![]() |
ميليس يقرر بدم الحريري - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: ميليس يقرر بدم الحريري (/showthread.php?tid=23045) |
ميليس يقرر بدم الحريري - هملكار - 11-09-2005 ميليس يقرر بدم الحريري ... بقلم : داوود الشريان مقالات واراء كلما زادت فرص تفاهم دمشق مع المجتمع الدولي والخروج من نفق ميليس، ضاق هذا التفاهم بين سورية ولبنان، والمتابع للغة الحوار بين دمشق وبيروت يجزم انها ان استمرت على هذا النحو، فإن القطيعة بين البلدين والشعبين ستطول، وتتجاوز في آثارها ما حدث بين العراقيين والكويتيين. والحق ان اللوم في هذا التصعيد يقع على اللبنانيين، فوسائل الاعلام اللبنانية مارست التحريض ضد سورية منذ اليوم الاول، وتعاملت مع تقرير ميليس كما لو كان إدانة نهائية للنظام السوري، ناهيك عن ان شهادات بعض أقطاب المعارضة اللبنانية شكلت المزاج العام لتقرير ميليس. إن خطورة الموقف اللبناني الذي استمرأ السلوك الانفعالي حيال أزمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وخلط بين ما هو رسمي وما هو شعبي وما هو خاص وما هو عام في هذه القضية، لم تتوقف عند تأجيج العداء بين السوريين واللبنانيين، وتجاهل انعكاسات استهداف سورية على المنطقه كلها، وانما ساهم هذا الانفعال في تأجيج السجال على الساحة اللبنانية ذاتها. ولعل العرض شبه العسكري الذي أقامه «حزب الله» في يوم القدس أبرز شرارة للنار اللبنانية التي تعيش تحت رماد التوافق الذي فرضه الوجود السوري على مدى ثلاثة عقود. لكن هذا الرماد أصبح اليوم في مهب عاصفة ميليس التي تجد في لبنان من يذكيها بحماسة لا يحسد عليها، ولهذا فإن انعكاسات القرار 1636 ستؤثر على لبنان بالدرجة نفسها التي تؤثر فيها على سورية، وربما أشد، اذا استمر هذا الاندفاع اللبناني الغاضب. لقد زج الغضب اللبناني البلد في وضع يزداد تعقيداً مع الوقت، والملاحظ ان القوى السياسية اللبنانية انشغلت بتقرير ميليس، ورد فعل دمشق عليه، ونسيت ما تبقى من بنود القرار 1559، وكأن خروج القوات السورية من الأراضي اللبنانية كان هو المطلوب من هذا القرار، ولم يعد أحد يسأل عن الوضع المحتمل في حال لم ينجح اللبنانيون في انجاز الحوار أو التفاهم الذي يتحدثون عنه، كلما طرح سلاح المقاومة، وسلاح الفلسطينيين. ناهيك عن ان هذا الغضب من سورية وضع البلد تحت وصاية دولية تجد من يقاتل في اتجاه ترسيخها من حيث لا يشعر، او ان الخوف على الوضع الأمني والسياسي، جعل القبول بهذه الوصاية الدولية أمراً لا فكاك منه. ولهذا فإن المعارضة اللبنانية برموزها واعلامها مدعوة الى التفريق بين سورية الدولة والشعب، وسورية النظام أو أشخاص في هذا النظام، ومدعوة الى الحذر من استخدام لبنان كوسيلة لتشتيت المقاومة الفلسطينية، وإراحة السلطة الفلسطينية من قضية سلاح المقاومة، بحجة ان سورية تريد ان تنقل المواجهة الى لبنان عبر المخيمات الفلسطينية. ان المتأمل للعناوين التي وصل اليها تقرير ميليس، وتعليقات واشنطن ولندن وباريس عليه سيجد ان دم الشهيد رفيق الحريري صار حبراً لكتابة أشياء أخرى لا علاقة لها بأصل الحكاية. |