حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
ذكرى الكتائب - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: حول الحدث (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=64) +--- الموضوع: ذكرى الكتائب (/showthread.php?tid=2155) |
ذكرى الكتائب - بسام الخوري - 11-27-2008 ذكرى الكتائب الكتائب قالت كلمتها : 3830 كتائبيًا اقسموا بدم الشهداء والحزب وعشرات الألوف أكدت عودته رقماً صعباً على الساحة kataeb.org:في الذكرى الثانية والسبعين لتأسيس حزب الكتائب اللبنانية والذكرى الثانية لإستشهاد الوزير بيار الجميل، اقام حزب الكتائب اللبنانية احتفالاً في "الفوروم دو بيروت" اقسم خلاله 3830 كتائبيًا يمين الانضواء الى صفوف الحزب . وقد شهدت الطرقات المؤدية الى بيروت منذ الصباح الباكر زحمة سير خانقة ما دفع بالمشاركين في الاحتفال الى السير على الاقدام وصولاً الى بيروت. وقد حضر الاحتفال رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل وعقيلته السيدة جويس، عقيلة الوزيرالشهيد بيار الجميل السيدة باتريسيا، منسق اللجنة المركزية في الحزب الشيخ سامي الجميل والشيخة نيكول مكتف، نائب رئيس منطقة الاشرفية في حزب الكتائب الشيخ نديم الجميل ورئيسة منطفة الاشرفية الشيخة يمنى الجميل. الرؤساء السابقون لحزب الكتائب: ايلي كرامة، منير الحاج، كريم بقرادوني. السيدة لولا انطوان غانم وعائلتها وعائلة الشهداء سمير شرتوني زوجته والدته واولاده، النائب الأول لرئيس حزب الكتائب شاكر عون، النائب الثاني سليم الصايغ، وأعضاء المكتب السياسي والمجلس المركزي، رؤساء الأقاليم وحشد من الحزبيين والاعلاميين. ممثَل رئيس الجمهورية الوزير ابراهيم شمس الدين ممثَل رئيس مجلس الوزراء الوزيرخالد قباني. نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري. ممثل قائد الجيش العميد نبهان نبهان. الوزراء السادة: زياد بارود، غازي العريضي، جان أوغاسبيان، ابراهيم نجار، أنطوان كرم، سمير الجسر، نسيب لحود، وائل أبو فاعور وايلي ماروني. رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط والنواب السادة: صولانج الجميل، نايلة معوض، هنري الحلو، انطوان سعد، نبيل دو فريج, انطوان اندراووس, أنطوان زهرة, ستريدا جعجع, مروان حمادة, الياس عطالله، بطرس حرب، هاغوب بقرادونيان، نقولا فتوش، ايلي عون، روبير غانم، عاطف مجدلاني، هادي حبيش، جواد بولس، علاء الدين ترو، محمد الحجار، عمار حوري، غازي يوسف، غنوة جلول، مصطفى علوش، عزام دندشي، انطوان أندراوس، أكرم شهيب، رياض رحال، بيار دكاش، ميشال فرعون، الدكتور عبد الإله ميقاتي ممثلاً الرئيس نجيب ميقاتي. الوزير سمير الجسر ممثل النائب سعد الحريري، السيدة ميرنا المر ممثلة النائب ميشال المر. الوزير السابق جهاد ازعور. رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون، عميد الكتلة الوطنية كارلوس اده. المطران فرنسيس البيسري ممثلاً البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير, المطران ميشال أبرص ممثلاً البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، المطران كريداس أوهانان ممثلاً البطريرك آرام الأول. الشيخ هشام خليفة ممثلاً مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني. الشيخ محمد الحاج حسن، السيد نادر الحريري، منسق 14 آذار النائب السابق فارس سعيد. النواب السابقين فريد هيكل الخازن، كميل زيادة، ميشال ساسين، غبريال المر، الوزير السابق جو سركيس. سفير مصر احمد البديوي، سفير كوبا، سفير المملكة العربية السعودية عبد العزيز خوجة، رئيس الرابطة المارونية الدكتور جوزيف طربية ونائبه السفير عبدالله أبي حبيب. نقيب الصحافة محمد البعلبكي. بدأ الاحتفال بتحية من الوزير بيار الجميل وجهها الى الحضور ومن ثم النشيد الوطني. بعدها عرضت اربعة افلام تجسد الحقبات الاساسية في تاريخ الوطن وحزب الكتائب اللبنانية ترافقت مع شهادة لأحد الذين عايشوا الاحداث في تاريخها. فتحدث بداية مستشار الرئيس الجميل جوزف ابو خليل عن حقبة الاستقلال الاول عام 1943، فقال:" هذه الذكرى هي ذكرى الاستقلال الذي من اجله كانت الكتائب وكان استشهاد بيار امين الجميل". واضاف:" هذه شهادة ان لبنان ليس طارئًا على هذه المنطقة او هو وليدة ارادة خارجية كما قال الطامحون به". مشيرًا الى انه البلد العريق خصوصًا من حيث حرية الضمير والمعتقد وصولاً الى حرية اشخاص. واعتبر ابو خليل أن هذا كله لا يتلائم مع اي وصاية ولا مع اي حماية، حماية لا بد ان تكون منتقصة من هذه الحريات. ووصاية متسامحة وهي امر حاسم في قضية الشخص والكرامة. وذكّر بقول الشيخ بيار الجميل مؤسس الحزب:" اضحي بكل شيء باستثناء الكرامة" وختم بأن حزب الكتائب لم يقصر في الدفاع عن لبنان كلما تعرض لإعتداء او خطر ولم تكن شهادة بيار عشية ذكرى الاستقلال مصادفة ولكن كانت شهادة لم تذهب هدرًا. ومن ثم تحدث النائب الاول لرئيس الحزب شاكر عون عن احداث عام 1958، فقال:" لم يكن قد انقضى على دولة الاستقلال سوى سنوات قليلة حتى عادت الرياح تعصف بها من كل جانب تأثرًا بقيام دولة اسرائيل وما تسبب فيه من اضطرابات وانقلابات ولكن بدلاً من أن يقف اللبنانيون صفًا واحدًا في وجه هذه العواصف بحسب الميثاق الوطني وبحسب ما تقتضي به سيادة لبنان انقسموا الى فريقين بل ذهب احدهما الى حد الثورة المسلحة وصولاً الى وجدان الالتحاق بالوحدة بين مصر وسوريا." واضاف:" اي الجمهورية العربية المتحدة التي لم تدم سوى 3 سنوات لكن الثورة قبلت بثورة مضادة قادها الشيخ بيار الجميل بجدارة عالية حتى اعادة الامور الى نصابها على قاعدة لا غالب ولا مغلوب." بعدها تحدث عضو المكتب السياسي الكتائبي دفيد عوكر عن حقبة الحرب اللبنانية عام 1975، فاعتبر " أنه ما كاد لبنان يستعيد انفاسه بعد احداث العام 1958 ويخطو تلك الخطوات الواثقة على دروب التنمية حتى الثورة الفلسطينية تدق الابواب وتقتحمها وتقيم على ارضه ما ادى الى اسقاط الدولة اللبنانية." وتابع:" فكان على الكتائب الذي تعود اللبنانيون الاتكال عليها ان تتصدى لهذا الخطر بكل قواها وقد كلفها آلاف الشهداء الاموات والاحياء وانا الشهيد الحي على الحالين معًا." أما رئيس مصلحة الطلاب في الحزب ايلي معلوف فتحدث عن الاستقلال الثاني في عام 2005 فقال:" كان يجب ان يؤدي كل هذا الى انهاء الحرب بكل وجودها كما هو متفق عليه في اتفاق الطائف واحياء الدولة ومؤسساتها لكن الوكالة التي اعطيت لسوريا لتطبيق الاتفاق تحولت هيمنة كاملة من خلال نظام يطمح الى قمع الحريات." واضاف:" كان لابد من ان يؤدي هذا النظام الى مقاومة لبنانية انطلقت مقاومة طلابية في كل الجامعات فشلت كل محاولات قامعة فتحولت الى 14 آذار دفعت الاحتلال الى سحب جيشه من لبنان مبقيًا على مخلفاته ولا تزال الكتائب على العهد لاتمام الاستقلال والامل". ورأى أن ما شجع الكتائب على ذلك هو ارتفاع الاصوات في ساحة الشهداء تصرخ لبنان اولاً فالسيادة لا تكون عشوائية ولا انتقائية بل تكون كاملة شاملة لا تحدها حماية مهما كانت هويتها وختم:"نحن شباب الكتائب عن لبنان مدافعين عملية الاستقلال متكاملة وهي عملية خلق متواصلة." ومن ثم انشدت الانسة ميراي شعيا نشيدًا خاصًا بالشهيد بيار الجميل بعنوان:"لبيار التحية...لبيار الانتصار." من كلمات والحان انطوان جباره والتوزيع الموسيقي للمايسترو الاستاذ احسان المنذر. وعلى اثر ذلك عرضت كلمة توجيهية للمنضوين الجدد القاها الوزير بيار الجميل، بعدها كانت كلمة للأمين العام للحزب الدكتور ابراهيم ريشا الذي وجه كلمة للشيخ بيار فقال:" اخشى ان اقصر في الكلام عن بطل توحيد الكتائب واعادة تأسيسها الذي لم تفارقه الكتائب لحظة واحدة فكانت محفورة في كل اقواله واعماله ووجدانه". واضاف:" بيار سمعناك جيدًا واثقًا مصممًا هادفًا وقد كنت هدفًا وهدفنا تخييب امال من استهدفك ونحطم آمال من حطم آمالك." بعدها سميت الدورة "بيار الجميل2008 " وجرى قسم اليمين الكتائبي. وتم عرض فيلم خاص لهواجس اللبنانيين ينقلونها بمختلف اعمارهم وفئاتهم. ومن ثم كان النشيد الكتائبي. الرئيس الجميل: لا الوصاية نحبها، ولا التبعية تستهوينا، ولا الذوبان من شيمنا، نحن من مدرسة الإخلاص في التحالف، المساواة في التمثيل، والمشاركة في القرار، هكذا نشأنا، هكذا عشنا وهكذا سنبقى استهل رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميل كلمته في ذكرى تأسيس حزب الكتائب اللبنانية واستشهاد الوزير بيار الجميل بالقول:"ما بالُـنـا بدأنا الاحتفالَ والكلام، وبيار لم يَصِلْ بعد؟ أغـيّرَ عادتَـه أم تَـناسَـيْـنا استشهادَه؟ في أيِّ ملكوتٍ سماويٍّ أنت، أيها الأبن الحبيب الذي به سررت، ثم نُكِـبْت؟ عامان على استشهادِه، واثنانِ وسبعونَ عاماً على تأسيسِ الكتائب. لا الأولُ غاب، ولا الثاني شاخ. بيار في القلب، والكتائبُ في الوطن. أَضَـفتُ العامين على عمرِه وكأن بيار نجا من اغتيالٍ عَـبَر. آمنت بأنـه حيٌّ فأنا مسيحي. وصَدَّقتُ أنه مات فهو إنسان. سبَـقَ أنْ مَـرَّ الموتُ في بيـتِنا، فشيخُنا والفتى كانا دائماً عندَ صوتِ الوطن. وإن كان الموتُ غالباً صُـنوَ الشيخوخة، ففي عائلتِنا كان صنوَ الشبابِ والطفولة. يا ربُّ كفى، أَبعِدْ عنا وعنِ الجميعِ هذه الكأس. ميثاقُـنا ليس مع الموتِ، بل مع الحياة. ما تَـرَوْنَه اليوم: هذي الحشودُ، هذي الجماهيرْ، هذي الهتافاتْ، هذي الحماسةْ، هذي الوثبةْ، هذي النهضةْ، هذي الانتساباتُ الجديدة، هذي الكتائبُ المعافاة، هي قيامةُ بيار وانتصارُه على الموت. لم يُصبح بيار مشروعَ شَهادةٍ إلا لأنه كان مشروعَ نهضةٍ حزبية، وقيادةٍ وطنية. واضاف:"حقَّـق بيار في حياتِـه القصيرةْ إنجازاتٍ نُـفِّذَ بعضُها، وبعضُها الآخَر تركه لنا أمانة لإتمامه .جَمع شَملَ الشباب، قاد معارضةَ الكتائبيّين، انتصرَ منفرِداً في إنتخابات المتن، وَحّد الحزبَ، أبـهَجَ ثورةَ الأرز. وزيراً، جَـدَّد في وزارةِ الصناعة، فصارت خُطَّـتُه الخَمسيَّـةُ مرجَعَ التطويرِ الصناعي. نَسجَ بيار علاقاتٍ حميمةً مع الشعبِ، كَـرّسَ فُـتُـوَّتَه وشبابَه للنضال الشاقّ، ونَسِيَ عمرَه من أجلِ الوطن. لدى انطلاقِه، وحيداً، في العملِ الوطني، تَـَسلَّق جلجلةً وحمل أشواكاً، ولدى مغادرتِه سلَّمَ منجَزاتٍ كثيرة. لدى انطلاقه، بحث عن الوَزَنات فوجدها مصادرَةً، ولما استشهدَ ترك وَزَنـاتٍ محرَّرة. كان بيار َبرقـاً وبركاناً. كان يخافُ الفشلَ ولا يهابُ الموتَ، فنجح، ثم ... رحل. لقد أبدى شجاعةً في كلِّ ما فَـعَل. وكان يَـتحمّلُ مسؤوليةَ ما يَـفعل. حين يَنجح كان يقول للشباب: هذا بفضلِكم. وحين يَـفشَل كان يقول لهم: هذا بسببي. كلُّ ما فَعله قام به بفرحٍ، فما كانت السياسةُ بالنسبةِ إليه فِعلاً وطنياً فحسب، بل فعلَ محبة. لم يعرف الحقد أو البغض. كان كِتلةَ محبةٍ تدورُ كالكواكبِ حولَ كواكبَ أخرى. هذه ذِكراكَ يا ولدي. هذا مِهرجانُـك، بل هذا عرضٌ لإنجازاتِك. اشْـتَـقنا إليك يا بيار. اشْـتَـقنا إلى سمير الشرتوني رفيقِ استشهادِك. واشْـتَـقنا إلى أنطوان غانم الأعز، وإلى سائرِ الشهداء. حزبُ الشهداء، يَفتح أبوابه العاليةَ وصدره الرحب أمامَ الأجيالِ الجديدة لـيَـنشَأوا في بيئةٍ وطنيةٍ صافية، ومحيطٍ أخلاقيٍّ يحترمُ سُلَّمَ القيمِ الروحية والمدنية. فأهلاً بكم أيها الرفاق الجُدُد في الحزب. *** فخامةَ رئيسِ الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان ممثلاً بمعالي الوزير إبراهيم شمس الدين أيها الأصدقاءُ والرفاق، يا أهلَ الشهداء الأعزاء، سنةَ 1936، بعد ستةِ عشرَ عاماً على إعلان دولة لبنان، وُلد حزب الكتائب اللبنانية. بدا ظاهرةً نوعيةً تتخطّى الصراعاتِ المحليةَ وغداة الاستقلال والميثاق، وطّد مسيرته بقناعتين ومشروعين. القناعتان هما: الانتماءُ إلى المحيط العربي عَـبرَ تأييدِ انضمامِ لبنان، كدولةٍ مؤسِّسَةٍ، إلى جامعةِ الدولِ العربية، تعزيزُ روابطِ لبنان الثقافيةِ والحضاريةِ مع العالمِ الحر، والتزام مبادئ الأمم المتحدة وقراراتها. أما المشروعان فهما: تحييدُ لبنان عن مختلَفِ الصراعات وإيلاءُ الأهميةِ القصوى لقضايا العدالةِ الاجتماعيةِ وحقوقِ الانسانّ. عدا إيمانِـه العميق بهذه المبادئ ـ الثوابت، انتهجَ حزبُ الكتائب هذا الخطَّ الوطنيَ والاجتماعي، علّـه يُـرسِّخ انتماءَ اللبنانيين إلى وطنِهم ودولتِهم ومجتمعِهم. انتهج حزبُ الكتائب هذا الخط، علّـه يُـبرهِن للعالم أنَّ المُسلمَ والمسيحيَّ يستطيعان العيشَ معاً متساويَـيْن في ظلِّ دولةٍ واحدة ونظامٍ سياسيٍّ واحد. انتهج حزبُ الكتائبِ هذا الخطَ، علّـه يُـثبِت للعالم أنَّ الشرقَ أيضاً أرضٌ تَـنـبُت فيها الديمقراطية. انتهجَ حزبُ الكتائب هذا الخط، علّـه يُـؤكد للعالم أنَّ التعدّديةَ الحضاريةَ حالـةٌ تكاملـيّـةٌ وكَماليةٌ، ومصدرُ فخرٍ وتَباهٍ. إنه الرهانُ على المواطنِ والدولةِ والميثاق. حين نَـعرُض، أمامَكم أيها الأصدقاء، وأمامَ الرفاق الجُدد، مسيرةَ الحزبِ منذ تأسيسِه، نستعيدُ ذكرى مؤسِّسِه. هناك أسماءٌ في تواريخِ الشعوب والأممِ تَتمرَّد على الزمنِ فتجتازُ الأجيالَ والعصور. من بين هذه الأسماء: مؤسسُ الكتائب اللبنانية، بيار الجميل. لن يُفلح أحد، لا اليومَ ولا غداً، وغداً أكثرَ من اليوم، في تهميش بيار الجميل. إسمُـه، طلّـتُـه، قِـيَمُه، نضالُه، مَهابـتُه، كلّها ملتصِقةٌ بالحزبِ، بلبنانْ، بالميثاقِ، بالوِجدانِ المسيحي، بالاستقلالِ، بالثورةِ، بالانفتاحِ والحوار. ما بناه بيار الجميل لا يمحوه أحد. كان قائدَ مقاومةٍ لبنانية، وعُـرّابَ مواثيقَ وطنيّـة. حتى الأمس القريب، آلينا على أنفسنا تجديد الرهان بعد كل محنة. قبلنا أن نُلدَغَ من الجُحْرِ مرات لا مرتين. صدّقنا مقولة اللاغالب واللامغلوب. رفضنا نظرية الحرب الأهلية. وضعنا أسباب الحروب على الآخرين فقط. أردنا أن يكون حبنا لهويتنا أقوى من القتل. تجاهلنا مرحلياً قتلة أبنائنا واشقائنا وأطفالنا وشيوخنا وكل شهدائنا حتى تبقى مساحة الــ 10452 كلم² دولة واحدة، فإذ ببعضنا يجعل كل رقم من هذه الأرقام الخمسة دولة، ويا ليتها دولة له، بل للغرباء. كانت النظريات في لبنان تقسيمية والواقع وحدوي. اليوم صارت النظريات وحدوية والواقع تقسيمي. أيها اللبنانيون، يا أبناء وطني، في ضوء هذه التجارب والوقائع المريرة، وغداة عيد الاستقلال، يبدو النظام مُعطّلاً والميثاق مطعوناً، ولا أحد يتلو فعل الاعتراف أو فعل الندامة. استمرار هذا الواقع مرفوض، فلنقرر معاً ماذا نريد. للتقسيم ألف طريق وطريق، لكن للاتحاد طريق واحد: الولاء للبنان. والولاء للبنان ليس عاطفة فقط، بل موقف. وترجمة الموقف تكون بفك الارتباط بالخارج، باحترام سلطة الدولة، بإنهاء حالات الانفصال، بالتخلي عن السلاح غير الشرعي، برفض عملي للتوطين، بنبذ التطرف والتعصب، بالتآلف الحضاري وإحترام بعضنا للبعض الآخر. إن كنا مستعدين لهذه التضحيات الواجبة، فهلموا نتحد، وإن كنا غير مبالين، وهذا هو الظاهر حتى الآن، فهلموا نتفاهم على رؤية مستقبلية للبنان تحفظ الكيان والانسان قبل الانتخابات النيابية أو بعدها. من هنا، يأخذ استحقاق الانتخابات اللبنانية المقبلة بعداً مصيرياً، فإذا لم تنتصر قوى السيادة والاستقلال والاستقرار والتقدم ـ وستنتصر ـ سيتحول التغيير كابوساً وسيتعطل مفعول انتخاب رئيس الجمهورية. إن إكمال بناء الدولة الحرة يستلزم أكثرية نيابية تواصل اتخاذ القرارات الصحيحة والصعبة، وتحول دون عودة لبنان إلى مناخات ما قبل سنة 2005. إن انتصار القوى المناهضة لحركة السيادة يقضي على جوهر الوجود اللبناني لأن انتصار هذه القوى هو مشروع بناء لبنان الآخرين لا بناء دولة اللبنانيين المتجددة. إن هذه القوى تحاول اليوم طمأنة اللبنانيين، فلا تصدقوها، فاعتدالها مرحلي وتكتيكي، بينما اعتدالنا ثابت واستراتيجي. إن ترجمة النيات الحقيقية تكون بتقوية الدولة الواحدة، لا باقتطاع مزيد من الأرض ومؤسسات الدولة، ولا بالاعتداء على الجيش اللبناني والقوى الأمنية تحت ألف ذريعة وذريعة ولا بتبرير منطق الدويلات على حساب الدولة الواحدة. وما نلاحظه هو أن هذا الفريق يصرّ على إطالة الأزمات من أجل استكمال سيطرته على البلاد عبر الشارع تارة، وعبر المؤسسات تارة أخرى؛ ومن أجل إبقاء لبنان منفذاً احتياطياً لمشاريع الهيمنة العربية والإقليمية. مع تمييزنا بين اللبناني وغير اللبناني، لا تتحمل الدولة وجوداً عسكرياً غير شرعي على أي بقعة من أراضيها. لا سلاح المنظمات الفلسطينية، وحان وقت لملمته من خارج المخيمات ومن داخلها. ولا سلاح حزب الله في الجنوب والبقاع والعاصمة والضاحية وغيرها، وحان وقت عودته إلى الدولة. ولا سلاح التنظيمات الأصولية في بعض أحياء المدن وحان وقت نزعه والتصدي لأصحابه. فاللبنانيون يرفضون تسلل التوطين مجدداً، واي دويلات ومشاريع دويلات ذات طابع ديني ويريدون دولة لبنان فقط وللبنانيين فقط. في ظل هذه الأجواء المعاندة للحلول الحقيقية، ما فائدة البحث عن استراتيجية دفاعية لن تؤدي إلى معالجة جذرية لهذه الأخطار الثلاثة؟ نحن نريد استراتيجية دفاع عن الوطن وغيرنا يريد استراتيجية دفاع عن سلاحه. نحن نريد دولة تحمي لبنان أرضاً وشعباً، بجيشها وقواها الأمنية . حينئذ لا يستنجد لبنانيون بحمايات خارجية ارتدت عاجلاً أو آجلاً ويلات عليهم. لا نريد أن ينقذنا العثماني من الملوكي، والأوروبي من العثماني، والبريطاني من الفرنسي، والأميركي من المد الناصري، والسوري من الفلسطيني، والإسرائيلي من الفلسطيني، والأميركي مجدداً من السوري. نريد دولة لبنانية جامعة تمنع أي قوة خارجية من دخول أراضيها. فإما نحن شعب متحد قادر على الدفاع عن نفسه، وإلا فلا نستحق الحياة. ونحن نستحقها. إن استراتيجية الدفاع الحقيقية هي عملياً استراتيجية سلام لا استراتيجية حرب. إن الدول تتسلح لتضمن سلامها واقتصادها وازدهارها لا لشن الحروب العبثية واستعادة عهود الفتوحات. إن سلام لبنان هو دفاعه الحقيقي. لا يحتمل الوطن دولتين، والدولة جيشين، والجيش سلاحين، والسلاح قرارين. إن وجود سلاح في أيدي أطراف لبنانية وغير لبنانية يصادرون قرار الحرب والسلام يعرض لبنان في أي لحظة لاحتمال اعتداء إسرائيلي لا يميز بين مسببي الاعتداء والدولة والشعب. بصراحة وطنية ندعو إلى مواجهة هذا الحقائق المصيرية. لكن إعادة النظر في بنيان الدولة اللبنانية لا يجوز أن تتخطى ثلاث ثوابت هي كيان الوطن اللبناني الواحد الذي تم الاعتراف به سنة 1920، وميثاق التعايش اللبناني الذي توافق عليه اللبنانيون سنة 1943 وريادة الدور المسيحي السياسي في لبنان. فأي انتقاص من هذا الدور تحت أي ذريعة يعرّض وحدة الكيان للخطر. يبقى أن يَـعِيَ المسيحيون مسؤولياتهم فيتحدوا. إن وحدة المسيحيين هي هاجس حزب الكتائب لأنها ضمان وحدة اللبنانيين. إن أي تجاوز لهذه الثوابت الثلاث يمسّ بوحدة الكيان وسنواجهه، يقضي على إطار فكرة التعايش ونحن روادها، ويضعف دور المسيحيين ونحن حماته مع حلفاء آخرين. ضمن هذه الثوابت الثلاث، أبواب التغيير مفتوحة شرط أن تتم سلمياً وديمقراطياً، فيلجها اللبنانيون عبر مفاوضات مسؤولة وجدية. إن كل اللبنانيين متفقون على فشل الصيغة المركزية الحالية، وغالبيتهم تعرف الحل المناسب، ولكن أقلية تجاهر به. نحن في الكتائب، من لم يخش التحديات العسكرية، لن نخاف الاستحقاقات السياسية. من خلال التمسك بوحدة الكيان اللبناني وبروح الميثاق الوطني، نعتقد أن مواجهة نزعة التقسيم المتنامية تكمن في تطوير النظام باعتماد: الحياد الإيجابي، تعزيز الحال المدنية في الدولة، والسير من دون إبطاء في اللامركزية الموسعة؛ وتصويب مسار اتفاق الطائف وتطويره. فأيهما أفضل: العيش في ظل جمهوريات غير متحدة وغير لبنانية، أم في ظل جمهورية متحدة وواحدة ولبنانية؟ اليوم، بل منذ اتفاق الطائف، بعضهم يمارس الفدرالية على الأرض بشكل انفصالي، وبعضهم الآخر يفكر فيها بكاتم صوت. لماذا الجبن والخبث؟ فليطرح كل منا مشروعه أمام اللبنانيين. من جهتي لا أطرح هذه الأفكار كمشروع جامد بل للنقاش الوطني. لست عاشق هذا النظام أو ذاك، أنا عاشق وطن. الوطن وحده يستحق النضال. لكن الوطن في النهاية بحاجة إلى نظام يلائم تكوينه ويلبي طموحات شعبه وتعدديته، ويضمن أمنه وحرياته واستقراره. إن استقامة العلاقات بين المؤسسات الدستورية ضرورية، لكن استقامتها بين مجموعات الشعب اللبناني ضرورية أكثر. من هنا أتوجه إلى كل الأطراف اللبنانيين، للحلفاء كما للخصوم السياسيين. وأقول لهم ببساطة: إذا لم نجد لعلاقاتنا حلاً عسكرياً وأمنياً وسياسياً، ولا حلاً داخلياً وعربياً وإقليمياً ودولياً، تعالوا نجد معاً وبروح توافقية حلاً عبر الوسائل الدستورية. وإني واثق أنَّ من مرّ بذات المعاناة وبذات التجربة اللتين مررت بهما، ومن فكر بتجرد ومسؤولية، يصل إلى مشروع جديد ومتطور يحرر لبنان من قبضة المحاور الاقليمية والدولية التي لا تأبه بمصالحه . إنها أفكار تحافظ على ما بقي من وحدة وتمنع تفاقم حالة التقسيم. الاتحاد لا يُخرج لبنان من الوحدة إلى التقسيم، بل ينقذه من التقسيم ويُدخله مسار الوحدة الجديدة المبنية على توازن بين السلطتين المركزية والمناطقية، وعلى إعطاء مدى حيوي لكل مجموعة حضارية لبنانية. فمن ينكر أننا شعب متعدد الخصائص والثقافات والأديان والطوائف والمذاهب وأنماط الحياة؟ لا نريد كحزب أن نحدد وحدنا تفاصيل هذه الأفكار ـ الحلول، فلبنان للجميع والمستقبل للجميع. لذا، إن الحكم الجديد مدعو أن يتحول ورشة وطنية لبحثها . ونرى أن رئيس الجمهورية، الذي نؤيده بقوة، هو المؤهل بحكم كونه ناظم المؤسسات، ورمز وحدة الدولة، ومؤدي القسم الدستوري، لأن يتولى، برعاية الأمم المتحدة وضمانتها، هذه الورشة الوطنية المؤسِّسَة لمستقبل لبناني جديد. ما كنا نتكلم بهذه الصراحة عن القضايا المصيرية لو أن الأوضاع في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط تتطور نحو الأفضل. فكل الحركة التفاوضية في المنطقة، والحوارية في لبنان، تصب في خانة منع الانفجار، لا في خانة ابتداع الحلول الحقيقية. أيها الأصدقاء والرفاق عظيم أن نتحدث عن السياسة والأمن والدستور، لكن حذار إهمال شؤون الناس تحت ذريعة السيادة والتحرير والدفاع. إن الجائع لا يُمهِل، وإن الثورة تخرج من أحشاء الجائعين. إن لدينا اقتراحات عديدة لتحسين الوضع المعيشي. من إنشاء صندوق مساعدة العائلات المحتاجة، ومؤسسة رسمية للتوظيف، إلى تطوير قانون ضمان الشيخوخة وتحديث قانوني الضمان الاجتماعي والصحي مروراً بخفض الضرائب والرسوم، لكن عبثا نسعى الى معالجة الملفات الاقتصادية والمعيشية طالما الوضع الامني يبقى رهينة سلطات تتناقض مع سلطة الدولة اللبنانية وهيبتها ، وطالما الاستقرار السياسي مفقود ، ويستمر البعض في ربط نفسه بتحالفات على حساب سلطة الدولة . أي مؤسسة لبنانية تجرؤ على توسيع نشاطها وتكثيف إنتاجها وخلق فرص عمل جديدة قبل أن تتيقن من بسط سلطة الدولة فعلياً على كامل أراضيها؟ أي مستثمر أجنبي يجرؤ على توظيف أمواله في لبنان قبل استتباب السلام وبسط سلطة الدولة كاملة على كل اراضيها ؟ وما يقال عن الاستثمار والتوظيف يقال أيضاً عن المساعدات والهبات. ففي ظل ظاهرة ازدواج السلاح، لن تُقدِم الدول العربية والصديقة على الوفاء بالتزاماتها تجاه لبنان. فمقررات باريس 1 وباريس 2 وباريس 3، لا تتعايش مع صواريخ زلزل 1 وزلزل 2 وزلزل 3. من هنا، إن هذا السلاح غير الشرعي لا يستعمل في الداخل عسكرياً فقط كما حصل في حوادث 7 أيار في بيروت وفي طرابلس والبقاع والمرتفعات، بل يستعمل في الداخل اقتصاديا أيضاً عبر تحويل المشاريع الإنتاجية إلى دول أخرى وتهريب رؤوس الأموال والشركات الكبرى التي تنعش الحركة الاقتصادية وتخلق فرص عمل وتمنع هجرة أبناءنا. أصحاب هذا السلاح وحلفاؤهم لا يأبهون لحال الشعب اللبناني لأنهم بمنأى عن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، لأن لديهم ـ عدا ما يأخذونه من الدولة اللبنانية ـ ميزانياتهم الخاصة، وصناديقهم الخاصة، وهباتهم الخاصة، وضماناتهم الخاصة. بكلمة لأنهم يعيشون عملياً في ظل دويلة مكتملة المقومات ومنفصلة عن الدولة اللبنانية. هذا وضع تقسيمي يتنافى مع نص وروح كل الاتفاقات والمواثيق التي قام على أساسها لبنان. أيها الأصدقاء، والرفاق لن نغيّر، نحن الكتائبين، ثوابتنا فننتقل من مشروع الدولة إلى مشروع الدويلة. لن نغيّر سياستنا فننتقل من الاعتدال إلى التطرف. لن نغيّر تحالفاتنا فننتقل من ثورة الأرز إلى الثورة على الأرز. لم تنتظر الكتائب اللبنانية سنة 2005 لتكون 14 آذار. نحن 14 آذار منذ سنة 1936، بل نحن أبناء 21 تشرين الثاني. إن ميزة حزب الكتائب، عبر تاريخه، هو أنه بقدر ما يخلُص لتحالفاته، يحافظ على استقلاليته. بقينا كتائبيين في عز الصراع الدستوري ـ الكتلوي. بقينا كتائبيين ونحن مع الشهابية. بقينا كتائبيين ونحن في الحلف الثلاثي. بقينا كتائبيين ونحن في الجبهة اللبنانية. واليوم نبقى كتائبيين ونحن في تجمع 14 آذار. لا الوصاية نحبها، ولا التبعية تستهوينا، ولا الذوبان من شيمنا. نحن من مدرسة الإخلاص في التحالف، المساواة في التمثيل، والمشاركة في القرار. هكذا نشأنا، هكذا عشنا وهكذا سنبقى. إلى هذا الحزب العابق بألوان الوحدة اللبنانية تأتون أيها الرفاق الجدد. إلى هذا الحزب الذي نذر نفسه لوحدة المسيحيين، أساساً لوحدة لبنان، تأتون أيها الرفاق الجدد. أعطيتم اليوم لا استحقاق الانتماء إلى الحزب، بل نعمة النضال في سبيل لبنان. حسناً فعلتم، فتعالوا نجعل حزبنا مساحة حوار بين الأجيال كما اقترحت أن يكون لبنان مساحة حوار بين الأديان. الكتائب هو حزب الأفعال لا الشعارات، فليس بالشعارات وحدها تحيا الشعوب وليس بالشعبوية تقاد الناس. حزبنا يثق بنفسه فلا تخافوا أي سلاح، الكتائب سلاحكم...وسلاح الكتائب إيمان بالله ينقل الجبال...وبلبنان يُـثَـبِّتُ الجبال. بيـار حـيّ فينـا الكتـائب حقّـاً عـادت يحيـا لبنـان أمـيـن الـجـميّـل |