حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
التحرش الفكري بأصول الدين - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58) +--- الموضوع: التحرش الفكري بأصول الدين (/showthread.php?tid=2103) |
التحرش الفكري بأصول الدين - بسام الخوري - 12-01-2008 التحرش الفكري بأصول الدين محمود عامر وفى ذلك أقول: إن للدين ثوابت، وللدين علماءه المتخصصين المعنيين بتوضيح أحكامه ومعانيه الأصلية التى كان عليها الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - رضى الله عنه -، هؤلاء العلماء غير معصومين وليس لهم أى صفات كهنوتية لكن ليس معنى ذلك أن شرح الدين لكل من هب ودب بدون آلية التحصيل لعلوم الآلة التى تمكن المتكلم فى الدين أن يتكلم عن علم، حتى لا يضل ولا يُضل، فكم من مريد للخير لم يدركه. والمقصود من الاصطلاح الذى أثرته التحرش الفكرى هو التحرش والتعرض للأصول والثوابت فى الدين بشىء من الإساءة « بغض النظر عن النوايا » فهذا ضلال، وكأن الساحة المصرية ينقصها هذا التحرش، وهذا الخلاف فى وقت تنامت فيه جماعات الخوارج والشيعة والخرافيين والمشعوذين والبهائيين واللا دينيين بجانب ما يسميه البعض بإبداع السحاقيات وإتيان الذكران، وإن شئت قلت: إبداع الشيطان وأصحاب الرذائل. والتحرش الفكرى عندى أسوأ من التحرش الجنسى، لأن الأول يثير الشبهات التى تخفى عن كثير من الناس، أما الثانى فظاهر ضرره واستنكاره، بل هو محل إجماع على رفضه وضرورة علاجه ومعاقبة أصحابه. ولن أتعرض لأسماء بعينها ولكن سأتعرض لأصل كلامهم وأفكارهم حيث يثير المتحرشون فكريا الشبهات البالية التالية : 1- الرسول لم يأتنا إلا بالقرآن الكريم فقط. 2- لو أن السنة شرحت ما لم يشرحه القرآن فمعنى ذلك أنها مكملة له أى أن القرآن ناقص. 3- البخارى بدأ يجمع الحديث وهو فى العقد الثالث من العمر ولو كان يجمع الحديث الواحد فى خمس دقائق لاحتاج سبع عشرة سنة كى يجمع 600 ألف حديث التى ادعى جمعها. 4- البخارى اتهم أبا هريرة بالتدليس. 5- كل ما يخالف كتاب الله وجاءت به الرواية ليس من رسول الله. 6- كل مروى يتحدث عن غيب لم يأت ذكره فى القرآن قبل البعثة وأثناء وبعد وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ليس صحيحا لأن الله نفى علم الغيب عن الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بالوحى. 7- الأحاديث المروية لم تظهر فى مجتمع المسلمين مكتوبة حتى نهاية القرن الثانى الهجرى. 8- فى الوقت الذى ينشغل العلم برواد الفضاء والطب والتكنولوجيا لا نزال نتحدث عن فتوى إرضاع الكبير وقبيلة «حدثنا». 9- الدجال والمهدى روايات تخالف كتاب الله. 10- جناية قبيلة «حدثنا». 11- الشريعة قابلة للتعديل. 12- الدين للناس لا للدولة. 13- الاعتقاد قضية شخصية. 14- حجاب المرأة ليس من الإسلام. 15 - ثائر على فكر السلف! الشبهة الأولى : الرسول لم يأتنا إلا بالقرآن فقط بدليل قوله تعالى : «أو لم يكفهم أنا أنزلنا الكتاب يتلى عليهم إن فى ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون» العنكبوت - ,51 «اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء» الأعراف - 3 ،ثم يتساءل صاحب الشبهة: هل هناك شىء آخر أنزل إلينا من ربنا بخلاف القرآن ؟ ثم يفترض أن الإجابة بنعم ستتعارض مع كلام القرآن « ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين» الآية. وأزيد على صاحب هذه الشبهة آيات أخرى مثل «ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء وهدى ورحمة وذكرى وبشرى للمسلمين» النحل -,89 وقوله تعالى «ما فرطنا فى الكتاب من شىء».الأنعام-.38 ويخلص أصحاب هذه الاستدلالات إلى أن القرآن يغنى عن السنة، لأن فيه بيان كل شىء، ووصف الكتاب بأنه مبين لا يحتاج لغيره حتى يوضحه أى أنه لا حاجة لنا بالسنة ! الرد على هذه الشبهة : إن المراد بالكتاب فى قوله تعالى: «ما فرطنا فى الكتاب من شىء» هو اللوح المحفوظ الذى أمر الله تعالى القلم أن يكتب فيه ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة. ثم إن الآيات المذكورة فيما اشتبه على البعض إنما نزلت فى مكة، فكيف يكون فى الكتاب الذى هو القرآن بيان كل شىء فى الوقت الذى نزلت فيه هذه الآيات مع أن أحكاما كثيرة متعلقة بالصلاة والزكاة والصيام والحج والزواج والطلاق والمواريث إنما نزلت فى المدينة، إذن ليس المراد ببيانه لكل شىء بيانه لجميع أحكام الفروع، إنما هو مثل الآية التى قال الله فيها: «تدمر كل شىء بأمر ربها» الأحقاف -,25 إخبارا عن الريح التى دمرت قوم هود وليس كل المخلوقات فالأمارات الحسية وواقع الهالكين الذين تحدث عنهم القرآن دل على أن المراد بالآية الخصوص لا العموم كذلك قوله تعالى : « ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء » النحل - 89 ، هى مما أريد بها الخصوص وإلا ففى أى آية بيان عدد الصلوات أو تفاصيل الزكوات أو بيان تفاصيل أركان الحج وواجباته ؟، فلم يكن شرع فى وقت نزول هذه الآية أى بيان تفصيلى عن الحج والزكاة إنما شرع ذلك فى المدينة، فالآية التى يحتج بها منكرو السنة أو مثيرو الشبهات حولها إما أن يقال انها من العام الذى أريد به الخصوص - وهذا من أساليب العرب- وإما أن يقال : تبيانا لكل شىء أوجبه الله على المسلمين وهم فى مكة لا تبيانا لكل حكم من أحكام الإسلام، لأن هذه الآية كما ذكرت سابقا مكية، وأصحاب الشبهة الأولى أخطأوا الطريق لقلة علمهم فهم لم يعرفوا تاريخ التنزيل ولم يعرفوا واقع التشريع وأن بيان ما فى القرآن من العبادات والمعاملات واقع فى السنة، فواقع التشريع وعمل المسلمين جميعا برهان ساطع واضح يدل دلالة ضرورية على أن السنة جاءت بيانا للقرآن. نعم ولقد أنزل من ربنا القرآن الذى هو كلام الله المنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم لفظا ومعنى، وكذلك أنزلت عليه أو أوحيت إليه السنة التى هى من الوحى إلا أنها من لفظ الرسول صلى الله عليه وسلم، وليست كلام الله فهى فى الحجة مثل القرآن، ولا تعارض بين ذلك بين الآيات المذكورة ولا أدرى ما هو التعارض، فالذى أنزل هذه الآيات المذكورة فى الشبهة الأولى هو الذى أنزل الآيات التالية « وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا » حشر -7 ، وقوله تعالى : « فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم» النساء - ,65 وقوله تعالى: «وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول » النساء - ,69 والآيات فى ذلك كثيرة جدا، ولو نظرنا فى قوله تعالى : « وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول » لفهم بداهة أن طاعة الله فيما نزل فى القرآن وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيما صح إسناده عنه، والطاعة فى كليهما طاعة مطلقة إلا أن طاعة الله طاعة امتثال وتأليه وعبودية لله، وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم طاعة اتباع بدون تأليه أو عبودية للرسول صلى الله عليه وسلم لأمر الله بذلك. وكون القرآن تبيانا لكل شىء وأنه كتاب مبين فى الجملة لا يمنع من أنه فى حاجة عند التفصيل لبيان إجمال فيه أو بيان معنى، فقد صح فى البخارى أنه لما نزل قوله تعالى: « الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم » الأنعام ,82 شق ذلك على الصحابة وقالوا للرسول صلى الله عليه وسلم، وأينا لم يظلم نفسه، فقال صلى الله عليه وسلم : إنه ليس الذى تعنون ألم تسمعوا ما قاله العبد الصالح: «يا بنى لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم» الآية. إذن رغم وجود الآية فى سورة لقمان إلا أن الصحابة لم يتضح لهم المراد إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم أن الظلم المقصود من آية الأنعام إنما هو الشرك، إذن لا غنى عن بيان الرسول صلى الله عليه وسلم لما هو مبين فى القرآن. الشبهة الثانية : لو أن السنة شرحت ما لم يشرحه القرآن فمعنى ذلك أنها مكملة له أى أن القرآن ناقص !! وهذه الشبهة من أعجب الشبه وأدعاها للضحك من مستوى صاحبها، فإن المعهود بين الأمة عبر أجيالها أن القرآن من الفاتحة إلى سورة الناس ما بين دفتى المصحف هو كلام الله المنزل على رسولنا صلى عليه وسلم لفظا ومعنى لا زيادة فيه ولا نقصان، فإذا جاءت السنة الثابتة لتوضيح معنى آية أو لفظ لا يعنى أن هذا زيادة والقرآن ناقص بل يقال إن السنة شارحة ومفصلة لما قد يجمله القرآن أو يشتبه على بعض سامعيه أو قارئيه سواء فى زمن الصحابة كما ذكرت آنفا أو فى زمن غيرهم، فالنتيجة التى رتبها صاحب هذه الشبهة من خلجات عقله القاصر لأنه لم يتسلح بأصول الديانة وأصول التشريع حتى يزن كلامه قبل أن يخرجه فيكون حجة عليه لا له. وإلى شبهة أخرى ورد آخر. |