نادي الفكر العربي
لسانيات.. - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: قضايا اجتماعيــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=60)
+--- الموضوع: لسانيات.. (/showthread.php?tid=20881)



لسانيات.. - جقل - 02-01-2006


لسنيات...

ذات صيف قادتني قدمي الى حضور عرض مسرحي باللغة الإسبانية أعجبتني لكنتها و لحنها و طريقة لفظ الثاء فقررت أن أعرف شيئا منها, وبعد تفكير و تدبير و أستشارات سجلت دورة لتعليم اللغة الإسبانية للمبتدئين في مركز يتبع للسفارة الإسبانية,لم أتوقع أن يهتم الإسبان يتعليم لغتهم للعالم بهذا الشكل و سائل إستماع و عرض و مناهج غاية في التطور وفوق كل ذلك مدرسة يانعة كاعب و كأنها تربت في قصر الحمراء أو في حرملك " ابن أبي عامر المنصور" تتناثر الإسبانية من شفتيها كتناثر "ملبس" سوق البزورية في ليلة عرس شامي شهي تريد أن تلتقطه قبل أن يصل الى الأرض,مرحة نشيطة وفوق كل ذلك تتقن العربية باللهجة الشامية بشكل لذيذ يثير شهية الإستماع ,كنا أربع ذكور نتسمر مشدوهين الى "نمرتها" كل درس بأفواه مفتوحه آذان مرخية وقد كانت كريمة تفعل كل شيء لتدخل الإسبانية الى أذهاننا.

يتجه "الفضول اللغوي" أول ما يتجه الى معرفة أسماء أعضاء الإنسان و خاصة الجنسية و التناسلية منها و حفز الوجود الأنثوي الهفهاف هذا الفضول الى أقصى درجة و أردنا أن نحتال على الأمر حتى نعرف من هذه المدرسة اللينه تلك الأسماء و لكن الأمر جاء على طبق من ذهب و من حيث لا نحتسب فقد طلبت مرة منا أن نفرغ جيوبنا الواحد تلو الآخر و كانت تمسلك بالأشياء و تسميها "محفظة,قلم,تذكرة هوية,محارم ورقية,سلسلة مفاتيح.." أحدنا و من حسن الحظ كان يحمل في جيبة عبوة "واق ذكري" بلاستيكي أمسكت به برقه و نظرت الى حاملة و أبتسامة شهية على شفتيها و ذهبت في شرح طويل عن الواق الذكري و فائدته و طريقة إستخدامة و أنواعه و ألوانه و روائحه,كان شرحا وافيا كافيا و لذيذا , كبرت عند سماعه سعة أفواهنا و إزداد أستراخاء آذاننا.

أحست المدرسة الذكية "بتوجهاتنا اللغوية",فكانت تستقطع وقتا من كل درس لتشرح لنا الأسماء التفصيلية للجسد الأدمي كانت تضع يدها على أنفها و تقول "أنف" ثم تضع يدها على فمها و تقول" فم" ثم تنزل قليلا الى خدها فعنقها و كنا كمن يراقب فيلما تشويقيا ننتظر الحظة الحاسمة بصبر فارغ فتضع راحة يدها على صدرها و تعتصره بخبث ثم تقول بصوت عال يعيدنا الى الى الواقع " صدر",تعدل من لكنتها الأنثوية الحارقة و تتابع الهبوط الى الأسفل "بطن" ثم "حوض" تتوقف قليلا لتعرف ردات فعلنا على ما تقول ثم تشير بأصبعها الى مؤخرتها "مؤخره",تلتقط أنفاسها قليلا و هي تعرف أننا ننظر "الجائزة الكبرى" ثم تستدير نحو السبورة و ترسم ساقين مفتوحين و تضع دائرة صغيرة بينهما و تكتب أسم العضو الذكري و الأنثوي و تصبغها حمرة قانية تغسل جبهتها ووجنتيها و هي تلقي قطعة الطباشير جانبا و كأنها تعتذر عن إساءة.

لم تكن المدرسة الإسبانية متهاونة في عملها , و لم تكن مبتذلة في تلقيننا أسماء أعضاء جسدها, لأنها كانت تعلمنا الأسم العلمي المتداول في القواميس و المجمعات الطبيه و ليس ذلك الذي يستعمله الناس في حياتهم اليومية.لم يشكل ذلك فرق كبير لنا لأن وقع مثل هذه الأسماء بلغة أجنبية لا يماثل وقعها باللغة الأم .طبعت الأسماء في ذواكرنا و كأنها مختومة بمكاوي من نار مترافقه مع تثني المدرسة رقيقة الأعطاف.حاولت مقارنة الأسم الإسباني بالأسم العربي محاولا أستكشاف تأثر الأسبان بالعرب ومدجى أستفادتهم من "الحضارة العربية",لم أوفق الى صيغة مثالية للمقارنة فنحن لدينا أسماء كثيرة تستعمل مع مختلف المناسبات منها ما نستخدمة في المناسبات العلمية و هي أسماء رصينة وقورة, و منها على اسماء بعض الطيور و الحيوانات الأليفة و هذه نعلمها للأطفال و منها ما نستخدمه عند الشتائم و الشدائد, هناك أسماء خاصة و حميمة نستخدمها أستخداما خاصة في أوقات خاصة..طردت الفكرة لصعوبتها و كثرة المترادفات في هذا المجال.و أعجبت بغنى و ثراء العربية و العامية بهذا النوع من المفردات.

دعوت مدرستي الى رحلة ترفيهية تقوم بها الجهة التي أعمل لديها كانت المدرسة فرحة و ممتنه و سعيدة بهذه الدعوة و خلقت جوا جميل خيم على جميع الذكور أما الإناث فقد شعرن بالغيرة من جمالها و حيويتها و تحلقنا حولها كالفراش المبثوث,كان الزملاء يقتربون مني و يدلقون أمامي كلمات الإستحسان و الإعجاب و الإشتهاء و الرغبة مستخدمين أفضل كلمات المعجم الجنسي و أكثرها تعبيرا,أقترب أحد الزملاء حتى كان يلتصق بي و قرب فمه من أذني و زفر بكل ما أوتي من حماس " يا عمي....قوط".ظننت أن الرجل يقول ان هذه الفتاة تنحدر من شعب القوط الذي كان يحكم الأندلس ,هززت رأسي من هزال هذا التشبيه و أبتعاده عن الموضوعية.و لكن بعد أن عرفت ما هو "القوط" تأكدت أن الرجل صاحب تعبير "القوط" كان قليل المعرفة بقبائل الأندلس واسع الإطلاع على القاموس العضوي.




لسانيات.. - جادمون - 02-01-2006

السلام للجميع :

اقتباس:تتناثر الإسبانية من شفتيها كتناثر "ملبس" سوق البزورية في ليلة عرس شامي شهي تريد أن تلتقطه قبل أن يصل الى الأرض


راااائع ..

مذهل ....


قلم لا يعترف الا بالسلاسة فى السرد والعلو فى جمال العبارة ورشاقتها ...

يا جقل الله يسامحك ..... اعدت الي ذكريات الماضي البعيد ..


تحياتي (f)

والى لقاء قريب...


لسانيات.. - المتهور - 02-01-2006

ونعم التربية والتعليم :yes: