حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
سينما الأمل.... - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: قضايا اجتماعيــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=60) +--- الموضوع: سينما الأمل.... (/showthread.php?tid=2183) |
سينما الأمل.... - skeptic - 11-24-2008 كم أحبهم...المبدعون الجميلون الشباب وسط طوفان البشاعة الهائل...يبثون الأمل حتى وهم يحكون اللا أمل والحسرة !!! يعطيك إحساس بالتماسك وهو يصف لك التفسخ!! السينما والموسيقا.. انجيا ريثما ننجو رجاء ابراهيم البطوط.. ريم العلي.. رشيد مشهراوي 1- عين شمس شارك فيلم "عين شمس" للمخرج المصري ابراهيم البطوط داخل مسابقة مهرجان قرطاج السينمائي، وفاز بجائز (تانيت خاص) تقديرا لمستواه الفني المتميز من لجنة تحكيم مسابقة الأفلام السينمائية الطويلة. وتعتبر تجربة فيلم "عين شمس" تجربة غير مسبوقة في تاريخ السينما المصرية، وهي تؤكد أن الثوابت القديمة يمكن أن تتغير وتتعدل، بل وتتهاوى أيضا مع زحف أفكار وأشكال وطرق جديدة، سواء في الإنتاج أو في التعبير. فيلم "عين شمس" اثار طوال عام كامل ضجيجا كبيرا في مصر، بعد أن وجدت الرقابة المصرية نفسها أمام فيلم مكتمل، أخرجه مخرجه ابراهيم البطوط بدون ميزانية تقريبا، بل اعتمادا على المبادرات الفردية التطوعية من جانب فريق العاملين والممثلين، وصوره بكاميرا الديجيتال الرقمية الصغيرة، وتمكن بدعم من المركز السينمائي المغربي من تحويله إلى شريط سينمائي من مقاس 35 ملم، وطاف به على عدد من المهرجانات السينمائية الدولية، وحصل على جوائز وتقديرات عدة. هنا أصبح الفيلم أمرا واقعا يفرض نفسه على الساحة، لكن الرقابة المصرية رأت أن مخرجه (البطوط) ومنتجه (شريف مندور) خالفا التعليمات والشروط الرقابية التي تنص على ضرورة حصول الفيلم على موافقة على السيناريو قبل التصوير، ثم على الفيلم نفسه بعد انتهاء المونتاج وقبل السماح بعرضه عروضا عامة في مصر. إلا أن ابراهيم البطوط رفض تقديم سيناريو الفيلم بأثر رجعي، ساخرا من الفكرة، بل وضاربا عرض الحائط أساسا، بموضوع الرقابة بأسره. وأصبح هناك بالتالي واقعا جديدا في السينما المصرية، نتج عن التطور التكنولوجي الجديد في كاميرات الفيديو الرقمية التي يمكن استخدامها بسهولة لتصوير الأفلام، بدون الاستعانة بالديكورات الضخمة أو الاستديوهات، وبذلك يتحرر السينمائي من قيود الصناعة من ناحية، ومن قيود الرقابة من ناحية أخرى، وهذا بالضبط ما فعله ابراهيم في سابقة خطيرة الدلالة، لاشك أنها تعكس تطورا كبيرا في العلاقة بين السينما والدولة، وبين الرقابة والسينما. شخصيات تكشف عن مدى التدهور الاجتماعي التطور الأخير انتهت المعركة أخيرا بين صناع فيلم "عين شمس" والرقابة المصرية، لصالح الفيلم، بعد أن وافقت الرقابة على السماح بعرضه داخل مصر، ليس باعتباره فيلما مغربيا كما أرادت من قبل تجنبا لما نتج من حرج بعد ما حصل عليه الفيلم من جوائز في مهرجانات خارج مصر، بل كفيلم مصري. هذه النتيجة تعكس انتصارا لاشك فيه للسينما المستقلة في مصر أي السينما التي تنتج بميزانيات محدودة للغاية، بعيدا عن قيود الصنعة التقليدية: النجوم، الديكورات، الاستديوهات، الأجهزة السينمائية المعقدة، ومع التحرر من أدوات الصنعة التقليدية يتحرر السينمائي أيضا من الخضوع للمقاييس السائدة في السوق: الصيغة الخفيفة المسلية، ذات الطابع الكوميدي غالبا، والتي تتضمن بعض المغامرات، وتمتلئ بالتعليقات اللفظية، وتعتمد على بطل- نجم، يضحك الجمهور ويدغدغ حواسه بحركاته وتعليقاته. "عين شمس" فيلم من نوع آخر، ينتمي إلى ما يعرف بـ"سينما المؤلف"، أي أنه يعبر عن فكر وخيال ورؤية مؤلفه ومبدعه. سينما متحررة ومن الناحية السينمائية يعتمد الفيلم على التحرر في السرد والبناء، فالفيلم لا يقوم على "حبكة" محددة تدور من حولها "الأحداث"، وتتجسد الشخصيات، ثم يدور الصراع بينها ويتصاعد لكي تنفك "عقدة" الأحداث في النهاية، سواء في اتجاه الحل، أو التطهير، أو الهزيمة. لكننا أمام نسيج من نوع آخر مختلف، يبدأ بطبقة أو شريحة إنسانية رقيقة، سرعان ما تكشف لنا تدريجيا عن باقي الشرائح.. ولا يخرج المتفرح في النهاية بنتيجة "درامية" مؤكدة، بل بمشاعر وأفكار وتأملات تنبع من نسيج الفيلم وصلبه، ويصبح مطلوبا منه أن يعيد ترتيب نثرات الفيلم في ذهنه، ويستوحيها، لا لكي يستمتع بها فقط، بل لكي يستوعب ما تحتويه وتتضمنه، ما تكشف عنه، وما تخفيه من أفكار أو نثرات أفكار، ربما لا تكون مكتملة تماما، واضحة المعالم من البداية، بل توجد في تلك المساحة الرمادية بين الواقع والفيلم، الخيال والحقيقة، الدرامي والتسجيلي، المبتكر والحقيقي، اللمحات المقصودة والإيماءات التلقائية. من هذا المزيج اللانهائي واللامنتهي، ينبع سحر الفيلم وحلاوة أجوائه، فهذا أساسا، فيلم أجواء ومشاعر وأفكار وليس فيلما من أفلام الدراما المصنوعة المحبوكة. ولكن ماذا يوجد داخل نسيج هذا الفيلم؟ الفيلم عن قدرة الإنسان على التمسك بقيم الحب والتساند والتسامح في كل الظروف هناك تعليق صوتي (بصوت تامر السعيد المشارك في كتابة السيناريو) يأتينا من خارج الكادر، كما لو كان صوت مراقب محايد، لكنه مطلع على كل ما يحدث، على واقع الشخصيات، وعلى ما سيحدث لها أيضا. إذن هذا الصوت- القدري، يجعلنا من البداية نستطيع أن نثق فيه وأن نتلقى منه ما يريد أن يوصله إلينا. إنه يحدثنا عن الدكتورة مريم: التي ذهبت إلى العراق عام 2003 قبل الغزو الأمريكي، لا لكي تساعد المرضى ولا لكي تشارك في أحد الدروع البشرية، بل لكي تبحث في موضوع اليورانيوم المستنفد الذي ثبت استخدامه في حرب عام 1991، وأدى فيما بعد إلى انتشار أمراض السرطان بنسبة كبيرة عند العراقيين. ومن بغداد إلى مستشفى البصرة، وحديث عن انتشار حالات الإسهال بسبب تلوث المياه، ثم يقول لنا صوت المعلق إن الرجل الذي نشاهده يقوم بأول رحلة صيد له بعد أن قضى 12 عاما في سجون صدام بتهمة بيع سجائر أجنبية. ومن العراق إلى القاهرة.. ومن صائد السمك في البصرة إلى رمضان.. سائق التاكسي الذي يعمل أيضا سائقا خاصا عند سليم بك.. أحد رجال الطبقة الجديدة - القديمة في مصر. صوت القدر الذي يأتينا من خارج الصورة ينذرنا بأن رمضان سرعان ما سيسمع خبرا يغير حياته تماما. ابنته الوحيدة شمس التي لا تتجاوز السابعة من عمرها، هي بالنسبة له كل العالم، ولكنها مصابة بسرطان الدم. والخبر يهز حياة رمضان ويغير مسارها، ولكن سليم بك يقف إلى جواره، يساعده، ويحاول أيضا أن يساعد قريبا له على استخراج جواز سفر والهجرة إلى ايطاليا. إلا أن سليم بك أيضا في مأزق، فيتعين عليه رد 80 مليون جنيه لأحد البنوك. وهو يصل في لحظة، إلى حالة من اليأس تكاد تدفعه إلى الانتحار. ولكنه يهرب من يأسه إلى المخدرات. منتصف العالم وحي عين شمس الذي تقطن فيه أسرة رمضان السائق هو "منتصف الدنيا" وقلب العالم، والتعليق الصوتي يقول لنا إن المنطقة أيضا "عائمة على بحر من الآثار، كما أن بداخلها يوجد بترول، وكانت في الماضي السحيق عاصمة للفراعنة". ولكن كيف تبدو "عين شمس" اليوم: قمامة، وبيوت غير آدمية، وأكوام من القاذورات، وتدني في الخدمات، وأناس يعيشون على الكفاف لكنهم لم يفقدوا القدرة على الضحك واللهو والمعابثة والحلم بحياة أفضل. المخرج ابراهيم البطوط رفض تقديم سيناريو الفيلم بأثر رجعي للرقابة هناك الكثير من النماذج التي يقدمها الفيلم في سياق الكشف التدريجي عن طبقاته وشرائحه: المرشح للبرلمان، الذي يقطن أحد أحياء الأثرياء لكنه يرشح نفسه عن حي عين شمس الفقير، ويقدم وعودا مجانية للناخبين لا يمكنه الوفاء بها. وهناك الشباب الضائع المشغول بتركيب الأطباق اللاقطة لمشاهدة قنوات التسلية الفضائية. وهناك المعلمة التي ترتبط بصداقة مع والدة شمس، ولكنها ترغب في الزواج حتى لو ارتدت ثياب الحداد السوداء بدلا من ثوب الفرح الأبيض. شمس الصغيرة، تحلم برحلة إلى منطقة وسط القاهرة، كما قرأت عنها في كتاب بالإنجليزية، تتخيل أنها لاتزال تتمتع بسحرها القديم الموصوف في الكتاب، وعندما يستجيب والدها ويصطحبها مع امها في الرحلة المنشودة سرعان ما تكتشف أن الصور الموجودة في خيالها أجمل كثيرا من الحقيقة. الغزو المسلح في العراق أنتج أمراضا اجتماعية وصحية والكثير الكثير من المعاناة، لكن المقارنات التي يعقدها الفيلم تؤكد للمشاهد أن مصر لم تكن في حاجة إلى غزو مسلح لكي تلحق بها كل أمراض الفقر والتخلف والتدهور والأمراض المستعصية. ويشرح لنا كيف أصبحت الفاكهة والخضروات والدواجن ملوثة، وأصبح مرض جنون البقر يشكك الناس في قيمة اللحوم، ومرض انفلونزا الطيور يصرفهم عن تربية الطيور أو تناولها، وأصبح السمك مصدرا مرعبا للإصابة بأمراض السرطان بسبب الإشعاعات. الحب والتسامح لكن الفيلم ليس فقط عن المظاهر الحية للتدهور، بل عن قدرة الإنسان على التمسك بقيم الحب والتساند والتسامح في كل الظروف رغم افتقاد القدرة على الفعل الإيجابي. ويصور الفيلم في مشهد يفيض بالرقة والجمال، وكما لم نر من قبل في أي فيلم مصري، كيف تقص الأم على ابنتها شمس داخل أحد الأديرة، قصة المسيح ورسالته السامية في الحب والسلام، وكيف تستمع شمس في هدوء، وتسأل في اهتمام عن السيدة مريم وابنها الذي أصبح رسولا. الدكتورة مريم ذهبت إلى العراق لكي تبحث في تأثير استخدام اليورانيوم على البشر ومن السلام إلى العنف: عنف الشرطة ضد المتظاهرين الذين يرغبون في التأكيد على أن الروح لم تستسلم بعد استسلامها الأبدي لما يمارس ضد الإنسان من قهر وقمع ومحو للهوية. ويستخدم البطوط المشاهد التسجيلية، والكاميرا المحمولة على اليد في الكثير من مشاهد الفيلم، ويستفيد من آخر ما صوره من مشاهد في العراق، ومن المشهد الحي المباشر للصدامات بين قوات الأمن والمتظاهرين في القاهرة، ويستغل تطور الأحداث في الواقع في تكثيف الكثير من المواقف في فيلمه كما نرى مثلا عندما يرفض سائق للتاكسي توصيل رجل أصيب في المظاهرة. ويجعل البطوط صوت الموسيقى يطغى على صوت النائب عندما يأخذ في ترديد وعوده للناخبين الفقراء، في حين يعرف الجميع أنه يكذب. ويمزج في لقطاته القريبة "كلوز أب" بين شخصيات الممثلين والشخصيات الحقيقية من أهالي الحي، ويجعل من الفيلم بأسره تعليقا ساخرا حزينا، على ما يحدث في مصر اليوم، دون أن يفقد الإحساس بالتعاطف مع شخصياته، ودون أن يدين أحدها أو يرفع من شأن الآخر. ولأن الفيلم يبتعد تماما في أسلوبه عن رواية قصة درامية، أو ميلودرامية بأسلوب السينما السائدة، فهو لا ينتهي نهاية مغلقة، لكننا نعرف من خلال التعليق الصوتي الذي يعود في الجزء الأخير من الفيلم، أن شمس توفيت، وأن اسرتها انجبت بعدها طفلين، وأن سليم بك لم ينتحر كما كنا نتصور، بل هاجر إلى ايطاليا، وأن الحياة تستمر كما هي حتى إشعار آخر. وينهي البطوط فيلمه بلقطة معبرة عن الوضع الراهن في مصر، عندما يجعل شرطيا يشير إلى رمضان وهو يقود سيارة التاكسي ويأمره بالتوقف. يتوقف التاكسي ويتوقف الفيلم، ويصبح مطلوبا منا أن نعيد ترتيب المشاهد والشخصيات حسب قراءتنا الخاصة للفيلم. http://www.nadyelfikr.net/index.php?act=po...w_post&f=33 سينما الأمل.... - skeptic - 11-24-2008 2- عيد ميلاد ليلى 'عيد ميلاد ليلى' فيلم فلسطيني حظي باهتمام الجمهور وأغفلته لجنة التحكيم في مهرجان دمشق السينمائي 24/11/2008 دمشق - 'القدس العربي' - من أنور بدر: رغم أنّ الفيلم الفلسطيني 'عيد ميلاد ليلى' للمخرج رشيد مشهراوي سبق له وعرض هذا العام في مهرجانات 'تورنتو' في كندا، 'سان سيباستيان' في إسبانيا، مهرجان 'أبوظبي الدولي' حيث حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وفي مهرجان 'قرطاج' السينمائي حاز على 'التانيت' الفضي، كما نال 'محمد بكري' فيه جائزة أفضل ممثل، إلا أنه في مهرجان دمشق السينمائي وعلى الرغم من الإقبال الجماهيري الشديد على عرضي الفيلم: الأساسي في دار الأوبرا والاستعادي في صالة سينما الكندي ضمن أفلام المسابقة الرسمية، إلا أنّ لجنة التحكيم للأفلام الروائية الطويلة قد حجبت عنه أي جائزة واكتفى بجائزة الجمهور إن صح التعبير. رشيد مشهراوي من مواليد 1962، نشأ في مخيم بقطاع غزة، وبدأ العمل في السينما وعمره 12 عاماً، وفي عام 1993 أخرج أول أفلامه الروائية الطويلة 'حظر تجوال' ونال عليه جائزة 'اليونسكو' في مهرجان 'كان' السينمائي، وجوائز أخرى في مهرجانات برشلونة، القدس، تونس. ثم صنع فيلمه الثاني 'تذكرة إلى القدس' عام 2002 وفيلمه الثالث 'انتظار' عام 2005، وما بينهم صنع العديد من الأفلام الوثائقية القصيرة. إلا أنّ فيلم 'عيد ميلاد ليلى' صنع هذا العام تحديداً في الذكرى الستين للنكبة كما يقول أحد منتجي الفيلم التونسي محمد حبيب عطية بهدف تأكيد الوجود الفلسطيني في هذه المناسبة في كل المهرجانات الدولية. وقطع الطريق على أي تسلل ثقافي إسرائيلي باسم الكيان وأرض الميعاد. وقد أضاف عطية أنّ العنوان الأولي للفيلم كان 'يوم عادي' كما يقول البطل في نهاية الفيلم، إلا أنهم ولأسباب تسويقية جرى استبداله بعبارة 'عيد ميلاد ليلى' حيث تعاقدت شركة هولندية على تسويق 40 نسخة من هذا الفيلم في أنحاء العالم. حاول مشهراوي في هذا الفيلم عبر الكاميرا الخاصة به مراقبة شخص عادي 'محمد بكري' أبو ليلى خلال يوم يُفترض أنه عادي، إلا أنّ زوجته 'عرين العمري' تذكره وهو خارج من المنزل أن يعود في الثامنة مساءً، فهذا اليوم يُصادف عيد الميلاد السابع لابنتهما الوحيدة ليلى 'نور زعبي'. وينتهي الفيلم مع عودة أبو ليلى إلى المنزل. لكن الكاميرا التي جالت مع المخرج وبطل الفيلم خلال هذا اليوم لرصد الحياة العادية لمواطن عادي تمكنت بذكاء من تعرية مأساة الشعب الفلسطيني ليس تحت الاحتلال فقط، بل وتحت بؤس السلطة الفلسطينية، وتناقضات الفصائل، وضغط الأعباء المعيشية، والتي تتضافر كلها لتحويل حياة الناس العاديين إلى ما يشبه الكابوس. اختار المخرج وكاتب السيناريو رشيد مشهراوي شخصية القاضي الذي عمل لمدة عشر سنوات في إحدى الدول العربية الشقيقة، وطلبته السلطة الفلسطينية التي ولدت إثر اتفاقيات 'أوسلو' للمساهمة في تأسيس منظومة القضاء الفلسطيني، ليكتشف مع تبدل الحكومات وغياب أي اعتماد مالي أنه عاطل عن العمل، طالما أن الأموال تصرف على تغيير الستائر وأثاث المكاتب مع كل تغيير في المناصب، كل هذا جعله مضطراً للعمل كسائق تاكسي (سيارة أجرة) تعود ملكيتها لشقيق زوجته. اختيار شخصية القاضي تحمل دلالتها في التزام القانون، بدءاً من وضع حزام الأمان داخل السيارة، وصولاً إلى رفض المرور على الحواجز الإسرائيلية، وما بينهما رفض التدخين داخل السيارة، رفض نقل المسلحين ضمن سيارته... ألخ بالمقابل نجد أن خيار العمل كسائق تكسي أتاح لأبي ليلى - ولنا كمشاهدين- أن نعبر بكل تناقضات الحياة الفلسطينية داخل مدينة رام الله المحاصرة، من الأسير الذي أمضى سنواته في السجن كما تحترق السجائر مخلفة الدخان فقط، إلى المرأة باللباس التقليدي، وهي مترددة بين زيارة المقابر أولاً حيث يرقد زوجها الشهيد، أو المستشفى حيث هي مريضة، فيعلق أبو ليلى بسخرية مريرة أن العادة تفترض زيارة المستشفى أولاً ثم المقبرة. وحتى العاشقان اللذان لا يعرفان وجهة لهما إلا الاحتماء ضمن صندوق السيارة، طالما أنه ارخص من أي مكان يمكن أن يقصداه. بين شخصية القاضي وسائق التاكسي نوع من المفارقة أو الكوميديا السوداء، وإن كان المخرج لم يذهب في هذا الخيار حتى نهايته، لكن مجموع تلك المفارقات التي تعترض مسيرة أبو ليلى في هذه الليلة، راكب ينسى الموبايل في السيارة، وعليه إعادته إليه مما يعرضه لتحقيق في مخفر الشرطة، تعطيل السيارة، الغارة الإسرائيلية، والكثير من المفارقات التي تمنع وصوله إلى صاحب الموبايل، وتحوّل في الوقت ذاته دون شراء هدية لابنته في عيد ميلادها، خاصة وأن المحل الذي يقصده أبو ليلى لشراء الهدية نكتشف فيه يافعاً يمارس ألعاب العنف على الكومبيوتر وهو في شبه غيبوبة، بينما والده غائب عن المحل لسبب الصلاة في الجامع، وهي رمز للخيارات المتاحة أمام الشعب الفلسطيني، ما بين اللعب في التكنولوجيا التي تسرقنا بعيداً عن الواقع، أو الأصولية الإسلامية التي تبني لنا واقعاً آخر لنحيا به. يمر أبو ليلى في لحظة انهيار خلال هذا اليوم الصاخب، حين تتشكل عقدة ازدحام على مفترق الطرق والشرطي غائب، فيتبرع لتنظيم السير في هذه اللحظة، لكنه يخاطب الطيران الإسرائيلي الذي حلق لحظة ذاك قائلاً : 'حلّو عن سمانا ...خنقتونا، نعرف أنكم أقوى جيش في العالم ولديكم الدبابات والطائرات والأساطيل، اتركونا نعيش'. هذه الرغبة بالحياة شكلت إحدى المحاور الأساسية في العمل، رغم أن المخرج أبدى اهتماماً وتركيزاً أقوى على التناقضات الداخلية في المجتمع الفلسطيني، فساد السلطة، أزمة الشبيحة والمسلحين من كل التنظيمات، التقاط التفاصيل الصغيرة في حياة الشعب الفلسطيني وضغط الهموم المعيشية من انقطاع الكهرباء إلى عدم توفر المواد الأولية، لكن دون إغفال التناقض الأساسي مع الاحتلال الصهيوني. والذي لا يكاد يظهر إلا في غارة عابرة ضمن الفيلم، مع انه يكمن بشكل أساسي وراء كل معاناة هذا الشعب ومآسيه. من الواضح أنه لا يوجد حدث مركزي في الفيلم، ولا يوجد خط درامي متصاعد إلى الذروة ثم الحل. لكنها كاميرا ذكية تذهب وراء التفاصيل، تنتخب ما يمكن أن يشكل مقولة الفيلم، وقد كان اختيار المخرج والممثل الفلسطيني محمد بكري للعب دور أبو ليلى أثراً كبيراً في إنجاح هذا الفيلم، وفي تقديم التناقض المر بين شخصيتي القاضي السابق وسائق التاكسي الراهن، وهو في اتزانه وحكمته وعقلانيته يرفض أن يتجاوز القانون، لكن أين هو القانون في ظل سلطة لا تتوفر لها الاعتمادات المالية لتطبيق القانون؟ في ظل فساد طال الجميع حتى غدا التمسك بالقانون نكتة؟ في ظل احتلال يشجع كل ما هو فاسد ومخرب وغير شرعي؟ اعتقد أن هذا الشريط السينمائي ومسيرة أبو ليلى خلال 71 دقيقة كانت مملة، وتكاد تدفع باتجاه الإحباط، أو كما عبر احدهم 'رتم العمل ممل وبطيء' ولكن إيقاع الحياة الفلسطينية في بلدة محاصرة كرام الله ومحكومة بسلطة فاسدة هل يمكن له أن يدفع باتجاه الخروج من حالة الركود والممل؟ هل يمكن له أن يخلق التغيير والديناميكية المطلوبة؟! اعتقد أن ذلك الإيقاع البطيء شكل جزءاً من مقولة العمل، والتي انتصر عليها المخرج حين جعل بطله محمد بكري ينسى كل تلك التفاصيل مع دخوله إلى المنزل، إذ يبتسم وهو يشعل شمعة جديدة لعيد ميلاد ابنته ليلى وعندها تسأله زوجته كيف كان يومك؟ فيجيبها إنه 'يوم عادي'. http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=to...mp;storytitlec= |