حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
تأملات في شخص الله - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58) +--- الموضوع: تأملات في شخص الله (/showthread.php?tid=25660) الصفحات:
1
2
|
تأملات في شخص الله - Beautiful Mind - 08-18-2005 (1) الله كائن وحيد و فريد من نوعه .. ياللمسكين أحد أحد .. لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد الله هذا المسكين .. هذا الشخص الوحيد ليس له عائلة أو زوجة أو أصدقاء. شخص بلا أصدقاء أو محبين مكافئين له بسبب خاصية لعينة .. أنه أقوى و أعظم من الجميع. و لأنه أقوى و أعظم من الجميع فهو بلا أصدقاء أو محبين مساويين له يأتنس بصحبتهم ... كل ما يملأ عالمه هو عبيده و ممتلكاته و عرائسه التي خلقها بأمر منه. تلك هي ضريبة العظمة و القوة ... أن تعيش حياة سرمدية وحيدا بليدا بلا أنيس أو زوجة. أتصور ان الله من الممكن أن ينظر بحسد و حقد بالغ على العلاقات الإنسانية شديدة الترابط .. لأنه بلا ولد فهو يأمر إبراهيم أن يقدم إبنه الذي يحبه جدا ذبيحة. أتصور أن شخصا مثل هذا قد جن من هول الوحدة و الوحشة التي يعيشها .. بالتأكيد أنا لا أريد أن أكون إلها فائق القوة و العظمة ... وحيد و معزول و فريد من نوعي. أن يحيا المرء كإنسان أفضل ألف مرة .. (2) الله كائن كامل متكامل ... الله لا يحتاج أحدا أنا لن أحاول التقرب إلي شخص لا يحتاج أن أتقرب إليه جميعنا نحب الأطفال ... لماذا ؟ الأطفال يخرجوا من نفوسنا أفضل ما فينا ... نحن نكون أكثر حرصا في كلامنا في حضور الأطفال, نحرص على أن يكون كلامنا طيبا يزرع فيهم كل خير. الأطفال في مرحلة يحتاجون فيها إلي من حولهم .. الرضيع لا يستطيع حتى أن يعبر عن إحتياجاته إلا بالبكاء .. أن تشعر أن فلان يحتاجك و يريدك و يصعب عليه أن يستغنى عنك هو لب أي علاقة حميمة. هو يريدني .. هو يحتاجني. حين تنظر لعيني طفلك الذي يحتاجك من أجل أن يعيش يوما آخر .. و يحتاج بالأساس لحبك و حنانك, حتى العلاقات بين الناضجين يلزمها الإحتياج المتبادل و إلا سقطت. و بالأخص الإحتياج للحب و المشاعر الحلوة المتبادلة. أما الله فهو لا يحتاج أحدا .. و لا أعرف ما الذي يجعلني حريصا على شخص لا يحتاجني في شئ و لا يحتاج أحدا في شئ و هو منزه أيضا في المسيحية أو الإسلام عن أن يكون محتاجا لحبي و إحترامي و إهتمامي ... هو الله الكامل الذي لا يحتاج احدا و لكن الجميع يحتاجه. طبعا العلاقة القائمة على إحتياج طرف واحد للإخر تصير علاقة عقيمة ثقيلة .. حين يكون كل ما يجمعك بأبيك هو المال الذي يعطيك إياه .. حين يكون كل ما يجمعك بأمك هو الطعام الذي تعده ... حين يكون كل ما يجمعك بزوجتك هو لقاءكما في السرير. تكون الحياة رخيصة جدا ... حين لا تكون لا تحتاج شيئا من طفلك بينما هو عالة عليك بالنسبة لك .. سقطت العلاقة. على الأب أو الأم هنا أن يعترفا أنهما يحتاجان إلي حب و إحترام و مودة و إهتمام أولادهما و إلا سقطت العلاقة. و لو لم يعترف الله أنه يحتاجنا في أي شئ .. حتى و لو كان حبنا و إهتمامنا صار من يقبل بعلاقة مع الله مثل البلهارسيا في جسم الإنسان مع الفارق ... أنك حتى لا تستطيع أن تضر الله. (3) الله كائن سرمدي .. فهل لحياته معنى ؟ إن لم يكن يعرف الموت فلا أظن ان لحياته معنى ... كيف يستمد أي شئ قيمة ؟ كيف يكون أي شئ غاليا أو رخيصا ؟ الندرة هي أساس القيمة .. هذا هو علم الإقتصاد و هكذا علمتنا الحياة. حين يكون مورد معين غير محدود يصبح بلا قيمة .. فالهواء لا يكتسب قيمة إلا على القمر او خارج المجال الجوي أو في الأماكن المرتفعة أو ُناء الغوص .. حين يقل الهواء أو ينعدم يصبح للهواء قيمة .. و حين تكون الحياة محدودة و لها نهاية تكون لها معنى و قيمة .. أما حين يكون المرء أزليا أبديا فلا أعتقد أنه قد يشعر باي قيمة لحياته أو لوجوده ... و إن كان من الممكن أن يستمد قيمته و معنى لوجوده أو لحياته حين يرتبط بالفانين. الفكرة كلها أن القيمة تستمد من المحدودية و ليس العكس كما هو شائع. (4) الله لا يخطئ أبدا ... الله لا يجرب أبدا الله محروم من أن يتعلم لأنه يعلم كل شئ. متعة التعلم .. متعة التجربة و الخطأ. أن تنظر بإنبهار لشئ جديد ... أن تفجأ بأي شئ, ربما تلك الأشياء هي التي تجعل لحياتنا طعما و نكهه. تلك الأشياء هي التي تجعل أيامنا متجددة و مثيرة و شيقة. أنا لا أحب كبار السن بوجه عام ... لديهم أفكار معينة و طريقة معينة في النظر للحياة. يظنون أنهم يعرفون كل شئ في كل شئ .. يصعب عليهم جدا أن يتعلموا شيئا جديدا. يتكبرون على الدنيا و مفاجآتها و كل جديد فيها و يضفون على الحياة رتابة و ملل .. يسقطون التمايز بين الأشياء و الأحداث و يجعلون كل الأشياء متشابهه. متعصبون و يصعب عليهم تغيير معتقداتهم ... و لا يبذلون مجهودا في الفهم أو الإستيعاب. لماذا ذكرت ذلك ؟ الله لا ينكر وجود مفاجآت أو تغيرات في حياته تكبرا أو غرورا ... هو بالفعل يعلم كل شئ في كل شئ, الماضي و الحاضر و المستقبل ... لا جديد في حياة الله الذي ليس عنده تغيير و لا ظل دوران (يع 1 : 17) حياة رتيبة مملة بلا جديد بلا إستزادة أو نقصان بلا مفاجآت أو إنبهار .. حياة بلا حياة .. (5) الله سرمدي .. لا يتغير او يتبدل أبدا ... الله لا يخطئ أبدا لماذا يصر أصحاب الأديان ان الله شخصا بذاته و ليس قيمة عظمى !! حين تزيد سرعة جسم مادي لتصبح مساوية لسرعة الضوء يتحول الجسم إلي طاقة أو يجب أن يكون قد تحول إلي طاقة .. هذا ما فهمته و أجده معبرا عن فكرة أراها حتمية : حين يتحول شخص بذاته إلي أن يكون مساويا للقيم المطلقة (العدل و الحق و الجمال و الحب و .. ألخ ) يفقد المرء شخصيته و يتحول إلي قيمة .. أو يجب أن يكون قد تحول إلي قيمة. لا يمكن لشخص أن لا يخطئ أبدا .. أو أن يكون ملتزما بقيم معينة دون ان يكون جزءا منها و تكون هي جزءا منه. حين يكون الله هو العدل .. لا يكون الله شخص بذاته له شخصية معينة ذات ملامح بل يكون قيمة مطلقة, حين يصير الله عادلا لدرجة أنه لا يظلم أبدا و لا يستطيع ان يظلم فهو لا يمكن أن يكون شخصا بذاته. أو ان يكون الله محبة و من يثبت في المحبة يثبت في الله ..... حين يصير الله مساويا بالمحبة لا يكون الله شخصا بل قيمة. كنت أحب دائما أن أتصور الله هو إتحاد كل القيم الجميلة و هو إن كان تصور جميل لله إلا انه لا يجعله شخصا حيا و عاقلا .. إما أن يكون الله شخصا يخطئ و يصيب يلتزم بالقيم أحينا و لا يفعل أحيانا أخرى و إما أن يكون قيمة و ليس شخصا. (6) الله كائن يفوق البشر .. الله ليس إنسانيا الله لم يذق طعم الكريز أو نكهة الكوكاكولا .. و لن أقول طعم الخطيئة و نكهة العجز و الحرمان حتى في المسيحية حين تجسد الله لم يجعلوه يخطئ .. لم يحب إمرأة معينة مثلا, لم يقبل فتاة أحلامه في سن المراهقة, لم يتزوج أو ينجب, لم يعجز أو يخطئ. حرمت المسيحية الله حين تجسد من أن يحيا حياة طبيعية أو يتذوق مشاعر سيظل محروما منها بقية عمره الممتد إلي ما لا نهاية .. لذا كان سهلا عليه أن يحرم الطلاق و يحرم الحب المحترم .. لأنه ليس إنسانيا و لا يعرف المشاعر الإنسانية, و لو جئت بشخصا أخضر من كوكب المريخ لا يطيق الابطاطس المحمرة بحكم تكوينه يسهل عليه أن يحرم أكل البطاطس المحمرة مثلما حرم إله المسلمين و اليهود أكل الخنزير و شرب الخمر .. الله لا يعذر المخطئ حين يحاسبه على قلة إيمانه أو أخطاؤه .. لان الله لم يخطئ أبدا فهو لا يتعاطف مع المخطئ, يضع الآلية للغفران لمن يعترف له بخطؤه و يندم عليه و لكن في النهاية هناك جهنم لمن لم يفعل. يقولون أنه من العيب كل العيب أن يتعبد المرء لإنسان مثله و إن كنت أظن أن عبودية إنسان لإنسان و بكل سوءها و إنحطاطها أفضل و أكثر إنسانية من العبودية لمن هو ليس إنسانيا. (7) الله كان منذ الأزل غنيا و عظيما و قويا .. لم يتعب في شئ لو كانت الحكايات الدينية تحكي عن شخص كافح و تعب لكي يصير إلها لكانت القصة أفضل. المشكلة أن الله يمثل الطبقة الإرستقراطية الحاكمة منذ العصور القديمة و الوسطى .. منذ البداية كانت لديه الشرعية و الحق ليحكم و يتحكم لأنه الأفضل و لانه كان كذلك منذ الأزل. الله كان دائما ملكا .. يملك و يحكم حتى عرف الغرب الديموقراطية في نظمهم السياسية ليتحول الملك إلي ملك يملك و لا يحكم ... و بالتوازي أصبح الله يملك و لا يحكم, و حينها أصبح أكثر لطفا و طيبة. الله لا يعرف التعب أو الكفاح .. كشاب مدلل ولد غنيا و لم يجوع قط كان الله منذ الأزل, و لذا كان من البديهي ألا يتعاطف مع الجوعى و المساكين و الخطاة. يسهل عليه أن يأمر الناس بألا يخطأوا لأنه لا يبذل مجهودا لكي لا يخطئ .. و لكن كائن مثله لو كان قد كافح و تعب و ناضل من أجل إكتساب فضيلة واحدة فقط لما كان إحتقر من لا يملكون الكثير من الفضائل. ما أريد قوله أن الله ليس أفضل منا لمجرد أنه أفضل .. هو لم يتعب لكي يكون أفضل بل وجد نفسه كذلك بلا أي فضل منه. حين يولد المرء منا ليجد نفسه غنيا أو جميلا لا يكون له فضل في ذلك و لكنها الظروف التي جعلت من الإنسان إنسان و الإله إله .. و من الإنسان الضعيف و الفقير كذلك و من الإنسان القوي الغني القادر كذلك. (يتبع .. إن إستطعت) تأملات في شخص الله - neutral - 08-18-2005 فكرتني بعبارة تقول - لقد خلق الله الإنسان في ستة أيام وفي اليوم السابع رد له الإنسان الجميل ـ الإله الذي بداخلنا هو الذي خلق الله لأن كل واحد فينا -أدرك ذلك أم لم يدركه - منتهي طموحه هو أن يصبح إله أو السوبر مان بتاع نيتشه وكنوع من الإسقاط النفسي تم خلق هذا الكائن الذي يتمتع بكل الأشياء التي نفتقدها في أنفسنا كالقوة المطلقة والمعرفة المطلقة وجود الدافع النفسي لخلق الإله ليس كافيا وحده لتفسير إستمراره ولكن يجب الإستعانة بنظرية السبوبة لتفسير ذلك الإستمرار تخيل إنه مع إختفاء ذلك الإله ستختفي أسماء زي طنطاوي وشنودة والسيستاني ويصبحوا عاطلين عن العمل وطبعا ده ميرضيش ربنا والحياة بقت صعبة والأسعار نار فكان لابد من إستمرار الإله حتي يستطيع المذكورين أعلاه إنهم يبلطجوا علي حساب الناس ويضمنوا دخل ثابت يساعدهم علي مواجهة أعباء الحياة تأملات في شخص الله - إبراهيم - 08-18-2005 اقتباس:الله كائن وحيد و فريد من نوعه .. ياللمسكين صديقي مستر بيوتيفل مايند: واحشني جدا و مبسوط جدا أشوفك هنا. عاش من شافك. إسمح لي أن أعلق على عبارتك أعلاه و نحن نتبادل الرأي و الرأي الآخر. تقول الله كائن وحيد و كأنك تتكلم عن شخص عازب قاعد في شقة فوق السطوح. لكن هل هذا المقصود بوحدانية الله؟ و هل قولنا أنه واحد يعني وحدانية حسابية؟! قولنا إنه واحد مجرد اصطلاح لفظي يهدف فقط إلى نفي الكثرة و أنه يوجد مصمم هو علة الأشياء في أصلها و بدونه لم يوجد شيء من قبل. المجازفة على القول بأن "لا إله" على علتها هي نوع من المكابرة لأن الكون كله ألغاز و لا أحد يقدر أن يقطع بشيء. كثير من العلماء الجبابرة يعيشون العمر بطوله يقولون إنه لا إله ثم بعد أن تتقدم بهم الأيام و السنون يكتشفوا أنهم تسرعوا و على رأس هؤلاء Antony Flew. هذا الرجل مثلا قطب من أقطاب الفلسفة الإلحادية و عودته للقناعة بوجود إله كان لها دخل في رفضي القاطع للإلحاد مع أن فكرة الإلحاد ببريقها بدأت تراودني في اعماق سرائر نفسي و لكن رأيت أنها تسرع و لا تختلف كثيرا عما تراه بين محتكري الحقيقة الذين يتشدقون على الأمم و الشعوب: نحن فقط عندنا الحقيقة! نحن فقط نرث الفردوس! نحن فقط اللي رايحين السما و غيرنا رايح على جهنم. أرفض هذا. و أستمر و أنمو في بحثي عن الحقيقة الكاملة و أحمد الإله أني أعرف و أوقن بوجوده... لا أعتقد حتى إن إسمه الله و لكننا نقول الله من باب العادة و اللفظ ببساطة يعني الـ + إله. هذا الكائن أعرف أنه موجود و دائما اعود و أذكر نفسي بحقيقته. تحياتي لك يا غالي. تأملات في شخص الله - Logikal - 08-19-2005 اقتباس: إبراهيم كتب/كتبت أليس في هذا بعض التبعية الفكرية؟ تأملات في شخص الله - إبراهيم - 08-19-2005 اقتباس:بيوتيفل مايند يقول لا إله، و أنت تقول هناك إله. لماذا رأيه هو مكابرة، و رأيك أنت ليس مكابرة؟ ربما أخطأت باستخدامي مصطلح مكابرة و لكني أتحدث عن نفسي حصرا و تحديدا. لو أنا قلت لا إله فأنا، إبراهيم، إنسان مكابر لأني أقطع بأشياء في عالم الغيب لا علم لي بها. لا أقول إن رأيه مكابرة، لا سمح الله. لكن أتحدث عن نفسي حسبما أشعر. باقي أسألتك مشروعة و بصراحة لا أملك جواب مقنع لها. من ناحية التبعية الفكرية فهناك دروس ربما و لكن ليست تبعية بالمفهوم السلبي لأني أبحث و أمحص إيماني و سوف تجد أن خبرتي الإيمانية خاصة بي أنا إبراهيم و ليست خبرة فلان آخر مما ينفي التبعية من وجهة نظري. و أحب مناكشاتك يا عزيزي لوجيكال لأنها تدفعني لاستقصاء أعماقي و البحث الدؤوب. تأملات في شخص الله - Logikal - 08-19-2005 اقتباس:لو أنا قلت لا إله فأنا، إبراهيم، إنسان مكابر لأني أقطع بأشياء في عالم الغيب لا علم لي بها. طيب، لكن أنت ابراهيم تقطع بوجود هذا الكائن الغيبي المبهم في عالم الغيب الذي لا علم لك به على حد تعبيرك. و انت تقول ان القطع بأشياء لا علم لك بها هو مكابرة. أترى قصدي؟ برأيي الشخصي فإن الشخص الذي يرتكب المجازفة الحقيقية هو الذي يقطع بعلمه بأمور لا علم لنا بها. بيوتيفل مايند هو مجرد انسان حذر، يلتزم بحدود معرفتنا بهذا الكون، و لا يزعم بأنه يعرف اشياءا خارج حدود عالمنا، و التي لا سبيل لنا لتخطيها على الاقل حتى الان. فالدينيون يظلمونه حين يعتبرونه مكابرا و مجازفا، بينما العكس قد يكون الصحيح. تأملات في شخص الله - صوفيا - 08-19-2005 [quote] Logikal كتب/كتبت برأيي الشخصي فإن الشخص الذي يرتكب المجازفة الحقيقية هو الذي يقطع بعلمه بأمور لا علم لنا بها. بيوتيفل مايند هو مجرد انسان حذر، يلتزم بحدود معرفتنا بهذا الكون، و لا يزعم بأنه يعرف اشياءا خارج حدود عالمنا، و التي لا سبيل لنا لتخطيها على الاقل حتى الان.فالدينيون يظلمونه حين يعتبرونه مكابرا و مجازفا، بينما العكس قد يكون الصحيح الزميل لوجيكال اسمح لي بالقول بأن الملحد هو شخص اقرب الى المكابرة من اي شخص آخر .. لماذا ؟ .. لأنه يرى الله القدوس في كل مكان و لكنه يصر على انكار وجوده .. لن اضع لك آيات من الكتاب المقدس ما دمت تنكر عن سبق اصرار وجود الله و تكفر بكتابه المقدس .. لكن دعني اطرح عليك اسئلة اجاباتها واضحة نحن كمؤمنين نستطيع الاجابة عليها بسهولة .. و لكنها بالطبع في غاية الصعوبة بالنسبة لك ... من اين جاءت مادة الكون الاساسية ؟ .. هل جاء هذا الكون المنظم بالمصادفة ؟ هل هذه الصنيعة الحكيمة من مجرات و انظمة شمسية و نجوم و كواكب جاءت بالمصادفات ؟ .. من اين جاءت الخلية الاولى ؟ .. و هل انت مقتنع فعلآ ان اصل الانسان قرد مع انكم فشلتم حتى اليوم في اثبات نظريتكم التطورية ؟ .. و هل هذه الصنيعة المذهلة لخلايا جسدك التي تم انشاءها و تكوينها و تركيبها هي مجرد مصادفات ؟ .. هل تستطيع خلق خلية حية واحدة من العدم ؟ .. هل تستطيع بث الحياة في خلية واحدة حتى لو امتلكت جميع مكوناتها الاساسية ؟ .. و اذا كنتم لا تؤمنون بالروح فما هو هذا اللغز الغامض الذي يعطي معنى و حياة للجسد ؟ ... ما هو مفهومكم للقيم و الاخلاق ( خصوصآ انني قرأت لك بأنك موافق على حرية الشذوذ الجنسي بل انك توافق على زواج الشواذ و انا كمسيحية اولآ و كمواطنة امريكية ثانيآ ارفضه تمامآ و يسعدني ان معظم الامريكيين يرفضونه لكن لن نتوسع في ذلك الآن ) .. و اخيرآ ما هو هدف الملحد في حياته ؟ .. و ما الغاية من وجوده اذا كان يعتقد بأنه سينتهي و يموت مثل اي كائن حيواني لا عقل له ؟ ... و الكثير و الكثير من الاسئلة و التي مع علمي المسبق ان كل سؤال منها يحتاج موضوعآ خاصآ به .. و منها ما قد يكون تمت مناقشته .. لكن للأسف لا تملكون و لم تقدموا لنا اجابات واضحة تحترم العقل .. لأنه اذا كانت اجابتكم على جميع الاسئلة السابقة .. هي اللاادرية و المصادفات .. و ان الانسان جاء بالمصادفة و لا هدف لحياته و لا حياة له بعد مماته .. فاسمح لي بالقول بأنكم الذين تؤمنون بخرافات الشيوعية و اساطيرها .. و اذا تنازلت قليلآ عن كبرياءك و اعترفت بوجود ارادة عاقلة و جبارة ( خالق ) دون ان تعترف بأي دين .. فما هو اذآ الهدف من وجودك ؟ .. لماذا جاء بك هذا الخالق الى الوجود ؟... نحن لا نؤمن بوجود الله و العقيدة الصحيحة لأننا نبحث عن اجابات جاهزة كما تزعمون .. بل لأننا رأينا الله في كل مكان و من يبحث عنه سيجده لا شك في ذلك ... كما انني لا اعتقد انك تركت المسيحية لتعتنق ديانة الالحاد ( التي تؤمن بالصدفة كإله عاقل ) .. بالتأكيد لم تكن مسيحيآ سوى بالهوية فقط .. لذلك من الطبيعي ان تتخلى عن دينك و تكفر بإلهك ما دمت لم تتعرف حقآ على الهي يسوع المسيح له كل الكرامة و المجد و لم تجعل تعاليم و قيم المسيحية هي التي تصبغ حياتك ... و لا تنسى ان صاحب المقالات و المؤلفات الشهيرة في الالحاد انتوني فلو Antony Flew تراجع عن الحاده و كبريائه و غروره بعد ان طعن في السن و بلغ ارذل العمر و اقترب من الموت .. و ما دام كان يعتقد ان الموت نهائي و لا اله و لا حساب و لا عقاب .. لماذا اذآ و بعد كل هذه السنوات يقوم بتغيير حساباته و قناعاته المنطقية العقلانية عند الاقتراب من الموت ؟ .. اليست هي المكابرة ؟ ... تأملات في شخص الله - Logikal - 08-19-2005 اقتباس: صوفيا كتب/كتبت المكابرة الحقيقية يا صوفيا هي ان تدعي انكِ ترين اللـه في كل مكان، و ان الملحد تبعا لذلك هو بالضرورة اعمى لأنه لا يراه في اي مكان. اقتباس:لكن دعني اطرح عليك اسئلة اجاباتها واضحة نحن كمؤمنين نستطيع الاجابة عليها بسهولة .. و لكنها بالطبع في غاية الصعوبة بالنسبة لك ... أولا الزعم بأنكِ تعرفين لا يعني بالضرورة أنك تعرفين. يمكنني أن ارمي المزاعم شمالا و يمينا أيضا. رأس الحكمة يا صوفيا هي الاعتراف بالجهل حين نجهل شيئا، و رأس المكابرة و الجهل هي أن نزعم بمعرفة شيء نحن نجهله. العجرفة الحقيقة و المكابرة هي ان تزعمي انك تعرفين امورا غيبية وراء الكون لا يقدر انسان على القطع بها. هذا هو التكابر الحقيقي و هذا هو الجهل و التخريف. أنا متمسك بالعلم و المنطق، و أيضا ملتزم بحدودي كإنسان اعيش في هذا العالم و لن اعتذر لأحد عن ذلك. و لست محتاجا لأصدقاء خياليين و آلهة و اصوات اخترعها في رأسي لكي تكملني كشخص فأنا سعيد في حياتي الطبيعية كما أنا. حالة التدين التي تعانين منها هي ناجمة عن نقص فظيع و رفضكِ لانسانيتك الحقيقية و تمسكك بخيالات خارقة للطبيعة. اعذريني اذ لست اعاني من هذا المرض و الكبت و الاكتئاب مثلكم. من أين جاءت مادة الكون؟ كبار علماء الغرب و عقول العالم المتحضر كلها و بعد خبرات السنين و ابحاث لها اول و ليس لها اخر، تقول اننا حتى الان لم نكتشف من اين جاءت مادة الكون. و يأتي هنا ابراهيم و صوفيا و الزميل العاقل يقولون أنهم هم يعرفون. كيف توصلوا لهذه المعرفة يا ترى، و ما هي الابحاث و التجارب العلمية التي اجروها؟ ما هي الادلة على "اللـه" المزعوم، بل ما هو "اللـه" اصلا؟ اجابتكم تترنح بين فرضيات و تكهنات فلسفية و اقتباسات من خرافات الاقدمين. و تستبدلون العلم الحديث بهذه الاشياء، و بعدها تتهموننا بالمكابرة! طيب طالما انا انسان جاهل و لا املك الاجابة عن اصل المادة، و انت تعرفين اصل المادة (اللـه)، اجيبينا يا صاحبة العلم و المعرفة: كيف تمت عملية الخلق؟ ما هي ماهية اللـه و تعريفه؟ ما أصل اللـه؟ و كيف عرفتِ كل هذه الاشياء و ما هو دليلك عليها؟ اقتباس:هل جاء هذا الكون المنظم بالمصادفة ؟ ليس بالمصادفة بل بفعل طبيعة الاشياء الحتمية. اقتباس:هل هذه الصنيعة الحكيمة من مجرات و انظمة شمسية و نجوم و كواكب جاءت بالمصادفات ؟ الصنيعة "الحكيمة" هذه، هل تضم اشياء مثل السرطان و عمى الولادة و الاولاد برأسين و النجوم المتفجرة و المجرات الفارغة التي لا فائدة من ورائها يا ترى؟ اقتباس:و هل انت مقتنع فعلآ ان اصل الانسان قرد مع انكم فشلتم حتى اليوم في اثبات نظريتكم التطورية ؟ مرة اخرى، يظهر ان ايمانكم مبني على جهل اصلا و ليس على اختلاف وجهات نظر. حقيقة التطور هي حقيقة علمية واقعة و تعترف بها جميع جامعات و مراكز ابحاث و جماعات البحث العلمي العالمية كلها في الغرب و اسيا و بقية العالم المتحضر. و الدلائل و الاثباتات موجودة و قاطعة. و نظرية التطور يقوم عليها اساس علم البيولوجيا برمته اليوم، و تدخل هذه النظرية في علم تصنيع الادوية و الطب و الجراحة التي أنتِ تستفيدين منها مثل اي انسان. الفرق بين المعرفة العلمية و بين الخرافات ان المعرفة العلمية لها تطبيقات حقيقية. يعني نظرية التطور مثلا افادتنا في تأسيس علم البيولوجيا الحديثة و الطب و الجراحة و الادوية. علم الفيزياء افادنا في صناعة السيارات و الطائرات. ماذا هي التطبيقات العملية و العلمية من زعم وجود "اللـه" المزعوم؟ هل اخترعنا صاروخا بفعل هذا الزعم ام طورنا الزراعة مثلا؟ لا شيء. وجوده مثل عدمه على ما يبدو. لن اجيب عن بقية الاسئلة لأنها ايضا تنم عن تجاهل للعلوم الحديثة و التاريخ و فلسفة الاخلاق، حيث ان معتقداتك نابعة من صميم الخرافات البدوية القديمة، و هذه عادة الدينيين التي اعتدنا عليها، ان يمطرونا بألف سؤال و يزعمون اننا لا نعرف الاجابة، و في النهاية يختمون كلامهم "منتصرين" قائلين ان "اللـه" هو الاجابة، مع انه لم يفلح احد منهم حتى الان في اثبات هذا الاله منطقيا او علميا و لا حتى تعريفه كلاميا! و افضل دليل على ذلك الحوار الثنائي الدائر في هذا المنتدى مع احد اقطاب الايمان في النادي. و للعلم انا ناقشت و اجبت عن كل اسئلتك في الماضي، و لكنكِ كعادة الدينيين تتبعون استراتيجية التعجيز. يعني اسألوا الملحد ألف سؤال، و بعد ان يسأم منكم و من اسئلتكم، تقولون، "و الاجابة عن كل ذلك هي اللـه، و بهذا اللـه موجود." يا للأسلوب العلمي! اقتباس:بالتأكيد لم تكن مسيحيآ سوى بالهوية فقط .. لذلك من الطبيعي ان تتخلى عن دينك و تكفر بإلهك ما دمت لم تتعرف حقآ على الهي يسوع المسيح له كل الكرامة و المجد و لم تجعل تعاليم و قيم المسيحية هي التي تصبغ حياتك ... و تزيدين على مكابرتك و عجرفتك مكابرة و عجرفة بالادعاء انكِ تعرفين عن حياتي كل شيء، و قررتِ انني لم اكن "مسيحيا" حقيقيا بل بالهوية فقط. و كل هذا فقط لأنني لست مصابا بداء الخرافة اليسوعية، و صديقك الخيالي هذا يسوع الذي تحدثينه. الكثير من الاطفال يكون لديهم صديق خيالي imaginary friend يحدثونه و يتصورونه، و الغريب ان البعض منا يبقى متمسكا بهذه التفاهات الطفولية، فيتطور صديقه الخيالي الى إله او رجل اسمه يسوع! اقتباس:و لا تنسى ان صاحب المقالات و المؤلفات الشهيرة في الالحاد انتوني فلو Antony Flew تراجع عن الحاده و كبريائه و غروره بعد ان طعن في السن و بلغ ارذل العمر و اقترب من الموت هل تريدين لائحة بآلاف الثيولوجيين و المسيحيين العلماء و رؤوس الكنائس المسيحية الذين اصبحوا ملحدين؟ يعني حقيقة يأسكم مضحك جدا، تتمسكون برجل ملحد ترك الالحاد بأظافركم و اسنانكم، و تعتبرون ان تغيير رأي هذا الرجل يعطيكم شعرة امل أن خرافاتكم لها اساس في الواقع، بعد ان لم تجدوا شيئا اخر تبنون عليه اساسا لها. بالمناسبة، انثوني فلو جرى تضخيم و تحريف آرائه على الانترنت، و اخذ كلماته بغير معناها، فهو لم يقل ابدا انه اصبح مسيحيا، بل لم يقول ابدا انه ترك الالحاد. لكن لا مجال لدي الان ايضا في الخوض في فيضان الاستفهامات التي امطرتينا بها. و أكتفي استشهادا بعجرفتك انكِ تتهمين غيرك ممن لا يتبعون اسلوبكِ في العيش (مثليي الجنس) انهم على خطأ و أنكِ على صواب، لمجرد انهم مختلفون عنكِ. و هذا الاسلوب في التفكير لا يبعد كثيرا عن ابن لادن و غيره ممن قرروا أنهم عرفوا حقيقة الكون و الأله و الاخلاق و الحياة الصحيحة، و كل من خالفهم في أي من هذه الامور هو بالضرورة على خطأ. و أختم مداخلتي بأن أبدي اعجابي الشديد بتواضعك سيدتي، تأملات في شخص الله - Beautiful Mind - 08-20-2005 الزملاء و الأصدقاء العزاز جدا هيما و لوجيكال و نيوترال أحبكم جدا و أحترمكم .. و سعيد أنكم شرفتم موضوعي عزيزي هيما .. إنتا كمان واحشني جدا و واحشني الكلام معاك أحب أن ألقاك أكثر أسفت جدا أن أرى الموضوع قد إنحرف عما كنت أريده له .. قلت أنها تأملات في شخص الله .. إفترضت أنه موجود فعلا و له وجود حقيقي و بنفس الرؤية الدينية المشتركة بين المسيحية و الإسلام .... ثم بعد ذلك رحت أتأمل في شكل هذا الوجود و طبيعة هذا الوجود الإلهي .. كنت أنتظر تعليقا على أيا من النقاط السبع التي ذكرتها و التي ظننتها جيدة .. و لكن يبدو أنها لم تلفت إنتباه أيا منكم اللهم إلا تعليق بسيط من هيما أن الله ليس أعزب يعيش وحيدا و الذي يخيل لي أنه أشبه بحيوان الباندا الذي يحتاج رعاية من الحكومة الصينية و إلا إنقرض .. و ليس أعزب في شقته و الذي قد يكون له أحباء و أصدقاء و الذي قد يتزوج يوما .. أرجو ممن لا يمانع أن يقرأ ما كتبته من تأملات و يعلق عليها بأي شكل فأنا لم أكن أريد للموضوع أن يكون (( هل الله موجود أم لا ؟ )) بل أن يكون (( تأملات في شخص الله )) و أرجو ممن لديه تأمل جرئ و جديد أن يضعه و يشاركنا به و على الأخص من الأخوة اللادينيين .. ملحوظة : غالبا ما أشعر أن مداخلات لوجيكال في أي موضوع ديني تعبر عني شخصيا .. مثلما حدث في هذا الموضوع و إن كنت أستكثر أن يجادل لوجيكال شخصية عضمها طري مثل صوفيا, فلتختر ندا يليق بك يا لوجيكال. محبة و سلام للجميع تأملات في شخص الله - Logikal - 08-20-2005 بيوتيفل مايند، صحيح يبدو اننا كلنا قفزنا على رقاب بعضنا البعض و تركنا الموضوع الاصلي. في الحقيقة انا دائما مستعد لأي حوار، و لكني اجد نفسي احيانا ارد بنفس المستوى الذي يأتيني به الاخرون و هو ما أندم على البوح به في النهاية مع اني ما زلت اتمسك به كرأي شخصي. يعني اسطوانة ان الملحد اعمى البصيرة و لا معنى لحياته و جاحد و الى ما هنالك من الاغاني البايخة اياها، سئمناها يا سيدي و اشبعناها اجابات. بالنسبة لموضوعك هناك عدة مشاكل اساسية في مفهوم الإله أنت تشير اليها، و هي تنبع من عدة خطوط عريضة: اولا: الموضوع قيد البحث هو سؤال علمي و فلسفي بخصوص مصدر الكون، و هذا هو الفخ الاول الذي يقع الديني فيه، اذ يفترض ان الكون له مصدر. الكون تعريفا هو كل ما هو كائن. فمهما كان المصدر الذي يتحدثون عنه، بما انه كائن، فهو جزء من "الكون". و كل ما هو جزء من الكون لا يمكن ان يكون مصدرا له و إلا لكان مصدر نفسه! هذا هو التناقض في السؤال. لا يمكن منطقيا البحث عن مصدر للكون، لأن أي مصدر لا بد أن يكون له حيز او سياق context هو موجود فيه، و الكون تعريفا هو الحيز الاكبر الذي يحتوي على كل ما هو كائن، و كل ما هو "خارجه" (و الكلمة هنا مجازية) فهو غير كائن، اي غير موجود. ثانيا: الفخ الثاني الذي يقع فيه المؤمن بعد ان يفترض وجود مصدر للكون هو "أنسنة" هذا المصدر اي جعله انسانا (و لو كان خارق الصفات و القوى). و هذا العمل هو ناتج عن شيئين اساسيين في نفسية البشر عامة: 1- افتراض السيادة، او بمعنى اخر كبرياء الانسان، بحيث يفترض انه مصدر الكون و الكون مخلوق لأجله للعيش فيه، من قِبل شخص خارق يشبهه في صفاته الانسانية (على ذكر التكابر!) 2- انعكاس الذات على الاشياء projection of self on things و هذه حالة بشرية طبيعية معروفة من قدم الزمان. فالانسان الاول انسن كل شيء، جاعلا الشجر بأرواح، و الرعد إلها غاضبا، و الغضب صفة انسانية، فهو أنسن الرعد. و هذه الطبيعة يا عزيزي لا تفارقنا حتى اليوم. لو تعطل جهاز الكمبيوتر الان، لا بد ان ستصرخ فيه و تشتمه غريزيا، مع انك تعرف ان الجهاز ليس انسانا كي يسمعك، و هو لا يقدر ان يكترث بإهاناتك له. حتى كلبتنا الصغيرة تعيش معنا في المنزل و نعاملها و كأنها طفلة مثل البشر. و هناك من يسمي سيارته اسماء بشرية، و هناك من يضع مزينات على رأس قطته، و الامثلة كثيرة على ولع الانسان بأنسنة الاشياء حوله. هذه يا عزيزي طبيعة الانسان فنحن نعكس ذاتنا على الاشياء، و ليس من الغريب اطلاقا ان نلصق صفاتنا البشرية بكائن مثل "اللـه" المزعوم، يغار و يغضب و يحب. و المسلمون جعلوا منه ملكا يسجدون له على جباههم احتراما تماما كما سجد البشر قديما امام الاباطرة و الملوك. و المسيحيون تراهم يتحدثون عن إلههم باستخدام صفات بشرية مثل الابوة و الحنان و المحبة. هناك صوفيون mystics في العالم يرون بوضوح هذه المسألة، و يبدو انهم دائما سبقوا اقرانهم من الدينيين بقرون، اذ انهم لاحظوا الحقيقة المخجِلة، و لم يعودوا ينسبون صفات انسانية للإله فنحن لسنا اطفالا بعد بحاجة لأصدقاء خياليين نصطنعهم و نتسامر معهم و نحادثهم. لاحظ اللغة التي يستعملها خاصة البروتستانت في "العلاقة الشخصية" مع يسوع. هل يختلف هذا كثيرا عن ايام الطفولة الساذجة حين كنا نتحادث مع العابنا و الدباديب التي اشتراها لنا أهلنا (و هذا مثال اخر على الانسنة)؟ و المضحك أنه في الحالة الكاثوليكية ليس هناك "شخص" واحد فقط بل إله و ابن الإله و أم الإله. يعني هؤلاء انسنوا الموضوع لدرجة اختراع عائلة إلهية بكاملها! لحسن الحظ ليس هناك زوجات و طلاق و المشاكل اياها. الانتباه لهذه المشكلة يُعتبر تطوير مهم في المفهوم البشري لـ "اللـه"، و قد وعي له الكثير من ثيولوجيين العصر الكبار و حتى بعض رؤوس الكنائس المسيحية. ثالثا: نسبة الوعي الى شيء لامادي هو زعم مبني على الهواء. الوعي بمعرفتنا العلمية هو نظام مبني على هيكلية مادية بالكامل، و هو نتاج الحالة البشرية التي نعيشها، بما في ذلك الهرمونات و الاحتياجات البشرية و العلاقات الاسرية و الطموحات و النمو و التعلم، الخ. فأن يأتي أي شخص و ينسب هذه كلها جملة و تفصيلا الى كائن فرضي ليس هو مادي و لا هو في اطار الحالة البشرية، هكذا و بدون اي تفسير او سبب منطقي، هو بصراحة شديدة: محض هراء. تأملاتك في "اللـه" هي مجرد جزء يسير من المشاكل المتعلقة بأنسنة الامور. |