![]() |
فصائل الإرهابيين في العراق - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: فصائل الإرهابيين في العراق (/showthread.php?tid=25523) |
فصائل الإرهابيين في العراق - arfan - 08-21-2005 بداية لا بد من الإقرار بأن مختلف فصائل الإرهابيين في العراق لا تعيش في الصحراء وإلا لكان أمر تصفيتها والقضاء عليها سهلاً وسريعاً، وهذا يدفع إلى الاعتراف الصريح بوجود بنية مجتمعية حاضنة للإرهابيين الأمر الذي وفر ويوفر مدداً مستمراً لكافة الأنشطة الإرهابية التي تبدأ من المسجد حيث يجري ترسيخ البناء الذهني الصالح في كل زمان ومكان لنمو هذه الآفة.. ومروراً بأنظمة التربية والتعليم التي لا تزال كما كانت منذ بداية ما سمي بعصر الاستقلالات الوطنية الذي تحول ليصبح عصراً للاحتلالات الوطنية.! ما نود قوله هو إن الإرهاب الذي نشهده في غير مكان من المنطقة وبالأخص العراق بعد سقوط سلطة البعث ليس نبتة غريبة كما يدعي البعض فهو نتاج طبيعي لمنظومة التربية الدينية التي ظلت راسخة على مدى قرون.. والمشهد العراقي سيتكرر في أي بلد مشرقي آخر تكون طريقة تحديد مصير نظام الحكم فيه كما كانت الطريقة في تحديد مصير سلطة البعث العراقية، وذلك أمرٌ مؤكد لأن البنى المجتمعية في بلدان المشرق الإسلامي موحدة في تاريخها الفقهي والتعليمي.. وهذا يعني أن انزياح التركيبة السياسية السلطوية على الطريقة العراقية أصبح مرفوضاً بالمطلق من الجميع من جراء الخوف والإدراك المسبق للمخاطر الناجمة عن مثل هذا الانزياح والتي تظهر البروفة العراقية صورة واضحة عنه. إن المخاض العراقي يؤكد بشكلٍ لا لبس فيه على الهوية الدينية الحيوية والفاعلة للبنى المجتمعية في الدول الإسلامية ففي كل تفاصيل العملية السياسية يبرز الدور الأساسي المؤثر للفقيه وشيخ المسجد وشيخ العشيرة على حساب المكونات المدنية الأخرى وهو الأمر الذي يوضحه استحالة الاتفاق الحقيقي على صيغة متحضرة للدستور الذي من المفترض أن يبنى العراق الجديد وفقها.. وسنرى اتفاقاً محبطاً في كثير من جوانبه وبخاصة ما تعلق منها بقضايا المرأة وحرياتها، وهو سيخرج بفعل مبدأ التسويات المتبادلة على قاعدة التنازلات المتبادلة وهي الحالة التي ستتكرر في البلدان المشابهة من دون أدنى شك. ويعكس هذا المبدأ مبدأ التسويات المتبادلة على قاعدة التنازلات المتبادلة مدى التدمير الذي تلحقه الأنظمة الشمولية بمؤسسات المجتمع المدني والمنظمات العلمانية لحساب ومصلحة الفقهاء الذين يظلون يسرحون ويمرحون مستثمرين آلاف المساجد ودور العبادة في استمرار عملهم القائم على توظيف الدين وفق مصالحهم المختلفة وتعميق طائفية البنية المجتمعية كي تبقى عملية الاستقطاب المذهبي الطائفي في حيويتها المعهودة. وهكذا يمكن القول: إن شوكة الإرهاب المزروعة مجتمعياً منذ عشرات القرون لا تزال على نضارتها في حين تظل كل نبتة وبذرة مغايرة غريبة على البنى المجتمعية وهو ما يفسِّر الصعوبة البالغة التي تواجه نموها بله ازدهارها.! ونحن لا نقصر الأمر بالتأكيد على الشكل العنفي الدموي للإرهاب بل نعني كل الأشكال التي يتمظهر بها كالإرهاب الفكري والإعلامي والمحتسبي والاستئصالي وأخيراً الإرهاب المبطن في فتاوى شيوخ الإفتاء الذين يعملون لحسابهم أو لحساب الأنظمة التي ترى مسألة ديمومتها مرتبطة ببقاء البنى الاجتماعية كما هي ولو بأشواكها الدامية.. وهذا الشكل الإرهابي الإفتائي هو العملة الأكثر رواجاً هذه الأيام في كل مكان يتواجد فيه إسلام ومسلمون.! rezgar.com |