حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
دعاة معتدلون وجماهير غاضبة : من يقود من ..؟! - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: دعاة معتدلون وجماهير غاضبة : من يقود من ..؟! (/showthread.php?tid=20380) |
دعاة معتدلون وجماهير غاضبة : من يقود من ..؟! - Arabia Felix - 02-17-2006 (منقول) قوة الجماهير هي قوة لا عقلانية تشكل الأداة التدميرية في لحظة الثورات الكبرى طبقاً للفيلسوف الفرنسي غوستاف لوبون (1931) في كتابه الشهير «سيكولوجية الجماهير»، فبناها النفسية غريزية وبدائية تنصهر فيها المسؤولية الفردية لصالح العاطفة الجماعية البسيطة، ويشبه لوبون حالة الفرد المندمج في جمهور هائج بالشخص المنوم مغناطيسياً الذي ينجذب بشكل لا واع لتحقيق الممارسة الفعلية لتلك الأوهام والشعارات. هذه القوة غير الراشدة تجلت في مسألة «الرسوم المسيئة» بشكل تصاعدي منذ انطلاقها، فشرارة البدء كانت مع شخصية إسلامية بارزة في الدنمارك قامت بالحديث عن هذه الرسوم ونقل الملف للعالم الإسلامي، وتضخم الموضوع عبر منتديات إنترنتية صارت هي المحرك لاتجاهات الرأي العام الالكتروني، وهو في حقيقته غير دقيق ولا معبر، فمئات الأسماء الوهمية قد تشكل حراكاً إنترنتياً بفضل القدرات الهائلة للنشر والنسخ والوصول في حين أنها قد لا تعبر حقيقة إلا عن فكرة موجهة من مجموعة صغيرة تتحكم في إطار ما ينشر من خلال أداة الفلترة. وهكذا، تم طرح سلاح المقاطعة وتعميمه بشكل لا واع وأصبح شعاراً جماهيراً يتكتل الأفراد حوله لتكوين موقف من دون أن يُخضع لممارسة نقدية راشدة ، فهو في البداية مخالف لأبجديات المنطق الإسلامي في العدالة الذي يؤكد عدم أخذ الكل بجريرة البعض في تعبير شفيف «ولا تزر وازرة وزر أخرى». الآن ثمة انقسام واضح بين قيادات رأي التيارات الإسلامية، عبرت عنه وثيقة مهمة تم نشرها قبل أيام، لمحاولة وضع حد لتصاعد حالة الغليان الجماهيري، فالبيان الذي وقع عليه نخبة من أبرز الشخصيات الإسلامية الموسومة بالاعتدال، والمعبرة عن أطياف فكرية متباينة، أشار إلى أن إساءة الدنمارك :« لا تقابل بما لا يجيزه الشرع من نقض العهود والمواثيق، المحترمة في شريعتنا، بالاعتداء على السفارات، أو الاعتداء على الأنفس المؤمّنة وأمثالها»، والتي: «قد تشوه عدالة مطالبنا أو تتسبب في عزلنا عن مخاطبة العالم». اللافت في الأمر أن الشيخ يوسف القرضاوي كان من أبرز الممتنعين عن توقيع البيان ! بينما كان الشيخ السعودي سلمان العودة على رأس الموقعين، في دلالات واضحة وعميقة على التحولات الكبيرة التي يعيشها خطابه الجديد، غير ان تلك قصة أخرى. البيان يخلو من وجود اسم لعالم يمثل التيار السلفي الاساسي، والذي يتحرج عادة من المشاركة في بيانات «هدنة»، أو التوقيع مع شخصيات محسوبة على طوائف أخرى. وإذا كان غياب الشخصيات السلفية مبررا، وفقاً لرؤيتهم، فإن علامات الاستفهام تطال موقف يوسف القرضاوي الذي استقبل وفداً رسمياً ممثلاً للمؤسسات الدينية في النرويج، وقبل منهم الاعتذار بشكل أولي، إلى حين استصدار قرار مؤسسي دولي يجرم التعدي على الأديان، والذي اعتقده أن القضية «المغيبة» عن البيان بشكل صريح ومتعمد هي محل الخلاف بين القرضاوي وبين الموقعين على البيان، وهي مسألة «المقاطعة»، فبيان المشايخ والدعاة، الذي أبى القرضاوي توقيعه، عمم على طريقة المسكوت عنه حول المقاطعة، بحيث يخلق انطباعاً لدى الجمهور أنه لا يؤيدها، بينما موقف القرضاوي حاسم تجاهها، وهو الأمر المعروف لكل من يقرأ خطابه في القضايا التي تتماس مع الموقف السياسي من الغرب، وهو خطاب راديكالي في هذا الجانب، وإن كان خطاب الشيخ القرضاوي الفقهي والاجتماعي، والذي يتجلى في فتاواه الميسرة في ما يتعلق بالمرأة والمشاركة السياسية وكل ما يمكن من «تخريجات» فقهية للتعاطي الاسلامي مع تعقيدات العصر، فلا ريب ان خطاب القرضاوي على هذا الصعيد يعد خطابا متسامحاً بشكل كبير. الجمهور أيضاً فهم هذه الإشارة الخجولة من أصحاب البيان، حول ضرورة استبدال الآليات الجماهيرية التي قد تكرس الصورة النمطية السلبية في الغرب، بآليات سلمية هادئة طويلة الأجل، عبر مؤتمرات حوار، وفرص إعلامية للتعريف بالإسلام، فعلى سبيل المثال نجد موقع «العربية نت» على الانترنت، وعبر المساحة التي يتركها لقرائه للتعليق على الأخبار بسجالات وردود وتعقيبات عديدة حول الموضوع، حينما نشر خبر بيان الدعاة والمشايخ حول الموقف من الرسوم الدنماركية، وامتناع القرضاوي عن توقيعه، نجد أن أغلب تعليقات القراء اتسمت بالهجوم على البيان واعتباره تدخلاً في إرادة الجماهير الغاضبة، فأحد القراء شدد على أن قرار المقاطعة جاء كردة فعل شامخة من الشعوب وأنه لا يمكن الرجوع عنها لمجرد فتوى، بل وصل الأمر ببعض القراء الى وصف الموقعين على البيان بأنهم علماء «نجوميون» وفقهاء سلطة ! في حين لم يخف الكثير منهم خيبة أمله بعبارات عاطفية مكثفة وذات دلالات عميقة على ما تحدثت عنه سابقاً، من وجود فجوة كبيرة بين الخطاب الديني المعتدل وبين القاعدة الجماهيرية المنحازة إلى الفكرة المسيطرة والتي تم تكريسها عبر عقود من الزمن فيما عرف بخطاب الصحوة إنْ في نظرته إلى ذاته أو الغرب، وهو الأمر الذي ستكون له آثار جانبية خطيرة تجعل من السهل نفاذ الخطاب المتطرف باعتباره المخلص بل ويتعدى ذلك إلى خلق رموز جديدة قادرة على تمثل وتمثيل هذا الغلو. وإذا كانت دلالات هذا البيان للحكومات وللنخب الثقافية، بل ولقطاعات غربية واسعة بدأت تشعر بضرورة دعم وتأييد خطابات إسلامية معتدلة، فإن المقلق حقاً أن يتم حصار هذه الأصوات وخنقها بحبل التكفير والتبديع والاتهام بالعمالة والخضوع للغرب.. الخ، ما يتطلب أن تكون هذه الشخصيات التي تؤمن بالاعتدال بشكل مطلق بدون التفكير في رغبة الأتباع ، تكون مراهنة على جيل جديد من الشباب لم يعجنوا بعد بقناعات حزبية أو تربية متطرفة، وأن يكونوا صريحين جداً وبشكل غير موارب في تنقيط حروف الاعتدال... هذا هو المحك والواجب الاخلاقي على الجميع. |