حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
الإسلام والعدالة الاجتماعية - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: الإسلام والعدالة الاجتماعية (/showthread.php?tid=23819) |
الإسلام والعدالة الاجتماعية - arfan - 10-08-2005 قبل ظهور الإسلام كان عرب الجزيرة، ما عدا مكة ويثرب وخيبر وبعض الواحات يعيشون حياة البداوة التي لا تعرف الملكية الفردية إذ أن كل الكلأ والماء والنار مملوكة للقبيلة. يقول عالم الاجتماع العراقي د. علي الوردي: "البدائيون الذين يعيشون على الفطرة إذا شبعوا حمدوا ربهم وذا جاعوا حمدوا ربهم كذلك، لأنهم يشبعون جميعاً ويجوعون جميعاً، فليس بينهم متخوم ومحرم." (مهزلة العقل البشري، ص 32). وهذه هي العدالة الاجتماعية في أبسط صورها. وقبل ظهور الإسلام كان محمد بن عبد الله تاجراً يعرف الكيل والميزان وكل ما يمت للتجارة بصلة. وعند نزول القرآن جاءت سوره مليئةً بالألفاظ التجارية من كيل وميزان وشراء وبيع وقرض، مثل "ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أووزنوهم يُخسرون" (المطففين، 1-3). و"إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم" (التوبة 111). و"ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله" (البقرة 207) و"المال والبنون زينة الحياة الدنيا" (الكهف 6). و"تحبون المال حباً جما" (الفجر 20). و"من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة"(البقرة 245). فان التركيز، خاصةً في السور المكية، كان على المال والتجارة وأصبح المال هو المحرك الرئيسي للمجتمع المسلم الجديد، بدل أن تحركه الدوافع العقائدية. وعندما هاجر النبي إلى المدينة كان المهاجرون معه كلهم فقراء ما عدا عثمان بن عفان، فآخاهم مع الأنصار الذين شاركوهم في أموالاهم ووهبوا لهم من نخيلهم. وحاول النبي في بداية الأمر أن يلتزم العدالة الاجتماعية فقال: "الناس شركاء في ثلاث، في الماء والكلأ والنار". وهذه، رغم أنها من واقع الحياة البدوية قبل الإسلام، فقد كانت بدايةً طيبة للعدالة الاجتماعية التي كانت سائدة في بداية الإسلام بحكم أن أغلب المسلمين كانوا متساوين في الفقر، فقد روي ابن عساكر: "حدثنا نصر بن علقمة عن جبير بن نفير عن عبد الله بن حوالة قال كنا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فشكوا إليه الفقر والعري وقلة الشئ فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) بل أبشروا فوالله لأنا وكثرة الشئ أخوف عليكم من قلته والله لا يزال هذا الأمر فيكم حتى تفتح لكم أرض فارس وأرض الروم وأرض حِمير وحتى تكونوا أجنادا ثلاثة جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن وحتى يعطى الرجل مائة دينار فيتسخطها." (تاريخ دمشق، ج1، ص 73). فكانت المائة دينار تعتبر حلماً يتطلع إليه المسلم. ثم بدأت الغزوات والسرايا وبدأ المال يتدفق على المسلمين، فقال ابن قيم الجوزية: "ولما رجع رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم من غزوة خيبر إلى المدينة، ردَّ المهاجرون إلى الأنصار منائِحَهم التي كانوا منحُوهم إياها مِن النخيل حين صار لهم بخَيْبَر مالٌ ونخيلٌ، فكانت أُمُّ سُليم وهى أُم أنس بن مالك أعطت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عِذَاقاً (نخلات)، فأعطاهن أُمَّ أيمن مولاته، وهى أُم أُسامة بن زيد، فردَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على أُم سُليم عِذاقها، وأعطى أُم أيمن مكانهن من حائطه (جنائنه) مكانَ كل عَذق عشرة " (زاد المعاد، ج3، ص 186). ثم بدأت العدالة الاجتماعية الفتية تترنح عندما بدأ النبي غزواته على اليهود، فعن ابن عباس قال كان النبي (صلى الله عليه وسلم) قد حاصرهم يعني بني النضير حتى بلغ منهم كل مبلغ فأعطوه ما أراد منهم فصالحهم على أن يحقن لهم دماءهم وأن يخرجهم من أرضهم ومن ديارهم وأوطانهم وأن يسيرهم إلى أذرعات الشام وجعل لكل ثلاثة منهم بعيرا وسقاء (تاريخ دمشق لابن عساكر، ج1، ص 140). وتبع ذلك مصادرة أموال بني قريظة وبني المصطلق ويهود خيبر وتيماء ووادي القرى. فهؤلاء اليهود فقدوا مزارعهم وأموالهم وبيوتهم التي أخذها المسلمون. أما يهود خيبر وتيماء فقد ذهبت كل أراضيهم ونخيلهم للنبي شخصياً لأن المسلمين لم يحاربوا من أجلها، وصالح النبي اليهود على زراعة أرضهم والاعتناء بنخيلهم على أن يكون نصف المحاصيل ونصف التمر للنبي. فكانت هذه بداية استغلال المسلمين لشعوب البلدان المفتوحة قهراً. ثم بدأت السنة النبوية تفضل بعض الصحابة على بعض في الرزق، إذ أقطع النبي بعض أصحابه أراضي شاسعة أصبحت ملكاً لهم، فقد أقطع بلال بن الحارث العقيق أجمع، فلما كان عمر قال لبلال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يقطعك لتحيزه عن الناس، إنما أقطعك لتعمر فخذ منها ما قدرت على عمارته ورد الباقي رواه أبو عبيد، في " الأموال " وكذلك وروى علقمة بن وائل عن أبيه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أقطعه أرضا بحضرموت قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح وقال سعيد: حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن عمرو بن شعيب (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقطع ناسا من جهينة أومزينة أرضا،) وأقطع كذلك لبلال بن الحارث معادن القبلية، جلسيها وغوريها) رواه أبو داود وغيره. (المغني لابن قدامة، كتاب إحياء الموات، ص 4). وقال النبي بعد ذلك: " (عادي الأرض لله ولرسوله ثم هولكم بعد ومن أحيا مواتا من الأرض، فله دفينها " فكان من حق الرجل الغني أن يختار كيلومترات من الأرض الموات ويستأجر اليد العاملة لتحييها له، فتصبح ملكه بما في جوفها من معادن. وجاء الخلفاء من بعده وأقطعوا لأصحابهم الأراضي فظهرت طبقة من الإقطاعيين أصحاب الأراضي الشاسعة التي صار يزرعها لهم العبيد من الموالي. وكنتيجةٍ لهذه الممارسات فإن عدداً من الصحابة من رؤوس المهاجرين والأنصار قد أصبحوا منذ خلافة عثمان، هم الفئة الأغنى في كل العالم الإسلامي الناشئ. وقد وردتنا أرقام مثيرة للدهشة عن ثرواتهم. ففي طبقات ابن سعد وهو أحد أوثق المصادر في تاريخ صدر الإسلام، بلغت ثروة الزبير بن العوام اثنين وخمسين مليون درهم من النقد وكانت له أملاك في مصر والإسكندرية والكوفة والبصرة والمدينة. وكان لعثمان عند خازنه يوم قتل ثلاثين مليون درهم ومائة وخمسين ألف دينار. وترك عبد الرحمن بن عوف ألف بعير وثلاثة آلاف شاة ومائة حصان ومزرعة تسقى بعشرين ناضح (بعير) وذهب مصبوب في سبائك، يقول المسعودي إنه أخرج بعد وفاته إلى مجلس عثمان وكوم على الأرض فحال بين الجالسين لارتفاعه عليهم. وكانت غلة طلحة من العراق وحده ألف درهم في اليوم وقد ترك من الأموال والعقار ثلاثين مليون درهم. وهؤلاء الأربعة من العشرة المبشرين بالجنة وهم من قادة الصحابة. وينقل صاحب العقد الفريد أن ابن عباس كان يرتدي الرداء بألف درهم (من قاموس التراث لهادي العلوي، ص 24). ولما لم يكن في عهد النبي بيت مال للمسلمين وكانت الأموال والسبايا من الغزوات توزع على الجند، أصبح الرجال القادرون على الجهاد أغنياء، وزاد غنى الذين كان باستطاعتهم شراء الخيول للغزوات إذ أن النبي كان يسهم للفارس ثلاثة أسهم مقابل السهم الواحد لجندي المشاة. وكنتيجة لهذه السياسة أصبح الأغنياء أكثر غناءً بينما ظل النساء والمقعدون والشيوخ في فقرهم لعدم اشتراكهم في الغزوات. وأصبحت هناك طبقتان في مجتمع المدينة. وقتها حاول النبي أن يوازن بين الطبقتين، فأتى بالآية: " يا أيها الذين آمنوا إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم " (التوبة 34). واختلفوا في تعريف الكنز، وروى أبو الضحاك عن جعدة بن هبيرة عن عليّ قال: "أربعة آلاف فما دونها نفقة وما كثر فهو كنز." ولكن أغلب المجاهدين كانوا يملكون أكثر من ذلك، فلم تعجبهم هذه الآية، فاحتجوا للنبي، فأنزل الله: "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها " (التوبة 103). فقالوا إن المال الذي تخرج منه الزكاة ليس كنزاً مهما كثر. ولكن المشكلة في الزكاة أنها كانت بسيطة (ربع العشر، أي اثنين ونصف بالمائة) ومنها استثناء كثير مثل الحُلي والخيل والعبيد والعسل والخضروات وما إلى ذلك. ولم يكن المسلم مجبراً على دفعها لبيت المال وإنما كان مسموحاً له أن يعطي زكاته لأهله وأقربائه. ثم أن أوجه صرف الزكاة كانت محددة في القرآن، فلم يكن من الممكن صرفها على مستشفيات أو مدارس أو مساكن للفقراء، ولم يكن أهل الذمة من مستحقي أموال الزكاة، رغم أنهم كانوا يدفعون الجزية والخراج على الأرض. ولذلك لم تُصرف أموال الدولة بطريقة تضمن العدالة الاجتماعية. بعد وفاة النبي لم يغير أبو بكر شيئاً في تصريف شؤون المسلمين، ولما جاء عمر بن الخطاب إلى الخلافة زادت الفتوحات وتدفقت الأموال على المسلمين وعلى بيت مالهم الذي أنشأه عمر بن الخطاب، لدرجة أنه قال: " جاءتنا أموال لا تعد ولا تحصى، فمن شاء أن يكيل كيلاً أو يعد عداً فليفعل." ولكن عمر استمر بنفس سياسة تقسيم الفئ على المجاهدين بعد خصم الخمس الذي كان يذهب إلى بيت المال. وحاول عمر أن يعامل المسلمين بالتساوي، فلما همّ في سنة عشرين بتدوين الدواوين دعا بمخرمة بن نوفل وجبير بن مطعم فأمرهما أن يكتبا الناس على منازلهم. فكان يرزق الناس الرجل والمرأة والمملوك جريبين كل شهر، وكان يفرض للمولود إذا ولد في عشرة (فتوح البلدان للبلاذري، ص 511). وفرض لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللاتي نكح نكاحًا أثنى عشر ألف درهم، أثنى عشر ألف درهم. وفرض لجويرية وصفية بنت حبى بن أخطب ستة آلاف درهم لأنهما كانتا مما أفاء الله على رسوله (نفس المصدر، ص 505). ولكن هم عمر كان منصباً على أهل المدينة فقط، ولما سأله أهل البادية أن يعطيهم من بيت المال، قال لهم: "والله لا أرزقكم حتى أرزق أهل الحاضرة " (ص 110). ورغم كل الأموال التي تدفقت على المدينة كان هناك فقراء لا يملكون شروى نقير، فقد حكت كتب التاريخ عن المرأة التي كانت تغلى قدراً فارغاً لأولادها لتوهمهم أنها كانت تطبخ لهم عشاءهم، ولما رآها عمر ذهب إلى بيت المال وحمل جوال الدقيق على ظهره وأحضره لها. وكانت المدينة في عهده مليئة بالفقراء الذين كانوا يسرقون التجار في الأسواق وعُرفوا ب "سُرّاق المدينة". وفي عهد عمر كانت مجاعة المدينة التي عرفت بعام الرمادة وأكل الناس فيها جلود الحيوانات بينما كان غالبية الصحابة متخمين، فقد روى أحمد في "مسنده" من حديث أنس، أن عبد الرحمن بن عوف أثرى وكثر ماله حتى قدمت له مرة سبعمائة راحلة تحمل البر والدقيق، فلما قدمت سمع أهل المدينة رجة، فبلغ ذلك عائشة فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "عبد الرحمن بن عوف لا يدخل الجنة إلا حبواً". فلما بلغه قال: يا أمه أشهدك أنها بأحمالها وأحلاسها في سبيل الله. (تاريخ الإسلام للذهبي، ج2، ص 144) ولم يستح الصحابة وأبناؤهم من إظهار ثروتهم الخيالية رغم آية الكنز، فعندما تزوجت فاطمة بنت الحسين بن علي، أصدقها الديباج عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان ألف ألف درهم (شذرات الذهب، ج1، ص 140). ولما تزوجت عائشة بنت طلحة التيمية أصدقها مصعب بن الزبير بن العوام مائة ألف دينار (نفس المصدر، ص 123). ورغم الآيات القرآنية التي تحض على الزهد والتقشف، لم يكن هناك زاهدُ من الصحابة غير سلمان الفارسي وأبي ذر الغفاري. وهذه الدولة الإسلامية التي فاق غناؤها خيال الصحابة لم تكن بها مدارس ولا مستشفيات ولا مساكن للفقراء ولا نظام اجتماعي يضمن للمعدمين دخلاً يبعد عنهم الجوع. ثم جاءت الدولة الأموية فتكدس المال والإقطاع عند المقربين من معاوية، وقد أقطع معاوية أناساً كثيرين منهم الحسن بن علي الذي أقطعه معاوية عين الصيد بالعراق وغيرها (فتوح البلدان للبلاذري، ص 313) وأعطاه خمسمائة ألف من بيت مال الكوفة. ومع تدفق الذهب والعبيد من السند والهند اللتين فتحتهما جيوش الحجاج بن يوسف، على العراق، زاد ثراء المقربين والإقطاعيين الذين استغلوا الزنج والهنود في مزارعهم مما أدي إلى ثورة الزنج بقيادة رباح في عام 71 وعام 76 هجرية. ثم جاءت الدولة العباسية فأصبح مال الدولة ملكاً للخليفة، حتى أن الخليفة أبا جعفر المنصور قال: "أيها الناس إن الله ملّكني أموالكم ورقابكم، فإن شئت قبضت وإن شئت بسطت." فبنى الخلفاء القصور واشتروا الجواري والمغنين. وكلما زاد ترفهم زادت جباية الضرائب على الفقراء. ويقال أن الخليفة هارون الرشيد نظر إلى سحابة فقال لها " سيري! فأيما هطلت أتاني خراجك." ولم يتورع العباسيون عن استعمال القوة في جمع الخراج، فقد وجه الخليفة المأمون علي بن هشام المر وزي إلى قم وقد عصى أهلها وخالفوا ومنعوا الخراج وأمره بمحاربتهم وأمده بالجيوش ففعل وقتل رئيسهم وهو يحيى بن عمران وهدم سور مدينتهم وألصقه بالأرض وجباها سبعة آلاف ألف درهم وكسرًا وكان أهلها قبل ذلك يتظلمون من ألفي ألف درهم.(فتوح البلدان، ص 329). وظهر البذخ المبالغ فيه في زواج الخلفاء وزواج أبنائهم، فلما تزوج المأمون بوران فُرش له يوم البناء حصير من ذهب ونثر عليه ألف حبة من الجوهر وأشعل بين يديه شمعة عنبر وزنها مائة رطل ونثر على القواد رقاع بأسماء ضياع فمن وقعت بيده رقعة أشهد له الحسن بالضيعة وكان الحسن بن سهل يجري في مدة إقامة المأمون عنده على ستة وثلاثين ألف ملاح فلما أراد المأمون الأصعاد أمر له بألف ألف دينار وأقطعه مدينة الصلح (شذرات الذهب للدمشقي، ج2، ص 21). ولما أفضت الخلافة إلى المتوكل أهدى له الناس على أقدارهم فأهدى له محمد بن عبد الله بن طاهر ثلاثمائة جارية من أصناف الجواري (نفس المصدر، ص 116). وحتى أمهات الخلفاء ملكن المال والجواري، فعندما توفت أم المتوكل وكانت خيرة كثيرة الرغبة في الخير، خلفت من العين خمسة ألاف ألف دينار وخمسين ألف دينار ومن الجوهر قيمته ألف ألف دينار (نفس المصدر والصفحة). وعندما أرهقت الجباية المواطنين، ثاروا في كل أنحاء الدولة العباسية على بني العباس: فكانت ثورة منصور بن جمهور في السند، وثورة المزارعين الأقباط في مصر في عام 134 عندما أرهقتهم الجزية والخراج، وثورة أهل الذمة في البقاع بلبنان في عام 136 عندما أرهقتهم جباية الخراج، وثورة الأرمن عام 139 بزعامة موشيغ ماميكونيان عندما امتنعوا عن دفع الخراج، وثورة الأقباط الثانية في مصر عام 150 لإرهاقهم بجباية الخراج، وثورة الأقباط الثالثة عام 156 لنفس السبب، وثورة أهل حمص على أميرها عام 194 لنفس السبب، وثورة الأقباط الرابعة في مصر عام 216 لإرهاقهم بالخراج، ثم ثورة الزط في جنوب العراق في عام 219. وقد اشتهر عمال الخراج بغناهم الفاحش وقصورهم الفارهة، حتى أن شاعراً مثل البحتري كان يمدح أحمد بن عبد الله بن المدبر، عامل الخراج على مصر والشام أيام أحمد بن طولون. واستمر غياب العدل الاجتماعي في الدولة الإسلامية وفي الأقطار الإسلامية الحديثة لدرجة أن الدول الخليجية التي تجمع من بترولها أكثر مما تستطيع صرفه، ما زالت الثروات فيها تتركز في أيدي القلة بينما تمتلئ البلاد بالمتسولين. ولو أخذنا الدول التي تُحكم الآن بالشريعة الإسلامية، وأعني السودان والسعودية وإيران، لوجدنا أن أحوال عامة الناس قد تدهورت منذ مجئ ثورة الإنقاذ الإسلامية بقيادة الترابي بينما أثرى الذين يتربعون على دستة الحكم ثراءً فاحشاً لم يكن معروفاً قبل ذلك في ذلك البلد الإفريقي الذي يُعد من أفقر دول العالم. أما السعودية فلا نحتاج أن نتحدث عن غناها الذي لم يصل بعد إلى بعض الفقراء في أنحاء المملكة مما حدا بالملك عبد الله عندما كان ولياً للعهد أن يكوّن لجنة متخصصة للنظر في أمر الفقراء، أما إيران فمليئة بالأرامل اللاتي مات أزواجهن في حرب العراق فاضطررن إلى ممارسة البغاء للبقاء على قيد الحياة. والمؤسف حقاً أن الإسلامويين، منذ أن كتب سيد قطب عن العدالة الاجتماعية في الإسلام، ظلوا يخرجون علينا بكتب عن الاشتراكية في الإسلام والمساواة في الإسلام وما إلى ذلك، بدل الاعتراف بأخطاء الماضي والحاضر ومحاولة إيجاد حل لها. وقد يكون سبب ذلك أنهم لن يجدوا في القرآن والسنة ما يدحض ما ذهبنا إليه من أن الإسلام دين رأسمالي يلف ويدور حول المال ويلف ويدور فقهاؤه حول أحسن الحيل الشرعية لخداع الناس. فعندما حرّم الإسلام الربا، خرجوا علينا بحيل سموها عمولة البنك، أو أباحوا للشخص المسلم أن يذهب إلى البنك ويطلب منه أن يشتري له سيارة، فيشتري البنك السيارة ويبيعها للمستلف بسعر أعلى من قيمتها لأن المستلف سوف يسدد ثمنها على أقساط. ويذهب المستلف ويبيع السيارة بسعر أقل مما اشتراها به لأنه يحتاج ثمنها عيناً. وهكذا تحايلوا على الربا. وللتأكد من أن الإسلام دينٌ يهتم بالمال أكثر من اهتمامة بالقيم الإنسانية يكفي أن نلقي نظرة على باب القصاص في العبيد، فالفقهاء يقولون: " أن من شرط القصاص في العبيد تساوى قيمتهم، وإن اختلفت قيمتهم لم يجر بينهم قصاص وينبغي أن يختص هذا بما إذا كانت قيمة القاتل أكثر فإن كانت أقل فلا، وهذا قول عطاء وقال ابن عباس: ليس بين العبيد قصاص في نفس ولا جرح لأنهم أموال." (المغني، كتاب الجراح، ص 16). elaph الإسلام والعدالة الاجتماعية - منى كريم - 10-08-2005 يا للمثالية الأفلاطونية الموجودة في كلامك ، مثالية مطلقة !! دعني أضع لك جزءاً من مقالٍ سبق أن نشرته ، لنفتح باب الحوار حول العدالة في الإسلام ، وللعلم لا معاداة لدي للإسلام بإعتباري ملحدة ، بل إنني أتعامل مع كل شيء بشكل محايد دون أن أجرح أحدهم في حبه لدينه .. --------------------------------------------- ( فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله و اللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن و اهجروهن في المضاجع و اضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً ) سورة النساء آية 34 . ليس بجديد الحديث عن العنف ضد المرأة في الدول العربية فقضية المرأة في المجتمعات العربية و تعرضها للعنف من أكثر القضايا طرحاً على الساحة ، و من الواضح أن هنالك نظريات و أحكام وضعها الفقهاء منذ قرون مازال الرجل العربي يستخدمها لتبرير جريمته باسم الرب و المُقدس . ماهية المرأة و دونيتها في الإسلام لا تتعلق في قضايا الميراث و التفرقة و عدم اعتماد شهادتها و الحجاب والتنقل دون محرم الخ .. إنما بدأ الأمر يتشعب إلى ما هو أوسع من ذلك مع التطور الملحوظ في المجتمع . في العصر الحديث يتعرض الرجل العربي و المرأة العربية على السواء لظلم المجتمع ، و لكن لهذا الظلم أن يتفرغ عبر قنوات أخرى ، إن هذا الكبت من قبل أيدلوجية المجتمع و حركة الكهنوت سبب رئيسي في تضخم مسألة العنف . يجد الرجل العربي مساحة كبيرة من الحرية و الأحقية في ضربه للمرأة ، سواء كانت ابنته أو زوجته أو أخته أو أمه الخ ؛ و ذلك بتشجيع من المجتمع الذي يحفظ له حقه في ممارسة العنف مع أدنى حالات الاعتراض التي تبديها المرأة حيث أن الفكرة المتوارثة في المجتمع العربي منذ العصر الجاهلي لم يستطع الإسلام مسحها من عقلية القبيلة و السلطة المتكافلة مع رجل الدين . يؤسس المجتمع العربي الرجل منذ صغره على أمور معينة أولها حريته في الخروج و العودة بأوقات غير محددة بينما يتم التحفظ على كل خطوات المرأة ، يقوم بإعطائه اللون الأخضر في ممارسة دور الآمر على المرأة ( مثال : أخته و زوجته و أحياناً أمه ) ، إضافة إلى إيضاح عُذر لكل خطايا الرجل حتى تلك التي تخرق الشريعة و هو العذر المُكرر : " إنه رجل " !! ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض ، و بما انفقوا من أموالهم ) سورة النساء آية 34 . الإسلام والعدالة الاجتماعية - على نور الله - 10-09-2005 الزميل عرفان بعد التحية : احتوت المداخلة على مغالطات كثيرة و اسمح لى محاورتك فيما تفضلت به : اولا: تفضلت بالقول : ............................ قبل ظهور الإسلام كان عرب الجزيرة، ما عدا مكة ويثرب وخيبر وبعض الواحات يعيشون حياة البداوة التي لا تعرف الملكية الفردية إذ أن كل الكلأ والماء والنار مملوكة للقبيلة. ........................ الجواب: نسيت ان تذكر ان القبيلة بحد ذاتها مملوكة لاشخاص معينين كانوا يعرفون ب(سادة القبيلة ). و كان الكلا و الماء و النار للاقوى من القبائل يعنى فى المحصلة (الملكية ملكية فردية لاشخاص معينين يملكون السلطة و القوة ). ثانيا: تفضلت بالقول : ................ وقبل ظهور الإسلام كان محمد بن عبد الله تاجراً يعرف الكيل والميزان وكل ما يمت للتجارة بصلة. وعند نزول القرآن جاءت سوره مليئةً بالألفاظ التجارية من كيل وميزان وشراء وبيع وقرض .............. الجواب: الرسول الاعظم عمل فى التجارة و لم يكن تاجرا . فهو لم يخرج ابدا فى تجارة خاصة به بل كان يدير تجارة لاخرين تربطه بهم وشائج القرابة . كخروجه فى تجارة لجده و تجارة لعمه و تجارة لزوجه . و لم يثبت ابدا انه قاد تجارة خاصة به . ادار تجارة الاخرين لحاجتهم الى ادارته فعمه كثير العيال و معلوم انه فقير الحال بالرغم من سيادته الروحية فى مكة و ليس غنيا و كبير فى السن و كذلك رافق جده باوامر جده لانه لم يكن يطيق فراقه . اما السيدة خديجة عليها السلام فقد توسلت اليه ليقبل ادارة تجارتها لما اشتهر به من امانة و بحثها و قصدها الى رجل اشتهر بالامانة يدل انها كانت تشعر بانها تتعرض لمؤامرة تجارية و هى امراة ضعيفة فى مجتمع لا يعترف الا بالاقوياء . هذه هى الاحوال التى قصد بها الرسول الاعظم ادارة تجارة الاخرين و من الواضح انها حالات انسانية تطلبت تدخله اما حقيقة حاله فهو ليس بتاجر و لم يخرج فى تجارة تخصه قط لا قبل البعثة و لا بعدها و لم يرسل احدا لادارة تجارة تخصه لا قبل البعثة و لا بعدها . اما تطرقه لالفاظ مثل : الكيل و الميزان و القرض و الشراء و البيع . فبالله عليك اهذه الفاظ تختص بالتجار و رجال الاعمال ؟؟؟ و لماذا قضاة المحكمة يعلقون خلفهم كفتى الميزان ؟؟؟ و هل هذه الفاظ لم يفهمها الا التجار ؟؟؟ اما ان الزبال فى الشارع يفهم هذه المعانى و يتعاطاها ايضا فهو يشترى يوميا قوته و قد تضطره الاحوال للبيع و عندما يشترى شيئا ما فانه يزينه بالميزان ما هذا التكلف المفضوح لاثبات انه رجل اعمال او تاجر و ما هو كذلك ؟؟؟ حتى كفار مكة و العرب لم يتهموه بانه يسعى للربح و لم يربطوا بين دعوته و توجهاته التجارية و يا لها من حجة مقنعة كانت ستحبط الدعوة لو انهم تذرعوا بهذه الحجة و لكنهم يعلمون ان هذه الحجة لا تثبت عليه باى حال من الاحوال بل انهم كانوا يتمنون ان تكون اهدافه تجارية اذ عرضوا عليه السلطة و القوة و المال و هى اعلى و اسمى غايات رجل الاعمال و لكنه رفضها باجابته المشهورة التى انت و القارئ فى غنى عن تكرارها . ثالثا : تفضلت بالقول : .............. وعندما هاجر النبي إلى المدينة كان المهاجرون معه كلهم فقراء ما عدا عثمان بن عفان، فآخاهم مع الأنصار الذين شاركوهم في أموالاهم ووهبوا لهم من نخيلهم ................ الجواب: اهذا تصرف رجل اعمال ؟؟؟؟ يهجر مصدر تجارته و يفضل الفقر و الهجرة و المخاطرة للظفر بعقيدة جديدة . رابعا: تفضلت بالقول : ..................... فكانت هذه بداية استغلال المسلمين لشعوب البلدان المفتوحة قهراً .................. الجواب: هذه العبارة سقتها فى معرض فتوحات المسلمين لحصون اليهود . و الواقع ان المسلمين تعرضوا لخسائر كبيرة جدا بالارواح و الممتلكات و شنت عليهم القبائل العربية بالتحالف مع اليهود حرب ابادة و كان لابد من حلول حازمة تردع من يفكر فى انتهاج نفس المنهج من الخيانة و محاولة الابادة . و ليعلم من يفكر و يخطط لابادة دولة الاسلام خوفا على سيادته و املاكه بانه بالفعل يفرط بهذه السيادة و الاملاك اذا عمل على ضرب الاسلام و هو اسلوب متبع فى كل الحروب و فى كل اطراف السياسة و لا تستطيع دولة او حزب او جهة ان تصمد فى العالم السياسى الا باثبات ان من يحاول الحاق الضرر به خاسر و من يسالم امن و من يصادق رابح . خامسا: بالنسبة لاقطاع الرسول الاعظم لبعض الصحابة فهو بذلك اراد ان يؤسس قوة اقتصادية فى ايدى بعض الصحابة الذين علم من الله بانهم سيحافظون على خطه و سنته و لن ينحرفوا فى توجهاتهم و ما اقتطعه لهم هو لحفظ الدعم المادى لهذا التيار المتمثل فى مجموعة من الصحابة , و بما انه لم يكن هناك نظام الاحزاب و المنظمات فانه جعل مصادر ثروة للتيار الملتزم بخطه من بعده . و لذلك فان وصول بعض الرجال من بعده للسلطة كان من اولوياتهم توجيه ضربة اقتصادية لهذا التيار كى لا يتمكن من الصمود الاقتصادى و سارعوا بنزع ما اقتطعه الرسول الاعظم لهم او عملوا على تقليص صلاحيات من اقتطع لهم الرسول الاعظم ارضا او منفعة على ما منحهم اياه بحجج مختلقة . و لذلك فلا نجد ان من اقتطع لهم الرسول بقيت املاكهم كما هى او ماتوا و هم من اصحاب الثروات . بل ان ثراء البعض تم فى عهد الخلفاء الثلاثة الاوائل و عهد معاوية . بينما فى عهد الخليفة على بن ابى طالب عليه السلام فانه من اولوياته ان اعاد توزيع اموال بيت مال المسلمين بالتساوى تماما . مما كان سببا فى تعزيز قوة اعدائه و انضمام اهل المصالح و الانتفاع الى صفوفهم و هم الذين ماتوا و ثرواتهم تشهد على توجهاتهم الانتفاعية . سادسا: تفضلت بالقول : ................ ولما لم يكن في عهد النبي بيت مال للمسلمين وكانت الأموال والسبايا من الغزوات توزع على الجند، أصبح الرجال القادرون على الجهاد أغنياء، وزاد غنى الذين كان باستطاعتهم شراء الخيول للغزوات إذ أن النبي كان يسهم للفارس ثلاثة أسهم مقابل السهم الواحد لجندي المشاة. وكنتيجة لهذه السياسة أصبح الأغنياء أكثر غناءً بينما ظل النساء والمقعدون والشيوخ في فقرهم لعدم اشتراكهم في الغزوات. وأصبحت هناك طبقتان في مجتمع المدينة. ................ الجواب: زميلى العزيز : ما الغرابة فى ذلك ؟؟؟؟ اى جيش فى العالم يختلف راتب الضابط عن ضابط الجندى العادى . و الضباط ايضا تختلف مرتباتهم و عطاياهم بحسب مساهماتهم العسكرية . بالنسبة للشيوخ و النساء فالاسلام الزم الرجل بالنفقة على الوالدين فى حالة ضعفهما كما الزم الرجل بالنفقة على زوجته و لم يلزمها بالنفقة . و النساء عامة هذا حالهن فى كل المجتمعات فى ذلك العصر الذى يعتمد على قوة الرجل . اما بالنسبة للشيوخ فبالفعل فى اى مجتمع يقل دخلهم الشخصى و لكن الاسلام التزم بتوفير مصادر الرعاية لهم باسلوب او باخر . و لا يخفى عليك ان دخل الفرد يرتفع بمقدار الحاجة اليه . و المجتمع فى ذلك العصر كان بحاجة ماسة الى قوة الرجل و بالاخص الى قوة الفارس لان الدولة فى حالة حصار و تهديد امنى مستمر . فلابد من رفع دخل المقاتلين و الملتزمين بالدفاع عن امن الدولة المهددة . و يقول المثل : من لا يطعم جيشه , فانه عاجلا او اجلا سيطعم جيشا غريبا . سابعا: بالنسبة لكنز الاموال و البذخ و ضياع العدالة الاجتماعية بعد عهد الرسول الاعظم فحدث و لا حرج و لا اختلف معك كثيرا فى هذه المسالة الا بعض المواضع و المسائل التى لن اتطرق اليها الان . تحياتى (f) اللهم صل على محمد و ال محمد لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار |