![]() |
إنها دمشق... - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: قضايا اجتماعيــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=60) +--- الموضوع: إنها دمشق... (/showthread.php?tid=23006) |
إنها دمشق... - Arabia Felix - 11-11-2005 أشكر زميلنا "سامو"* على اتحافه لي وارساله هذا المقال التالي.. وهو بدوره يشكر هنايا(f) لهدايتها اياه قراءة المقال.. المقال منقول من نادي (منتدى الحرية) للكاتب: ابن المطر.. وقد اعجبني في المقال لغته، وسحر توظيف الأحداث التاريخية والمشاهد الانسانية الاجتماعية في قالب عاطفي راقٍ.. http://alhoreya.com/showthread.php?t=640 ---------------------- * من فريق القراء (f) [SIZE=5]إنها دمشق شقيقة بغداد اللدودة، ومصيدة بيروت، حسد القاهرة، وحلم عمان، ضمير مكة،غيرة قرطبة، مقلة القدس، مغناج المدن وعكاز تاريخ لخليفة هرم. إنها دمشق امرأة بسبعة مستحيلات، وخمسة أسماء وعشرة ألقاب، مثوى 1000 ولي ومدرسة عشرين نبي، وفكرة خمسة عشر إله إنها دمشق الأقدم والأيتم، ملتقى الحلم ونهايته، بداية الفتح وقوافله، شرود القصيدة ومصيدة الشعراء. من على شرفتها طلّ هشام ليغازل غيمة أموية عابرة، بعد أن فرغ من إرواء غوطتها بالدم، ومنها طار صقر قريش حالماً، ليدفن تحت بلاطة في جبال البرينيه. إنها دمشق التي تحملت الجميع، قوادين وحالمين، صغار كسبة وثوريين، عابرين ومقيمين، مدمني عضها مقلمي أظفارها وخائبين وملوثين، طهرانين وشهوانيين..... رُضِعت حتى جفّ بردى، فسارعت بدمها بشجرها وظلالها، ولما نفقت الغوطة، أسلمت قاسيونها (شامتها الأثيرة) يلعقونه يتسلقونه، يطلون منه على جسدها، ويدعون كل السفلة ليأخذوا حصتهم من براءتها، حتى باتت هذه مهنة من يحبها ومن لا يقوى على ذلك لكنها دمشق تعود فتية كلما شُرِقَ نقي عظامها. إنها دمشق أيها العرب العاربة والمستعربة قِبلة سياحكم، ومحط مطيكم، تمنح لقب الشيخ لكل من لبس صندلا واعتمر دشداشة ولا تعترف إلا بشيخها محي الدين بن عربي، الذي صرخ منها: "إلهكم تحت قدمي"1 هو من لم تتسع له الأرض، حضنته دمشق تحت ثديها ألبسته حياً من أحيائها وقالت له انطلق أنت أجلُّ الأموات فغنى لها " كل ما لا يؤنث لا يعول عليه" إنها دمشق لا تعبأ باثنين، الجلادين والضحايا، تؤرشفهم وتعيدهم بعد لأي ٍعلى شكل منمنمات تزين بها جدرانها أو أخباراً في صفحات كتبها، فيتململ ابن عساكر قليلا يغسل يديه ويتوضأ لوجه الله ويشرع بتغطيس الريشة في المحبرة، لا ليكتب بل ليمرر الحبر على حروف دمشق المنجمة في كتابها المحفوظ. دمشق التي تتقن كل اللغات ولا أحد يفهم عليها، لا تقرأ بالكلمات بل بإحصاء ضحكات الله ومكائد الملائكة. دمرَّ هولاكو بغداد وصار مسلماً في دمشق، حرر صلاح الدين القدس وطاب موتاً في دمشق، قدم لها الحسين إبن علي ويوحنا المعمدان وجعفر البرمكي رؤوسهم كي ترضى دمشق، وما بين قبر زينب وقبر يزيد خمس فراسخ ودفلى على طريقة دمشق. إنها دمشق لا تحب أحداً، ولا تعبأ بكارهيها، متغاوية ووقحة تركل عشاقها خارجاً بقسوة نادرة كي لا ينسفح الكثير من دمهم، وتتفرغ للغرباء الذين ظنوا أنفسهم أسيادها ليستفيقوا فجأة وإذ بهم عالقين تحت أظافرها. إنها دمشق: تتقن عمل الله ومَكره حين يمهل ولا ....... حين يحب الجمال، وحين يستريح طوال الأسبوع ويعيد خلق العالم على مهل دون أن يعرف أي أحد متى يكون اليوم السابع. لديها من الغبار ما يكفي لتقص أثر من سرقها فتحيله متذرذراً على جسدها. لديها من العشاق ما يكفي حبر العالم. لديها من المآذن ما يكفي ليتنفس ملحديها عبق إبط الملائكة، ومن المداخن ما يكفي "لتشحير" وجه الكون. لديها من الموت ما يكفي لينفخ اسرافيل في (الصور) معلناً قيامتهم جميلين، ليعانقوا الموتى الآخرين " للمرة الأولى والأخيرة " 2 ولديها من الوقت ما يكفي لترتب قبلة مع مُذنَّب عابر، ومن الشهوة ما يدعو نحل الكون لرحيقها. لديها من الصبر ما يكفي لتنتشي بهزة أرضية، ومن الأحذية و"الشحاحيط " المعلقة في سوق الحميدية ما يكفي للاحتفال بخمسين دكتاتور. لديها من الحبال ما يكفي لنشر الغسيل الوسخ للعالم أجمع، ومن الشرفات ما يكفي سكان آسيا ليحتسوا قهوتها ويدخنوا حمرا طويلة على مهل. لديها من القبل ما يكفي كل حرمان المجذومين، ومن الصراخ ما يكفي ضحايا نكازاكي وهيروشيما الذين لم يكن لديهم وقت لديها من الخمر ما يكفي كي يثمل العرب جميعاً، ومن النوم ما يكفي كل ما حلم به الأنبياء. لديها من النهايات ما يكفي ثمانين إلياذة، ومن الأجنة ما يكفي لتشغيل الحروب القادمة. لديها شعراء بعدد شرطة السير، وقصائد بعدد مخالفات التموين، ونساء بكل ألوان الطيف وما فوق وتحت البنفسجي والأحمر. لا فضول لدمشق، لا تريد أن تعرف ولا أن تسرع الخطى، ثابتة على هيئة لغز، الكل يلهثُ يرمحُ يسبحُ، وهي تنتظرهم هناك إلى حيث سيصلون. دمشق هي العاصمة الوحيدة في العالم التي لا تقبل القسمة على اثنين في أرقى أحيائها تسمع وجع الطبالة، وفي ظلمة حجرها الأسود يتسلق كشاشي الحمام كتف قاسيون ليصطادوا حمامة شاردة من المهاجرين. دمشق لا تُقسم إلى محورين، فليست كبيروت غربية وشرقية، ولا كما القاهرة أهلي و"زملكاوي " ولا كما باريس ديغول وفيشي ولا هي مثل لندن شرق وغرب نهر التايمز ولا كما دبي (بر دبي وديرة) ولن تكون كعمان فدائيين وأردنيين، ولا كبغداد منطقة خضراء وأخرى بلون الدم ... دمشق مكان واحد فإذا طرقت باب توما ستنفتح نافذة لك من باب الجابي، وإذا أقفل باب مصلى فلديك مفاتيح باب السريجة لا تتعب نفسك مع دمشق ولا تحتار فهي تسخر من كلاهما من يدعي أنه يحميها ومن يهدد بترويضها، فتود أن تعانقها أو تهرب منها، تلتقط لها صورة أو تحمضها كلها، تود أن تدخلها فاتحاً أم سائحاً، مدافعا أو ضحية، ماحياً أو متذكراً كل شيء دفعة واحدة. فتخرج سيجارة حمرا طويلة تشعلها بخمسة أعواد كبريت ماركة الفرس، وتقول جملة واحدة للجميع (إنها دمشق يا أولاد ,......... __________________ 1- حكاية ابن عربي المشهورة في دمشق لما جمع الناس صائحا إلهكم تحت قدمي، وكان يدوس ديناراً ذهبياً. 2- من قصيدة لـ هارولد بينتر * نوبل 2005 ***** إنها دمشق... - العلماني - 11-11-2005 حس فني مرهف في توظيف الكلمات، وثراء لغوي باذخ، وصور تحمل فتنتج وتتئم ... (f) شام يا ذا السيف .... شعر: سعيد عقل غناء: فيروز ألحان: الأخوين رحباني شامُ يا ذا السَّـيفُ لم يَغِبِ يا كَـلامَ المجدِ في الكُتُبِ قبلَكِ التّاريـخُ في ظُلمـةٍ بعدَكِ استولى على الشُّهُبِ لي ربيـعٌ فيـكِ خبَّأتُـهُ مِـلءَ دُنيا قلبـيَ التّعِـبِ يومَ عَينَاها بِسـاطُ السَّما والرِّمَاحُ السودُ في الهُدُبِ تلتوي خَصـراً فأومي إلى نغمـةِ النّـايِ ألا انتَحِبي أنا في ظِـلِّكَ يا هُدبَـها أحسُـبُ الأنجُـمَ في لُعَبي طابتِ الذكرى فَمَنْ رَاجِعٌ بي كما العودُ إلى الطربِ؟ شـامُ أهلوكِ إذا همْ على نُـوَبٍ ، ٍقلبي على نُـوبِ أنا أحـبابيَ شِـعري لهمْ مثلما سَـيفي وسَـيفُ أبي أنا صَـوتي مِنكَ يا بَرَدَى مثلما نَبعُـك مِـن سُـحُبي ثلـجُ حَرْمُـونَ غَذَانا مَعاً شامِخاً كالعِـزِّ في القُـبَبِ وَحَّـدَ الدُنيا غَـداً جَبَـلٌ لاعِـبٌ بالرّيـحِ والحِقَـبِ إنها دمشق... - العلماني - 11-11-2005 [RAM] http://www.damascus-online.com/48/Music/ [/RAM] إنها دمشق... - العلماني - 11-11-2005 سائليني، حينَ عطّرْتُ السّلامْ، كيفَ غارَ الوردُ واعتلَّ الخُزامْ وأنا لو رُحْتُ أستَرْضي الشَّذا لانثـنى لُبنانُ عِطْـراً يا شَـآمْ ضفّتاكِ ارتاحَتا في خاطِـري و احتمى طيرُكِ في الظّنِّ وَحَامْ نُقلةٌ في الـزَّهـرِ أم عندَلَـةٌ أنـتِ في الصَّحوِ وتصفيقُ يَمَامْ أنا إن أودعْتُ شِعْـري سَكرَةً كنتِ أنتِ السَّكبَ أو كُنتِ المُدامْ ردَّ لي من صَبوتي يا بَـرَدَى ذِكـرَياتٍ زُرْنَ في ليَّا قَــوَامْ ليلةَ ارتـاحَ لنا الحَـورُ فلا غُصـنٌ إلا شَـجٍ أو مُسـتهامْ وَجِعَتْ صَفصَافـةٌ من حُزنِها و عَرَى أغصَانَها الخُضرَ سَقامْ تقـفُ النجمةُ عَـن دورتِـها عنـدَ ثغـرينِ وينهارُ الظـلامْ ظمئَ الشَّرقُ فيا شـامُ اسكُبي واملأي الكأسَ لهُ حتّى الجَـمَامْ أهـلكِ التّاريـخُ من فُضْلَتِهم ذِكرُهم في عُروةِ الدَّهرِ وِسَـامْ أمَـويُّـونَ، فإنْ ضِقْـتِ بهم ألحقـوا الدُنيا بِبُسـتانِ هِشَـامْ أنا لسـتُ الغَـرْدَ الفَـرْدَ إذا قلتُ طاب الجرحُ في شجوِ الحمامْ أنا حَسْـبي أنّني مِن جَـبَـلٍ هـو بيـن الله والأرضِ كـلامْ قمـمٌ كالشـمسِ في قِسْـمَتِها تَلِـدُ النّـورَ وتُعطِيـهِ الأنام إنها دمشق... - العلماني - 11-11-2005 طالَتْ نَوَىً وَ بَكَى مِن شَـوْقِهِ الوَتَرُ خُذنِي بِعَينَيكَ وَاهْـرُبْ أيُّها القَمَرُ لم يَبقَ في الليلِ إلا الصّوتُ مُرتَعِشاً إلا الحَمَائِمُ، إلا الضَائِـعُ الزَّهَـرُ لي فيكَ يا بَرَدَى عَهـدٌ أعِيـشُ بِهِ عُمري، وَيَسـرِقُني مِن حُبّهِ العُمرُ عَهدٌ كآخرِ يومٍ في الخـريفِ بكى وصاحِباكَ عليهِ الريـحُ والمَطَـرُ هنا التّرَاباتُ مِن طِيبٍ و مِن طَرَبٍ وَأينَ في غَيرِ شامٍ يُطرَبُ الحَجَرُ؟ شـآمُ أهلوكِ أحبابي، وَمَـوعِـدُنا أواخِرُ الصَّيفِ ، آنَ الكَرْمُ يُعتَصَرُ نُعَتِّـقُ النغَمَاتِ البيـضَ نَرشُـفُها يومَ الأمَاسِي ، لا خَمرٌ ولا سَـهَرُ قد غِبتُ عَنهمْ وما لي بالغيابِ يَـدٌ أنا الجَنَاحُ الذي يَلهـو به السَّـفَرُ يا طيِّبَ القَلـبِ، يا قَلبي تُحَـمِّلُني هَمَّ الأحِبَّةِ إنْ غَابوا وإنْ حَضِروا شَـآمُ يا ابنةَ ماضٍ حاضِـرٍ أبداً كأنّكِ السَّـيفُ مجدَ القولِ يَخْتَصِرُ حَمَلـتِ دُنيا عـلى كفَّيكِ فالتَفَتَتْ إليكِ دُنيا ، وأغضَـى دُونَك القَدَرُ إنها دمشق... - العلماني - 11-11-2005 يا شَـامُ عَادَ الصّـيفُ متّئِدَاً وَعَادَ بِيَ الجَنَاحُ صَـرَخَ الحَنينُ إليكِ بِي: أقلِعْ، وَنَادَتْني الرّياحُ أصـواتُ أصحابي وعَينَاها وَوَعـدُ غَـدٌ يُتَاحُ كلُّ الذينَ أحبِّهُـمْ نَهَبُـوا رُقَادِيَ وَ اسـتَرَاحوا فأنا هُنَا جُرحُ الهَوَى، وَهُنَاكَ في وَطَني جراحُ وعليكِ عَينِي يا دِمَشـقُ، فمِنكِ ينهَمِرُ الصّبَاحُ يا حُـبُّ تَمْنَعُني وتَسـألُني متى الزمَنُ المُباحُ وأنا إليكَ الدربُ والطيـرُ المُشَـرَّدُ والأقَـاحُ في الشَّامِ أنتَ هَوَىً وفي بَيْرُوتَ أغنيةٌ و رَاحُ أهـلي وأهلُكَ وَالحَضَارَةُ وَحَّـدَتْنا وَالسَّـمَاحُ وَصُمُودُنَا وَقَوَافِلُ الأبطَالِ، مَنْ ضَحّوا وَرَاحوا يا شَـامُ، يا بَوّابَةَ التّارِيخِ، تَحرُسُـكِ الرِّمَاحُ إنها دمشق... - آمون - 11-11-2005 إنها دمشق التى ضاع فيها ........ قلبى :frown: إنها دمشق... - عوليس - 11-11-2005 لعلها يا علماني تظل دمية يزني بها العرب، فيما تتحمل آثامهم إذا مكنتهم من نفسها.. دمشق وقفت قدام اليهود عارية، علها تخدش حياءهم فيغضون البصر... فيما بقية العرب اختاروا أن ينكحهم اليهود بكل فخر!!! ربما تظل الشآم مجداً يقرؤه سعيد عقل في قلبه وفي الكتب... وكفى .. لكنه أبداً لن يغير من حقيقة دمشق: غانية لا تستحم ، ولا تبالي بشيء، لكنها لا تنسى أبداً أن تضع الطلاء على أظافرها.. ...... إنها دمشق... - جادمون - 11-11-2005 السلام للجميع : لدمشق ولعاشقي دمشق (f) تحياتي والى لقاء قريب.... إنها دمشق... - جادمون - 11-11-2005 السلام للجميع : لدمشق ولعاشقي دمشق (f) تحياتي والى لقاء قريب.... |