نادي الفكر العربي
البغاء العراقي ينتشر في سوريا - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: ثقـافــة جنسيــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=77)
+--- الموضوع: البغاء العراقي ينتشر في سوريا (/showthread.php?tid=27042)

الصفحات: 1 2


البغاء العراقي ينتشر في سوريا - بسام الخوري - 06-29-2005

البغاء العراقي ينتشر في سوريا


مقالات مترجمة
بعد هربهن من بلاد مزقتها الحرب، بدأت الفتيات العراقيات ببيع أجسادهن في سوريا لدعم عائلاتهن

من المحتمل جدا ألا تلاحظ ملهى المنارة الليلي لولا تدفق السيارات نحوه. فبجانب مسجد الرئيس حافظ الأسد, نرى المرآب المحتشد بسيارات يحمل العديد منها نمرا خليجية, وفي الداخل تخترق أضواء الديسكو الهواء المثقل بالدخان.



يحتشد الزبائن المواظبون في أماكنهم يرتشفون الجعة وينظرون بتكاسل إلى ساحة الرقص, يشاهدون المراهقات اللواتي ترتدين الألبسة الأنيقة والمكشوفة, وتتمايلن على نحو غير منسجم مع الموسيقى العربية الصاخبة. وتلبس العديد من الفتيات أحذية ذات كعوب جد عالية ورفيعة, لدرجة أنهن بالكاد تستطعن المشي. البعض يرقصن أزواج وغالبا شديدي الالتصاق, وأصابعهم متشابكة. تبدو أغلبهن ضجرة, وتظهر أخريات مرتبكات بشكل واضح.

يستدعي الزبائن من الرجال فريق الخدمة ليستفسروا عن مدى توافر الفتيات المختارات وعن عمرهن.

كنت بصحبة صحفي سوري متظاهرين بأننا زبائن، وقد استشرنا فريق الخدمة في النادي والذي جلب فرح ذات الخمسة عشر عاما إلى طاولتنا, مرتدية بنطالا مموها, ومزينة بالكثير من الماكياج.

جلست فرح تلوح بشعرها الطويل الداكن, وتهز يديها في كل الاتجاهات, ثم سألت بشكل محدد "مع من أتكلم ؟ " أدهشتني لهجتها العملية, وأشرت إلى الصحفي السوري. تحدثت فرح معه بسرور, مناقشة الوقت الذي ستمضيه, وفيما إذا كانت "الخطوة التالية " هي أخذها. ومن ثم تبادلت النظرات مع الخادم وأومأت له برأسها, فإذا بزجاجة شامبانيا تجلب إلى طاولتنا, ويقول الخادم "ثمنها 7000 ليرة سورية " أي ما يعادل 140$ . تشير الشامبانيا إلى بدأ العملية, ومن ثم تأتي المفاوضات, و"أي شيء" يأتي بعدها سيكلف المزيد.

وما إن فرغنا من زجاجة الشامبانيا, حتى أخبرتنا فرح قصتها.

كأغلب فتيات ملهى المنارة, فرح هي فتاة عراقية من الفلوجة, إحدى أكثر المدن التي مزقتها الحرب. تزوجت فرح في الإمارات العربية المتحدة, ومن ثم طلقت بعد أربعة أشهر, ووجدت العمل في المرقص عن طريق قريب لها. تقول فرح بأنها تعمل " فقط لجلب النقود لعائلتها " التي تعيش الآن أيضا في سوريا. وتضيف بأنها هي من تكسب قوت عائلتها.

وتمثل قصة الفتيات العراقيات القادمات من الفلوجة واللواتي يبعن أنفسهن في ملاهي دمشق الليلية, إحدى أوجه الخراب الذي خلفته حرب العراق والتي بدأ خبراء ومنظمات حقوق الإنسان بالالتفات إليها. فهناك عدد متزايد من الشابات والفتيات العراقيات اللواتي هربن من العراق خلال فترة الاضطرابات واتجهن إلى سوريا لممارسة البغاء, على الرغم من عدم وجود إحصائيات يمكن الاعتماد عليها تؤكد عددهن.

وهذا من الممكن له أن يفسر وبشكل جزئي, قلة التقارير التي تناولت هذا الموضوع , فمن الخطير والصعب جدا على الصحفيين والعاملين في مجال حقوق الإنسان, أن يتواصلوا مع العراقيين الذين يعملون في مجال الجنس في سوريا, حيث أن هذا الموضوع محظور التناول.

يقول عبد الحميد العوالي, عضو اللجنة العليا لللاجئين التابعة للأمم المتحدة, والذي يتخذ من دمشق مقرا له " إنها مسألة شديدة الخطورة, حيث أنه يوجد فتيات صغيرات جدا يقمن بهذا العمل، فتيات بعمر 11,12 و13 سنة " ويضيف " انه لأمر مذهل في البداية, ولكنك حين تقاتل من أجل حياتك, ما الذي ستفعله ؟".

قدرت كل من اللجنة العليا لشؤون اللاجئين التابعة لمنظمة الأمم المتحدة و الحكومة السورية, عدد اللاجئين العراقيين في سوريا بما يقارب 700.000 لاجئ .

الشرطة السورية إما تفتقد للمعلومات, أو أنها ترفض إعطاء أية أرقام فيما يتعلق بالدعارة, وهذا أمر طبيعي بالنسبة للحكومة السورية المغلقة. أشار تقرير قسم الشؤون الخارجية الأمريكية لتجارة الأشخاص الممنوعة إلى هذه المشكلة, إلا أنه ليس لدى المسؤولين صورة واضحة عن مدى حجمها. ووفقا للتقرير فانه "يوجد بعض التقارير التي تتضمن إشارات إلى نساء عراقيات يخضعن للاستغلال الجنسي في الدعارة في سوريا على أيدي شبكات إجرامية عراقية. إلا أنه لم يتم تأكيد هذه التقارير".

كل اضطراب تقريبا يولد الدعارة, وكل قنوط يؤدي إلى اليأس الذي بدوره غالبا ما يؤدي إلى العمل في الجنس.

ويصعب التحديد فيما إذا كان قد توجر بالفتيات العراقيات لعدة أسباب, أهمها أنه من الصعب تحديد مدى الإكراه الذي تعرضن له. يقول العوالي "يمكنك القول أن هذه الحالة ليست نتيجة تجارة الأفراد الممنوعة, وإنما تستفيد هذه التجارة فقط من هذا الوضع".

كون الفتيات والنساء العراقيات يبعن الهوى, ليس بذلك الأمر الذي يصدم, ولكن العهر خاصة, أمر محرم على النساء العربيات. يقول جوشوا لانديز, دكتور أمريكي من جامعة أوكلاهوما, يقطن حاليا في سوريا: "في هذه الثقافة, أن تسمح لابنتك أن تكون عاهرة معناه أنك وصلت أسفل درجات القذارة" ويضيف بأنه "ولا واحدة من أخواتك ستتزوج في حال عرف أن إحداهن عاهرة. وهو عار على العائلة كلها في حال شاع هذا الخبر بين العامة" . وهذا العار قد يؤدي حتى إلى " القتل في سبيل الشرف" والذي يذبح فيه الزوج أو الأقرباء المرأة لتدنيسها اسم العائلة.

جمع المال بهذه الطريقة له تاريخ عنيف في العراق, ففي عام 2000 أعدم صدام حسين علنا 200 امرأة مدانة بالعهر. وتعتبر الدعارة عاراً وبشكل خاص في الفلوجة موطن فرح الأم, حيث تعتبر الفلوجة أكثر مناطق العراق قبلية, وأكثر المدن المحافظة دينيا.

يقول العوالي " نعم حتى السنييّن من الفلوجة يقدمون على هذا النوع من العمل, وهذا يعكس مأساوية الوضع" ويضيف " إنها نتيجة المأساة والشك".

وكانت سوريا قد سمحت وبشكل تقليدي بدخول هادئ لجيرانها العرب, ووصل العديد جرّاء تفشي الوضع, وانشار العنف بشكل غير مقيد في ديارهم. في حين أن آخرين كحال الآلاف من مسحيي العراق, استهدفوا من قبل الفئات الدينية والعرقية المعارضة لهم, وآخرين تملكهم الخوف "من وجود إشارات عليهم" بسبب عملهم مع الأجانب وبالتحديد الأمريكان سواء في سلطة الائتلاف المؤقتة أو في السلك العسكري كمترجمين أو مستجوبين.

وباستثناء الفلسطينيين, يمنع اللاجئون بشكل رسمي من ممارسة العمل في سوريا, والجزء الأكبر من اللاجئين العراقيين يعيشون من خلال مدخراتهم التي نفذت جرّاء الغلاء اليومي. والعديد منهم عالق في البلاد, حيث أنه قلة فقط من السفارات الغربية تمنح التأشيرات حاليا, مدعين أن العراق أصبح دولة حرة بعد سقوط صدام.

يقول المسؤولون أنه في ظل ظروف العراقيين الاقتصادية والتي تزداد سوءا على مر الأيام فانه ليس من المستغرب أن تشهد سوريا نموا في الاستغلال و الدعارة.

كمال ملحم, صحفي سوري, يبحث منذ سنة في قضية الدعارة العراقية في سوريا ويحضّر لعمل وثائقي حولها بصفته مراسلا لإحدى المجلات المواكبة لأخبار المرأة. وكان ملحم دليلي السياحي حديثا في إحدى ليالي الجمعة, في اكتشاف الأصناف لدى محاولتي معرفة مدى انتشار الدعارة العراقية هنا في سوريا.

وقفتنا الأولى كانت ساحة الشهداء ( المرجة ), مركز دمشق. هذه الساحة، إلى جانب ما تمتاز به من سحر دمشقي ضمن محلات العصائر والمكسرات الشرق الأوسطية, تذكرك بساحة النيويورك تايمز في زمن الثمانينات: الشوارع ذات الأطراف القذرة, وعدد كبير من فنادق النجمة الواحدة, والقوادين. وخلال ثوان حدد ملهم قوادا, وهو صبي يعمل ملمعا للأحذية, وبسرعة بدأ مقايضته.

قال القواد: " لدي فرفورة" وهي كلمة عامية تدل على الفتيات الصغيرات, وأضاف " خمسة عشر سنة".

"أريد أصغر" قال ملحم. "نعم نستطيع إيجادهن, الفتيات العراقيات هن الأكثر نظافة, لن ترى بحياتك كهؤلاء الفتيات, سوف يسعدنك جدا".

" كم يكلف ؟"

" بما أنكم أكثر من واحد ... 1500 ليرة سورية, (30$)"

يقول ملحم أن المرجة ومنذ زمن طويل هي مكان لإيجاد القوادين, حتى قبل التدفق من العراق. فهي نقطة عبور لسائقي سيارات الأجرة الذين ينقلون الرجال إلى شقق العاهرات في الضواحي في جرمانا, برزة والسيدة زينب (يقطن في هذه المناطق العديد من مسيحيي العراق, الأكراد والشيعة على التوالي) ويقول ملحم " تزداد الدعارة في هذه الأماكن" ويضيف " أنا مواطن من جرمانا وهنالك دائماً مكان جديد للدعارة في نفس البناء الذي أقطنه".

ويقول ملحم أن الروسيات والمغاربة هن اللواتي تعاطين أعمال الجنس منذ منتصف التسعينات في سوريا, كما وحصل تدفق أقل نسبيا من الدعارة العراقية بعد عملية "عاصفة الصحراء" ولكن " كان هنالك تدفق شعره الجميع منذ حرب الخليج الأخيرة".

وفي الساحة أخذنا سيارة أجرة وما إن ذكرنا وجهتنا حتى بدأ السائق بإغوائنا, أخبرنا عن الفتيات في " الشقق المفروشة" في الضواحي, وعرض علينا غرفة مع خادمة في السادسة عشر من عمرها قائلا " سوف ترون شيئا لن تصدقوه أبدا".

انحرفنا متجهين نحو الربوة, منطقة فيها حوالي 20 ملهى, ويقول ملحم أن غالبية العاملات فيها كن سوريات أو مغاربة, إلا أن الأغلبية الآن للعراقيات. قبل أن ندخل سحبني ملحم جانبا وقال " هذا المكان خطير, إياك أن تتكلم الإنجليزية, أنت الآن تركي, اتفقنا؟ "وأضاف أن الوجود الأمريكي سيجلب الكثير من الشك حيث أنه يتوقع في مكان كهذا الزبائن المحليين.

وفي أحد الملاهي , كانت الفتيات ترتدين القمصان القصيرة والتي بلا أكمام, وتتمشين يدا بيد على طول الممر وكأنهن في برنامج عرض. دوي الموسيقى يجعل المحادثة مستحيلة, لذا قررنا الذهاب. وعند خروجنا انضم إلينا رجل لمساعدتنا في إيجاد الملهى الملائم, طلبنا سيارة أجرة واتجهنا إلى منطقة المزة المجاورة والتي تعرف بمستواها الرفيع, وانتهينا في ملهى المنارة الليلي, المكان الذي قابلت فيه فرح منذ عدة أسابيع مضت," هذا هو المكان الذي تجد فيه أفضل الفتيات العراقيات بشبابهن المذهل" هذا ما قاله مرافقنا.

هذه المرة كانت الفتيات أكثر جرأة, فما إن جلسنا حتى وصلت أربع فتيات إلى طاولتنا, ملتصقات بشدة وشابكات أيديهن بأيدينا, نورا وعليا جلستا بجانب مصورنا السوري, والذي سأل بدوره: لماذا اثنتان منهن تقدمان أنفسهما إليه؟

" إنها أختي" أجابت عليا التي ادعت أنها تبلغ من العمر 18 عام في حين أن مظهرها يوحي بأنها في الرابعة عشر, وأضافت "نحن دائما نذهب معا"

- " من أين أنتم ؟"

- " بغداد."

- " هل أنت التي أحضرت شقيقتك إلى هنا ؟"

- " كلا, أمي أحضرتنا إلى هنا " أجابت عليا, وظهرت عليها فجأة ملامح الكآبة.

- سألها مصورنا " هل تحبين أمك ؟"

- " طبعا " أجابت عليا بلهجة دفاعية ثم أضافت " الآن عليك أن تختار بيني وبين أختي"

دانا, التي جلست بجانب ملحم قالت أنها من مناطق الجهاد المجاورة لبغداد, ولكنها لم تذكر اسم المنطقة. حاول ملحم إيجاد طريقة يكسب من خلالها الوقت ليحادثها مستفسرا عن تجربتها وكيفية وصولها إلى هذا العمل.

سألها ملحم " كم من الوقت ستمضينه معي ؟ وما الذي ستفعلينه ؟ "

أجابت دانا " سأجعلك سعيدا بأية وسيلة تريد" ولكن بداية عليها مناقشة أخيها الذي يجلس بجوار ملحم, حول السعر ومدى التوفر. اتفقوا أخيرا على 100$ والموعد بعد ظهر اليوم التالي (طبعاً لم يأت ملحم إلى الموعد). تم الاتفاق وانتهت ليلتنا ... إلا في حال قررنا القيام بما هو أكثر. قفلنا راجعين وتركنا الفتيات محبطات.

وفيما كنا نسير بجانب مسجد الرئيس حافظ الأسد, حاول ملحم إحصاء عدد العاهرات في دمشق. كانوا حوالي 40 فتاة في ملهى المنارة وبضرب العدد بما يقارب 120 ملهى, سنحصل على نتيجة لا بأس بها !. المومسات في الشوارع يشكلن عددا أقل, ومن يدري ما عدد اللواتي يعملن في "الشقق المفروشة" ؟. وفيما كنا نتابع السير في الطريق الذي تعصف به الرياح استغرق ملحم في تأمله مشيرا إلى دانا قائلا "أنها مجرد طفلة, كلهن مجرد أطفال".

إحدى منظمات الأطفال اللاجئين الواسعة الانتشار في أحياء دمشق القديمة هي "دير راهبات العناية الإلهية", ولدى راهباته ملاحظات عن وضع الدعارة في سوريا تشبه تماماً ملاحظات ملحم, إلا أنهن التقوا أيضا في السجون المحلية ببضعة نساء عراقيات تم بيعهن في شكل من أشكال العبودية من قبل أزواجهن. وتقول الأخت ماري كلود نوالدف أن غالبية "الفتيات أخبرنها أنهن لم يحببن العمل إلا أنهن اضطررن للقيام به لدعم عائلاتهن".

وأضافت أنه في السنة الماضية اختفت فجأة معظم الطفلات اللواتي انتسبتن إلى مركز الدير التعليمي, وغالبا أخرجوا من مدارسهن ليجنوا النقود من أجل عائلاتهن. هذا ما تعتقده الأخت ماري كلود. أما زميلتها الأخت تيريز مسلّم فقد شرحت أن المركز " وفر للفتيات دورات في استخدام الحاسب, وساعدهن في إيجاد العمل في مجال الخياطة وورشات صياغة الذهب, أملا منه في تجنيبهم الدعارة". إلا أن الرواتب تتراوح شهريا ما بين 50$ إلى 100$ في أفضل الحالات, مقارنة ب40 $ إلى 60$ في الليلة الواحدة من العمل في الدعارة. وتضيف بان فرص العمل نادرة, وأنه لديها فتاة انتظرت ثلاث سنوات لأجل فرصة عمل في مصنع".

ثم تذكرت الأخوات زياراتهن إلى منازل اللاجئين, حيث كان من الطبيعي أن تكون الثلاجات فارغة, كما شحب جلد بعض الأطفال وهزل العديد منهم, وأضافوا بأن سوء التغذية بدأ يشكل حالة لا يستهان بها.

تشير منى كردي, المدير العام لمنظمة الصليب الأحمر, والتي تعمل بالتنسيق مع اللجنة العليا لللاجئين التابعة للأمم المتحدة, إلى انه بين اللاجئين العراقيين " لا يملك الآباء ما يكفيهم من الطعام, لذا هم يشجعون أطفالهم على القيام بهذه الأعمال".

وازداد غضبها تجاه الأسئلة الحالية للصحافة والمجموعات التي تعنى بالإنسانية فيما يتعلق بقضية الدعارة العراقية في سوريا "الآن أصبح الناس يستفسرون عن هذا الموضوع ؟ كان ( المجتمع الدولي ) يحضر لهذه الحرب منذ عدة أشهر مضت, يفترض الآن ومع انعدام وجود صدام حسين بعد اليوم, أن تحل هذه المشكلة, إلا أن هذا الوضع كان قبل الحرب وخلالها وبعدها."

ويقول عبد العزيز طه,عضو العيادة الطبية التابعة للصليب الأحمر والمعار إلى ضواحي دمشق " يعمل الصوماليون والسودانيون في مجال الدعارة في سوريا, إلا أنه لا أحد يهتم للأمر".

تقول كل من طه وكردي أن الدعارة ليست بالأمر الخطير نسبيا في ضوء الأمراض الصحية الخطيرة التي يتعرض لها اللاجئون العراقيون, ومن ضمنها تشمع الكبد, وداء السكري, وحالات قلبية خطيرة. وتقول كردي أن عملية العلاج الطبي الأساسية, تكلف ما متوسطه 2000$ في حين أن الميزانية الممنوحة للصليب الأحمر هي 200$ لكل عائلة.

ومع ذلك فإننا إذا نظرنا إلى المشاكل التي تواجه العراقيين: العنف, صعوبة التنقل, ضعف الموارد المالية، فإننا لا نستطيع إلا أن نسأل: لماذا لا تمنح قضية دعارة الطفل في سوريا اهتماماً اكبر؟

هنا يعتمد الجواب على الشخص الذي توجه إليه السؤال. بالنسبة لملحم, انه أمر حمل المنفعة لسوريا بوصفه عامل جذب للسيّاح. ويعتقد ملحم " أنه يوجد تعاون فعال ما بين مالكي الملاهي ورجال الشرطة الذين يغضون نظرهم مقابل الأرباح ". أما لانديز الدكتور الأمريكي المتواجد في سوريا فيقول أنه " في حال أقرت سوريا بشكل علني بوجود الدعارة, سيؤدي هذا إلى حظر هذه المهنة، ويعرض البلاد إلى العار ذاته الذي تواجهه العائلات".

في الحقيقة تعمد الصحف السورية عادة إلى استبدال كلمة "الدعارة" بتعبير ألطف هو "الفعل المنافي للحشمة"، كما أنها لا تشجع الخوض في الحديث عن المخدرات, ومسببات الإيدز والأديان، إلى درجة أن حديثاً كهذا قد يخضع للرقابة من قبل السلطات السورية. وبالرغم من التساؤلات المتكررة فان أياً من المنظمات العراقية التي تعنى بالمرأة لن تجيب عن أسئلة تتعلق بهذا الموضوع.

ظهور الدعارة العراقية في سوريا وخاصة بين صفوف الفتيات الصغيرات, يعكس الوضع الأليم لمجتمع اللاجئين العراقيين.

أقر أحد مسؤولي الأمم المتحدة الذي طلب عدم التصريح باسمه, بأن "مؤامرة الصمت" التي تحيط بالدعارة تؤكد فشل المجتمع الدولي الأكبر في تقدير مدى مأساوية وضع اللاجئين العراقيين, ومحاولة تزويدهم بالأمان.

ويقول لانديز" تتمزق جميع الأعراف الاجتماعية بسبب التمزق الداخلي للمجتمع العراقي " وأضاف " تشتت المجتمع إلى أجزاء, وبالتالي انهارت جميع القيود الاجتماعية التي كانت مفروضة عليه".



سالون- جوشوا فيليب

ترجمة ماريا خالد - سيريانيوز

صحفي مستقل مستقر حاليا في الشرق الأوسط



2005-06-28


طباعة المقال

ارسل الموضوع الى صديق
شارك بالتعليق

التعليقات
الحق على هالدولة المنظومة
يا دولة يا بنت ال...وسخت سمعة هالمدينة العظيمة وسمحت بانتشار الرذيلة وتدمير شبابنا لك الله ياخذ كل واحد منكم ينشر الفساد والله يدمر السياحة وكل الأماكن السياحيةواقول للشامتين في العراقيين ألا تخافوا أن يبتليكم الله بتدمير بلدكم مثل ما حدث في العراق
علي - دمشق
حرب نفسية رخيصة
في الحرب العالمية الثانية ألقى الألمان منشورات على جيوش الإنكليز تقول لهم أنتم في الجبهة فيما نساؤكم بين أذرع رجال آخرين والآن هذا المقال يريد أن يفهمنا أن المناطق التي تقاوم الاحتلال بضراوة كالفلوجة ينتهي الأمر بنسائها وبناتها إلى الضياع والتشرد والعهر
أحمد الببيلي - دمشق
وهل يعقل
لاحول ولاقوة الا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل مزيدا من التقدم للعرب لعن الله على حكامنا من اولهم الا اخرهم وحسابهم باذن الله عند الله عسير
فواز - de
يا حسرة على العباد
آلمني جدا أن تتحول سوريا البلد الطيب قلب بلاد الشام إلى بيت للدعارة أنظرو نتائج هذا العمل القبيح في بلاد الغرب أفلا تعقلون ، احمل المسئولين مسئولية هذا العمل وما وصلنا الينا واعتبرويا أولي الأبصار
مهاجر سوف يعود - بلاد الله الواسعة
لمن لايعلم
أقول لمن لايعلمون وخصوصاً الأخ عماد بأن الدعارة كانت منتشرة في العراق بكثرة في أيام صدام نتيجة الحصار الأميريكي الذي كان مفروضاً ، فلنكن منطقيين ولنعترف بأن هذه هي أقدم مهنة في التريخ وتشتد أو تفتر في أي مجمتمع تبعاً للظروف الاقتصادية والاجتماعية المحيطة
عبد الحميد شاكر - syria
لماذا العراقيات ؟
الا توجد احصائيه للروسيات او الرومانيات ؟ فلنخجل لان هؤلاء ما اصبحن هكذا الا لاننا جبناء ,هم لهم علينا حق بالدين ان نغيثهم و نقسم الرغيف معهم رساله امريكا وصلت وهي انبطحو والا فسوف تبطح نسائكم الاتي دورهم ودينكم الذي حولته امريكا للارهابي الاول
عماد حمشو - syria
كيف حصلوا عالترخيص
فمنطقة التل اوتوستراد معربا يج بالملاهي والسهر الصباحي و الأمراض الفضاحي أين أنت يا دولة من هذا (كيف تم الترخيص لسرطان الملاهي هذا الذي يزداد يوما بع يوم) وكلها مليئة بنور سوريات و غرها عراقيات
Lucy - Syria
عودي عديارك عودي
بصراحة الحق على الحكومة السورية أولا وأخرا .. يعني لازم يطردون من سوريا متل ***.. بس مشان كام دولار زيادة للبلد ((عفوا )) لجيوب المسؤليين عم ينزعوا سمعة سوريا أكتر منى منزوعة عراقيين = دعارة = فساد = ايدز
تسقط جميع دول العالم .. و - syria
ما هكذا تورد الإبل
في هذا المقال شيء من الصحة وكثير من التهويل إذ أن دود الخل منه وفيه أولاً تكرار مكان تواجد ملهى المنالرة قرب مسجد الرئيس و من ثم قريباً من القصر ثانياً محاولة فاشلة ودنيئة لتشويه سمعة المقاومة في العراق و بالأخص الفلوجة . اذهبوا إذا أردتم إلى منطقة التل
لوسي - Syria
يا مرحبا بالايدز
يا مرحبا بالايدز . ألله أعلم مين معو ايدز ومين لا . والله اعلم الدم يلي بالمشافي فيو ايدز ولا لأ!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! يا شباب كل واحد يفحص حالو
AYAD -S - اياد السوري
الله يرحم أيـام صدام
على الأقل بأيام صدام ما كان في وحدة من أهل العراق تفكير بهدا الموضوع ! و أنا أقول أن 90% من اللاتي يعملن في هذا المجال من (نور العراق) إذا صح التعبير , و ليس من أهالي الفلوجة أو بغداد . و الله يكون بعونهم و عونا ..!
Abo3zo - سوريا
الله يرحم أيـام صدام
على الأقل بأيام صدام ما كان في وحدة من أهل العراق تفكير بهدا الموضوع ! و أنا أقول أن 90% من اللاتي يعملن في هذا المجال من (نور العراق) إذا صح التعبير , و ليس من أهالي الفلوجة أو بغداد . و الله يكون بعونهم و عونا ..!
Abo3zo -
تذكروا أجدادكم
يا جماعة لماذا قرفتم من وجود العراقيين عندنا, هذا حقهم علينا ومن حقهم أيضا أن نصون عرضهم ولانستغلهم بسبب جشعنا. تذكروا فقط عندما هاجر المكييون الى المدينة المنورة ماذا فعل الأنصار وما نفعله اليوم مع اخواننا العراقيين والفلسطينيين.
طافش الطفشان - sy
الشرف ثوب أنيق تمزقه الحاجة
هذه مسؤولية الحكومة السورية والجمعيات والمؤسسات المدافعة عن المرآة وحقوق الأنسان في الدفاع ووقف هذه المهزلة وإستغلال المرآة والفتيات القاصرات ومحاكمة المسؤولين عن إدارة تجارة الجنس بأنه لا يمكن استغلال وضعهم المحزن جراء حرب قضت على مكل القيم والمبادئ
جاك - France
الموضوع أقدم مما تتصورون
ياجماعة الصاعقة الكبرى كانت عندما صارحني أحد الاخوة السعوديين و نحن نعمل في قلب الربع الخالي عن تفاصيل ادق عن دعارة العراقيات في مساكن برزة و غيرها و الموضوع قائم منذ بداية الحرب على العراق , والاكبر من هذا سوق النخاسة الان بحيث تشتري الفتاة بـ500$ فقط
سوري - مقيم في السعودية
كفاية
هذه هي المقالة الثانية في هذا الموقع الذي يتحدث عن بائعات الهوى كان الاول بإسم ماجدات العراق أريد أن اقول لمن يحاول أن يشوه سمعة العراقيات أن البغاء ليس له دين أو عرق أو طائفة أو دولة وكنت أتمنى أن يرصد هذا الموقع أيضا" العراقيين الشرفاء الذين يعملون بجد
Zorro - Syria
متابعة
اعرف بان الضغوط الاقتصادية لها دور بذلك ولكن ليس للانحلال بل بابراز الناس القابلين للانحلال وهم مستعدون دائما لبيع عرضهم وكرامتهم شرط ان يوجد سبب صغير لتبرير القوادة الغير مبررة دائما والشريف يقتل كل عائلته ونفسه ولا يسمح بالعهر ولكن لم اسمع بعراقي فعلها
المعلق رقم صفر - سويداء القلب
حقيقة
وانا اؤمن بان صفة الاخلاقية لا تتساوى لدى جميع الشعوب واصدقكم القول بانها متدنية لدى العراقيين والمغاربة والمصرين اكثر من باقي الشعوب العربية ولا اعرف السبب وعلى مر التاريخ كانو موجودين وهم كثر وهم موجودين ايضا لدى السوريين ولكن ليس لهم صيت عالمي
المعلق رقم صفر - سويداء القلب
قد لا تعجب
قد لا تعجب كلماتي الكثير من القراء وكونني لدي اصدقاء عراقيين اثناء الجامعة وعلى لسانهم كانو يقولون بانه هناك الكثير من الشرفاء بالعراق وانا متاكد من هذا لكن هناك قابلية كبيرة لدى شريحة واسعة للانحلال الخلقي وهم على مر التاريخ كانو كثر وسيبقون
المعلق رقم صفر - سويداء القلب
هكذا هو الوضع
حقيقة اتذكر اول فترة عند بداية تدفق العراقيين الى سورية عندما قلت لاحد اصدقائي الله يعينا على العراقيات *** لانهم سيخربون البلد اكثر مما هو خربان لانني سمعت الكثير عنهم من قبل الخليجيين سابقا وقبل الحرب وكان وضعهم الاقتصادي افضل منا بكثير
المعلق رقم صفر - سويداء القلب
سياسة الدعارة
هذه هي سياسة الحكومة السورية وأجهزة الأمن السورية إلهاء الشعب الفقير بالبحث عن لقمة العيش والغني بالبحث عن الملذات وتوفير أوكار الدعارة العلنية بل وإن أجهزة الأمن تتقاضى أتاوات على تلك الدور والشقق المفروشة ****
شهاب الدين - UK
تموت الحرة ولا تأكل بثدييها
لماذاهذاالتشويه لسمعة الشعب العراقي العظيم,ولماذا الربط مرتين بموقع الملهى بقرب المسجد,أنه مقال مدسوس,نشكر الموقع على النشر لمعرفة مايقال,ولكن للعلم فأن مئات آلاف النورالغجرالعراقيين نزحوا لسورياولعل كاتب المقال منهم,وعلى الدولة وضع حد لهذه المهزلة
رشاد - saudia
not possible
it's not possible that the girls are from Falouja !! Faloja Prpole are not like the others in Iraq !!!
Smart - DE
حسبنا الله
راس الحمكة مخافة الله وهذا الامر مناط بلحاكم الذي يجب ان يسن القوانين الرادعة لكن كما قال رئيس الوزراء ان السياحة ستكون نفط سوريا من الان فصاعدا اذا لم توجد هكذا امور لن تكون هناك سياحة لكن هذا سيؤدي الى انهيار المجتمع و الله حسيب
احمد - سوريا
بدون تعليق
أعدم صدام حسين 200 أمرأة مدانة بالعهرعام 2000 ----- على أساس ان صدام حسين شريف مكة
د.هيثم سعد - دمشق
سجل أنا عربي
الجوع هو السبب فمن منا فكر بإعانة أهلنا بقرش واحد اللهم إلاّ تاجيرهم البيت بسعر مضاعفوإستسواحهم هل باعت نساء اليابان اجسادهن بعد الحرب العالمية الثانية الجواب لا لأنه كان ينقصهم من يوصلهم الى هذا الحال
الدومري - سوريا
المال أسكت الجميع
كيف لا تاخذ الدولة على يد هؤلاء المجرمين يبنغي عدم السكوت على هذه الرذيلة المعلنة, اين الاخلاقية اين المسؤولين عن المجتمع و مشاكله ولا بس شاطرين نعمل ندوات تنظيرية و نطالب بحقوق المرأة و حقوق الطفل و أي حق للمراة اذا صارت مثل البهائم تباع و تشرى لكل راغب
عنترة - syria
لا حول ولا قوة إلا بالله
الله يجيرنا و يهدينا جميعاً يارب آمين
The Boss - سوريا
لماذا يا سيريا نيوز
انا من متابعين سيريانيوز و15 ساعة كل يوم جالس وراء الكمبيوتر بدأت سيريا نيوز بقوة وانتشرت بسرعة رائعة وفي الايام الاخيرة تراجعت بسرعة أكبر من سرعة انتشارها ما هذه المقالات التي تترجمونها فوالله هي عار علينا "ملهى ليلي جانب جامع السيد الرئيس"
no1559 - syr
شكرا اميركا
مرة اخرى تفوز اميركا بوسام استحقاق جديد تضعه على صدرها ...هذا ما تريده اميركا محاربة الاسلام في كل مكان ذل و تجويع و هدر للشرف وللاسف نحنا ايضا نكتفي بالشجب و الندب و التشهير ..عودوا يا شباب دمشق و اعلموا بانها ستكون نهايه مماثله للسوريات ان اذعنا لاميركا
ART - Lebanon
لا حول ولا قوة إلا بالله
هل هذا ما يسعى إليه المنادون بحقوق الإنسان والتحرر من ***أمريكا وإسرائيل أمثال الغادري؟ هل هذا ما قدمته أمريكا لشعب العراق العظيم؟ لماذا لا تشكل جمعيات لرعاية هذه الأسر المنكوبة بدلا من إجبارها على الرذيلة؟ اللهم احمنا واحم أبناءنا وبناتنا فأنت القادر
شامي عتيق - الإمارات
هلكانة
شعب العراق هلكنا، بهدلونا، بوسخهم وهمجيتهم وقرفهم، خلصونا منهم باقرب وقت لان الشعب السوري راقي وما بيتحمل هيك مناظر
هلكونا -
ما هو السر ؟؟
أتسائل لما الجهات المسؤولة تغض النظر عن هؤلاء، فلو أن أحدا تعاطى بأمور أخرى كالسياسة مثلا لرأيته مكبلا ولم تعرف له مكان!! ربما المسؤولين لهم رأي خاص بهذا الشأن كتشجيع السياحة مثلا !!
حسام - UAE
الظاهرة موجودة ولكن لنكن موضوعيين
أعتقد أن عنوان المقالة فيه إساءة كبرى إلى الفتيات العراقيات، وهذا لا يعني أني أنكر وجود هذه الظاهرة، وقمعها سواء كانت من فتيات عراقيات أم سوريات هو مسؤولية الحكومة، وأذكر الجميع أنه كان هناك أحياء تغص بالعاهرات وذلك من قبل قدوم الفتيات العراقيات
حسان المجاهد - سوريا
لماذ يا نضال معلوف
لماذ سمحت بنشر مقال أفاد بأن الشريفات الطاهرات المحصنات اللواتي أنجبنا الأشاوس في الفلوجة ....... أصبحن يحملن بأبناء الزنة في الشام ألا تعلم ويعلم غيرك من أن الفلوجة هي رمز من رموز الأسلام لماذا يا رجل سمحت بذلك إنه أمر نحتسبه عند الله مولانا
ابن الفلوجة - الشام
ما هذه المهارة يا سيدة ماريا في الترجمة
على كل حال ..........الأمر لا يلام عليه صحفي سوري مسلم...........لقد بدى واضحاً من أن الصفحي المستقل أختار مكان الإمامة في الشرق الأوسط واتخذ صفة المسقل ...على كل حال ربما أراد الموقع أن يرينا مهارة السيدة ماريا في الترجمة
أبو عبد الرحمن - الشام
الفلوجة ليست داعرة
نعم والله هذا أفتراء وتقصد أن تذكر الفلوجة الشريفة الفلوجة المقاتلة في هكذا ظروف ..............ألا تتقي الله يا أيها الصفحي ..........كان بإمكانك أن تقول من أنها فتاة عراقية لماذاهذا التقصد في التشويه؟ حاسبك الله بما تستحق
ابو عبد الرحمن - الشام
ياريت
اهل العراق جاؤوا الى سورية، ويا ريتهم ما اجوا، هلكونا بقرفهم ووسخهم وهمجيتهم منتشرين في كل ارجاء سورية الحبيبة. شعب سورية راقي جدا، ولا نريد ما يؤثر على هذا الرقي
ياريت -
كل هذا بحماية الشرطة والأمن
شو رأيكم بقوات مجهات أمنية مهمتها حماية الوطن وتحمي أماكن الدعارة ولهم نصيب؟لتتأكدوا أذهبوا إلى التجارة حيث أماكن الدعارة التي تقف بقربها سيارات للأمن 24 ساعة لحمايتها.أنا أعرف رجل شرطة في السيدة زينب أصيب بالأيدز من العراقيات ونقله لزوجته دون علمه وأنتحر
الجولاني - Syria
الفقر يفعل أكثر من هذا.
لم أفاجأ بهذا المقال فحال السوريين ليس بأفضل من حال العراقيين و الأكيد أن دخول الأشقاء العراقيين سيزيد الوضع سوءاً و لكن لا حول ولا قوة , دولة منهكة و مسؤولين نيام. من يتكلم بالسياسة و ينتقد يعتقل ومن يمارس الدعارة فاتركوه, إنه لا يضرنا, خاصةإذا كان منا.
سامر - سوريا
اخس
شو طاحشين على كلنتون و مونيكا
kokoo -
ماذا ننتظر !!!!!؟؟؟؟؟؟
لا أدري ما الذي تنتظره حكومتنا العتيدة لحل هذه المشكلة .ومن المستفيد من هذا الوضع .ان وجود تفاحة واحدة عفنة في صندوق يؤذي كل التفاح فكيف الحال بوجود 700000 ألف تفاحة عفنة مشربة بالأيدز وغيرها من الأمراض . متى يمكن للجهات المعنية أن تستيقظ وتدرك حجمالمشكل
ayad -syria - سوري حتى العضم
11 minutos
الدعارة هي المهنة الوحيدة التي يكتسب منها الانسان فلوس اكثر كلما كان بدون خبرة، و عندما تكثر خبرته تنقص كمية الفلوس التي يتقاضاها، عكس باقي المهن. اللهم احفظناو استرنابسترك الذي سترت به نفسك فلا عين تراك.
fandi - uae
هل اصبحنا تايلاند؟
يجب على الدولة منع هذه الامور وليس ضبطها ,هل من اللائق بنا ان نصبح مركزا للدعارةكتايلاندوغيرها ليؤمها الخليجيون وغيرهم.هل نسينا باننا دولة اسلاميةوبعدها ناتي لنرفع ايدينا الى السماء ونقول ربنا انصرنا على القوم الكافرين.
disappointed moslem - russia
كذب كذب
هذا كذب معاذ الله ان تمارس بنات الفلوجة هذه الأفعال المعروف للجميع أن هؤلاء الفتيات من النَوَر (الغجر) وأي متسول أو مومس صار يدعي أنه من الفلوجة للحصول على شفقة الناس. أتحدى أن تكون هذه الفتيات من الفلوجة
عربي سوري - سورية
مافي ***غير بالعراق
تركوا داعارت العالم ولحقو داعارت العراق وكأنه ما في غيرهم بالدنيا، ** على امريكا وجورج بوش يروحوا يشوفوا داعارتهم، يحلوا عن سما سوريا والعراق، والسيدة التي قالت ان الدعارة كما هي قبل وبعد الحرب غلطانة ايام صدام ما كنانرى العراقيين في سوريافقراء وعاهرات
قرفان - بلاد اغتصبت حتى تعهرت
العراقيات الصغيرات
على الدولةضبط تللك الامور ومراقبتها و الانتباه لمن هم دون السن القانوني
اسكندر - سوريا الحبيبة
الدعاء والعمل
ياسيد shashoكلامك صحيح الدعارة قديمة ولكنها عندما تصبح سهلة المنال هنا تكمن الخطورة فعندما نحكم اغلاق ابواب بيوتنا ليس خوفا من ابناء الحرام هم كاسرون الابواب كاسرون ولكن خوفا من ابناء الحلال من ان ترف عينهم لارتكاب الحرام
عمرو - syria
يجب ان يعلم الجميع
قبل ان تتنطح جريدة الثورة وتتهم المدافعين عن حقوق الأنسان في قضايا اكبر منها ومن حماعة حقوق الأنسان أن تقوم بإجراء تحقيق صحفي علمي على هذه الظاهرة الخطيرة بكل وضوح وشفافية لحماية مجتمعنا من الدمار فالعراقيون يوما سيرحلون ولكن العدوى تظل تنهش فينا
فرهاد - syria
يا مــــــــــــدينتي يا مدينة النور والياسمين وال
ماذا حل بك يا مدينة النور...الى أي ظلمة أنتي سائرة...ماذا فعل بك أبا الصادق... مدينتي مدينة النور والياسمين والنارنج...أي ليل غدا ليلك ...أين مئاذنك وتراتيلها...عد يا عباد الى شعب مدينة النور...وتكلم تكلم تكلم...
ســـــــيف - مهجر من بلاد النور
الدعاره
الدعاره شيء قديم من الاف السنين ولا أظن أن من الممكن السيطرة عليها لأنها تعتبر طريقه سهلة لكسب المال الوافر من قبل الفقيرات لذلك حلها الوحيد أن نحصن نفسنا بتقوى الله لكي نصون أنفسنا منها
shasho - سوريا
دفاعا عن الوطن
لم استطع ان اتمم قراءة المقال بسبب ماانتابت نفسي من تقزز ليس تدينا انما الحال التي وصلت اليه البلدنحن لسنا ضد شعبنا العراقي اذا عاش بينناباستقامة ولكننا لانرضى ان يفسد ابنائنااو ان تنتشر الرزيلة والأمراض في وطننا ليستقيموا والا ليرحلوا من حيث اتوا
غادة - homs
أين هي نخوتنا العربية _لا تقرفوا
الدولة شاطرة بس بالقبض على كل انسان يتفوه بكلمة ضدها أما ان تحافظ على سمعة دمشق وتحمي هؤلاء الأطفال المساكين من الأوباش فهذا غير مهم الله ياخذ السياحة ويدمر الأماكن السياحية اذا كانت الدعارة بدها تنتشر عندناياجماعةوالله حرام ارحموا أهل العراق وادعوا لهم
أيهم - حلب الشهباء
هشيم النار
يادولة ياسلطة اوقفوا هذه المهزلة هذه الدعارة اذا لاتخافون على الوطن خافوا على اولادكم خافوا من الأمراض الجنسية وعلى رأسها الآيدز حرام حرام حرام شبابناومن ثم بناتنا
عامر




البغاء العراقي ينتشر في سوريا - بسام الخوري - 06-29-2005

http://www.syria-news.com/


البغاء العراقي ينتشر في سوريا - The Godfather - 06-30-2005

وضع مؤسف




البغاء العراقي ينتشر في سوريا - Nouf - 06-30-2005

يا إلاهي ،،

كيف وصل الحال بهن ،،،

وضع مؤسف يا بسام ،،


البغاء العراقي ينتشر في سوريا - هملكار - 07-03-2005

قبل خمسة عشر عاماً كان من الصعوبة بمكان أن تجد مومساً عراقية ... ولكن الحصار والجوع ألقيا بظلالهما الثقيلة على العراق وأهله فوصلا إلى ما وصلا إليه ...

كان الله بعونهم

ولكن لفت نظري نقطة أن كاتب المقال الأصلي ترك كباريهات سوريا كلها ولم يطب له سوى ذكر ملهى المنار واللافت للنظر أنه ذكره مرات عدة ولم يكن يطيب له ذكره إلا بدلاله عنوانه بجانب مسجد الرئيس حافظ الأسد....!!!!


سبحانك ياربي.... صدفه.




الرد على: البغاء العراقي ينتشر في سوريا - بسام الخوري - 10-09-2010

أزمة اللاجئين (الحلقة 1) : لاجئون عراقيون في سورية: أينما توجهنا محكوم علينا بسوء الحظ المؤبد

يشكون من الفقر وتسرب أولادهم من المدارس وبعضهم يعاني من الكآبة.. وآخرون يحلمون ببلد ثالث
لاجئان عراقيان يبحثان عن اسميهما في قوائم المساعدات التي تقدمها مفوضية اللاجئين، في دمشق (أ.ف.ب)
دمشق: سعاد جروس
شهد العراق نزوحا جماعيا اعتبر الأكبر في منطقة الشرق الأوسط منذ عام 1948 لدى نزوح الفلسطينيين إلى دول الجوار. وقدر عدد اللاجئين العراقيين بنحو 4 ملايين، حطوا رحالهم في كل أنحاء العالم ابتداء من أستراليا ونيوزلندا وماليزيا شرقا مرورا بأوروبا وحتى أميركا وكندا غربا. غير أن العدد الأكبر منهم وجد ضالته في الدول المجاورة للعراق ومصر ولبنان والخليج.

ولا تحتاج أسباب هجرة هؤلاء إلى شرح مطول؛ فالأوضاع التي شهدها البلد وتحديدا خلال الأعوام من 2005 إلى 2007 معروفة للقاصي والداني، فالقتل على الهوية والتوترات الطائفية في المناطق المختلطة من العراق وكذلك التفجيرات الدامية التي لم تسلم منها أي مدينة عراقية خلال الأعوام التي أعقبت الغزو الأميركي للعراق في مارس (آذار) 2003، غدت جزءا من الروتين اليومي للمواطن العراقي. ناهيك عن المخاوف وعدم الشعور بالاستقرار أو بالأمان، ناهيك عن المستقبل المجهول.

واللاجئون العراقيون لا يحملون قومية واحدة أو مذهبا واحدا، فقد تعددت مذاهبهم من شيعة وسنة، وأديانهم من مسلمين ومسيحيين، أو قومياتهم من عرب وأكراد وتركمان وغيرها. وأغلب هؤلاء هم من مدن مختلطة جمعتهم بسلام وأمان حتى الماضي القريب، ولكن كان خيارهم أو قدرهم الرحيل، مخلفين وراءهم بيوتهم وكل ممتلكاتهم وتاريخهم وماضيهم لينقذوا حياتهم ولضمان مستقبل آمن. ولكن هل حياتهم بعد الهجرة والاستقرار أفضل حلا؟ وما الثمن الذي دفعوه مقابل الأمان؟

ولتسليط الضوء على أوضاعهم تبدأ «الشرق الأوسط» اعتبارا من اليوم بنشر حلقات حول أوضاع اللاجئين، انطلاقا من سورية التي ضمت العدد الأكبر منهم، ثم الأردن الذي استقبل أغلب الميسورين، فالقاهرة التي احتضنتهم بحفاوة، ثم لبنان مقرهم المؤقت، وانتهاء بالعراق حيث سنرصد أوضاع اللاجئين الذين قرروا العودة إلى ديارهم في نهاية المطاف.

نحو 130 ألف لاجئ عراقي في سورية، من أصل 218 ألفا مسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يعانون من أوضاع مادية شديدة السوء، إذ يعتمدون على المساعدات الغذائية الدورية من برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، لا سيما أنه حذر مؤخرا من «انخفاض التمويل» واضطراره إلى وقف توزيع المواد الغذائية على اللاجئين العراقيين المستضعفين في سورية، فهو لم يتلقَّ سوى 35 في المائة فقط من المبلغ المرصود لعملية الطوارئ. والمساعدات التي سيقدمها ستكون بقيمة 32 مليون دولار تكفي لمدة عام، يستفيد منها نحو 150 ألف لاجئ مسجل لدى المفوضية في سورية، وتشمل هذه المساعدات أنواعا مختلفة من المواد الغذائية، مثل الحبوب والبقوليات والزيوت النباتية واللحوم المعلبة والسكر والملح المدعم باليود، وتقدم بموجب مذكرة تفاهم لمشروع الطوارئ الخاص، وقعها البرنامج مع الحكومة السورية، في يوليو (تموز) الماضي. لا تقتصر المعاناة على الذين ينتظرون المساعدات الغذائية، إذ إن الحكومة السورية التي تقدر عدد العراقيين لديها بنحو مليون ومائتي ألف لاجئ أعلمت الجامعة العربية خلال اجتماع وزراء الخارجية الأخير أن احتياجات اللاجئين في سورية «تتعدى الاحتياجات التقليدية للاجئين بشكل عام، لتشمل احتياجاتهم من منازل وفرص عمل وخدمات أخرى». وعددت مذكرة رفعت للاجتماع الآثار السلبية لتزايد اللاجئين العراقيين في سورية، وقالت المذكرة: «معظم اللاجئين يعملون في القطاع غير المنظم في سورية، وبأجر ضئيل لا يتجاوز 5000 ليرة سورية في الشهر، أقل من (100 دولار)، الأمر الذي جعلهم عنصرا مزاحما على العمالة الوطنية».

وتقدر الحكومة السورية إجمالي عدد اللاجئين الموجودين حاليا لديها بنحو 1.5 مليون لاجئ يشكلون نحو 10 في المائة من عدد سكان سورية. بينهم 450 ألفا من الفلسطينيين، بالإضافة إلى أعداد أخرى من آسيا وأفريقيا. وتطمح سورية، بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة والمفوضية الأوروبية، إلى «تأمين الموارد اللازمة لاستيعاب نحو 100 ألف طفل عراقي في المدارس السورية». وذلك بعد انتقاد الولايات المتحدة الأميركية، ووصف مساهمته في مساعدة اللاجئين العراقيين بـ«المتواضعة» وتستشعر المفوضية العليا خطرا من ظاهرة تسرب الأطفال العراقيين من المدارس السورية، فرغم مجانية التعليم فيها لم يسجل للعام الدراسي الحالي سوى 24600 طفل عراقي، وفي إطار الجهود الرامية إلى الحد من هذه الظاهرة قدمت المفوضية منحة للأسر العراقية التي لديها أطفال في المدارس في بداية العام الدراسي، تبلغ (100 دولار) لكل عائلة، بالإضافة إلى (30 دولارا) لكل طفل في المدرسة.

براء حسين فتى عراقي (16 عاما)، لم يتمكن من متابعة دراسته، مع أنه كان من المتفوقين، فبعدما نفدت أموال أسرته المؤلفة من الأب والأم وجدة وطفلتين، وعجز والده عن العمل لإصابته بمرض عضال، اضطر براء للعمل في مطعم صغير بجرمانة، ويقول: «المساعدة النقدية والغذائية التي تقدمها المفوضية لا تكفي لإعالتنا، ومع ذلك لولاها لمتنا من الجوع» ويستفيد اللاجئون العراقيون الذي يتمركزون بشكل أساسي في محافظتي دمشق وريف دمشق، من كل الخدمات المتعلقة بالتعليم والصحة وغيرها، أسوة بالمواطن السوري. الأمر الذي جعل الضغط السكاني يزداد تعقيدا في محافظتي دمشق وريفها، باعتبارهما تشكلان المناطق الأكثر كثافة سكانية في البلاد، ويعاني سكانها من مشكلات في خدمات المياه والكهرباء والتلوث نتيجة الازدحام الشديد.

محمد البصري (50 عاما)، قال إنه عاد إلى العراق عام 2008، ليتأكد من تحسن الأوضاع وإمكانية إعادة عائلته أيضا، لكنه وجد بيته مدمرا وأكثر من نصف أقاربه قتلوا، فعاد أدراجه إلى سورية، ويقول إنه يعيش وضعا نفسيا سيئا، مع أنه لا يعاني من الفقر، كما أنه يعمل في مكتب تاكسي، لكن والدته العجوز تشكو من أمراض كثيرة ومن كآبة مزمنة فلا تكف عن النواح ليل نهار، وكذلك زوجته القلقة دائما على أهلها في بغداد، الأمر الذي انعكس على أولاده الذين قصروا في دراستهم، ويطالبونه يوميا بتقديم طلب لجوء إلى بلد ثالث من أجل مستقبلهم، وهو أمر مرفوض بالنسبة له؛ حالما بيوم يعود فيه إلى عراق آمن.

تحاول الحكومة السورية حث الحكومة العراقية على تحمل مسؤوليتها تجاه مواطنيها، وهو ما اعتادت الحكومة العراقية الرد عليه بتقليل أعداد اللاجئين، وفي مذكرة قدمتها إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية ردا على المذكرة السورية، قالت: «إن هناك مبالغة في التقديرات بخصوص أعداد اللاجئين المقيمين في سورية من العراقيين، حيث يقدر عددهم بما يزيد على المليون في مصر والأردن وسورية ولبنان وغيرها، وأن ما يربو على 460 ألف نازح عادوا إلى مساكنهم في العراق خلال عامي 2008 و2009»، ولم تذكر الحكومة العراقية بالتحديد أعداد اللاجئين في كل بلد، حيث تستضيف سورية العدد الأكبر منهم. الحكومة العراقية التي قدمت، ولأول مرة، منحة نقدية بمناسبة عيد الفطر بمبلغ 2.9 مليون دولار أميركي لـ14000 أسرة عراقية في سورية، بمعدل 200 دولار كمنحة نقدية لمرة واحدة، قالت إنها «بحاجة لمواطنيها في بناء بلدهم»، لكنها ربطت عودتهم «بتحسن الوضع الأمني والاقتصاد ووضع برنامج للمساعدة، وأن تكون طواعية».. وقالت إنها صرفت 25 مليون دولار للاجئين العراقيين في كل من سورية والأردن، إلا أن البلدين رفضا ذلك. وأن وزارة الهجرة «صرفت هذه الأموال على المدارس والمستشفيات التي يتواجد بها نسبة عالية من العراقيين»، كما قامت الوزارة بإيداع مبالغ في عدد من البنوك في دمشق وعمان وبيروت توزع على العراقيين في هذه العواصم لسد جزء من احتياجاتهم الأساسية هناك.

وفي وجه آخر لمأساة اللاجئين هناك أعداد كبيرة منهم يأكلون أيامهم وأموالهم، انتظارا للموافقة على طلبهم اللجوء إلى بلد ثالث، منهم من يضطر للعودة إلى العراق بعد فقدان الأمل ونفاد المدخرات، ومنهم من يسعى لإيجاد عمل، أي عمل، يضمن له استمرار العيش في بلد ترتفع فيه الأسعار بشكل جنوني يجعل الحياة صعبة على أهل البلد واللاجئ الذي زاد طين مأساته بلة قيام بعض الدول الغربية بترحيل اللاجئين العراقيين وإرغامهم على العودة، وبداية الشهر الحالي حذرت المفوضية العليا من ذلك، داعية إلى تأمين أي شكل من أشكال الحماية لهم حتى استتباب الأمن في العراق.

وقال أدريان إدواردز، المتحدث الرسمي باسم المفوضية: إن «المبادئ التوجيهية للمفوضية المتعلقة بالعراق توصي بعدم إرغام الأشخاص الوافدين من محافظات بغداد وديالى وكركوك ونينوى وصلاح الدين على العودة قسرا إلى ديارهم، نظرا للانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، واستمرار الحوادث الأمنية في هذه المناطق».

يحيى حميد (45 عاما) يختصر وضع اللاجئين العراقيين بكلمة واحدة، رافضا الإفصاح عن المزيد: «العراقي أينما توجه محكوم عليه بسوء الحظ المؤبد».


الرد على: البغاء العراقي ينتشر في سوريا - بسام الخوري - 10-10-2010

أزمة اللاجئين (الحلقة 2) اللاجئون العراقيون في الأردن.. مجتمع منقسم بين الثراء وراحة البال وبين الفقر وانتظار المجهول

بعضهم من رجال الأعمال الذين أسهموا في تنشيط الاقتصاد.. وآخرون يبيعون السجائر على الطرقات
لاجئات عراقيات يبعن السجائر على أحد أرصفة عمان («الشرق الأوسط»)
عمان: محمد الدعمه
تضاربت الإحصائيات حول أعداد العراقيين المقيمين في الأردن، فبعد أن كانت السلطات الأردنية تقول إن لديها 750 ألف عراقي مقيم على أراضيها جاءت منظمة فافو النرويجية لتعلن قبل عامين أن العدد يصل إلى 450 ألفا، لكن السفارة العراقية في عمان تقول إن العدد لا يتعدى 250 ألفا استنادا إلى جداول الناخبين العراقيين في الانتخابات النيابية التشريعية الأخيرة. ومهما كان الرقم الحقيقي للعراقيين الموجودين في الأردن الآن فإن السلطات بدأت تقنن من منح الإقامات الدائمة حفاظا على التوازن الديموغرافي في البلاد حيث إن الأردن لديه أكثر من نصف عدد السكان ممن قدموا إليه من فلسطين والدول المجاورة وإن استيعاب المزيد يؤثر على معادلة توزيع الخدمات اللوجستية من خدمات تعليم وصحة سكن وغيرها. لقد حاول الأردن في اجتماعات دول الجوار للعراق والمنظمات الإنسانية طرح مشكلة ازدياد العدد وطلب تقديم المساعدات المالية والعينية للعراقيين خاصة أنه بلد محدود الموارد الطبيعية ومن أفقر البلدان للمياه واقتصاده يرتكز على المساعدات والحالات الخارجية.

المجتمع العراقي في الأردن منقسم إلى فئتين إذا جاز التقسيم فهناك فئة من الطبقة الغنية من رجال الأعمال والمال الذين فروا من عهد النظام السابق منذ عام 1990 حيث استقروا مع عوائلهم في المناطق الراقية في عمان الغربية وهذه الفئة رتبت شؤون حياتها للعيش في الأردن وتدير أعمالها فيه وتتنقل من الأردن إلى العراق أو الدول الأخرى لإنجاز أو إدارة أعمالهما التجارية والاقتصادية وهذه الفئة يصل تعدادها إلى مائة ألف أو أكثر وقد لعبت دورا في تحسين الوضع الاقتصادي للأردن وحركت أسواق العقارات والأراضي ونشطت في الاستثمار في السوق المالي.

والزائر إلى المولات أو المراكز التجارية الكبيرة في عمان الغربية يسمع اللهجة العراقية في تبادل أطراف الحديث بين رواد هذه المولات ويرى بوضوح حجم الإنفاق الذي تقوم به هذه العوائل من الشراء أو ارتياد المطاعم السياحية الفاخرة أو المقاهي (الكوفي شوبات)، فهم يعيشون حياة بذخ وترف ومتوفر لهم كل شيء خاصة أنهم يملكون المال الوفير ولديهم القدرة الشرائية لارتياد جميع الأماكن والتي لا يستطيع بعض الأردنيين الوصول إليها إضافة إلى أن أبناء هذه الفئة يتلقون تعليمهم في أفضل المدارس الخاصة ذات الطابع الأوروبي أو الأميركي ويعالجون في أفضل المستشفيات والمراكز الطبية.

لقد ساهمت هذه الفئة في التأثير على نمط الحياة الليلية إذ أصبحت عمان لا تنام بعد أن كانت تغلق المحال والأسواق منتصف الليل وأصبحت حركة الليل مثل النهار إذ أشارت إحصائية لدائرة السير أن هناك 280 ألف سيارة تتجول في عمان خلال الساعات المتأخرة من الليل من أصل مليون و200 ألف سيارة في الأردن.

لقد قام رجال الأعمال بتشكيل مجلس للأعمال العراقيين ليكون بمثابة نقطة تجمع لهم ويتواصلون من خلاله مع السلطات الأردنية التي توفر التسهيلات لهذه الفئة من الإقامات أو استقدام زائرين وأحيانا تصدر لهم جوازات سفر مؤقتة على غرار الفلسطينيين من أبناء الضفة الغربية وذلك لتسهيل حركتهم بين الدول العربية والأجنبية.

وتنظر السلطات الأردنية إلى هذه الفئة على أنها الدجاجة التي تبيض ذهبا فهي تنفق الأموال وتحرك الأسواق وتنشطها وتستثمر في المجالات الاقتصادية وتحدث فرص عمل للأردنيين والعراقيين. وفي العادة لا يوجد منها إزعاج أمني حيث إن البنك المركزي الأردني يراقب هذه الفئة من حيث حركة الأموال والإيداعات والسحوبات من وإلى البنوك الأردنية خشية أن تكون هناك عمليات غسل للأموال أو عمليات احتيال ونصب لكن البنك المركزي لم يسجل منذ نحو عشرين سنة سوى قضيتين الأولى كما عرفت للشعب الأردني قضية بنك البتراء والذي كان يملكه السياسي العراقي البارز أحمد الجلبي وقضية بنك بيت المال حيث تدخل البنك بحل مجلس الإدارة الذي كان يرأسه غالب كبه عندما ساورته الشكوك في التحويلات الكبيرة من وإلى العراق.

وقد أوعز العاهل الأردني إلى الحكومات المتعاقبة بتقديم التسهيلات اللازمة لهذه الفئة وتوفير كل الرعاية لاستقطاب المزيد من رجال الأعمال.

كما نجد أعدادا كبيرة من المطاعم العراقية المشهورة والمنتشرة في مدن عمان، منطقة الرابية والتي تدعى مدينة العراقيين البرجوازية حيث يرتادها ويسكنها الأغنياء من العراقيين، وتشهد انتشار الكثير من المطاعم العراقية المشهورة مثل «مطعم قاسم أبو الكص»، «لحم بعجين الجندول» والكثير من المطاعم التي شغلت المحال والشوارع الرئيسية في منطقة الرابية وشميساني، ومن يذهب إلى هناك يعش في أجواء بغداد الأصيلة منذ أن تطأ قدماه باب المطعم لأن من يستقبلك يتكلم اللهجة العراقية، وأغلب من يعمل هناك هم من الجالية العراقية المقيمة في عمان، ومعظم الزبائن هم من العراقيين، أما بالنسبة إلى أنواع المأكولات فهي وجبة عراقية خالصة، والخبز المقدم يخبز في تنور صنع من الفخار.

ولكن على الطرف المقابل هناك فئة محدودة الدخل وفقيرة تنتظر المساعدات من قريب في الخارج أو من منظمة إنسانية أو تنتظر تحسن الوضع الأمني للعودة إلى العراق وهذه الفئة من عوام الشعب تسكن في الأحياء الفقيرة أو العادية في مناطق عمان الشرقية ويحاولون الاندماج مع المجتمع الأردني بعاداتهم وتقاليدهم ومنهم من يعمل في مهن الإنشاءات أو البناء أو الزراعة لكنها تأبى أن تخرج وتمد يدها والبعض منهم يقوم بالبيع على الطرقات أو زوايا الأسواق في المدن الأردنية البعيدة عن أنظار الدوريات الأمنية والتي عادة ما تغض الطرف عنهم خاصة إذا كانوا من النساء المسنات أو غير قادرين على قوت أنفسهم.

والزائر إلى مناطق وسط البلد في عمان أو المدن الكبرى مثل اربد والزرقاء والرصيفة وغيرها يلاحظ النسوة العراقيات يفترشن الأرض بين المارة لبيع السجائر أو الأشياء البسيطة لكسب دراهم معدودة لسد عوزهن ويمكن تمييز العراقية عن الأردنية من خلال العباءة التي هي من سمات زي المرأة العراقية.

تقول أم جاسم: «لقد جئت إلى الأردن وسكنت عمان عام 1991 بعد غزو النظام السابق دولة الكويت وفرض الحصار الاقتصادي، كانت أوضاعنا الاقتصادية صعبة جدا ويكاد عملنا اليومي في مدينة الكوت، وهي منطقة سكناي، لا يسد رمق العيش ومصاريف أولادي الخمسة، فقررنا الرحيل واللجوء إلى عمان لعلنا نستطيع العيش برفاهية وسلام، لكنهم قتلوا زوجي وتركوا أولادي مشردين في الشوارع واستطعت الهرب لوحدي، لعلي أستطيع توفير المال وإرساله إلى أولادي في العراق، ومنذ ذلك الوقت وأنا أفترش هذا الرصيف ببسطة صغيرة لبيع السجائر».

وأم حيدر من البصرة أيضا انضمت إلينا وتكلمت عن معاناتها قائلة: «لماذا تركتنا الحكومة العراقية حتى الآن على هذه الحالة؟ هل نمثل نحن وجه المرأة العراقية أم وجه العراق؟ نقولها بكل صراحة إننا النساء الوحيدات في عمان اللواتي نبيع السجائر، لماذا لا يدرسون أو يناقشون أوضاعنا خصوصا أن أماكننا معروفة لكل من هب ودب، وحتى عندما يأتي مسؤول عراقي يمر علينا مرور الكرام ويقول: سوف نساعدكم. ويرحل ولا نراه!! نحن نسأل: ما العمل؟ هل نبقى بعيدين عن العراق؟ وطننا جنة والغربة صعبة. هنا كل واحد يقول: يا روحي». وأضافت: «قبل فترة تدهورت حالتي الصحية ما استدعى دخولي المستشفى الخاص، لأنهم لا يسمحون للعراقيين بالمعالجة في المستشفيات الحكومية الأردنية. وقد اضطررت إلى الاستدانة واستجداء المال أحيانا من بعض العراقيين».

وأوضحت أم حيدر: «أما ما نتسلمه من الأمم المتحدة فضئيل جدا مقارنة بأسعار السوق الأردنية، فسعر علبة الدواء الخاصة بارتفاع ضغط الدم يصل أحيانا إلى 70 دينارا أردنيا، وما نتقاضاه من مساعدات 160 دينارا أردنيا، ونبقى ندور في حلقة مليئة بالحيرة والتفكير في الأيام القادمة وما تحمله من مفاجآت». أما خليل، من سكان شارع حيفا ببغداد، فيعمل في محل صغير للإكسسوارات، في وسط مدينة عمان الأردنية فيقول: «أريد العودة إلى بغداد لكن كيف وأنا لا أستطيع دفع الغرامة المتراكمة بحقي للدولة الأردنية وما العمل؟ فمنذ عام 2004 وحتى هذا الوقت يترتب، دفع أجور غرامة تأخيرية عن كل يوم دينار ونصف أردني، وما أحصل عليه من أجور عملي اليومي ثلاثة دنانير أدفع منها إيجار غرفة صغيرة وأجور ماء وكهرباء وتوفير طعام لثلاثة أفراد، زوجتي وابنتي وأنا». وأضاف: «قدمنا عدة طلبات إلى مكتب منظمة الأمم المتحدة من أجل إدراج أسمائنا أسوة ببقية العراقيين اللاجئين هنا للحصول على راتب شهري مقداره 160 دينارا أردنيا، لكن لا نعلم لماذا التأخير ومن السبب والمتسبب في ذلك؟».

غرامات تأخيرية.. ولكن عندما سألناه لماذا لا تعود إلى العراق عندما أعلنت الداخلية الأردنية أنها ستعفي كل من يغادر الأردن إلى العراق من دون أن يدفع الغرامة؟ رد خليل قائلا: «صحيح أن الحكومة الأردنية أعفت العراقيين من الغرامات ولكن الوضع الأمني وقتها كان سيئا ولا نستطيع تامين أنفسنا في العراق وعندما لجأنا إلى السفارة قالت لنا: هذه إجراءات الدولة الأردنية ولا بد من تنفيذها».

أما ماجد فهو لا يقل ألما وشكوى من ضعف الحالة المادية، ويطلب من المسؤولين العراقيين النظر بواقع جدي وعملي لأوضاع اللاجئين لأن ظروفهم صعبة وبحاجة إلى المال، ليس فقط لتلبية متطلبات الحياة اليومية أو دفع إيجار مكان إيواء عوائلهم إنما النظر بعين الرأفة والاعتبار لحالة المرضى العراقيين وهم يبحثون عن دواء يحسب لهم بسعر تجاري فضلا عن أسعار الأطباء الخارجيين لأن الأردن لا يسمح للعراقي بمراجعة المراكز والمستشفيات الحكومية، خصوصا الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم، وداء السكري الذي تصل تكلفة علاجه أحيانا إلى 60 دينارا أردنيا. وأضاف ماجد: «في أحيان كثيرة عندما نطلب المال من الأمم المتحدة تأتينا الإجابة بأن المبالغ المقررة والمحددة يجب ألا تتجاوز 160 دينارا أردنيا إضافة إلى أن المنظمة تؤكد بأنها غير مخولة بصرف المبالغ النقدية حتى إن كانت للعلاج». وقال مسؤول في السفارة العراقية فضل عدم كشف اسمه قال إن «السفارة لا تخصص مساعدات وتقدم مساعدات دورية وهذه المهمة موكلة بها منظمات إنسانية وعندما صرفت الحكومة العراقية العيدية ومقدارها 200 دولار استعنا بقوائم الأمم المتحدة لمن هو محتاج إذ يصل عدد الأسر المحتاجة إلى نحو 30 ألف أسرة».

أغلب العراقيين يريدون العودة إلى ديارهم، نتيجة تحسن الأوضاع الأمنية وهذا السبب كان العامل الرئيسي لعودة الكثيرين بعد مبادرة الحكومة العراقية بنقل الراغبين بالعودة بواسطة شركة «الخطوط الجوية العراقية» وتقديم مكافأة مالية مقدارها مليون دينار عراقي، لكن السؤال الذي يطرحه الكثير من المغتربين العراقيين هل المليون دينار كاف لبدء حياة من جديد أم أنه يكفي لدفع إيجار منزل لمدة شهرين وبعد ذلك تبدأ رحلة البحث عن عمل لسد متطلبات العيش اليومية. ووافقت السلطات الأردنية على قبول الطلاب العراقيين في المدارس الحكومية للعام الدراسي الجديد من دون اشتراط الحصول على الإقامة.

ويقول الناطق الإعلامي باسم وزارة التربية والتعليم الأردنية أيمن بركات، إنه «يتم قبول الطلاب شريطة تقديم البيانات اللازمة مع تطبيق التعليمات الخاصة بقبولهم باستثناء الإقامة ويتم معاملتهم معاملة الطلاب الأردنيين من إعفاء الرسوم المدرسية وتوزيع الكتب وغيرها من الشؤون التعليمية». وكانت إحصائيات تشير إلى أن عدد الطلاب العراقيين في العام الدراسي الحالي بلغ أكثر من 30 ألف طالب وطالبة.

وفيما يتعلق بالخدمات الصحية المقدمة للعراقيين، قال السفير العراقي في عمان سعد الحياني: «إن العلاج في المستشفيات الخاصة مكلف جدا في الأردن، لكن المراكز الصحية الأردنية كانت تقدم خدماتها مجانا للعراقيين، والآن بعد عقد اجتماعات لجنة بحث أوضاع العراقيين تقرر أن تقدم المستشفيات الأردنية الحكومية خدماتها للعراقيين أسوة بالمواطنين الأردنيين، وذلك لأننا لا نستطيع إنشاء مؤسسات صحية موازية لما هي موجودة في البلد».

من جانبها، تنفي الحكومة الأردنية اعتماد سياسة تسفير العراقيين حيث أكد أكثر من مسؤول في الحكومة الأردنية أن بلاده ستبحث مع مسؤولين أميركيين ودوليين في خيارات عدة لتنظيم عملية دخول العراقيين لأراضي المملكة الأردنية والتعامل مع مئات الآلاف من الموجودين منهم في الأردن.

من جانبها، ترى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العاصمة الأردنية مخاوف الأردنيين حقيقية ومشروعة على الأمن في هذه البلاد، كما تخشى من احتمال انفراط لحمة المجتمع الأردني. فمن غير المقبول - لا في الأردن ولا في غيره - أن يسمح لهذا العدد الهائل من اللاجئين الذي يعادل 15 في المائة من مجموع سكان البلاد بالبقاء فيها بشكل دائم. ويؤكد عراقيو الأردن أنهم رغم مشكلاتهم يشعرون بالامتنان للملاذ الآمن الذي يوفره الأردن لهم. لكنه مع انعدام الأمل في تحسن الحالة في العراق على المدى المنظور يبدو أن اللاجئين العرقيين سيمكثون في الأردن لفترة قد تطول.

وتقول رنا سويس من مفوضية شؤون اللاجئين إن الكثير من العراقيين في عمان يعيشون حالة الخوف من إرجاعهم إلى بلادهم قسرا ولكن لا داعي لخوفهم هذا دائما. وتضيف: «في الواقع، الأردن بلد متسامح جدا ولم يشرع بعملية إعادة جماعية للعراقيين الذين يقيمون بشكل غير نظامي على أراضيه».


الرد على: البغاء العراقي ينتشر في سوريا - بسام الخوري - 10-11-2010

أزمة اللاجئين (الحلقة 3): اللاجئون العراقيون في مصر يعملون في العقارات ومطاعم «المسكوف».. ويرددون: يا غريب اذكر أهلك

يتراوح عددهم بين 20 و30 ألفا.. واختاروا الاستقرار في القاهرة والإسكندرية
لاجئ عراقي يعرض هويته الشخصية لدى مقابلة مع مفوضية اللاجئين في القاهرة (أ.ف.ب)
القاهرة: وليد عبد الرحمن
بعد أن فرقتهم الصراعات التي تمزق وطنهم، جمعتهم أوجاع الغربة التي يعيشونها.. إنهم آلاف العراقيين الذين تركوا بلدهم الذي مزقه الاحتلال والحرب ويعيشون في القاهرة، محاولين استعادة ملامح عراقهم الذي تركوه وأهلهم الذين غادروهم.

وعلى الرغم من الحفاوة والترحاب اللذين يتعامل بهما المصريون مع أشقائهم العراقيين المقيمين، فإن كثيرا منهم ما زالوا يعتبرون أن «الغربة كربة» محاولين تجميع أنفسهم لاستعادة الإحساس بدفء المجتمع الذي تركوه وراءهم.

وحسب دراسة حديثة لمركز دعم واتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء المصري، يتراوح عدد العراقيين في مصر بين 20 و30 ألف لاجئ عراقي، ونفت الدراسة العدد غير الرسمي الذي كان يقدر بنحو 150 ألف عراقي، وأشارت الدراسة إلى أن هذا العدد تم التوصل إليه من خلال عينة من ألف أسرة للاجئين عراقيين في القاهرة والإسكندرية. في حين كشف مصدر مسؤول في مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالقاهرة لـ«الشرق الأوسط» عن «استحالة تحديد أعدد العراقيين الحقيقية في مصر، نظرا لرحيل كثيرين، ووفود أعداد كبيرة يوميا على مصر، ويمكن القول إن 11 ألف عراقي بمصر حصلوا على صفة لاجئ رسمي»، مشيرا إلى أن هناك العشرات من طلبات اللجوء اليومية تقدم إلى المكتب.

يفضل العراقيون في مصر السكنى في تجمعات بعينها في عدة مناطق منها مدينة الرحاب (30 كيلومترا شمال القاهرة)، والحي السابع بمحافظة 6 أكتوبر (20 كيلومترا جنوب القاهرة)، والحي السابع بضاحية مدينة نصر (شمال شرقي القاهرة)، والمعادي (جنوب القاهرة).

وتستطيع بسهولة أن تميز مناطق تجمع العراقيين وذلك عن طريق المقاهي التي تحمل أسماء عراقية، أو المطاعم والمخابز التي تقدم الأطعمة والمخبوزات العراقية وأشهرها خبز الصمون الحجري والسمك المسكوف.

وعلى الرغم من الحفاوة والترحاب، فإن العراقيين يعانون في مصر من عدة مشكلات؛ أهمها أن أغلبهم دخل إلى مصر بتأشيرة سياحية محددة المدة، وعقب انتهائها إما يغادرون مصر إلى مكان آخر، سواء كان العراق أو أي بلد آخر، أو يقيمون في مصر بشكل غير شرعي.

ولعل أكبر المشكلات بعد الإقامة هي إلحاق الأبناء بالمدارس والجامعات، خاصة في ظل عدم وجود تأشيرة إقامة قانونية، بالإضافة إلى البحث عن فرص عمل وارتفاع أسعار العقارات.

ولجأ عدد من العراقيين في مصر إلى الاتجار في العقارات في «الرحاب» و«6 أكتوبر»، فبعد أن كانوا يستأجرون شققا للإقامة فيها، أصبحوا يشترون تلك الشقق لتأجيرها أو الاتجار فيها، الأمر الذي ساهم في رفع أسعار العقارات في تلك الأماكن.

«أشتاق إلى العراق وإلى العودة إليه وأحن إلى أهلي، وأحاول في مدينة السادس من أكتوبر أن أعوض نفسي من خلال العراقيين الذين يعيشون فيها وجاءوا إلى مصر مثلي».. هكذا عبر عبد العزيز عساف، عراقي مقيم بمدينة السادس من أكتوبر عن ما يجيش في صدره، في مصر التي يقيم فيها منذ فترة، وقال: «نحن العراقيين نحرص على اللقاء في كل مناسبة ونتجمع على المقاهي لنشاهد القنوات العراقية ونتابع أخبار الوطن، لعل الخير يصيبه»، وأضاف عساف: «نشعر في مصر وكأننا بين أهلنا ويستطيع أي عراقي أن يأمن على حياته وحياة أسرته، إلى جانب حرية العقيدة فلا يوجد أي تهديد لمن يتبع مذهبا دون غيره من المذاهب، إلى جانب إمكانية إقامة مشاريع توفر الحياة الكريمة».

وقال عبد الرحمن محمد، وهو عراقي مقيم بمدينة السادس من أكتوبر: «حاولت مرات كثيرة أن أعمل في إحدى الشركات المصرية لكن بلا جدوى حتى وجدت عملا في أحد مكاتب العقارات، ولم أستمر فيه طويلا لأستقر بعد ذلك في العمل بأحد المطاعم العراقية». وأضاف: «جئت إلى مصر بعد أن أصابني الجنون من هول ما جرى في العراق، وأبيع الآن الفلافل العراقية والشامية والدجاج، وزبائني يأتون إلي من خارج مدينة السادس من أكتوبر».

وعن ما إذا كان ينوي العودة إلى العراق في يوم ما، قال: «أعود إليها ولو سيرا على الأقدام ثم أموت على حدودها، فأنا لا أتخيل نفسي مدفونا خارج أرضها».

ويشكو بسام فهد، وهو عراقي مقيم في حي مدينة نصر من معاناة الأسر العراقية من إلحاق أبنائها بمراحل التعليم المختلفة نتيجة رفض السلطات المصرية تسجيل أي طالب لا يحمل هو وذووه تأشيرات إقامة قانونية. ويقول فهد: «مستقبل أبنائنا معرض للضياع لأننا نعامل معاملة الأجانب في مصر»، معربا عن أمله «في إعفاء العراقيين من رسوم الجامعات والمدارس كما فعلت مصر من قبل مع اليمنيين والسودانيين، لا سيما أن الطلبة العراقيين لو تم توزيعهم على الجامعات المصرية فلن يزيد نصيب كل جامعة على 10 طلاب».

من جهته، لفت على كردي، وهو عراقي مقيم بحي مدينة نصر، أن كثيرا من الأسر العراقية قررت العودة الطوعية إلى العراق، خاصة بعد تحسن الأحوال الأمنية هناك بشكل نسبي في بعض المناطق، بالإضافة إلى ازدياد الضغط المعيشي عليهم من تكاليف إيجار المسكن ومتطلبات المعيشة ومصاريف التعليم لمن لديه أطفال وشباب في مراحل التعليم المختلفة، وفي ظل نفاد مدخراتهم التي جلبوها معهم.

وطالب كردي منظمات المجتمع المدني في مصر بالالتفات إلى الحالات الإنسانية للاجئي العراق وتقديم المعونة المادية لهم، مشيرا إلى أن المنظمات الإنسانية الدولية قررت منح العراقيين في مصر أجورا رمزية لمدة ثلاثة أشهر فقط ثم امتنعت عن تقديمها بعد ذلك، على الرغم من أنها تساعد باقي لاجئي العالم بصفة مستمرة، على حد قوله.

وقال ظافر عبد الله، مقيم بمدينة الرحاب، إن أي طالب عراقي يواجه مشكلات كثيرة في الالتحاق بالجامعات المصرية، معتبرا أن عدم منح الإقامة السنوية ليس المشكلة الكبرى التي تواجه العراقيين، إنما تتمثل في أن من يخرج من مصر لأسباب تجارية مثلا لا يستطيع العودة إليها مرة ثانية، الأمر الذي يهدد مصالح كثيرين منهم، خاصة الذين يعملون في التجارة، لعدم الحصول على التأشيرة التي أصبحت مشكلة معقدة ومن الصعب جدا أن يحصل العراقيون عليها.

وطالب عبد الله الجهات المصرية المسؤولة بتسهيل منح التأشيرة والإقامة للعراقيين لتخفيف معاناتهم. وقال عبد الله: «أي لاجئ عراقي لا يستطيع أن يعمل في مهنته بمصر التي كان يمتهنها في العراق، ويضطر إلى العمل في مهنة أخرى هي أبعد ما تكون عن اختصاصه، وغالبا ما تكون هذه المهنة عاملا في أحد المحال».

وذكر إياد صالح، مقيم بحي المعادي: «على الرغم من امتلاكي منزلا في مصر، وأعمل مديرا في أحد المطاعم، فإنني لم أتمكن من الحصول على الإقامة السنوية، فتم منحي أنا وأولادي إقامة تجدد كل ثلاثة أشهر، على الرغم من أن أولادي طلاب في مدارس خاصة بالقاهرة»، وأضاف: «أشعر بأنني مهدد في عملي وأخاف من طردي بسبب الإقامة التي لا تؤرقني وحدي، بل تؤرق آلاف العراقيين في مصر»، مشيرا إلى أن جميع اللاجئين العراقيين تركوا بلادهم بحثا عن ملاذ آمن في مصر، والآن يفكرون في الهجرة منها بحثا عن الأمان في بلاد أخرى حتى لو كانت ممن اعتدت على العراق. وقال صالح: «ناشدنا كثيرا من المسؤولين في السفارة العراقية لمطالبة الحكومة المصرية بالتخفيف عنا، والتنازل عن بعض قوانينها القاسية الخاصة باللاجئين، ولكن لم يستجب أحد».

وأشار صالح إلى أن كثيرا من العراقيين فكروا أيضا في العودة إلى العراق على الرغم من عدم ملائمة الظروف، وبالفعل شرع عدد كبير في الخروج من مصر، عن طريق مكتب للهجرة في مصر، ولكن توقف هذا المكتب عن توفير تذاكر السفر للعراقيين من دون أيه أسباب.

من جانبه، أكد الدكتور فهمي القيسي، وهو دبلوماسي عراقي سابق، وحاليا يشغل منصب عميد كلية الحقوق والتجارة في جامعة السلام الدولية بصنعاء، ويقيم مع أسرته وأولاده في حي مدينة نصر، أن العراقيين لجأوا إلى مصر نتيجة أعمال العنف والقتل والدمار الشامل التي شهدها العراق بعد الاحتلال، وأضاف: «كان عدد العراقيين في مصر بداية الأمر 100 ألف عراقي دخلوا مصر رسميا عبر جوازات، وتركزوا في القاهرة والإسكندرية والمنصورة وصعيد مصر، واستقبلهم المصريون بالترحاب ووفروا لهم فرص عمل ومساكن مناسبة نتيجة وجود علاقة عمل وصداقة قوية بينهم أثناء عمل بعض المصريين في العراق في السبعينات والثمانينات». وتابع: «ظل العراقيون على حالهم في مصر إلى أن حدثت الأزمة العالمية التي ضربت دول العالم أجمع، وقرر بعضهم الهجرة من مصر برغبتهم الشخصية، حيث لم تطردهم مصر، نتيجة صعوبة انضمام أبناء الجالية العراقية إلى المدارس الحكومية في مصر». وقال القيسي إن «العراقيين الموجودين في مصر مقسمون إلى طبقة غنية، وهي التي قدمت إلى مصر في الثمانينات والتسعينيات واشتغلوا بالتجارة، وأقاموا مصانع وشركات، وعددهم لا يتجاوز الـ100 عراقي، أما بقية العراقيين، فهم إما عمال حرفيون أو أصحاب مطاعم ومخابز ومقاه أو صيادلة وأطباء».

وحول الاستثمارات العراقية في السوق المصرية، قال القيسي: «إنها ما زالت تحبو في خطواتها الأولى، ويتجه رجال أعمال عراقيون للاستثمار الآن في الأراضي الزراعية والعقارات، لأن الزراعة والعقارات هي المجال المناسب لهم على عكس الصناعة التي تحتاج إلى استقرارهم في مصر».

وأشار القيسي إلى أن معظم العراقيين الموجودين في مصر لديهم أمل في العودة إلى بلادهم، لأنهم يعتبرون أنفسهم مهاجرين، ويغلب عليهم بين الحين والآخر الحنين للوطن والأرض والذكريات والطفولة والأجداد.

من جانبه، أوضح أحمد الحبوبي، وهو وزير عراقي سابق مقيم حاليا بمدينة الرحاب، أن الوجود العراقي في مصر تم على مرحلتين؛ الأولى في عهد الرئيس صدام حسين قبل عام 2003، وشهدت هجرة كثير من المدنيين والعسكريين والسياسيين الذين لهم مواقف معادية لنظام صدام، والثانية بعد عام 2003 بعد سقوط نظام صدام حسين والاحتلال الأميركي.

وقال الحبوبي: «إن مصر فتحت ذراعيها لمختلف التوجهات في أحياء مدينة نصر والسادس من أكتوبر وغيرها التي تقيم فيها غالبية العراقيين حيث توجد كثير من الجامعات والمعاهد الخاصة إلى جانب المصانع والشركات التي قد يجد فيها العراقيون فرصا للعمل».

وأكد الحبوبي أنه طوال الـ7 سنوات الماضية والعراقيون يعانون من الأوضاع الاقتصادية المتردية في مصر، لذا قرروا الذهاب إلى أميركا، وأكد أن عددهم الآن لا يتعدى الـ30 ألف عراقي في مصر. وأوضح أن المثل العراقي: «يا غريب اذكر أهلك» ما زال عالقا في أذهان جميع العراقيين، ويعتبرون «الغربة كربة»، لكن ما يمنعهم من الرجوع إلى العراق هو الوضع الأمني المتردي، ولكن عقب استقرار الأوضاع سوف يعودون.

وذكر الحبوبي أن هجرة العراقيين من العراق إلى مصر تعد الرابعة في تاريخ العراقيين الذين باتوا لا يجدون سوى النزوح في ظل الأزمات، وحدثت الموجة الأولى عقب قيام الثورة العراقية عام 1958 وكان من أشهر اللاجئين إلى مصر الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي سكن القاهرة ضمن عدد كبير من العراقيين المنتمين إلى حزب البعث الذين فروا إليها، وبقي صدام في مصر حتى عام 1963 عندما عاد إلى العراق، أما موجة الهجرة الثانية فحدثت خلال فترة الحرب العراقية - الإيرانية في الفترة من 1980 - 1988 التي عرفت بـ«حرب الخليج الأولى»، وتذكر التقارير أن إيران كانت قبلة العراقيين الذين فروا من العراق في تلك الفترة، حيث هاجر إليها حسب الإحصاءات الرسمية نحو 200 ألف عراقي من المعارضين لسياسة صدام حسين. وقال إن موجة الهجرة الثالثة كانت بعد حرب الخليج الثانية عام 1991، خاصة في ظل انهيار الأوضاع الاقتصادية والسياسية في العراق بعد فرض العقوبات الدولية عليها من قبل الأمم المتحدة.

من جهته، كشف حازم العبيدي الباحث العراقي في المعهد الديمقراطي العربي بالقاهرة، مقيم في حي المعادي، أن أعداد العراقيين بدأت تزداد بشكل مخيف في بداية عام 2007 وبلغ عدد العراقيين الذين نزحوا إلى مصر حسب إحصاءات الحكومة المصرية وإحصاءات الأمم المتحدة 120 ألف عراقي، وتقلص العدد الآن حتى بلغ 20 ألف عراقي، وقال العبيدي: «في عام 2007 وما بعده كان المتجول في محافظة السادس من أكتوبر يشعر أنه يتجول في مدينة عراقية، ولكن بعد رفض مصر منح العراقيين إقامات، وبعد قرار هيئة الأمم المتحدة بإعادة توطين اللاجئين العراقيين، اتجهوا إلى أميركا وكندا وأستراليا»، وأضاف: «تشير البيانات إلى أن هناك 3 طائرات شهريا تنقل اللاجئين العراقيين من مصر إلى الدول الأوروبية، بعد أن وفرت لهم هذه الدول ضمانات صحية واجتماعية واقتصادية لم توفرها مصر ولا الدول العربية».

من جهته، قال السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري السابق إن «معظم اللاجئين العراقيين في مصر من السنة أنصار الرئيس العراقي صدام حسين وليسوا من الشيعة، ومصر تضع عليهم قيودا وإجراءات شديدة خاصة في مسألة التأشيرات، لأن مصر ليست معلنة كدولة إعادة توطين للاجئين من أي مكان بالعالم وليس هذا إجراء موجها ضد العرب أو العراقيين، فالدول المستقبلة للاجئين بالعالم معروفة مثل أميركا وأستراليا وكندا ونيوزيلندا وبعض دول غرب أوروبا، وهي (أي مصر) فقط دولة مضيفة للمقر، أي الدولة التي يوجد بها مقر لمفوضية اللاجئين، وبحكم مكانها الجغرافي فهي أيضا دولة عبور للاجئين وغالبيتهم من فلسطين والسودان ثم الصومال والعراق».

وذكر الأشعل أن مصر تشددت مع العراقيين الوافدين في البداية، ولكن بعد فترة أبدت تفاهما، مشيرا إلى أن مصر تعد ثالث دولة عربية بعد سورية التي يقدر عدد العراقيين فيها بمليوني عراقي، ثم الأردن، وأضاف أنه على الرغم من إعلان الأمم المتحدة عودة العراقيين للعراق بعد أن قلت حدة الانقسام الطائفي، والعمليات الأميركية في العراق، لإعادة بناء العراق، فإنه لم يستجب لذلك إلا 10% فقط ورجعوا إلى العراق. وقال الأشعل: «أقيس عدد من رحلوا من مصر وفقا لعدد من أقوم بالتدريس لهم في معهد الدراسات العربية، الذي يدرس به كثير من العسكريين العراقيين للحصول على درجة الماجستير والدكتوراه».

وأشار الأشعل إلى أن العراقيين اللاجئين في مصر قدموا إليها عندما سقط نظام صدام حسين بعد مطاردات أميركية، وقد رحلوا تحت ضغط الحياة نفسها، وأن معظم العراقيين الموجودين في مصر يتعاملون مع السفارة العراقية في القاهرة. وأكد الأشعل أن العلاقة الطيبة مع السفارة العراقية لدى مصر ترجع لوجود بعض العاملين بالسفارة من نظام صدام حسين، من أجل التواصل مع العراقيين الموجودين في مصر، مشيرا إلى أنه روعي في جميع الدول العربية أن يكون السفير سنيا وله علاقة طيبة بالجالية العراقية الموجودة في تلك البلاد.


الرد على: البغاء العراقي ينتشر في سوريا - بسام الخوري - 10-13-2010

أزمة اللاجئين (الحلقة الأخيرة): لاجئون عراقيون عادوا إلى بلدهم : الحكومة وعدتنا بحياة جديدة.. لكن ليس كل ما يقال ينفذ

وزارة الهجرة العراقية: أكثر من 8300 عائلة عادت حتى الآن من خارج العراق
عراقية مع ابنتها تنظران من خلال نافذة حافلة تستعد للانطلاق في رحلة من دمشق إلى بغداد (رويترز)
بغداد: نصير العلي
على الرغم من كل الألم الذي عاناه كثير من العراقيين وكان سببا في رحيلهم عن بلادهم، فإن غالبيتهم تحلم بالعودة، ومنهم من عاد فعلا لكنه عاد ليجد أن العراق ما زال يحتاج إلى كثير من الوقت ليعود آمنا معافى من جراحه ويستطيع أن يضم جميع أبنائه من دون أن يوجه لهم أحد سلاحه في غفلة من الزمن ويرديه هو أو أحد أفراد عائلته قتيلا بسلاح مجهولة هوية صاحبه. في هذه الحلقة الأخيرة من سلسلة الحلقات عن أزمة اللاجئين العراقيين تسلط «الشرق الأوسط» الأضواء على العائدين منهم إلى ديارهم وكيف وجدوها.

قدمت الحكومة العراقية الإغراءات والوعود والضمانات لإقناع اللاجئين بالعودة، بل منحت البعض منهم تسهيلات للعودة الطوعية كما حصل للعائدين من مصر والأردن عندما خصصت الحكومة طائرات وعلى حسابها الخاص لإعادتهم مع مخصصات مالية تسلمها بعض العائدين بداية هذا العام، بينما أكد آخرون أنهم لم يتسلموا سوى مبلغ 200 ألف دينار عند هبوط الطائرة في مطار بغداد.

«أم ولاء»، من أهالي البصرة عادت إلى العراق قبل عامين بعد أن فرت وعائلتها إثر دخول القوات الأميركية إلى البلاد وكان زوجها أحد الضباط الكبار من منتسبي الجيش العراقي السابق وقد وجد ورقة ملفوفة على رصاصة أمام بيته وهي العلامة التي ألفها ضباط الجيش بعد سقوط النظام تحذيرا لهم من أنهم على قائمة من سيكون في عداد الموتى ما لم يغادروا. وتؤكد أم ولاء أنها قررت العودة من إحدى دول الجوار بعدما وجدت أن الأوضاع قد استقرت في البلاد لكن زوجها ما زال يقيم في تلك البلاد ولم يعد مع أفراد عائلته. وتضيف: «قررت العودة بسبب صعوبة العيش في الخارج فلدينا خمسة أولاد جميعهم يحتاج إلى الدعم المالي لإكمال دراسته، وقد عدنا بالفعل ووجدنا بيتنا قد نهب بالكامل ولم نجد من يساعدنا وقد تسلمنا فقط مليون دينار (نحو 900 دولار) دعما من الحكومة». وأكدت أن «هذا المبلغ سرعان ما نفد أمام الاحتياجات الكثيرة للأبناء، وكان لزاما علينا أيضا التواصل مع زوجي». وتقول إن حياتهم غير مستقرة وتأمل في أن تعود إلى سابق عهدها، مشيرة إلى أن أهلها وأهل زوجها هم من يقومون بمساعدتهم ماديا ومعنويا لأن المعونات أو الوعود التي قطعتها الحكومة بتخصيص أراض ومبالغ شهرية لم تتسلم منها شيئا.

محسن جبار، 38 عاما، غادر بغداد مجبرا بعد تلقيه تهديدات كثيرة، خاصة أنه يسكن إحدى أكثر المناطق سخونة، ألا وهي منطقة الزعفرانية في جانب الرصافة ببغداد تاركا بيته بكامل أثاثه، ولم يتمكن إلا من حمل بعض ملابس عائلته التي تتكون من عمته وزوجته وأطفاله الاثنين. وقال محسن: «حدث ذلك في منتصف عام 2004 حينها لم أفكر مطلقا بالذهاب لأهلي القاطنين في محافظة قريبة، بل قررت السفر إلى سورية حيث بقيت فيها ما يقرب من ستة أشهر ثم السفر لبلد أوروبي والعودة لسورية». وأضاف محسن عن عودته للعراق، أن أغلب من يغادرون العراق «لديهم أسباب محددة وأهداف أيضا واضحة؛ فهناك من يريد النجاة بروحه والحفاظ على أرواح عائلته، وآخرون يريدون العمل، وآخرون الحصول على هجرة والعيش في الخارج بقية حياتهم». وأضاف أنه كان دوما يتابع الأوضاع العراقية بتفاصيلها كافة؛ الأمنية والسياسية والاقتصادية، وبعد مناقشات كثيرة مع العائلة، كان القرار هو المخاطرة بالعودة إلى بغداد مهما كانت النتائج، مضيفا: «عند عودتنا لم نجد الامتيازات نفسها التي كنا نسمعها من المسؤولين العراقيين فلم يطرق بابنا أحد ليقول لنا: ما الأضرار التي لحقت بكم؟ هل تريدون دعما لإعادة ترميم بيتكم الذي سكنته عائلة أخرى بشكل غير قانوني وتصرفت في أثاثنا وألحقت أضرارا كبيرة به ولم يتركوا البيت إلا بعد دفع مبلغ مالي كبير لهم؟ وهنا اضطررنا للسكن مع أبي لحين عودة الاستقرار وتمكني من تأمين مبلغ لإعادة ترتيب وضعي في البيت من أثاث وترميم وغيرها».

أما حامد النعيمي، 45 عاما، فكانت له وجهة نظر تختلف تماما عن محسن؛ فبين أنه ناضل طويلا للحصول على تأشيرة والإقامة في أستراليا، فهو اضطر للسفر من بغداد بسبب أعمال العنف التي شهدتها البلاد بعد سقوط النظام، وتوجه للأردن، ومن ثم العمل هناك وتأمين تأشيرة إلى اليمن ومن هناك إلى ليبيا ومن ليبيا إلى إيطاليا، وأخيرا قبلته أستراليا، وكل هذا جرى بعيدا عن عائلته التي قال إنه أمنها عند ذويه في محافظة بابل لأنها أكثر أمانا من العاصمة، وبعد السفر إلى أستراليا تقدم لبرنامج يسمى «لم الشمل» فانضم إليه باقي أفراد عائلته المكونة من زوجة وابنتين وثلاثة أبناء. وأضاف النعيمي أن حادثا وقع في أستراليا جعله يفكر في العودة إلى العراق، وبين أنه أقنع الجميع بتحمل مدة إقامة قانونية لأجل الحصول على إقامة ثابتة بعدها عدنا لبغداد، ويقول بعد عودته للعراق: «عقبات كثيرة واجهتنا بعد العودة، فوجدنا أن أسعار العقارات في بغداد غالية جدا وتفوق حتى أسعار العقارات في أستراليا أو بلدان أوروبية، كما أن هناك مشكلة الحصول على عمل لائق يؤمن عائدا ماديا يمكنني من تأمين مستوى معيشي مناسب أو مماثل لما كنا نعيشه في أستراليا، لكن لم نستطع التأقلم، كما أن أبنائي يريدون العودة لأجل إكمال دراستهم في جامعات جيدة والحصول على تخصصات مميزة، وكل هذا يدفعني للعودة إلى أستراليا، وما يزيد اندفاعي هو أن الأوضاع في بلدي لم تصل لحد الاستقرار الكامل، فما زال يعيش حالة من التذبذب في كل المفاصل ويحتاج لوقت طويل قبل أن يقال إنه آمن».

عراقي آخر اسمه طارق الزبيدي غادر بغداد بداية عام 2005 وتمكن من الحصول على تأشيرة لإحدى الدول لكن مشكلات كثيرة صادفته ففضل العودة إلى العراق، مؤكدا أن الأوضاع في العراق اختلفت وهناك فرص عيش يتصورها أفضل بكثير من أي بلد آخر. وبين الزبيدي أنه قرر البقاء في العراق والبدء من جديد.

من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة المهجرين والمهاجرين حيدر الموسوي لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة «سبق أن تبنت استراتيجية العودة الطوعية التي تشمل فئات المهجرين والمهاجرين والنازحين كافة، وتتم هذه الاستراتيجية عبر آليات كثيرة؛ تبدأ من دعمهم بالخارج، وتسهيل مهمة إعادتهم على حساب الحكومة، ووصولا إلى تأمين مناطقهم وإخلاء دورهم وإعطاء منح لترميمها وإعادتهم للوظائف وأبنائهم للمدارس ومنحهم قطع أراض، وفعلا تحقق كثير خلال السنتين الماضيتين. ولو نظرنا لآخر إحصائية، وهي المسجلة فقط في دوائر وزاراتنا المنتشرة في عموم مناطق العراق، لوجدنا استمرار عودة العائلات العراقية إلى أماكن سكنها الأصلية وفي جميع المحافظات، وأن أعداد العائدين المسجلين في الوزارة بلغت حتى 15 سبتمبر (أيلول) 75180 ألف عائلة؛ 8423 منها من النزوح الخارجي، و45035 من النزوح الداخلي، و1882 من الأسر المسفرة، و19822 من المهاجرين».

وبشأن العراقيين الذين ما زالوا يرغبون في البقاء بدول الجوار، بين الموسوي: «إننا يجب أن نفرق بين عراقي سافر للخارج لأجل العمل أو الهجرة واللجوء، وبين من هجر قسرا، ونحن نظمنا زيارات كثيرة لهذه الدول ووجدنا أن أعداد الفئة الأولى أقل بكثير مما تعلن عنه المنظمات العالمية. والأمر الثاني هو أن عدد المهجرين بينهم قليل؛ فقسم مقيم ولديه أعماله واستثماراته، وآخر سافر للعلاج، وآخر للسياحة. أما الذين لم يفكروا في الهجرة إلى بلد ثالث فقد عادوا وقدمنا لهم جميع أشكال المساعدة».
233223322332233223322332


أزمة اللاجئين (الحلقة 4): اللاجئون العراقيون في لبنان.. وضعهم القانوني أساس مشكلاتهم وتعرضهم للاستغلال

عائلات تعيش في قلق دائم.. وتتقاسم المنازل الضيقة في الأحياء الشعبية
عائلة عراقية تفترش الأرض في منزلها المتواضع في أحد أحياء بيروت (أ.ف.ب)
بيروت: ليال أبو رحال
استكمالا لحلقات اللاجئين العراقيين، فأن ظروفا معيشية صعبة يعيشها العراقيون في لبنان، الذي لا يوافق على إعادة التوطين، إذ إنه ليس عضوا في اتفاقية جنيف لعام 1951، والخاصة بوضع اللاجئين أو بروتوكول عام 1967 المرفق بها. ونتيجة عدم انضمام لبنان إلى هذه الاتفاقية، فإنه لا تشريعات أو ممارسات إدارية من شأنها تلبية الاحتياجات المحددة للاجئين وطالبي اللجوء في لبنان، ومن بينهم العراقيون.

وبذلك، ينظر لبنان إلى من يدخل حدوده خلسة أو من يبقى فيه بعد انتهاء المدة القانونية المحددة في تأشيرة دخوله بمثابة مقيم غير شرعي، ما لم يلجأ إلى تسوية وضعه القانوني أسوة بباقي الأجانب. ولا يحول ذلك دون تعرضه للملاحقة بسبب دخوله أو بقائه في البلد بطريقة غير شرعية.

وفق مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، فإن العراقيين يدخلون إلى لبنان بطريقة شرعية عبر المطار أو غير شرعية عبر الحدود مع سورية، ومن يدخل بطريقة شرعية يصبح وجوده بعد انتهاء مدة تأشيرته غير شرعي. وأوضحت لور شدراوي، من المكتب الإعلامي للمفوضية، في اتصال مع «الشرق الأوسط» أنه «لا إطار قانونيا في لبنان يتطرق لهذه الحالات من الناحية القانونية، وتتدخل المفوضية لدى السلطات لمعالجة كل حالة على حدة».

وشددت على أن «معظم مشكلات العراقيين في لبنان ناتجة عن وضعهم غير القانوني، وما يتفرع عن هذا الوضع من مشكلات تتعلق بالتعليم والعمل واستغلالهم من قبل أرباب العمل لوجودهم بصورة غير شرعية وتهديدهم الدائم بإمكانية التبليغ عنهم».

وفي حين تلفت إلى أن «بقاءهم مؤقت لأن لبنان ليس دولة لجوء ونحن نلتزم بهذه المعادلة ونحاول إيجاد حلول للاجئين العراقيين خارج لبنان»، أوضحت برنا حبيب من جمعية رواد فرونتيرز - وهي جمعية تعنى بمتابعة الوضع القانوني للحالات الفردية عن طريق محامين ومتخصصين في قانون اللجوء أمام مفوضية شؤون اللاجئين وأمام السلطات اللبنانية المعنية حسب الحالة - أنه «لا يجوز القول بأن لبنان ليس بلد لجوء». وتستند في ذلك إلى أن «مقدمة الدستور اللبناني التي هي جزء لا يتجزأ من الدستور أقرت حق اللجوء، حيث أدخل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في الدستور وهذا الإعلان ينص في المادة 14 منه على حق التماس اللجوء هربا من الاضطهاد، كما أن القوانين اللبنانية تقر هذا الحق في المواد 26 - 31 من قانون 1962 الخاص بالدخول والخروج من لبنان».

ومع استنفاد كل الموارد التي يحملونها من العراق، يجد عراقيو لبنان أنفسهم في حالة قلق دائم من الغد، ولا يجدون حلا لبقائهم في لبنان سوى العمل بطريقة غير شرعية، مع صعوبة إيجاد كفيل يضمنهم عبر المصارف اللبنانية. ويبقى قبول طلب إعادة التوطين في بلد ثالث الحل الأمثل.

بناء على إحصائيات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن قرابة 7878 شخصا هو إجمالي عدد اللاجئين المسجلين لدى المفوضية، قدمت طلبات 2100 لاجئ منهم من أجل إعادة التوطين في بلد ثالث. وحتى أواخر أغسطس (آب) الفائت، ساعدت المفوضية 1308 على مغادرة لبنان إلى بلد ثالث، واحتلت الولايات المتحدة المرتبة الأولى، إذ وصل إليها 1172 لاجئا.

وعلى الرغم من عودة الهدوء النسبي إلى العراق، فإن شدراوي توضح أن معظم العراقيين في لبنان ليسوا في وضع يسمح لهم بالعودة لأسباب أمنية، من جهة وخوفا من انتهاكات حقوق الإنسان، من جهة ثانية. وتلفت إلى أن «معظم الموجودين في لبنان هم من بغداد وجوارها، وأوضاعهم النفسية والاجتماعية لا تسمح بعودتهم أو حتى ببقائهم في لبنان، وتشكل إعادة التوطين في بلد ثالث الحل الوحيد أو خشبة الخلاص لهم».

وترد المتحدثة باسم جمعية «رواد فرونتيرز» الوضع الاجتماعي والنفسي للاجئين العراقيين في لبنان، إلى المعاناة جراء انعدام وضعهم القانوني، في غياب أي إطار قانوني شامل وفاعل ينظم عملية اللجوء في لبنان بشكل يتطابق مع المعايير الدولية.

وأشارت إلى أن مذكرة التفاهم التي وقعها لبنان مع مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين من أجل تنظيم كيفية تقديم طلبات اللجوء إلى المفوضية، قاصرة عن توفير الحماية وفق المعايير الدولية، خصوصا أنها لا تتضمن مبدأ عدم الإبعاد القسري ولا تحمي من الاحتجاز بسبب الدخول خلسة إلى البلاد.

ويضاف إلى ذلك، غياب أي نظام لدى الدولة اللبنانية لاستقبال طالبي اللجوء على الحدود، حيث تغيب مفوضية الأمم المتحدة عنها، الأمر الذي لا يوفر للأشخاص الفارين من بلدانهم إلى لبنان طلبا للحماية الدولية أي فرصة لتقديم أنفسهم وأسباب لجوئهم فور وصولهم إلى لبنان، ويعرضهم ذلك لإمكانية إعادتهم عبر الحدود.

وتشرح حبيب نطاق عمل جمعيتها، فتشير إلى «أننا نقوم بمتابعة حالات المحتجزين بسبب الدخول خلسة من اللاجئين وطالبي اللجوء، ونعمل على توكيل محامين للدفاع عنهم أو للطعن باحتجازهم التعسفي، كما نرفع حالاتهم إلى السلطات اللبنانية من وزارة الداخلية بصفتها المشرفة اليوم على السجون وعلى نظارات قوى الأمن الداخلي والأمن العام لوضع حد ممارسة الاحتجاز التعسفي الذي لا يهدف إلا للضغط عليهم ليوافقوا على ترحيلهم، والنيابة العامة التمييزية بوصفها حامي الحريات وممثل المجتمع».

يقدر المجلس الدانمركي للاجئين، وفق آخر دراسة له في يناير (كانون الأول) 2009، عدد اللاجئين العراقيين في لبنان بين 14 و21 ألفا، في غياب إحصاءات لبنانية رسمية. وهم يتوزعون في مناطق عدة، وبشكل خاص في محافظة جبل لبنان وتحديدا في الضاحية الجنوبية وفي شرق بيروت، في السبتية وسد البوشرية والنبعا.

في محلة السبتية، تكتظ الأحياء الشعبية فوق بعضها البعض. وعلى الرغم من أن قسما كبيرا من سكان المحلتين هم من اللبنانيين، فإن نسبة كبيرة من العراقيين، لا سيما المسيحيين منهم، يقصدونهما للسكن والبحث في أحياء محددة، بحثا عن فرصة عمل في المحلات التجارية المنتشرة وفي المدينة الصناعية القريبة. وقرب الكنيسة الآشورية في السبتية، يستوطن العراقيون حيا بأكمله. عائلات تتقاسم منازل ضيقة بهدف تخفيف كلفة الإيجار، ينتظرون مساعدات تعينهم على متابعة حياتهم من مفوضية الأمم المتحدة أو من جمعيات المجتمع المدني في لبنان ومن كنائسهم. خلال شهر أغسطس الفائت، ساهمت الولايات المتحدة بمنحة مالية بقيمة نصف مليون دولار أميركي لمساعدة العراقيين في لبنان، كما قدمت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية حزمة مساعدات نقدية عبارة عن 200 دولار إلى نحو 800 أسرة محتاجة.

لا يمكن لهذه الإعانات وحدها أن تسد حاجات اللاجئين العراقيين اليومية في لبنان. ويجمع الناشطون في إطار رعاية اللاجئين في لبنان على أن المشكلة تكمن في اعتبار الدولة اللبنانية اللاجئين العراقيين وكافة اللاجئين غير الفلسطينيين في حكم غير الموجودين، ومن شأن كل ذلك أن ينعكس سلبا على كافة جوانب حياتهم النفسية والاجتماعية والاقتصادية.

2332


الرد على: البغاء العراقي ينتشر في سوريا - بسام الخوري - 10-15-2010

القبض على خليجيين وعراقيين بتهمة الدعارة في الشاطئ الأزرق
طباعة أرسل لصديق
عكس السير
15/ 10/ 2010

ضبط عناصر فرع الأمن الجنائي باللاذقية شبكتين منفصلتين لتسهيل و ممارسة أعمال الدعارة لزبائن " خليجيين و عراقيين " .
و في التفاصيل التي حصل عليها عكس السير من مصادر مطلعة في جنائية اللاذقية :" أنه تم إلقاء القبض على أربعة شبان يحملون الجنسية الإماراتية و بالتحقيق معهم اعترفوا بحضورهم إلى محافظة اللاذقية للمشاركة في بطولة رياضية و أنهم اتصلوا هاتفيا ً بالمدعو " سليمان " من أجل إحضار داعرات لأجل ممارسة الجنس معهم و فعلا ً أحضر لهم داعراتين لمدة ساعتين في شالية غرب الميرديان و وعدهم بإحضار الثالثة و مقابل ذلك أخذ مبلغ واحد وعشرون ألف ليرة سورية لكنهم لم يتمنكوا من ممارسة الجنس مع الداعرتين بسبب حضور الدورية بوقت مبكر " .
و بالتحقيق مع " سليمان " : اعترف بأنه أحضر الداعرتين عن طريق المدعو " حسن " مقابل مبلغ واحد وعشرون ألف ليرة سورية و إن إحدى الداعرات تكون زوجة حسن " .
و قرر القاضي ترك الإمارتيين جميعهم و تقديم الباقين إلى القضاء المختص أصولا ً .
وفي السياق ذاته فقد ألقت جنائية اللاذقية القبض على رجلين يحملان الجنسية العراقية بتهمة ممارسة الدعارة مع داعرتين من اللاذقية .
و في التفاصيل ." فإنه تم إلقاء القبض على العراقيين اللذاي اعترفا بممارستهما الجنس مع داعرتين مقابل مئتي دولار أمريكي في الوقت الذي اعترف فيه الداعرتان بأن مئة دولار من أصل المئتين مزورة " .
و علم عكس السير أن تم تقديم العراقيين مع الداعرتين و من سهل لهما الدعارة إلى القضاء المختص أصولا .
وتأتي هاتان الحادثتان ضمن سلسلة حوادث مشابهة وقعت في شاليهات اللاذقية ، في منطقة الشاطىء الأزرق بالذات ، الأمر الذي أثر على السياحة الداخلية ، بحسب خبراء ، حيث فضل معظم السياح السوريين تركيا على شواطئ اللاذقية التي كانت المقصد السياحي الأول في سوريا .
عكس السير