حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
اذا كنت مكتئب ...اضحك مع المصرييين..................... - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: اذا كنت مكتئب ...اضحك مع المصرييين..................... (/showthread.php?tid=25874) |
اذا كنت مكتئب ...اضحك مع المصرييين..................... - نسمه عطرة - 08-15-2005 تنكيت المصريين على عصر مبارك مبارك رجل منضبط.. ليس له جلسات خاصة.. ولا يقرب منه ندماء كى يرفهوا عنه يعرف النكت التى يرددها المصريون عنه فى الشارع.. وهى مهمة يقوم بها أسامة الباز مستشاره السياسى.. وكان يفعلها عمرو موسى قبل إن ينتقل إلى الجامعة العربية لا يضحك الرئيس على النكت التى يسمعها لأنها تنتقد قراراته وسياسات رجاله الذين ذاق الناس على أيديهم المر قال مبارك فى حوار تليفزيونى أقول للمواطن العادى ربنا معاك.. فقال الناس والرئيس قاعد بيعمل إيه بالضبط؟! الرئيس مبارك رجل منضبط تماما، يستيقظ مبكراً وينتظم فى برنامج عمل محسوب بالدقيقة والثانية- ليست له جلسات خاصة يستضيف فيها اصدقاءه المقربين.. ولا ندماء يرفهون عنه وهو الدور الذى كان يلعبه المنولوجست حمادة سلطان فى حياة الرئيس السادات.. لكن هذا لا يمنع ان الرئيس مبارك حريص على سماع النكت التى تتردد عليه وعلى نظامه فى الشارع المصرى.. وقد تتعجب عندما تعرف أن كلا من أسامة الباز وعمرو موسى كانا يقومان بهذا الدور - يجمعان النكت وفى جلسات خاصة تجمعهما بالرئيس مبارك يرددانها على مسامع الرئيس. ويؤكد من يشهدون هذه الجلسات ان الرئيس نادراً ما يضحك - بل يكتفى بالابتسام.. وفى الغالب تظهر على وجهه علامات الاستياء.. لأن النكت فى معظمها تنتقد سياسات رجاله الذين ذاق الناس على أيديهم المر والذل. عدم تجاوب الرئيس مبارك مع النكت لا يعنى مطلقا أنه ليس ابن نكتة.. ولكنه ومن خلال بعض التعليقات التى تتسرب منه اثناء خروجه عن النص فى خطاباته الرسمية يظهر رجلا خفيف الظل.. ولا ينسى أحد أن الرئيس وضع حلاً سحريا لمشكلة الزيادة السكانية بأن يرفع المصرى رجله.. أو أن يخفف من لقاءاتهم الزوجية الحميمة.. وهو وإذا كان يمثل حلاً من وجهة نظر الرئيس إلا أنه يمثل مصدر عكننة بالنسبة للناس الذين صادرت منهم الحكومة كل متع حياتهم.. وها هى الآن تريد أن تمنع عنهم المتعة الوحيدة التى لا تكلفهم شيئاً. * * * الكلمات العفوية التى كانت تخرج من الرئيس مبارك ربما دون أن يقصد معناها الحرفى جعل منها المصريون مادة للتنكيت عليها.. وهذا ليس جديدا عليهم فالتنكيت عند المصريين مسألة مبدأ.. فهم ان لم يجدوا ما يسخرون منه وينكتون عليه سخروا من أنفسهم ونكتوا عليها. * فى أحد حواراته التليفزيونية سألوا الرئيس مبارك عما يقوله للمواطن المصرى البسيط؟ فقال ببساطة أقول له، ربنا معاك.. قال الناس وقتها ونعم بالله.. لكن ماذا يفعل الرئيس بالضبط فقد كانت الكلمة دليلاً على أن من يتولى أمور الناس اعترف بعدم قدرته على التصرف وعلى ذلك فهو يسلم الأمور كلها لله الذى لا يرضى أن يتخاذل الراعى عن نصرة رعيته. * فى حوار آخر شكا الرئيس مبارك انه لا يعيش حياته على حريته.. فلا يستطيع ان يمشى فى الشارع مثل بقية خلق الله.. ولا يستطيع أن يأخذ حفيده فى يده ويخرج به الى مكان عام.. فهو يكاد يكون مقيدا تماما وفى هذه المساحة اصطاده المصريون.. فإذا كان الرجل ضاق بمسئولياته فلماذا لا يتركها.. لماذا لا يريح نفسه ويعيش حياته كما يريد.. وإذا كان منصبه الذى ظل فيه حوالى ربع قرن يمثل قيداً عليه. فلماذا لا يكسر هذا القيد.. لكن من قال أن الرئيس تعبان.. فقد كانت شكواه تلك هى شكوى المترف الذى يمل أحيانا من حياة النعيم لكنه أبداً لا يتخلى عنها. تلقائية الرئيس مبارك وحديثه ببساطة جعلت منه هدفا لفنانى الكوميديا.. فرغم أن أداءه السياسى يبدو وقوراً.. لكن نجوم الكوميديا التقطوا تعبيراته وضخموها وقاموا بإعادة انتاجها وتصديرها لجمهورهم الذى ضحك عليها كثيرا.. وليس علينا إلا أن نرصد ما حدث. * فى مسرحية ماما أمريكا وقف الفنان الكبير محمد صبحى يلقى خطابا على أولاده وجمهوره وقد شبك أصابع يديه ووسع المسافة بين قدميه وألقى برأسه إلى الأمام وهى الهيئة التى يقف بها الرئيس مبارك وبدأ فى استحضار نبرة صوت الرئيس مركزاً على أشهر عبارت الرئيس عندما يريد أن يصارح الشعب بالمصائب والكوارث التى تحيط به.. فهو دائما ما يقول: أنا بأقول لكم.. الحكاية صعبة مش سهلة- وأنا صريح معاكم من الأول علشان مفيش حد ييجى بعد كده ويقول الرئيس ضحك علينا.. ويصر صبحى أن يبرز حكمة الرئيس التى وضعها فى خطابات رسمية كثيرة حيث يقول: أجيب لكم منين - ما أنتم عارفين كل حاجة- وبعدين علشان تبقوا عارفين الصورة سوداء. * فى فيلم المنسى وعادل إمام يستعرض أحلامه فى التحرش بنجمات السينما واللقاء بالشخصيات المهمة والسياسية.. قال: وفى يوم حلمت بالكرسى الكبير ووقف بطريقته الساخرة يلقى خطابا بطريقة تكاد تتطابق مع طريقة الرئيس مبارك.. صحيح أن خطابه كان عبارة عن ألغاز لا يفهم أحد منها شيئا.. ولا أدرى هل كان يقصد وحيد حامد كاتب الفيلم السخرية من مضمون خطابات الرئيس مبارك التى تأتى فى الغالب انشائية عن انجازات لا يشعر بها الناس أم انه كان يريد السخرية من أداء الرئيس فى خطاباته وفقط.. أغلب الظن أن وحيد حامد قصد السخرية من المضمون والأداء معا فهو لا يكتب مشهدا فى أفلامه دون هدف واضح ومحدد فى ذهنه. * مازلنا مع وحيد حامد ففى فيلمه محامى خلع الذى قام ببطولته الممثل الشاب هانى رمزى جعل وحيد بطل فيلمه يتقمص شخصية الرئيس مبارك تقمصا يكاد يكون كاملا.. فأثناء زيارة البطل لمصنع الملابس الحريمى الذى تملكه البطلة داليا البحيرى وقف الى جوار سيدة تجلس على ماكينة خياطة وسألها: إنت متجوزة فقالت له: لا- فسألها على الفور، وعندك عيال.. ومن بين ما يتردد ان هذا المشهد ليس من خيال المؤلف ولكنه مشهد حقيقى جرى على يد الرئيس اثناء زيارته لاحد المواقع.. ومن بين ما يدل عليه أن الرئيس فى النهاية لا يهتم كثيرا أو لا يركز بشكل كامل مع ما يقوله الناس.. فهو لديه أسئلة جاهزة يلقيها على الناس بصرف النظر عن ردودهم عليها. * بعد أن عاد الرئيس مبارك من أديس ابابا سالما من محاولة الاغتيال التى تعرض لها هناك حكى للناس تفاصيل ما جرى وكان من أهم ما قاله انه رأى السائق الذى معه مهتزا ومضطربا فقال له بثبات من تعرض لمثل هذه المواقف كثيرا.. ايه. فيه ايه.. لف وارجع تانى.. أصبحت هذه الكلمة تحديداً إفيه يردده المصريون.. وكان أن اخذه علاء ولى الدين فى فيلمه الناظر حيث خرج فى مظاهرة يقود خلالها تلاميذ مدرسته ليواجه قوات الاحتلال الانجليزى وبعد ان هتف لمصر ولاستقلالها.. وجد ان جنود الاحتلال يواجهونه بقوة بل ويستخدمون الرصاص لفض المظاهرة فهتف: لف وارجع تانى.. وهتفت المظاهرة خلفه وهى تعود مرة أخرى الى المدرسة.. ولا أستطيع أن أنسى أحد الزملاء فى الجامعة عندما وقف فى احدى الحفلات يقدم الرئيس مبارك واستحضر هذا الموقف لكنه بدلا من ان يلعب بإفية لف وارجع تانى.. لعب بإفية آخر استعاره من نكتة متداولة حيث قال على لسان الرئيس: لقيت السواق خايف ومهتز واعصابه حتفلت فقلت له.. إيه.. اثبت لا أفلقك.. والإفيه ليس بعيدا عن خيال المصريين الساخر. هذا الرصد العابر لسخريات نجوم الكوميديا المصريين من الرئيس مبارك على مرارته لا يمنعنى ان نقول ان مؤسسة الرئاسة كانت رحيمة مع أصحابها.. فلم نسمع ان الرئيس تضايق أو أخذ أى إجراء حازم أو حاد تجاه أحد منهم وقد يكون هذا داخلا فى هامش الديمقراطية التى يحرص الرئيس مبارك ورجاله على التأكيد أنه موجود، ولم تكن هذه أول مرة يمرر الرئيس مبارك سخرية منه والموقف هذه المرة عند رسام الكاريكاتير مصطفى حسين فعلى غلاف مجلة كاريكاتير التى يرأس تحريرها رسم مصطفى الرئيس مبارك وهو يرتدى الشورت وفى فمه صفارة الحكم.. ورسم أسامة الباز المستشار السياسى للرئيس ومصطفى الفقى سفيرنا وقتها فى فيينا كحاملى راية.. رفضت الرقابة أن يصدر العدد فليس معقولا ان يرى الناس الرئيس مبارك وهو يرتدى شورت، طلب مصطفى حسين من مصطفى الفقى ان يحمل العدد بنفسه الى الرئيس ليأخذ رأيه فيه.. وبالفعل رأى الرئيس الرسم وصرح بنشره! ويبدو أن مصطفى حسين حمل الجميل للرئيس مبارك ولذلك عندما صدرت له أوامر أن يشتم المعارضة والمطالبين بالحرية.. على الفوز أطاع ورسم المعارضين ككلاب والى جوارهم تعليق يقوله صديق لصديقه انهم لما شافوا شوية حرية اتسعروا.. وانه كان هناك من يقول ان مصطفى حسين فعل ذلك تكفيرا عن ذنبه عندما رسم مصر وهى حامل وكتب على بطنها الإصلاح.. ورسم مواطنا يقول الظاهر ان ده حمل كاذب.. وفهم التعليق وقتها ان مصطفى يقول ان الاصلاح الذى يتحدث عنه الرئيس مبارك ليس الا حمل اكاذبا وهو ما أغضب وقتها مؤسسة الرئاسة مما جعل مصطفى حسين يغير الرسم فى الطبعة الثانية من جريدة الأخبار. * * * هذه السخرية الفنية يمكن أن تفهم على أكثر من وجه.. فهى فى النهاية معلنة ويمكن الإشارة بها على ان الرئيس مبارك رجل ديمقراطى يقبل النقد ولا يطيح بالذين يسخرون منه- لكن هناك سخرية لا يكف عنها الناس فى الشوارع وسلاحهم فيها النكتة التى هى فى النهاية كائن سرى قادر على ان يقلق منام الكبار ويؤرقهم ويطير النوم من عيونهم.. وهى سلاح فى الغالب يلجأ إليه المصريون عندما تضيق بهم السبل وتخنقهم الحياة ولا يجدون أمامهم سوى الضحك الذى يخفف عنهم معاناتهم ويشفيهم ولو بشكل مؤقت مما يعانون منه - حيث لا يكون امامهم سوى الكلام. سخر الناس من قرارات الرئيس ومن حياة الجحيم التى يعيشون فيها رغم انه لا يكف عن الحديث عن الانجازات والجهود التى يبذلها رجاله من أجل راحة المواطن العادى.. فهو وحسب خطابه المعلن يضع المواطن البسيط محدود الدخل نصب عينيه.. وهو ما دفع الناس الى السخرية من هذا الكلام وبدأوا فى وضع تخريف لمحدود الدخل من وجهة نظرهم، فالرئيس يهتم بمحدود الدخل نعم- لكن محدود الدخل عنده هو المواطن الذى لا يقل دخله الشهرى عن خمسة آلاف جنيه، اما الفقراء الذين لا يجدون قوت يومهم فلا يعرف عنهم الرئيس شيئا.. لأنهم ليسوا موجودين أساسا على خريطته أو قائمة أولوياته. * جلس أحد رجال الرئيس مبارك مع الشيطان وقال له الشعب المصرى ده مغلبنى.. ما فيش فايدة فيه ابدا كل ما ناخذ قرار ضده لا يتأثر.. فانت قل لى نعمل فيه إيه. فكر الشيطان واخذ يقترح عدة اقتراحات، وكلما قال له شيئا قال له قديمة حتى قال له الشيطان غلب حمارى.. فقال رجل الرئيس هات ودنك وهمس له بشيء فنظر له الشيطان بدهشة وقال له: يا راجل حرام عليك انت مفيش فى قلبك رحمة. وقد لجأ المصريون الى ما يمكن أن نسميه بالنكتة عابرة العصور والأماكن حتى يسخروا من نظام الرئيس مبارك. * وقف مواطن امام مجلس الوزراء وقال يا حكومة حرامية.. فأمسك به حرس مجلس الوزراء وقالوا له إزاى تقول على حكومة د. أحمد نظيف حكومة حرامية.. فقال لهم أنا لا أقصد هذه الحكومة أنا بأتكلم عن حكومة تانية فقال له قائد الحرس: شوف أنا واقف هنا من 25 سنة ومفيش حكومة حرامية إلا الحكومة دى.. وقد قيلت هذه النكتة أيام السادات. * بعد أحداث شرم الشيخ الأخيرة خرج مرشد سياحى مع وفد سياحى لزيارة منطقة الاهرامات.. ووجدها المرشد فرصة للترويج لمصر سياحيا خاصة انه وجد ما يقوله يردده صدى الصوت فقال للسياح: مصر صاحبة اعظم حضارة فى التاريخ - فكرر الصدى ما قاله.. فقال والحكومة قادرة على القضاء على الارهاب فقال له الصدى: اسكت يا جاهل. ركب المصريون كذلك على كتف الكاتب الساخر الكبير أحمد رجب الذى كتب ما نشرته إحدى الصحف الانجليزية عن ان نصف مجلس الوزراء حرامية.. ولما غضب مجلس الوزراء من هذا التوصيف اضطرت الجريدة الى الاعتذار قائلة كنا قد نشرنا أمس أن نصف مجلس الوزراء حرامية ونحن نعتذر اليوم وتقول إن نصف مجلس الوزراء ليسوا حرامية.. الآن يقول الناس وبكل جرأة.. ان كل مجلس الوزراء حرامية.. والغريبة ان مجلس الوزراء لا يغضب.. فعلى ما يبدو أنه قرر ان يترك الناس تخبط رؤوسها فى الحائط. * * * سخرية المصريين وصلت - وكان لابد لها ان تصل - الى نفوذ أسرة الرئيس وما يتردد عن رغبة البيت الحاكم فى أن يرث جمال حكم أبيه.. ورغم أن الرئيس نفى ذلك بنفسه.. وأكد جمال مبارك انه يمارس نشاطه السياسى وليس فى ذهنه أن يرث أبيه- الا ان الناس لا تصدق هذا الكلام ولا تعترف به - بل وتعتبره مجرد سيناريو للضحك على الناس حتى تتم خطة التوريث بسلام وبدون أى مشاكل.. السخرية لم تقف عند التوريث لكنها امتدت الى السطوة والنفوذ والرغبة فى السيطرة على الناس. * اشتكى أحد المسئولين للرئيس مبارك ان جمال ابنه حجز شقة فى إسكان الشباب فى المقطم ثم حجز شقة فى 6 أكتوبر- ويريد أن يجعل منهما شقة واحدة.. فنظر اليه الرئيس مبارك باستغراب شديد وقال له ببساطة، وفيها إيه يا أخى إفتح للولد الشقتين على بعض. * مر مواطن فى أحد شوارع مصر الجديدة فوجد عددا كبيرا جدا من قوات الأمن يقفون امام بلاعة مجارى فتعجب وذهب ليسألهم فلم يرد عليه أحد.. فحاول فتح البلاعة فنهره أحدهم وقال له ابعد يابنى آدم.. فسأله المواطن: هو فيه إيه.. فقال له: الصرف الصحى بتاع قصر الرئاسة معدى.. وهى سخرية ينتقم بها المصريون مما يلاقونه من أهوال بسبب المواكب الرسمية التى تتعطل بها مصالح الناس وتخرب خلالها بيوتهم. * استدعى الرئيس مبارك شيخ الأزهر د. سيد طنطاوى الذى عرف عنه تساهله فى الفتوى.. وسأله: قل لنا يامولانا هل يجوز ان يصبح جمال ابنى رئيسا من بعدى.. فقال له لا يا سيادة الرئيس.. تعجب الرئيس مبارك من شيخ الأزهر فهو لم يتعود منه أن يقول له لا.. فاستفسر منه الرئيس عن السبب.. فقال له شيخ الأزهر، هذه المرة القرآن هو الذى يحسم الموقف يا سيادة الرئيس فقد قال: ولا تنكحوا مانكح آباؤكم من النساء ورغم أن النكتة مهينة للمصريين قبل أن تكون موجعة للرئيس.. لكنها قيلت فقد تعود المصريون أن يجلدوا أنفسهم بالنكت خاصة أنهم يرون فى أنفسهم حالة من الاستسلام والخضوع التى لا يرضى بها أحد. * * * تعالوا نكن أكثر وضوحاً.. فقد سخر المصريون من عصر الرئيس مبارك سخرية كاملة وصلت إلى كل شيء.. لكننا نستطيع ان نرصد مساحات النكت وما قيل بشكل محدد. * سخر المصريون من حالة الفساد العامة التى شملت كل شيء فى مصر. وجعلوا من رموز الفساد هدفا لها وأشارت من طرف خفى اى ان مؤسسة الرئاسة لابد وانها تحمى هذا الفساد.. وإلا بماذا نفسر صمتها عليه وتمكينه من ان يتضخم ويستفحل. * سخر المصريون كذلك من رجال الرئيس ومن عجزهم وقصور قدراتهم العقلية.. بل أصبح التخلف العقلى سمة لكل من تعتمد عليه السلطة للدرجة أصبح الرئيس على قناعة ان البلاهة أصبحت شرطا لتكون مسئولا فى الدول ويدللون على ذلك بنكته تم تحديثها.. فقد قابل الرئيس أحد الشباب فى لقاء بشباب الجامعات وسأله الرئيس تحب تطلع إيه.. فقال له وزير يا أفندم.. فسأله الرئيس: انت عبيط يا ابنى.. فرد عليه الشباب قائلا: هو ده شرط يا أفندم. * كان نفوذ العائلة هدفا للسخرية، فقد شعر الناس ان ابناء الرئيس توسعوا أكثر من اللازم وأنه لولا انهم ابناء الرئيس ما وصلوا الى ماوصلوا اليه من المكانة الاقتصادية والسياسية.. وكذلك ابناء المسئولين الكبار وتبقى فى الذاكرة نكتة المسئول الكبير الذى اشترى ابنه سيارة ثمنها يتجاوز المليون جنيه بعشرة جنيهات فقط فأخذه وذهب الى صاحب معرض السيارات ووبخه لان يجامله فى ابنه وباع له السيارة بهذا السعر الزهيد فأكد صاحب المعرض ان ثمن السيارة عشرة جنيهات.. فابتسم له المسئول الكبير وقال له: طيب خلاص طالما ده سعرها خد العشرين جنيها دول واعطينى سيارتين. * * * أعود بكم مرة أخرى إلى نقطة البداية.. فرغم كل ما يبديه النظام من التسامح والقدرة على استيعاب النقد الا انه يضيق بكل من يسخر منه ويعاقبه بشكل أو بآخر.. ولذلك تدخلت السلطة أكثر من مرة لعدم نشر نكت بعينها أطلقت عليها.. بل يردد المصريون الآن ان الرقابة على المصنفات الفنية كانت معترضة على اسم شريط عصام كاريكا الجديد وهوه ربنا يهده.. فقد أوحى البعض أن كاريكا وهو فى النهاية ترجمة لعصر عشوائى فى الغناء والألحان يقصد رمز السلطة فبعد ربع قرن فى الحكم ليس امام المصريين إلا أن يدعو العالم إن ربنا يهده- لكن بعد ان شرح كاريكا وجهة نظره وأنه لا يقصد شيئا من هذا إطلاقا بل لم يرد هذا المعنى فى ذهنه من الأساس تم التصريح بتداول شريطه.. ومن نكتة مرة تؤكد ان السلطة مهتزة للغاية ولم تعد تتحمل أى كلمة نقد توجه إليها. مالا يستطيع أن ينكره أحد أن حالة الركود التى أصابت كل شيء فى مصر وصلت بدورها إلى النكتة التى أصبحت بلا طعم.. وقد يكون لذلك تفسير نسوقه على استحياء - فالحكومة أصبحت تتجاهل كل شيء بل وتتعالى عليه- ولذلك فلا يؤثر فيها شيء- لقد مضى زمن كانت النكتة المصرية تحرك فيه النظام وتجبره على التصرف والنماذج كثيرة. * كان الرئيس عبدالناصر يستمع الى إحدى حفلات أضواء المدينة. وكان المنولوجست أحمد الحداد يقدم فقرته وقال: مواطن سمع انه فيه محلات بتبيع رز فى الإسكندرية فركب القطار ليشترى رز وفى طنطا قال له الكمسرى إنت اللى عايز رز قال له نعم- قال له: طيب إنزل الطابور يبدأ من طنطا.. انزعج عبدالناصر من النكتة واصدر اوامره على الفور ان تحل ازمة الارز بل وعقد اجتماعا مع مجلس الوزراء وقال لرجاله: شوفوا شغلكم كويس، انزلوا للناس وشوفوهم عايزين إيه.. وإلا كل واحد فيكم يقعد فى بيته. الآن يقول المصريون مئات النكت عن حالتهم المادية التى وصلت للحضيض ويسمعها الرئيس فهى تصله عبر رجاله.. لكنه لا يتحرك.. ربما لأن مصلحة الشعب ليست فى ذهنه من الأساس.. وهذه هى المصيبة الكبرى. محمد الباز |