![]() |
في لقاء Arabia Felix ... وذكريات أخرى - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: قضايا اجتماعيــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=60) +--- الموضوع: في لقاء Arabia Felix ... وذكريات أخرى (/showthread.php?tid=25552) |
في لقاء Arabia Felix ... وذكريات أخرى - العلماني - 08-21-2005 عندما ذهبت كي أرى "العربية السعيدة" في "ستراسبورغ" قبل شهر ونصف الشهر كنت متهيباً. فها هو حاجز آخر بين عالمي الافتراضي وعالمي الحقيقي على وشك أن ينهدم ويصبح طللاً دارسا. كنت أعلم بأن "وميض الافتراضية" سوف تتراجع وتغيب إلى الأبد أمام "وميض الحقيقية"، وكان في هذا شيئاً من المجازفة تخوفته قليلاً، وتشجعت عليه كثيراً، لما في جعبتي من تجارب سابقة. فلقد التقيت قبلاً "مالك الحزين" و"الدكتور جمال الصباغ" و"إليسار" و"هنايا" و"طارق القداح" و"أبو ابراهيم" و"الدكتور محمد السوري"، فلم آسف لحظة على هذه التجارب الغنية الناجحة دائماً. كنت صباح ذلك السبت من شهر تموز الماضي، قد ركبت "ناقتي الألمانية الهرمة " وسرت مع نهر "الراين" نحو مدينة "ستراسبورغ" الفرنسية. في الطريق، كانت صور اللقاءات القديمة مع "أصدقاء الانترنت" تتقاذفني، ووجدتني أبتسم ثم أقهقه، وأنا أتذكر كيف قابلت للمرة الأولى "مالك الحزين" و"جمال الصباغ". *** كان "مالك" (نبيل شرف الدين) في زيارة إلى "سويسرا" في صيف العام 2000. حينها، كنا نكتب سوية في "هجر" ونتحادث بين الفينة والفينة على الماسينجر. كنت أحب – وما أزال – ما يكتبه "نبيل شرف الدين" دون أن أوافقه الرأي تماماً في كثير من المواضيع المطروحة. "فمالك" قلم سيال يعرف من أي تؤكل الكتف، له قدرة على اختلاق صور وتعابير تأخذ القاريء وتطوح به ثلاثاً ثم تقول له : اقرأ، وإن كان ليس بقاريء. "مالك الحزين" من كتاب "النت" القلائل الذين ما برحوا يثيرون إعجابي عندما يكتبون. فقلمه يستطيع أن يجرح ويداوي، أن يصحو ويمطر، أن يكون "جلمود صخر حطه السيل" وأن ينقلب بعدها إلى ماء نمير عذب يترقرق بتؤدة على حصباء الوادي. كان موعدنا بعد الظهر من يوم صيف قائظ، وكنت لم أر "الحزين" من قبل، ولم يكن يعرفني هو بدوره. قال لي على التليفون: سوف نلتقي، في الثانية بعد الظهر، في محطة القطارات في "نيوشاتيل"، أمام بائع ورد داخل بناية المحطة. وصلت إلى محطة القطار في الثانية إلا الربع، ووجدت أمام "بائع الورد" قهوة (مقهى) جميلة جلست فيها وسيكارتي وبضع صفحات من صحيفة وضعتُ عيناً على صفحاتها والعين الأخرى على واجهة "بائع الورد" علّ "الحزين" يصل. في الثانية تماماً، وقف رجل أسمر متوسط الطول، معتدل القوام، أمام واجهة بائع الورد. فقمت من مكاني مبتسماً متهللاً وتقدمت نحوه مصافحاً مرحّباً، قبل أن أضرب بالتقاليد الغربية عرض الحائط وآخذ الرجل بالأحضان، وأقول بابتسامة عريضة: مرحباً بك في سويسرا يا "حزين". رأيت في عيني الرجل بعض الذهول والكثير من المفاجأة والدهشة. تمتم بكلمات فرنسية التقطت منها كلمة "باردون" وعبارة: ماذا تريد يا سيد؟ ... انتبهت .. هذا ليس "مالك الحزين" إذاً ... ثم حاولت أن أشرح للرجل بعبارات عيية حصرة ما حدث، قبل أن ينصرف وهو يطالعني بنظرة تشي باتهامه لي بخلل عقلي ما. ***** الطريق إلى "ستراسبورغ" تطول، و"الراين" المنساب على الحدود بين فرنسا وألمانيا يطبع المنطقة بطابعه الخاص، ويتأقلم جيداً بين هذه الهضاب المترامية التي تمتد مئات الكيلومترات حتى بحر الشمال. منذ العصور الوسطى وانقسام امبراطورية شارلمان بين أبنائه، أصبح "الراين" الحد الفاصل بين "مملكة الفرنجيين"(فرنسا) و"امبراطورية الجرمانيين"(ألمانيا والنمسا). صحيح أنه، والمناطق التي تحاذيه (الألزاس واللورين)، كان غالباً "جرماني" الهوى واللسان، ولكن ملوك فرنسا حاولوا دائماً أن يصلوا إليه، مقتربين منه أشد الاقتراب في عهد "الملك الشمس، لويس الرابع عشر"(1661 – 1715). على الطريق السريع في ألمانيا، السرعة غير محددة. ألقيت "لراحلتي" حبلها على غاربها، وقلت لها: "إن كنت مزمعة فسيري". ثم عدت استرجع ذكريات لقائي "بالدكتور جمال الصباغ" كي أقهقه من جديد، فلقد تكرر، مع جمال الصباغ، "السيناريو" الذي حصل مع "مالك الحزين" ولكن "بديكور" مختلف. **** كان موعدي مع جمال الصباغ في نفس المدينة التي قابلت بها "مالك الحزين" في صيف سنة 2001 (على ما أذكر). يومها، قال لي الدكتور بأنه سوف ينتظرني في "قهوة كبيرة" لفندق ضخم ، أعطاني اسمه، على شاطيء "بحيرة نيوشاتيل". وصلت المكان، وركنت سيارتي في "الباركينغ" القابع أسفل الفندق، ودخلت المقهى الضخم الذي كان (لحظي البائس) ممتلئاً أو شبه ممتليء بالزبائن. لم أكن قد رأيت الدكتور سابقاً، ورحت أفتش بعيون عجلة على "سحنة شرقية" دون جدوى. مر نظري على وجوه القوم الجالسين وأنا أمشي دون أن أستطيع رؤية وجه واحد له ما للدكتور "في مخيلتي" من صفات. كان المقهى عبارة عن صالتين ضخمتين ذرعتهما جيئة وذهابا وحيرتي تزداد. فالدكتور حتماً هنا ولكن أي هذه الوجوه هو وجه الدكتور؟ في الصالة البعيدة، وفي ركن ركين، شاهدت رجلاً يحدق أمامه ويمسك "سيجاراً" بيده. تذكرت – وللذاكرة خيانات - بأن "طارق القداح" كان قد قال لي بأن الدكتور يدخن "السيجار". صحت في داخلي "وجدته"، واتجهت صوب الرجل صاحب "السيجار" وأنا شبه مقتنع بأنه هو الدكتور جمال. ولكني بين هذا وذاك كنت قد تعلمت من "الدرس" مع "مالك الحزين" بعض الاحتراز، وبحثت عن وسيلة أعد بها "للحدثان سابقة وعداء علندى" واحفظ بها "خط الرجعة". وضعت سيجارة بين شفتي وذهبت إلى حيث الرجل صاحب "السيجار" واقتربت منه بحيث لفت جسمي الضخم انتباهه. نظرت إليه وأنا ألمح صحيفة فرنسية بين يديه وأقول متداركاً: هل لي أن أطلب منك ناراً لسيجارتي يا سيدي؟ لقد وشت لي الصحيفة "الفرنسية" بأن الرجل ليس "جمال الصباغ"، فالدكتور جمال لا يعرف من الفرنسية ما يخوله لقراءة صحيفة. ولكني لم أكن سعيداً باكتشافي "الغبي" هذا، فما زلت واقعاً في نفس المشكلة، وما زال السؤال القائل: أين هو الدكتور؟ يبحث في عيني عن إجابة. قادني ذكائي إلى التكنولوجيا، فأخذت طاولة وطلبت فنجان قهوة وقلت في نفسي: سوف أتصل الآن بالدكتور جمال، وسوف "يرن جرس تليفونه" فأحدد وجهتي في هذا المقهى المترامي الأطراف. طلبت رقم الدكتور وبدأ جرس الهاتف بالرنين، ولكني سمعت أكثر من رنين آتياً من أماكن بعيدة عني في المقهى. قلت: "شو هالفيلم الهندي هذا؟" ثم طلبت الرقم ثانية فلم أسمع شيئاً. نظرت متأففاً إلى الطاولة التي بجانبي وأنا أتنهد فرأيت رجلاً يقرأ في صحيفة "القدس العربي" وفي فمه "غليوناً" يقبض عليه برؤوس أصابع يده اليمنى. وما أن التقت عيناه بعيني حتى عرفنا بعض. فلقد كان الدكتور هناك حقاً، ومررت أمامه مرتين أو ثلاثاً، ولكني لم أنتبه للصحيفة العربية التي يقرأها، ولم يكن شيئاً في قسمات الدكتور بمستطيع أن يبوح بأصله الشرقي "البدوي". فالقامة الفارعة ولون العينين الأخضر والشعر الكستنائي لم يكونوا في قائمة الصفات التي "رسمتها مخيلتي" قبل أن تجد عيناي الطلب في إثرها. يتبع في الأيام القادمة ... واسلموا لي العلماني في لقاء Arabia Felix ... وذكريات أخرى - EBLA - 08-21-2005 (f) في لقاء Arabia Felix ... وذكريات أخرى - Free Man - 08-21-2005 [CENTER]أحب هذه النوعية من الكتابات ... فهي ذات شجون كما يقال أكمل تجرأت على المقاطعة بعد إيبلا (f)[/CENTER] في لقاء Arabia Felix ... وذكريات أخرى - زيوس - 08-21-2005 ![]() ![]() ![]() في لقاء Arabia Felix ... وذكريات أخرى - بسمة - 08-21-2005 كان جميلاً حقاً، أن يكون موضوعك أول ما أقرأ في صباحي هذا! العلماني من الأشخاص القلائل الذين أتابع - تقريباً- كل ما يكتب، واليوم وهنا أقف ضمن قائمة المتابعين بكل شغف وترقب. دمتَ رااائعاً بسمة(f) في لقاء Arabia Felix ... وذكريات أخرى - Arabia Felix - 08-21-2005 قلمـــك ... (f) آمل أن تصل إلي قبل أن ينزف بنزين السيارة المهرة أو حبر قلمـــك:D أمواااااح كبيـــرة، علماني :kiss2: في لقاء Arabia Felix ... وذكريات أخرى - Al gadeer - 08-21-2005 ذكرياتك جميلة تابع (f) في لقاء Arabia Felix ... وذكريات أخرى - بسام الخوري - 08-21-2005 كتابات صحافي واديب متمرس(f) وليست كتابات انسان عادي...فهل أنت الياس خوري(f) مثلا في لقاء Arabia Felix ... وذكريات أخرى - العلماني - 08-22-2005 إيبلا وفري مان (f)(f) زيوس شكراً على صور "ستراسبورغ" (f) بسمة مرورك، تعليقك، وكتاباتك "بسمة" ... في هذا الزمن العابس المكفهر ... (f) وميض يا سندي لا تقلقي، سوف أصل إليك حتى لو كانت السيارة (على راي فيروز في "ميس الريم") "مش عم تمشي، وبدا حدا يدفشها دفشي" ... (f) الغدير (f) بسام الخوري شكراً على الإطراء، ولكن : لماذا "الياس خوري" بالذات؟ :) ("كأني بعرف هالإسم":) ... ولكني، بالتأكيد، لست أديباً متمرساً) ... (f) سعدت بمتابعتكم صحيح، لن أستطيع أن أتابع الموضوع قبل يوم السبت القادم - ليلاً - ... ولكني سأحاول ... واسلموا لي العلماني في لقاء Arabia Felix ... وذكريات أخرى - mass - 08-22-2005 متعـــــة (f) |