![]() |
كنت اعبدها ... - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78) +--- الموضوع: كنت اعبدها ... (/showthread.php?tid=23901) الصفحات:
1
2
|
كنت اعبدها ... - طنطاوي - 10-05-2005 بدأت قصتي منذ كنت في التاسعة عشر من عمري ، عندما وقعت في هوي "لميس" ولميس لمن لا يعرفها هي - بأكثر الكلمات تواضعاً واقربها للموضوعية - "الجمال ذاته" ، تستطيع ان تضع ربة الجمال "فينوس" بجانبها مطمئناً انها فينوس ستصاب عندئذٍ بنوبة غيرة شديدة قد تحيلها ميدوسا بافاعيها الملتوية . هناك من البنات من تستطيع ان تصفها بأن وجهها مقبول ، وهناك من توصف بالجميلة ، وهناك منهن الحسناء ، والبالغة الحسن ، ولكن لميس كانت الجمال ذاته وليس اقل من هذا. شفتان ممتلئتان لونتا بلون الكريز وان لم تضع حمرة ، وبشرة بيضاء رقيقة تبلغ من رقتها ان ملاحظاً دقيقاً قد يري اوردتها تحمل الدم من خلفها ، اما ما يأسر القلب حقاً فهو حركاتها اللطيفة والمحسوبة بعناية ، وكأنها تستشير ربات الجمال اجمعهن قبل ان تأتي بواحدة. عندما رأيتها اول مرة خيل لي من سحرها انها تطير ، تخيلت ان الارض رفقت بها فأعفتها من قانون الجاذبية ، وتهاونت في قوة جذبها لها ، فكانت مشيتها تستحق عرضها في مسرح البولشوي ، رأساً برأس مع رقصات الباليرنات الروسيات المحترفات. كنت اصلي وقت ان تعبر هي كل يوم في الساعة السابعة صباحاً ، تغذ الخطا لئلا تصل متأخرة علي المحاضرة في كلية القمة التي تنتسب اليها ، كنت اعتبر تلك الثوان المعدودات لحظات عبادة ، اخشع قدر ما استطيع مستجمعاً كل حواسي وماوراء حواسي لرصد كل حركة وسكنه اتت بها ربتي لاعيد عرضها بعد ذلك عندما يتاح لي ان اصفو بنفسي. يتبع... كنت اعبدها ... - Valya - 10-05-2005 اقتباس:يتبع... لانك ابدعت في وصف معبودتك ولانك تجيد العزف على اوتار الكلمات ساتابع تحياتي :97: كنت اعبدها ... - محارب النور - 10-05-2005 وصفك لهذة البنت ,يذكرني ببنت الجيران نفس الموصفات ,وكان اسمها فادية ولاني من ارومة مسلمة وهي مسيحية كان الطريق من الاول مسدودا ,ومن طفولتي اعتقد ان طيف اثينا مر علي وانا في مهد ونثرت اثينا غبار الحكمة ,اقفلت قلبي من اول ساعة عرفت اني معجب بها ,ظلت خيال وتمثال للجمال كل يوم اشاهدة ,مثل الوثني الذي يصلي لوثنة كل صباح . محارب النور ملاحظة ,تزوجت فادية ومن شخص كنت من شدة كرهي وقرفي منة لا اسلم علية . (f) تناغم مع الكون كنت اعبدها ... - كمبيوترجي - 10-05-2005 كلام رائع و وصف أروع في الانتظار على أحر من الجمر (f) كنت اعبدها ... - طنطاوي - 10-05-2005 من الاكيد انها لاحظت عبادتي لها ، كان وقوفي مصلوباً علي باب الدكان الذي اعمل به مشهداً مميزاً كل يوم، يكاد ينافس شروق الشمس في ثباته ، لم اختر العمل في دكان لبيع الالبان ، والدي هو الذي اختار لي هذه المهنة الفخمة ، "عليك ان تخشوشن يا ولدي ، العلم لا يطعم قطة جائعة" ، وهكذا وقفت في دكان الحاج امين لبيع الالبان ومشتقاتها . ذات يوم سمعت صوتها ، صحيح انني لم اسمع اصوات الملائكة ، ولكنني ماكنت اظن ان اصواتها كانت لتكون انغم ولاارق من صوت لميس ، مزيج بين رقة صوت العذراء و عمق صوت الانثي الواثقة بنفسها " انزاح قليلاً فأنا اريد المرور" قالتها يوماً لاحد الدهماء الذين يسدون الطريق فانزاح علي الفور ، كان لها لجمالها تأثيره ولا شك. كانت فترة صلاتي هي احلي الاوقات التي اقضيها في اليوم ، الفكرة الاساسية من اي صلاة هي ان ينسي المرئ ما ينوء بحمله ظهره ، ويركز بؤرة وعيه كلها في ربه ، فينتقل بهذا الي دنيا اخري غير هذه الدنيا ، دنيا ليست فيها من المشاغل الا التفكر في صفات الرب ، وطرق ارضائه ، فيرتاح الوعي مما يشغله ولو مؤقتاً. وصلاتي للجمال المجرد هذه كانت من هذا النوع من الصلوات ، دفق من الافكار الايجابية والامل والتفاؤل ينتقل لذهنك بمجرد ان تنظر اليها. امر غريب هو اللاوعي ، بمجرد ان يتعلق قلبك بواحدة فانه يهيئ لك ان ملامحها في وجوه كل الجميلات ، "فلانة جميلة لانها تملك شفتي لميس " يقول لك لاوعيك ، بينما وعيك يصر انك تعتبر لميس مقياساً الجمال ، ومن الطبيعي ان تحكم علي الجميلات بانهن جميلات بمدي اقترابهن من لميس او ابتعادهن عنها. ولكنها كانت مغرورة ، كانت متأكدة انت تعبدها ولم تنظر اليك حتي لاعطاء مشروعية لعبادتك ، لسان حالها كلسان حال من يُشرك بهم من دون الله في القران يوم الدين "لم نأمرهم بعبادتنا يارب العالمين، هم عبدونا من تلقاء انفسهم". سنة وراء سنة ، تزداد القاً ، وتزداد انت انكفاءً في دكان الالبان الذي تعمل به ، من المستحيل ان ترتبط ربة الجمال هذه ببائع في دكان الالبان ، اجننت ام ماذا؟ يتبع... كنت اعبدها ... - طنطاوي - 10-05-2005 الزملاء فاليا ، محارب النور ، كمبيوترجي : اخجلتموني باهتمامكم. هذه محاولات من مبتدأ لصنع شئ ما قد يصبح من بعيد يوماً -ولو بطريقة متواضعه- قصة ما. تحية كنت اعبدها ... - طنطاوي - 10-06-2005 تحزن عندما يرد لك هذا الخاطر ، تغضب ، تعيد شريط الذكريات الذي راجعته الف مرة من قبل ، تتذكر اجتهادك في المدرسة ، صحيح انك لم تكن الاول ، ولكنك كنت علي الاقل من الذين يعنيهم الامر ، تتذكر يوم كنت ترتدي زيك المدرسي وكيف كنت تعتبره امراً ثانوياً لا يُستحق الالتفات اليه ، حسناً هاقد جاء اليوم الذي تتمني ان تلبسه مرة اخري. تتذكر يوم ناداك ابوك وقال لك انه لا يستطيع ان يدعمك في دراستك لقلة ذات يده ، ايامك الاولي في الدكان وانت تشاهد زملائك السابقين يشترون من دكانك ، تتألم ، ثم تعيد مراجعة الشريط مرة اخري املاً ان تجد خطأً ما في كل هذا... تمر الايام . هي تبرع في اداء دورها الذي اختارته لها الحياة كطالبة كلية قمة يشهق كل من رأي جمالها وتنتظرها سكة النجاح مفتوحة مفروشة بالورود ، وانت تتمرس في اداء دورك كبائع للالبان اعقد عملية تؤديها لهي وزن اللبن. هل كان بامكانك تحاشي دورك في الحياة ؟ هل الخطئ في دورك الهامشي ام في الوعي الذي يرفض الاستكانة له ، تفكر ، ولاتجد الاجابة، تغضب ، وتعيد ارجاع شريط الذكريات مرة اخري. تتذكر مدرس اللغة الانجليزية الذي اعتاد ان يوبخك ويقول لك ان المراهق يري نفسه اثمن انسان في الكون ، ثم يتعلم -تدريجيا ً- انه احقر كثيراً مما اعتقد . احلام الانسان تبدأ كبيرة وتصغر مع لطمات القدر علي دماغ الانسان ، هكذا تحاول اقناع نفسك ، ولكن جزءاً منك يرفض الاقتناع ، وتحار انت بين جزءي وعيك ، ولا تدري ايهما تقتل ، الجزء الذي يحلم ام الجزء الذي يستسلم للواقع ، تحتار ، تغضب ، وتعيد شريط الذكريات مرة اخري! يتبع... كنت اعبدها ... - darwishy - 10-06-2005 اقتباس: محمد الطنطاوي كتب/كتبتمتابعة وانبهار بالألم النبيل والقلم الواعد ليك جمل خاصة جبارة (f) كنت اعبدها ... - طنطاوي - 11-03-2005 يخطر لك خاطر ، لماذا لا تذهب لها وتعرض عليها الموضوع كله ؟ لماذا لا تقول لها انك تعبدها وانك تصلي عند مرورها كل يوم ؟ ولكن يالها من فكرة سخيفة ، لايوجد شخص يستوقف شخصاً فجأة في الشارع ليعبر له عن مشاعره تجاهه ، ينبغي ان يكون هناك من وصلة منطقية تبرر حديثك لها. تفكر في مثل هذة الوصلة ولكنك لا تجد ، ما الشئ المشترك بين بائع البان وبين طالبة في كلية قمة؟ تسأل نفسك ولا تجد اجابة . ثم تلمع في ذهنك فكرة ما : ماذا اذا ما اعتذرت لها عن اي مضايقة قد يسببها لها وقوفي منتظراً اياها، ومتابعاً لحركاتها ، كل يوم ؟ يبدو مبرراً معقولاً خصوصاً انه من شبه المؤكد انها لاحظت اهتمامي بها. تبدو فكرة عرجاء ، كسحاء ، ولكنها قابلة للتنفيذ علي اي حال. ولانفذنها غداً... [CENTER]* * *[/CENTER] في السابعه صباحاً تدخل هي في المجال البصري الخاص بعينيك ، تلتفت لها ، وتعيد مراجعة الخطة مرة اخري " سادنو منها ، سأسلم باسلوب مهذب ، سأسلها في لطف ان كان اهتمامي بها يضايقها". خطة بسيطة ولكن القول سهل والفعل صعب كما يقولون. تشم رائحة الصباح المميزة التي يسببها ارتفاع نسبة الاوكسجين ممزوجة بابخرة حرق المخلفات ، يزداد نبض قلبك مؤازراً اياك في المعركة الوشيكة التي سوف تخضها الان، في حين تشتد عضلاتك انقباضاً وتبدأ في الارتعاش بترددات عالية ، وهي علامة علي التوتر ، تبذل جهداً للسيطرة علي نفسك وهذا يزيد من العبأ علي وعيك في هذه اللحظات العصيبة . اخذت نفساً اخيراً مستعداً للمهمة ، ودنوت منها ، خطوة او اثنتين ووجدت نفسي وجهاً لوجه امامها ، حتي انها لاحظت هذا التصرف الغير معتاد وتوقفت عن المشي سائلة "اي خدمة؟". نظرت اليها في عينيها ، هذه ثوانٍ تاريخية لن تمحي من ذاكرتك ابداً، فالذاكرة تحتفظ باكثر الاشياء التي حركت مشاعرك علي مدار حياتك ، لهذا تتذكر جيداً مشهد قدم مبتورة في حادث مروري ولا تتذكر علي الاطلاق وجه الكمساري الذي قطع لك التذكرة يومها ... كانت عيناها عسليتان ، وقد تعجبت كثيراً من هذا فقد كنت طوال الوقت اعتبرهما سوداوتين : عبدتهما سوداوتين ، وخشعت لهما وهما سوداوتين ، فكيف بحق الشياطين تكونان عسليتين الان؟ ولماذا تحرّك يديها وهي تتكلم ؟ يبدو انها لم تستشر ربات الجمال اجمعهن قبل ان تأتِ بهذه الحركة. انظر الي النمش في وجهها ، صحيح انها بيضاء ، ولكنه ابيضاض مساحيق التجميل ساعده شحوب الوجه ، وانظر الي طريقة وقفتها السوقية التي لا تميزها عن اي انثي اخري في السوق ، اما حمام الرذاذ الذي اعطتك اياه عندما فتحت فمها فهو دليل اخر علي كونها تختلف -ولو قليلاً - عن فينوس. يبدو انني كنت كنت طوال هذا الوقت اعبد شيئاً غير موجود الا في خيالي فقط . شيئ لم اعرف عنه الا بالثوانِ التي كنت اراقبه فيها من بعد امتار ، وكم خالفت الحقيقة الصورة المتخيلة. يالله ، كم تختلف الصورة التجريدية المتخيلة عن الحقيقة ! وكم يستطيع اللاوعي ، ذلك المارد الجبار ان يعبث بنا ، فلاوعي يستطيع ان يصل بمفهوم ما لدرجة الكمال، بجبره لعيوبه واخفائها ، واضافة تفاصيل اخري غير موجودة ، بل وتغيير مقاييس وعيك ذاته لمصلحة اكمال صورة ذاك الشئ. ببساطة ، لاعلاقة اطلاقاً بين الربة التي كنت اعبدها ، وبين الانسانة التي امامي الان، فالربة كانت مفهوماً تجريدياً من لدن لاوعيك ، ولم يكشفها الا مغامرتك لاكتشاف الحقيقة! -"اعذريني يا انسة، فقد ظننتك شخصاً اخر ، اسف جداً علي الازعاج". تمت كنت اعبدها ... - طنطاوي - 11-03-2005 الزميل الدرويشي شكراً علي المتابعة والتشجيع .(f) تحية |