حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
تأملات على باب المشرحة العراقية . - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: تأملات على باب المشرحة العراقية . (/showthread.php?tid=22582) |
تأملات على باب المشرحة العراقية . - بهجت - 11-29-2005 شاهدت فتاة تبحث عن صديقتها بين الجثث داخل مشرحة عراقية ، كانتا تلهوان سويا ثم تركتها لدقائق ترتوي خلالها جرعة ماء، دون أن تدري أن هذا زمن يصبح ترك الأصدقاء دقائقا يعني غالبا الفراق ، أتى انتحاري ..إنسان يتحول إلى متفجرات رخيصة .. ففجر نفسه في وجه الحياة و نشرها حوله دماء و لحما و ركاما . جلست إلى الكمبيوتر لأدون مشاعرا تدفقت من مكان ما داخل قلبي ، هذا المكان كالزائدة الدودية أصبح منقرضا في الجنس العربي اسمه الضمير . · بنيتي في زمن آخر ،و بين شعب آخر .. بالضرورة ليس عربيا . لم يكن عليك أن تبحثي عن صديقتك مختبئة في المشرحة بين القتلى مبقورة البطن ، أمعاؤها متدلية . هذا زمن القتلة و ربهم الوحشي المدجج بالسلاح هذا زمن الإرهاب و كلاب الإرهاب .وعبدة الإرهاب هذا زمن الغباء بلا حدود .. الغباء المجاني للجميع . ليس هذا زمن تكبران فيه معا و تلهوان معا ،و تتقدمان إلى الصبا معا .. ليس هذا زمن تشكوان فيه غدر الحبيب و مكائد الحموات ، و تنظران إلى الأبناء صائحات لاعنات . ليس هذا زمن تصير فيه الفتيات جدات يخط الشيب شعورهن . هذا زمن غليظ هذا زمن اللعنة الكبرى ..و المأساة . ينمو فيه الطفل وحيدا فأصدقاؤه في المقابر المجهولة ممزقي الأشلاء ،و أحلامه بلا غد . أبتيتي اصنعي أنت مع الأيتام أمة عراقية نبيلة. وابحثي في كل اللغات الأجنبية .. عن هوية . و ابحثي بين القلوب البريئة عن إله . لا تذكري أيامنا . لا تقرئي أشعارنا . لا تشربي قهوتنا فهي تسود القلب و تنشر الهراء . عندما يسألك أبناؤك يوما ..ومن هو شعبنا ؟. قولي لهم : أنتم بلا شعب .. أنتم أبناء أنفسكم . لا تصدقوا أن العرب شعبكم .. العرب شعب لا أبناء له. فأبناؤه في مقابر الصدقة على حدود المدن المنتهكة . العرب كالقطط تأكل أبنائها و تلهو بالدماء .. دمائها . أبنيتي لا تجزعي ، كل الدروب إلى التقاء قولي إذا ناديتها يوما وقد عز اللقاء إني وهبتك للروابي الحمر للشعب المكبل في الغباء وانس الصداقات القديمة فاليوم نهاية التاريخ و الأحزان . لا حزن بعد ذبح الأصدقاء . |