حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
أيها الملحدون، كيف تتأقلمون؟ (الإلحاد وأبدية الفراق) - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: أيها الملحدون، كيف تتأقلمون؟ (الإلحاد وأبدية الفراق) (/showthread.php?tid=23480) |
أيها الملحدون، كيف تتأقلمون؟ (الإلحاد وأبدية الفراق) - أدونيس - 10-21-2005 نعلم أن المؤمنين بالأديان السماوية يتفقون -بشكل أو آخر- على مصير الإنسان بعد موته، بمعنى أن الإنسان في معتقداتهم سوف يُبعث بعد موته، ومن ثم يحاسب على عمله، لينعم في الجنة، أو يُقتص منه في جهنم على قدر تقصيره. ومهما يكن من تفاصيل واختلافات حول عملية المحاسبة ومدة العقاب إلا أن أولئك المؤمنين يرجحون أن مصيرهم إلى الجنة في نهاية المطاف، حتى المؤمن المقصر المسيء قد يطمئن إلى حسن ختامه آخر الأمر لأنه مؤمن اعتقادا. على ذلك فإن المؤمنين بمختلف أديانهم ينظرون إلى الموت نظرة آنية سرعان ما تنتهي في الدار الآخرة التي يسلمون فيها بلقاء أحبابهم وذويهم. أنا في الحقيقة مؤمن، وكلما واريت الثرى حبيباً جزعت لفراقي المؤقت له، ومن ثم أُسلي نفسي بمعادي معه، وأحيا على هذا الأمل، ولولا هذا الأمل لاسودت الدنيا في وجهي، ولعشت باقي أيامي كئيباً كسيفا، هذا إن عشت. بعيداً عن صحة اعتقادي ووهمه.. إلا أنني والمؤمنين نفلسف مسألة الفراق لصالحنا دنيويّاً وأخرويّا، ومن ثم نواصل رسالتنا في الحياة باطمئنان معقول. فماذا عنك أيها الملحد حين تودع أحب إنسان إليك إلى مثواه الأخير؟ كيف تتأقلم مع هذه الفاجعة الصارخة وأنت تجزم حازماً بأبدية الفراق؟ وتدرك تماماً أن الموت هو نهاية المطاف بشكل لا يقبل المساومة ولا الجدل؟ من منظوري لو كنت ملحداً لما استطعت مواجهة هذا العذاب الحسي والنفسي، ولما استطعت التأقلم مع فلسفة الموت إلا في قبر، أو في مصحة، سواء أكانت حقيقة أم مجازية. فقولوا لي.. ما هي فلسفتكم المنطقية والواقعية للفراق الأبدي؟ وكيف تتأقلمون مع حقيقته المؤلمة؟ ـــــــــــــــــــــــ قفلة إنسانية: أُعَلـِّـلُ النَّـفْسَ بالآمالِ أَرْقـُبـُها *** ما أَضْيَـقَ العَيْشَ لولا فُسْحَةُ الأَمَلِ أيها الملحدون، كيف تتأقلمون؟ (الإلحاد وأبدية الفراق) - Albert Camus - 10-21-2005 مساء الفل موضوع حلو يا أدونيس. عادي يا أدونيس الأقلمة في البداية تكون صعبة وكل شيء مع الوقت يهون. لا أريد أن أنتقص من أهمية موضوعك ولكن المسألة في بساطة قوانين الطبيعة. الجميع يخضع لقوانين الطبيعة، سواء الملحد أو المؤمن بدين ما. الجميع سوف يتعرض لنفس الصدمة وهناك من المؤمنين من يجزع ويلطم ويكسر الأشياء ويشق الثياب، وهناك من الملحدين من يكون أكثر تماسكا من المتقين. وهناك جميع أنواع السلوكيات من كل الأطراف. عندما يكون هناك من هو أكثر تحملا من المؤمنين ويرى الضعيف يفعل تلك المظاهر فإنه يحتقره ويناديه بالجزع الكفور، ومن الملحدين من يرى من هو مثله متماسكا فيلقبه بقلب الحجر. وهناك من هنا ومن هناك كل ما يمكن أن تتخيله من أنواع السلوكيات والمبررات. ولكن قوانين الطبيعة سوف تبقى كما هي. أنت ترى أنك تتعزى عندما تفكر في الحياة الأبدية وأنك تلتقي بأحبائك قريبا عندما تلحق بهم، وهناك من يتعزى عندما يبلبع علبة مهدئات أو يحضر عدة جلسات siminars للعلاج الجماعي من أثر الصدمة , وخاصة الصدمات الكارثية من نوع إعادة التأهيل من جرائم الاغتصاب والقتل والكوارث الطبيعيّة ، وفي النهاية تبقى قوانين الطبيعة مطبقة على الكل، ويبقى الإنسان هو الإنسان من حيث كفاحه لتسخير هذه الطبيعة طورا والتناغم معها طورا آخر. ولا تنس أن الإنسان يؤذي الطبيعة أكثر مما تؤذيه بكثير. لقد قرأت كثيرا عن الحركات الطبيعيّة الروحيّة التي تؤمن بأن الأرض كائن حي وعن تفسيراتها لأسباب موت الإنسان وأسباب الكوارث الطبيعيّة ، وقرأت كثيراً عن المذاهب الغذائيّة والتأمليّة التي تؤكد أن الإنسان قادر على تمديد عمره باتباعه قواعد معيّنة وبأنّ قصر عمر الإنسان سببه الرئيسي هو مقاومة قوانين الين واليانغ وقوانين التغذية الصحيّة. هذه المواضيع كبيرة ولا مجال هنا للنقاش حولها. أنا لا أذهب بعيدا إلى هذا الحد ، ولكنني مررت قريبا بموت شخص عزيز علي و طبعا حزنت جدا ، ولكن لم أعمد إلى التشبث بكائن ما وأعلق عليه أمل أن أرى هذا الشخص مرة أخرى عندما يقصف هذا الكائن عمري كما فعل مع ذلك الشخص. وإنّما عرفت منذ اللحظة الأولى أنّني لن أراه مرة أخرى وأن الأرض بدونه سوف تكون كوكباً "أكثر سوءاً" بالنسبة لي ، ولكنّني أعزّي نفسي بالطاقة : هذا الشخص وأنا وغيري لن نبرح هذه الأرض بعد الموت ، بل سنتحول إلى أشكال أخرى للحياة ، قد ينبت جزء مني في زهرة ، وجزء في دودة ، وجزء مني قد يتحول إلى ثمرة تندمج في خلايا إنسان آخر. وهي طاقة الحياة التي لا بد أن تستمر... إلى متى؟ طالما بقيت الأرض صالحة للحياة...إلى متى؟ لا أعلم، ولكن المهم هو الاستمتاع بها ومحاولة رسم البسمة على وجوه البشر ومواساتهم وتصيّد اللحظة الحلوة ، طالما كنت حيّا. فهذا هو ما يصنع الذكريات الجميلة ، وهذا ما يمكنه أن يصنع الأشخاص العزيزين على النفس. لا أعلم ما إذا كنت قد ساعدتك أم لا ولكن هكذا أنا أعيش وهكذا أفسّر الأمور. أراكم بعد حين :97: أيها الملحدون، كيف تتأقلمون؟ (الإلحاد وأبدية الفراق) - darwishy - 10-21-2005 اقتباس: Albert Camus كتب/كتبتأين قرأت هذا ؟؟ هل يمكن أن تتفضل وتعطينا فكرة أو أسماء كتب أو ما يفيد بصحة ذلك.. غير كلام مريم نور طبعا (مع احترامي لها) :97: أيها الملحدون، كيف تتأقلمون؟ (الإلحاد وأبدية الفراق) - Albert Camus - 10-21-2005 مساء الفل. آه ممكن يا عزيزي ، عندك المصدر الأصلي الذي يتغذى منه الروحيون اللادينيون حتى اليوم : النص الأصلي للداويّة بقلم لاو تسو ، والنصوص البوذيّة في تناسخ الأرواح. هذه الصفحة خاصة بمذهب حيويّة الأرض والعلاج بالكريستال : http://www.newage.com.au/ وهي إحدى مذاهب مدرسة New Age ، وفيها سوف تجد شرحا وافيا لأفكارهم بما فيه مبدأ الكارما. هذه الأفكار كلها ذات جذور شرقيّة قديمة وقد انمدجت أيضا مع ال Western Mysticism التي تتخذ السحر وسيلة أساسيّة للتأمل الذاتي. بالعربيّة هناك كتب الدكتور يوسف البدر حول نظام الماكروبيوتيك الغذائي http://www.dryousefalbader.com/ وفيها شرح تاريخي حول نشأة نظام الماكروبيوتيك ولماذا نشأ ( ماالفكرة الأساسيّة التي وردت لمؤسسه؟ والذي كان ضابطاً يابانيا في الحرب العالميّة الثانية ) ؟ هناك في كتب الدكتور يوسف تجد شرحا حول العلاقة بين الغذاء وعمر الإنسان وسعادته ، كما تجد شرحا لمباديء الين واليانغ أيضا التي تقوم عليها فلسفة الماكروبيوتيك. بقيت نقطة واحدة أريد توضيحها : الآن أنت تقول : اقتباس:هل يمكن أن تتفضل وتعطينا فكرة أو أسماء كتب أو ما يفيد بصحة ذلك.. إذا كنت تريد "التأكد" من صحة كلامي حول وجود هذه المذاهب في العالم فلهذا وضعت هذه الوصلات. أما إذا كنت تريد أن تجادلني في مدى صحة هذه المذاهب مقارنة بالدين الذي تؤمن به حتى تقتنع بها أو لا تقتنع مثلا فهذا ما لا يعنيني في شيء ، يعني إذا كنت تصدق بهذا أو لا تصدق فهذه ليست مشكلتي مع احترامي لك. الموضوع وما فيه أنّني أحببت أن أضع بعض الخيارات الأخرى التي توضح كيف يفهم الموت والحياة من قبل قطاع كبير من البشر ينتمون إلى هذه الأفكار وكيف يفسرون ويعزون أنفسهم من خلال هذه الأطر المختلفة بالتأكيد عن الديانات التقليديّة وعن الإلحاد الصرف، اما مناقشة هذه الأفكار من خلال مقارنة الاديان والمنطق والجدل فليس مجاله هذا الموضوع ولا حتّى التوسع في شرح تلك المذاهب يمكن أن يتسع له هذا الموضوع ولهذا قلت أن الموضوع كبير وهنا ليس مجاله. وإنما رأيت من الهام عدم إهمال هذه الخيارات الإضافيّة فقط خاصة وأنها تتحكم في تفسير الإنسان للموت والحياة وفقدان الأحباب. أراكم بعد حين :bye: أيها الملحدون، كيف تتأقلمون؟ (الإلحاد وأبدية الفراق) - darwishy - 10-22-2005 مساء القرنفل شكرا بصدق لردك واهنمامك لم اسأل للجدل فلست من هواة الصداع إنما للإستفادةلي ولك وللأخرين وللمعرفة (f) أيها الملحدون، كيف تتأقلمون؟ (الإلحاد وأبدية الفراق) - ابن سوريا - 10-22-2005 العزيز "أدونيس" (f) ذو الإسم الجميل. كما قال ألبير، هناك لدى الإنسان بشكل عام قوة قادرة على تجاوز الألم. هي موجودة لدينا بشكل طبيعي، وربما غريزي. فقدت منذ أشهر قليلة أعز إنسان على قلبي، فانهرت أياماً طوال، ولكن ذلك الفقدان جعلني أعيد حسابات حياتي كلها، وجعلني ربما أقوى. لن أمني نفسي برؤية من افتقدته بعالمٍ آخر، ولكن هناك أشكال أخرى للمواساة، منها أن تعتني بالأحياء ممن أحبهم ذلك الفقيد، أو أن تبني حياتك كما لو كان هنا، أن تستمر قوياً، أن تبني عائلةً كما لوكان هنا يراها. قد يساعدني ويساعد الكثيرين مثلي صفةٌ من شاعرية، وحلم تحلمه، في عالم داخلي رقيق يعوضك عن ألم الرحيل لشخص عزيز. وكما قال ألبير، فالأمر يتعلق بطبيعة الشخص، وقد أضيف: يتعلق بما مر على الإنسان من تجارب؛ صقلته وصقلت نفسه بقوة داخلية تدفعه للنظر للأمام، وإبقاء الماضي كملامح جميلة تدفعه قدماً ولا تجعله في مكانه يراوح ولا تشده لبؤسٍ ويأس لا طائل لهما. مع فائق تحياتي، وقلبي معك (f) أيها الملحدون، كيف تتأقلمون؟ (الإلحاد وأبدية الفراق) - أدونيس - 10-22-2005 أشكر لكما أيها الكريمان (Albert Camus) و (طارق القدّاح) تجاوبكما.. ولكنني لا أخفيكما أنني لم أجد في إيضاحكما ما أريد الوصول إليه من آليات التأقلم الفاعلة أو المنطقية التي تتماشى مع تركيبة الإنسان الذي أعرف، وأزعم أن ما ذكرتماه في محاولات تأقلمكما لا يكاد يسعف مؤمناً رغم تنوع وسائل عزائه، وأفترض أنه يزيد الملحد عذابا. يقول الكريم Albert Camus واصفاً محاولته في التأقلم: «أعزّي نفسي بالطاقة : هذا الشخص وأنا وغيري لن نبرح هذه الأرض بعد الموت ، بل سنتحول إلى أشكال أخرى للحياة ، قد ينبت جزء مني في زهرة ، وجزء في دودة ، وجزء مني قد يتحول إلى ثمرة تندمج في خلايا إنسان آخر». هل سأسلو عن عذاب الفقد الأبدي لأنني ذات يوم ومن فقدتُ سنتحول إلى أشكال أخرى قد تدب فيها حياة، فتنتفع بنا البشرية والطبيعة؟ ماذا لو لم يعنني أن ينتفع أحد؟ ماذا لو لم ينتفع أحد أساسا؟ ماذا لو عناني أن ينتفعوا فانتفعوا.. فما شأن هذا كله بعذاباتي الخاصة جراء الفقد الأبدي؟ ويطرح الكريم طارق القدّاح بدائل أخرى للتأقلم في قوله: «هناك أشكال أخرى للمواساة، منها أن تعتني بالأحياء ممن أحبهم ذلك الفقيد، أو أن تبني حياتك كما لو كان هنا، أن تستمر قوياً، أن تبني عائلةً كما لوكان هنا يراها». ما طرحته أيها الكريم جزء من أبجديات مواساة النفس لدى المؤمنين، وبعض مهدئات تنضم إلى أخرى لديهم للتخفيف من ألم الفقد في وجدان متلقيه، ولكن ما جدوى هذه المهدئات (المطروحة) وأشباهها مع وقع الفراق الأبدي؟ وكيف أصنع منها وحدها جسراً لعبور هوّة الفقد السحيقة إلا إن كنا بشراً فولاذيي الشعور؟ ولسنا كذلك ولا أنت، ولا سيما أنك تتصف بالشاعرية المفرطة كما تذكر، وتنعت عالمك الداخلي بالعالم الرقيق، وهذه الصفات تضاعف الألم ولا تكبحه، فكيف بتجاوزه؟ وعموماً سأظل ممتناً لمحاولتيكما الإيضاحية، وأعدكما بإعادة النظر فيهما مرة أخرى، فربما تكشف لي فيهما ما لم أفطن إليه. أيها الملحدون، كيف تتأقلمون؟ (الإلحاد وأبدية الفراق) - Albert Camus - 10-22-2005 مساء الفل الزميل أدونيس اقتباس:وأفترض أنه يزيد الملحد عذابا.مش فاهم، هل تقول أننا نتعذب غصب عن مشاركاتنا التي أوضحنا فيها أننا نتعزى؟ أخشى أن يكون الموضوع من النوع الجدلي. اقتباس:هل سأسلو عن عذاب الفقد الأبدي لأنني ذات يوم ومن فقدتُ سنتحول إلى أشكال أخرى قد تدب فيها حياة، فتنتفع بنا البشرية والطبيعة؟ ماذا لو لم يعنني أن ينتفع أحد؟ ماذا لو لم ينتفع أحد أساسا؟ ماذا لو عناني أن ينتفعوا فانتفعوا.. فما شأن هذا كله بعذاباتي الخاصة جراء الفقد الأبدي؟ أنت تنسى أنك بالفعل مجموعة من الكائنات الحيّة ولم توجد في الدنيا إلى عندما تضافرت العديد من الكائنات الميتة التي سبقتك في الحياة لتكون لك هذا الجسد الذي تعيش فيه الآن. وهذه الكائنات تدخلت فيها مكونات بشرية من الأم وربما بشكل غير مباشر آدميون أخر ساهموا في تكوين المواد العضوية التي تتغذى عليها وتغذيت عليها في بداية تكوينك، ولم يعنيهم أن تكون أنت الآن كما لا يعنيك أن تسهم أنت فيما بعد في تكوين كائنات أخرى ، وكانت لها حياتها في يوم من الأيام أيضا. شأن هذا بعذاباتي أنّه يعرفني ما نحن صائرون إليه ويعطيني الفهم أنني لن "أموت" بمعنى التحول إلى عدم تام طالما أن الحياة مستمرة على الأرض وأن ما سيحصل لي هو نوع من فقدان الذاكرة عن هويتي وحياتي الحالية وتشتت جسدي لحيوات أخرى كثيرة ، تحظى كل منها ببداية جديدة. بلغة أخرى أن فهم قانون الحياة يعطي قبولا لها كما هي، كيف تقبلت فكرة الموت في بداية معرفتك بها رغم صعوبتها؟ هكذا أيضا يمكن أن أتقبل أنا فكرة التحلل رغم تمسكي بجسدي الحالي وهويتي الحالية رغم صعوبة هذه الفكرة. لقد قلت إن الموضوع صعب في البداية كما كان تقبل فكرة موت " بابا وماما وأحبائي " صعب في بداية حياتي عندما كنت طفلا. والآن ليس صعبا ، وهكذا أيضا هذه الفكرة تمر بنفس المراحل حتى يعتاد الإنسان عليها. وكما لا يعنيك أن تسهم في تكوين حيوات جديدة ، فأنا كذلك لا يعنيني أن أتقابل مع ذاك الشخص العزيز علي بعد خمسمائة مليار مليار مليار عام في مكان نغدو فيه كالأشباح وتكون كل وظيفتنا هي الترنيم للإله الذي فصلنا عن بعضنا بقسوة في الدنيا ، ونغدو مجرد آلات عازفة لمجده للأبد. هذه هي الأبدية المسيحية وهي فكرة غير معزية على الإطلاق بالنسبة لي بل فكرة سخيفة. ولا يعنيني أن ألتقي مع الشخص العزيز علي ولنا أجساد طولها ستون ذراعا وفي يد كل منا سبعين حسناء يرتدين الخلاليل وتكون كل وظيفتنا هي الطعام والشراب والجماع ، ويكون موعد لقائنا في سوق الجمعة فقط لمدة ساعة ، أو عن طريق الغلمان المراسيل ، وعلى أمل أن يتحقق هذا بعد خمسمائة مليار مليار مليار عام ، فكرة سخيفة بالنسبة لي. وكلاهما لا يعيد الأيام الجميلة التي عشناها معا. بل سنكون نلتقي وكأننا للمرة الأولى نتعرف على بعضنا البعض، ونبدأ من جديد، بعد انتظار يكفيه طولا أن ينسينا بعضنا البعض من أساسه. وأخيرا أنت تقول للزميل طارق : اقتباس:ما طرحته أيها الكريم جزء من أبجديات مواساة النفس لدى المؤمنين، هو جزء من أبجديات مواساة النفس لدى الإنسان سواء كان مؤمنا أم ملحدا. وهذا ما كان كلانا يحاول شرحه. تحياتي لك أراكم بعد حين :bye: أيها الملحدون، كيف تتأقلمون؟ (الإلحاد وأبدية الفراق) - محارب النور - 10-22-2005 [SIZE=4]سيد ادونيس.. ماذا تقول من فقد شعبا كامل وكان هو اخر الناجين ,اعرف شخص افغاني في مطعم في دبي هو الاخير ,من قبيلة كاملة ابيدت على يد طالبان ,مع ذلك يقول سوف ارجع وابني القرية من جديد واسمة حسين . وحسبك هذا من فقد شعب مثل من فقد حبيب . محارب النور (f) أيها الملحدون، كيف تتأقلمون؟ (الإلحاد وأبدية الفراق) - أدونيس - 10-24-2005 أشكركم جميعا.. وحقيقة فإن لسؤالي جانبين أردت الوقوف عليهما: الجانب الأول هو الاطلاع على رؤية الملحدين للفراق الأبدي فيما يخص أعز المفقودين، وقد فهمت من خلال مداخلة الزميلين (Albert Camus) و (طارق القدّاح) أن الملحد قادر على تجاوز هذه العقبة بأنواع مختلفة من عزاء النفس حسب فلسفات وجودية ورؤى حياتية، والأهم من ذلك أن الأيام كفيلة بمساعدة الملحد وغيره على السلو والنسيان، وقد كنت أظن بدءاً أن ما سيقال في إشكالية التأقلم من قبل الملحدين مجرد ادعاء أو افتعال تماسك، وها قد وضح الأمر. الجانب الثاني هو المفاضلة العملية بين واقع المؤمنين والملحدين في فلسفة الفقد، وأي الفريقين أوفر حظّاً في الانسجام مع الحياة، وأكثر إغراءً للجالسين على الضفاف، وقد تحقق لي أن المؤمن –بصرف النظر عن نوع معتقده وصحته– أكثر هدوءاً وارتياحاً حين يمر بفقد عزيز؛ سواء على المدى القريب أم البعيد. ومرة أخرى أشكر الزميلين الكريمين (Albert Camus) و (طارق القدّاح)، وأثني بشكر (Albert Camus) لمحاولته الإيضاحية الثانية، كما أشكر المارين من هنا تعقيباً أو اطلاعا. |