نادي الفكر العربي
ما التفسير؟ - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: عـــــــــلــــــــــوم (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=6)
+--- المنتدى: فلسفة وعلم نفس (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=84)
+--- الموضوع: ما التفسير؟ (/showthread.php?tid=21055)



ما التفسير؟ - كمبيوترجي - 01-27-2006

تحياتي يا جماعة

كل إنسان منا عنده مقياس خاص للصحيح و الخاطئ من الأمور، خيرها و شرها، حسنها و قبيحها، و هذا المقياس هو ما يعتاد الإنسان الرجوع إليه في الحياة اليومية و في المواضع التي لا وجود لقوانين تحدها أو تشملها فيلجأ المرء إلى تلك المقاييس الخاصة لتقييم الموقف و من ثم إطلاق الأحكام و الأفعال وفقا لتلك المرجعية و هذا من الأمور التي فضل الله بها الإنسان و يدل على ذلك قوله عزّ من قائل: {و هَدَيْناهُ النَّجدَيْن} (صدق الله العظيم).

و من ثم تأتي القوانين سواء "الإلهية" أو "الوضعية" منها لتسيير الأمور العامة (و أمور خاصة أيضا لكن على نطاق أبسط) من حيث التحليل و التحريم، و تعريف الجرائم و تحديد عقوباتها، وصولا إلى تحديد بروتوكولات خاصة و عامة لتحديد طرق و أساليب التعامل مع موقف كذا و كذا، إلى آخره مما يفقهه متخصصوا القانون أكثر مني بكثير.

ليس الموضوع هنا بحثا في قانون معين، بل هو تساؤل عن أسلوب التعامل مع القوانين و واضعيها أو أولي الأمر فيها على حد سواء، و لتوضيح الفكرة أكثر دعوني أضع لكم المثال التالي:
في الفصل المنصرم في الجاامعة كنت قد أخذت مادة "نظام الإسلام"، و هي تتكلم بشكل عام عن بعض أساسيات الإسلام و ما إلى ذلك؛ كان المدرج يعج بحوالي مئة و خمسين طالبا و طالبة من مختلف التخصصات، و هذا ما أضفى على المادة صبغة التنويع و الديناميكية لكنها في المقابل أظهرت "ضعفا" و قد يكون "تكاسلا" و "تواكلا" من قبل الفرد المسلم تجاه ما يقابله في الحياة اليومية من مواقف ... أحد هذه الأمثلة المؤسفة سؤال أحد الطلاب أثناء إحدى المحاضرات عن "حكم التفحيط بالسيارة" (و عنى به في الأمكان العامة غير المخصصة لهكذا أمور)!!!!

للآن أتأسف كلما تذكرت هذا السؤال، و أحرج كلما طرحت المثال أمام شخص أعرفه ... لماذا؟ لأن هناك احتمالين بارزين يُطرحان هنا:
الأول: أن الشاب الذي طرح السؤال "أهبل" (عذرا للنعت) أو "لا يدري ماذا يقول"!!! و هذا مستبعد من طالب جامعي!!!
الثاني: أن الشاب وصل إلى مرحلة من التواكل أضحى فيها غير قادر على استخدام عقله للتمييز بين ما هو خاطئ و ما هو صحيح، حيث أصبح "الشيخ" أو "المفتي" عنده بمثابة "العصفورة" التي تأتي له بالخبر اليقين في أي وقت يشاء!!!

كان جواب الدكتور على سؤاله كما أردته أن يكون حيث أجابه قائلا: "و ما رأيك أنت؟" فما كان من الطالب إلا أن قال: "حرام!!!"، و لما سأله الدكتور : "كيف حكمت؟" أجاب بأنه سمعها من أحد المشايخ الذين يظهرون على شاشة التلفاز!!!! فما كان من الدكتور إلا أن ابتسم تلك الابتسامة التي ملؤها أسىً و أسف لما سمعه و قال: "هيك بس؟!!! لأنك سمعتها على التلفزيون!!!!! طيب انت ما بتعرف الصح من الغلط؟ مش ال"تفحيط" في مكان عام ممكن يؤذي غيرك من البشر؟ يعني لازم تسمع حلال أو حرام عشان تحكم؟!!!" إلخ إلخ من ذلك الكلام الذي لو ترك لي المجال لأسمعت ذلك الشاب ما هو أقسى منه بكثير!!! ثم أكمل الدكتور بحملة من "التأنيب" للجميع بأن الله وهبهم العقل حتى يحكموا به بين الحق و الباطل و لم يبين لهم حكم كل شيء يمر بهم في حياتهم حتى يستخدموا عقولهم.....

عموما تلك كانت القصة المؤلمة عن مدى انحدار مستوى التفكيرعند كثير منا نحن المؤمنين إلى درجة نعجز فيها عن التمييز بين ما هو صحيح و ما هو خاطئ يا جماعة!!!! ... لماذا؟

قد يقفز البعض الآن و يلوحون بشعار أن الدين يغلق العقل و ما إلى ذلك و أشكرهم لكنني أحتاج إلى كلام آخر أكثر منطقية من ذلك الكلام، لذلك لجأت إلى ساحة علم النفس لأنني أظن أنها مسألة نفسية بحتة... أليس كذلك؟

في انتظار إجاباتكم و تعليقاتكم

تحياتي الوردية



ما التفسير؟ - philalethist - 01-27-2006

علم النفس علم معقد بحاجة لمختصين لذلك سأقدم رأيي الشخصي بعيدا عن علم النفس.


أعتقد أن الإنسان الذي لم يتعود على التفكير بنفسه والذي كلما بحث عن جواب لأي سؤال وجده جاهزا سوى من طرف والده في المنزل أو المعلم في المدرسة أو الإمام في الجامع فسيتحول عقله إلى مجرد وعاء لخزن تلك الإجابات ولن يكون قادرا على الحصول عليها بنفسه.

دائما ما أشبه عقل الإنسان بالعضلات. إذا ما أحسن الإنسان تدريب عضلات جسده بالأثقال والتمارين والجري، الخ. فستنمو العضلات وتكون قادرة على القيام بمجهودات جبارة من تحمل المشاق وحمل الأثقال، الخ. لكن إذا ما كانت العضلات في كسل دائم وصاحبها لا يعرف إلا الجلوس بالساعات أمام التلفاز أو المشي لبضع خطوات لباب الكراج ثم ركوب السيارة (يكاد ينسى المشي) فبالتأكيد سيتسبب ذلك في ضمور (ضعف) العضلات وسيصبح صعود سلم أو الجري لأمتار أمرا عظيما وحدثا مرعبا. أنا نفسي كنت أمارس الرياضة بشغف كبير عندما كنت مراهقا وأتذكر أن عضلة ساقي أصبحت تثير إعجاب كل من رآها لجمالها وحجمها الباهر :cool: حيث كنت أقوم بالجري لمسافات طويلة يوميا. لكن اليوم، ها انا بعد أن توقفت عن الرياضة منذ سنين، أصبحت تلك العضلة هزيلة كئيبة مخجلة :cry: (في الحقيقة ليست بهذه الدرجة من السوء :D )

كذلك العقل الإنساني إذا لم يعوده صاحبه على التفكير المستقل الحر الجريء فستضمر ملكة التفكير عنده



ما التفسير؟ - كمبيوترجي - 01-27-2006

صحيح يا زميل، لكن التساؤل الأهم الذي أطرحه على نفسي مرارا و تكرارا:

هل ذلك متعلق بنقص أو انعدام الثقة بالنفس؟

ما أعنيه أنه أمر جميل أن ترجع للدين و رجالاته في أمور حياتك لكن الدين أيضا وضع حدودا للصواب و الخطأ ضمن حدود تفكير الإنسان في أغلب الأمور و عندما تطرح على نفسك سؤالا كذلك السؤال الغريب عن حكم ال"تفحيط بالسيارة" فهو بسيط إلى درجة أستغرب فيها الرجوع إلى رجال الدين لإيجاد الجواب له!!!

(f)


ما التفسير؟ - عادل نايف البعيني - 01-27-2006

اقتباس: (f) philalethist   كتب/كتبت  
كذلك العقل الإنساني إذا لم يعوده صاحبه على التفكير المستقل الحر الجريء فستضمر ملكة التفكير عنده

زميليّا
خير جواب لخير سؤال واستفسار ولكن أضيف :

نعم صديقنا كمبيوترجي (f)
أصبح شبابنا المسلم المسلِّم وليس المؤمن بعقله وفكره...بل كما أسلفت المسلّم عقله وقلبه وجسده وعاطفته للمفتي والمجتهد والشيخ والذي لا أظنه أكثر عقلانية لا مني ولا منك ولا من صديقنا philalethist .
هذا الشاب الذي تحدثت عنه_ وللأسف أمثاله كثر _ يمثل الشباب الأعمى المنساق...
يمثل الشاب الذي منح عقلا ولكن لايستعمله...
يمثل الإنسان الذي اتكل وتواكل ولم يعقل ويتوكل كما أراد الله.

ولهذا يا صديقي يغضب الله من المسلمين ويعاقبهم لأنهم لايستعملون عقولهم ويتكلون ولا يعقلون.

محبتي ومودتي(f)
محمد الدرة


ما التفسير؟ - كمبيوترجي - 01-28-2006

مشكورين يا زملائي الأعزاء على الردود و الشروح المفيدة (f)

سؤال أخير: هل هناك أي مسمى طبي أو علمي لهكذا حالة أو طريقة تفكير؟

تحياتي (f)


ما التفسير؟ - philalethist - 01-28-2006

اقتباس:  كمبيوترجي   كتب/كتبت  
صحيح يا زميل، لكن التساؤل الأهم الذي أطرحه على نفسي مرارا و تكرارا:
هل ذلك متعلق بنقص أو انعدام الثقة بالنفس؟
ما أعنيه أنه أمر جميل أن ترجع للدين و رجالاته في أمور حياتك لكن الدين أيضا وضع حدودا للصواب و الخطأ ضمن حدود تفكير الإنسان في أغلب الأمور و عندما تطرح على نفسك سؤالا كذلك السؤال الغريب عن حكم ال"تفحيط بالسيارة" فهو بسيط إلى درجة أستغرب فيها الرجوع إلى رجال الدين لإيجاد الجواب له!!!
(f)

أولا يجب أن نأخذ في الاعتبار أن انعدام الثقة يمكن أن يوجد في كل منا لكن في جوانب مختلفة فهناك انعدام الثقة في الجانب الدراسي/الأكاديمي في الثقة في جانب آخر.

لكن ان كان قصدك انعدام الثقة في الجانب الفكري مثلا هو الذي يجعل صاحبه يتوكل على ما يصله من معلومات وحقائق من الآخرين فربما كان ذلك صحيحا في بعض الأحيان لكن ليس كلها.

لكن في قضية صاحبنا هذا الذي توصل لاكتشاف الجواب على "حكم التفحيط بالسيارة" فقط بفضل شيخ وفتواه فأعتقد أنها مسألة تعود وترويض والمس منها مس في شخصية صاحبها نفسه.

لو تدخل مصدر آخر ليشكك في ذلك الجواب ماذا سيكون رد فعل صاحبنا؟

أعتقد أنها ستكون على درجة كبرى من الحدة وهذا هو الخطر.

فالذي لم يتوصل للجواب بنفسه لن يتمكن من إعادة تحليل ذلك الجواب (ليعرف صدقه من خطئه أو ليقارنه بجواب مخالف) لأنه نفسه لم يعش مسيرة تحليله والتفكير به وربط جوانبه مع مختلف الجوانب الأخرى (أكيد كل مسألة تدخل في بنية معقدة وشبكة من العلاقات لا يمكن فهما إلا داخلها) لذلك سيشكل أي شك في ذلك الجواب (أو بالأحرى في تلك الحقيقة) محاولة تحطيم بنية كاملة من المعارف.

يعني لو قلت له مثلا "لا إن التفحيط بالسيارة أمر جائز وحلال شرعا".
ماذا سيكون موقفه؟
كيف سيعترض وهو لم يعرف بنفسه الحكم المخالف (أي أن ذلك عمل غير جائز)؟
على أي أساس سيناقش في هذه المسألة وهو لم يفكر فيها ولم يحللها ولم يفعل إلا أن تحصل على الجواب جاهزا؟
أي جواب سنتوقعه منه؟
أهو جواب عقلي تحليلي تأليفي، الخ.؟
أم أننا أصلا لن نجد منه أي جواب بل فقط مجرد ردة فعل؟
وبالتأكيد ستكون ردة فعل عنيفة وربما كانت جسدية لا عقلية.
بينما لو كان هو الذي توصل بعقله إلى أن التفحيط بالسيارة أمر غير جائز فسيكون قادرا على النقاش، لو وجد رأيا مخالفا، وسيقدم البراهين ويدافع عن فكرته في شكل منهجي سليم مقنع.


طبعا نحن أخذنا مسألة التفحيط هذه (وهي مسألة ساذجة وحكمها بديهي) لكن هذا ينسحب على أي مسألة أخرى خصوصا المسائل الأكثر تعقيدا بل خصوصا المعقدة. فعندما لا يتوصل العقل للجواب بنفسه يضطر للبحث عنه جاهزا من مصدر ما. وعندما تتكرر هذه الحادثة يصبح العقل مستعدا دائما لقبول الحقائق الجاهزة من مصادر خارجية عن عقله حتى لو كانت مسائل بسيطة وبديهية.

المجتمع الأمريكي مثلا اليوم يحصل على الحقائق من الإعلام (التلفزيون، السينما، الصحافة، الخ) بحيث يوم يقف الأمريكي على حقيقة مغايرة لتلك التي تعود على الحصول عليها جاهزة من تلك المصادر سيصيب عقله الشلل ولن يستطيع أن يفهم موضع الخلل.



تعرض الملك في يوم من الأيام للسعة نحلة على أنفه فكان قرار الاطباء أنه يجب قطع أنف الملك للحفاظ على حياته. وبالفعل تم قطع أنفه. لكن ساء الملك أن يكون وجهه بشعا فأصدر حكما بقطع أنوف جميع شعبه وجعل ذلك عادة فيتم قطع أنف أي طفل حال ولادته. وبالفعل أصبح قطع الأنف عادة وأي انسان حتى الأطفال تعودوا على رؤية بعضهم بأنوف مقطوعة. واستمر هذا الأمر لأجيال وأجيال. في يوم من الأيام دخل مسافر غريب على تلك المملكة فأخذ الناس في السخرية منه والضحك عليه وعلى أنفه الغير مقطوع.
من حسن حظه أنه تم السخرية منه فقط (لأنه بالطبع خالف فقط القانون الجمالي لتلك المملكة) فماذا يمكن أن تكون ردة فعل أولائك الذين تعودوا على حقيقة ما دون التفكير في مصداقيتها لو خالفهم في مسألة جذرية؟
لو فكروا في المسألة بعقولهم لوجدوا أنهم هو الذين تتوجب السخرية منهم لا المسافر الغريب.
لكنهم تعودوا على تبني قطع الأنف على أنه الحقيقة الجمالية دون تفكير في المسألة وتحليلها بأنفسهم فكان أن رأوا أن الأنف السليم رمز للقبح لذلك سخروا من الغريب.


مع تحياتي (f)


ما التفسير؟ - عادل نايف البعيني - 01-28-2006

اقتباس:  philalethist   كتب/كتبت  



لكن في قضية صاحبنا هذا الذي توصل لاكتشاف الجواب على "حكم التفحيط بالسيارة" فقط بفضل شيخ وفتواه فأعتقد أنها مسألة تعود وترويض ) أي أن الرجل تعود على أن يتلقى أحكام الحلال والحرام وأحكام الدنيا والدين من مصدر واحد فقط (رجال الدين مثلا) بحيث حتى لو كان هناك مسألة بديهية (وحكمها بالتأكيد سيكون بديهي)  


. بعد ذلك سيتبنى ذلك الجواب مهما كان وحتى لو كان به خلل ما (هو لن يلاحظ ذلك الخلل في كل الأحوال) وسيكون مستعدا دائما على الدفاع عنه (عن الجواب) بكل الوسائل

لو تدخل مصدر آخر ليشكك في ذلك الجواب ماذا سيكون رد فعل صاحبنا؟

أعتقد أنها ستكون على درجة كبرى من الحدة وهذا هو الخطر.

[SIZE=5]فالذي لم يتوصل للجواب بنفسه لن يتمكن من إعادة تحليل ذلك الجواب (ليعرف صدقه من خطئه أو ليقارنه بجواب مخالف) لأنه نفسه لم يعش مسيرة تحليله والتفكير به وربط جوانبه  


[SIZE=4]يعني لو قلت له مثلا "لا إن التفحيط بالسيارة أمر جائز وحلال شرعا".
ماذا سيكون موقفه؟
كيف سيعترض وهو لم يعرف بنفسه الحكم المخالف (أي أن ذلك عمل غير جائز)؟
على أي أساس سيناقش في هذه المسألة وهو لم يفكر فيها ولم يحللها ولم يفعل إلا أن تحصل على الجواب جاهزا؟
أي جواب سنتوقعه منه؟
أهو جواب عقلي تحليلي تأليفي، الخ.؟
أم أننا أصلا لن نجد منه أي جواب بل فقط مجرد ردة فعل؟
وبالتأكيد ستكون ردة فعل عنيفة وربما كانت جسدية لا عقلية.


مع تحياتي (f)

الزميل philalethist المحترم (f)

هكذا التحليل وإلاّ بلا...
فعلاً وضعت النثاط على الحروف، وأستطيع أن أردد معك بأن الذي لايفكر في جواب ولا يحلله ولايعمل علىإخراجه لا يمكنه الدفاع عنه.
فكيف يدافع عنه وهو لم يشارك في وضعه.
من هنا أؤكد هنا بأن هذه النوعية من الناس خطرة جدا على المجتمعات، ومن هذه الفئة يجلب المتشددون الانتحاريين، بعد الإفتاء لهم بأنهم يقومون بعمل يرضي الله ويفسح لهم مكانا للجنة بين سبعين من الحواري الجميلات ، كل واحدة منهن لمداعبة لتلبية رغباته وشهواته في جنة ربه الموعود بها ,.
هو يصدق ويسلم ولا يفكر ولو للحظة بأن هذه الوعد هو وعد إبليس بالجنة( إذا كان هناك ابليس أو جنة ).

ما علينا أحييك زميلي على هذه التحليل الذي أراه مفيدا في تسلسله وأمثلته.
محبتي ومودتي(f)
محمد الدرة


ما التفسير؟ - كمبيوترجي - 01-29-2006

أشكركم جزيل الشكر أيها الأعزاء على الشرح...

تحياتي الوردية (f)