمير لبنان رعباً ، فألقي به في الشوراع ، وقد جنّ غضباً، كان الهدف قمع ثورة فوقع إلهابها ، والأدهى من ذلك أنّ سوريا التي أرادت أن تبدو عنيدة أرغمت على سحب قوّاتها من لبنان وعلى التراجع والهرب ، ولعلّ حافظ الأسد رجل الوضع القائم والرجل الذي كان يقول " لا " اهتزّ في قبره عندما سمع ابنه نفسه يقول ملحّاً لجريدة " التايمز " ، من فضلكم أوصلوا هذه الرسالة ، أنا صدام حسين وأنا اريد التعاون معكم ، يبدو أن النظام فقد مهارته وأن القط أضاع ضربة مخالبه ، يبدو بعد اقل من خمس سنوات على رحيل حافظ الأسد ، كما لو أن سوريا ديكتاتورية دون ديكتاتور وكما أنّ بشار يتم إلى الأبد . إنها نهاية أمل كبير ولد ومع وصول هذا القائد إلى دفة الحكم ، كان عمره أربع وثلاثون سنة ، كان عاقلاً ورجلاً مولعا بلإعلامية يريد ختم دراسته لطبّ العيون بلندن ، عند موت باسل في شنة 1994 استدعاه والده وأرسله لتعويض الفقيد على راس فرقة مدرّعة ، كان يريد أن يكون طبيبا فأصبح رئيساّ ، أمّا هو فلم يتغيّير واصل النوم باكراً والاستيقاظ باكراً ، لا يشرب الخمر ولا يدخن ، ويعود كلّ يوم على الساعة الخامسة مساءً ليرى أبنائه . اهتزّ شعبه المتعطش إلى التغيير عندما مرّ هذا النسيم العليل القادم من الخارج ، كان يريد إصلاح الدولة ودمقرطة البلاد وفتح أبواب الحوار ، ولما أطلق سراح ثمانمائة سجين سياسي وسمح بمنابر حوار تكلم فيها فيها المثقفون جهراً، صاحت الناس هذه معجزة " ربيع دمشق " كان يريد رجالاً جددا فاستقدهم من لندن ونيويورك والبنك العالمي وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية ومن القطاع الخاص . كان شيراك مفتوناً به عازماً على مساعدته ففتح له ذراعيه بباريس وقدّمه لزعماء العالم ، تسللت فرنسا من الفتحة الديمقراطيه واضعة على ذمته جيشاً من خرّيجي المدرسة العليا للإدراة واهدته فحصاً مدققاً لحسابات مجلس الدولة ، وشارك بشار شخصياً في جلسات اعمال الفحص لساعتين او ثلاث متوالية، وكان الخبراء مبهورين بالنظرة الثاقبة التي كان يلقيها على إدارته ، وإلى جانب ذلك فقد وقع بشار على ألف وثلاثة مائة نصّ وقانون ومرسوم وقرار للقطع مع النظام البائد . اهي الثورة أخيراً ؟ كلا ، ففي فبراير2001 قام الحرس البعثي القديم الذي انتخبه ملكاً بإعادته إالى الجادّة ، فصرّح بشار بانّه ثمة " خطوط حمراء لا ينبغي تجاوزها " وأمر بإغلاق منابر الحوار وبسجن نحو عشرة مثقفين ، وانتهى " ربيع دمشق " ، أين القوانين وهي ترسانة الديمقراطية ؟ إنها تنام محزومة برصانة في ملفات بيروقراطية تتظاهر بالخمول ، يقول خبير غربي إن الجهاز البعثي الفاسد والمتاكل كالأخطبوط يوافق دائماً ولا يصنع شيئاً . الجهاز المسلح هنا هو جهاز قمعيّ أكثر منه جهازاً عسكرياً ، كان الأب الديكتاتور محترزاً ، فبعث عدّة اجهزة استعلامات وهي المخابرات التي تهدف إلى ان يقوم الناس بحراسة بعضهم البعض ، ورث بشار الأسد 7 أجهزة استعلامات يديرها منذ أربعين سنة رجال لا يعرفون الشفقة ، ومقتنعون بشرعيتهم ومتشبثون بممالكهم الشخصية ، أقوالهم وأعتدهم جهاز الاستعلامات العسكرية ويرأسه أصف شوكت زوج أخت بشار الأسد وجهاز أمن وزارة الخارجية وكان يديره قديماً غازي كنعان الملقب ب " نائب ملك " لبنان وجهاز أمن الطيران ، فحافظ الأسد كان طياراً قديماً ، وجهاز أمن الدولة وهو في خدمة الرئيس وفرع من جهاز أمن الحرس الجمهوري ويديره ماهر الأسد شقيق الرئيس وجهاز يسمّى فرع " فلسطين " وآخر لأمن دمشق الشرقية .... لكل جهاز زراعه الطويلة وأسراره وسجونه تعيش سوريا تحت قانون الطوارئ منذ 42 عاماً ، ويقتضي القانون 49 لسنة 1980 بعقوبة الإعدام لمجرّد الإنتماء لحركة الإخوان المسلمين ، كما ينصّ الفصل 19 من القانون 14 على عدم مقاضاة المخابرات ويسمح فصل آخر للمحكمة العسكرية بتتبع المدنيين . لم ينسى هنا مجازر الإسلاميين في حماة ( من 10000 إلى 20000 قتيل ومدينة دكّت ) أوقمع الثمانينات الذي انتهى بسجن وقتل حوالي 5000 شيوعي . ياسين الحاج صالح وعمره 44سنة مثقف شيوعي وجهة ذو تجاعيد ، وقد قضى 16 سنة في السجن عند أنتهاء عقوبته اقترحوا عليه التعاون مع المخابرات ، فرفض فوجد نفسه في معتقل تدمر السياحيّة الرهيب لمدّة الرهيب لمدّة عام آخر، ليس هناك استجوابات في هذا المعتقل بل يعلّق المعتقلون من أقدامهم ويضربون على كامل اجسامهم بحبال كهربائيّة ، يقول ياسين الحاج صالح " الخوف هناك نمط من انماط الحياة " تغيّر الزمن وتمّ إغلاق معتقل تدمر جزئياً واصبح بإمكان " حاج صالح " الكتابة لصحف أجنبية ، سيسقط حائط الخوف بدمشق ولم يعد المعارضون يختفون ، أصبح بالإمكان التحدث في السياسة بالمقاهي دون ان يشحب وجه مرافقك ، حرّر الرئيس الكلمة ولكن بكفالة . فعندما يشارك الحاج صالح في مظاهرة بوسط العاصمة مع مائة من المعارضين للمطالبة بإلغاء قانون الطوارئ تتصدى له مئات من " الطلبة " المسلحين بهراوات ، وعندما أمضى الرئيس في شهر يوليو عفوا شمل 300 سجين سياسيّ لم يطلق إلا سراح 60 منهم ، أمّا الآخرون فبقوا في قبضة الأمن العسكريّ القويّ بقدرته على الإيذاء ، فمن الرهينة المحتجز ياترى ؟ اهو الشعب أم أميرة ؟ ؟ روى ملك إسبانيا في لقاء خاصّ خلال رحلته إلى سوريا كيف أصبح خوان كارلوس بعد الأنقلاب الفاشل في البرلمان بمدريد مستغلاً الفرصة لا ستبعاد أنصار فرانكو المتشددين ، وكان بشار يصغي بأنتباه لزوجته وهي تردد " هذا ما عليك ان تفعله " .... يبقى الرئيس شعبياً في الشارع السوري رغم أنه خيّب الآمال ، فهو ليس الرئيس الذي يخشى وليس قاتلاً ويداه مضرجتان بالدم ، وهو ليس زعيماً إذ أنه قريب جداً من الناس إنه ذلك الرجل الذي يتحدث عنه الشارع بعطف رفقاً بشبابه فيقولون " مسكين بشار " متنهدين . ولكن منذ ثمانية عشر شهراً تغيّر بشار وأخذت تجول نغمة " الأمير السجين " وتشهد عل ذلك خيبة الأمل الفرنسية الكبرى التي دفعت فرنسا إلى التقدم بالقرار 1559 مع الأميريكيين ،وقد مرّت خيبة الأمل هذه بثلاثة مراحل ، أوّلها الأندهاش فبعد أن طلب من فرنسا تقييماً للأوضاع المالية بخمسة أشهر عيّن بشّار بعثيّاً متحجّراً على رأس وزارة العدل ، قال مستشار فرنسي كنّا نعرف الدكتور بشار وها نحن نكتشف مستر الأسد بجانبه الغامض والمعتّم ، ثم رأت فرنسا أن سوريا أخلفت وعدها حين أسندت رخص استغلال آبار الغاز بوسط البلاد إلى شركة أميركية كندية أنفقت 12 مليون دولار في هذا الملف، مليوني دولار للدراسات والبقية في شكل خدمات – أي رشوة والحال أن بشار ورئيس شركة توتال اتفقا على تفادي الوسطاء ، وهكذا فعلت توتال فخسرت . لقد فضلّت دمشق إهمال " الصديق الفرنسي " لفائدة أمريكا التي أصبحت تهدّده فكانت الخسارة الصافية 700 مليون دولار . أما المرحلة الثالثة وهي الأكثر خطر فهي " قضية لحّود " . ففي سبتمبر الفائد أعيد إميل لحود على رأس الحكومة وهو الجنرال موال لسوريا ولاء تاماً . لتحقيق هذا الهدف يتوجّب على سوريا أن تلوي ذراع اللبنانيين ، عليها أن تجعلهم يقترعون لفائدة تحوير دستور البلاد ، ثم استدعاء رفيق الحريري الذي حاول الاعتراض كما كما لو أنه عريف بسيط إلى سهل البقاع من طرف رستم غزالي رئيس الأجهزة الأمنية في لبنان ، فشتم الحريري بصوت مرتفع وأشهر في وجهه مسدساً وهدّده ، كان الحريري شاحباً وفهم الخطر المحدق فرضخ وماذا عن بشار ؟ هل رضخ أيضاً للمتشددين في نظامه ؟ " كلا " بعد إعادة أنتخاب لحّود استقبل الحريري بدمشق ويروي شهود أنه أعاد مراراً " لحّود هو أنا " لاتهمّ إهانة المعارضة فقد اعتادت على ذلك وقد لا تهمّ إهانة جاك شيراك الذي أحسىّ بأنه هُضِمَ جانبه بل أنه وقعت خيانته ، هنا أيضا كانت لهجة دمشق حاّدة " إذا أراد شيراك أن يخرجنا من لبنان فسأكسر لبنان " لا يفسّر الاستبسال في دعم الرئيس لحّود بدواعِ جغرافية – سياسية فحسب ، صحيح أنّ لبنان يمثّل العمق الأستراتيجي لسوريا في مواجهة العدو الإسرائيلي ، ومع حزب الله الحليف تسيطر دمشق على الحدود الجنوبية ، والهاجس السوري الآخر هو أستعادة هضبة الجولان المحتلة الذي يمثل فوهة مدفع في صدغ دمشق ، فقدان السيطرة على لبنان يعني فقدان الأمل في مقايضة إنسحابها مقابل الجولان ، لكن لبنان يمثل مسألة مالية هامة ، يكفيك لتعرف ذلك أن تتوجه نحو المركز الحدودي وهو الأن مقفر بعد أن كانت طوابير السيارات تمتد طويلاً فيه ، ورجال الجمارك السوريون منكبّون على قبض لفافة صغيرة من الدولارات ، هذه هي رئة سوريا الاقتصادية ، هنا على الطريق الذي يمر بالبقاع نحو البحر بميناء بيروت ونحو بنوكها العديدة التي لاغنى عنها في التجارة الخارجية وفي القطاع الخاص وفي تبيض اموال المافيا ، هنا في لبنان توجد مجالس الإدارة وبها وجوباً وكلاء سوريون ، وفي خزائن بيروت أودعت البورجوازية السورية ما قيمته خمسة مليارات دولار ، وفي دمشق ليس الحرس البعثي القديم الوحيد الذي يكبح كل إصلاح "ولكنها طبقة من الكواسر من الشبان ورجال المافيا الذين ينهبون البلاد بكل عناية " ، كما قال رجل اقتصاد سوري وفي هذا المجال يعود ذكر عشرة أسماء من عشيرة علوية قريبة من الرئيس من بينهم رامي مخلوف أبن خال بشار وهو أبن مدير المصرف العقاري سابقاً ، وهو الأن يدير في ما يدير شركتي هاتف جوال سيريا تيل وسبيستل وشركات لاتخضع للضرائب ويقال عنه هنا أنه ملياردير يمتلك نصف الدولة ؟ إن الفساد هو الذي يقفل النظام وينخر البلاد مانعاً عنها كل إاصلاح حقيقي فضلاً عن ايديولوجية البعث وعن الخطاب السياسي ، أن حلف الولاء مع البنان هو أيضا حلف مع المال لا بد منه وأن أدّى الأمر إلى تطويع الدستور اللبناني وإلى دعم رئيس متهم بإدارة مصالح عشيرته ومرفوض من المجتمع الدولي . لقد أجبر اليوم القرار 1559 السورين على بدء إنسحابهم من لبنان وعبثاً حاول الرئيس بشار الحصول على دعم الروس والمصرين والسعودين حلفائه الأقوياء , وقد ذهب اليهم في الرياض فكانوا مقروحين لأغتيال الحريري وهو السني الذي يحمل جواز سفر سعودي ، فنصحوه بكل جفاء بأن ينسحب . أن سوريا المعزولة بصدد فقدان البنان ، يقول ميشيل كيلو احد مثقفين من المعارضة المدنية انها نهاية الدور الاقليمي لسوريا وحول سوريا جيران محترزون أومعادون وحلفاء مقروحون خابت آمالهم مثل فرنسا التي كانت بالأمس خير دعم أوروبي وإلى جانب ذلك الجيش الاميركي على الحدود وواشنطن عازمة على أخضاع البلاد . هذا البلد الذي حكمه في ما مضى رئيس ديكتاتور مازال شبحه يغشى أسوار دمشق ، حافظ الأسد رجل جبهة الرفض و الرجل الذي كان قادرا على أن يقول لا. |