+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: المدونــــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=83)
+--- الموضوع: أشياء تُشبه اليوميات (/showthread.php?tid=23728)
أشياء تُشبه اليوميات - بسمة - 10-12-2005
ما الذي أثار فيّ الحنين مرة أخرى لكتابة ما يشبه اليوميات، خاصة وأنني حاولتُ أكثر من مرة دون أن استمر، سواء في التفكير أم في محاولة واستمرار الكتابة؟
أستطيعُ القولَ دون مواربةٍ هو استمتاعي بموسيقى اللغة العربية وجمالها ومدى دهشتي لها كلما استمعتُ إليها حين تُكتب خارج نطاق استماعنا لها الروتيني في نشرات مآسي الأخبار اليومية.
لستُ من متابعي التلفاز، بل أجد من المشقة أن أجلس و أتلقى ما تفرضه علي شاشته، في الوقت الذي بإمكاني انتقاء ما أريد وإقصاء ما لا أريد في القراءة بين دفتي كتاب. وهذا يعني أنني لا أتابع برامج التلفاز في رمضان، هذا الشهر الذي تحول إلى موسم أو مهرجان عظيم صاخب بالمسلسلات والبرامج.
غير أن مسلسلاً واحداً جذب انتباهي له لعدة أسباب منها: الأداء الحقيقي والمُقنِع بطريقة فنية عالية، وإنسانية القضايا المطروحة في المسلسل، وجمال القرية أو "الضيعة" التي تم تصوير أولى حلقاته، وانجذابي لأدق التفاصيل فيها من طريقة البناء، والجبال المشرفة على منظار خلابة يتمنى أي إنسان منا أن يبقى هناك وينساه الزمن ويُسقطه من حساباته! أما منطقة الجذب الأكبر التي جذبتني لمتابعة المسلسل هو إتباعه أسلوب "الفلاش باك" إذ أن البطلة تظهر لنا أمام شاشة حاسوبها المحمول وتسرد لنا وتدوِّن ما حدث لها ومعها...
ما شأن اللغة العربية الفصحى والدهشة التي ذكرتها أعلاه، بينما المسلسل باللهجة العامية السورية؟
نكتب بالفصحى، نقرأ بها، نستمع إلى مآسي نشرات الأخبار، نتابع مسلسلات الملاحم التاريخية والدينية بها أيضاً، لكن قلة قليلة هي الأعمال أو الأوقات التي (نستمع) إلى لغتنا الجميلة في عمل إنساني جميل رقيق. وهذا ما حدث معي، إذ أن البطلة وفي اللحظات التي تسبق مشاهد الفلاش الفلاش باك الرئيسة، تستخدم اللغة العربية الفصحى بطريقة جميلة، غنية، غنّاءة، شاعرية تدغدغ فيّ وتثير بي رغبة الاستماع أكثر لها، والكتابة!
وبما أنني أمر بمرحلة "قحط كتابية"، وربما غيرتي من البطلة التي تكتب ما حدث معها، رأيتُ إعادة المحاولة في كتابة ما يشبه اليوميات، وأعاود القول أنني لا أدري إن كنت أستطيع الاستمرار في الكتابة أم لا، هل سيكون هناك ما يتبع هذه المقدمة أم ستكون هي المقدمة والخاتمة، آمل أن تستمر غيرتي ولذتي في الكتابة، فما نعيشه يضيع وتأكله آفة النسيان والتلاشي والهباء إن لم ندوّنه. والتدوين سهل، لكن طريقة التدوين هي الـ.....
يتبع إن شاء الله
دمتم بود(f)
بسمة
أشياء تُشبه اليوميات - كمبيوترجي - 10-12-2005
إسمحي لي أن أضع جملة صغيرة يا بسمة الرائعة :)
إن كانت تلك الفتاة التي تتحدثين عنها هي من أظن، فلقد كادت أن تبكيني حين كتبت على دفترها الذي أغرقته و أبلته مياه "البحرة" تطلب من حبيبها الذي أظن أنه القلم أن ينشر ضفائرها على كرسي الجامعة.....
لست أذكر التعبير لكنه حفر في ذاكرتي، لن أمنع ابنتي أو أختي أو أي فتاة حق التعلم مهما بلغت من التخلف، عهد علي باق إلى يوم الممات...
دمت رائعة (f)
أشياء تُشبه اليوميات - بسمة - 10-12-2005
أخي العزيز كمبيوترجي
سعيدة لمرورك(f)، بالمناسبة المسلسل الذي تحدثت عنه يأتي على قناة عمّان الأولى بعد الموجز المحلي الساعة السادسة!
دمتَ بود
أشياء تُشبه اليوميات - ابن الشام - 10-12-2005
أختي بسمة،
أحياناً أتمنى لو أنني حملت معي آلة التصوير في كل مكانٍ جميلٍ ذهبت إليه ، فما أجمل من ذكرى جميلة تنعش القلوب بعد ذبولها في خليطٍ من أحداث اليوم وكآبة الأمس معاً. لو أنني أملك من اللغة ما تملكين لحملت قلمي برفقة دفترٍ صغير إلى جانب آلة التصوير.
أرجو أن تكون هذه المقدمة هي مقدمة مقدمات أخريات لمقدمات أخريات ...
دمت لي (f)
أشياء تُشبه اليوميات - العلماني - 10-12-2005
دعي قلمك يكتبك، والقي لشجونك الحبل على غاربها، ولا تخافي وعورة الطريق ولا وعثاء السفر، ولا تفكري "بطريقة التدوين" في هذه "اليوميات"|المذكرات. فقط، اتركي لنهرك أن يرسم تعاريجه ويصنع منحنياته وينحت ضفافه بنفسه، ولسوف ترين الشجر يظلله والطير يغني له والحياة تدب في منعطفاته.
سيري ولا تخافي، فعندك كل ما يضمن لكرمك أن يزهر ويعقد ويثمر...
(f)
واسلمي لي
العلماني
أشياء تُشبه اليوميات - حسان المعري - 10-12-2005
عندما تكتب بسمه فتحي بدمها ودموعها ..
ليس لنا إلا أن نقعد في حضرتها ونستمع .. بصمت ..
بصمممممممممممت ..
مودتي
(f)
أشياء تُشبه اليوميات - بوعائشة - 10-12-2005
إذا كان هناك مسلسل تاريخي يروي حكاية عربية او اسلامية تاريخية ، فلا أفضل من المسلسل الذي تكون نخبته ممثلين سوريين..
هناك مسلسل شاهدته مؤخرا بث على قناة الإمارات وقناة الرأي ، وهومسلسل صراع الاشاوس يحكي قصة عربية قبل الاسلام وهو شبيه القصة بمسلسل الجوارح من حيث التحدي بين الاشقاء ولكن هذه المرة بين ابناء العم الالداء في الخصومة ومشاهد القتل والذبح والفروسية والنبل جميعها مصطلحات متناقضة ولكنها رائعة..
نحن نفتقر إلى مثل هذه الأعمال الدرامية التي تنمي فينا اللغة ومعرفة التقاليد العربية قبل الإسلام بصورة سهلة ومبسطة..
هناك مسلسل آخر لا يقل في روعته عن بقية المسلسلات بث في رمضان قبل الماضي (هولاكو) على قناة أبوظبي وكان بطله بلا منازع الممثل السوري القدير أيمن زيدان الذي أكن له الكثير من الإعجاب وهو يقدم الآن عمل آخر (ملوك الطوائف)..
اعتذر للصديقة بسمة لأني أخرجت موضوع يومياتها عن سياقه ، ولكنها خاطرة بدرت لي عندما قرأت موضوعها ، وأتمنى أن تكمله..
تحياتي(f)
أشياء تُشبه اليوميات - بسمة - 10-13-2005
أخي العزيز ابن الشام "كروشة"
أكتب، صوِّر، اعزف، ارسم، يااااه كم نحن نحن بهذة الحالات!
أخي العزيز العلماني
كيف أشكر لك تشجيعك، كلماتك تعزز الثقة والأمل في نفسي
دمتَ بود بود
أخي العزيز حسان المعري
أخاف صمتكَ، فلا تحرمني مروركَ وتعليقاتك
أخي العزيز ابو عائشة،
ربما هي المرة الأولى التي تشارك بموضوع لي، سعيدة جدا لمداخلتك جداً، كنت قبل أعوام من الشغوفين بالمسلسلات التاريخية، الآن وبعد هذا الكم الكبير الكبير من المآسي والحروب والفواصل التاريخية التي نعيشها وبصمت محزن، صرت أهرب منها -المسلسلات التاريخية- أهرب منها بعيداً بعيداً...
دمتَ رائعاً وأشكرك جزيل الشكر
أختكم بسمة(f)
أشياء تُشبه اليوميات - بسمة - 10-13-2005
لا أعرف بالضبط كيف أشرح الأمر، إنه يشبه إلى حدٍ ما زيارة الملائكة الساكة صوت فيروز صباحاً عبر موجات الراديو بهدوء صاخب لذيذ يعيد للنفس توازنها وللروح جمالها الأول، تبدأ بالغناء معها بصوتٍ خفيض، يتمايل رأسك طرباً وانتشاءً وحبال صوتك رقصاً، تغمض عينيك لأنك تعلم بأن مثل هذا الجمال لا يُرى بالعين، بل لا حاجة أصلاً للرؤية، إذ تطغى ملائكة صوتها وتتفوَّق على كل ما حولها تظن أن تلك الملائكة خاصَّتك، وتتوالد من حارات قلبك الدافئة الحانية.
حادةٌ هي الفاجعة، حين تصمتُ فيروز على حين غرة ويبقى صوتك! تُصدَم أن ملائكة قلبك ما هي إلا عفاريت زيَّنت لك سوء صوتك، وقتها لا تمتلك من أمرك شيئاً غير الالتفات حولك داعياً الله راجياً إياه أن لا تكون انكشفت عفاريتك لغيرك، تعدٍّل من جلستك وتطفوا مرة أخرى هواجس يومك على سطح تفكيرك و...
هذه الحالة كانت تتلبّسني كل صباح في باص العمل الذي يُقلّني إليه، وقبل أن يمر بمنطقة "وسط البلد". ظننتني شغوفةً بهذه المنطقة، كنت أرخي رأسي على النافذة وتلتقط عيناي -المفتوحتان على اتساعهما- ما تستطيعان من تفاصيل، زحام كثيف في حركة السير: سيارات وحافلات النقل العام، وسيارات السرفيس، ومئات الأشخاص تتقافز على الطرقات وقطع الشوارع.
كنتُ كل صباح أنتظر اللحظة التي نصل فيها رصيف "الساحة الهاشمية" كي أرى "عمي الورّاق" هكذا أسميته إذ امتزجت حالتي بالحزن والعصبية حين سمعت من يقول عنه "أحد مجانين وسط البلد"، شعور غريب متداخل أشعره كلما رأيته لكني على الأكيد أرفض تسميته بمجنون! رجل ستيني، صحته بحال جيدة جداً –أو على الأقل هكذا يبدو بضخامة جسده وكرشه العامرة العامرة- يرتدي صيفاً "دشداشة" يزيد عليها في الشتاء جُبّة سميكة كلتاهما في حالة يرثى لها بسبب اتساخهما الدائم، شعره طويل ولحيته يتخللهما الشيب. والغريب في "عمي الورّاق" أنه دائم السير وهو يقرأ، دائم السير وهو حامل كيساً به أوراق كثيرة موضوعة على غير ترتيب، كم تمنيتُ –وما زلتُ- الحديثَ معه، وتصفح كتبه وأوراقه، تبيَّنت ما كان بين يديه أكثر من مرة، القرآن الكريم، كتاب شعر، وبالأمس كان يحمل مجلّداً ضخماً. وكم تمنَّيتُ أيضاً –وما زلتُ- تصويرَه. أسئلة كثيرةٌ تتراقص في رأسي كلما رأيته أو بحثت عنه بين المارة: حقيقة ما حدث معه وله، ولماذا بقي متمسكاً بالكتب والأوراق، وهل حقاً يقرأ بتمعن؟ يا الله، قبل أيام وفي طريق عودتي للبيت وحين رأيته، أخبرتني زميلاتي -وهن العارفات ببحثي عنه وباهتمامي به، بل ونتندَّر جميعاً بأن حالي سيصبح مثل حاله إن بقيت الكتب هي رفيقتي الأثيرة :)- أنهن رأينه يخرج من مكتبة الأمانة وبالطبع يقرأ أيضاً.
سألتُ عن سبب ما آل إليه حاله، وبالطبع لم أصل إلى إجابة مؤكدة، إحدى الروايات تقول، بأنه كان صاحب مال كثير، وأن أخاه بطرق ملتوية خلّصه إياه، فجنَّ الرجل وأصبح يحمل الأوراق والكتب ليبحث عن الطرق التي سُرق بها!
لم أستطع قبول تلك الرواية، قد يبدو مُرجحاً لو أنه يحمل ورقاً وحسب، لكن الرجل يحمل كتباً ودائم القراءة والمشي، وكم حزنت حين أتى رجل من خلفه يوماً ورفع طرف دشداشته وشبكه في رأسه، يومها استدار عمي الورّاق، رأى الرجل بهدوء كبير لا يتناسب وحجمه الضخم، أنزل دشداشته بهدوء وأكمل سيره متابعاً قراءة ما كان بين يديه!
لماذا أكتب عنه اليوم، ربما الاعتياد على رؤيته، وبحثي اليومي عنه، إذ كنت قبل عامين أبحث عنه كل صباح، والآن ومنذ أشهر صرتُ أبحث مساءً بعد أن صارت تُوْصِلني أختي لعملي صباحاً دون المرور من وسط البلد، ودون الاستماع لملائكة صوت فيروز. وأكتب عنه لأنني بالأمس فقط تمعّنت في ملامح وجهه حين كانت إشارة المرور حمراء وكنت داخل السيارة ومرَّ بجانبي تأملتُ وجهه، وتأملني، أُخِذتُ باللحظة ونسيت بل طارت عن بالي فكرة إخراج الكاميرا وتصويره.
عشراتُ الأفكار تزاحمت في رأسي بينما كنت أتأمل عينيه الصغيرتين، تراه ماذا فكّر حين تأملني وتبادلنا النظرات الفاحصة؟
ما أنا متأكدة منه، أنني أحبك عمي الورّاق، فلا تغب، ولا تحرمني رؤيتك كل يوم...
13/10/2005
الخميس
(f)
أشياء تُشبه اليوميات - بوعائشة - 10-13-2005
لكِ كل التقدير والاحترام صديقتنا الأستاذة بسمة(f)