حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
سؤال النهضة من اين نبدأ؟ - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: سؤال النهضة من اين نبدأ؟ (/showthread.php?tid=2367) الصفحات:
1
2
|
سؤال النهضة من اين نبدأ؟ - عمر أبو رصاع - 11-09-2008 يتصور بعض القراء أن محاولة الكشف عن جذور الخلل الحقيقي الذي يعيق النهضة و يكرس التخلف نوع من التركيز على جوانب و أهمال أخرى تمس الوعي و بشكل اخص الثقافة الدينية لذا علق البعض حول هذا النوع من التحليل بأنه مختل و مقصر يغفل جوانب جوهرية في تناول اشكالية النهضة ، في الواقع لا يوجد فصل بين الجوانب المختلفة بل انه نوع من التأسيس ؛ بمعنى أن الرؤية التي نطرح جوانبها ليس في هذا المقال حصراً بل في كل ما نكتب تقريباً لا تقلل من أهمية التطور الفكري و العقيدي ....الخ إلا انها لا تعتبره الأساس الذي تنطلق منه النهضة ليبنى عليه من أجل التغيير ، ذلك ان المحرك الحقيقي دائماً في حيوات الشعوب هو جانب الحياة المادي القابل للقياس ، الجانب الذي نستطيع فعلاً من خلاله ان نفهم كيفية توزيع القوى داخل النسيج الاجتماعي و بالتالي المصالح و ارتباطاتها الحقيقية و طبيعة حركتها و توجهاتها و اهدافها . إذن هذا المنهج للتحليل و من ثم بناء فهم موضوعي ليس رفضاً لتطوير الرؤية الاعتقادية و الفكرية بل أنه ينبني على ان تطور الرؤية الاعتقادية و الفكرية هو نتاج طبيعي تطوري لنهضة الشعوب يتبعها و يستجيب لها ، لذا فإن السؤال الذي ينبغي طرحه هنا كيف تكون هناك قوة متنامية اجتماعية صاحبة مصلحة حقيقية في التطور و التغيير و من هي القوى التي تتصدى لها لاعاقة التطور ؟ تلك هي القضية . على سبيل المثال لا الحصر نعرف ان المذهب البروتستنتي الذي مثل اصلاحاً دينياً جاء به مارتن لوثر و الذي تبنته ألمانيا مثلاً وشاع في شمال غرب اوربا جاء انسجاماً مع الرغبة المتنامية للدولة القومية الأوربية في الفكاك من هيمنة الكنيسة الكثوليكية ، و هذا يضعنا امام السؤال التأسيسي التالي : لو لم تتوفر الظروف الموضوعية الحاضنة لهذا المذهب هل كان من الممكن ان يكتب له النجاح و الانتشار؟! بصيغة اخرى هل مشروع النهضة يبدأ بايجاد فكر يمثل رافعة للواقع ؛ رافعة من شأنها ان تحدث التغير الاقتصادي الاجتماعي ام ان الفكر الجديد هذا يأتي استجابة لتحولات الواقع نفسه ؛ بمعنى ان مشروع النهضة يبدأ بتغيير الواقع و الذي بدوره يجعل تغير الفكر و الايديولوجيا و الرؤية الدينية ضرورة؟ جوهر القضية ان الحاجة ام الاختراع و ليس العكس ، الطرح الفكري و الديني الجديد يأتي استجابة لاحتياجات الجماعات البشرية يحاكي واقعها هي و كذا النظام القانوني و كل مكونات البنية القيمية للمجتمعات ، إن التغيير الذي ترومه و أرومه في مستوى البنيات الفوقية – الايديولوجيا و القيم و القوانين و العادات و المعتقدات الدينية ...الخ - للمجتمع لن يكتب له النجاح أبداً إن لم تتوفر الظروف الموضوعية المادية التي تجعل منه حاجة لا بد منها ، فالقوى الفاعلة داخل المجتمع البشري لا تتحرك للتغيير ترفاً بل تحت إلحاح الحاجة . لعلنا نعكس سؤالنا على مرآة التاريخ العربي و نسأل لماذا وجد فكر المعتزلة و مدارس الكلام و الفلسفة و التراجم التنويرية في وقتها البيئة الحاضنة بينما لم يجد فكر ابن رشد تلك الحاضنة؟ أليس لأن البيئة كانت ملائمة بتوجهها للتفتح و المد الحضاري اي نزوع الواقع المادي للمجتمع نحو النهضة و تغيير بناه المادية على نحو جعل شيوع فكر تنويري ضرورة ؟ على النقيض من ذلك جاء فكر ابن رشد الحفيد في بيئة ردة حضارية و انهيار للمجتمع العربي في الاندلس فلم يجد البيئة الحاضنة له و بالتالي ازهر في اوربا التي توفرت فيها الظروف الملائمة آن ذاك. يدفعنا هذا للتفكير بجدية حول مركزية القضايا في اشكالية النهضة ، يدفعنا لنسأل انفسنا اذا كنا نرى واقعنا المتخلف و نريد ان نعمل على مشاريع للخروج من حلقاته المحكمة فمن أين نبدأ؟ هل استنزاف قوانا في معارك مع التصورات الدينية و الفكرية التي تهيمن على الاغلبية و صياغة بديل للرؤية الدينية السائدة هو الرافعة النهضوية التي نعول عليها؟ لقد انفقنا حتى الآن عقوداً و كانت النتائج عكسية ، ليس لضعف الفكر التنويري الديني الذي يحاول ان يطرح نفسه بديلاً باعتقادي بل لان الاشكالية هي تماماً في البيئة المادية ، و طالما اقتبست خروج المرأة للتعليم و العمل مثالاً براقاً يوضح كيف ان خروجها هو الذي ارغم الفقهاء تحت وطأة الواقع الجديد على اعادة صياغة رؤيتهم الدينية بصورة لا ترى مشكلاً في خروج المرأة و عملها و ليس العكس ؛ بمعنى ان خروج المرأة للتعليم و العمل لم يأتي تحت وطأة رؤية دينية تجديدية بل سبباً لهذه الرؤية في هذا الاطار ، فهل اكون مبالغاً إذا ما قلت ان اكثر ما يمكن ان نتوقعه من المجددين للفكر الديني و القيمي هو تكييف القيم و العادات و المعتقدات مع التغير الذي يشهده الواقع. اننا اذن نسأل المستحيل عندما نطالب هذا التيار التجديدي ان يكون هو بالذات الرافعة التي تقود عملية التغيير ، نعم قد نعول عليه في التصدي للموجات الرجعية المقاومة للنهضة التي تحاول دس العصي في دولاب النهضة لكننا لا يمكن ان نتوقع منه دفع العجلة. عندما نتطلع إلى الشعوب التي نجحت خلال القرن العشرين في كسر حلقات التخلف و تحقيق النهضة الشاملة نجدها قد عولت ابتداء على نمو الانتاج ، على تحولها من مجتمعات تسهلك اكثر مما تنتج إلى مجتمعات تنتج اكثر مما تستهلك ، و هكذا تركز مشروعها النهضوي على بناء قطاعات الانتاج و تذليل العقبات التي تحول دون تحقيق النمو و انخراط المجتمع في عملية الانتاج و تطوير الكفاءة و نمو رأس المال الاجتماعي و الانتاجي ، فإذا عدنا ادراجنا للنظر إلى مجتمعنا العربي فلنا ان نسأل ما الذي يعيق التحول الاقتصادي الاجتماعي نحو مجتمع منتج؟ ان اول ما يلفت النظر هو البنية الطبقية للمجتمع ، و من البديهي ان نحاول اولاً تحديد الطبقة المتنفذة فيه و التي تسيطر على الدخل المتحقق اساساً و كيفية انتاجها لهذا الدخل و حيازتها له و من ثم انفاقه ، بالنظر إلى وضع المجتمع العربي نجد أن معضلته الأساسية في بنيته المادية تتمثل في وجود طبقة طفيلية (كمبرادورية) متداخلة في كل بنيات نسيجه الاجتماعي متنفذة بسلطته ، طبقة تهيمن على الجزء الأكبر من هذا الاقتصاد الريعي الذي اساسه النفط و ريع الارض بشكل عام و العلامات أو الوكالات التجارية ، مفهوم الطبقة الطفيلية لا ينطبق على المنتمين للطبقة الارستقراطية (مالكة رأس المال الزراعي ) و لا على الطبقة الرأسمالية (مالكة قطاع الانتاج الصناعي و حتى الخدمي الكبير) مفهوم هذه الطبقة ينصرف إلى المتربحين بالوسائل و الطرق غير المنتجة و ذوي المصالح الاقتصادية العضوية مع الشركات و الانشطة الاقتصادية الامبريالية ، جوهر نشاط هذه الطبقة هو كونها وكيل تجاري يستنزف الدخل القومي و ينمي ثروات بطرق غير مشروعة على حساب اقتصاد الدول التي ينتمي لها. عندما نتحدث عن الطبقة الطفيلية فنحن لا نفصلها عن السلطة بل كلاهما معجون تماماً ومتحالف عضوياً مع الآخر امراء النفط و الوزراء العرب و رؤوس السلطات المتنفذة و المصرفيين و لاعبي البورصات و ضباط المراكز الكبرى في الدول العسكرتارية و امراء الحرب الطائفية .......الخ كل هؤلاء معاً هم الكمبرادوريين الذين نتكلم عنهم هنا و ليس من العلمية في شيء أن نفصل بين نظام سياسي و بين هذه الطبقة . الأهم اننا لا نستغرب هيمنة و لا ظهور الطبقة الطفيلية هذه على الاطلاق فهي التي اعتمد عليها الاستعمار و هو يغادر بلادنا لضمان مصالحه في المنطقة بدأ بالعائلات المالكة في الخليج العربي لتأمين مصالحه النفطية و عقود شركاته ، اما الدول التي حصل فيها انقلاب على الكمبرادور الوراثي جاءتها طبقة من العسكريين و البيروقراطيين لترث كمبرادور قديم و تجلس في مكانه و تمارس درجات من الطفيلية اكثر تعفناً ، لهذا عندما نتكلم عن المخارج نقول بوضوح اننا بحاجة إلى التحول للانتاج بحاجة إلى التحول من اقتصاديات تسيطر عليها الطبقة الطفيلية بامتياز إلى اقتصاديات انتاج و نحن على قناعة ان الدول العربية تملك من المقومات ما يؤهلها لمثل هذا الدور إن عملت مشتركة على ارضية المصالح المشتركة و وفق ارادة شعوبها ، لا يسعدنا كعرب ان نعيش في كيانات هزيلة عاجزة عن ان يكون لها اقتصاد قادر على حمل اعباء التنمية الشاملة ، إن الدولة القطرية العربية استنفذت في ظل العولمة اغراضها ووصلت إلى حد الافلاس فيما تعطي لمواطنيها . حتى نفهم طبيعة الطبقة الطفيلية هذه التي نتكلم عنها علينا اولاً ان نحدد ملامحها ، و بشكل عام يمكن ان نجمل خصائصها بالتالي (سنختصر ونركز قدر الامكان): 1- الميل الاساسي للتربح من النشاطات غير الانتاجية وهي بشكل رئيس تقوم بدور الوسيط المستغل للشركات العالمية الكبرى (شركة النفط ، شركات السلاح، العلمات و الوكالات التجارية الاجنبية ) 2- تكرس النمط الاستهلاكي في المجتمعات العربية للمنتج الأجنبي ( السيارات و الملابس و المطاعم الاجنبية و الكهربائيات .....الخ) و المضاربات في البورصات العالمية و الاستثمار في المحافظ و الاصول الاجنبية في اسواق ول ستريت و غيرها بعيداً عن الاقتصاد الحقيقي لمجتمعاتها هي و بالتالي نلاحظ ان معظم الاثرياء العرب لا يملكون وسائل انتاج حقيقية في مجتمعاتهم و بالتالي لا يقودون عمليات انتاجية و يشغلون اموالهم في اصول لخلق انتاج و فرص عمل. 3- ملتحمة بالانظمة السياسية ، إذ يصعب تماماً الفصل بينها و بين النظام السياسي القائم فهي متداخلة فيه عضوياً بل أن معظم نسيج السلطة القائم هو جزء من هذه الطبقة. 4- بحكم سيطرتها على الجزء الأكبر من الدخل فهي صاحبة مصلحة عضوية في استمرار المنظومة القائمة بكل ملامحها سياسياً و قانونياً و دينياً ......الخ لأن أي تغيير في هذه المنظومات القيمية للبنية الفوقية للمجتمعات العربية معناه المساس بمصالحها الحيوية و بالتالي يمثل الحفاظ على ما هو قائم هدف اساسي و استراتيجي لها ، و هي مستعدة لانفاق اموال طائلة للترويج لمنظومة القيم المهيمنة و تكريسها أكثر و أكثر و هذا ما نجده عندما نقوم بجولة على المحطات الفضائية العربية اللا محدودة العدد او المطبوعات المدعومة في عالمنا البائس. هذا الوضع ينعكس على المجتمع من خلال العديد من السلبيات نذكر منها : 1- الحؤول دون نمو قطاعات الانتاج الحقيقية المادية و الخدمية بصورة تتسق و مستويات الدخل القومي و هذا ما يفسر نمو الثروات النقدية بمعدلات تفوق بمرحل نمو رأس المال المنتج و تكرس الثروة في نسبة بسيطة و نمو الفارق بين الطبقات الاجتماعية المكونة للنسيج الاجتماعي. 2- فساد مالي هائل في القطاع العام و توجيه الانفاق العام بحجوم لا تتناسب مع الدخل إلى ابرام صفقات أهمها صفقات السلاح دون اي معنى او مبرر إلا تحقيق مصالح الشركات المنتجة و حائزي العمولات من ابناء هذه الطبقات الطفيلية و الأمر ينسحب على انوع مختلفة من الصفقات التي تبرمها الحكومات . 3- حماية النظام السياسي القائم بقوة هذه الطبقة المالية داخل المجتمعات و اعاقة اي تكريس للديموقراطية و الحرية و قيم الحضارة الانسانية المعاصرة التي تعطي الفرد في السواد الأعظم من ابناء الشعب هامش أكبر لذا فإن ما هو متوقع هو تطويرها لنظام ديموقراطي تحت سيطرة هذه النخبة الطفيلية يستعصي على دخول نخب أخرى برؤى مختلفة ذلك من خلال جعل هذا النظام خاضع لهذه الطبقة ومعبر عن توزيع الثروة و ليس المصالح الاجتماعية ، فمشكلة ان يعبر النظام عن مصالح هذه الطبقة تتكرس سلبيتها في كون مصالح هذه الطبقة تتناقض مع حاجة المجتمع للنهضة على مختلف المستويات. 4- تدمير اي طليعة طبقية من شأنها ان تنافس الطبقة الطفيلية او ابتلاعها داخل نسيجها و تهميش أي خطاب مغايير و لو بالقوة و القانون (نصر حامد ابو زيد نموذجاً ) و هذا التهميش أحد أهم عناصره تغول القوة الاعلامية للطبقة الطفيلية و تمويلها أيضاً للمؤسسة الدينية الرسمية و غير الرسمية معاً. 5- تكريسها لنموذج التدين وفق حاجة و مصالح هذه الطبقة و الجهات الامبريالية العالمية التي تعمل بخدمتها مصلحياً ، مثلاً عندما كان هناك مد يساري و قومي عملت على تغذية و تمويل منظومة دينية جهادية للتصدي لهذا المد كانت أبرز تجلياته الجماعات الدينية في مصر و الجهاد في افغانستان ثم انقلبت عليها بعد ان استنفذت اغراضها فصارت الآلة الاعلامية الدينية تكفر هذا النموذج الذي انتجته و تسمه بالتعصب ، و الآن تعمل على ترويج تدين ذو نزعة صوفية تسليمية منعزلة عن الواقع توظف الاعلام بشكل متنامي و فعال لعل ابرز ملامحه الداعية عمرو خالد ، و بالتهميش و التكفير و احيانا القانون تواجه بكل قوة نماذج تحاول ان تقدم تصورات أخرى للدين ، لا تنسجم و مصالح هذه الطبقة الطفيلية ، و كم يبدو حاضراً نموذج الداعية عمرو خالد و هو يدافع عن حقوق و مصالح الشيخ صالح كامل و شبكة ART الاحتكارية لحقوق بث مباريات كأس العالم. إن الحديث عن النهضة يتطلب وعياً تاماً لخطورة هذه القسمة و لهيمنة هذه الطبقة بمختلف تجلياتها و استطالتها و يتطلب رؤية عملية برامجية (نفعية) تنطلق من واقع مجتمعاتنا كما سبق و طرحنا في أكثر من مقال ، نحن بحاجة لاستراتيجية تنموية تركز على بناء قطاعات الانتاج و توسيع اطر السوق العربية بفاعلية و نمو التجارة البينية و منظومة أفضل لتوزيع الدخل و الثروة بين مختلف الطبقات الاجتماعية ، وتطوير منظومة التعليم و ربطها بالمؤسسات العالمية الرائدة لضمان كفاءتها و فعاليتها فالعلم هو العنصر الاساس في بناء اي نهضة إن القدرة على انتاج أجيال متعلمة تعليماً منتجاً يعني بالضرورة انتاج جيل مبدع و قادر على حمل أعباء النهضة ، و إطلاق الحريات العامة في مختلف المستويات وحماية المبدعين و برامج فعالة لتطوير و تكريس الممارسات الديموقراطية في مختلف المستويات ، اننا نتكلم عن ردم الهوة المتنامية بين الطبقات أيضاً لضمان الأمن الاجتماعي مما يعني منظومة أفضل للتأهيل و لتوزيع الدخل و حزمة أوسع للأمان الاجتماعي . ان ما تحتاجه مجتمعاتنا برامج عملية تجعل الاساس في بنيتها التنمية المجتمعية في مختلف الميادين و المجالات و حل جذور المشكلة و نظام مصرفي موجه لتمويل رأس المال المنتج أساساً و ليس لتمويل النصابين و الاستهلاك التخريبي و المضاربات و انشطة الطبقة الطفيلية. ان للنهضة و التنمية باعتبارها روح مشروعها عوامل و مظاهر تقبل القياس من اهمها : 1- مستوى تراكم رأس المال الاجتماعي و المنتج و نسبته إلى عدد السكان. 2- معدل دخل الفرد و الانحراف المعياري للدخول الافرد عن المتوسط (اي الفجوة الطبقية) 3- مستوى الخدمات الاجتماعية المقدمة و حزمة الامن الاجتماعي 4- نسبة الامية سواء امية القراءة و الكتابة او امية الانتر نت 5- معدل الانفاق على البحث العلمي و نسبة الجامعيين إلى عدد السكان 6- نسب اقتصادية مشهورة كالتضخم و البطالة و نمو الدخل القومي و حجم الدخل القومي لعدد السكان 7- مستوى المشاركة النسائية كنسبة النساء العاملات إلى اجمالي القوى العاملة كذلك نسبة المشاركة السياسية للمرأة. 8- نوعية القطاعات المنتجة الرئيسة و مستوى تركز رأس المال العامل و مستوى الادخار القومي و الاستثمار القومي و مستوى تطور المنظومة المالية و خدمتها للقطاع الانتاجي و الحجم الاجمالي للسوق المحلي ...الخ 9- مقاييس تتعلق بالتعليم كمستوى اتمتة الاجهزة و توفر المختبرات و ادوات البحث العلمي و تصنيف الجامعات عالمياً و مراكز البحث و التطوير و عدد الطلبة في الغرفة الصفية و تأهيل و تصنيف المعلمين و مهارات الطلبة الفنية و الاكاديمية. 10 مقاييس تتعلق بالحريات و المجتمع المدني ، كمستوى المشاركة السياسية و الحريات الصحفية و التعبيرية و مستويات احترام حقوق الانسان و مستويات السجون و مكافحة الجريمة و مستويات اعادة التأهيل و خلق المنظمات الحقوقية و فعاليتها و ممارسة الديموقراطية كثقافة و تربية و تطوير وسائل و آليات الرأي العام ....الخ اننا امام اعمال واضحة تحتاج إلى برامج واضحة مشكلات تكمن في واقعنا الذي نعيشه تماماً ، إن التخلف ليس ظاهرة غير مرئية التخلف ليس شبح و ليس جني و لا قدراً محتوماً ، التخلف ظاهرة لها نتائج و أسباب عملية في الواقع و تحتاج لبرامج معالجة في الواقع ايضاً ، عندما اتكلم عن محو الامية فأنا لست بحاجة إلى دراسة التراث و عندما اتكلم عن خطة عملية لتوجيه رأس المال النقدي للاستثمار و زيادة التراكم ونمو الدخل ........الخ اتكلم عن امور كلها تحتاج لبرامج و لرؤية تنطلق من الواقع و هي برامج ممكنة اذا توفرت الارادة لتحقيقها فكلها تقبل القياس وتقبل التجريب وتقبل الافادة من تجارب الشعوب ، اني اتكلم عن مظاهر تخلف في جملتها نعرفها جميعاً ونعلم علم اليقين ان حلولها ليست في البحث عن المطلق و لا في الجلوس في ابراج عاجية للتنظير على خلق الله و التيه في دهاليز الميتافيزيقيا ، ان من يصدق النية في السعي مثلاً لتحرير المرأة ليس الباحث عن المخارج الفقهية انما هو من يخطط و يبرمج لتعليمها و لخروجها للعمل و مشاركتها في تحقيق الدخل فتحقيق كيان المرأة و رفع مركزها الاقتصادي و المعرفي هو تماماً الذي سيفرض حريتها و ليس العكس فالتنظير للحرية لمئة عام قادمة من الاديان و من كل مكان لن ينتج حرية إن لم يفرض الواقع نفسه هذه الحرية كنتيجة للتطور الحقيقي في واقع المجتمع المنتج ، طبعاً تطور القيم و الافكار و القوانين و العادات و الاعراف سيسير بموازت النهضة المادية فليس هناك قطع بين المساقين و ستكون الاستجابة تفاعلية بينهما لكننا هنا نحدد اين تكون البداية و كيف. إني اعلم أن ما أطرحه على بساطته يصدم الكثيرين ، اعلم ايضاً ان المثقف العربي يميل بشدة لرفض ما يسميه البعض بالقراءات الجزئية لأن الكلي برأيه و الذي يشغل باله فعلاً مشروع رد انتجته معاركه الدامية الدونكيشوتية – ان جاز التعبير – مع قوى الظلام و الردة إلا ان هذا الكلي والذي يريد ان يغير بنية المفاهيم القيمية مدخلاً لاحداث النهضة على شموله النظري ليس بحثاً او عملاً علمياً بل اسقاط تقيمي محض ناتج عن التأثر بقيم و افكار مجتمعية اخرى اكثر رقياً على سلم الحضارة الانسانية انه يقف ليقول للمجتمع عليك ان تتبنى هذه القراءة البديلة الراقية لقيمك و افكارك و هويتك لتتقدم ، و بعد معاركه الخاسرة يجلس منعزلاً باكياً شاكياً لأن المجتمع لم يستجيب له بل انه على العكس يزداد انحرافاً نحو التطرف او على الاقل نحو غيبة الوعي و انحدار الفكر و القيم و لا ينتبه مفكرنا العزيز هذا إلى ان هذه هي النتيجة الطبيعية في بيئة اجتماعية انتجها التخلف ، هذا التخلف الذي يملك الادوات التي تستطيع تكريسه و ادامته ، هذه الادوات تماماً هي التي لا ينتبه لها مفكرنا لانه لازال يتجاهل قيمتها و يعيها وعياً مقلوباً اذ يتوهم انها تستجيب له باستجابة المجتمع لفكره و ينسى ان المجتمع لا يستجيب إلا للفكر الذي يلائم واقعه و يعبر عنه و عن القوى الفاعلة فيه ؛ لهذا فإن هذه القراءات التي تحاكي البنية الفوقية للمجتمع بقيمه و نظامه و افكاره و عاداته و تقاليده و مفاهيمه ...الخ ترفض ان تعترف بالمداخل الضرورية و الاساسية للنهضة من بنية المجتمع المادية فهي تحاول ان تمارس دور الحكم و المطلوب هو دور من ينخرط في تشخيص و من ثم شفاء المرض من خلال معالجته و التخلص من آثاره ، المجتمع هو المعلم و ليس تلميذاً للمفكر اي مفكر و جهد المفكر هنا يجب ان ينصرف إلى العدو الحقيقي للنهضة ممثلاً بقوى فاعلة و علاقات و اشكال انتاج و تعليم و بناء و توزيع دخل .....الخ تفرض البيئة التي يترعرع و يتكرس فيها التخلف ، و العمل الحقيقي للمثقف العضوي النهضوي هو تغيير الواقع الذي يعيشه المجتمع و بالتالي اطلاق طاقات هذا المجتمع المكبل و تخليصه من الطبقة الطفيلية التي تحكم قبضتها عليه و تعوق تقدمه المطلوب هو النضال من اجل التغيير الحقيقي في واقع المجتمع المادي الانطلاق من الجزئيات التي يتعالى عليها مثقفنا و احداث التراكم في التغيير عندها فقط ستكون البيئة المجتمعية جاهزة لتنفض عنها تماماً غبار القرون الوسطى كله و تلبس رداء قيمياً راقياً و اكثر انسانية و معاصرة . تحياتي سؤال النهضة من اين نبدأ؟ - عمر أبو رصاع - 11-10-2008 الحقيقة انا متفاجئ جدا بهذه اللغة الخطابية و ارجو الاشراف التدخل لمنع مثل هذه اللغة التي لا تليق ابدا بالنادي و بنا ، اياً كان الدافع فالمفروض ان تترك التجاوزات للادارة تتصرف حيالها و كان المفروض بتقديري ان كان من تجاوز اخلاقي خطابي ازعج الزميل جعفر ان يلجأ إلى الاشراف لاتخاذ اللازم بدل من ان يجرفه التجاوز لتجاوز اشنع خصوصاً اني اعرف الزميل جعفر كمتفاعل نزيه يروم الحوار الجاد و الفكر. لذا فإني ارجو الادارة التدخل لإزالت اي تجاوزات هنا و الزملاء التحلي بالصبر و طول النفس . بالنسبة لموضوع تساؤل الزميل بخصوص عمرو خالد اتساءل بدوري هل وجهنا له تجريح شخصي؟ انا اعتقد ان ظاهرة الدعاة المتلفزين بعامة تأتي منسجمة مع مصالح النخب الكمبرادورية التي تكلمنا عنها و استشهدنا بالدور الذي لعبه خالد عندما تصدى لتمثيل مصالح شركة راديو و تلفزيون العرب مصرحاً بأن الحصول على البث لمباريات كرة القدم بواسطة نسخ البطاقات هو سرقة و جريمة و افرد لهذا الموضوع حلقتين كاملتين علما بان الامة كلها تتعرض للسرقة صباح مساء و لم نسمعه ينبس ببنت شفاه ، فأنا اذاً اناقش و اصنف دور عملي للرجل و امثاله في خضم ظاهرة الدعاة المتلفزين و ليس عندي ضده شيء شخصي. تحياتي سؤال النهضة من اين نبدأ؟ - هاله - 11-10-2008 حقيقة عرض رائع شكلا و مضمونا يا أستاذ عمر تبادر الى ذهني سؤال: الطبقات الرأسمالية عندنا منذ ايام الاستعمار و بعد رحيله تختلف نوعيا -و بالمعنى السلبي- عنها في أوربا في مسألة عدم طموحها الى بناء سوق محلية ثم احتكار ذلك السوق بل انها على العكس لو وجدت الظرف الموضوعي لهكذا انجاز متوفرا لدمرته و ارتمت في أحضان الاستعمار .. و لنا في بيع منجزات التجربة الناصرية جملة و تفصيلا ليحل محلها ايدز الانفتاح خير و أبرز مثال؟ و هناك أمثلة المجتمعات التي تغرف نفطا و تبيع لتستمر دونما تنمية و لا تصنيع و لا بنى تحتية بل كيانات هلامية طفيلية. لماذا برئت هذه القوى عندنا من ذلك الطموح؟ و ألف شكر على هذه المجهودات القيمة :redrose: سؤال النهضة من اين نبدأ؟ - jafar_ali60 - 11-10-2008 عزيزي عمر ابو رصاع لك الف تحية ، ولك كل التقدير وانت اهل له ، وموضوعك هذا من المواضيع القيمة والتي تستحق العناء والجهد بالرد ، وهي غير جديرة بالبهائم ، او بالحرباءات التي تغيّر الوانها مع كل هبة ريح ، والمدعو اوباما الصحرواي ، وأظنه سابقاً سيناتور وقبله البشري وقبل ابهاوي ، ولا أدري عن الوانه الباقية . منذ زمن لم أدخل الفكر الحر ، لأته لم يبقى به ما يذكر ولعلني استثني استاذي بهجت الذي يكاد يغرد لوحده ، وفوجئت بإسمك وبهذا الموضوع واملك شيئاً من الوقت لأشاركك ما تطرح وعادة ما تطرح أشياء جميلة صُدمت برد اوباما الصحرواي ، فهو ينطق بثلاث كلمات ديموقراية ليبرالية وحقوق الانسان ، ويأتي هذا الخبيث ليضع في توقيعه تعرضاً لعرض والدة أعز وانبل من راد المنتديات ، وما كان ليضعها او حتى ليمر بهذا النادي لو ان زميلنا غربي لم يمت انترنتياً منذ ما يزيد عن 4 سنوات ، ويقول التافه "حقوق إنسان" ، فهو لم يحفظ حق إنسان غائب فكيف سيحفظه حاضراً عزيزي عمر أعدك بأن أجعل كل الأدب واللياقة وحسن الخلق خلفي عندما أجد مثلما وجدت سابقاً ، وهذا عهد وسأفي به ، فعلى المريض النفسي ان يذهب الي عيادة طبيب نفسي فبل أن ينفث سمه هنا ، وعلى الإدارة أن تكافح مثل هذه الافات لعل رسالتي وصلت ولك كل التحية وسنعود لما طرحت لاحقا ، هذا رد للتوضيح فقط سؤال النهضة من اين نبدأ؟ - عمر أبو رصاع - 11-11-2008 الاستاذ المحترم جعفر علي اني لاربأ بك فوق الانجراف اي انجراف حواري ، و اسمح لي مرة اخرى ان اطالبك بضبط النفس و ترك الادارة تتصرف فإن لم تفعل عندها يصبح المكان كل المكان غير ملائم لما نقصده من اجله. لا ادري إن كان من اللائق ان نتحدث قليلاً عن مسألة تحيرني فأنا لازلت حديث العهد نسبياً بالنادي لكني مررت كثيرا بتعليقات تترحم على ايامه و هذا يجعلبني اتساءل دوماً ترى ما الذي حصل بالضبط؟! لماذا تراجع النادي هكذا؟ انه سؤال يستحق التأمل و إن كان ربما الاسباب قد وقعت قديماً لكن لا ضير من المراجعة و اصلاح الخلل ، و لعله فرصة لبداية جديدة لما لا ؟ لا اذيع سراً عندما اقول ان ما يبقى هو ما ينفع الناس اما الزبد فيذهب جفاء و لكني اضيف ايضاً ان العملة الرديئة دوماً تطرد الجيدة من التداول إذا و فقط اذا غاب القانون الناظم و للاسف تتعرض معظم المنتديات الحوارية لهذه النكسة الخطيرة. باعتقادي ان التباس مفهوم الحرية في التعبير هو الذي يقود إلى مثل هذه النكسة الخطيرة و التيه بين اشكالية الكم و النوع ، فالمنتديات تستهدف الاثنين معاًُ كم الرواد و نوعية المواد لكن الحقيقة ان الاثنين يتعارضان و لذا يأتي اي نمو غير مدروس على حساب النوع و من ثم تحدث انتكاسة خطيرة يخرج على اثرها جزء مهم من النسيج نوعي الذي ميّز المنتدى. و قد اعطيت بنفسك نموذجاً مهماً فخروج معلق يسيء تطويع اللغة الخطابية لن يترك اثراً بل انه سيترك اثرا ايجابياً بينما فقدان كاتب من عينة الدكتور بهجت هو خسارة جسيمة للمنتدى و بمثابة ارتكاس احد اركانه المهمة. شيء من الصبر عزيزي و لعلنا هنا نستأنف حوار اعمق حول هذا النادي اقبل التقدير عمر أبو رصاع سؤال النهضة من اين نبدأ؟ - عمر أبو رصاع - 11-11-2008 Array حقيقة عرض رائع شكلا و مضمونا يا أستاذ عمر تبادر الى ذهني سؤال: الطبقات الرأسمالية عندنا منذ ايام الاستعمار و بعد رحيله تختلف نوعيا -و بالمعنى السلبي- عنها في أوربا في مسألة عدم طموحها الى بناء سوق محلية ثم احتكار ذلك السوق بل انها على العكس لو وجدت الظرف الموضوعي لهكذا انجاز متوفرا لدمرته و ارتمت في أحضان الاستعمار .. و لنا في بيع منجزات التجربة الناصرية جملة و تفصيلا ليحل محلها ايدز الانفتاح خير و أبرز مثال؟ و هناك أمثلة المجتمعات التي تغرف نفطا و تبيع لتستمر دونما تنمية و لا تصنيع و لا بنى تحتية بل كيانات هلامية طفيلية. لماذا برئت هذه القوى عندنا من ذلك الطموح؟ و ألف شكر على هذه المجهودات القيمة :redrose: [/quote] اهلا بك سيدتي و بعد اعتقد انه من العسير علينا ان نقول كان لدينا برجوازية الواقع انه كان لدينا طبقة اقطاعية في بعض المناطق العربية و على رأسها مصر و براعم تكوين طبقة برجوازية جنينية على رأسها مصالح التجار الذين شرعوا يدخلون الانتاج و ربما ابرز امثلتها صناعة النسيج في سوريا ومصر ، و بالذات في سوريا. لكن هذه الطبقة قيد التكوين ان جاز التعبير تم القضاء عليها قضاء مبرماً و حيل دون تبلورها لتصبح طبقة رأسمالية وطنية و هذا لعدة اسباب مجتمعة معاً اولها و اهمها قاطبة بل لنقل اخطر الظواهر التكوينية للسلطة العربية على الاطلاق غياب الارتباط العضوي بين السلطة و الطبقة المهيمنة على الجزء الاكبر من الدخل القومي بسبب عدم نضوج الطبقة كمفهوم مستقل و رسوخ قدمها، و هذا العطب الغريب ليس آنياً بل هو عطب تاريخي عربي يستعصي على الفهم إلا في اطار تحليلي يعتد بالبعد القبلي و الجهوي و بتلك العلاقة التي سبق لنا ان تناولناها في كتابنا حول اشكالية النهضة في الخطاب المعاصر . على جنينية الفهم الجدلي للتطور التاريخي عند ابن خلدون فلا تزال تهيمن على تصوري عبارته :"اهل المدينة العربية عيال على غيرهم في المحاماة و المدافعة" لا اريد ان اختصر بطريقة مخلة إلا انك سيدتي وضعت اصبعك تماماً على مسألة في منتهى الاهمية و اهل للتوقف معها طويلاً و لا بد حتى نفهم على نحو دقيق لماذا حلت الطفيلية الطبقية محل تلك الطبقة المتبرعمة في النصف الاول من القرن العشرين ان نفرد مساحة اكبر من البحث نستهلها بسؤال حول العلاقة بين السلطة و الثروة في العالم العربي تلك العلاقة المشوهة بقوة و ابدأ باقتباس من كتابة لي حول المسألة على النحو التالي : Array............عبد الرحمن بن خلدون المعروف بأبو العلوم الاجتماعية و الذي عرف كتابه المقدمة كأول قراءة للتاريخ باعتباره حركة تطور جدلي ، فهم حركة التاريخ باعتبارها دورة تطور قبلي تنتهي عندما تصبح القبيلة متمدنة و ثرية فتسقط على يد قبيلة جديدة اقوى منها لانها لم تعرف بعد الثروة و المدنية و لازالت على لحمتها و خشونتها و استعدادها القتالي من اجل طموحها للسلطة و الثروة فتزيح القبيلة القديمة من السدة و هكذا تنتقل إليها كل اشكال الملكية و الثروة كمفاتيح سيطرة و تعبير عن السيادة طبعاً ممثلة بزعيمها ، اخذت هذه الدورة ايضاً شكلها الفعال حتى في انتقال السلطة من خليفة إلى آخر من نفس القبيلة فتنتقل معه اشكال الملكية الفاعلة إليه و إلى المجموعة الموالية له حيث تبدأ القبيلة الحاكمة بالتفتت و الصراع فتكون استكانت للدعة و الثراء و فقدت وحدتها و ابتعدت عن طباع الخشونة و القتال وصارت مرفهة بالتالي تأتي عليها قبيلة جديدة اكثر لحمة و قوة و استعداد للقتال و السيطرة و هكذا دواليك ، و عندما كان المركز الامبراطوري للمسلمين يضعف دون ان يسقط لترامي اطراف الدولة كان الزعماء القبليين و الجهويين المحليين يسعون للانفصال او على الاقل يكتفى بتبعيتهم الاسمية للمركز. هذا هو التطبيق التاريخي عند المسلمين او تاريخ التطبيق اذا اردنا النظر له باعتباره نظام عاماً يحرك المجتمع و يمثل اسلوب انتاجه و ملكيته . [/quote] و بعد كتب محمد جابر الانصاري كتاباً مهماً برأيي تحت عنوان :" العرب و السياسة : جذر العطل العميق" و تناول المسألة من هذه الزاوية على نحو ملفت عندما اشار إلى الانتماءات الجهوية و القبلية لجميع الزعماء العرب ! لعله من البديهي هنا ان نسأل فعلاً : من هو الزعيم العربي الذي جاء من عاصمة بلده او بيئة متمدينة فيه؟!!!!!!!! مرة اخرى اهل المدينة العربية عيال على غيرهم في المحاماة و المدافعة كما قال ابن خلدون ، و بدلاً من ان تفرض المدينة نفسها باعتبارها الارقى و تصدر ثقافتها للاطراف انعكست الآية و هيمنت عليها ثقافة الاطراف. ثم ان العلاقة بين الملكية و السلطة علاقة ملتبسة تاريخياً لاننا لا نجد تلك القدسية المستقلة للملكية فبدلاً من ان يكون من يملك يحكم فإن واقعنا التاريخي و المعاصر على السواء يقول بل من يحكم يملك! طيب ما هي القوة التي استند إليها من يصل إلى السلطة؟ الواقع الملاحظ تاريخياً ان الطبقة الحائزة على القسم الاكبر من الدخل استمدت ملكيتها اساساً من شرعية السلطة و ليس العكس و هكذا مثلاً كان الاقطاع العسكري عبر القرون ، إلا انه في مصر مثلاً راحت الملكية ترسخ و تنتج طبقة حقيقية تستمد من ملكيتها قوتها و شرعيتها و سعيها للسلطة فلم يتسنى حصولها على فرصتها التاريخية فوئدت قبل ان تتمكن فعلاً من بلورة نفسها و التعبير عن مصالحها باعتبارها طبقة. من المفارقات الملفتة للنظر أن استيلاء الضباط المغامرين و الثوريين من الاطراف على السلطة و تحت شعارات ثورية حطم تلك الطبقة و ولد فراغاً هائلاً سدته الطبقة الطفيلية التي راحت تتشكل على جنبات هذه السلطة الجديدة. مع اني اخشى ان يكون هذا الاختصار قد جاء مخلاً لكني آمل من خلال التوسع في الحوار ان يستوفي كامل شروطه الموضوعية. اخيرا هذه تحياتي و محبتي و هذه :redrose: لك عمر أبو رصاع سؤال النهضة من اين نبدأ؟ - NADYA - 11-12-2008 موضوع جدا رائع في نظري النهضه لا يمكن تحقيقها بوضع مجموعة من الاسس بل هي خيار الشعوب يجب ان يكون للشعب الرغبه للنهوض بكل مجالات الحياة باكملها من اجل التحديث و الازدهار مثلا النهضه الاوروبيه التي بدات في ايطاليا من اجل القضاء على الدور السلبي التي كانت تقوم به الكنيسه انا داك كمعرقل و مدمر لكل فكر مستنير في الاقتصاد و السياسه و المجتمع......لتنتشر في ما بعد في كل اوربا جائت كحالة عصيان مدني ضد الاوضاع المزريه اعلن الشعب باكمله الرغبة في التغيير كانت ثوره قلميه هائله ساعدها في دلك ايضا وجود عائلات غنية ساهمت في دعم الحركات التنويريه الثقافية و الفكريه وايضا مثقفون عقلاء كدافنشي و مايكال انجيلو ..... و بدلك عادت المثل العليا لاوروبا مثل تقوم على مبدا الارادة والوعي لمادا سميت بشائر التنوير لانه في تلك الحقبه لم يجعل المثقف الاوروبي كتابا دا منفعة الا و ترجمه حتى ان الكتب العربيه ساهمت في تلك النهضة لم يفكر دلك المثقف في ما ان كان صاحب الكتاب مسلم او كاثوليكي او يهودي بل وجد ان الكتاب ينفعه فترجمه حتى يستفيد منه قارن تلك الحقبه بما نحن عليه الامة العربيه نحن لا زالت عقدتنا الدين و اللون والاصل ترهقنا تدكرت مقوله لغاندي مؤسس الهند الحديثة قال ساجعل نوافد بيتي تطل على كل الثقافات لكن دون ان تقتلعني من جدوري. الغش و المصلحه والمحسوبيه و الداتية في الاقتصاد لا زالت السمة الطاغيه الطبقة الغنيه تساهم في تكريس الفقر بمشاريع غير منتجه او خلاقة وايضا لا تساهم في الاقتصاد الحقيقي . مرة سال شخص مدير شركه يابانيه كبيره عن سر هدا النجاح في اليابان قال له ادخل الى مكتبي فوجد مكتبه بمحادات عماله قال له لاننا اسرة واحده و هده الاسره هي اليابان ايضا الشعب العربي شن عصيان مدني ولكن ليس ضد الاوضاع بل ضد حاله فقال بما ان هده الدوله او الحكم لا يعطيني شيء فساعاقبه فادخل عقله في حالة نوم عميق فاصبح خارج نطاق الخدمه مرة كنت اتحدث مع زملاء الدراسه عن اسباب فراغ المكتبات ليجيب احكمهم قال من سياتيه رغبة لقراءة كتاب في دوله لكي تصل فيها الى المكتبه يجب عليك ان تجلس 2 ساعات في انتضار الحافلة و عند الوصول يجب ان تمشي في دروب تسد نفسك للقراءه فالاهون ان اجلس في بيتي احسن تفكير سلبي محض بهكدا تفكير لن نصل ابدا الى النهوض:15: سنبقى في اماكننا لكن عندي سؤال على امر واحد فقط =فهل اكون مبالغاً إذا ما قلت ان اكثر ما يمكن ان نتوقعه من المجددين للفكر الديني و القيمي هو تكييف القيم و العادات و المعتقدات مع التغير الذي يشهده الواقع= كيف للدين ان يتكيف و لمادا دول لم تتكيف و شهدت نهضه كبرى ,,??? كل الاحترام و التقدير لك اخي عمر تحياتي (f)و لا تحرمنا من مواضيعك القيمه(f) سؤال النهضة من اين نبدأ؟ - lellou - 11-12-2008 الشعب الايطالي رفض الكهانة والشعوذة لانه يقرا دانتي وباقي رواد النهضة ونحن ينفق البترودولار على الشعوذة والظلامية لقد ملاوا رفوف المكتبات بمنشورات الشعوذة وغطوا السماء بفضائيات الحماقة والظلامية شباب كالورد يلبس اللباس الافغاني بنات يدفنن شبابهن في عباءات تذكرنا برعاة البعير فقهاء يترصدون لكل مستنير يشنون حربا على شعر المراة الذي لا ينبغي في رايهم ان يظهر لان شهوتهم الجنسية البهيمية توجد هناك في شعر المراة اليك اشكو يا نتشه العظيم ويا فيخته فارزقنا بنيتشه عربي لينقذ الامة سؤال النهضة من اين نبدأ؟ - عمر أبو رصاع - 11-12-2008 Array موضوع جدا رائع في نظري النهضه لا يمكن تحقيقها بوضع مجموعة من الاسس بل هي خيار الشعوب يجب ان يكون للشعب الرغبه للنهوض بكل مجالات الحياة باكملها من اجل التحديث و الازدهار مثلا النهضه الاوروبيه التي بدات في ايطاليا من اجل القضاء على الدور السلبي التي كانت تقوم به الكنيسه انا داك كمعرقل و مدمر لكل فكر مستنير في الاقتصاد و السياسه و المجتمع......لتنتشر في ما بعد في كل اوربا جائت كحالة عصيان مدني ضد الاوضاع المزريه اعلن الشعب باكمله الرغبة في التغيير كانت ثوره قلميه هائله ساعدها في دلك ايضا وجود عائلات غنية ساهمت في دعم الحركات التنويريه الثقافية و الفكريه وايضا مثقفون عقلاء كدافنشي و مايكال انجيلو ..... و بدلك عادت المثل العليا لاوروبا مثل تقوم على مبدا الارادة والوعي لمادا سميت بشائر التنوير لانه في تلك الحقبه لم يجعل المثقف الاوروبي كتابا دا منفعة الا و ترجمه حتى ان الكتب العربيه ساهمت في تلك النهضة لم يفكر دلك المثقف في ما ان كان صاحب الكتاب مسلم او كاثوليكي او يهودي بل وجد ان الكتاب ينفعه فترجمه حتى يستفيد منه قارن تلك الحقبه بما نحن عليه الامة العربيه نحن لا زالت عقدتنا الدين و اللون والاصل ترهقنا تدكرت مقوله لغاندي مؤسس الهند الحديثة قال ساجعل نوافد بيتي تطل على كل الثقافات لكن دون ان تقتلعني من جدوري. الغش و المصلحه والمحسوبيه و الداتية في الاقتصاد لا زالت السمة الطاغيه الطبقة الغنيه تساهم في تكريس الفقر بمشاريع غير منتجه او خلاقة وايضا لا تساهم في الاقتصاد الحقيقي . مرة سال شخص مدير شركه يابانيه كبيره عن سر هدا النجاح في اليابان قال له ادخل الى مكتبي فوجد مكتبه بمحادات عماله قال له لاننا اسرة واحده و هده الاسره هي اليابان ايضا الشعب العربي شن عصيان مدني ولكن ليس ضد الاوضاع بل ضد حاله فقال بما ان هده الدوله او الحكم لا يعطيني شيء فساعاقبه فادخل عقله في حالة نوم عميق فاصبح خارج نطاق الخدمه مرة كنت اتحدث مع زملاء الدراسه عن اسباب فراغ المكتبات ليجيب احكمهم قال من سياتيه رغبة لقراءة كتاب في دوله لكي تصل فيها الى المكتبه يجب عليك ان تجلس 2 ساعات في انتضار الحافلة و عند الوصول يجب ان تمشي في دروب تسد نفسك للقراءه فالاهون ان اجلس في بيتي احسن تفكير سلبي محض بهكدا تفكير لن نصل ابدا الى النهوض:15: سنبقى في اماكننا لكن عندي سؤال على امر واحد فقط =فهل اكون مبالغاً إذا ما قلت ان اكثر ما يمكن ان نتوقعه من المجددين للفكر الديني و القيمي هو تكييف القيم و العادات و المعتقدات مع التغير الذي يشهده الواقع= كيف للدين ان يتكيف و لمادا دول لم تتكيف و شهدت نهضه كبرى ,,??? كل الاحترام و التقدير لك اخي عمر تحياتي (f)و لا تحرمنا من مواضيعك القيمه(f) [/quote] نحن نقول ان الشعوب حتى تشعر بهذا و تتبناه لا بد من تغيير البيئات المادية للمجتمع ليندفع تحت وطأة الشعور بالحاجة إلى هذا التغيير (منطق الحاجة ام الاختراع). هذا تماما هو ما حصل في اوربا نتج واقع مادي اقتصادي اجتماعي جعل استمرار البنية الفوقية القديمة شيء غير محتمل و لا ممكن و انتج كذلك تحت وطأة هذا التناقض المثقفين الذين استشهدتي بهم و غيرهم ليعبروا عن هذه الارادة. ثم هل الدين يتغيير؟ اقول: ترى من اين يأتي الدين؟ لو قلنا من النصوص ، فإن سؤال آخر في منتهى الاهمية يطرح نفسه هنا و هو : هل النصوص تنطق دلالاتها و تكون الوعي بها لوحدها؟ ام انها انما ينطق بها الرجال ؟ ان عملية التفسير و التأويل و فهم الدين بعامة هي عملية تفاعلية ليس النص الاصلي عنصرها الوحيد انما هناك اللغة و تطورات عقل اللغة و هناك المتلقي او المفسر- المؤول - المجتهد - الفقيه عقله و تكوينه الفكري الذي هو ابن نسيج الواقع القائم ، فالانسان لا يفكر لا في عدم و لا من عدم انما الواقع بتجلياته من حيث هو تكوين له من ناحية (ابن ثقافته فالانسان ابن البيئة)و من حيث هو اشكاليات و علاقات داخلة من ناحية ثانية يفرض عليه اهتمامات معينة و كذلك ثقافة تكوينية معينة يعي بها و من خلالها النصوص ، سنعطي مثلا بسيطاً جداً بهذا الشأن فنقول ان كتب التراث الفقهية ثلثها على الاقل ينصرف لدراسة و اعطاء الاحكام التي تتعلق بالرقيق ، في حين ان هذا الاهتمام من اساسه يختفي عند قرنائهم المعاصرين ، ببساطة لان الرقيق لم يعد موجوداً. اشكرك اخيرا على اهتمامك و املي ان اتمكن من المواصلة و الاستمرار في التفاعل دائما فليس من شيء اهم من الجدل بكل اشكاله و مراحله تحياتي و مودتي:redrose: عمر سؤال النهضة من اين نبدأ؟ - عمر أبو رصاع - 11-12-2008 Array الشعب الايطالي رفض الكهانة والشعوذة لانه يقرا دانتي وباقي رواد النهضة ونحن ينفق البترودولار على الشعوذة والظلامية لقد ملاوا رفوف المكتبات بمنشورات الشعوذة وغطوا السماء بفضائيات الحماقة والظلامية شباب كالورد يلبس اللباس الافغاني بنات يدفنن شبابهن في عباءات تذكرنا برعاة البعير فقهاء يترصدون لكل مستنير يشنون حربا على شعر المراة الذي لا ينبغي في رايهم ان يظهر لان شهوتهم الجنسية البهيمية توجد هناك في شعر المراة اليك اشكو يا نتشه العظيم ويا فيخته فارزقنا بنيتشه عربي لينقذ الامة [/quote] تحياتي عزيزي الفاضل اما بعد فاني اتفق معك في جزئية الامتعاظ الشديد من هيمنة الفكر الظلامي ، لكني اعتقد ان ما نحتاجه ليس نيتشه عربي لينقذنا ما نحتاجه تغيير الواقع المعاشي المادي حتى يتسنى لنيتشه العربي ان يجد بيئة تحتضن فكره و تتبناه و تناضل من اجله. تقبل الود عمر |