نادي الفكر العربي
نظرة إلى جهنم - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58)
+--- الموضوع: نظرة إلى جهنم (/showthread.php?tid=22184)



نظرة إلى جهنم - استفانوس - 12-13-2005


بأية فكرة توحي لك كلمة "جهنم"؟هل تتصور جهنم مكاناً حرفياً تشتعل فيه النار والكبريت ,مكانا لعذاب وكرب لا ينتهيان؟ أم أن جهنم قد تكون كلمة رمزية تصف وضعاً أو حالة؟

على مدى قرون ,تصور القادة الدينيون للعالم المسيحي هاوية نارية تسبب ألاماً مبرحة على أنها المصير المحتوم للخطاة ولا تزال هذه الفكرة شائعة بين أديان كثيرة أخرى.تقول مجلة أخبار الولايات المتحدة والتقرير العالمي(بالإنجليزية) "ربما تعتبر الهاوية كلمة شائعة في الدين المسيحي ,إلا أنها ليست حكراً على المسيحية. ففكرة العذاب الأليم في الأخرة لها ما يماثلها في كل أديان العالم الرئيسية تقريباً وفي بعض الأديان الغير رئيسية أيضاً.

إلا أن الهاوية اكتسبت صورة اخرى في الفكر الحديث. تقول المجلة المذكورة أّنفا "في حين لا يزال هناك أشخاص تستحوذهم الفكرة التقليدية لهاوية نارية , بدأت تنشأ وجهات نظر عصرية تعتبر أن الإدانة الأبدية هي سجن انفرادي بغيض جدا , مشيرة إلى ان الهاوية ربما لا تكون مكاناً حاراً كما نعتقد".

وذكرت الصحيفة اليسوعية لا تشيفلتا كاتوليكا (بالإيطالية) "من المضلل الاعتقاد أن الله , بواسطة الشياطين , يُنزل بالأشخاص المحكوم عليهم عذاباً مروَعاً كعذاب النار". وأضافت "الهاوية موجودة ولكنها ليست مكاناً بل حالة , حالة الشخص الذي يعاني الألم الناتج من حرمانه الله". وفي سنة 1999 , قال البابا يوحنا بولس الثاني "الهاوية لا تشير إلى مكان بل إلى حالة الذين بمحض إرادتهم وبشكل قاطع يبتعدون عن الله , مصدر كل حياة وسعادة". وقال عن المفهوم الذي يصوِّر الهاوية كمكان ناري "أنه يبين الإحباط والفراغ التامين لحياة بدون الله". ووفقاً للمؤرخ الكنسي مارتن مارتي , لو شمل وصف البابا للهاوية أموراً مثل لهب النار وإبليس بلباس أحمر ومذراة لما كان الناس سيحملونها محمل الجد".

وتحدث تغييرات مماثلة في طوائف أخرى , فقد ذكر تقرير من لجنة العقائد في كنيسة انكلترا "ليست الهاوية عذاباً أبدياً , بل هي اختيار نهائي لا رجوع عنه لمسلك حياة يقوم الله مقاومة باتة وتامة , بحيث تكون النهاية الوحيدة عدم الوجود بشكل كلي".

ويصف كتاب التعليم الديني للكنيسة الأسقفية في الولايات المتحدة الهاوية بأنها "الموت الأبدي نتيجة رفضنا لله". وبحسب أخبار الولايات المتحدة والتقرير العالمي , يروج عدد متزايد من الناس فكرة أن "نهاية الأشرار هي الهلاك وليس العذاب الأبدي وهم يؤكدون أن الذين يرفضون الله رفضا قاطعا , سيبادون في "النار الأكلة في الهاوية".

رغم أن النزعة العصرية هي رفض العقلية المتمحورة حول النار والكبريت لا يزال كثيرون يلتصقون بالمعتقد أن الهاوية هي مكان حرفي للعذاب. يقول اللاهوتي المعمداني الجنوبي ألبرت مولر في لويزفيل,كنتاكي,الولايات المتحدة "تتحدث الأسفار المقدسة بوضوح عن الهاوية بصفتها مكاناً حقيقياً للعذاب الناري". ويذكر التقرير طبيعة الهاوية
(بالإنجليزية) , الذي أعدته لجنة الاتحاد الإنجيلي "الهاوية هي اختبار واعٍ للنبذ والعذاب" ويضيف "هناك درجات من الألم والعقاب في الهاوية , وفقاً لخطورة الخطايا المرتكبة على الأرض".

لمحة عن تاريخ "الهاوية"

متى تبنت المسيحية عقيدة نار الهاوية؟

بحسب ما تذكر دائرة المعارف العالمية الفرنسية "كانت رؤيا بطرس"المكتوبة سنة 2للميلاد أول عمل مسيحي أبوكريفي يصف عقاب وعذاب الخطاة في الهاوية".

إلا أن أباء الكنيسة الأولين لم يتفقوا على مسألة الهاوية.
فقد أّمن يوستينيوس الشهيد , إقليمس الاسكندري , ترتليانوس , وكبريانوس أن الهاوية مكان ناري , أما اوريجانس واللاهوتي غريغوريوس النيصي , فقد اعتقدا أن الهاوية هي مكان يكون فيه المرء بعيداً عن الله –مكان ألم روحي- , ومن ناحية أخرى اعتقد أوغسطين من مدينة هييو أن العذاب في الهاوية هو روحي وحسّي على السواء , وقد لاقت وجهة النظر هذه قبولا.
"بحلول القرن الخامس الميلادي كانت العقيدة القاسية بان الخطاة لن يعطوا فرصة ثانية بعد هذه الحياة وبأن النار التي ستلتهمهم لن تطفأ أبداً قد هيمنت في كل مكان " وفقاً لما كتبه البروفسور ج.ن.د.كيلي.

في القرن ال16 ,اعتقد المصلحون البروتستانت مثل مارتن لوثر وجون كالفن , بأن العذاب الناري للهاوية يرمز إلى قضاء الأبدية بعيداً عن الله , إلا ان فكرة كون الهاوية مكاناً للعذاب ظهرت مجدداً في القرنيين التاليين , فقد اعتاد المبشر البروتستانتي جوناثان ادوردز أن يوقع الرعب في قلوب المستعمرين الأمريكين في القرن 18 بأوصافه التصويرية عن الهاوية.

ولكن بعيد ذلك ,لهب نار الهاوية تومض وتخبو , وكاد القرن العشرين يشهد زوال الهاوية" , كما تذكر أخبار الولايات المتحدة والتقرير العالمي.



نظرة إلى جهنم - اسحق - 12-13-2005

الزميل استفانوس
مرحبا بك فى النادى أولا .
ثانيا : ليتك تمدنا ببعض المراجع و الروابط عن هذا الموضوع إن أمكن .
تحياتى


نظرة إلى جهنم - استفانوس - 12-13-2005

شكراً على الترحيب زميل اسحق

استفدت من مطبوعات جمعية "برج المراقبة" في بناء هذا الموضوع ولكن لا أعرف إذا كانت متوفرة على النت باللغة العربية.

احترامي




نظرة إلى جهنم - استفانوس - 12-30-2005

[SIZE=3]أعتذر للإنقطاع في الفترة السابقة, فالمشاغل كثيرة.

سأقوم بمتابعة الموضوع من خلال تقديم وجهة نظر مستندة إلى "الكتاب المقدس" خلال الأيام القادمة.

أتمنى على الزملاء إبداء الرأي بخصوص موضوع "جهنم" في حال أثار اهتمامهم.







نظرة إلى جهنم - SonofSun - 12-30-2005

أولا كل عام و أنت بخير
قل عزيزي للزملاء هنا ما هي برج المراقبة..
برج المراقبة هم شهود يهوه
وهم لا يمثلون لا مسيحية و لا يهودية..
و عليهم نقد كثير و كبير من كل الطوائف المسيحية و خصيصا الكبرى الثلاث و التي أعني بها " الكاثوليكية و الأرثوذكسية و الأنجيلية "
تحياتي
:rose:


نظرة إلى جهنم - أورانوس - 12-31-2005

[quote] استفانوس كتب/كتبت

بأية فكرة توحي لك كلمة "جهنم"؟هل تتصور جهنم مكاناً حرفياً تشتعل فيه النار والكبريت ,مكانا لعذاب وكرب لا ينتهيان؟ أم أن جهنم قد تكون كلمة رمزية تصف وضعاً أو حالة؟
[/I]


للأسف فإن ما سبق لا يوحى لى بأى شئ بل و عند المقارنة بمركز التفجير الذرى الذى يتبخر فيه كل شئ يعتبر إشتعال النار و الكبريت مكانا ملائما لقضاء مصيف سعيد مع الاسره


نظرة إلى جهنم - استفانوس - 12-31-2005

اقتباس:  SonofSun   كتب/كتبت  
أولا كل عام و أنت بخير
قل عزيزي للزملاء هنا ما هي برج المراقبة..
برج المراقبة هم شهود يهوه
وهم لا يمثلون لا مسيحية و لا يهودية..
و عليهم نقد كثير و كبير من كل الطوائف المسيحية و خصيصا الكبرى الثلاث و التي أعني بها " الكاثوليكية و الأرثوذكسية و الأنجيلية "
تحياتي
:rose:

وأنت بخير؛
الزميل المحترم,

لم أطرح المقال لأناقش من هم شهود يهوه, أو من يمثلون.

تختلف النظرة إلى هذا الفريق من شخص إلى أخر, يراهم البعض رد لمسيحية القرن الاول, فيما يلحقهم البعض الاخر بدوائر الصهيونية والماسونية.

نقد الكنائس والطوائف لبعضها أمر مقبول وصحي, ولكن المطلوب هو مناقشة الأفكار المطروحة في المقال لا محاكمة "خلفية" من يطرحها.



نظرة إلى جهنم - Pythagoras - 01-05-2006

ليس المهم اختلاف أنواع جهنم، المهم برأيى فكرة العقاب الإلهى السادى بشكل عام التى تمثلها جهنم، وهذه نظرة مهمة إليها. فكما يثير الإله طمع البشر بجنة الحور والمآكل فهو مضطر لترهيبهم بعذاب النار وألوان أخرى لم تخطر ببال.

من عنوان الموضوع أرى أن نظرة إلى جهنم تعطى مثالا حسنا عن ضعف الإله الذي يضطر لأسلوب الترهيب والترغيب بينما هو يدعى الاقناع كما يدعى حرية البشر فى الاختيار.

إن التعذيب هو مجرد خيال بشرى، لو قدر للفئران مثلاً أن تتخيل جهنمها لوصفت هراً بشعاً أو مصيدة. لا أعتقد أن الإله ( بحال وجوده ) يميل إلى مثل هذا الثأر البشرى ممن يخالفون أوامره. فغالباً ما يتم وصف الإله بالرحيم و ... و ...الخ من صفات الرأفة وما شابه، ودائماً ما يستدل على هذه الصفات الطيبة بما يسمى بالتسامى أي زيادة في الصفات الطيبة للبشر بمرات مضاعفة بمعنى: كم هو الأب محب لأولاه؟ الإله يحب مخلوقاته أكثر ... وهكذا ... فإذا كان الأب لا يحرق طفله بجمرة سيكارته عند مخالفته لأوامره فكم بالحري أن يكون الرب أفضل من ذلك بكثير؟ والعبرة هنا بالفائدة فحتى تعذيب الأب لابنه بالنار سيؤدى لتوبة الابن عن معصية ما، ولكن ما الفائدة المرجوة من التعذيب الأبدى بعد فناء المخلوقات؟ يمكن القول أن فائدة الترهيب هي الردع، فما فائدة التعذيب في النهاية؟ هل يريد الإله تخليص ثأره؟ أم هي متعة؟

لا يمكن تخيل إله واسع المقدرة كما يصفونه مع ضيق ذات اليد في الحلول والعقاب بحيث لا يجد مفراً أو بديلاً عن التعذيب لمن يخالف أوامره. وتبقى جهنم فكرة بشرية ناتجة عن وهم الضعيف بأمل معاقبة القوى.

مع أعقل أمنيات فيثاغورث