نادي الفكر العربي
التطرف بحجة مكافحة التطرف - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: التطرف بحجة مكافحة التطرف (/showthread.php?tid=24537)



التطرف بحجة مكافحة التطرف - سليم - 09-16-2005

التطور الهائل الذي يعيشه العالم الآن في قطاع الاتصالات، كانتشار القنوات الفضائية الكثيرة جداً وسهولة التواصل مع العالم أجمع عبر شبكة الانترنت، فتح باب المشاركة في كل المواضيع المطروحة على ساحة البحث لكل من يود مناقشة هذه المواضيع، مما ساهم وبشكل كبير في كسر احتكار السلطات القائمة في مجتمعاتنا للمنابر الإعلامية والتي كانت ولا تزال تعرض وجهات نظرها في كل المواضيع وتقدمها كحقائق ثابتة غير قابلة للنقاش!!!

المتابع للمواضيع المطروحة للنقاش، لابد وأن يكتشف أن القاسم المشترك الأوحد لكل هذه المواضيع هو موقف الدين الإسلامي من موضوع النقاش، فمن السياسة إلى الاقتصاد إلى الاجتماع، يسعى صاحب كل وجهة نظر إلى تأييد وجهة نظره بنصوص وفتاوى إسلامية تضفي عليها هالة من القداسة بحيث تصبح الأفكار التي يعرضها من جنس الأوامر الإلهية والتي تضع المخالف لها في مواجهة الإسلام!!!

ولأن كل المتحاورين باتوا يستخدمون ذات هذا الأسلوب فقد وصل الإسلام حداً يصعب على أي كان فهمه أو الوقوف على حقيقة مقاصده!!!

فمن جنوح نحو السلم، إلى الدعوة لقتل كل المخالفين أينما ثقفوا... هذا كله إسلام!!!

ومن حرية الاعتقاد واللا إكراه في الدين، إلى عدم الاعتراف إلا بالإسلام ديناً... أيضاً كله إسلام!!!

ومن إناث وذكور لا تمايز بينهم إلا بالتقوى، إلى قوامة ذكورية تـُلغي أي حضور أنثوي في المجتمع، كله أيضاً إسلام!!!

ومن تشاور في أمور الحكم يتجاوز أحياناً أرقى الديمقراطيات التي نعرفها، إلى التمادي في طاعة ولاة الأمر مهما بلغ جورهم وظلمهم، وهذا وذاك أيضاً إسلام!!!

ومن صابئين وأهل كتاب لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، مثلهم مثل الذي يؤمن بالإسلام تماماً، إلى ذلّ يجبرون فيه على اعطاء الجزية عن يد للمسلمين، وأيضاً وأيضاً كله إسلام!!!

بين التيارات الإسلامية المتشددة والتيارات المعتدلة، برز على الساحة تياراً جديداً وضع نصب عينيه رفض الإسلام ومحاربته جملة وتفصيلا، وأسوأ ما في أسلوب هذا التيار أنه ساعد ولا يزال، من حيث لا يدري حيناً ومن حيث يدري أحياناً أخرى، على صعود وانتشار التطرف على حساب الاعتدال الإسلامي عبر نبشه تراث الإسلام لاستخراج الحوادث والأدلة الشرعية التي تدعم الموقف المتشدد وتضعّـف موقف الاعتدال تأكيداً للطروحات الحالية التي تسم الدين الإسلامي بالإرهاب وبأنه دين خارج الحياة وتبريراً لدعواتهم بعزله أو استئصاله إذا أمكن!!!

أغرب ما في فكر هؤلاء أنهم غير مؤمنين بالإسلام أصلاً، فمعظمهم يدين بديانات أخرى وبعضهم رافض لفكرة الدين من أساسها، وبالرغم من ذلك فهم يحاججون بالفقه الإسلامي وينتصرون لرأي على حساب رأي آخر، والكارثة هنا أنهم لا ينتصرون إلا لأكثر المواقف تطرفاً وتشدداً!!!

لا أعتقد أن أحداً من هؤلاء مقتنع بأن العالم سيصحو يوماً ويجد أن الإسلام قد اختفى من على سطح الأرض، خصوصاً وأن الأكثر من مليار مسلم حالياً، يحتلون جزءا كبيرا من عالمنا وينتشرون في كافة أصقاعه ويتكاثرون بطريقة يقل نظيرها عند باقي الشعوب، وما الإصرار على معاداة كل المسلمين دون أي تمييز إلا دعوة يشوبها الكثير من سوء الفهم أو سوء النوايا إذا أحسنا التقدير.

بن لادن والظواهري والزرقاوي ومن لف لفيفهم من مشيخة الإسلام، كانوا أقلية لا تذكر نسبة لباقي المسلمين، وما ارتفاع نسبة هؤلاء حالياً وتجاوزهم حد الأقلية إلا نتيجة إنجرار الكثيرين خلف الدعوات التي تتعامل مع فكر هؤلاء المتطرف على أنه الممثل الشرعي الصحيح والوحيد للإسلام!! متجاهلين أن معظم أصحاب هذه الدعوات ينطلقون في دعواتهم من تطرف يشابه كثيراً التطرف الإسلامي ولكنه يتدارى خلف شعارات تنادي بالحرية والعدل والمساواة وكل هذا منها براء، وما الولايات المتحدة بإدارتها الحالية سوى نموذج واضح وفاضح وصريح لخليط جديد من تطرف ديني وعنصري يتم التبشير به حالياً على أنه عقيدة إنسان القرن الواحد والعشرين!!!

كنا ولا نزال نعتبر التنوع الديني والعرقي في وطننا سلاح ذو حدين، أمضينا عشرات وعشرات السنين نـُدمي ذواتنا بأحد حدّيه، بينما حدّه الآخر هو سلاح فعال جداً إذا ما أحسنا استخدامه، يستطيع أن يدفع عنا طمع الطامعين وأذى المتربصين، فلنحسن استخدام هذا السلاح ولنكف عن اللعب بحدّه الجارح لنا، فلن تفلح أي من الطوائف أو القوميات التي تشكل نسيج وطننا بإقصاء الآخرين، الإقصاء الوحيد الذي ينبغي أن نسعى إليه هو إقصاء أي انتماء آخر لنا سوى المواطنة، وذلك لا سبيل إليه إلا بتبني العلمانية كحل تنصهر بداخله كل قوميات وطوائف المجتمع وتتخرج بدرجة مواطن فقط لا غير، مواطن له كامل الحق في الاعتقاد بما شاء وممارسة الطقوس التي يريد دون أن يتجاوز ذاته فيهين معتقدات الآخرين أو يحاول فرض معتقداته عليهم، مع التسليم تماماً بحرية النقد ولكن لا النقد حباً بالنقد، بل النقد الذي يسعى إلى تسليط الضوء على الظواهر السلبية في المجتمع، وتجدر الإشارة هنا إلى تنامي ظاهرة من ظواهر النقد الديني لا يتركز نقدها على سلبيات هذا الدين أو ذاك، بل تسعى جاهدة لهدم الأديان من أساسها، وبالرغم من انتمائي فكرياً إلى التيار اللاديني إلا أني أرفض تماماً هذا الأسلوب النقدي، وعقائد الناس لا تعنيني أبداً إلا بقدر ما تحمله هذه العقائد من فكر مُحب ومتسامح أو فكر متطرف وإرهابي، ومهما كانت عقائد الإنسان المتدين المتسامح، ملفقة من وجهة نظري، فسأقف وإياه صفاً واحداً بمواجهة كل الأفكار المتطرفة والمتشددة مهما كانت العقيدة التي تتبناها، أما اللادينية التي لا تعترف إلا باللادين، فلا تختلف كثيراً (من وجهة نظري) عن تلك الأديان التي لا تعترف بها...



التطرف بحجة مكافحة التطرف - طريف سردست - 09-16-2005

اتفق معك الى حد بعيد فيما طرحته في موضوعك. غير ان تقديرك التالي: وما ارتفاع نسبة هؤلاء حالياً وتجاوزهم حد الأقلية إلا نتيجة إنجرار الكثيرين خلف الدعوات التي تتعامل مع فكر هؤلاء المتطرف على أنه الممثل الشرعي الصحيح والوحيد للإسلام!! متجاهلين أن معظم أصحاب هذه الدعوات ينطلقون في دعواتهم من تطرف يشابه كثيراً التطرف الإسلامي ولكنه يتدارى خلف شعارات تنادي بالحرية والعدل والمساواة وكل هذا منها براء،" ليس صحيحا من خلال كون هذه الدعوات التي ينجر اليها الناس، ليس إلا اوجه اخرى لمنظمات التتطرف الوهابي نفسها. ان الانجرار اليوم بسبب الفراغ الفكري الذي يسود في المنطقة وعدم وجود امل اجتماعي، الامر الذي استغلته المنظمات المتتطرفة لتطرح نفسها بديلا وحلا

نعم يمكن ان يستعمل الدين كحل، القرآنيين مثلا، بالرغم من ان الكثيرين يتعرضون لهم اكثر من المتتطرفين، انا شخصيا ادعمهم دائما

تقبل تحياتي