حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
تحويل طاقة الإكتئاب عندك إلى إبداع - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: قــــــرأت لـك (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=79)
+--- الموضوع: تحويل طاقة الإكتئاب عندك إلى إبداع (/showthread.php?tid=25791)

الصفحات: 1 2


تحويل طاقة الإكتئاب عندك إلى إبداع - إبراهيم - 08-14-2005


الكآبة.. والإنتاجية والإبداع.. طه حسين
ربما لا يوجد شخص في العصر الحديث لم يعرف ولم يقرأ عن عميد الأدب العربي، والأديب الكبير الدكتور طه حسين، والذي لقب بعميد الأدب العربي. هذا الرجل الاسطورة الحقيقة، الذي ولد في إحدى قرى الصعيد المنسية يوم 14 نوفمبر 1881م، كان السابع بين ثلاثة عشر من أبناء أبيه، وخامس أحد عشر من أشقائه. وكان يشعر بأن له بين هذا العدد الضخم من الشباب والأطفال مكاناً خاصاً يمتاز من مكان اخوته واخواته. عرف ان سبب هذه المكانة بسبب ان لغيره من الناس عليه فضلاً، وان اخوته يستطيعون ما لا يستطيع، وينهضون من الأمر لما لا ينهض له. وأحس ان أمه تأذن لاخوته واخواته في أشياء تحظرها عليه، وكان ذلك يحفظه. ولكن لم تلبث هذه الحفيظة ان استحالت إلى حزن صامت عميق، ذلك أنه سمع اخوته يصفون ما لا علم له به، فعلم أنهم يرون ما لا يرى!!
شعر بالحزن لأنه كطفل لا يستطيع ان يفعل ما يفعله الأطفال الآخرون.. وأنه لا يرى، وعرف وسمع بأنهم يطلقون عليه أعمى، وسمع أحد أصدقاء والده ينصح الوالد بأن طه بحكم العاهه التي ساهم الجهل في سببها بحكم العلاج الذي قام به شخص جاهل لعلاج عينيه فاطفأها، منذ ذلك الوقت وهو يحارب الجهل، ويقدر العلم، ويسعى ما أوتي من قوة في ان يجعل التعليم مجانياً، عندما أصبح وزيراً للمعارف.

كلمات صديق والده بأن طه لا يصلح إلاّ ان يكون مقرئا للقرآن عند المقابر ويتصدق عليه الناس، جعلته يصاب بصدمة عنيفة، ويشعر بألم دفين داخله، ربما هذا ما رسب ما يمكن تسميته الاكتئاب. فقد كان طفلاً انطوائياً، لا يتكلم مع أحد ولا يشاطر أحداً اللعب. كان دائماً جاداً، حفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنوات، واصر على ان يحضر الدروس التي تلقى في القرية، حتى بز اقرانه من المبصرين بحفظه وادراكه لما يلقى عليهم من دروس.

اصر طه حسين الشاب على والده ان يلتحق بأخيه الطالب في الجامع الأزهر، ووافق الوالد رغم اشفاقه على هذا الفتى الضرير من الحياة في القاهرة، بازدحامها وصخبها، ومن سوف ينتبه لهذا الشاب الضرير.

هذا الشاب الضرير أبدى تفوقاً رائعاً في دراسته في الأزهر، لكنه انتقد الأزهر، فتم طرده من الأزهر ولم يعد إلاّ بواسطة من أحد كبار الشيوخ. في تلك الأثناء فتحت جامعة القاهرة وكانت وقتذاك تسمى جامعة فؤاد الأول، فذهب ليحضر، وبهر بطريقة التدريس وحاول ان يلتحق بهذه الجامعة التي يتحدث فيها الأساتذة بطريقة مختلفة راقت للفتى الضرير، وفعل كل ما بوسعه حتى قبل في هذه الجامعة بظروف أشبه بالمعجزه.

وبعد ذلك ابتعث إلى فرنسا وحصل على الدكتورة من السوربون، ونال استحسان أساتذته وإعجابهم، وهناك حدث أمر شخصي له إذا تزوج الفتاة التي كانت تقوم بقراءة الكتب له واسمها سوزان.

سوزان هذه كتبت عنه بعد رحيله كتاباً جميلاً يبين الجانب الشخصي من حياة هذا العالم الكبير الذي ترك حين غادر الحياة أكثر من ثلاثمائة وثمانين كتاباً من الكتب القيمة.

رغم كل هذا الإنتاج وكل المناصب التي تقلدها هذا الفتى الضرير الذي جاء من قريته فقيراً، يتناثر الأكل على ملابسه عندما يأكل، وهندامه الذي لا يعرف كيف يعتني به، جاءت سوزان التي غيرت حياته كاملة، وأصبح ممتناً لها، حتى عندما كانت نائمة أشار إليها وقال لابنته ان هذه المرأة جعلت من أبيك إنسانا آخر!

تقول سوزان في كتابها معك بأن طه حسين كان يعاني من نوبات كآبة، فعندما تأتي هذه النوبات، ينعزل ولا يقابل أحداً، ولا يتكلم ولا يأكل، وكانت زوجته تعرف بحكم معرفتها من بلدها بأن هذا يسمى اكتئاباً، لكنها خشيت من طه ان يعالج من هذا الاكتئاب حتى لا تجرحه، حيث كان شديد الحساسية بسبب اعاقته البصرية، فلم ترد ان تزيد الأمر عليه. كانت تقول بأن نوبات الاكتئاب، أو كما كانت تسميها بأنه سيقط في بئر عميق لا يستطيع أحداً الوصول إليه.. إذا يتعزل العالم، ولا يعود يرغب في أي شيء مهما كان، حتى أبنائه رغم حبه الجارف لهم كان يتجنبهم ويعيش عزلة تامة، منقطعاً عن كل ما حوله. وتقول زوجته بأن لو كان هناك شيء يساعده على ان يتخلص من هذه النوبات فلا شك بأن إنتاجه سوف يكون أفضل وأكثر.

إنه الاكتئاب الذي يعاني منه الآن الملايين في جميع أنحاء العالم، ولكن للأسف قلة هم الذين يتعالجون عن هذا الداء العضال، والذي يستجيب للعلاج بشكل جيد في كثير من الأحيان.

إن مقولة طه حسين «إننا لا نحيا لنكون سعداء، ولا حتى لنجعل الآخرين سعداء» هذه هي كلماته، فهل لو كان يعالج عن الاكتئاب كان يقول مثل هذا الكلام!!

http://www.alriyadh.com/2005/04/08/article54736.html


تحويل طاقة الإكتئاب عندك إلى إبداع - منى كريم - 08-15-2005

حياة حزينة بالفعل !
برهوم ماذا أحببت من كتب طه حسين ؟ أنا شعرت بالغثيان من كتاب " الأيام " و غيره .. و لم أجد منجزاً جميلاً يُذكر - برأيي - لطه حسين سوى " في الشعر الجاهلي " ..



المرة دي مش (ودّ )
بل محبة واسعة (f)
منى


تحويل طاقة الإكتئاب عندك إلى إبداع - إبراهيم - 08-15-2005



أهلا MonMon (f)

مسرور أن لا أرى ودّ :lol: هذه المرة و شكرا على ترحابك.

شوفي يا ستي... عندما أقرأ لطه حسين ففي الحقيقة أنا يهمني أسلوبه النقدي his critical faculty و في المعالجة. بعض من كتاباته تروق لي و كثير منها لا يروق و أشعر أنه قد يتكلف أحيانا في الصناعة الأسلوبية. أيضا لأني سمعته بالصوت فله مكانة خاصة عندي. عندما أسمعه أشعر أن الكثيرون منا في إمكانهم أن يكونوا طه حسين لو فعلا استغلوا قدراتهم و ما عندهم في حين هم يقللون من شأن ما لديهم.

حاليا أقرأ كتاب عبارة عن مذكرات لزوجته سوزان اسمه "معك" و أشعر فيه بعذوبة لم أجد لها مثيل. نجد طه آخر بخلاف طه في كتاب الأيام مثلا. لربما الكتابة مواسم و كتاب الأيام تم في زمن قاتم و ظهر بهذه الصورة التي لم تعجبك و لم تعجبني حتى كثيرا. عندي كتاب متشوق لقراءته و هو "في الأدب الجاهلي" و من مطالعتي للفهرس وجدت أنه جذاب لأنه يتعرض لقضية الانتحال و لكن سنرى... كل هذه نظرات ألقيتها من الخارج و بقي أن نغوص في هذا الكتاب قريبا...أمل قريبا جدا.

يعني لو نظرتي لطريقة تفكير طه حسين في زمانه و كيف أنه و هو ابن الصعيد الأزهري و يحكم على التقليد حكم علمي موضوعي منصف لرأينا أن هذا الرجل فعلا أعجوبة. هو مثلا قال إنه يؤمن بإبراهيم كرجل مسلم و لكن من جهة التاريخ و المنطق فلا يؤمن بشيء مما تقدم. و أجد نفسي مثله في هذا كثيرا. أؤمن بأشياء كرجل مؤمن و لكن من جهة التاريخ لا أؤمن بشيء مما تقدم :lol:

و سلامو عليكم :cool:

خالص محبتي لك.


تحويل طاقة الإكتئاب عندك إلى إبداع - يجعله عامر - 05-08-2008

Array

[صورة: hussein.jpg]

ـ أ ـ

" مَا قيِمَةُ كِتابٍ ليسَ لَهُ حَتَّى مِيزَة حَمْلِنَا إلى مَا وَراء الكُتُبِ "
[نيتشه]
[1]

كَانَ الإغريق، حِينَ يَشُكُّونَ في متَانَة البِنَاء، يُهَدِّمُونَهُ كَامِلاً، للِتَّأَكُّدِ مِن صِحَّةِ الأَسَاسَاتِ، قبل إعَادَة بِنَائِهِ.

ليس البِنَاء، هُنا، هو المقصود، بل ما يَحْمِلُ هذا البِنَاء، أو ما عليه يَقُومُ البِنَاء. حِينَ تَكُونُ الأَسَاسَاتُ هَشَّةً، فإنَّ البِناءَ لا يَصْمُدُ، و يكونُ مُعَرَّضاً للِسُّقُوطِ، مُنذ أوَّل رَجَّة تُصِيبُهُ.

كانَ الفكرُ الإغريقي، وهو يُعَرِّضُ ظاهِرَ الأشْيَاء للاختبار، إنَّما يَخْتَبِرُ سَلامَتَهُ هو، ويختبرُ ما بِهِ سَيَبْنِي تَصَوُّرَهُ للعالم والأشياء.

[2]

النَّظَرُ في " الأصل " إذن، كانَ هو ما ذهَبَ إليه الإغريق، ومِنْ هذه المُراجَعة الدَّائِمَةُ، اسْتَمَدُّوا رَجَاحَةَ كثير من أفكارِهِم التي كانت بمثابة الزِّلزال الذي كشَفَ زَيْفَ بِناءَاتٍ كثيرَة، كانَ النَّظَر إليها كـ " أُصُـول "، لا يقبل الشَّـكَّ، أو حتَّى السُّؤالَ.

أليس الإغريق هُم مَنِ ابتكروا الأنساق الكُبرى للفكر الفلسفي...

[3]

لن أستعرضَ هُنا، قائمة أولئك الذين عَرَّضُوا الأُصُولَ للِشَّكِّ،واخْتَبَروا هَشاشَتَها. سأكتفي ببعض المُتَأَخِّرينَ مِنهُم، أو القريبينَ مِنَّا، أو مِنْ زَمَنِنَا بالأحرى.

أحد هؤلاء، ورُبَّما أبرزهم، في الفكر الحديث، فريديريك نيتشه. إنَّهُ أحد أولئك الذين لم يَتَهَاوَنُوا، ولَوْ للحظة واحدة، في تَقْلِيبِ الأشياء، والنَّظر فيها مِن جديد، أي باعتبارها بناءات قابِلَة للهدم، لأنَّ ما يتبدَّى في بعض هذه البناءات، يَشِي بِرَخَاوَةِ أساساتِها.

إنَّ تلك " المُحاوَلات الجَسُورَة " التي أَقْدَمَ عليها نيتشه، كانت كفيلةً بوضعه في مَهَبِّ الصَّيْرُورَةِ. فهو لم يكُن مُسْتَقِرّاً، أو قانِِعاً بما قد يبدو مُكْتَسَباً، في النَّظر وفي التَّفكيرِ، بل إنَّ يَدَهُ كانت كُلَّما لاَمَسَتْ بِناءً، أحالَتْهُ إلى رمادٍ، أو ما كان يُسَمِّيه هو نفسُه، بمُطارَدة الشَّمس في الظِّلِّ، أو " تَحَرِّي الظُّلْمَة ".

ولعلَّ نيتشه، في هذا، كانَ يَسْتَدْعِي شَكَّ الإغريق، وما كان هيراقليط يدعوهُ، بـ"مُراقَبة الصيرورة"،والتَّدَفُّق الدَّائِمُ للأفكار والأشياء، أي ما كانَ أحد أُسُس تفكير نيتشه، ومُراقَبَتُه لِما يَحْدُثُ مِن تَحَوُّلاتٍ دائِمَةٍ. فهذا العالم الذي نعرفُه، هو عالمٌ لا يعرفُ الهُدْنَةَ، فهو في زوالٍ مُسْتَمِرٍّ، لا شَيْءَ فيه ثابت، لأنَّه في صيرورَة مُتَوَاصِلَة، لا تعرفُ التَّوَقُّف.

لم يكُن نيتشه عَدُوّاً للمسيح، لِمُجَرَّد أنَّهُ كانَ يرفض قيود الدين على حُرِّيَتِهِ، بل إنَّهُ كانَ يَتَفَادَى رُؤيَةَ الشَّيخ المُسْتَقِرِّ، أو الذي أصبح مُسْتَقِرّاً، وهو ما كان وَجَّهَهُ من نَقْدٍ لاكْزِينُوفَانْ، في "اندفاعه نحو الواحد الثابت الأبدي".

هذه الرُّؤية الأبدية التي لا تَبْرَحُ هَوَاءَها، هي ما كان يُؤَجَّجُ في نفس نيتشه تلك الحُمَّى التي بها كان يُبَاغِتُ الآخرينَ، ويعصِفُ بِيَقِينِهِم، أو ما سَمَّاهُ فوكو، في تقديمه لأحد أعمال نيتشه بـ" تأثير الصَّدمَة" و" نوع الجُرح" الذي به تَطالُ مثل هذه الكتابات، كُل تلك البناءات والتَّشْيِيدَات المُطْمَئِنة لِسَلامَتِها.

اختبار الفرضيات، والعودة إليها دُونَ كَلَلٍ، كان عند نيتشه " أقوى من العقيـدة "، وأقوى من النَّظَر في نفس الاتِّجاه، أو السَّيْر في خَطٍّ مُتَوَاصِل دونَ وَضْع المُنْعَرَجَات في الحُسْبَانِ.

أليس العُمقُ، وفقَ هذا المنظور، هو أيضاً طريق، وهو نَظَرٌ نافذٌ في ضَـوْءٍ لا تُبَاغِتُهُ حُجُبٌ، أو تَحْجُبُهُ ظُلَـمٌ. فعُمْقُ الأشياء عندَ نيتشـه، يفرضُ علينـا أن"نُجْهِدَ بَصَرَنا باستمرار"،وهذا ما يجعلنا" ننتَهِي إلى العُثُور على أكثر مِمَّا كُنَّا نَرْغَبُ فيه ".

إنَّها،إذن،وبالدَّلالة النيتشوية المُخَاتِلَة دائِماً،" حَـرْبٌ.. على المفاهيـم القديمة"،أو على عالَمٍ تَشَكَّلَ، وفق منظور مُشْبَع باليقين، لا بالشَّكِّ والريبَةِ.

[4]

استعادةُ نيتشه تحديداً، لم يكن عَبَثاً في هذا النص، بل إنَّهُ جاء بِدَعْوَةٍ من طه حسين.

في الآوِنَةِ الأخيرَة،عادَ كتاب"في الشِّعر الجاهلي"للِظُّهور من جديد، في نَصِّهِ الذي كانت دَخَلَتْهُ تعديلات، جَرَّاء المُحاكَمَة التي طالَتْهُ. تَوَالَتْ طبعاتُ الكتاب، ولعلَّ من بينها النَّصُّ الذي صدر ضمن عدد مجلة" القاهرة"،ليبدأ سَيـْلُ النصِّ بعـد ذلك، بآخر ما صـدَر منه فـي المغرب، عن منشـورات " اتصالات سبو " ! دون تقديم، أو أي تَدَخُّل، وهو نَصٌّ مُصَوَّرٌ، فيما يبدو.

كُنْتُ قبلُ اطَّلَعْتُ على طبعة صدَرت عن " دار النَّهر " 2006 بتقديم الدكتور عبد المنعم تليمة، وكان يهُمُّنِي،كما حَرِصْتُ دائماً، العودة إلى الأصول،من جهة، وقراءة النصوص " المُؤَسِّسَة " من جهة ثانية. هذا النص كان من بين النصوص التي شَدَّتْنِي إلى الشِّعر، خُصُوصاً، وعَلَّمَتْنِي تأمُّلَهُ، دون حَصْر المفهوم في زمن دون غيره، أو في جيل دونَ آخَرَ.

[5]

لن أعُودَ إلى ما طَرَأ على النص، مِنْ نَظَرٍ في بعضِ تَشْييداتِهِ، فالنصُّ صدَر سنة 1926، أي ما يجعلَهُ كتاباً قابِلاً للاختِراق مِنْ كُلِّ جِهاتِهِ، ما دامَ الزَّمَنُ شَهِدَ ارْتِجَاجاتٍ، في كثير من التَّصَوُّرات والأفكار ذات الصِّلَةِ بالموضوع.

يَعُودُ بي هذا إلى حوار لليفي شتراوس، الذي فيه عَرَّضَ أهَمَّ أعمالهِ للشَّكِّ، والمُساءلة، دون أدنى نَدَمٍ. يقول، بصدد كتاب " الأنتربولوجيا البنيوية" الصـادر سنـة 1958،"إنَّ به ما يجعلُني اليومَ أرتَجِف، نظراً لما تحتوي عليه بعض المقالات من مُجَازَفَة، وأنا اليومَ لا أجْرُؤ على كتابة مثل هذه الكُتُب التي رُبَّما ساهَمَت، نظراً لمحتواها التبسيطي، في صَدْمِ القارئ،وفي نشر أفكاري ".


إنَّ مـا يَشْغَلُنِي في هذا السِّياق،هو جُـرأة الكتاب، وذهـابُ صاحبـه إلـى "الأسَاسَاتِ "، دُونَ أنْ تَشْغَلهُ تشْييدَاتُ البناء.

سيَعْبَثُ طه حسين بـ"المفاهيم القديمة"،وسَيَأْتِي الشِّعْرَ مِنْ مكانٍ لَمْ يَتَوَقَّعْهُ. سيأتي مِنْ نفس الشُّقوق التي منها دخل نيتشه زَمَنَهُ، كما إلى باقي الأزمنة، شَاكّاً في كُلِّ ما كانَ مَحْفُوفاً باليقينِ، مُقيماً في المُعْطَى، أو في ما هو مُسَلَّم به.

كانت قراءة طه حسين زِلْزَالاً،أو كانت بتعبير فرويد "جُرْحاً" في الثقافة العربية الحديثة، وهذا ما كان طه حسين على وَعْيٍ به، وبما سَيَتَرَتَّبُ عنه مِنْ نتائِج، وتلَقِّيَاتٍ.فهو كان مُدْرِكاً لحدود الخطـر في ما هو مُقْـدِمٌ عليه، وكانَ يعرف أنَّ يَدَهُ خاضَتْ في ماءٍ، لا أحدَ كان يجرُؤ على تَجَاوُز سطحه.

ظلَّ الظَّاهِر أو المعروفُ، هو ما يحكُمُ رُؤيَةَ السَّابقين للموضوع، لأنَّ لا أحَدَ كانَ يقوى على تَحَرِّي الظُّلْمَةِ، أو مُطارَدة الشَّمس في الظِّلِّ، كما يقول نيتشه.

كانَ رهانُ طه حسين علـى تلك " الطَّائفَـة القليلة من المُسْتَنيـرِينَ"، هـو ما يُضِيءُ جُرْأَتَهُ، ويفتَحُ طريقَهُ، في اتِّجاهِ مزيدٍ من الطُّرُقِ.

المُنْعَرَجَاتُ، هي ما كانَ يشغـل تفكيرَهُ، دونَ أيّ اعتبـار، لِما يَبْدو عـادَةً، أو ما كانَ اتِّفاقاً، أو بناءً بالأحرى.

يقولُ في مقدّمة كتابه:
" لقد اقتنعتُ بنتائج هذا البحث اقتناعاً ما أعرفُ أني شعرتُ بمثله في تلك المواقف المُختلفة التي وقفتُها من تاريخ الأدب العربي. وهذا الاقتناع القوي هو الذي يحملني على تقييد هذا البحث، ونشره في هذه الفصول، غير حافِل بسخط السَّاخط ولا مُكترث بازْوِرَارِ المُزْوَرِّ. وأنا مطمئن إلى أنَّ هذا البحث وإنْ أسْخَطَ قَوْماً وشَقَّ على آخرين، فسيُرضي هذه الطائفة القليلة من المُستَنيرينَ الذين هُم في حقيقة الأمر عُدَّةُ المُستقبل، وقوامُ النَّهضَة الحديثة، وذُخْر الأدب الحديث ".

[6]

وَضْعُ " اليقينِ " مَوْضِعَ " شَـكٍّ "، كانَ أحد أسباب جَرِّ الكتاب إلى المُحاكَمَة.

لَمْ يُحَاكَم طه حسين لأنَّهُ مَسَّ البناء، بل لأنَّ يَدَهُ طالت الأساسات. فهو حُوكِمَ على رُؤيَتِهِ وطريقته في النَّظر التـي لم تكن طريقة الذين خاضُوا موضـوع "الأدب" و" تاريخه" قبله، أو لم تكن هي رؤية "الماضي"ذاتها، التي كانت تُضَاعِفُ طبقات البناء، ولا تقبلُ أيّ هَدْمٍ، أو ما قد يكونُ شُروعاً في الهدم، أو إيحاءً بالشُّروع فيه.

" فنحن [يقول طه حسين] بين اثنين: إمَّا أن نقبل في الأدب وتاريخـه ما قال القدمـاء، ولا نتناول ذلك بالنقد إلاَّ بهذا المقدار اليسير الذي لا يخلو من كل بحث والذي يُتِيحُ لنا أن نقول: أخطأ الأصمعي أو أصابَ، وَوُفِّقَ أبو عبيدة أو لم يُوَفَّـق،واهتدى الكِسَائـي أو ضلّ الطريق؛ وإمَّا أن نضع عِلْمَ المُتَقدِّمينَ كُلَّه مَوْضِعَ البحث. لقد أُنْسِيتُ، فلستُ أريدُ أن أقولَ البحثَ، وإنما أريدُ أن أقولَ الشَّكَّ. أريدُ ألاَّ تقبلَ شيئاً مما قال القُدَماء في الأدب وتاريخه إلاَّ بعد بحثٍ وتَثَبُّتٍ إنْ لم يَنْتَهِيا إلى اليقين، فقد ينتهيان إلى الرُّجحانِ ".

فحين نضَعُ عِلْمَ المُتَقَدِّمِينَ كُلّه [الأصُول أو الأساسات] مَوْضِعَ شَكٍّ، ولا نقبلُ [بيقينٍ أعمى] شيئاً مِمَّا قال القدماء في الأدب وتاريخه، فَيَدُنا تكونُ شَارَفَتِ المَحْظورَ، ووَضَعَتِ الأُصُولَ في المَهَبِّ.

رغم ما يذهَبُ إليه طه حسين مِنْ " رُجْحًانٍ "، فهو، في عمله هذا، فَتَحَ جُرْحاً في ثقافةٍ لم تَأْلَفِ الجِراح، رُبَّما كانت تقبلُ بالخُدُوش، ولا تسمح بما هو أكثر منها. هذا ما جَرُؤ عليـه طه حسين، وخَاضَهُ بيقيـن المُتَشَكِّكِ، أو الشَّـاكِّ. أو بتعبير نيتشه، بيقينِ " الوَاثِقِ مِنْ كُلِّ شَكٍّ ".

لم يكن المُتَقَدِّم، بالنسبة لطه حسين، يملكُ حقيقةً مّا، ولم يكن هو أصل الأشياء، بل كانَ بدايتها،أي إنَّه، وفق تصور نيتشه، كانَ يُمَيِّزُ بين "الأصل" و"البداية"، أو أوَّل الشيء.

المُتَقَدِّمُ أعْمَلَ فكرَهُ، خاضَ المَعْرِفَةَ الشِّعريَةَ بما كان يقتضيه زَمَنُهُ، أو بما كانت تقتضيه آلياتُ تفكيره. لم يذهَب إلى الشَّكِّ أو الرُّجْحَانِ، في أقصى الحالات، فهو وضع تفكيرَهُ مَوْضِعَ"الحقيقة"و"اليقيـن"، وعَمِـلَ علـى " تكييف الأدب وتاريخه "، وِفْقَ مَنْظُور فكرٍ لاَحِقٍ، هو الفكر الديني، المُصَاحِبِ لِما جَاء به القرآن،وأصبح هذا الفكرُ، بالتالي، هو معيار تقييم الأشياء، والحُكم بقيمتها، أو بما هو أدنى.

هذا ما أدرَكَهُ طه حسين،ووَضَعَ يَدَهُ عليه، حين غَيَّرَ من رؤيته التي كانت، من قبل، رُبَّما، محكومة بما مضى، أو بما كانَ أصْلاً، لا بِدَايَةً.

لم يَكُنِ المُتَقَدِّم، في بناء تفكيره، يقبل بـ"القلق و الاضطراب"،أو بالفكر القَلِقِ المُضْطَرِبِ، لأنَّه كان يُؤسِّسُ لِلْمُسْتَكِينِ، ولا يَدَعُ الرِّيحَ تَعْبَثُ بِشَجَرِهِ.

فـ"المذهبُ الأوَّلُ يدعُ كل شـيء حيث تركه القدمـاء لا ينالُـه بتغيير ولا تبديـل ولا يمسه في جملته وتفصيله إلاَّ مَسّاً رفيقاً. أما المذهبُ الثاني فيقلبُ العلمَ القديمَ رأساً على عقب. وأخشى إن لم يمح أكثره أن يمحو منه شيئاً كثيرا".

أليس هذا ما قامَ به الإغريق، حين أقدموا على قَلْبِ البنـاءات " رأساً على عقب"،وعلى "المحو" الذي هو أوَّل طرُق النَّظر في "حقيقة" الأشياء؟




[7]

لم يكن طه حسين مُحْرَجاً،لأنَّهُ كان" مُنْشَغِلا جِدّا "بموضوعه.فـ"الذي يكون دائماً منشغلا جدّا يكونُ بعيداً عن أيِّ إحراج ".

هذا ما قاله نيتشه، وهو يُزَاوِلُ جِراحَاتِهِ بلا تَعَبٍ. ليس هَيِّناً أن نذهَبَ إلى الأصول، أو ما تَمَّ " تأسيسُه " كأُصُول، فنحنُ نكونُ:
أ‌. نُزَاوِلُ الحَفْرَ في أرضٍ طَبَقَاتُها سَميكَة.
ب‌. نقلب، بتعبير طه حسين، البناء رأساً على عقب.
ت‌. ونَتَعَقَّبُ الأساسات في مَصَادِر خَلَلِها.
هذا ما يجعل يَدَنا تكونُ عُرْضَةً لِلَجَاجَاتِ أولئك الذين أقاموا في التثبيت،لا في المحو. والباحث، أو الشَّاكُّ، كما استدرك طه حسين الفَرْقَ بينهُما، حين يكون مُنْشَغِلاً بالحفر، أو بـ " تفكيك "،أو هَدْمِ ما توالى من بناءات، فهو لا يعبأ بما يطالُهُ مِنْ حَرَجٍ، أو هَرَجٍ بالأحرى.

[8]

مِن نفس السُّلالَة كان يأتي طه حسين، أعني سُلالَة هيراقليط. هذا القادم من المُستقبل، أي من الصَّيْرُورَة والسَّيَلانِ، عكسَ اكزينوفان، الذي أقامَ في مُكْتَسَبِهِ، واختارَ ماضيهِ كمعيار للنَّظر في ما يليه.


ـ ب ـ

أ‌. " ماذا يعني هذا ؟ ألا تُرِيدُ مُقَلِّدِينَ ؟ "
ب‌. " لا أَرِيدُ إطلاقاً أن أكونَ مَثلاً يُحْتَذَى، أُريدُ أن يُحَدِّدَ كُلُّ واحدٍ لنفسه شيئاً مّا كمثال، مثلما أفعلُ أنا تماماً ". [نيتشه]
عن الأوان
[/quote]


تحويل طاقة الإكتئاب عندك إلى إبداع - إبراهيم - 05-08-2008

Array رغم ما يذهَبُ إليه طه حسين مِنْ " رُجْحًانٍ "، فهو، في عمله هذا، فَتَحَ جُرْحاً في ثقافةٍ لم تَأْلَفِ الجِراح، رُبَّما كانت تقبلُ بالخُدُوش، ولا تسمح بما هو أكثر منها. هذا ما جَرُؤ عليـه طه حسين، وخَاضَهُ بيقيـن المُتَشَكِّكِ، أو الشَّـاكِّ. أو بتعبير نيتشه، بيقينِ " الوَاثِقِ مِنْ كُلِّ شَكٍّ ".[/quote]

ثقافة لم تألف الجراح ولم تألف أي نقد يهدف للإنطلاق للأمام ولم تألف سوى الاجترار الذهني والفكر التقليدي وترفع المصفقين له إلى مصاف الأبطال القوميين.

تسأل أي واحد: ما رأيك في طه حسين؟ يجيبك بهبل: أصله شكك في القرآن .. وطبعا لأنك عايز تاخده على قد عقله لازم تلوي وشك وتقول: والعياذ بالله!

في كل ناصية هذا الصنف موجود وفي كل ملة تكتظ بهم الأمم والجماعات والأديان.

إمرأة مسيحية زوجة قسيس لم تتورع بالمرة عن إدانة عبارة جاءت في المزمور القائل "طوبى لمن يمسك أطفالك ويضرب بهم الصخرة" لأنها ترفض منهج الشك وكل ما تمسكت به هو قولها ما معناه: سبحانه إن أراد أمراً قال له كن فيكون.. ومن العبد حتى يسأل ربه؟ ومن العبد حتى يسائل النص الرباني؟

والنتيجة الحتمية لذلك "العبد" وغيره وغيرها....

أمة من العبيد لا ترى أبعد من أرنبة أنوفهم!

أمة من "العبيد" بأخلاق العبيد واحذر العبد وتصاغر نفسه وتصاغر لبه!


تحويل طاقة الإكتئاب عندك إلى إبداع - إبراهيم - 05-08-2008

عزيزي مارين:

تحياتي لك (f)

هذه ثاني مشاركة أقرأها لك اليوم تهاجمنا فيها كمصريين. أول مشاركة قرأتها لك كانت في الساحة الجنسية ورددت لتوي عليها.

بحسب معلوماتي أنك فلسطيني... شو صاير معك اليوم أبو الشباب؟ شو اللي مزعلك اليوم؟ لو أخطأ إليك أحد من المصريين فبالنيابة عنهم أعتذر إليك بصدق ولكن أرجوك أن لا تكون غاضب.

ولما تهدا وترتاح عندي استعداد أناقشك فيما تقول.

القضية ليست قضية مصر وحدها وإنما هي أزمة عربية شاملة وتدخل فيها معطيات كثيرة.

أتمنى لك أسبوع جميل.

:redrose:


تحويل طاقة الإكتئاب عندك إلى إبداع - إبراهيم - 05-09-2008


أخي الحبيب مارين:

بما أنك مصري مثلي ولست أردني مثلا أو فلسطيني قد تضرر من المصريين فاشتم براحتك وفش خلقك متل ما بيقولوا. من المهم جداً التنفيس وتكلم براحتك معي. لا ألومك يا عزيزي. أنا كنت ساكن في دير الملاك وكنت مقيم مع مجموعة من الأطباء وفوجئت واحد منهم اسكندراني بدأ يشتم ويقول "البلد بقت مزبلة" قعدت أضحك وتعاطفت معه. من حقه. في اليوم ده منطقة دير الملاك انفجرت فيها المجاري بشكل بشع وتمشي في الشارع وريحة المجاري في كل مكان والبنطلون نفسه اتعاص من المجاري والواحد كان يقول ربنا يتوب علينا من القرف ده بس إمتى.. وجيت أميركا ونقول: فين أيام مصر؟ هو احنا هنا بنعمل إيه؟ وإيه اللي خلانا نسيب مصر؟ صحيح أن مافيش مجاري هنا زي دير الملاك ولكن الناس في انغلاق تام على ذواتها ولو حد عزمك عنده في البيت مفروض تنكتب في التاريخ.

فعشان كدة اتكلم معي براحتك. بس لعلمك يا مارين: مافيش راحة في مكان ما بالكامل. مش هاقول لك الراحة في الآخرة لأن حتى الآخرة ما فيهاش راحة ههههههههههه هاياخدك عنده في الآخر ويقول لك: مش أعطيتك الجنة؟ سبح لي بقة للأبد! وكع من كيعانك يا ريس ههههههههه.

أتمنى لك السعادة في الحياة بشكل أو بآخر ولنغنم اللحظة. أرجو أن تعتبرني أخ ولو في أي شيء أقدر أعمله أنا خدامك والناس لبعضيها. على الأقل نخفف عن بعض. نهارك أو مساك فل وعمبر.


تحويل طاقة الإكتئاب عندك إلى إبداع - طود - 05-09-2008

نسق فكري انهار من قديم ، البعض يحاول البناء عليه ، مع أنه انهار واتمحى من العقول ، لكنه بقي في حنين القلوب ، وهناك إشفاق أن يغادر أيضا القلوب . اليوم نحن ننتمي لأنساق إما قديمة من نبت بلادنا وليس زماننا ، وإما من نبت زماننا وليس بلادنا ، فالزمان وامكان لم يتحدا اليوم عندنا في نسق فكرى يعبر عنا ، قدماؤنا كانوا أبرع منا ، حتى من نظر إلى أنساق فكرية أخرى كالإسماعيلية كانوا أذكياء ، سيطروا على ما أرادوا من غيرهم في نسق واحد ، لا بد من بناء نسق جديد يحتوي العناصر الأصيلة من ثقافتنا ويمتص كل ما هو نافع من الآخرين ، دون تضخيم للذات أو للآخر .
معذرة لكم ، فقد أطلت .
لكم التحية .


تحويل طاقة الإكتئاب عندك إلى إبداع - يجعله عامر - 05-11-2008



الفلسفة والكلام الإسلاميان في رأي طه حسين في تجديد ذكرى أبي العلاء ، علم الكلام في الإسلام - عبد الحكيم عبد السلام العبد


تحويل طاقة الإكتئاب عندك إلى إبداع - بنى آدم - 05-11-2008

أعزائى

علي عبد الرازق وطه حسين وأمين الخولي ومحمد أحمد خلف الله لكلٍّ منهم قصة دامية مع تيار أهل السلف

طه حسين صاحبته صفه جميلة للعلماء والمثقفين وهى صفة " المناكفة "
كان مناكفا حتى فى كتاب القرية .. وظل مناكفا الى ان مات عليه رحمة الله

هذه المناكفة هى التى قدحت عقله وأنارته وحررته مما يقيد أمثاله بل وهى التى تمده بقوة تعصمه من الإنهيار سواء فى عام 1926 عندما اخرج كتابه " فى الشعر الجاهلى "
أو فى عام 1934 ؟ لأنه :

لا يجب الا ننسى ان اول من أدخل البنات التعليم الجامعى هو طه حسين حين كان عميدا لكلية الآداب وتم التحقيق معه بسبب ذالك وكن حوالى خمس بنات فقط فى حوالى 1934م

وأنقل له موقفا يدل على ألمعيته ومعاناته اللانهائية من هؤلاء المتخلفين وذلك انه بعد رجوع طه حسين من فرنسا مرتديا البذلة سأله شيخه محمد خضر حسين ساخرا من مظهره قائلا :

ماذا تعلمت فى بلاد الإفرنج يا طه افندى ؟
فقال : اللغة السريانية

فاستغرب شيخه سائلا :
ولماذا ؟
أجاب طه حسين بحسه اللاذع : حتى أضمن آخرتى فى الجنة فأجيد التخاطب مع أهلها . وذلك فى إشارة منه للأحاديث التى تتحدث عن أن اهل الجنة سيتخاطبون باللغة السريانية وأهل النار بالبخارية

دمتم بعيدا عن الإكتئاب وطبعا برهوم صلب صلد خبرته الدنيا كثيرا ولا خوف عليه ولكن الخوف على الشباب الطرى ( أقصد طبعا الطرى العود )