حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
وما قتلوه يقينا... جدير بالقراءة - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58) +--- الموضوع: وما قتلوه يقينا... جدير بالقراءة (/showthread.php?tid=22812) |
وما قتلوه يقينا... جدير بالقراءة - الحسن الهاشمي المختار - 11-20-2005 الحمد لله العزيز الحكيم نتكلم اليوم عن وفاة المسيح عليه السلام بالمنطق وبالحكمة ثم نعرض ما استنتجناه على القرآن. أما المنطق : فإن حادثة الصلب موثقة عندهم بكل تفاصيلها في أناجيلهم الأربعة ، حتى كلام المصلوب وهو على خشبة الصليب ودعاءه إلى الله وقوله للص الذي صلب بجانبه : الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس . وطلبه من الله أن يغفر لقومه لأنهم لا يعلمون. وبما أنه لا توجد طائفة نصرانية واحدة تنفي حادثة الصلب فإن رواية أهل الكتاب تبدو لي منطقية لأن الله لا يضل الجميع وإنما يضل الظالمين فقط وأما المؤمنين فيجب أن يبقوا على الهدى لأن الله لا يطمس الحق. إذن منطقيا أصدق كلام الزملاء النصارى مع التحفظ على كلمة (قتل)، أقول : إن المسيح توفاه الله بسلام على الصليب ولم يقتل. ماذا تقول الحكمة؟ هل من الحكمة أن يرسل الله رسولا ثم يمكن منه أعداءه فيقتلوه؟ أليس حقا على الله نصر المؤمنين؟ إذن فتمكين الله لأعداءه بأن يقتلوا رسوله أمر مناقض للحكمة والله هو العزيز الحكيم . إذا حدث ومكن الله أعداءه من أحد أنبياءه فإنه ينجيه من القتل كما حصل لإبراهيم عليه السلام، لقد تمكن قوم إبراهيم من الإمساك به ورميه في النار فأنجاه الله بقوله يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم). فتلك كانت آية إبراهيم إلى قومه أنه على الحق. ماذا عن عيسى عليه السلام ؟ هل يمكن أن يكون في تمكين الله أعداءه من عيسى آية لقومه؟ أليس في ما جاء به من بينات تغني عن أية آية أخرى !!؟ أجيب : إن الآيات نوعان : 1) آيات هداية. 2) آيات وقاية. المعلم يشرح لتلاميذه الدرس فيفهمونه ، ففي شرحه (هداية). وبعزز الشرح بتمارين تطبيقية ليزدادوا فهما يقيهم من الرسوب في الامتحان. وهذه هي (الوقاية). وما مثل الناس في الحياة الدنيا إلا كمثل التلاميذ في المدرسة ، والرسل هم المعلمون ،والمنهج هو الهدى الذي يأتي به الرسل. وكما أن التلاميذ لا يمتحنون إلا بعد أن تفسر لهم الدروس (نظريا وتطبيقيا) فيفهمونها، كذلك الله تعالى لا يمتحن قوما بعد هدايتهم حتى يبين لهم ما يتقون. ما الذي تقتضيه الحكمة من آيات تقي قوم عيسى من الفتنة؟ إن المسيح عليه السلام هو الرسول الوحيد الذي آتاه الله أعظم البينات التي هي من خصوصيات الله كإحياء الموتى بإذن الله ، وخلقه من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله ، ويعلم ما يأكل الناس وما يدخرون، إذن فهذه الآيات التي أوتيها عيسى قد تفتن الناس من بعده فيتخذوه إلها ، وهو بالفعل ما حصل من بعده، فقد جاءهم الشيطان فأوحى إليهم أن المسيح ما فعل تلك الآيات العجيبة إلا لأنه ابن الله أو هو الله نفسه. والله تعالى أعطى قومه دروسا وقائية يتقون بها فتنة الشيطان. وأهم وخير آية يجب أن يتذكرها قوم عيسى هي آية (الموت) ، فالله وحده هو الذي لا يموت ، لو أن الله رفع عيسى إلى السماء بدون أن يتوفاه لكان لقومه العذر يوم القيامة بحجة أنه لم يمت لذلك آمنوا أن الله تجسد في المسيح. والله تعالى لا يستدرك عليه بل يقيم عليهم هذه الحجة لكي لا يكون لهم عذر يعتذرون به يوم القيامة. إذن فالمسيح يجب أن يموت في ختام رسالته. كيف تكون وفاة المسيح؟ لو أن الله توفى المسيح وفاة طبيعية لم يعلم بها إلا أهله وبني بلدته ثم رفعه إليه وجاء الناس فلم يجدوا له قبرا لشك الناس في الأمر ولسرت إشاعات بين الناس أن المسيح لم يمت ولنفخ الشيطان في الإشاعة حتى يتقبلها الناس فيصدقوا أن المسيح هو الله الحي الذي لا يموت. إذن فالحجة بموت المسيح لا تكون قوية إلا إذا كانت وفاة مؤكدة لكل الناس يستيقن فيها الناس أنه قد مات ، يجب أن يشهرها الله بحيث تصبح حقيقة تاريخية لا جدال فيها، وأحكم وأنسب طريقة لتحقيق ذلك هي أن تكون الوفاة أمام أعين الناس ( أنصار المسيح وأعداءه) بحيث لا يختلفون إلا في كونه أمات أم قتل . وكلاهما يعنيان فقدان الحياة. والدرس الثاني الذي يجب أن يتذكره قوم عيسى من وفاته فيتقوا به فتنة الشيطان هو أن عيسى ما هو إلا عبد من عباد الله بدليل أنه فعل به كما فعل بعازر وكل الذين أحياهم بإذن الله، فكما أمات الله عازر فأحياه الله على يد عيسى فعاش ما شاء الله ثم مات موتته الثانية .كذلك فعل الله بعيسى أماته الله فأحياه فهو حي في السماء ثم يعود إلى الأرض فيعيش ما شاء الله ثم يموت موتته الثانية . لو كان المسيح إلها لكان فاعلا فقط لا مفعولا به، إذن فهو ليس إلها. ماهو الدرس الآخر الذي يجب أن يستنطبه قوم عيسى من تمكن الأعداء من المسيح؟ الحكمة من ذلك هي أن المسيح لو كان إلها لاستطاع نصر نفسه لا أن يقع بين أيدي أعداءه . ماذا يقول القرآن في قضية الصلب؟ هل يتوافق القرآن مع ما استدللت به من منطق ومن حكمة؟ نتوقف عند قوله تعالى : وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم). نفي الشيء له معنيان : عدم وقوعه بالفعل. أو وقوعه بالفعل مع عدم تأديته الغرض المطلوب. مثلا : إذا قلت لك : إنك لم تغلق الباب. فهناك احتمالان : إما أنك لم تغلق الباب بالفعل ، أم أنك لم تغلقه بإحكام كما ينبغي. إذا رسب ابني في الامتحان فإني أقول له : ما ذاكرت دروسك . حتى لو كنت قد رأيته يذاكر دروسه قبل الامتحان لأن النتيجة لم تتحقق التي هي النجاح. وقد ينفى وقوع الشيء حينما يرد تحقيقه إلى من لو يشاء لما تحقق . قال تعالى : فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم) نفى الله عن المؤمنين قتل الكفار لأن الله هو الذي وفقهم فلو شاء لما تحقق القتل. كذلك القول في : وما رميت إذ رميت إذ رميت ولكن الله رمى. إذن فقوله تعالى : وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم) تحتمل إحدى الفرضيتين: إما أنه لم يحصل لا قتل ولا صلب. أو أن الصلب وقع بالفعل ولكنه لم يحقق هدفه الذي هو القتل، ماذا عن قوله تعالى (شبه لهم) ؟ إذا بني فعل (شبه) للمجهول وأريد به أن يعني (وقع الشبه على رجل آخر) فلا بد من ذكر المشبه به، كأن يقول : ولكن شبه لهم بأحد رجالهم. وبما أن المشبه به لم يذكر في الآية فإننا لا نأتي به من عند أنفسنا إلا إذا كان قد قال بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإن لم يقل بذلك رسول الله فعلى المدعي البينة، وأنى له أن يأتي بالبينة وهو لم يشهد حادثة وفاة المسيح. وحيث أنه لا توجد بينة فإننا نأخذ (شبه لهم) على قاعدتها التي تستعمل في الكلام مثل قولي بعدما رسب ابني في الامتحان : ما ذاكر ابني دروسه ولا راجعها ولكن شبه لي) . قلت هذا الكلام لأني كنت أرى ابني فاتحا كتابه يقرأه. ولو أن الله تعالى أنجى إبراهيم من النار وأخفاه عن قومه فظنوا أنهم أحرقوه لكان كلامنا صحيحا إذا قلنا عن قومه : وما أحرقوه وما أضرموا فيه النار ولكن شبه لهم. لكي نعرف قول الله الفصل في هذه القضية فعلينا ألا نقف عنده قوله تعالى (شبه لهم) وإنما نتابع القراءة إلى ختام الآية 159 من سورة المائدة. شهادة الله هي الفصل في هذه القضية، وهذه القضية أطرافها ثلاثة : 1) الصالب : وهم جنود الرومان والذين كفروا من اليهود. 2) المصلوب: وهو الشخص الذي علق على الصليب. 3) الجمهور : وهم جموع الناس الذين حضروا حادثة الصلب. وشهادة الحق يجب أن تبين انطباع وشعور كل الأطراف الثلاثة. إن تحدث فقط عن طرفين دون الثالث فإن الشهادة لا تعتبر شهادة بالحق لأنها شهادة ناقصة ، والله تعالى هو العزيز الحكيم فهو الذي يقص علينا انطباع وشعور كل أطراف القضية. أما الطرف الأول (الصالب) الذين قاموا بعملية الصلب فإن الله قال عنهم : وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم. وأما المصلوب فهو الضمير المتصل (ه) : صلبو (ه) و قتلو (ه) ، وهو أيضا الضمير المستتر نائب الفاعل لفعل ( شبه) المبني للمجهول. وأما الطرف الثالث (الجمهور) الذي شاهدوا الحادثة فينبغي أن يكونوا هم الذين قال الله عنهم : وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه مالهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا. اختلاف هؤلاء هو الذي سيتبين لنا منه إن كان هناك شبيه أم لا. فيم كان الاختلاف والشك؟ أجابنا الله : وما قتلوه يقينا. هذا هو حكم الله في ما يختلفون فيه. لو كانوا يختلفون في شخص المصلوب لحكم الله في ذلك وقال : وما صلبوه يقينا. فنفي الصلب ينفي معه القتل من باب أولى . لكن الله قال: وما قتلوه يقينا ، ونفي القتل لا ينفي الصلب. وحتى لو افترضنا أنه كان هناك شبيه وأن الحاضرين كلهم جميعا ظنوا أنه هو المسيح فلماذا يجعل الله قتل الشبيه محل خلاف وهو الذي أراد أن يصلب رجل آخر بدلا من المسيح؟ إذن فالاختلاف لم يكن في شخص المصلوب وإنما في كيفية فقدان المصلوب لحياته، فريق قال إنه مات وفريق قال إنه قتل، فالشك هو الذي نتج عنه الاختلاف، ولا يكون الشك في الأمور المتباينة وإنما يكون في الأمورالمتشابهة التي نتيجتها واحدة . لا تشك في من تراه واقفا أمامك أنه نائم وإنما تشك فيمن تراه مستلقيا على سرير مغمض العينين مغطى بلحاف لأن هذ ا هو حال النائم ، كذلك الشك هنا كان في حالتين ( مات أم قتل) نتيجتهما واحدة هي فقدان الحياة. ونفي القتل (وما قتلوه يقينا) يثبت الحال الأخرى. وباعتبار أننا فهمنا المعنى من (وما قتلوه يقينا) لم يشأ الله أن يكرر شيئا مفقوه معناه وهو ( الوفاة) لذلك لم يقل بعد ذلك : بل توفاه الله ورفعه إليه وكان الله عزيزا حكيما، وإنما قال بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما. وهل نفهم من كلام الله هذا أن عيسى حي في السماء ، وهو يستمر حيا لا يموت بعد ذلك؟ يجيبنا الله بقوله : وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا ) ، هذا هو الموت الثاني للمسيح عليه السلام. كانت هذه هي شهادة الله لما جرى لعبده عيسى ، وكفى بالله شهيدا. لقد كانت وفاة المسيح سلاما لم يتألم فيها ولم يكسر له فيها عظم كما كانت النار بردا وسلاما على إبراهيم، وذلك هو مكر الله الذي رد به على مكر أعداءه. لم يتألم من أثر المسامير ، فإذا كان الإنسان اخترع شيئا اسمه البنج يستطيع بواستطته أن يبتر أي عضو من أعضاء الجسم دون الإحساس بالألم فما بالك ب (حتة مسمار) !! لقد شبه للناس أن المسيح تألم على الصليب فمات بسبب ذلك ،( وهذا هو القتل) بينما الحق هو ما قاله الله في أنه توفي بسلام. إذن لقد كان في وفاة عيسى حجة على من اتخذه إلها ليحاسبهم الله عليها يوم القيامة ، هذه الحجة نبه الله عليها في القرآن بقوله : (واتخذوا من دونه (آلهة) لايخلقون شيئا وهم يخلقون ولايملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولايملكون (موتا) ولا (حياة) ولا (نشورا). وفي تمكن أعداء الله من الإمساك بالمسيح وعدم استطاعته نصر نفسه حجة أخرى نبه الله عليها في القرآن بقوله : ( أم لهم (آلهة) تمنعهم من دوننا لا يستطيعون (نصر أنفسهم) ولا هم منا يصحبون). أيكون المسيح إلها وهو لا يستطيع نصر نفسه !! ؟ أيكون إلها ولا يميتهم !!؟ أيكون إلها ولا يملك حياة !!؟ أيكون إلها ولا يملك نشورا !!؟ لو كان يملك نشورا لأحيى نفسه وعاد إلى قومه. إن أمة النصارى ليست هي أول أمة تؤله رسولها ، فقد سبقهم اليهود في ذلك حيث قالوا عزير ابن الله، فأقام الله الحجة على اليهود بأن أمات عزيرا 100 عام ثم بعثه ، فعلمت اليهود أن عزيرا لو كان ابنا لله لما أماته الله. فهل ينتهي الزملاء النصارى عن تأليه المسيح بعدما تبينت لهم الحكمة؟ إنها حكمة واضحة بحيث لو كان في زمن المسيح رجل أوتي شيئا من الحكمة لتنبأ بحادثة الصلب قبل وقوعها، فالمسيح رسول علمه الله الحكمة حتى أنه تنبأ بحادثة الصلب وبموته وقيامته ... وما قتلوه يقينا... جدير بالقراءة - الختيار - 11-21-2005 تحية للزميل الحسن على هذه الدراسة العميقة لمسألة الصلب . و عندي بعض الملاحظات . أولاً : يورد الزميل حجة عقلية في نفي القتل عن عيسى ، و هي أنه ليس من الحكمة أن يمكّن الله الأعداءَ من قتل نبيه ، و هذا حاصل كلامه في هذه السطور : اقتباس:ماذا تقول الحكمة؟ أعتقد أن هذا الكلام - حسب ما فهمته - يتضارب مع الآيات التي تحدثت عن بني إسرائيل و قتلهم للأنبياء ، حيث تقول الآية : "أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ [COLOR=Blue]وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ النقطة الثانية هي قول زميلنا : اقتباس:أقول : إن المسيح توفاه الله بسلام على الصليب ولم يقتل. نفهم من هذه الجملة أن المسيح تم صلبه ، و أنه توفي على الصليب ، و لكن الخلاف هل توفي طبيعياً أم قُتِل ؟ أليس كذلك ؟ لا أعرف كيف يمكن أن نعتبر المسألة ميتة طبيعية إذا أقررنا بمسألة الصلب ، فكما نعرف أن لكل شيء سبب ، و أن الله في القرآن يأخذ بالأسباب ، فآية أخرى في سورة التوبة ماذا تقول ؟ "قَاتِلُوهُمْ [COLOR=Blue]يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ فرغم أن الله هو المعذّب الحقيقي ، لكن الذي ينفذ هو المسلمون ، كذلك بالنسبة إلى المسيح ، فإن كان الله هو المميت الحقيقي ، كما يفعل مع جميع المخلوقات ، إلا أن السبب وراء موت المسيح هو الصلب ، إن قلنا بأنه صُلِب ثم مات . بمعنى آخر : لو قلنا برواية أن المسيح صُلِب حقيقةً ، ثم مات ، لوجب أن يكون الصلب هو السبب لهذه الميتة ، و يُسمى قتلاً عندها . فلا يمكن أن نقول أنه صُلِب ثم فقد روحه نتيجة لموتة طبيعية على الصليب ، هذا فهم لا يدعمه منطق الأشياء و ربط النتائج بأسبابها ، و إن كان ذلك كذلك فما الدليل على هذا الأمر ؟ الرواية الثانية هي أن يتم نفي حادثة صلبه من الأساس ، و بالتالي يصبح من المنطقي و المفهوم نفي حادثة قتله ، و عندها يصبح لدينا وسيلتين لاختفاء المسيح ، إما رفعه حياً إلى السماء ، أو إماتته ميتة طبيعية (دون قتل أعني) ثم رفعه إلى السماء . و لكن أن نجمع بين الشق الأول من الرواية الأولى و الشق الثاني من الرواية الثانية (الصلب و الميتة الطبيعية) فهو أمر يتعصي علينا فهمه . ثم لو أنهم فعلاً صلبوه و مات على الصليب ، فيصبح وصفهم لقتله أمراً مسوَّغاً لهم و لا يُعاب ، لأنك حين تطلق الرصاصة على شخص و يموت ، و يقول لك شخص أنك قتلته ، أو تقول أنت أنك قتلته ، تكون هذه الجملة حقيقية و مفهومة لجميع الناس و غير معابة ، و إن كان الله هو المميت الحقيقي ، لكنه جعلك سبباً لهذا الموت ، نسميه قتلاً ، تماماً كما جعل أيدي المسلمين سبباً لتعذيبه الكفار في سورة التوبة 14 نأتي الآن للآية القرآنية التي تتحدث عن قصة الصلب : وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ [COLOR=Blue]وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ كما نرى فإن الآية تنفي حدوث أمرين ، فهي تنفي حدوث القتل ، و تنفي حدوث الصلب ، و توضح هذا بأن كل ما حدث هو اشتباه لليهود بصلب و قتل المسيح . كيف حدث هذا الاشتباه ؟؟ لا ندري ، السيرة تقول أن الله أنزل شبه عيسى على أحد تلاميذه ، و أنهم أخذوا التلميذ على أساس أنه المسيح و صلبوه و قتلوه ، قد يكون هذا السيناريو صحيح أو خاطيء ، كيف نحكم عليه ، من الصعب أن نحكم عليه كما قال الزميل لأن أحداً منّا لم يكن حاضراً هناك ، و لأن السيرة و الحديث ينتابهم شك كبير ، فليس لنا إلا الاطمئنان إلى القصة القرآنية فحسب . لكن سيناريو زميلنا الحسن الهاشمي يمكن أن نحكم عليه بالخطأ ، و ذلك لأنه يقول أن اليهود صلبوا المسيح على الحقيقة ثم مات لأن الله رفعه و لم يُقتَل كما اعتقدوا ، فنفهم من ذلك أن الصلب نفسه لم يكن اشتباه ، فهو صُلِب و هم قالوا أنهم صلبوه ، و لكن الاشتباه يصبح - حسب سيناريو زميلنا الحسن - في طبيعة الموت ، فهم يظنون أنهم قتلوه ، و الحقيقة أن الله أماته ثم رفعه . و السؤال الآن : كيف يصح أن نسمّي ما حدث للمسيح من صلب حقيقي و موت حقيقي بأنه اشتباه بالنسبة لليهود ؟؟؟ فهم رأوه مصلوباً ثم رأوه ميتاً ، فحق لهم أن يقولوا أنهم قتلوه حسب سنة هذا الكون و طبيعة الأشياء . صلبوه فمات فقالوا قتلناه فلا يصح أن يسمى هذا اشتباه ، لأنهم لم يروا الله يرفعه حياً ، بل رأوه جثة هامدة على الصليب . و لكن الاشتباه يصبح منطقياً و معقولاً إن قيل أنهم لم يصلبوه من الأساس ، بل صلبوا شبيهاً له ، و قتلوا ذاك الصليب بينما المسيح كان مرفوعاً عند الله . تحياتي للجميع وما قتلوه يقينا... جدير بالقراءة - hosama - 11-21-2005 تسجيل متابعة واهتمام :97: وما قتلوه يقينا... جدير بالقراءة - ابن العرب - 11-21-2005 عزيزي الحسن الهاشمي، تقول في فاتحة موضوعك: اقتباس: الحسن الهاشمي المختار كتب أولا، أود أن أثني على المنطق. لأنك لاحظتَ طبعاً، أن هذا المنطق - أي أن المسيح يسوع بحسب الروايات الإنجيلية الأربعة قد قضى مصلوبا- مرفوض لدى بعض المسلمين، وذلك بحسب الموضوع أدناه: وماصلبوه ادلة من الانجيل ثانيا، أود أن أثني على تعليق الأخ "الختيار"، خاصة لدى تعليقه على قولك: اقتباس: الحسن الهاشمي المختار كتب حيث أجاب "الختيار" العزيز: [quote] الختيار كتب أعتقد أن هذا الكلام - حسب ما فهمته - يتضارب مع الآيات التي تحدثت عن بني إسرائيل و قتلهم للأنبياء ، حيث تقول الآية : "أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ [COLOR=Blue]وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ فأزيد أنا وأقول: الحكمة التي تطالبنا بالإصغاء إليها والاستماع لندائها تناقض تعاليم القرآن الذي تؤمن أنت أنه يحوي كلمات الله وهو تنزيل محكم من عنده تعالى. فهل أنت مستعد للإعلان هنا والآن أن قرآنك يتنافى والحكمة؟! أم أنك مستعد للتراجع عما ورد في مقالك؟! لأن القولين لا يتفقان ولا يجتمعان!!! تحياتي القلبية وما قتلوه يقينا... جدير بالقراءة - الحسن الهاشمي المختار - 11-22-2005 اقتباس : ==================================== أعتقد أن هذا الكلام - حسب ما فهمته - يتضارب مع الآيات التي تحدثت عن بني إسرائيل و قتلهم للأنبياء ، حيث تقول الآية : "أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ" البقرة 87 ================================== النبي قد يرسل لتبليغ شرع من الله إلى للناس. وقد يرسل فقط ليكون أسوة سلوكية في تطبيق المنهج. أما الرسل الذي جاءوا بشريعة من الله لتبليغها إلى بني إسرائيل فهما اثنان فقط : موسى وعيسى. والآية 87 من سورة البقرة لا تتكلم عن اثنين من الرسل فقط ، لاحظ كلمة ( فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ ) ولاحظ كلمة (وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ). الفريق لا يطلق على 1 أو 2 بل على مجموعة، و لا يمكن أن تعني الآية موسى وعيسى لأن اليهود لم يكذبوا موسى ولم يقتلوه وإنما كذبوا عيسى وسعوا إلى قتله. كل نبي يعتبر رسولا سواء جاء بشرع جديد كموسى وعيسى ، أو جاء ليكون أسوة في تطبيق المنهج كأيوب وداوود وسليمان وإشعياء وصمويل وزكريا ويحيى، واقرأ إن شئت : وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي...) . النبي الذي يرسل كأسوة سلوكية في تطبيق المنهج إنما أرسله ليكون عبرة للناس ونموذجا يتعلم منه الناس كيف يكون الإنسان عبدا صالحا. قد يتمكن اليهود من قتله ، وقد يكون قتله درسا يتعلم منه الإنسان الثبات على الحق حتى لو كلفك ذلك حياتك ، أي أن ذلك النبي كان أسوة حسنة تعلم الناس الصبر على الحق حتى ولو كان في ذلك فقدان للحياة . أما النبي المرسل بشرع من السماء فإن قتله يعني أن البشر قدروا على منع الله من تنفيذ أمره بتبليغ رسالته. وهذا محال ، تعالى الله عن أن يعجزه أحد فهو القوي العزيز. وما قتلوه يقينا... جدير بالقراءة - ابن العرب - 11-22-2005 عزيزي الحسن الهاشمي، لقد دخلتَ باب التأويل بالقدم اليسرى. حبذا لو تواضعتَ قليلاً وأعلنتَ أن الخطأ منك لا من الله، فمعلوم أن كلَّ من ولج باب التأويل يعلن في خاتمة مداخلته: "إن أصبتُ فمن الله وإن أخطأت فمني"، ولا حرج عليكم. أولا، لا دليل بتاتا حول التمييز بين نبي ورسول. أعتقد أنها محاولة منك للخروج من مأزق. ثانيا، ما قلتَه يتناقض والقرآن نفسه. "أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ" البقرة 87 الآية تتحدث عن "رسل" لا عن "أنبياء". وأنت خصصتَ أن الرسل هم: أما الرسل الذي جاءوا بشريعة من الله لتبليغها إلى بني إسرائيل فهما اثنان فقط : [COLOR=Teal]موسى وعيسى وهذا يعني أن المقصود بالفريق الذي "تقتلون"، هو عيسى. موسى كَذَّبْتُمْ عيسى تَقْتُلُونَ يعني، حتى وإن سلَّمنا جدلاً بتمييزك بين "نبي" و"رسول"، ما زال القرآن يناقض كلامك. أرجوك، وفّر علينا المزيد وأعلن أنك أخطأت ولا حرج عليك: "إن أصبتُ فمن الله وإن أخطأت فمني" تحياتي القلبية وما قتلوه يقينا... جدير بالقراءة - الحسن الهاشمي المختار - 11-22-2005 يا زميل ابن العرب لم أخطئ ، كل نبي سواء جاء بشرع أو جاء ليكون أسوة فهو رسول. ليست رسالات الله فقط تقتصر على التشريع ، خذ مثلا صمويل النبي الذي سأله بنو إسرائيل أن يبعث لهم ملكا يقاتلون معه في سبيل الله، فهل اختار لهم من نفسه طالوت أم أن الله هو الذي أوحى إليه أن يبلغ قومه : إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا)؟ أليست هذه رسالة؟ فهل يوحي الله للأنبياء لذاتهم ؟ فكيف يعرفه الناس أنه نبي إذا كان الوحي فقط يتعلق بأموره الشخصية؟ ماذا تقول في يوسف؟ هل جاء بشرع جديد وبكتاب كما جاء به موسى؟ سيكون الجواب : لا. القرآن يقول : ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده (رسولا).... هانحن نرى يوسف النبي رسولا. إذن فكل نبي يوحى إليه فهو رسول سواء كان بشرع أو أرسل لتطبيق الشرع. وما قتلوه يقينا... جدير بالقراءة - الحسن الهاشمي المختار - 11-22-2005 اقتباس: ========================================= لكن سيناريو زميلنا الحسن الهاشمي يمكن أن نحكم عليه بالخطأ ، و ذلك لأنه يقول أن اليهود صلبوا المسيح على الحقيقة ثم مات لأن الله رفعه و لم يُقتَل كما اعتقدوا ، فنفهم من ذلك أن الصلب نفسه لم يكن اشتباه ، فهو صُلِب و هم قالوا أنهم صلبوه ، و لكن الاشتباه يصبح - حسب سيناريو زميلنا الحسن - في طبيعة الموت ، فهم يظنون أنهم قتلوه ، و الحقيقة أن الله أماته ثم رفعه . ================================== لنضرب مثلا : هب أن رجلا اتهم بتهمة التجسس مثلا فوقع في يدي مباحث أمن الدولة ، ثم علق المتهم على خشبة صليب ودقت المسامير في يديه وفي رجليه تمهيدا لتعذيبه بعد ذلك. وهب أن الجلاد الذي علق المتهم تعاطف معه فوضع في فم المصلوب حبة سم (دون أن يراه أحد) ليبتلعها فيموت قبل أن يتعرض للعذاب ، ثم جاء الجلادون ليستأنفوا تعذيب المصلوب فوجدوه قد فارق الحياة. كيف سيكون شعور الجلادين وشعور الناس الذين شاهدوا عملية الصلب؟ سيقول فريق منهم إن المسامير هي التي قتلته ، وسيقول آخرون : لا يمكن أن يموت مصلوب بسبب ثلاثة مسامير لأنه على امتداد التاريخ لم نر ولم نسمع عن مصلوب مات قبل أن تكسر رجله . هذا هو الاختلاف الممكن بين الحاضرين. اختلاف في كيفية فقدان الحياة (أقتل أم مات). فإذا جاء الذي يعلم الحقيقة فقال لنا : إن المباحث ما قتلوا فلانا ولا صلبوه ولكن شبه لهم ) ، فهل يعتبر هذا الكلام كافيا لنعلم منه أنهم صلبوا شخصا آخر؟ كلا، كلمة (شبه لهم) إذا بنيت للمجهول فيلزم أن يذكر المشبه به، فإن انتهى الكلام عند (شبه لهم ) فإنها تعني خيل إليهم. الشهادة تعتبر ناقصة هنا لا تفيد اليقين إلا إذا تعرضت لكل الأطراف.. وأطراف الشهادة هنا ثلاثة: 1) الصالب . 2) المصلوب . 3) الجمهور الحاضر. وإنطلاقا من هذه القاعدة نتوصل إلى اليقين الذي تبين لنا من خلال حكم الله في ما اختلفوا فيه، حيث قال : وما قتلوه يقينا) ، فلو كان الاختلاف في هوية شخصية المصلوب لحكم الله فقال: وما صلبوه يقينا، فنفي الصلب ينفي القتل بطبيعة الحال . إذن فمثل ما حدث للمسيح عليه السلام كمثل الذي حدث لإبراهيم عليه السلام . إبراهيم رماه قومه في النار فجعل الله كيدهم خاسرا فأنجاه من النار بأن جعلها بردا وسلاما. عيسى علقه قومه على الصليب فجعل الله مكرهم خاسرا فكانت المسامير سلاما على عيسى لم يتألم منها ولم تكسر رجله. ونلاحظ أن كلمة (سلام) ذكرت قصة إبراهيم وذكر في القرآن أن عيسى سلام عليه يوم يموت.... وكما أراد قوم إبراهيم به كيدا كذلك قوم عيسى أرادوا به كيدا. كما أن الحكمة تفرض أن تطبق الآية التي أوتيها عيسى في نفسه. فإذا كان الله تعالى يلوم الكافرين ويعيب عليهم أن اتخذوا من دونه آلهة لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا فهل يعقل أن يغفل الله عما يعيبه على الكافرين ليكون لهم حجة على الله يوم القيامة ؟ سبحان الله وتعالى عن ذلك بل يقيم عليهم الحجة فيؤكد موت المسيح بجعلها آية يقينية تعبر عن عدم استطاعة المسيح نصر نفسه ، وأنه لا يملك حياته ، لو كان يملكها لما فقدها ، فكيف يكون إلها !!! إذن فباعترافكم بموت المسيح ومع ذلك فهو إلهكم تكونون شاهدين على أنفسكم بالكفر ، و يوم القيامة (وقعتكم سودة) ربنا يستر. وما قتلوه يقينا... جدير بالقراءة - ابن العرب - 11-22-2005 عزيزي الحسن الهاشمي، يبدو أنني أسأت فهم مداخلتك السابقة لمداخلتي. أين ورد أن الرسول الذي يأتي بتشريع لا يمكن أن يُقتَل، وأنه يجب أن يموت موتا طبيعياً؟! هل تريد أن تقول أن موت المسيح على الصليب ميتة طبيعية لا علاقة لها بتعذيبه وصلبه هو مقبول ومقصود من القرآن أما قتله على يدي اليهود فهو مرفوض وغير مقصود من القرآن؟! تحياتي القلبية وما قتلوه يقينا... جدير بالقراءة - Praad - 11-22-2005 تسجيل اهتمام ومتابعة للموضوع. حوار رائع ويا ريت كل الحوارات ترتقي الى هذا المستوى. |