حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
فوكوياما عشية 11/9: ثمة ما يدعو للندم في كلّ شيء! - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: فوكوياما عشية 11/9: ثمة ما يدعو للندم في كلّ شيء! (/showthread.php?tid=24839) |
فوكوياما عشية 11/9: ثمة ما يدعو للندم في كلّ شيء! - فضل - 09-09-2005 فوكوياما عشية 11/9: ثمة ما يدعو للندم في كلّ شيء! 2005/09/09 صبحي حديدي من الحكمة أن يأخذ المرء علي محمل الجدّ ما يتوجع منه عزيز قوم ذلّ، خصوصاً إذا كان ذلك العزيز أمريكياً يمينياً محافظاً أكاديمياً موظفاً سابقاً في مجلس الأمن القومي، ومن باب أَوْلي إذا كان ذات يوم قد نعي صراع الأفكار والعقائد والإيديولوجيات، وفصّل القول في نهاية التاريخ، وبشّر بقدوم الإنسان الليبرالي إبن اقتصاد السوق، بوصفه خاتم البشر والإنسان الوحيد الممكن في أحقاب ما بعد جدار برلين. وهذا العزيز، الشهير فرنسيس فوكوياما، يطرح اليوم، عشية الذكري الرابعة لهجمات 11/9، سؤالاً رهيباً ينبغي أن تقشعرّ لها الأبدان: هل تفشل أمريكا اليوم في العراق؟ سياقات سؤاله، التي تضمنتها مقالته غزو الإنعزاليين في صحيفة نيويورك تايمز الأسبوع الماضي، تسير هكذا: 1 ـ إلي أيّ حدّ كانت السياسة الخارجية الأمريكية، بعد 11/9، قد انبثقت من منبع سياسة أمريكا وثقافتها؟ وإلي أيّ حدّ انبثقت من المزايا الخاصة لهذا الرئيس وهذه الإدارة؟ جواب فوكوياما يميل إلي النفي: لا الثقافة السياسية الأمريكية، ولا الضغوط والقيود الداخلية هي التي حدّدت القرارات الأساسية للسياسة الخارجية الأمريكية بعد 11/9. 2 ـ أدخلت الإدارة نفسها في مجازفة كبري حين نقلت الحرب إلي العراق، البلد المرتبط بـ القاعدة علي نحو عرضي فقط، فخسرت التفويض الشعبي الذي حازت عليه بعد هجمات 11/9، وجرّت علي نفسها نفور غالبية الحلفاء، كما حرّكت ـ في الشرق الأوسط والعالم ـ المزيد من مشاعر العداء لأمريكا. ويطوّر فوكوياما هذا السياق بالذات، علي نحو دراماتيكي حقاً: بدل هذا، كان في وسع إدارة بوش أن تختار إقامة حلف ديموقراطيات حقيقي لمكافحة التيّارات غير الليبرالية الآتية من الشرق الأوسط. وكان يمكن لها أيضاً أن تشدّد العقوبات الإقتصادية وتضمن عودة مفتشي الأسلحة إلي العراق دون الذهاب إلي الحرب. وكان ممكناً لها أن تدشّن نظاماً دولياً جديداً للحدّ من انتشار الاسلحة. وكانت كلّ هذه الدروب ستنسجم مع تقاليد السياسة الخارجية الأمريكية. لكنّ السيد بوش وإدارته اختاروا العكس، طواعية . 3 ـ ثمّ كان الفشل في العثور علي أسلحة الدمار الشامل، والفشل في إقامة الصلة بين صدّام حسين و القاعدة ، قد خلّفا للرئيس في ولايته الثانية خياراً وحيداً هو تبرير الحرب بمصطلحات المحافظين الجدد حصراً: أي أنها جزء من سياسة مثالية للتحويل السياسي للشرق الأوسط الأعرض . 4 ـ ومع الفشل في تأمين التأييد السنّي للدستور وانقسام الشيعة، يتابع فوكوياما، يبدو من غير المحتمل، أكثر فأكثر، أن تقوم حكومة عراقية قوية ومتجانسة في أيّ وقت قريب . أكثر من هذا، المشكلة اليوم تكمن في منع المجموعات التي تكوّن العراق من التطلّع إلي ميليشياتها، وليس إلي الحكومة، بحثاً عن الحماية. وإذا انسحبت الولايات المتحدة قبل الأوان، فإنّ العراق سوف ينزلق إلي فوضي أكبر. وهذا سيطلق سلسلة من الأحداث العاثرة التي ستُلحق المزيد من الضرر بالمصداقية الأمريكية علي امتداد العالم، وتكفل انشغال الولايات المتحدة بالشرق الأوسط علي حساب مناطق أخري هامة، مثل آسيا علي سبيل المثال، طيلة سنوات قادمة . 5 ـ السياق الختامي، والأكثر إثارة في الواقع، هو بالضبط هذه الخاتمة المثيرة: لا نعرف المآل الذي سنلاقيه في العراق. نعرف جيداً أنّ سياستنا الخارجية بعد أربع سنوات علي 11/9 يبدو محتّماً عليها أن تنهض أو تسقط اعتماداً علي مآل حرب مرتبطة علي نحو ضئيل فقط بمصدر ما حاق بنا ذلك اليوم. لم يكن في هذا أيّ شيء محتوم. وثمة ما يدعو للندم في كلّ شيء ! هذه، باديء ذي بدء، سياقات رجل كان بالفعل عزيز قوم في صفوف اليمين الأمريكي المعاصر، واليمين الجمهوري خصوصاً، ثمّ يمين المحافظين الجدد علي نحو أخصّ. وهذا، في نهاية المطاف، صاحب التوقيع علي واحدة من المقالات الأشهر في حقبة ما بعد سقوط جدار برلين وبدء انهيار المعسكر الإشتراكي، والمقالة ـ الأيقونة الأكثر جسارة لأنها لم تكن تعلن نهاية التاريخ القديم فحسب، بل وتؤكد نهاية أيّ وكلّ تاريخ. وهذا أحد أبرز الموقّعين علي نصّ سوف ينقلب بدوره إلي أيقونة: مشروع القرن الأمريكي الجديد ، 1997، بتوقيع أمثال ديك تشيني، دونالد رمسفيلد، بول ولفوفيتز، جيب بوش، ريشارد بيرل، ريشارد أرميتاج، وزلماي خليلزاد (هذا، للإيضاح، هو النصّ الذي لا يتردّد الكثيرون في القول إنه كان المسوّدة الأولي التي مهّدت لغزو العراق). وهذا عزيز قوم ذلّ اليوم، لأنه لا يشغل من المناصب سوي كرسيّ الإقتصاد السياسي الدولي في جامعة جونز هوبكنز، ورئاسة تحرير مجلّة المصلحة الأمريكية التي، علي أهميتها، لا تكفي للتدليل علي علوّ كعبه. غير أنّ سياقاته هذه ليست طارئة علي تفكيره بصدد الملفّ العراقي، للإنصاف، حتي إذا كان معظم الأفكار من طراز كلام الحقّ الذي يُراد منه الباطل. ففي مثل هذه الأيام، ولكن قبل قرابة سنة وفي ذروة احتدام التنافس علي انتخابات الرئاسة الأمريكية بين المرشح الجمهوري جورج بوش والمرشح الديمقراطي جون كيري، فاجأ فوكوياما أصدقاءه وحلفاءه ومعظم مراقبي المشهد السياسي والعقائدي والفكري الداخلي الأمريكي، حين كتب مقالة يعلن فيها صراحة أنّ صوته لن يذهب إلي بوش. وبمعزل عن القلّة القليلة التي كانت تعرف أسبابه الشخصية (ذات الصلة، علي الأرجح، بأفول نجمه داخل الحزب الجمهوري عموماً، وفي أوساط إدارة بوش الأولي خصوصاً)، فإنّ العراق كان لبّ نزاعه مع المرشح الجمهوري. والحقّ أنّ فوكوياما ساق من الأسباب الوجيهة ما يكفي أيّ جمهوري يميني، عاقل حصيف وفيّ للتقاليد الجمهورية في رسم السياسة الخارجية، للامتناع عن التصويت في أقلّ تقدير: ليس الخطأ في مشروع الغزو العسكري وحده، بل في عدم احتساب آثاره وعدم التحسّب لنهاياته؛ فضلاً عن ارتكاب اخطاء قاتلة، تراكمت يوماً بعد آخر وشهراً بعد شهر، لكي ترجّح الإحتمال المريع بأنّ العراق لن ينقلب إلي واحة ديمقراطية في صحراء الدكتاتوريات العربية؛ ولعله لن ينقلب إلا إلي معمل يصنّع آيات الله، ويصدّر بضاعة الإرهاب والتشدّد الديني والإنقسامات المذهبية! وفي نهاية المطاف، ها هو يكمل ما بات يقوله، علي نحو أو آخر، رجال من أمثال هنري كيسنجر وزبغنيو برجنسكي ومادلين أولبرايت، ولعلّنا في القريب العاجل سوف نسمع كلاماً مماثلاً من أمثال كولن باول وريشارد أرميتاج وربما ريشارد بيرل نفسه! يعنينا، في المقابل، أن نضع أقوال فوكوياما في سياقات أعرض شاءتها أحداث تبدو أشبه بالمصادفات، وما هي بالمصادفات أبداً. خذوا، أوّلاً، ما شهدته مصر منذ يومين في مناسبة مسرح الدمي غير الكوميدي الذي سُمّي انتخابات رئاسية ، وكيف ابتهج الناطق الرسميّ باسم الخارجية الامريكية، شون ماكورميك، لأنّ العملية الإنتخابية المتعددة للرئاسة في مصر تتم بشكل إيجابي ، وامتدح حرّية المرشحين في التعبير عن برامجهم؟ وشرح مواقفهم في كلّ وسائل الإعلام المصرية وبكلّ الطرق بحرية تامة ودون قيود"! ورغم اعتراف ماكورميك بأنّ الولايات المتحدة، وهي واحدة من أعرق ديمقراطيات الكون، وافقت علي وجود مراقبين دوليين أثناء الإنتخابات الرئاسية الامريكية الأخيرة، فإنّ كلّ ما جري علي لسانه في تأويل غياب أولئك المراقبين عن رئاسيات مصر كان العبارة التالية: إنّ وجود مراقبين لا يعني إصدار أحكام علي الدولة أو علي العملية الإنتخابية، وإنما هو تقديم عنصر للشفافية أمام العالم ! هذا حتماً ليس طراز الفيروس الديمقراطي الذي آمن بوش ـ متكئاً علي ترسانة أفكار اليمين المحافظ الجديد من حيث المحتوي، وعلي بلاغة الحروب الصليبية وروحية الفارس الغازي المبشّر والتبشيري من حيث الشكل ـ أنه سيُزرع في العراق، وسيُخصّب علي أيدي أمثال إياد علاوي وإبراهيم الجعفري واحمد الجلبي وجلال الطالباني، وسينتقل من العراق لكي يصيب الجوار بأسره دون استثناء. وفي صياغة جون سمبسون، المراسل الدولـــي للـ BBC، مَن من مؤيدي اجتياح العراق في آذار (مارس) 2003، كان سيتنبأ بأيّ من التالي: أنه بعد عامين علي الإجتياح، سيستقرّ معّدل مقتل جنود التحالف علي جنديين يومياً، والمدنيين العراقيين علي العشرين يومياً؟ وأنّ الطريق بين بغداد والمطار ستكون الطريق الأخطر في العالم أجمع؟ وأنّ عصابات من المتدينين المتطرفين سوف تجبر النساء في بعض مناطق العراق علي ارتداء الثوب الإسلامي؟ وأن تقريراً دولياً أساسياً سيلمّح إلي احتمال أن يشهد العراق فضيحة الفساد الأكبر في التاريخ ؟ وخذوا، تالياً، هذه المصادفة الثانية: تقديم موعد نشر التقرير السنوي لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية، بحيث يكون بين أيدي 119 من زعماء العالم سوف يجتمعون في نيويورك الأسبوع القادم، ضمن أضخم قمّة من نوعها شهدتها المنظمة الدولية. ماذا يقول التقرير؟ 2.5 مليار آدمي ما يزالون يعيشون تحت خطّ الفقر، أي بأدني من دولارين يومياً؛ 10 ملايين طفل يمكن الحؤول دون موتهم، سنوياً؛ 115 مليون طفل ما يزالون بلا تعليم، أياً كان مستواه؛ أكثر من مليار آدمي يفتقرون إلي الماء النظيف، بما في ذلك مياه الشرب؛ 2.6 مليار آدمي بلا مرافق صحية، من مراحيض ومغاسل وسواها؛ 50 بلداً، يبلغ عدد سكانها 900 مليون نسمة، ليست أمامها أية آفاق لتحسين أيّ مــــــــن الشروط أعلاه؛ و65 دولة، بعدد سكان يزيد عن 1.2 مليار نسمة، قد لا تفلح في تحسين أيّ من تلك الشروط خلال جيل كامل... ما علاقة هذا بالعراق؟ إسألوا المواطن الأمريكي في نيو اورليانز، واسألوا المواطن الأمريكي الأسود بالذات، عن العلاقة بين العراق والكوارث الطبيعية. ثمّ اسألوا أيّ مواطن فقير، ممّن يعيشون تحت خطّ دولارين يومياً، عن العلاقة بين البؤس و4.7 مليار دولار، هي الكلفة الشهرية لغزو العراق. ثمّ اسألوا فوكوياما نفسه، صاحب كتاب الثقة: الفضائل الإجتماعية وخلق الرخاء ، حيث راهن علي أنّ التعاضد الإجتماعي ـ الثقافي وليس فقط اقتصاد السوق وفتح أصقاع الأرض أمام استثمارات الرساميل العملاقة، هو الكفيل بخلق الرخاء؟ واسألوه ما الذي تبقي من تأكيده بأنّ الإقتصاد الذي لا ينهض علي الثقة التلقائية وائتمان الآخر، هو اقتصاد بطيء النموّ محدود الرخاء، ولن يكون له مكان مرموق تحت شمس العالم ما بعد نهاية التاريخ؟ وخذوا، أخيراً وثالثاً، أمّ المصادفات ربما 11/9: ما الذي تعلمته هذه الإدارة من دروس، بعد سقوط البرجين وسقوط مبدأ المنعة الأمريكية ما وراء المحيط؟ أو بالأحري، ما الذي تفعله أمريكا سوي مراكمة المزيد من الأسباب التي تجعل استثناء 11/9 بمثابة قاعدة لإرهاب من نوع مماثل، في كثير أو قليل؟ وما الذي تبدّل، أو يمكن أن يتبدّل علي أيّ نحو جوهري فارق، في ما يسمّيه فوكوياما الثقافة السياسية الأمريكية؟ وبأيّ معني يمكن لأقواله الراهنة أن تجد صدي في نفس المواطن الأمريكي العادي، غير المعنيّ بأحابيل وتعقيدات ونظريات وفنون صياغة السياسة الخارجية، والذي انتخب بوش لولاية ثانية رغم انّ أكثر من 800 جندي أمريكي قُتلوا في العراق بعد أن امتطي بوش مقاتلة أمريكية وهبط علي ظهر حاملة طائرات للإعلان عن انتهاء المهمة ؟ وأيّ ندم هذا الذي يتحدّث عنه فوكوياما، وما نفعه؟ http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=20...20كلّ%20شيء!fff فوكوياما عشية 11/9: ثمة ما يدعو للندم في كلّ شيء! - فضل - 09-10-2005 أياد علاوي: العراق يمضي نحو الهاوية ويواجه كارثة.. والتدخل الإيراني واقع فعلا عدد القراءة : 68 Saturday ,10 September - 2005 غزة-دنيا الوطن قرع الدكتور اياد علاوي الرئيس السابق للحكومة العراقية ناقوس الخطر بخصوص مستقبل العراق الذي يرى انه يمضي «نحو الهاوية» ويمكن ان يواجه «كارثة ستشمل بآثارها المنطقة والعالم»، مشيرا الى سياسات ومواقف من قوى داخل العراق واخرى اقليمية تعمل على «تمزيق النسيج الاجتماعي» في العراق وابعاد البلاد عن محيطها العربي والاسلامي. واعتبر علاوي في مقابلة مع «الشرق الاوسط» اجريت اثناء وجوده في العاصمة البريطانية خلال الايام الماضية أن ما ينقذ العراق هو «حكومة وحدة وطنية» تجمع شمل العراقيين وتنبذ المحاصصة الطائفية وتمنع التدخل الاجنبي في الشأن العراقي. وكشف علاوي عن تعرضه أخيرا لثلاث محاولات اغتيال كان آخرها قبل حوالي الشهر وحاولت تنفيذها «مجموعة من بلد مجاور». * كيف تقيم لنا الوضع العراقي الراهن؟ ـ الوضع العراقي يثير القلق، ومن المخاطر الاساسية التي يمر بها العراق حاليا تصدع الوحدة الوطنية وغياب مؤسسات الدولة والركود بل الجمود في الوضع الاقتصادي. وهناك غياب في التصور للتوجه الى الامام. لهذا فان القوى المعادية، سواء في الداخل او في الخارج، تحاول ايقاف عجلة التطور. اليوم نجد غيابا حتى للمؤسسات التي بنيناها خلال فترة حكومتنا القصيرة وأعني المؤسسات القضائية ومؤسسات الأمن والشرطة والمخابرات والجيش. هناك فراغ خطير جدا في هذه المجالات. * لنتحدث عن اكثر الامور أهمية وهي الخدمات العامة.. كيف تقيمون الخدمات المقدمة للعراقيين اليوم؟ ـ في هذا المجال اذكر اننا، خلال حكومتنا، استطعنا مثلا ان نحقق درجة عالية من وصول الطاقة الكهربائية للمواطنين بواقع 3 ساعات وجود للتيار الكهربائي وساعة انقطاع واحدة. الان الانقطاع يزيد عن 12 ساعة والتيار يصل لساعة واحدة فقط. الخدمات الاخرى تتردى. لنأخذ مثلا الخدمات الصحية وهي مهمة للغاية، تصوروا منذ الانتخابات (جرت في نهاية يناير / كانون الثاني الماضي) وحتى اليوم اختفى الف طبيب عراقي إما اغتيالا او اختطافا والاخرون تركوا البلد حفاظا على حياتهم. هذا ينعكس على توفير الخدمات الصحية وحماية المواطن والبلد. الخدمات منعدمة تقريبا وخاصة الجانب الأمني، وكلنا شاهدنا ما حدث من مأساة على جسر الأئمة. كل شيء يتراجع، الامكانيات والاداء ، وهذا الموضوع يصب باتجاه الايغال في تمزيق النسيج الاجتماعي. وما يزيد من خطورة الاوضاع انه بدأ الحديث على المستويات الرسمية والشعبية عن سنة وشيعة ، وخلال مناقشات الدستور كانت قضية المحاصصة الطائفية بارزة. هذا لا يصب في مصلحة العراق او العراقيين ولا يخدم البلد. ومن المخاطر ايضا اتساع وجود الميليشيات المسلحة واتساع سيطرتها ، وهذا يشكل خطرا مضاعفا على الوحدة الوطنية في العراق. هذا الوضع مرشح للتدهور اكثر، وحتى اذا لم يزدد سوءا سيكون قاتلا للعراق وخطرا على المنطقة كلها. * وما هو الحل؟ ـ مطلوب عمل جاد وسريع ووعي كامل بما يحصل حتى نستطيع وضع العراق على طريق المعافاة في الانتخابات القادمة. هناك حلول عديدة، الانتخابات بحد ذاتها مهمة، وفي احاديثي مع القادة العراقيين والقادة العرب والغربيين اقول ان الدستور ليس هماً للعراقيين الان. همهم هو الأمن والخبز اليومي والدواء والعمل. لدينا جيوش من العاطلين عن العمل، فالذين سرحوا والغيت دوائرهم بعد سقوط النظام السابق انضموا الى الذين تعطلوا بسبب الحروب والمشاكل والحصار في ظل النظام السابق. العراق بحاجة الى اعادة نظر جذرية من خلال الانتخابات لقيام حكومة وحدة وطنية.. حكومة تعبر عن العراقيين تؤمن وحدتهم وقادرة على اتخاذ القرارات التي تصب في مصلحة الشعب. هذا هو الحل الوحيد ويجب ان يحصل من خلال نهوض للقوى الوطنية التي تؤمن بالوحدة الوطنية ووحدة العراق وكرامة المواطن العراقي، وان تكون هذه القوى مدعومة من البعدين العربي والاسلامي. * في اعتقادكم هل للولايات المتحدة أي دور في تعقيد الامور في العراق؟ ـ حصلت اخطاء كثيرة من قبل الاميركيين، منها حل الجيش واجتثاث البعث وحل مؤسسات الدولة. هذا ادى الى تعطيل الدولة العراقية وحصول حالة فوضى نعيش اليوم جزءا منها. بعد انتقال السيادة استطعنا خلال فترة قصيرة معالجة بعض الامور وبعضها بقي معلقا. ومنذ الانتخابات صار العراق يسير باتجاه الهاوية. * هل تقع مسؤولية إنقاذ العراق على العراقيين وحدهم؟ ـ انقاذ العراق اليوم مهمة وطنية وعربية واسلامية ودولية. يجب ان تتظافر كل القوى باتجاه المحافظة على الوحدة الوطنية وتكريسها من خلال برنامج واضح ومحدد وهادف والعمل على بناء موسسات الدولة وتكريسها. انا شخصيا وبكل اعتزاز اذكر ان دولا عربية وقفت معنا في محاولة تأهيل القوى العاملة العراقية حتى تعمل على بناء البلد، منها الاردن والامارات ومصر والسعودية والمغرب. وخلال زيارتي للسعودية بدأنا التنسيق والعمل على الجانب الأمني بما يخدم العراق والسعودية وكانت هناك اجواء ايجابية جدا. المهمة الان هي مهمة العراقيين والقوى الوطنية العراقية ومهمة الدول االعربية والاسلامية ودول العالم كافة. هذا ما هو مطلوب، وبخلافه سيسير العراق نحو الكارثة التي إنْ حدثت فإن آثارها ستشمل المنطقة والعالم اجمع ككل، ذلك ان العراق هو من اهم بلدان المنطقة. لهذا فانني في كل مناسبة اذكر ان سلامة العراق تعني سلامة المنطقة بل وسلامة العالم. لهذا اقول اننا بحاجة الى دعم عربي واسلامي، فقد اصبح من مصلحة الدول العربية والاسلامية ان يتحقق الاستقرار في العراق ودعمه لينهض من هذه الكبوة، وهذا مطلب مهم واساسي واذا لم تفق الدول العربية والاسلامية لهذه الحقيقة فستكون المأساة كبيرة. * التقيت قادة عرباً خلال جولتك الحالية، كما التقيت توني بلير. ما هي نتائج هذه اللقاءات؟ ـ نتائجها المهمة هي ان هناك تفهما كاملا للدور الذي يجب ان تلعبه الدول العربية والاسلامية ودول العالم. كان لقائي مع رئيس الوزراء البريطاني واضحا وشفافا وكان هناك توافق كامل تقريبا في وجهات النظر، فهناك تشخيص واضح وواقعي، وهذا شيء جيد، وهناك رغبة في العمل المشترك لمساعدة العراق. وعلي هنا ان اشير الى شيء مهم يتعلق بالموقف من الكارثة الاخيرة التي حدثت على جسر الأئمة، فقد كان هناك اسراع عربي في تقديم المساعدات، فالامارات سيرت جسرا جويا لتقديم المساعدات، والسعودية تبرعت، وكذلك الاردن والكويت ودول عربية اخرى. هناك حقيقة تفهم واستعداد للعمل من عدة دول، وأملي ان هذا سيترجم الى امر واقعي على الارض. * محاولة ابعاد العراق عن حاضنته العربية والاسلامية لصالح من؟ ـ لا ادري لصالح منْ عزْلُ العراق عن محيطيه العربي والاسلامي. هذا سيلحق الضرر الكبير بالعراق وبالمنطقة. نحن يجب الا ننسى ان للعراق بعدين اساسيين هما العربي والاسلامي، والعراق لعب دورا مهما على الصعيد العربي منذ تشكيله مرورا بعصبة الامم المتحدة وبمواقفه من الصراع العربي الاسرائيلي الذي تحول الان من صراع الى محاولات سلام. واذكر ان العراق كان جزءا من حلف بغداد الذي كنا ضده ، وكان ذلك دليلا على اهمية العراق. اتوقع ان الجهات التي تحاول ان تدفع العراق عن محيطيه العربي والاسلامي هي جهات تحاول الاضرار بالعراق اولا وبالمنطقة ثانيا، لان استقرار العراق وسلامته من استقرار المنطقة، وإبعاد العراق لا يقع في خدمة العرب اطلاقا ولا في خدمة الدول الاسلامية. * هناك احاديث عن تدخل ايراني في العراق ترى ما هو حجم هذا التدخل؟ ـ نعم هناك تدخلات ايرانية حقيقية. دعني اذكر لك هذه القصة لتتصور مدى هذا التدخل: في الانتخابات السابقة زار العراق مسؤولون ايرانيون ضمن وفد رسمي رفيع المستوى وقد قال هؤلاء لقادة احزاب عراقية بصراحة ان لايران خطوطا حمراء على اياد علاوي، وانها لا ترغب في بقائه رئيسا للوزراء. كما تدخلت ايران بكل ثقلها في الانتخابات لصالح جهات معينة. كنت وما ازال ادعم سياسة الاحترام المتبادل بين العراق وجيرانه، سياسة تقوم على شبكة من المصالح بين العراق وبين دول الجوار بما فيها ايران، والابتعاد عن التدخل في الخصوصيات. عندما كنت رئيسا للحكومة استقبلت السفير الايراني وقلت له ان تدخلهم لن يخدم احدا واننا في العراق نحترم جيراننا ونحترم عدم التدخل في شؤون الجار، ولهذا اوقفنا نشاطات «مجاهدين خلق» واعتبرناهم لاجئين سياسيين ونأمل من ايران ان تتعامل مع العراق بالمثل. اعتقد ان التدخلات الايرانية لن تجدي نفعا في النهاية وسوف تكون محصورة ولن تخدم الاستقرار، وبالتأكيد لن تخدم وضع العراق. ان قيام مسؤول ايراني بابلاغ قادة سياسيين عراقيين ان لايران خطوطا حمراء على اياد علاوي، ولن تسمح له بان يكون رئيسا للوزراء مرة اخرى، هو تدخل سافر. ليس المهم موقع رئاسة الوزارة لكن المهم التدخل ذاته. لن يبيح اي سياسي عراقي لنفسه التدخل في الشأن الايراني والقول ان للعراق خطا احمر على أي سياسي ايراني. لم نتدخل في الانتخابات الايرانية الاخيرة ولم نقل عندنا خط احمر على هذا او ذاك. * كيف تنظرون الى دور الاعلام الاقليمي والعربي والمحلي في القضية العراقية؟ ـ هناك للاسف مواقف معادية للعراق من بعض القنوات الاعلامية . اكثر من 12 قناة فضائية تبث من دولة مجاورة او من داخل العراق مدعومة خارجيا وتبث سمومها بين العراقيين وبالتالي بين العرب. وهناك جهات لها اعلامها الخاص والممول للأسف خارجيا، وهذا لا يخدم القضية العراقية ولا العراقيين، نحن بحاجة الى الدعم الاعلامي لنوضح للعرب وللمسلمين وللعالم الاخطار التي تهدد العراق وبالتالي تهدد العالمين العربي والاسلامي. لا اتحدث عن جميع وسائل الاعلام فهناك وسائل اعلامية مواقفها شريفة وواضحة ونقدر لها هذه الوقفة، وهناك وسائل اعلام تتعمد المساهمة بتدمير العراق. * ما حقيقة ما سمعناه عن محاولات لاغتيالك؟ ـ في الفترة الاخيرة حدثت ثلاث محاولات لاغتيالي ، آخرها قبل اقل من شهر، وتم القبض على افراد المجموعة المسؤولة عنها، ويتم التحقيق معهم وهم من دولة مجاورة، واتمنى الا تكون لاجهزة هذه الدولة الرسمية يد فيها. ابلغتنا بها اجهزة استخبارات صديقة والقوات متعددة الجنسيات قبضت على افراد المجموعة.لا اريد التعليق الان حتى تظهر نتائج التحقيقات واتمنى الا تكون اجهزة الدولة المجاورة التي جاءت هذه المجموعة منها لها اصابع في هذه المحاولة او غيرها. * ماذا تهيئون للانتخابات المقبلة؟ ـ نحن نهيئ ما يمكن تهيئته للانتخابات القادمة ونأمل ان نخرج بكيان وطني ليبرالي عراقي يؤمن بالعراق وبكرامة العراق وبوحدة العراق وسنخوضها بشكل مشترك مع قوى اخرى. * المؤتمر الذي ستعقدونه نهاية الشهر الحالي في بغداد هل هو لتكوين جبهة انتخابية؟ ـ ليس لتكوين جبهة انتخابية بقدر ما هو مؤتمر مصمم لاستقطاب القوى الوطنية الليبرالية العراقية للعمل بصورة مشتركة. والقوى الوطنية هي ليست بالضرورة القوى الديمقراطية وحدها وانما هناك قوى اسلامية تقع ضمن هذا التعريف وستشارك في هذا المؤتمر. اتوقع ان يكون النجاح حليف هذا المؤتمر وان تكون هذه مبادرة خير. وبالتأكيد فان نجاح هذا المؤتمر سيحقق نوعا من الترابط الذي يهيئ للوصول الى قائمة انتخابية مشتركة للقوى الوطنية في العراق. فوكوياما عشية 11/9: ثمة ما يدعو للندم في كلّ شيء! - الزرقاوي دت كوم - 09-10-2005 اظن لو انه اعيد انتخاب هذا العميل مرة اخرى لكان الحديث مختلف تماما ، ولكان مستوى الخدمات في (برأيه) أفضل من في النيروج ولكان الايرانيون هم الاصدقاء الذين يحفظون الحدود ويحمون الديموقراطية التي اتى بها هو والجلبي وبقية الانذاال . |