حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
الجين الذي يعلن موت الخلية - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: عـــــــــلــــــــــوم (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=6) +--- المنتدى: عـــــــلوم (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=86) +--- الموضوع: الجين الذي يعلن موت الخلية (/showthread.php?tid=22210) |
الجين الذي يعلن موت الخلية - Awarfie - 12-12-2005 الجين P53 ، الجين الذي يعلن الموت عجيب أمره .. عميق سره .. صغير حجمه .. عظيم قدره .. يبحث عن الخلل بلا كلل ..ويتوقف عنده محاولا إصلاحه .. ينجح مرات ويفشل مرات .. ولكن حتى في حالات الفشل لا ييأس .. وبالرغم من أن قرار الانتحار هو قرار يائس الا أنه يكون قرار انقاذ اذا اتخذه هو .. . ولأنه يعمل في الخلايا فإن الحديث يجب أن يبدأ بالخلية التي لها وقت للحياة ووقت للموت . والخلايا تموت بواحدة من طريقتين : اما أن تقتل بعوامل مدمرة ، أو أن يوحى لها بالانتحار أو مايسمى بالموت المبرمج Apoptosis ! وقد تموت الخلايا بعد اصابتها بتلف ميكانيكي مثل الهرس والضغط والتمزق وغيرها أو نتيجة تعرضها لكيماويات سامة مثل سموم الميكروبات والفيروسات ونواتج عمليات التمثيل الغذائي المختلفة التي لا ينجح الجسم في التخلص منها عن طريق الكبد والكلى . وفي هذه الحالة تحدث للخلايا عدة تغيرات فتنتفخ نتيجة فشل جدران الخلية في حركة مرور الأيونات والماء من خلالها ، ثم تتسرب مكونات الخلية من الجدران التالفة فيحدث التهابا في الأنسجة المحيطة . وفي حالة انتحار الخلية تمر في تغيرات مختلفة فتنكمش وتتكسر جسيمات الميتوكوندريا المسئولة عن انتاج الطاقة بها ، وتتكون فقاعات على أسطح جدرانها التي تتكسر الى أجزاء صغيرة ، وهنا تأتي خلايا الدم البيضاء الملتهمة لكي تلتهم هذه البقايا ، وفي نفس الوقت تفرز موادا تمنع الالتهاب فتمر العملية بهدوء دون اثارة للأنسجة المحيطة بالخلية المنتحرة . نعود مرة أخرى لهذا العجيب الصغير الذي يعالج الخلية ، وهو جين صغير يسمى P53 موجود في كروموزومات كل خلية ، وهو يتحرك لنجدة الحمض النووي الذي قد يتعرض للتلف من نواتج التعرض للتلوث البيئي أو الكيميائي أو الدوائي أو الاشعاعي ، وهذا التلف قد ينتج عنه اصابة الخلية بالسرطان . ولكن هذا الجين المعجزة يحاول اصلاح هذا الخلل بدقة وكفاءة ، وقد ينجح في كثير من الأحيان ، وفي حالة فشل الاصلاح تتحول الخلية إلى خلية سرطانية ، ولكن هذا الجين الشهم لا يتركها لكي تتكاثر وتدمر باقي الجسم الانساني ، فيأمرها بالانتحار أو موت الخلية المبرمج ، فتموت وتلتهمها خلايا الدم البيضاء وتنظف الجسد منها . ويقول العلم أن ملايين الخلايا تتحول يوميا الى خلايا سرطانية ولكن الجسم الانساني لا يصاب بهذا المرض نتيجة عمل هذا الجين الرائع في دفعها الى الانتحار والتخلص منها بميكانيكيات الجسد الهائلة . ولكن الخوف كل الخوف من تدمير هذا الجين ذاته ، وهو ما يحدث في حالات التعرض الشديد للتلوث بكل أنواعه . ولكن هل هذا الموت المبرمج للخلية يحدث فقط عند اصابة الخلية بالسرطان ؟ الواقع يقول أن هذه العملية تحدث أيضا أثناء نمو الأجنة للمساعدة في تشكيل الجسم ، فهي تحدث للضفادع في طور نموها من مخلوقات لها ذيل الى الصورة المعروفة للضفدع بدون ذيل .. ان اختفاء هذا الذيل يعود الى عملية موت الخلية المبرمج الذي يؤدي الى ضمور الذيل وامتصاصه .. بل إن تكون أصابع اليدين والقدمين في جنين الانسان يحتاج الى ازالة بعض الأنسجة من بين الأصابع التي تكون ملتصقة تماما ، ثم عن طريق عملية موت الخلية المبرمج يتم التخلص من هذه الأنسجة فتتحرر الأصابع وتصبح منفصلة عن جاراتها .. وأيضا انهيار جدران الرحم في عملية الدورة الشهرية للنساء يكون مسئولا عنها نفس العملية لموت الخلية المبرمج .. ليس هذا فقط بل ان موت الخلايا المبرمج يستخدم أيضا في التخلص من بعض الخلايا التي قد يكون في بقائها على الحياة ضررا للجسم الانساني كله ، مثل الخلايا المصابة بالفيروسات ، فالخلايا اللمفية الموكول اليها قتل الخلايا المصابة بالفيروسات تحفزها على الانتحار وذلك تخلصا منها ودرءا للمرض الذي يمكن أن تسببه للجسم كله . ولكن عملية موت الخلية المبرمج قد يحدث بها بعض الخلل عندما يتأثر جهاز المناعة في الجسم فتحاول بعض الخلايا تدمير بعض مكونات الجسم السليمة ، فتأمر بعضها البعض بالانتحار والموت المبرمج ، وهنا تحدث الأمراض المناعية مثل مرض الذئبة الحمراء والروماتويد . ومن المثير أن نعرف أن علاج بعض أنواع السرطان بالاشعاع والأدوية يحفز الخلايا المصابة على القيام بالموت الذاتي المبرمج أو الانتحار مما يؤدي الى الشفاء من السرطان . وتقرر الخلية الانتحار اذا انسحبت منها بعض الاشارات الايجابية الضرورية للاستمرار في الحياة مثل عوامل النمو في خلايا الأعصاب ومادة انترليوكين 2 وهي عامل أساسي في انقسام الخلايا اللمفية ، أو اذا تلقت اشارات سلبية بالتوقف عن الحياة مثل زيادة مستوى المواد المؤكسدة في الخلايا ، أو تلف الحمض النووي نتيجة الأكسدة أو أية عوامل أخرى مثل الأشعة فوق البنفسجية والأشعة السينية وبعض العقاقير الكيماوية . ومن هنا تأتي أهمية تناول المكملات الغذائية المحتوية على مضادات الأكسدة حتي نقلل من احتمال تلف الحمض النووي نتيجة عمل الشوارد الحرة أو ذرات الأكسجين النشطة . ومن أهم هذه المضادات فيتامينات E و A وC والبيتاكاروتين والسيلينيوم والزنك ، وهذه كلها تتوافر في الخضروات والفواكه الخضراء والصفراء والبرتقالية والحمراء . وتذكر بعض الأبحاث العلمية الحديثة أن الاصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) يتم عن طريق خداع فيروس المرض للخلايا المسئولة عن المناعة في الجسم فيتلاعب في عملياتها الحيوية ، ثم يقودها الى القيام بعملية موت الخلية المبرمج لنفسها مما يؤدي الى اختفاء هذه الخلايا وبالتالي نقص المناعة والاصابة بالمرض اللعين . ولكن يظل الاعجاب بالغا بهذا الحارس الصغير المسمى بالجين P53 الذي يسهر على سلامة الحمض النووي وعلى حماية الجسم من الاصابة بالسرطان اما بإصلاح الخلل أو بتدمير الخلية المصابة حماية لباقي الجسم ، ويبقى أن نساعد أجسامنا نحن أيضا بعدم تعريضها للملوثات البيئية والكيماوية والاشعاعية التي تقود في النهاية الى المرض ، وأيضا بتناول الأغذية المحتوية على مضادات الأكسدة حتى نقلل من الضرر الواقع على الجسم . / عن ايلاف د . عماد صبحي |