حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
اللـه والآخر ....المطران جورج خضر - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58)
+--- الموضوع: اللـه والآخر ....المطران جورج خضر (/showthread.php?tid=26790)



اللـه والآخر ....المطران جورج خضر - بسام الخوري - 07-09-2005

اللـه والآخر


كل شيء يبدأ بالفكر وينتهي الى الفكر. والخطيئة تنشأ فيه وقد لا تتحول فعلاً ظاهراً. لكنها تفسد النفس ويموت الانسان، اذذاك، روحياً ولو بقي على قيد الحياة.
من هنا ان الكنيسة المسيحية تتمسك بما تدعوه استقامة الرأي بحيث يأتي عقلك موافقاً لعقل الله. ما نقل الى العربية استقامة الرأي هو في اليونانية أرثوذكسية المؤلفة من كلمة أرثوس" أي المستقيم وذكصا وتعني الرأي كما تعني المجد. أنت أرثوذكسي اذا تكلمت صحيحاً في الله أي وفق ما أوحاه وكذلك اذا مجدته وعلوت اليه كما يليق بطبيعته. وازدواج المعنى لكلمة "ذكصا" يدل على ان معتقدك اذا انحرف لا تقدر على ان تعبد الله كما يريد ان تعبده.

والعبادة والعبودية واحد في العربية بحيث انك لا تقدر على أن تعبد ما لم تستعبد عقلك ومشاعرك وقوتك وحكمتك لله فتأتي، اذذاك، كلها منه أو تكون صورة عما فيه من قوى. تصبح هي نعمة لكونه مغدق النعم. وهذا ما يجعلك على مثاله بعد ان خلقك على صورته. فاذا تقت اليه وتحركت اليه أي اذا صارت هذه الصورة فاعلة فيك تصبح على شبهه، على شبه فكره وعلى شبه حبه.

والعبد ملك لسيده وليس له سيدان. في المسيحية ان معرفتك لنفسك حبيب الله وحراً بهذا الحب يقودك الى ألا تعرف أحداً سواه ولا تؤله غيره بدءاً بما فيك وما تذهب اليه شهوتك. والانسان يتوق دائماً ليس الى الأصنام التي لا يؤلهها احد بما هي أوثان ولكنه يتوق الى أشباه الاصنام أي الى ما فيه من شهوات مؤذية اذا فعلها تدمر كيانه.

لقد استرسل آباؤنا في الحديث عن الشهوات وسموا أصولها الأهواء ومنها ينبع الارتكاب. لذلك كان المعنى المفيد لوحدانية الله اليوم ليس ان تتنكر فقط لتعدد الإله بعد ان ساد التوحيد مناطقنا ولكن الصنمية الآن هي ان تجعل أي هوى من أهوائك إلهاً أي قوة تأتي انت منها وتطبعك.

فعلى سبيل المثال يكون اشتهاء جسد آخر اذا جاء عمداً واستفحالاً مؤذياً لأنه يبدل الها باله ويجعل قواك كلها مسخرة لهذا الإله الجديد فتصير مثل ما تعبده اي جسداً محضاً وتزول فيك محبة الله. الإله الجديد يملي عليك مسلكك وانت ما تسلكه. "من يصنع الخطيئة عبد للخطيئة ومن صنع البر عبد للبر". واذا توغلت في هذه القولة الإلهية أقول: ان من يصنع الخطيئة يصير كله خطيئة اي يطرح نفسه في العدم الروحي الى ان ينقذ الله منه بالتوبة التي فيها يصير الانسان مألوها، مشدودا الى الله في كل حنانه وكل حكمته وكل قدرته. ينتقل من انسان جسداني الى انسان روحاني ليس بمعنى انه يتجاوز حواسه ولكن بمعنى انه يتجاوز استبداد حواسه وانفعالاته ويصبح الروح الالهي عاملاً فيه.

***

ليس الروحاني بلا عين واذن ويد ورجل ولكنه ينظر الى ما يتحكم برؤيته ويسمع الى ما لا يطغى على فهمه ويمسك بما لا يكبل يديه ويسعى الى حيث ينجو. الروحاني مثل كل الناس مظهرا ومثل الله عمقاً ويسود حواسه ولا يعطلها. هو لا يلغي جسده فإن ألغاه مات. انه لخرافة ان يقال ان المسيحية تبيد الجسد وتتجاهله. هي قائمة أساساً على ان كلمة الله الذي صار اسمه المسيح اتخذ جسداً وأبصر وسمع وأكل وشرب وسلك على قدميه وفتح فمه كما يقول في متى وخاطبهم ولكنه كان أبداً متجلياً أي أبداً حراً من حواسه. كان فيها وكانت تخصه ولا يخصها.

هو لم يكن مقهور ألوهته تسيره على هذه الأرض كأنه بلا إرادة بشرية اذ قال عن سلوكه في البشرية: "اني أفعل في كل حين ما يرضيه" (أي الآب). معنى ذلك انه في بشريته كان يتمم مشيئة الله. وينتج من ذلك اننا مدعوون في انسانيتنا الى ان نخضع نحن لمشيئة الله واننا قادرون بالنعمة على ذلك. بهذا المعنى نحن روحانيون.

لم يتبسط يسوع الناصري في الحديث عن الخطايا ولو اشار الى بعض منها لأنه كان يريد المحبة. لا بالارادة الصلبة نحن نقترب من الله فاذا ما صرنا عنده بالحب نصير الى الاخوة أيضاً وكأننا معهم في "قبلة مقدسة" كما يعبر بولس. لم أعثر في العهد الجديد على ما يشير كثيراً الى ترويض الارادة ولكنه مليء بالقوة التي تفعل ارادتك أي بالمحبة التي هي تعبير آخر عن ان لك الهاً واحداً أي قطباً واحدا لحياتك يستقطبك الى النور الذي فيه فتتلاشى فيك عتمات الشهوة.

في أحادية هذا الاستقطاب حذرنا السيد كثيراُ من عبادة المال وسماه إلهاً ليس لأنه كذلك حقاً ولكن لأنك أنت مغرى بأن تحوله بعبادته الى إله. وينتج من ذلك غياب الإله الحقيقي عنك وتحولك تالياً الى إنسان لا يحس بالإله الحقيقي ولا يحس تالياً بالانسان الآخر. ذلك ان غياب الله عن بصيرتك يلغي فيك أيضاً حضور الانسان اذ لا تستطيع ان تبصره ما لم يتحول قلبك من رؤية الله الى رؤية الانسان. فاذا جعلك الرب صديقه يجعلك بالضرورة أخاً للانسان الآخر. ومن هنا ان ما استحوذت عليه من الرزق ليس لك بحق الهي ولكنه يخص جميع الذين حولك وما انت سوى مؤتمن على أشيائك. تديرها وتتصرف بها لخدمة الناس جميعاً حسب ظروف حياتك اليومية. وعنذذاك لا تنتظر المحتاج يأتي اليك ولكنك تذهب اليه لتعطيه ما يعود اليه .من هنا ان الذي تسميه ملكك وما هو بملكك.

لعل الخطر الاكبر من اشتهاء المال انه يحول كل مسعاك اليه ويشوه فكرك بحيث تراه المحرك الاول للنشاط البشري فتظن ان الناس اليه وانه يحل كل معضلات الانسان. أنا لا انكر نفعه وقدرة الانسان الذي يحوزه على مواجهة كثير من الصعاب. غير ان بعض اغرائه ان يجعلك تلوذ بالأثرياء حتى تحصيل اجتماعيات أفضل لك فيضعف تقديرك للفقير المجاهد الفاضل. الخطر هو في التركز على مقتنيات هذا الوجود، الى ما يسميه يوحنا العالم اذ يقول: "لا تحبوا العالم ولا الاشياء التي في العالم... لأن كل ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة... والعالم يمضي وشهوته". لعل الكثير من الجهد الروحي يكمن في ان نميز بين ما يزول وما لا يزول ليس فكرا فقط ولا عملاً ونمكث نحن في الباقيات الصالحات.

غير ان خطر المال لا ينتهي بهذا فقط. انه الطريق الى السلطة أي ان تحل انت في السلطة لتسود الآخرين. التسلط هو صميم الخطيئة لانه الغاء الاحياء الذين حولك بسبب من اعتبار نفسك مركز الوجود. والتسلط نكران لمن له وحده سلطان على الأحياء والاموات ومن بيده مقادير التاريخ والحياة الابدية.

ما من شك في ان شهوة السلطة اثارة للعبودية أي استدرار لعبادة الناس اياك. و اذا نجحت في ذلك يبطل عندهم الفكر وتزول الروية أي تنتهي الارثوذكسية بمعناها اللغوي الذي اشرنا اليه. وتعظم شهوة السلطة عندك اذا رأيت نفسك قادرا على أشياء كثيرة حتى تحويل مجرى أمور عدة في مجتمعك اليك. هذا سكر ليس بعده سكر.
[SIZE=6]لعلك اذا حللت شهوة الجنس تحليلاً نفسياً ترى انه في أعماقه ممارسة للسلطة. يقال "يأخذ" الذكر الانثى أو هي تأخذه لأن قمة السلطة على مختلف أطيافها تملك في حين ان الجنس في معناه الانساني الراقي أي المقرون بالمحبة والعطاء قربان أو مذبح للقربان
.
واذا بت في أي تعبير سلطوي مركزا لمن هم حولك تزول عندك مركزية الله. ان اشتهاء اية سلطة في اي حقل من حقول الظهور امتهان لسيادة الله عليك.

[SIZE=5]يضعك زمانك أحيانا وخبرتك في موقع الحكم. اذكر ان الحكم خدمة وانه ليس فرصة للكسب أو للسيطرة. فاذا دخلت اليه فقيراً تخرج منه فقيراً . هذا برهانك الوحيد على انك كنت فيه خادماً للناس. لا تسع أذاً الى منصب سعياً مجنوناً واذا صرت اليه بما رآه أولو الأمر كفاية واخلاقاً فتسلمه من أجل خدمة الناس ولا تشته فيه الجاه لانك تفسد نفسك والمنصب والناس وتشدهم الى الثناء عليك والمجاملة والمصانعة لكي يقتربوا هم أيضاً من مواقع القوة. أما الايمان فيقول ان ليس لك أو فيك من قوة حقيقية الا ببهاء الفضيلة واللطف والوداعة والتواضع.

هذه كلها تهيئها لك النعمة الإلهية ولو كنت ملكاً. صر ملكاً واجلس على عرش التواضع فيتجلى الله بك للناس وتنشىْ هكذا حولك أمة من المتواضعين الملتمسين وجه الله ونوره. ربك معطى بالحب. انت معطى اذا بددت كرمه ليحيا الناس بعطفك والحنان.


المطران جورج خضر