+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: لمصلحة من؟!! (/showthread.php?tid=20953)
لمصلحة من؟!! - human - 01-30-2006
كلنا سمعنا وشاهدنا ما حدث في الدنمارك وكل الحكومات والشعوب العربية والإسلامية اعترضت على ما نشر من استهزاء بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
ففي كل الدول العربية والإسلامية تمت مقاطعة المنتجات الدنمركية فشاهدنا الرفوف الخاوية من المنتجات الدنمركية على الفضائيات مثل الجزيرة والعربية والحرة وغيرها.
والصورة التي شاهدناها توصف بأنها ردة فعل طبيعية للعقول العربية والمسلمة ولا أعتقد أن أحداً سيستغل ردة الفعل هذه للإساءة أو للإيقاع بيننا وبين حكومة وشعب الدنمارك.
لوسائل الإعلام تأثير كبير على ملايين من المشاهدين والمستمعين والقارئين وتأثيرات وسائل الإعلام لا يمكن السيطرة عليها إذا خرجت من غرفة التحكم إلى البث أو من التحرير إلى المطبعة ومن ثم النشر إلى الجمهور فتكون الرسالة قد وصلت وأتمت عملها على أكمل وجه، ولهذا على المؤسسة الإعلامية والصحفية عندما تريد أن تبث رسالة إعلامية مهما كانت من درجة البساطة أو الأهمية لا بد من الانتباه إلى نوع الرسالة والهدف المرجو من هذه الرسالة والأثر الذي ستتركه هذه الرسالة في نفوس الجمهور، وأنا أستغرب أن تكون قناة كالجزيرة الضليعة في العمل الصحفي، -وأعتقد أنّ لديها من الخبرة والحنكة ما يكفي لعمل رسالة ذات تأثير عالي- أستغرب ما بثته عن الخبر المتعلق بالكركتير الذي نشر في صحف دنمركية إذ يعتريه شيء من الغرابة في أسلوب عرض التقرير الإخباري، فالتقرير الذي نشرته القناة شاهدت فيه شيئا في حقيقة الأمر يدعو للقلق والتأهب ( أنا لست من أولئك الذين يتهمون المخطأ بالخيانة) ولكن أنا أستغرب أن تنشر قناة الجزيرة تقريرا صحفيا يظهر فيه عدد من أفراد جماعة مسلحة يطلق عليها كتائب الناصر التابعة لحركة فتح وهي تحتل مقر تابع للاتحاد الأوروبي ويحملون الأسلحة الرشاشة والآر بي جي، ويهددون الدنمرك ويحرقون علمها، صورة توحي بأن الفلسطيني هو فقط إنسان لا يفهم إلا لغة السلاح، إرهابي منغلق التفكير.
وأنا أسأل الجزيرة ما هي فائدة نشر مثل هذه الصور؟!
ألا يكفي ما فعله شعب الخليج الذين تصرفوا بحكمة آلة إلى مقاطعة البضائع الدنمركية فقط ولم يهددوا دنمركيا واحدا!
لماذا أظهرت لنا يا قناة الجزيرة الفلسطينيون في بيان يهددون فيه الدنمركيين؟!!
ألا تكفي تلك الصور التي تظهر فيها رفوف المحلات خاوية من المنتجات الدنمركية؟!!
ألا يكفي ما فعلته الحكومات العربية والإسلامية من سحب لسفرائها من الدنمرك؟!
ما هي فائدة إظهار الفلسطينيين فقط بصورة الإرهابي المسلح القاتل الدموي؟!
أم أن الصور المسالمة لم تعد تشبع رغبات إدارة قناة الجزيرة؟!
ماذا استفادت قناة الجزيرة من بث هذه الصور؟! بماذا أفادت الشعب الفلسطيني؟!
ألم تكفي صور المواطن الخليجي وهو مقاطع للبضائع الدنمركية؟! أليس فيها من الكرامة ما يكفي؟!
أنا أعتقد أن الرابح الوحيد من هذه الصور الإعلام الإسرائيلي فقط الذي بدوره سيضغط بها على الفلسطينيين مستقبلا، إذ أن الإعلام الإسرائيلي بنفوذه وامتلاك اليهود لمحطات تلفزيونية كبير مثل فوكس نيوز مثلا ستبث صور الفلسطينيين يحرقون العلم الدنمركي ويهددون الدنمركيين وبالتالي قطع السبل القليلة والضئيلة المتبقية لإقناع العالم بأن الفلسطينيين ليسوا إرهابيين، في وقت لم نشاهد فيه أي تصرف عربي يشبه تصرف الفلسطينيين الخاطئ على أقل حد تعبير.
وأنا أستغرب أن تبث هذه الصور في وقت لا يحسد عليه الفلسطينيون خاصة بعد فوز حماس والمشاكل والتهديدات التي تطلقها الفصائل لبعضها البعض التي تثبت أن الشعب الفلسطيني غوغائي همجي إرهابي، فكيف ستكون صورة الفلسطينيين مع بث مثل هذه الصور إضافة إلى صور العداء والكره للأوروبيين؟!!
وأنا أسأل الجزيرة هل بثت هذه الصور المغموسة بوحل الجهل الإداري- الذي تركد فيه إدارة قناة الجزيرة- لتقول للأوروبيين والولايات المتحدة هاهم الفلسطينيون الإرهابيون يهددونكم بالقتل فاقطعوا المساعدات عنهم؟!
ألا يكفي يا قناة الجزيرة ما هو فيه الشعب الفلسطيني من خلافات ناتجة عن الانتخابات وفوز حماس الذي آثار عاصفة تسونامية بحق الحكومة الفلسطينية وبالأحرى بحق الرئيس محمود عباس أمام المجتمع الدولي، ألا يكفي التهديدات بقطع المنح، أم أن قناتكم بغبائها الإداري تبث من غير دراية صور تسيء بحق الفلسطينيين لن تكون نهايتها ونتيجتها إلاّ أن يبثها ويستغلها الإعلام الإسرائيلي ليقول للعالم هؤلاء هم الفلسطينيون القتلة الإرهابيون لا يفهمون إلا لغة القتل والدمار والتفجير فما المشكلة إن قتلناهم وخلِّصْنا وخلَّصْنا العالم منهم.
ويظهر بالنهاية أن دولة إسرائيل واليهود دائما على حق وأنهم مظلومين وحقوقهم كالعادة مهضومة.
أتمنى من قناة الجزيرة أن تعيد النظر في أسلوب إدارتها لبث الأخبار، وأن تعيد النظر في سياستها للعملية الاتصالية، وأهدافها من نشر الأخبار.