حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
هل نطق الله بهذا الكلام؟ - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: قــــــرأت لـك (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=79) +---- المنتدى: مواضيـع منقــولة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=25) +---- الموضوع: هل نطق الله بهذا الكلام؟ (/showthread.php?tid=2117) |
هل نطق الله بهذا الكلام؟ - Gkhawam - 11-30-2008 د. كامل النجار الإنسان، رغم تحضره الحديث نسبياً، ما زال حيواناً تسيطر عليه روح القطيع في أغلب المجتمعات البشرية. ومن السهل على الأذكياء خداع من يقلون عنهم ذكاءً والإيحاء لهم بما يريدون والتحكم فيهم كما يتحكم الراعي في قطيعه، وما تحكم الراعي في القطيع إلا لأنه أذكى من الحيوان. والراعي أو المزارع الغربي قد درّب كلاباً من فصيلة معينة يسمونها Sheepdog أصبحت تعرف أوامر المزارع الذي يتخاطب معها عن طريق الصفارة أو حركات اليد، فتركض حول الخراف وتجمعها في دائرة ثم توجهها حيث يريد المزارع. وفي أستراليا يسمونها Australian Shepherd، وتقوم كذلك بحراسة القطيع وحمايته من الذئاب. فهذه الكلاب أصبحت في نظر الخراف هي الممثل الشرعي للمزارع أو الراعي. والإيمان بالمعتقدات الغيبية أو بالأيدلوجيات السياسية يُسّهل إذكاء روح القطيع في المجتمعات. وبمجرد أن ننتمي إلى قطيع نفقد ملكة السؤال التي تولد مع الطفل وتجعله يسأل عن كل شيء يراه أو يسمعه. والسؤال، عند الكبار، يؤدي إلى الشك، وهو ما لا ترغب به الأيديولوجيات (لا تسألوا عن أشياء إن تُبدَ لكم تسؤكم). ولذلك نظل نردد كالببغاوات ما نحفظه ونحن صغار أو ما تمليه علينا الأيديولوجيات ونحن كبار. فلو أخذنا مثلاً المسيحية وكتابها المقدس، نجد أن عامة المسيحيين في أوربا حتى نهاية القرن التاسع عشر كانوا يجزمون أن الإنجيل هو كلام الله حرفيا. وفي إنكلترا مثلاً اشتهر القس جون وليام بيرغن (1813-1888)، أسقف كاتدرائية مدينة جيجستر Chichester بدفاعه المستميت ضد ترجمة الإنجيل من اليونانية إلى الإنكليزية لأن (الإنجيل ما هو إلا صوت الإله. كل كتاب منه، وكل سورة، وكل آية، وكل كلمة، بل وكل حرف، هو صوت الإله) انتهى. فلا بد أن هذا الرجل كان يعتقد أن الله تحدث لعيسى باللغة اليونانية، وإذا تُرجم الإنجيل إلى اللغة الإنكليزية، لا يعود الإنجيل كلام الله. وطبعاً خسر الأسقف معركته مع الحداثة، وفيما بعد لقبوه بلقب "المدافع عن القضايا الخاسرة" The Defender of Lost Causes. وقليل من الأوربيين اليوم من يعتقد أن الإنجيل هو كلام الله حرفياً، مع أنه ما زال مقدساً لديهم. وفي الأيديولوجيات السياسية نجد نفس الاقتناع والإيمان بما قاله زعيم أو مُنَظّر الأيدولوجية. فمثلاً في الصين عندما صدر الكتاب الأحمر للزعيم ماوتسي تونج Quotations from Chairman Mao Tse Tung في أكتوبر عام 1966، أصبح هذا الكتاب بمثابة الإنجيل لعشرات الملايين من الصينيين الذين حفظوه عن ظهر قلب. فالبنسبة لهم كاد كتاب الزعيم أن يكون إنجيلاً، غير أن ماوتسي تونح لم يزعم أنه نبي. وعندما أصدر هتلر كتابه الشهير "كفاحي" Mein Kampf عام 1925 وهو ما زال في السجن بتهمة الخيانة العظمى، أصبح الكتاب إنجيل الشباب النازي في ألمانيا والنمسا، وكانت هناك نسخة ذهبية منه تُقدّم كهدية للعرسان. وفي ظرف ثمان سنوات أصبح دخل هتلر من مبيعات الكتاب يعادل ثمانية ملايين دولار أمريكي. والمؤمنون به اعتقدوا كل جملة فيه حقيقة لا تقبل الجدل. وكانوا يبكون عند سماع خُطب هتلر. ولو ادعى هتلر وقتها أنه نبي اختاره الله لتنوير الجنس الآري، لأصبح كتابه كتاباً سماوياً، غير أن هتلر كانت تستهويه البزة العسكرية أكثر من اللاهوتية. فالإيمان يشل حركة العقل ويمنع إعماله. والمسلمون، كعادتهم في المبالغة في إيمانهم، ادعوا ملكية الله دون غيرهم من البشر، وزادوا وبالغوا في معتقدهم وقالوا إن كل حرف وكل كلمة في القرآن هي كلام الله حرفيا، وباللغة العربية. وكما فعل الأسقف جون وليام بيرجن عندما عارض ترجمة الإنجيل، يعارض شيوخ المسلمين ترجمة القرآن إلى اللغات الأخرى، ويقولون إن الترجمة تعكس معاني الآيات فقط ولا تمثل كلام الله، فالله يتحدث العربية فقط، التي سوف تكون لغة أهل الجنة. و يصرون على كتابة القرآن بنفس الرسم الذي كتبه به زيد بن ثابت وجماعته (كما تقول كتب التراث)، رغم أنهم قد أخطأوا في كتابة كلمات عديدة. فالمسلمون يعتقدون أن تصحيح كتابة تلك الكلمات سوف يغير كلام الله، كأنما الله قد كتب القرآن بخط يده على جريد النخل وعلى عظام الحيوانات. والحقيقة الواضحة للعيان ولكل من يستعمل عقله، هي أنه لا يوجد إله في السماء. وحتى لو اعتقدوا بوجوده فهو قوى هلامية غير قادرة على النطق لأنها لا تملك مقومات نطق الكلمات. والدليل على أن القرآن، مثله مثل كل الكتب الأخرى، ليس كلام الله، هو أن هناك آيات في القرآن لا معنى لها بالمرة، وإذا كانت صادرة من إله في السماء فإن ذلك الإله لا يعرف كيف يصيغ الآيات، وبالتالي ليس أهلاً للعبادة، وسوف أناقش هنا بعض تلك الآيات. 1- (كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية. ناصيةٍ كاذبةٍ خاطئة. فليدع ناديه. سندع الزبانية) (العلق 15-18). كل هذا الوعيد لأبي لهب الذي كان الله قد شتمه وشتم امرأته وقال إنه خالد في النار مع زوجته التي سوف تُربط من رقبتها بحبل من مسد، وهي في النار. أي حبل من مسد سوف يقاوم النار؟ المهم بعد كل هذا الشتم، قال الراوي: كلا، إن لم ينته أبو لهب من مشاكسة محمد فسوف نسفعه بالناصية. وكلمة نسفع لها معاني كثيرة، منها:يجذب، يقبض، يأخذ، يسوّد وجهه، والسفعة هي العين، ويقولون امرأة مسفوعة يعني أصابتها عين، والسفعة يعني الجنون. طبعاً كان يمكن لله أن يختار كلمة أدق معنى ولا تُدخل المفسرين في جدال. ولو اقتنعنا بما يقوله المفسرون من أنه سوف يأخذ أبا لهب بالناصية، أي شعر مقدم الرأس، ويقذف به في جهنم، كيف تكون الناصية كاذبة وخاطئة وهي شعر بالرأس؟ ولو قلنا إنه قصد بالناصية الكاذبة الخاطئة العقل الذي في الرأس، فكيف يمسك بالعقل ليقذف أبا لهب في النار؟ ثم هل من المعقول أن يتبارى الله مع أبي لهب الذي يدعو أصحابه لينصروه، فيدعو الله الزبانية؟ هل يمكن أن ينزل الله إلى هذا الحضيض، وهو الذي إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون؟ أم أنها عصبية القبيلة، يدعو أبو لهب قبيلته فيدعو الله عصابته وبلطجيته؟ 2- (قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا أداركوا فيها جميعاً قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فأتهم عذاباً ضعفاً من النار قال لكلٍ ضعفٌ ولكن لا تعلمون) (الأعراف 38).فالله هنا كان يجب أن يقول (قالت أخراهم عن أولاهم) وليس لأولاهم، لأنها كانت تخاطب الله ولا تخاطب أولاهم. والآية تقول إن الناس والجن يدخلون النار على دفعات، بالترتيب الزمني، فأمة نوح الذين أغرقهم الله جميعاً، يدخلون النار قبل أمة لوط، ويدخل بعدهم أمة صالح وأمة داود وهلم جرا. وتقول آخر الأمم، وهي أمة محمد، لله: ربنا ضاعف عذاب النار لأمة نوح لأنهم أضلونا، رغم أن أمة محمد لم تقابل أو تتعرف على أمة نوح حتى يضلوهم. وأمة نوح في الواقع لم يضلوا أحداً لأنهم ماتوا غرقاً قبل أن تُخلق الأمم الجديدة بعدهم. ويقول الله لأمة محمد: لكلٍ منكم ضعف العذاب في جهنم ولكن لا تعلمون. فالله هنا وافق على ما قالته أمة محمد، رغم الخطأ التاريخي الفاضح، ثم قال بكل حكمة وعدل: كلكم له ضعف العذاب. فما دامت كل الأمم لها ضعف العذاب، لماذا لم يخلق العذاب مضاعفاً منذ البداية. ما الحكمة في خلق درجة من العذاب لن يستعملها أبداً بل سوف يضاعفها لكل الأمم؟ أما الأمة الأولى فلا تقبل هذا الزعم الباطل فترد على أمة محمد، بعد أن سمعت رد الله، (وقالت أولاهم لأخرتهم فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون) (الأعراف 39). الأمة تتكون من ملايين الناس، فتخيل ملايين من قوم نوح في الدرك الأسفل من النار لأنهم دخلوها أولاً، وبينهم وبين أمة محمد ملايين أخرى، وتتحدث أمة محمد إلى أمة نوح فترد ملايين قوم نوح: نحن لم نضلكم بل أنتم اكتسبتم العذاب لأنفسكم، فذوقوه الآن. حوار متأني كأنهم جالسون في الريفيرا على البلاج وليس في نار جهنم التي يقول القرآن عنها (فالذين كفروا قًطّعت لهم ثيابٌ من نار يُصّبُ من فوق رؤوسهم الحميم. يُصهرُ به ما في بطونهم والجلود. ولهم مقامع من حديد. كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غمٍ أعيدوا فيها. وذوقوا عذاب الحريق) (الحج 19-22). فهل يُعقل أن يتجادل الناس وهم في مثل هذا العذاب؟ ويستغرب المرء أي لغة سوف يستعملون في هذه المخاطبة المتأنية. هل سوف يكون لهم متسع من الوقت لتعلم لغة جديدة مشتركة بينهم؟ 3- يقول الله لمحمد (فاصبر إن وعد الله حق فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون) (غافر 77). فتخيل أن محمد يخامره الشك في رسالته عندما رفضت قريش اتباعه، فيسأل الله العون، فيقول له الله: أصبر إن وعدي حق، فإما أن أريك بعض العذاب الذي وعدتهم به وإما أن أتوفاك فيرجعون إلينا. أي تطمين هذا. أي شخص يمكنه أن يعطي مثل هذه النبوة. أنا يمكن أن أقول لزوجتي أعدك أنك إما أن تكسبي اللوتري أو تموتي قبل أن تكسبيها وترجعي إلى الله. هل يُعقل أن تكون هذه كلمات الله لمحمد وهو كان يعرف أن محمد سوف يموت قبل أن يرى عذاب قريش الذي وعدهم به؟ وهل في هذا القول أي تشجيع لمحمد ليستمر في رسالته؟ 4- يقول الله لرسوله (يا أيها الرسول بلّغ ما أُنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) (المائدة 67). هل وصل العجز اللغوي بالله هذا الحد؟ إذا لم تبلغ ما أرسلتك به فلا تكون قد بلغت رسالتي. فسر الماء بعد الجهد بالماء. طبعاً إذا لم يبلغ ما أتاه من الله فهو لم يبلغ رسالته. هل تحتاج هذه الحقيقة البسيطة إلى إنزال آية من السماء؟ 5- (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت) إلى هنا والأمر واضح عندما أكد الله أنه لا يكلف نفساً إلا وسعها أي استطاعتها. وكان يجب أن تقف الآية هنا. ولكن الآية تستمر، وتتغير صيغة المتحدث ليصبح المسلم العادي هو المتحدث بدل الله، ويتوسل إليه (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا) وقد نفهم أن يطلب المسلم من الله ألا يعاقبه إن نسي أو أخطأ، ولكن الغريب أن الآية تستمر ويقول المسلم لله (ربنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به) (البقرة 286). هل هذا المسلم لا يثق في كلمة الله؟ فالله قال له في بداية الآية (إن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها) فما معنى أن يأمره الله ويقول له قل (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به)؟ هل يمكن أن يتكلم الله بمثل هذه الجمل التي لا تخدم غرضاً ولا تضيف جديداً، وتجعل من المسلم شحاذاً يتوسل كل عمره إلى الله أن لا يفعل شيئاً كان الله قد أخبره أنه لن يفعله؟ 6- (وأذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه إني مسني الشيطان بنصُبٍ وعذاب. أركض برجلك هذا مغتسل باردٌ وشراب) (سورة ص 41-42). أيوب أصابه مرض ربما كان طفحاً جلدياً فدعا ربه وقال له إن الشيطان قد مسه بعذاب، وطلب المساعدة والشفاء. فيقول له الله (أركض برجلك)، والركض هو الجري، فهل يجري الإنسان على يديه؟ فلو قال له (اركض)، بدون أن يزيد عليها شيئاً لفهمنا أنه أمره بالجري. وما هو الشيء الذي يربط الجري مع الماء الذي يغتسل به أيوب؟ قال المفسرون إن الله أمره أن يضرب الأرض برجله فينبع الماء فيغتسل به ويشرب منه ليشفى.؟ وهنا نسأل: إذا أراد الله أن يقول له "أضرب الأرض برجلك" لماذا لم يستعمل كلمة "أضرب" التي كان قد استعملها أكثر من عشر مرات، عندما قال لموسى (أضرب بعصاك البحر)، وقال (ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن) وكذلك (فخذ بيدك ضغثاً فاضرب به) و (وأضربوا فوق الأعناق) و (أن سر بعبادي فاضرب لهم طريقاً في البحر) و (وليضربن بخمرهن على جيوبهن)، ثم عندما أراد أن يقول لأيوب "أضرب برجلك الأرض" قال له "أركض برجلك"؟ فهل ملّ الله من استعمال كلمة "أضرب" فجاء ب "أركض" بدلاً عنها؟ ثم أن أيوب كان يمشي والمشي هو نوع من ضرب الأرض بالأرجل، فلماذا لم ينبع له الماء من قبل؟ وليت الآية انتهت هنا، فبدون أي مقدمات يقول الله في الآية التي بعدها (ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمةً منا وذكرى لأولي الألباب) (ص، 43). هل فهمنا شيئاً من هذا السرد؟ أيوب أصابه طفح جلدي، سأل الله أن يشفيه، قال له أركض برجلك تجد مغتسلاً وشراباً. ووهب له أهله ومثلهم معهم رحمةً منه. ما هذا الارتباك والتخبط والقصص المبالغ فيها؟ هل يمكن أن يكون هذا هو الله يتحدث إلينا ليقنعنا بوجوده؟ 7- يحكي لنا القرآن قصة خصام عنيف بين أهل النار (هذا فوجٌ مقتحمٌ معكم لا مرحباً بهم إنهم صالون النار. قالوا بل أنتم لا مرحباً بكم أنتم قدمتموه لنا فبئس القرار. قالوا ربنا من قَدّم لنا هذا فزده عذاباً ضعفاً في النار) (سورة ص 59-61). كل هذه الأمم تتنافس على ورود النار، وبعضهم يقتحمها اقتاحماً من شدة شوقهم لها. ويقول لهم الفريق الآخر: لا مرحباً بكم في النار، فيرد الفريق الجديد: بل أنتم لا مرحباً بكم فهي نارنا، كأنما النار منتجع صيفي في أكابوكو. وبدل أن يطلبوا من الله أن يعفيهم من النار ويسامحهم، يطلب كل فريق من الله أن يضاعف العذاب للفريق الآخر. ولأن الله كان قد عرف أننا سوف نشكك في هذا الحوار والخصام، قال لنا (إنّ ذلك لحقٌ تخاصم أهل النار) (ص 64). فلن تنفع أي وساطة لإنهاء هذا التخاصم لأنه حقٌ. فقد ضاعت على الرؤساء العرب فرصة الوساطة في هذا الخصام. 8- (ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين. وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم. ولقد أضل منكم جبلاً كثيرا أفلم تكونوا تعقلون) (يس 60-62). والمشكلة هنا تأتي من كلمة (جبِلاً) لأن الله أختار ألا يُنقط حروف القرآن، أو نقطها ولكن جبريل نسي أن يضيف التنقيط، ومحمد كان أمياً لا يعرف الكتابة فلم ينتبه للأمر، فاختلط ذلك على المسلمين. ولسبب ما قرر أحدهم أن ذلك الحرف غير المنقط هو "ب" بدل "ت" أو "ث" أو "ي"، فصارت الكلمة "جبلاً" وصارت لها خمس قراءات. قرأ أهل المدينة بكسر الجيم وبكسر الباء وتخفيف اللام، فصارت (جِبِلاً). وقرأ أبوعمرو وابن عامر بضم الجيم وإسكان الباء فصارت (جُبْلا). والحسن وابن أبي إسحاق وغيرهم شددوا اللام مع ضم الجيم فصارت (جُبْلّا).وقرأ أبو يحيى والأشهب العقيلي بكسر الجيم وإسكان الباء وتخفيف اللام. ونحتار نحن كيف نطق الله الكلمة إذا كان القرآن هو كلام الله الحرفي؟ فهل نطقها بكسر الجيم أم برفعها وهل نطق اللام بالتخفيف أم بالتشديد. وطبعاً لو احتاط الله وأضاف النقاط للحروف مع علامات الإعراب لما حدث كل هذا الاختلاف لأن الكلمة أصلاً كانت (جيلاً) وليس (جبلا) والشيطان أضل جيلاً كثيراً. 9- (ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أُذُنٌ قل أُذُنٌ خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمةٌ للذين آمنوا والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم) (التوبة 61). هل هناك أي معنى يمكن أن يستفاد من هذه الآية؟ المشركون قالوا إن محمد أذنٌ أي سماع لكلام الغير، فيرد الله عليهم دفاعاً عن رسوله فيقول: إذا كان أُذناً فهو خيرٌ لكم لأنه يؤمن بالله ويؤمن للمومنين. كيف يؤمن للمؤمنين؟ ألا يؤمن كل إنسان لنفسه، ولا تزر وازرة وزر أخرى؟ والذين يؤذون رسول الله بهذا القول لهم عذاب أليم. هل يُعقل أن يعذب الله الناس لأنهم قالوا إن محمداً يسمع كلام الغير؟ 10- خلاصة القول أن القرآن لا يمكن أن يكون كلام الله حرفياً، إن كان الله موجوداً. وما حدث للكنيسة الكاثوليكية والإنجيل سوف يحدث للقرآن، شاء المسلمون أو أبوا. إنها سنة التطور. سوف يأتي اليوم الذي يقول فيه المسلمون إن القرآن كان وحياً من الله لمحمد وصاغه محمد بكلماته، وبما أن محمداً بشرٌ، فقد يخطيء في كلامه، وبهذا يستطيعون تفسير كل التناقض والأخطاء النحوية والتاريخية في القرآن. |